النجف الاشرف
24-11-2010, 03:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف وأجعلنا من أنصارهم وخدامهم في الدنيا والاخرة وأرزقنا الشهادة بين يدي أمامنا وقائدنا الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى أبائه الطاهرين ...
ونحن نعيش في ذكرى عطرة في يوم لا كالايام يوم الله الاعظم يوم الغدير الاغر وبعد التوكل على الله تعالى نكتب هذه الرسالة في هذه الواقعة التي لا تكاد تكون مثلها متواترة ومشهورة مابين أهل ملة لا اله الا الله مراعين الايجاز في الطرح ... ونسال الله تعالى ان يوفقنا فيما بعد للوقوف على فقراتها بما يقتضية المقام ... أسمينا هذه الرسالة بالفوائد البهية من البيعة الغديرية وكما هو متبادر الى الاذهان ان مدار هذه الرسالة الموجزه هي واقعة الغدير عيد الله الاعظم للمؤمنين معتمدين فيها على كتاب الله والسنة النبوية من طريق أهل الخلاف لان الرسالة موجهة لهم بالدرجة الاولى وان وفقنا الله لأكمالها كما ينبغي تكون الادلة من السنة النبوية من طريق الفريقين ... ونهديها الى سيدي ومولاي أمام المتقين وقائد الغر المحجلين علي ابن ابي طالب عليه السلام ... وكل عام والمؤمنين بالف خير باعظم عيد
*** توطئه***
أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق من أجل ان يعرفوه فيعبدوه وأودع في فطرة كل عاقل منهم توحيده جل وعلا ومن ميزات العقلاء منهم أن ينشدوا الكمال وكلما زاد العاقل من مخلوقات الله كمالا كان أقرب الى معرفته وأتم طاعته له من غيره . وأن الله تعالى لطف على عباده بحكمته وقيمومته بان عزز فطرة العاقل من خلقة بارسالة الانبياء فالاوصياء -الائمة الأثنى عشر عند المسلمين , والحوارين عند المسيح , والاسباط عند اليهود - حتى يكون للنبي المبلغ لما يريده الله مباشرة عن طريق الوحي القراني والتشريعي فيرسم الخطوط العريضة لما يريده الله من خلقة فياتي له الوحي بان يبلغ بان المحافظ على ما جاء به وحاميه هو الخليفة من بعده على الامة ولهذا الخليفة شروط وخصائص لا تكون عند غيره مثلما يكون للنبي خصائص ليس لغيره ومنها ( ان يكون الاعلم من غيره , ان يكون الاشجع , ان يكون الاعدل , ان يكون الافقه , ان يكون معصوما وو ,,, وكل صفة حميدة يكون هو هي وهي هو) حتى تطبق شريعة السماء بالارض مثلما ارادها الله تعالى لان الخليفة أذ لم يتحلى بصفات الافضيلة يكون محتاج الى غيره فيكون وجوده عبثا لا يحقق الغرض مثلما لو يكون هناك نبي ولكنه جاهل او فاحش الخلق فيجتنبه الناس او يكون غير معصوم بالتالي هناك أحتمال ان تصيبه الغفلة او الغضب او يكذب متعمدا او ساهيا او يفسق ويرتكب المحرمات وبالتالي يكون وجوده عبثا والعبث ممنوع على الله تعالى لان العابث يكون اما جاهل واما محتاج الى ان يلفت الانتباه او غير قدير او او او وكلها تمتنع بالضرورة على الله تعالى العالم الجبار القدير الخبير الاحد ... ومن هنا نفهم لماذا قلنا بان يوم الغدير هو أعظم الايام لان في هذا اليوم نصب رسول الله بامر من السماء علي أبن ابي طالب أسد الاسلام واليا وقائدا وأماما ومتبعا لمن كان نبيهم محمد صلى الله عليه واله وسلم ....
