القائمة العراقية
14-11-2010, 02:02 PM
حسام طبرة
غياب الدكتور علاوي والهاشمي عن اجتماع قادة الكتل السياسية في بغداد 9 /11 /2010 مبرر بعد المواقف التي أكدت غياب حسن النية في اجتماع أربيل لكنه لا يعني مقاطعة العملية السياسية بدليل حضور وفد رفيع المستوى من العراقية اجتماع بغداد ,,, بيد أن غياب الرجلين كان رسالة أعطت تفسيرا واضحا لرفض الصيغة التي تتسابق من خلالها بقية الأطراف لاختزال الموقف وتكريس مجمل العملية السياسية بصورة منافسة على توزيع وحجز المناصب وليس لتثبيت دعائم مستقبل وطني آمن ومزدهر. الملفات الأساسية لم تكن في اجتماع أربيل 8 /11 /2010 محسومة والهامش الزمني المتبقي ضيق جدا مقابلة بالضغوط الملقاة على كاهل قيادات سياسية اجتمعت هناك.
ائتلاف العراقية لم يكن الا صريحا ومعبرا صادقا عن ضمير ملايين من شعب العراق عندما تناول زعيمه الدكتور أياد علاوي وقياديه الدكتور طارق الهاشمي موضوعات أساسية وجوهرية كانت وما تزال السبب الرئيس لكل التناقضات التي تعتري مسيرة العملية السياسية وتهدد عملية ارساء دعائم ديمقراطية حديثة الولادة ما تزال تتلمس معالم طريقها الذي ولجته منذ عهد قصير في العراق. علاوي تناول الموقف بنظرة شاملة تحدثت عن ضرورة تقاسم السلطة بشكل فعلي يؤمن للعراق مستقبلا آمنا زاهرا يفترض ادراجه ضمن أطر قانونية دستورية تضمن المشاركة والتطبيق قبل الذهاب الى مرحلة تسمية الرئاسات الثلاث في جلسة البرلمان المرتقبة منذ أشهر طويلة.
تناقضات ماثلة في عدم حسم موضوعات بعينها أريد تدويرها في مسار مغلق في حين كان مفترضا أن ترسي اللجان التفاوضية المعنية بملفات مختلفة خلال مناقشاتها في بغداد التي سبقت اجتماع أربيل ملفات أساسية الى جانب ورقة التحالف الكردستاني مثل الصلاحيات الأمنية والدفاعية وصلاحيات أخرى ينبغي أن لا تكرس في يد جهة أو فرد ,,,, كان على هذه اللجان أن تعين القيادات السياسية على حسم العويص مما يفترض أن يطرحه قادة الكتل السياسية وكبار المسؤولين في الدولة في اجتماع أربيل الذي تواصل في اليوم التالي باجتماع مضطرب هش في بغداد وقد عبر عن هذه الحالة السيد طارق الهاشمي حين تساءل في أربيل عما توصلت اليه اللجان بالتوافق حول العديد من الملفات الأساسية وعلى نحو خاص ماهية وصلاحيات وحدود المجلس السياسي للستراتيجيات الأمنية وهو الملف المهم الذي أعيد الى جانب ملفات أساسية أخرى تحكم عملية الشراكة الحقيقية لحكم البلد الى القيادات السياسية لتعطي رأيا خلال هامش زمني ضيق لايتعدى اليومين ثم تعيده مرة أخرى الى تلك اللجان للعمل على تفعيله فيما يبدو انه حلقة مفرغة شبيهة بما يجري في مخاطبات التعامل النمطي داخل مؤسسات الدولة ,,, مثل هذه الملفات أعيدت والأمر مبيت الى قادة الكتل السياسية بكل ثغراتها وعيوبها من دون أن يبذل جهد لأيجاد مقتربات تسهل على هؤلاء القادة حلها خلال اليومين المتبقيين على الأجتماع المفترض أن يعقده البرلمان الخميس 11 /11 / 10 