المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((سيرالانسانية نحوالكمال))


شهيدالله
19-11-2010, 05:06 PM
((سيرالانسانية نحوالكمال))
:::::::::::::::::::::::::::

الانسان بطبعة .. يلجـأ الى سلسلة من العلل التكوينية التي يتملكها فطريا ويعتمد على سلسلة من العلل الاعتبارية العارضة كالصداقة والشفاعة وغيرها وهو بذلك يحل مشاكلة بواسطة القدرات التكوينية والقوى العارضية الاعتبارية ومن الطبيعي اذا انقطت من داخلة هاتان القوتان ضج ضجيجة وعلا صراخة وهتف مستنجدا مستوحشاعندها يظهرقولة تعالى(وتقطعت بهم الاسباب )ولوكان حالهم حال التمني والمخلوط بالياس والاحباط لكانوا محبطين ساكنين ولكن لانهم املين تراهم يضجون ويستنجدون وترتفع اصواتهم على اساس هذا الامل من هنا يحاول الانسان من خلال نداء الفطرة لدية ان يتصل بالله ويتوصل اليه بمشاهدة ايات الافاق واحيانا يكتشف الله بمشاهدة مرأة الفؤاد وايات الانفس وحركة الروح والبدن المتغايرة المتقاربة ثم تراه يحلل الفطرة بدراسة القضايا الكلية ويعتمد الاسس المنطقية التي تقوم عليها كل الاستدلالات العلمية المستمدة من الملاحظة والتجربة في اثبات الصانع وييتوصل لنتيجة ان العلم والايمان مرتبطان في اساسهما المنطقي الاستقراي وفي احيان اخرى تنفطر وتزدهر فطرتة وهي التي تنير له طريق المعرفة وتشخص له دلالتها ومشاهدها وهكذا ترشدة فطرتة الذاتية وفطرتة العقلية وهي ادراكة لنفسة ولذاتة من خلال عللها ومعلولها الى مشاهدتة للفطرة الكونية التي تدفعة للتسائل عن علة ماتقع علية حواسة وجوارحة .انما هناك من يحدد من قدراتة ويعجز عن الغور في تفاصيل ذاتة ونفسة ويقتصر على ادوات معرفية محدودة فيرى العالم بما يملكة من علوم ومعارف استدلالي للاكتشاف وفي ضوء هذا البحث يتم تحديد مصير الفكر والمفكر وتكوين العلوم الابستمولوجيا الانسانية اذا ان كثير من المشاكل الفلسفية والفكرية من قبيل المعرفة والادراك والتيقن والتخمين والاثبات والاستدلال والتساؤل والتامل والتحليل تنتج من تحديد وسائل المعرفة والاستكشاف.والاسلام نظريتة المعرفية الشاملة والمميزة حيث ينتفي التعارض المزعوم بين القديم والجديد بين الاصالة والمعاصرة وبين العلم والايمان وبين الدين والسياسة والدين والمجتمع والدولة وما الى ذلك من ثناتيات مما يجعل العقل الانساني ينطلق واثقا في دورة الحضاري ولعلنا نجد في كتابات الشهيد الفيلسوف الصدر وخاصة الاسس المنطقية الاستقراء تلك النظرية المعرفية المتماسكة بادواتها وصورها ومقدماتها والتي رفعت الاشكالية المنهجية بين العقل والنقل العقل كمعطى انساني ضروري واساسي في عملية بناء وانتاج المعرفة والنقل او الوحي كمعطى الهي ضروري واساسي في عملية ترشيد وتاطير ومراقبة العملية المعرفية ..من هنا يتضح ان الانسان يحب السعي للكمال والعلم بذلك الكمال من الاسس الكفيلة لتحريك الانسان للاستفادة مما تقع علية مشاهداتة واكتشافاتة ولهذا يرى نفسة مدفوعا فطريا وغريزيا لتوظيف كل شيء لخدمتة وجرية نحوالكمال اذا الدافع الاساسي عند الانسان هوطلب النفع لنفسة وحب الكمال لها لاالمصلحة الخارجية وعلى هذا الاساس فان الانسان لايوجد عندة اي دافع لتطبيق القوانين الاجتماعية والانسانية وسر ذلك يكمن في ذات الفطرة والطبيعة الانسانية نفسها التي تدفع بالانسان في ذلك الاتجاه الذي ينتج التنازع والصراع والحروب والاستغلال والانتهازية وكل امراض حب الذات فكيف يمكن لهذه الطبيعة المتجاذبة ان تصلح ماتفسد وتركب ما تفكك وعلى هذا الاساس نستنتج انه لابد ان تكون هناك قوى خارجة عن ارادة الانسان وعن نزعاتة الفطرية لتضع القوانين والاصلاحات وهذه الجهه هي الله تعال والتي اقتضت حكمتة ان يرسل الانبياء الارشاد الانسان وتوجية واعادة بنائة وتصحيح مسارة ووعية واقامة العدل الاجتماعي والانساني في الحياة الدنيا

