العجل يا مولاي
23-11-2010, 12:56 PM
غديرنا انت
فهمنا من اية المباهله ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ساوى نفسه مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقد ذكرت الاية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾
فقوله تعالى انفسنا وانفسكم اي علي بين ابي طالب هو نفس الرسول والكل متفق على ذلك فهو نفس الرسول ...
وكذلك فهمنا ان الاسلام لم يجعله الله عبثا ولم يرسل الرسل والانبياء ليحكمه من هب ودب لكي يتصرف بالاسلام كيف شاء واني شاء لذلك وضع خطوط عريضة للسير نحو التكامل الالهي ووضع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) خطة امينة كي يكون الاسلام بايدي امينه حتى يعم الاسلام في كافة انحاء المعمورة لذلك قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
(من وال علي فقد والاني ومن والاني فقد وال الله تعالى )
فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه واله نسكه أشرك علياً في هديه وقفل راجعاً الى المدينة معه علي والمسلمون حتى انتهى الى الموضع المعروف بغدير خم وليس بموضع يصلح للمنزل لعدم الماء فيه والمرعى، فنزل صلى الله عليه وآله في الموضع ونزل المسلمون معه.
وكان سبب نزوله في هذا المكان، نزول القرآن عليه بتنصيب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام خليفة في الأمة بعده، وكان قد تقدّم الوحي اليه في ذلك من غير توقيت له، فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه.
وعلم الله عزوجل انّه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس الى بلدانهم واماكنهم وبواديهم، فأراد الله أن يجمعهم لسماع النصّ بخلافة وإمامة أمير المؤمنين عليه السلام وتأكد الحجة عليهم فيه.
فأنزل الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ)
يعني في استخلاف علي عليه السلام والنص بالامامة عليه:
(وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
فأكد الفرض عليه بذلك وخوّفه من تأخير الامر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه.
حتى توارت الذكر منبعد القران الكريم واية الولاية
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥
والتبيلغ فالرسالة الاسلامية كلها في كفة ومولاة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في كفة اخرى لانها اتمام للدين وكمال للنعمة الالهية من مستنقع الكفر والطغيان الى النور والبرهان فيا رب لك الحمد والسبحان ...
لذلك اخذ شاعر رسول الله ينادي بابياته المعروفة في يوم الغدير حين جاء حسّان بن ثابت الى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله؟ فقال له: قل يا حسان على اسم الله, فوقف على نشز من الارض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخم وأسمع بالرسول منادياً
وقال فمن مولاكم ووليكم؟ فقالوا ولم يبدو هناك التعادياً
الهك مولانا وانت ولينا ولن تجدنّ منا لك اليوم عاصياً
فقال له قم يا عليّ فانني رضيتك من بعدي اماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليّه فكونوا له أنصار صدق موالياً
هناك دعا اللهم والي وليه وكن للذي عادى علياًمعادياً
فقال له رسول الله صلى الله عليه واله لا تزال يا حسان مؤيداًبروح القدس ما نصرتنا بلسانك.
وذلك أشعار منه صلى الله عليه واله على عدم ثبات حسان على ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام كما ظهر أثره بعد وفاته صلى الله عليه واله.
فقد سمى هذا اليوم رسول الله (عيد الله الاكبر)لانه عيد كل مؤمن ومؤمنه يحب ان يسير الاسلام نحو الاعلى وتنتشر مبادئه الاسلاميه الى الامام حيث ينقل عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم أعظمها حرمة قلت وأي عيد هو: جعلت فداك قال اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) قلت وأي يوم هو قال: ما تصنع باليوم إن السنة تدور ولكنه يوم ثماني عشر من ذي الحجة فقلت وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم قال تذكرون فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام أن يتخذ ذلك اليوم عيداً وكذلك كانت الأنبياء يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً.
وعن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السلام في حديث ذكر فيه فضل يوم الغدير قال: يا ابن أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام فإن الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق من شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لأخوانك العارفين وأفضل على اخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، إلى أن قال: والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشرة مرات الحديث. وفي حديث عن الصادق عليه السلام قال: وإنه (أي يوم الغدير) ليوم صيام وقيام وإطعام وصلة الإخوان وفيه مرضاة الرحمن ومرغمة الشيطان».
فغاية رسول الله كانت هي الحفاظ على مبادئ الاسلام لذلك لو سار مثلما خطط له رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لعشنا في سلام وامان وخير وطمئنينة الى يومنا هذا فلقد كانت خصال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) بين الناس خاصة في فترة خلافته هي تعاطفه مع الناس، ويتجلى تعاطفه مع أفقر الناس من خلال عمله وقد قال: (ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه).