اليوم بدعوة من السيد فؤاد معصوم في ضوء القرار المسيس للمحكمة الأتحادية التي سكتت على خرق استمر طيلة ثمانية أشهر ولم تنطق الا عندما ضم الصدريون صوتهم الى دولة القانون وشكلوا بحسب منظور خاص التزمت به المحكمة أو أنه أملي عليها يرى ان الكتلة الأكبر برلمانيا / لا انتخابيا / أصبحت جاهزة لتكليفها بتسمية رئيس الوزراء في جلسة للبرلمان تعقد بعد جلسة ظلت مفتوحة منذ 16 /4 /2010 الى أن شاء من شاء ان تستأنف بعد أن أنجز الأعلان عن تصويت الصدريين لصالح دولة القانون كما حدث في انتخابات 2005 عندما صنع الصدريون من رئيس الوزراء المنتهية ولايته رئيسا للوزراء في اطار حسابات ومناكفات سياسية معروفة ضمت حينئذ مرشح المجلس الأعلى الدكتور عادل عبدالمهدي مقابلة بالدكتورابراهيم الجعفري الى أن أدخل الصدريون السيد المالكي كمرشح تسوية وهكذا بدت القصة يومئذ فيما تعود اليوم أجزاء واسعة من حبكتها لتعقد خيوط المشهد السياسي بنسيجه المعقد أصلا. من خلال كلمات ومواقف وتصريحات أخرى بدا ان الأمور لم تحسم وهذا ما أمكن ان يستشف من كلمة الدكتور ابراهيم الجعفري التي صدرت بحماس كبير ينم عن ايمان بقضية مفصلية فقد شدد الدكتور الجعفري على دور وأهمية البرلمان وروج لتولي مهام هذا الدور ومن سمع الكلمة ظن ان الدكتور الجعفري كان يشجع الآخرين ويسوق لاقتناص فرصة ثمينة لا ينبغي تفويتها ولن يجود الزمان بمثلها لذا فانه لا ينبغي التغافل عن القبول برئاسة البرلمان فهذا البرلمان كما صورته كلمة الدكتور الجعفري هو الأول والأخير في قرارات الدولة الديمقراطية ولكنه كما أثبتته التجربة الكسيحة التي مضت كان الحلقة الأضعف والأخيرة في تبني تلك القرارات ذلك ان قراراته تقوم كما في كل الديمقراطيات على أساس التصويت / لكن ديمقراطية التصويت في البرلمان العراقي كانت شكلية / ,, وكما هو معلوم فان تصويت الأغلبية السياسية في ديمقراطية العراق لا يقوم في حقيقته على أغلبية سياسية بل على خلفية ان الأحزاب التي تشكل تلك الأغلبية هي أحزاب طائفية يستثنى منها ائتلاف العراقية واذا صادفنا هنا أوهناك أسماء تنتمي الى هذا الطيف أو ذاك فما ذلك الا من لزوميات الديكور والتزويق ,,, ولا أدري هل كان الدكتور الجعفري يقدم تلك الأغراءات البرلمانية الى ائتلاف العراقية أم الى التحالف الكردستاني غير ان ما استشفه من شاهد وقائع الجلسة قد فهم ربما السبب الذي بدا من خلاله السيد نيجرفان بارزاني متبرما من ذلك الطرح خلال لقطة نقلتها عدسات الفضائيات معربا ضمنا وبتلميح بدا على وجهه عن رفض ذلك الأغراء , ولعلي أكون مخطئا في تقييمي لتلك اللقطة وأترك ذلك للجمهور لكن السيد نيجرفان غادر غداة اجتماع أربيل الى طهران لبحث تفاصيل أخرى في الموقف ,,,, ختاما يبدو ان القول الفصل يبقى في ما قاله السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق صاحب المبادرة المباركة والتي يبدو ومن باب المفارقات انها موضع ترحيب جميع الأطراف في التصريحات