((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )))...

على هذا الاساس تكون القوانين الالهية منسجمة مع الفطرة الانسانية ولايمكن فرضها بحال من الاحوال على الانسانية فلايمكن لقانون اجباري ان يصلح الفطرة اذا جاء على خلافها ولذعبرالقران على ان الفطرة هي الدين

((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)))
::::::::::::

ولله هو بلاشك المثل الأعلى والصراط المستقيم العدل فهو خالق هذا الإنسان ويعلم ما يصلحه ويسعده وما يجعلة مطمئن مستقر فأنزل إليه الكتاب والحكمة وأرسل إليه الرسل والانبياء مبشرين ومنذرين وبذلوا جهدهم وتضحياتهم والغالي والنفيس لإنقاذ الانسانية واعادة وعيها بذاتها .إن الإنسان يتكون من جسد وروح جانب مادي وجانب روحي عقل وشهوة والمركب الإنساني بكامله لا يستطيع السير إلا على سكة ذات حافتين حافة العقل او الشهوة وإن إهمال أي الحافتين أو تحطيمها هو تحطيم للإنسان ذاته والمزج بينهما هو العدل والانصاف ولايتم الا من خلال الايمان بقانون الهي خارج عن ذاتة وتصوراتة الحسية قانون مطلق معصوم ..من هنا تحطمت كل الحظارات المادية ابتداء من أثينا وروما وحضارة فارس وانتهاء بالحضارة الأوروبية الحديثة والافكار الحدية وكذلك نجد انكسارالكنيسة على نزعت الفطرة الإنسانية لأنها أرادت أن تسير الإنسان على حافة الروح والتامل وحدها، فعجزت عن مواكبة الحياة والسير بالانسان في عصر الذرة والعلم وتخلفت وانزوت بين جدرانها الأربعة، شأنها شأن البوذية والهندوكية... إذ أن الجسد البشري يخضع للتشريح والقياس والفحص، وتستطيع الأجهزة البشرية أن تعمل على هذا الجسد، ومن هنا فقد أبدع الإنسان في عالم الجسد والتشريح والطب.أما الفطرة وعالم الروح فإنها لا تخضع لمقاييس الإنسان، ولا توزن بالكيلو غرامات ولا تقاس بالأمتار ولا تعرف بالباروميتر، ومن هنا لا يستطيع الإنسان أن يقدم لها ما يصلحها.لقد انهارت الحضارة الغربية في ذاتها وانسانيتها لأنها استخدمت منهج واحد في مفهوم مركب وأرادت أن تتعامى عن طبيعة الإنسان الفطرية وانتمائة الحقيقي فما استطاعت أن تحقق الكمال المنشود ..
لقد استطاع الانسان الغربي قيادة البشرية بعد أن خاض حروب طاحنة مع الكنيسة وبعد أن دفع ثمنا غاليا ليحطم القيود الوثيقة التي كبلته بها، ورأى بأم عينه زهرة أبناء مجتمعات أوروبا تحرق في الشوارع العامة على يد محاكم التفتيش الكنسية، ولذا سخط على الكنيسة وإلهها، ونفض عن كاهله غبار القرون المتراكم، وانطلق لا يلوي على شيء.. لا يقبل وصاية من دين ولا من حزب ولا يريد أن يؤمن بشيء يغل يده ويحجر على عقله، وحارب التفكير الديني والطابع الغيبي.
ولكن الحاجة الروحية التي كانت تطلب الاشباع حاول اشباعها من خلال التردد على الكنيسة وإيمانه بالآخرة ولقائه برجال الدين.ومناظرتهم او الاكتفاء بتقديسهم واحترامهم
هذه الحاجة الفطرية المختفية في اعماق الانسان الغربي لم يعد يشبعها شيء بعد أن كفر الرجل الغربي بالكنيسة ورجالها، فحصل الفراغ الروحي الهائل وحاولت أوروبا أن تقيم من العقل إلها يسد الفراغ النفسي الرهيب ونصبت تمثالا لإله العقل في إحدى المدن الفرنسية وهو صورة أجمل امرأة في باريس، ودفعت بأمثال (هيجل ونيتشه) لسد الفراغ من خلال المدرسة (العقلية المثالية) ولكن اصابهم الفشل وانتهى بالهلوسة والانتحار وجاء كومت لينصب الطبيعة الجامدة إلها مقام الكنيسة، ولكن لم تكن نتيجة محاولته تختلف عن المحاولات السابقة، وأخيرا جاء ماركس ليقيم من الإقتصاد إلها يسد الفراغ ويفسر التاريخ ويحلل سير الجنس البشري.. كل هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع والانتكاسة الكبيرة في تقديم التفسيرالمعرفي للوجود وتحليل المفهوم الانساني .
يقول (ليبولد فلم دانز) في كتابه الإنسان والضمير المأسوي الممزق
(إن الإنسان المنتمي إلى عصرنا هذا لا يؤمن بشيء ولا يفكر أو أنه لم يفكر بعد، ولكنه يعلم كثيرا ... إن نهاية المسيجية تشمل أيضا نهاية الأيدلوجيات الأخرى كالماركسية التي تجتاز من أجل ذلك أزمة عميقة، وإن هذه الأزمة ليست أبدا علامة حياة بل علامة موت) من كتاب (الإسلام أيديولوجية المستقبل)