فهو سلام الله عليه لم يضع حجراً على حجر، ولم يسكن قصراً فارهاً ولم يمتط فرساً مطهماً، وتحمل كل المصاعب هذه لئلا يكون هناك فرد في أقصى نقاط دولته يتبيغ بفقره لا يجد حتى وجبة غذاء واحدة تسد رمقه،
وهو القائل: (لعل هناك بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع) لذا، فإنه لمجرد أن يحتمل سلام الله عليه وجود أفراد في المناطق النائية من رقعة حكومته جوعى، لم يكن ينام ليلته ممتلئ البطن، وقد حرم نفسه حتى من متوسط الطعام واللباس والمسكن ولوازم الحياة العادية أراد الإمام علي سلام الله عليه بنهجه هذا تحقيق هدفين:
الأول: أن يبعد عنه أي شبهة كحاكم إسلامي، ويسلب منتقديه أي حجة تدينه، هؤلاء المنتقدين الذين أنكروا عليه حتى مناقبه.
والهدف الثاني: هو تذكير الحكام المسلمين بمسؤولياتهم الخطيرة تجاه آلام الناس وفقرهم في ظل حكوماتهم، وضرورة إقامة العدل والتعاطف مع آلامهم وعذاباتهم، والسعي بجد من أجل تأمين الرفاهية والعيش الكريم لهم.
من هذا المنطلق، فإن مجرد احتمال وجود أناس يتضورون جوعاً في أبعد نقاط الحكومة الإسلامية يعتبر في ميزان الإمام علي سلام الله عليه مسؤولية ذات تبعات، لذا فهو سلام الله عليه يؤكد على الحكام ضرورة أن يجعلوا مستوى عيشهم بنفس مستوى عيش أولئك، وأن يشاركوهم شظف العيش.
وهناك تتجلى عظمة الغدير أكثر فأكثر، وتسطع أنوار القيم والتعاليم السامية التي يحملها يوماً بعد آخر، تلك القيم التي تؤمن التوازن السليم بين المتطلبات الروحية والعقلية والمادية والمعنوية للبشر، لتحقق السعادة للجميع أفراداً ومجتمعات حكاماً ومحكومين.
فهمنا من اية المباهله ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ساوى نفسه مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقد ذكرت الاية الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١﴾
فقوله تعالى انفسنا وانفسكم اي علي بين ابي طالب هو نفس الرسول والكل متفق على ذلك فهو نفس الرسول ...
وكذلك فهمنا ان الاسلام لم يجعله الله عبثا ولم يرسل الرسل والانبياء ليحكمه من هب ودب لكي يتصرف بالاسلام كيف شاء واني شاء لذلك وضع خطوط عريضة للسير نحو التكامل الالهي ووضع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) خطة امينة كي يكون الاسلام بايدي امينه حتى يعم الاسلام في كافة انحاء المعمورة لذلك قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)
(من وال علي فقد والاني ومن والاني فقد وال الله تعالى )
فلمّا قضى رسول الله صلى الله عليه واله نسكه أشرك علياً في هديه وقفل راجعاً الى المدينة معه علي والمسلمون حتى انتهى الى الموضع المعروف بغدير خم وليس بموضع يصلح للمنزل لعدم الماء فيه والمرعى، فنزل صلى الله عليه وآله في الموضع ونزل المسلمون معه.
وكان سبب نزوله في هذا المكان، نزول القرآن عليه بتنصيب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام خليفة في الأمة بعده، وكان قد تقدّم الوحي اليه في ذلك من غير توقيت له، فأخره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه.
وعلم الله عزوجل انّه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس الى بلدانهم واماكنهم وبواديهم، فأراد الله أن يجمعهم لسماع النصّ بخلافة وإمامة أمير المؤمنين عليه السلام وتأكد الحجة عليهم فيه.
فأنزل الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ)
يعني في استخلاف علي عليه السلام والنص بالامامة عليه:
(وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)
فأكد الفرض عليه بذلك وخوّفه من تأخير الامر فيه وضمن له العصمة ومنع الناس منه.
حتى توارت الذكر منبعد القران الكريم واية الولاية
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴿٥٥
والتبيلغ فالرسالة الاسلامية كلها في كفة ومولاة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) في كفة اخرى لانها اتمام للدين وكمال للنعمة الالهية من مستنقع الكفر والطغيان الى النور والبرهان فيا رب لك الحمد والسبحان ...