*** ملاحظه وهذه الصفات التي تقدمت أهمها ثابته لزوما لخليفة رسول الله على نحو القضية الخارجية - اي متحققة بشخص الامام علي عليه السلام والأئمة الاطهار من ولده- فتامل وتدبر ياعاقل لاثباتها أدناه ***
*** المدخل الاول السنة النبوية ***
بعد أن أكمل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حجة المعروفة بحجة الوداع ومعه أكثر من مئه الف مسلم من جميع البقاع الاسلامية سار بهم الى مدينته المقدسة المنورة به ابا القاسم محمد فسار حتى وصل الى الغدير خم وهي منطقة واقعه مابين المدينة المنورة ومابين مكة المكرمة فامر بان يقف المسلمون في هذه المنطقة وكان يتوسطها خمس شجيرات فهناك نصبت خيمة رسول الله فصلى روحي له الفداء بجميع المسلمين الذين معه ثم أسترعى أنتباه الجميع - ومن هنا نجد ان الحكمة الالهيه بان يكون الخطاب شامل حتى لا تبقى لاحد حجة- فقام وخاطبا بالناس بخطبة و واعظا لهم - وليس هنا محل ما قاله الرسول فانه يحتاج الى مجلدات والمقام لا يتسع - ووكان ذلك اليوم شديد الحرارة فيه مشقة على جميع المسلمين فقال إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فاجبت وأني مسؤول عما ارسلت به إليكم ، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته وأنكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربكم ؟ قالوا : نقول : قد بلغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله عنا أفضل الجزاء ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إليكم وأن الجنة حق ؟ وأن النار حق ؟ وأن البعث بعد الموت حق ؟ فقالوا : نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد على ما يقولون ، ألا وإني اشهدكم أني أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم نشهد لك بذلك ، فقال : ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه وهو هذا ، ثم أخذ بيد علي (ع) فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما : ثم : قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، ألا وإني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض
ثم أستانف روحي الفداء كلامة فقال (حوضي غدا وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ، ألا وإني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟ قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الاكبر فكتاب الله عزوجل ، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم ، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأما الثقل الاصغر فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب وعترته (ع) ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
فقام وأشار عليهم بيعة الامام بامر الله ورسوله علي ابن ابي طالب خليفة له فقاموا وبايعوا)
وبعد عرض البسيط للواقعه نقتطف هذه الفوائد
الفــائدة الاولى
أن رسول الله لم يحمل المسلمين المشقة في الحر وجمعهم في ذلك المكان أذ لم يكن الامر جلل ومن ضروريات الدين الاسلامي ولا يكتمل به التشريع وهو الرؤوف بهم كما وصفه القران الكريم وبناء عليه يثبت بان ولاية علي أبن ابي طالب عليه السلام على المسلمين بامر اللهي وأرادة نبوية ترجمت ذلك الامر للناس أجمعين وليس مقتصرة على زمان دون أخر وذلك واضح وجلي بقرنه بحجية القران التي هي حجة الى قيام يوم الدين وياأروع الوصف الذي وصفه رسول الله حيث جعلهم ترجمان القران وسبب الاتصال مع السماء وكما قدمنا في التوطئة أن ذلك أمر بديهي حتى لاتكون للناس حجة على الله وحتى يستوفي الغرض من أرسال النبي وشريعة
الفـــائدة الثانية
يحاول المتوهمين ممن ختم الجهل على قلوبهم بتاويل الحديث عن أصله وذلك من خلال قولهم بان لكلمة - مولى - لها عدة معاني في اللغة العربية فكيف زعمتم أيها الشيعة بصورة عامة وأنتم ايها الجعفرية بصورة خاصه بان المراد بهذا الحديث هو النصب الصريح على أمامة إمامكم علي ابن ابي طالب عليه السلام قلنا بان جميع علماء المسلمين من كل الفرق بما فيهم علماء الشرذمه الوهابية بل جميع العرب يشترطون بديهيا ان كان هناك لفظ - كلمة - لها عده معاني لابد ان ياتي المتكلم بقرينة - دليل - يصرف الذهن الى مراده من هذه الكلمة التي لها عده معانٍ ومن يقرا حديث الغدير بكل صيغة يجد ان رسول الله قد وضع القرينة حيث قال ابا القاسم روحي وأرواح من في الوجود له الفداء -ألا وإني اشهدكم أني أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل -مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟
لهذا نجد بان القرينة موجوده بان الرؤوف رسول الله قد خصص ما يريد من قوله فهذا علي مولاه لانه قرن ولاية علي ابن ابي طالب عليه السلام بالمسلمين بولاية هو ولايه الله على المسلمين بحيث ان الامام علي عليه السلام يكون أولى بالمؤمنين من أنفسهم وقد القى الحجة عليهم وهم كذلك شهدوا بان لرسول الله ووصية اولى بهم من أنفسهم ....