"""""""""""""""""
ويقول المفكر (لاموني) عن كتاب الغرب للمفكر الإسلامي راشد الغنوشي رئيس تحرير المعرفة التونسية (إن الجنس البشري بكامله يمشي بخطى حثيثة إلى الهلاك... إنه في النزع الأخير كذلك الإنسان الجريح المسكين الذي لا يرجى له شفاء، فكثرة الأخطاء في حضارتنا تجرها إلى الغرق).
""""""""""""""
ومن هنا فإن سبب انهيار الحضارة الغربية واضح بسيط ويسير هو أنها قامت بلا دين واتخذت ربها وراءها ظهريا.وسلبت منهم ملكة التمييز الفطرية بين الخيروالشر
(ومن يضلل الله فما له من هاد، لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق)
يقول (برجسبون -الفيلسوف الفرنسي-) كلمة رائعة (إن فصل الدين عن العلم هو فناء محتوم للإثنين) نعم من هنا نفهم ما قدمة لنا الفيلسوف الاسلامي الكبير الصدر في الاسس المنطقة الاستقراء من حيث ان عناصر الاستدلال العقل هي نفسها عناصر الاستدلال النقلي ...
ويقول (برناردشو) الاديب المعروف
(كنت أعرف دائما أن الحضارة تحتاج إلى دين، وأن حياتها أو موتها يتوقفان على ذلك))
""""""""""
ولقد وضع كذلك الكاتب الإنجليزي (كولن ولسون) في كتابه (اللامنتمي) أي المتمرد يده على الداء فقال
(إن حل القديس بولس يعتبر أمرا غير مقبول بالنسبة لحضارة في منتصف القرن العشرين، حضارة ذات تطور ميكانيكي عال استمر ثلاثة قرون يصاحبه فراغ كبير لا تعرف الحضارة كيف تنفقه)
لقد استطاعت أوروبا واستطاع الانتاج المختبري الغربي أن يبدع في كل ما خضع لمقاييسها المختبرية الخاصة وادواتها المعرفية فكل ما حللته في المختبر أو فحصته في مجاهرها أو راقبته من خلال التلسكوب أو شرحته بالمبضع أو وزنته بموازين الكتلة والضغط لديها أبدعت فيه إبداعا مذهلاومميز بلاشك في هذا...
ولذا فقد قدمت أوروبا بشقيها تكنيكا رائعا وإنتاجا ماديا هائلا ، وأضافت إلى وسائل الراحة الشيء الكثير الذي أراحت به الإنسان كثيرا

فبعد أن نطق (نيتشه) المعتوة باسم الغرب الجديد متاثرا بسياقات الارتباط الشرطي بالثورة وتكلم عن الحضارة المادية الغربية من خلال فلسفته الغيمية (هكذا تكلم زرادشت عن موت الإله ونشوء الإنسان السوبرمان).
وصاح (نيتشه) (مات الله وقد قتلناه، وإن الإنسانية تشيعه بمأتم حافل، ما الإيمان باللهلله إلا ضعف ونتيجة ضعف).