المحلية والأقليمية والدولية رغم اختلافات المواقف والمرامي فقد قال الرئيس البارزاني في كلمته ان يوم الحسم لم يحن بعد ,,, ومصداق قوله ان الأمور لو تم التوافق عليها على حب الله لما كان هناك حاجة لاجتماع أربيل واجتماع بغداد ولما كانت هناك حاجة لتدخلات وزيارات كبار المسؤولين من دول أقليم الجوار حيث تثير جولة وزير الخارجية التركي داوود أوغلو في العراق والسعودية هذه الأيام حساسية كبيرة لدى بعض الأطراف أو تدخلات أميركية تمثلت في صيغ عديدة أبسطها مهاتفات أوباما وبايدن وتصريحات كلنتون وغيرها ,,, وآخرها وفي عشية اجتماع أربيل وغداة تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي قال فيها ان تشكيل الحكومة العراقية استغرق وقتا أكثر من اللازم وهو أمر محبط جاءنا مرة أخرى السيناتور جون مكين على رأس وفد من الجمهوريين يضم السيناتورين جوزيف ليبرمان ولندسي غراهام وفي تصريحات له عقب اجتماعات مع عادل عبدالمهدي الأثنين ومع نوري المالكي الثلاثاء قال مكين إن واشنطن تضغط بقوة باتجاه تشكيل حكومة عراقية تضمن جميع الكتل الكبيرة بما فيها القائمة العراقية. وشدد في تصريح للأسوشييتد برس بعد لقائه عبدالمهدي على ضرورة حل أزمة تشكيل الحكومة خلال أيام وليس أشهر. ولعل زيارة هذا الوفد تذكرنا بتطورت أعقبت زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في حزيران 2010 حيث جاءت بعدها زيارة لجوزيف بايدن تزامنت مع زيارة فريق من سيناتورات الكونجرس الأميركي,,, وكان يومها هامش الوقت المتبقي لسحب القوات القتالية يضيق يوما بعد يوم ولم يعد يفصل عن جلسة ثانية للبرلمان العراقي كان من المنتظر أن يعقدها الا أيام قلائل كما هو الحال اليوم وكان مفترضا أيضا أن تكون جلسة حاسمة لكن فرقاء العملية السياسية كانوا كما اليوم يدورون داخل حلقة مفرغة والوقت ينفذ ومواعيد الأستحقاقات تتسارع والكل ينظر الى الكل منتظرا ساعة الفرج وساعة يتنازل فيها شيطان الطائفية ويحل ملاك الوفاق ليحترم نتائج الأنتخابات.
ماذا استخلصنا من زيارة بايدن وسيناتورات الكونجرس الذين كان على رأسهم كما في زيارته هذه الأيام لبغداد جون مكين ورفاقه جوزيف ليبرمان وليندسي غراهام ومارك اودال ؟ وهم من تصفهم أوساط واشنطن بصقور الشيوخ ,,,, استخلصنا محصلة تقول ان هؤلاء القوم باتوا شركاء في العملية السياسية حتى لو رفضنا , لكن من منطلق تكريس مصالح بلادهم فقد كانت تزامنت تلك الزيارة مع احتدام كثير من تداخلات الموقف السياسي ومع احتلال ايراني استفزازي لبئر في حقل الفكة حيث لم تصدر عن الجانب الأمريكي سوى تصريحات محبطة أبرز ما جاء فيها ان مكين وبحسب ما نشرت وسائل الأعلام الأميركية أبلغ أوديرنو أن يلغي من حساباته أي موعد محدد مسبقا لانسحاب القوات الأميركية بحسب ما تنص عليه اتفاقية الأطار الأمني الموقعة بين بوش والمالكي , فيما بدا وقتها تهديدا شكليا للأيرانيين والأهم من هذا هو ما ظهر من أن نصوص اتفاقية الأطار