لذلك اخذ شاعر رسول الله ينادي بابياته المعروفة في يوم الغدير حين جاء حسّان بن ثابت الى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه الله؟ فقال له: قل يا حسان على اسم الله, فوقف على نشز من الارض وتطاول المسلمون لسماع كلامه فأنشأ يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم بخم وأسمع بالرسول منادياً
وقال فمن مولاكم ووليكم؟ فقالوا ولم يبدو هناك التعادياً
الهك مولانا وانت ولينا ولن تجدنّ منا لك اليوم عاصياً
فقال له قم يا عليّ فانني رضيتك من بعدي اماماً وهادياً
فمن كنت مولاه فهذا وليّه فكونوا له أنصار صدق موالياً
هناك دعا اللهم والي وليه وكن للذي عادى علياًمعادياً
فقال له رسول الله صلى الله عليه واله لا تزال يا حسان مؤيداًبروح القدس ما نصرتنا بلسانك.
وذلك أشعار منه صلى الله عليه واله على عدم ثبات حسان على ولاية أميرالمؤمنين عليه السلام كما ظهر أثره بعد وفاته صلى الله عليه واله.
فقد سمى هذا اليوم رسول الله (عيد الله الاكبر)لانه عيد كل مؤمن ومؤمنه يحب ان يسير الاسلام نحو الاعلى وتنتشر مبادئه الاسلاميه الى الامام حيث ينقل عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم أعظمها حرمة قلت وأي عيد هو: جعلت فداك قال اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) قلت وأي يوم هو قال: ما تصنع باليوم إن السنة تدور ولكنه يوم ثماني عشر من ذي الحجة فقلت وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم قال تذكرون فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام أن يتخذ ذلك اليوم عيداً وكذلك كانت الأنبياء يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً.
وعن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السلام في حديث ذكر فيه فضل يوم الغدير قال: يا ابن أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام فإن الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق من شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لأخوانك العارفين وأفضل على اخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، إلى أن قال: والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشرة مرات الحديث. وفي حديث عن الصادق عليه السلام قال: وإنه (أي يوم الغدير) ليوم صيام وقيام وإطعام وصلة الإخوان وفيه مرضاة الرحمن ومرغمة الشيطان».
فغاية رسول الله كانت هي الحفاظ على مبادئ الاسلام لذلك لو سار مثلما خطط له رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لعشنا في سلام وامان وخير وطمئنينة الى يومنا هذا فلقد كانت خصال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام ) بين الناس خاصة في فترة خلافته هي تعاطفه مع الناس، ويتجلى تعاطفه مع أفقر الناس من خلال عمله وقد قال: (ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه).
فهو سلام الله عليه لم يضع حجراً على حجر، ولم يسكن قصراً فارهاً ولم يمتط فرساً مطهماً، وتحمل كل المصاعب هذه لئلا يكون هناك فرد في أقصى نقاط دولته يتبيغ بفقره لا يجد حتى وجبة غذاء واحدة تسد رمقه،
وهو القائل: (لعل هناك بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع) لذا، فإنه لمجرد أن يحتمل سلام الله عليه وجود أفراد في المناطق النائية من رقعة حكومته جوعى، لم يكن ينام ليلته ممتلئ البطن، وقد حرم نفسه حتى من متوسط الطعام واللباس والمسكن ولوازم الحياة العادية أراد الإمام علي سلام الله عليه بنهجه هذا تحقيق هدفين:
الأول: أن يبعد عنه أي شبهة كحاكم إسلامي، ويسلب منتقديه أي حجة تدينه، هؤلاء المنتقدين الذين أنكروا عليه حتى مناقبه.
والهدف الثاني: هو تذكير الحكام المسلمين بمسؤولياتهم الخطيرة تجاه آلام الناس وفقرهم في ظل حكوماتهم، وضرورة إقامة العدل والتعاطف مع آلامهم وعذاباتهم، والسعي بجد من أجل تأمين الرفاهية والعيش الكريم لهم.
من هذا المنطلق، فإن مجرد احتمال وجود أناس يتضورون جوعاً في أبعد نقاط الحكومة الإسلامية يعتبر في ميزان الإمام علي سلام الله عليه مسؤولية ذات تبعات، لذا فهو سلام الله عليه يؤكد على الحكام ضرورة أن يجعلوا مستوى عيشهم بنفس مستوى عيش أولئك، وأن يشاركوهم شظف العيش.
وهناك تتجلى عظمة الغدير أكثر فأكثر، وتسطع أنوار القيم والتعاليم السامية التي يحملها يوماً بعد آخر، تلك القيم التي تؤمن التوازن السليم بين المتطلبات الروحية والعقلية والمادية والمعنوية للبشر، لتحقق السعادة للجميع أفراداً ومجتمعات حكاماً ومحكومين.