بعد الهروب من الله بهذا الشكل الرهيب ازداد الشقاء.. بل الحضارة المادية هي التي أوقعت الإنسان في جحيم الشقاء المرير.وكان ان يتنهي رجل السوبرمان بالانتحار والجنون ويالها من نهاية لفلسفة لاتجد لها معنى تستقرعلية غير كلمات من رحم التاريخ الصناعي....
يقول (الكسيس كاريل) في كتابه (الإنسان المجهول)
(إن القلق والهموم التي يعاني منها سكان المدن العصرية تتولد عن نظمهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فإن البيئة التي أوجدها العلم للإنسان لا تلائمه لأنها أنشأت دون اعتبار ذات الإنسان).
ويضيف (برتراند رسل) عن شقاء الإنسان فيقولكتاب (الإسلام يتحدى) لوحيد الدين خان
إن حيوانات عالمنا يغمرها السرور والفرح على حين كان الناس أجدر من الحيوان بهذه السعادة، ولكنهم محرومون من نعمتها في العالم الحديث، واليوم أصبح من المستحيل الحصول على هذه النعمة والسعادة).
ان الفرق الوحيد الذي يميز كلام الانبياء عن كلام الفلاسفة هو ان مستوى كلام الفلاسفة معين واحد في كل الاحوال ومنهج واحد ومنطق واحد اذا انهم لايستطيعون ان يملكون سوى تجارة حاضرة يعرضونها كما ان روادهم من طبقة معينة اما كلام الانبياء ومنهج الرسل فانة كلام المطلق في خطاب تكاملي نحو الانسان يرشدة ويوجةة في كافة مجالات حياتة في الكمال التشريعي الالهي يجسدة الانبياء في سيرتهم وسلوكهم ومنهجهم ومن هنا تحولت حركتهم لتيار زاحف وهادر امتزجت مع عواطف الانسان وفطرتة فالخط البياني للنظريات المفرية الفلسفية هو خط بياني ذوتعرجات كبيرة وفيه اختلافات وتقاطعات لاتحصى عددا فالنظرية الوضعية عندما تاتي تهدم ماقبلها من نظريات بل تناقظها وتقاطعها في حيت تاتي الشرائع الالهية فنجدها جميعا تسير سيرا موحدا تكامليا نحوالمطلق وصراطة المستقيم ان المبادءى التي دعا اليها الانبياء وان اتخلفت في بعض التفاصل وفقا لمتطلبات مرحلة زمنية وفق حاجات البشر تبعا لما تفرضة سنة التطور تجدها واحدة وهي دين الله فالبشر في سيرهم التكاملي الذي يرتقي بهم الى التوحيديقتدون بالانبياء التجسيد الواقعي للنظرية الاسلامية ومنهج الدين ونداءالفطرة وهذا بخلاف النظريات الفلسفية الاخرى التي لايمكن لاحد ان يجسدها بل ان مقننيها عاجزون عن تجسيدها فكيف بالانسان الاخر ..من هنا يتضح ان المستقبل هو للايمان بالله وللفطرة الانسانية وللدين الالهية الاسباب منها
.
هذا الدين هو الذي يوافق الإنسان ويتناسق مع الفطرة.وانهيار الحضارة الغربية لتناقضاتها الجدلية بين ماهوروحي ومادي والمبشرات النصية من العلوم النقلية والمبشرات العقلية و الواقعية في الأرض وعودة الإنسان إلى الله من خلال نداء الفطرة في داخلة والاكتشافات الحديثة وسقوط نظريات الالحاد وهذه هي طليعة ومقدمة الأسباب التي تؤكد بإذن الله أن هذه العقيدة والانتماء للدين هي الواحة الخضراء التي سترتاح في ظلالها البشرية وتزدهر الانسانية بالعدل الالهي المرتقب........................................... ............