هي نصوص تتحرك مع الظرف, تلغى أو تفعل بحسب رؤية واشنطن وصقور الكونجرس وليس للعراق رأي فيها ,,, واشنطن لم تكن لتقبل لا في السابق ولا اليوم بمزيد من ضياع الوقت بالنسبة للأستحقاقات التي تريد تجييرها لصالحها للأنتقال الى اتفاقية تجارية ستراتيجية مع العراق تشير اليها اتفاقية الأطار لكنها لن توقع الا بعد تشكيل حكومة جديدة وهنا يكمن سر الحرص الأمريكي على الأسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة فالأمر ذو علاقة باسعاف الخزانة الأميركية المنهكة من نفقات المليارات على قواتها في العراق , ومن هذا المنطلق وجه وفد الكونجرس يومها رسالة الى المالكي شددت على ان تصويت الشعب العراقي لصالح دولة عراقية موحدة يدل على ان الشعب العراقي يرغب في تغيير سياسة المحاصصات الطائفية والقومية, على حد ما ورد في نص الرسالة. وهو ما يعتبر لدى البعض تحول في الموقف الأميركي عما جاء به الى العراق من سياسة كانت تنزع الى تثبيت مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية , وأخيرا فان ما أسفرت عنه لقاءات ومحادثات بايدن ووفد الكونجرس هو لقاء كان ثاني لقاء بين علاوي والمالكي في تلك الأيام على أمل أن يتم تفهم واحترام نتائج الأنتخابات ومن ثم تهدئة الأجواء وتسيير عجلة المصالح الأميركية. ثم جاءت زيارة ثانية لفيلتمان الى بغداد في 13/8/ 10 وتردد انها جاءت لتضيف الى المقترحات التي سبق أن بعثتها واشنطن الى العراقيين خلال زيارة فيلتمان الأولى بتقاسم ولاية رئاسة الوزراء بين علاوي والمالكي , وفي زيارته الثانية أضاف فيلتمان مقترحا كان وقعه قاس على العراقية يقضي بأن تتنازل عن رئاسة الوزراء على أن يتولي المالكي رئاسة الحكومة مقابل منح العراقية رئاسة مجلس الامن الوطني بعد تحويله الي مجلس ذي طابع دستوري بصلاحيات دستورية اضافة الى توليها رئاسة البرلمان. ولوحظ بكل وضوح ان المقترح الامريكي كان مسايراً للتوجهات الايرانية على قاعدة الحلول البراغماتية التي هي ديدن واشنطن في تاريخ علاقاتها النفعية العريق. المقترح الأمريكي كان يتضمن أيضا تقليص صلاحيات رئيس الوزراء الامنية والعسكرية واناطتها بمجلس الامن الوطني الذي اقترحت واشنطن ان يترأسه علاوي او من ينوب عنه,,, العراقية رفضت على لسان علاوي المقترحات الأميركية رفضا قاطعا لكنها أبقت الأبواب مفتوحة باتجاهات أخرى تضمن لها الحد الأدنى المقبول من استحقاقاتها التي قد يتفهمها الأميركان ومنافسوها من ابناء الوطن. فلننتظر اليوم الموعود الذي سيتم فيه اسقاط صفة الجلسة اليتيمة بجلسة ثانية يعقدها البرلمان بعد ثمانية اشهر مرت على تلك الجلسة ولنر ما ستسفرعنه الجلسة المنتظرة ,,, فالملفات تبدو مما تقدم غير محسومة والشعب لا يتوقع أنه سيشاهد جلسة للمناقشة والجدل والمساجلات بل جلسة لأتخاذ القرارات ولا ينتظر خيرا من وفد مكين الذي جاءنا مرة أخرى ,,, ساعة الصفر تقترب متسارعة فما عسى يمكن للقادة أن يفعلوه في هامش زمني ضيق ؟.