(((((وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)))
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""

لواءمحمدباقر

طيار عراقي
14-01-2011, 01:21 AM
((سيرالانسانية نحوالكمال))


:::::::::::::::::::::::::::



الانسان بطبعة .. يلجـأ الى سلسلة من العلل التكوينية التي يتملكها فطريا ويعتمد على سلسلة من العلل الاعتبارية العارضة كالصداقة والشفاعة وغيرها وهو بذلك يحل مشاكلة بواسطة القدرات التكوينية والقوى العارضية الاعتبارية ومن الطبيعي اذا انقطت من داخلة هاتان القوتان ضج ضجيجة وعلا صراخة وهتف مستنجدا مستوحشاعندها يظهرقولة تعالى(وتقطعت بهم الاسباب )ولوكان حالهم حال التمني والمخلوط بالياس والاحباط لكانوا محبطين ساكنين ولكن لانهم املين تراهم يضجون ويستنجدون وترتفع اصواتهم على اساس هذا الامل من هنا يحاول الانسان من خلال نداء الفطرة لدية ان يتصل بالله ويتوصل اليه بمشاهدة ايات الافاق واحيانا يكتشف الله بمشاهدة مرأة الفؤاد وايات الانفس وحركة الروح والبدن المتغايرة المتقاربة ثم تراه يحلل الفطرة بدراسة القضايا الكلية ويعتمد الاسس المنطقية التي تقوم عليها كل الاستدلالات العلمية المستمدة من الملاحظة والتجربة في اثبات الصانع وييتوصل لنتيجة ان العلم والايمان مرتبطان في اساسهما المنطقي الاستقراي وفي احيان اخرى تنفطر وتزدهر فطرتة وهي التي تنير له طريق المعرفة وتشخص له دلالتها ومشاهدها وهكذا ترشدة فطرتة الذاتية وفطرتة العقلية وهي ادراكة لنفسة ولذاتة من خلال عللها ومعلولها الى مشاهدتة للفطرة الكونية التي تدفعة للتسائل عن علة ماتقع علية حواسة وجوارحة .انما هناك من يحدد من قدراتة ويعجز عن الغور في تفاصيل ذاتة ونفسة ويقتصر على ادوات معرفية محدودة فيرى العالم بما يملكة من علوم ومعارف استدلالي للاكتشاف
وفي ضوء هذا البحث يتم تحديد مصير الفكر والمفكر وتكوين العلوم الابستمولوجيا الانسانية اذا ان كثير من المشاكل الفلسفية والفكرية من قبيل المعرفة والادراك والتيقن والتخمين والاثبات والاستدلال والتساؤل والتامل والتحليل
تنتج من تحديد وسائل المعرفة والاستكشاف.
والاسلام نظريتة المعرفية الشاملة والمميزة حيث ينتفي التعارض المزعوم بين القديم والجديد بين الاصالة والمعاصرة وبين العلم والايمان وبين الدين والسياسة والدين والمجتمع والدولة وما الى ذلك من ثناتيات مما يجعل العقل الانساني ينطلق واثقا في دورة الحضاري
ولعلنا نجد في كتابات الشهيد الفيلسوف الصدر وخاصة الاسس المنطقية الاستقراء تلك النظرية المعرفية المتماسكة بادواتها وصورها ومقدماتها والتي رفعت الاشكالية المنهجية بين العقل والنقل العقل كمعطى انساني ضروري واساسي في عملية بناء وانتاج المعرفة والنقل او الوحي كمعطى الهي ضروري واساسي في عملية ترشيد وتاطير ومراقبة العملية المعرفية ..من هنا يتضح ان الانسان يحب السعي للكمال والعلم بذلك الكمال من الاسس الكفيلة لتحريك الانسان للاستفادة مما تقع علية مشاهداتة واكتشافاتة ولهذا يرى نفسة مدفوعا فطريا وغريزيا لتوظيف كل شيء لخدمتة وجرية نحوالكمال اذا الدافع الاساسي عند الانسان هوطلب النفع لنفسة وحب الكمال لها
لاالمصلحة الخارجية وعلى هذا الاساس فان الانسان لايوجد عندة اي دافع لتطبيق القوانين الاجتماعية والانسانية وسر ذلك يكمن في ذات الفطرة والطبيعة الانسانية نفسها التي تدفع بالانسان في ذلك الاتجاه الذي ينتج التنازع والصراع والحروب والاستغلال والانتهازية وكل امراض حب الذات فكيف يمكن لهذه الطبيعة المتجاذبة ان تصلح ماتفسد وتركب ما تفكك؟؟
وعلى هذا الاساس نستنتج انه لابد ان تكون هناك قوى خارجة عن ارادة الانسان وعن نزعاتة الفطرية لتضع القوانين والاصلاحات وهذه الجهه هي الله تعال والتي اقتضت حكمتة ان يرسل الانبياء الارشاد الانسان وتوجية واعادة بنائة وتصحيح مسارة ووعية واقامة العدل الاجتماعي والانساني في الحياة الدنيا



((لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ )))...



على هذا الاساس تكون القوانين الالهية منسجمة مع الفطرة الانسانية ولايمكن فرضها بحال من الاحوال على الانسانية فلايمكن لقانون اجباري ان يصلح الفطرة اذا جاء على خلافها ولذعبرالقران على ان الفطرة هي الدين



((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)))


::::::::::::



ولله هو بلاشك المثل الأعلى والصراط المستقيم العدل فهو خالق هذا الإنسان ويعلم ما يصلحه ويسعده وما يجعلة مطمئن مستقر فأنزل إليه الكتاب والحكمة وأرسل إليه الرسل والانبياء مبشرين ومنذرين وبذلوا جهدهم وتضحياتهم والغالي والنفيس لإنقاذ الانسانية واعادة وعيها بذاتها .إن الإنسان يتكون من جسد وروح جانب مادي وجانب روحي عقل وشهوة والمركب الإنساني بكامله لا يستطيع السير إلا على سكة ذات حافتين حافة العقل او الشهوة وإن إهمال أي الحافتين أو تحطيمها هو تحطيم للإنسان ذاته والمزج بينهما هو العدل والانصاف ولايتم الا من خلال الايمان بقانون الهي خارج عن ذاتة وتصوراتة الحسية قانون مطلق معصوم ..من هنا تحطمت كل الحظارات المادية ابتداء من أثينا وروما وحضارة فارس وانتهاء بالحضارة الأوروبية الحديثة والافكار الحدية وكذلك نجد انكسارالكنيسة على نزعت الفطرة الإنسانية لأنها أرادت أن تسير الإنسان على حافة الروح والتامل وحدها، فعجزت عن مواكبة الحياة والسير بالانسان في عصر الذرة والعلم وتخلفت وانزوت بين جدرانها الأربعة، شأنها شأن البوذية والهندوكية... إذ أن الجسد البشري يخضع للتشريح والقياس والفحص، وتستطيع الأجهزة البشرية أن تعمل على هذا الجسد، ومن هنا فقد أبدع الإنسان في عالم الجسد والتشريح والطب.
أما الفطرة وعالم الروح فإنها لا تخضع لمقاييس الإنسان، ولا توزن بالكيلو غرامات ولا تقاس بالأمتار ولا تعرف بالباروميتر، ومن هنا لا يستطيع الإنسان أن يقدم لها ما يصلحها.لقد انهارت الحضارة الغربية في ذاتها وانسانيتها لأنها استخدمت منهج واحد في مفهوم مركب وأرادت أن تتعامى عن طبيعة الإنسان الفطرية وانتمائة الحقيقي فما استطاعت أن تحقق الكمال المنشود ..


لقد استطاع الانسان الغربي قيادة البشرية بعد أن خاض حروب طاحنة مع الكنيسة وبعد أن دفع ثمنا غاليا ليحطم القيود الوثيقة التي كبلته بها، ورأى بأم عينه زهرة أبناء مجتمعات أوروبا تحرق في الشوارع العامة على يد محاكم التفتيش الكنسية، ولذا سخط على الكنيسة وإلهها، ونفض عن كاهله غبار القرون المتراكم، وانطلق لا يلوي على شيء.. لا يقبل وصاية من دين ولا من حزب ولا يريد أن يؤمن بشيء يغل يده ويحجر على عقله، وحارب التفكير الديني والطابع الغيبي.