غياب الدكتور علاوي والهاشمي عن اجتماع قادة الكتل السياسية في بغداد 9 /11 /2010 مبرر بعد المواقف التي أكدت غياب حسن النية في اجتماع أربيل لكنه لا يعني مقاطعة العملية السياسية بدليل حضور وفد رفيع المستوى من العراقية اجتماع بغداد ,,, بيد أن غياب الرجلين كان رسالة أعطت تفسيرا واضحا لرفض الصيغة التي تتسابق من خلالها بقية الأطراف لاختزال الموقف وتكريس مجمل العملية السياسية بصورة منافسة على توزيع وحجز المناصب وليس لتثبيت دعائم مستقبل وطني آمن ومزدهر. الملفات الأساسية لم تكن في اجتماع أربيل 8 /11 /2010 محسومة والهامش الزمني المتبقي ضيق جدا مقابلة بالضغوط الملقاة على كاهل قيادات سياسية اجتمعت هناك.
ائتلاف العراقية لم يكن الا صريحا ومعبرا صادقا عن ضمير ملايين من شعب العراق عندما تناول زعيمه الدكتور أياد علاوي وقياديه الدكتور طارق الهاشمي موضوعات أساسية وجوهرية كانت وما تزال السبب الرئيس لكل التناقضات التي تعتري مسيرة العملية السياسية وتهدد عملية ارساء دعائم ديمقراطية حديثة الولادة ما تزال تتلمس معالم طريقها الذي ولجته منذ عهد قصير في العراق. علاوي تناول الموقف بنظرة شاملة تحدثت عن ضرورة تقاسم السلطة بشكل فعلي يؤمن للعراق مستقبلا آمنا زاهرا يفترض ادراجه ضمن أطر قانونية دستورية تضمن المشاركة والتطبيق قبل الذهاب الى مرحلة تسمية الرئاسات الثلاث في جلسة البرلمان المرتقبة منذ أشهر طويلة.
تناقضات ماثلة في عدم حسم موضوعات بعينها أريد تدويرها في مسار مغلق في حين كان مفترضا أن ترسي اللجان التفاوضية المعنية بملفات مختلفة خلال مناقشاتها في بغداد التي سبقت اجتماع أربيل ملفات أساسية الى جانب ورقة التحالف الكردستاني مثل الصلاحيات الأمنية والدفاعية وصلاحيات أخرى ينبغي أن لا تكرس في يد جهة أو فرد ,,,, كان على هذه اللجان أن تعين القيادات السياسية على حسم العويص مما يفترض أن يطرحه قادة الكتل السياسية وكبار المسؤولين في الدولة في اجتماع أربيل الذي تواصل في اليوم التالي باجتماع مضطرب هش في بغداد وقد عبر عن هذه الحالة السيد طارق الهاشمي حين تساءل في أربيل عما توصلت اليه اللجان بالتوافق حول العديد من الملفات الأساسية وعلى نحو خاص ماهية وصلاحيات وحدود المجلس السياسي للستراتيجيات الأمنية وهو الملف المهم الذي أعيد الى جانب ملفات أساسية أخرى تحكم عملية الشراكة الحقيقية لحكم البلد الى القيادات السياسية لتعطي رأيا خلال هامش زمني ضيق لايتعدى اليومين ثم تعيده مرة أخرى الى تلك اللجان للعمل على تفعيله فيما يبدو انه حلقة مفرغة شبيهة بما يجري في مخاطبات التعامل النمطي داخل مؤسسات الدولة ,,, مثل هذه الملفات أعيدت والأمر مبيت الى قادة الكتل السياسية بكل ثغراتها وعيوبها من دون أن يبذل جهد لأيجاد مقتربات تسهل على هؤلاء القادة حلها خلال اليومين المتبقيين على الأجتماع المفترض أن يعقده البرلمان الخميس 11 /11 / 10 اليوم بدعوة من السيد فؤاد معصوم