ولكن الحاجة الروحية التي كانت تطلب الاشباع حاول اشباعها من خلال التردد على الكنيسة وإيمانه بالآخرة ولقائه برجال الدين.ومناظرتهم او الاكتفاء بتقديسهم واحترامهم


هذه الحاجة الفطرية المختفية في اعماق الانسان الغربي لم يعد يشبعها شيء بعد أن كفر الرجل الغربي بالكنيسة ورجالها، فحصل الفراغ الروحي الهائل وحاولت أوروبا أن تقيم من العقل إلها يسد الفراغ النفسي الرهيب ونصبت تمثالا لإله العقل في إحدى المدن الفرنسية وهو صورة أجمل امرأة في باريس، ودفعت بأمثال (هيجل ونيتشه) لسد الفراغ من خلال المدرسة (العقلية المثالية) ولكن اصابهم الفشل وانتهى بالهلوسة والانتحار وجاء كومت لينصب الطبيعة الجامدة إلها مقام الكنيسة، ولكن لم تكن نتيجة محاولته تختلف عن المحاولات السابقة، وأخيرا جاء ماركس ليقيم من الإقتصاد إلها يسد الفراغ ويفسر التاريخ ويحلل سير الجنس البشري.. كل هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع والانتكاسة الكبيرة في تقديم التفسيرالمعرفي للوجود وتحليل المفهوم الانساني .


يقول (ليبولد فلم دانز) في كتابه الإنسان والضمير المأسوي الممزق


(إن الإنسان المنتمي إلى عصرنا هذا لا يؤمن بشيء ولا يفكر أو أنه لم يفكر بعد، ولكنه يعلم كثيرا ... إن نهاية المسيجية تشمل أيضا نهاية الأيدلوجيات الأخرى كالماركسية التي تجتاز من أجل ذلك أزمةعميقة، وإن هذه الأزمة ليست أبدا علامة حياة بل علامة موت) من كتاب (الإسلام أيديولوجية المستقبل)



"""""""""""""""""


ويقول المفكر (لاموني) عن كتاب الغرب للمفكر الإسلامي راشد الغنوشي رئيس تحرير المعرفة التونسية (إن الجنس البشري بكامله يمشي بخطى حثيثة إلى الهلاك... إنه في النزع الأخير كذلك الإنسان الجريح المسكين الذي لا يرجى له شفاء، فكثرة الأخطاء في حضارتنا تجرها إلى الغرق).


""""""""""""""


ومن هنا فإن سبب انهيار الحضارة الغربية واضح بسيط ويسير هو أنها قامت بلا دين واتخذت ربها وراءها ظهريا.وسلبت منهم ملكة التمييز الفطرية بين الخيروالشر


(ومن يضلل الله فما له من هاد، لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق)


يقول (برجسبون -الفيلسوف الفرنسي-) كلمة رائعة (إن فصل الدين عن العلم هو فناء محتوم للإثنين) نعم من هنا نفهم ما قدمة لنا الفيلسوف الاسلامي الكبير الصدر في الاسس المنطقة الاستقراء من حيث ان عناصر الاستدلال العقل هي نفسها عناصر الاستدلال النقلي ...


ويقول (برناردشو) الاديب المعروف


(كنت أعرف دائما أن الحضارة تحتاج إلى دين، وأن حياتها أو موتها يتوقفان على ذلك))


""""""""""


ولقد وضع كذلك الكاتب الإنجليزي (كولن ولسون) في كتابه (اللامنتمي) أي المتمرد يده على الداء فقال


(إن حل القديس بولس يعتبر أمرا غير مقبول بالنسبة لحضارة في منتصف القرن العشرين، حضارة ذات تطور ميكانيكي عال استمر ثلاثة قرون يصاحبه فراغ كبير لا تعرف الحضارة كيف تنفقه)


لقد استطاعت أوروبا واستطاع الانتاج المختبري الغربي أن يبدع في كل ما خضع لمقاييسها المختبرية الخاصة وادواتها المعرفية فكل ما حللته في المختبر أو فحصته في مجاهرها أو راقبته من خلال التلسكوب أو شرحته بالمبضع أو وزنته بموازين الكتلة والضغط لديها أبدعت فيه إبداعا مذهلاومميز بلاشك في هذا...


ولذا فقد قدمت أوروبا بشقيها تكنيكا رائعا وإنتاجا ماديا هائلا ، وأضافت إلى وسائل الراحة الشيء الكثير الذي أراحت به الإنسان كثيرا



فبعد أن نطق (نيتشه) المعتوة باسم الغرب الجديد متاثرا بسياقات الارتباط الشرطي بالثورة وتكلم عن الحضارة المادية الغربية من خلال فلسفته الغيمية (هكذا تكلم زرادشت عن موت الإله ونشوء الإنسان السوبرمان).