في ضوء القرار المسيس للمحكمة الأتحادية التي سكتت على خرق استمر طيلة ثمانية أشهر ولم تنطق الا عندما ضم الصدريون صوتهم الى دولة القانون وشكلوا بحسب منظور خاص التزمت به المحكمة أو أنه أملي عليها يرى ان الكتلة الأكبر برلمانيا / لا انتخابيا / أصبحت جاهزة لتكليفها بتسمية رئيس الوزراء في جلسة للبرلمان تعقد بعد جلسة ظلت مفتوحة منذ 16 /4 /2010 الى أن شاء من شاء ان تستأنف بعد أن أنجز الأعلان عن تصويت الصدريين لصالح دولة القانون كما حدث في انتخابات 2005 عندما صنع الصدريون من رئيس الوزراء المنتهية ولايته رئيسا للوزراء في اطار حسابات ومناكفات سياسية معروفة ضمت حينئذ مرشح المجلس الأعلى الدكتور عادل عبدالمهدي مقابلة بالدكتورابراهيم الجعفري الى أن أدخل الصدريون السيد المالكي كمرشح تسوية وهكذا بدت القصة يومئذ فيما تعود اليوم أجزاء واسعة من حبكتها لتعقد خيوط المشهد السياسي بنسيجه المعقد أصلا. من خلال كلمات ومواقف وتصريحات أخرى بدا ان الأمور لم تحسم وهذا ما أمكن ان يستشف من كلمة الدكتور ابراهيم الجعفري التي صدرت بحماس كبير ينم عن ايمان بقضية مفصلية فقد شدد الدكتور الجعفري على دور وأهمية البرلمان وروج لتولي مهام هذا الدور ومن سمع الكلمة ظن ان الدكتور الجعفري كان يشجع الآخرين ويسوق لاقتناص فرصة ثمينة لا ينبغي تفويتها ولن يجود الزمان بمثلها لذا فانه لا ينبغي التغافل عن القبول برئاسة البرلمان فهذا البرلمان كما صورته كلمة الدكتور الجعفري هو الأول والأخير في قرارات الدولة الديمقراطية ولكنه كما أثبتته التجربة الكسيحة التي مضت كان الحلقة الأضعف والأخيرة في تبني تلك القرارات ذلك ان قراراته تقوم كما في كل الديمقراطيات على أساس التصويت / لكن ديمقراطية التصويت في البرلمان العراقي كانت شكلية / ,, وكما هو معلوم فان تصويت الأغلبية السياسية في ديمقراطية العراق لا يقوم في حقيقته على أغلبية سياسية بل على خلفية ان الأحزاب التي تشكل تلك الأغلبية هي أحزاب طائفية يستثنى منها ائتلاف العراقية واذا صادفنا هنا أوهناك أسماء تنتمي الى هذا الطيف أو ذاك فما ذلك الا من لزوميات الديكور والتزويق ,,, ولا أدري هل كان الدكتور الجعفري يقدم تلك الأغراءات البرلمانية الى ائتلاف العراقية أم الى التحالف الكردستاني غير ان ما استشفه من شاهد وقائع الجلسة قد فهم ربما السبب الذي بدا من خلاله السيد نيجرفان بارزاني متبرما من ذلك الطرح خلال لقطة نقلتها عدسات الفضائيات معربا ضمنا وبتلميح بدا على وجهه عن رفض ذلك الأغراء , ولعلي أكون مخطئا في تقييمي لتلك اللقطة وأترك ذلك للجمهور لكن السيد نيجرفان غادر غداة اجتماع أربيل الى طهران لبحث تفاصيل أخرى في الموقف ,,,, ختاما يبدو ان القول الفصل يبقى في ما قاله السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق صاحب المبادرة المباركة والتي يبدو ومن باب المفارقات انها موضع ترحيب جميع الأطراف في التصريحات المحلية والأقليمية والدولية رغم اختلافات المواقف والمرامي فقد قال الرئيس البارزاني في كلمته ان يوم الحسم لم يحن بعد ,,, ومصداق قوله ان الأمور لو تم التوافق عليها على حب الله لما كان هناك حاجة لاجتماع أربيل واجتماع بغداد ولما كانت هناك حاجة لتدخلات وزيارات كبار المسؤولين من دول أقليم الجوار حيث تثير جولة وزير الخارجية التركي داوود أوغلو في العراق والسعودية هذه الأيام حساسية كبيرة لدى بعض الأطراف أو تدخلات أميركية تمثلت في صيغ عديدة أبسطها مهاتفات أوباما وبايدن وتصريحات كلنتون وغيرها ,,, وآخرها وفي عشية اجتماع أربيل وغداة تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي قال فيها ان تشكيل الحكومة العراقية استغرق وقتا أكثر من اللازم وهو أمر محبط جاءنا مرة أخرى السيناتور جون مكين على رأس وفد من الجمهوريين يضم السيناتورين جوزيف ليبرمان ولندسي غراهام وفي تصريحات له عقب اجتماعات مع عادل عبدالمهدي الأثنين ومع نوري المالكي الثلاثاء قال مكين إن واشنطن تضغط بقوة باتجاه تشكيل حكومة عراقية تضمن جميع الكتل الكبيرة بما فيها القائمة العراقية. وشدد في تصريح للأسوشييتد برس بعد لقائه عبدالمهدي على ضرورة حل أزمة تشكيل الحكومة خلال أيام وليس أشهر. ولعل زيارة هذا الوفد تذكرنا بتطورت أعقبت زيارة نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في حزيران 2010 حيث جاءت بعدها زيارة لجوزيف بايدن تزامنت مع زيارة فريق من سيناتورات الكونجرس الأميركي,,, وكان يومها هامش الوقت المتبقي لسحب القوات القتالية يضيق يوما بعد يوم ولم يعد يفصل عن جلسة ثانية للبرلمان العراقي كان من المنتظر أن يعقدها الا أيام قلائل كما هو الحال اليوم وكان مفترضا أيضا أن تكون جلسة حاسمة لكن فرقاء العملية السياسية كانوا كما اليوم يدورون داخل حلقة مفرغة والوقت ينفذ ومواعيد الأستحقاقات تتسارع والكل ينظر الى الكل منتظرا ساعة الفرج وساعة يتنازل فيها شيطان الطائفية ويحل ملاك الوفاق ليحترم نتائج الأنتخابات.
ماذا استخلصنا من زيارة بايدن وسيناتورات الكونجرس الذين كان على رأسهم كما في زيارته هذه الأيام لبغداد جون مكين ورفاقه جوزيف ليبرمان وليندسي غراهام ومارك اودال ؟ وهم من تصفهم أوساط واشنطن بصقور الشيوخ ,,,, استخلصنا محصلة تقول ان هؤلاء القوم باتوا شركاء في العملية السياسية حتى لو رفضنا , لكن من منطلق تكريس مصالح بلادهم فقد كانت تزامنت تلك الزيارة مع احتدام كثير من تداخلات الموقف السياسي ومع احتلال ايراني استفزازي لبئر في حقل الفكة حيث لم تصدر عن الجانب الأمريكي سوى تصريحات محبطة أبرز ما جاء فيها ان مكين وبحسب ما نشرت وسائل الأعلام الأميركية أبلغ أوديرنو أن يلغي من حساباته أي موعد محدد مسبقا لانسحاب القوات الأميركية بحسب ما تنص عليه اتفاقية الأطار الأمني الموقعة بين بوش والمالكي , فيما بدا وقتها تهديدا شكليا للأيرانيين والأهم من هذا هو ما ظهر من أن نصوص اتفاقية