وصاح (نيتشه) (مات الله وقد قتلناه، وإن الإنسانية تشيعه بمأتم حافل، ما الإيمان باللهلله إلا ضعف ونتيجة ضعف).



بعد الهروب من الله بهذا الشكل الرهيب ازداد الشقاء.. بل الحضارة المادية هي التي أوقعت الإنسان في جحيم الشقاء المرير.وكان ان يتنهي رجل السوبرمان بالانتحار والجنون ويالها من نهاية لفلسفة لاتجد لها معنى تستقرعلية غير كلمات من رحم التاريخ الصناعي....


يقول (الكسيس كاريل) في كتابه (الإنسان المجهول)


(إن القلق والهموم التي يعاني منها سكان المدن العصرية تتولد عن نظمهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فإن البيئة التي أوجدها العلم للإنسان لا تلائمه لأنها أنشأت دون اعتبار ذات الإنسان).


ويضيف (برتراند رسل) عن شقاء الإنسان فيقولكتاب (الإسلام يتحدى) لوحيد الدين خان


إن حيوانات عالمنا يغمرها السرور والفرح على حين كان الناس أجدر من الحيوان بهذه السعادة، ولكنهم محرومون من نعمتها في العالم الحديث، واليوم أصبح من المستحيل الحصول على هذه النعمة والسعادة).


ان الفرق الوحيد الذي يميز كلام الانبياء عن كلام الفلاسفة هو ان مستوى كلام الفلاسفة معين واحد في كل الاحوال ومنهج واحد ومنطق واحد اذا انهم لايستطيعون ان يملكون سوى تجارة حاضرة يعرضونها كما ان روادهم من طبقة معينة اما كلام الانبياء ومنهج الرسل فانة كلام المطلق في خطاب تكاملي نحو الانسان يرشدة ويوجةة في كافة مجالات حياتة في الكمال التشريعي الالهي يجسدة الانبياء في سيرتهم وسلوكهم ومنهجهم ومن هنا تحولت حركتهم لتيار زاحف وهادر امتزجت مع عواطف الانسان وفطرتة فالخط البياني للنظريات المفرية الفلسفية هو خط بياني ذوتعرجات كبيرة وفيه اختلافات وتقاطعات لاتحصى عددا فالنظرية الوضعية عندما تاتي تهدم ماقبلها من نظريات بل تناقظها وتقاطعها في حيت تاتي الشرائع الالهية فنجدها جميعا تسير سيرا موحدا تكامليا نحوالمطلق وصراطة المستقيم ان المبادءى التي دعا اليها الانبياء وان اتخلفت في بعض التفاصل وفقا لمتطلبات مرحلة زمنية وفق حاجات البشر تبعا لما تفرضة سنة التطور تجدها واحدة وهي دين الله فالبشر في سيرهم التكاملي الذي يرتقي بهم الى التوحيديقتدون بالانبياء التجسيد الواقعي للنظرية الاسلامية ومنهج الدين ونداءالفطرة وهذا بخلاف النظريات الفلسفية الاخرى التي لايمكن لاحد ان يجسدها بل ان مقننيها عاجزون عن تجسيدها فكيف بالانسان الاخر ..من هنا يتضح ان المستقبل هو للايمان بالله وللفطرة الانسانية وللدين الالهية الاسباب منها


.


هذا الدين هو الذي يوافق الإنسان ويتناسق مع الفطرة.وانهيار الحضارة الغربية لتناقضاتها الجدلية بين ماهوروحي ومادي والمبشرات النصية من العلوم النقلية والمبشرات العقلية و الواقعية في الأرض وعودة الإنسان إلى الله من خلال نداء الفطرة في داخلة والاكتشافات الحديثة وسقوط نظريات الالحاد وهذه هي طليعة ومقدمة الأسباب التي تؤكد بإذن الله أن هذه العقيدة والانتماء للدين هي الواحة الخضراء التي سترتاح في ظلالها البشرية وتزدهر الانسانية بالعدل الالهي المرتقب........................................... ............



(((((وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا)))


""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""



لواءمحمدباقر



موضوع يستحق المطالعه
بورك سعيك اخي الكريم
تحياتي

صبر الحوراء
14-01-2011, 05:04 PM
موضوع رائع ومفيد يسلمو على الأفادة والتوضيح