الأطار هي نصوص تتحرك مع الظرف, تلغى أو تفعل بحسب رؤية واشنطن وصقور الكونجرس وليس للعراق رأي فيها ,,, واشنطن لم تكن لتقبل لا في السابق ولا اليوم بمزيد من ضياع الوقت بالنسبة للأستحقاقات التي تريد تجييرها لصالحها للأنتقال الى اتفاقية تجارية ستراتيجية مع العراق تشير اليها اتفاقية الأطار لكنها لن توقع الا بعد تشكيل حكومة جديدة وهنا يكمن سر الحرص الأمريكي على الأسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة فالأمر ذو علاقة باسعاف الخزانة الأميركية المنهكة من نفقات المليارات على قواتها في العراق , ومن هذا المنطلق وجه وفد الكونجرس يومها رسالة الى المالكي شددت على ان تصويت الشعب العراقي لصالح دولة عراقية موحدة يدل على ان الشعب العراقي يرغب في تغيير سياسة المحاصصات الطائفية والقومية, على حد ما ورد في نص الرسالة. وهو ما يعتبر لدى البعض تحول في الموقف الأميركي عما جاء به الى العراق من سياسة كانت تنزع الى تثبيت مبدأ المحاصصة الطائفية والقومية , وأخيرا فان ما أسفرت عنه لقاءات ومحادثات بايدن ووفد الكونجرس هو لقاء كان ثاني لقاء بين علاوي والمالكي في تلك الأيام على أمل أن يتم تفهم واحترام نتائج الأنتخابات ومن ثم تهدئة الأجواء وتسيير عجلة المصالح الأميركية. ثم جاءت زيارة ثانية لفيلتمان الى بغداد في 13/8/ 10 وتردد انها جاءت لتضيف الى المقترحات التي سبق أن بعثتها واشنطن الى العراقيين خلال زيارة فيلتمان الأولى بتقاسم ولاية رئاسة الوزراء بين علاوي والمالكي , وفي زيارته الثانية أضاف فيلتمان مقترحا كان وقعه قاس على العراقية يقضي بأن تتنازل عن رئاسة الوزراء على أن يتولي المالكي رئاسة الحكومة مقابل منح العراقية رئاسة مجلس الامن الوطني بعد تحويله الي مجلس ذي طابع دستوري بصلاحيات دستورية اضافة الى توليها رئاسة البرلمان. ولوحظ بكل وضوح ان المقترح الامريكي كان مسايراً للتوجهات الايرانية على قاعدة الحلول البراغماتية التي هي ديدن واشنطن في تاريخ علاقاتها النفعية العريق. المقترح الأمريكي كان يتضمن أيضا تقليص صلاحيات رئيس الوزراء الامنية والعسكرية واناطتها بمجلس الامن الوطني الذي اقترحت واشنطن ان يترأسه علاوي او من ينوب عنه,,, العراقية رفضت على لسان علاوي المقترحات الأميركية رفضا قاطعا لكنها أبقت الأبواب مفتوحة باتجاهات أخرى تضمن لها الحد الأدنى المقبول من استحقاقاتها التي قد يتفهمها الأميركان ومنافسوها من ابناء الوطن. فلننتظر اليوم الموعود الذي سيتم فيه اسقاط صفة الجلسة اليتيمة بجلسة ثانية يعقدها البرلمان بعد ثمانية اشهر مرت على تلك الجلسة ولنر ما ستسفرعنه الجلسة المنتظرة ,,, فالملفات تبدو مما تقدم غير محسومة والشعب لا يتوقع أنه سيشاهد جلسة للمناقشة والجدل والمساجلات بل جلسة لأتخاذ القرارات ولا ينتظر خيرا من وفد مكين الذي جاءنا مرة أخرى ,,, ساعة الصفر تقترب متسارعة فما عسى يمكن للقادة أن يفعلوه في هامش زمني ضيق ؟.