الفــــائدة الثالثة
نجد من هذه الواقعة العظيمة التي أكتملت فيها الشريعة المحمدية بانها فسرت آيات القران الكثيره حول محور الخلافه والولاية على من يلى أمر المسلمين وياخذ بيدهم ليوصلهم الى بر الامان بحيث ان السنة النبوية كانت المفسرة لهذا الامر العظيم مثلما هي مفسرة لباقي الاصول العلمية والاعتقادية لكل مسلم وان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد حصص للمسلمين من بعده من هم هولاء الخلفاء الذي اشار لهم في احاديث أخرى وحدد عددهم بانهم أنثى عشر فتجد بانه ابتداهم بعلي ابن ابي طالب عليه السلام وكان هذا الابتداء على نحو التسلسل اي بان اولهم أسده وأسد الله علي ومن ثم عترته وبما ان هذا الامر مكمل للشريعة وجب ان يكون علي وأوصيائه معصومون من كل خطا وزلل ومن السهو وكل نقص ونقض وهم الطريق الذي اختاره الله لعباده حتى يفهموا القران والرسول له في مطاوي هذا الحديث عباره يجب على كل عاقل ان يتوقف عندها كثيرا الا وهي علم هولاء الاوصياء الذي سيدهم علي ابن ابي طالب واولهم علم الغيب وعلم الكتاب وذلك من خلال وصفهم بانهم القران الناطق وهذا ما يظهر واضحا من النص الشريف
الفــائده الرابعة
نجد ان ابا القاسم قد ذكر الحوض وحذر ممن يخالف بيعة او ينقلب على عقبية سوف يرد عليه ويقابله لهذا نجد ان كتب الاحاديث قد اوردت هذا الحديث وناخذ منهم صاحب الصحيح (بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم . )
لاحظوا معي بان الرسول رسم نفس الصورة التي رسمها في الغدير بان اصحابه هم لا سواهم سوف يوردون عليه فيخرج رجل وهذا الرجل صاحب حق قد ضيع ويسوقهم الى جنهم فهنا الرسول يريد ان يوضح حقيقة فعلهم هذا فياتي الجواب بانهم ارتدوا بعدك ويا الله الارتداد على الاعقاب كان بكثرة بحيث لا يبقى بهم الا همل النعم أشارة الى القلة القليلة فمن هو هذا الرجل الا قسيم الجنة والنار علي ابن ابي طالب ولا ياخذ جاهل قولنا على انه غلو بل ان ولايته هي الميزان مابين المؤمن وغيره ولا يتبادر الى الاذهان بان الرسول يجهل من هم بل انه اراد بهذا الاسلوب البليغ ان يعبر عن جزاء اعمالهم ولكن لم يكن هناك سامع لما ينادي الا القله رضوان الله تعالى عليهم
الفــائدة الخامسة
نجد ان هناك روايات كثيره عند ابناء العامه تصور نص الغدير بصوره ثانيه بان الرسول كان قد ارسل الامام الى اليمن وهناك بعض الصحابه قد حملوا على أمير المؤمنين عليه السلام فقام خالد فارسل للنبي عن الامام علي يشتكيه فغضب الرسول وأمرهم بطاعته لهذا نستطيع ان نقول بان الرسول في الغدير اراد ان يعمم على جميع المسلمين منزلة علي ابن ابي طالب وبانه الوصي من بعده لان اهل المدينة والمختلطين مع الرسول كانوا يدركون ذلك جليلا لهذا رسول الله قد حذرهم منه وان هذا الرجل الا وهو علي ابن ابي طالب سياخذهم الى جهنم من على الحوض
*** المدخل الثاني القران الكريم ***
وبعد بيان واقعة الغدير الاغر التي استقدمناها بالمدخل من السنة النبوية باعتبارها مفسره لما ورد في القران نجد القران يشير الى هذه الحقائق بصوره لا تقبل الشك في الفهم
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67) سورة المائدة
ماهذا الامر الجلل الذي يكون الدين فيه غير كامل ؟؟ ماهو الا الامامه لا غيرها ولا يتبادر الى الذهن بان هذا خطاب ذم الى رسول الله مثلما مع كل الاسف فهمه علماء السنة بحيث عدوه هذه الايه حينما تقاعس الرسول عن ابلاغ الرساله وقبل ذهابه الى نوفل؟؟ بل ان الله جل وعلا ينذر من حول الرسول من خلال خطاب الرسول باعتباره القدوة لهم والمثل الاعلى بان من يتخلف عن هذا الامر لم يكن له من الاسلام سوى أسمها وفيه اشارة الى من ينكر هذه الامامة ويجحدها بمنزلة الكافر لان هناك ممن كان موجودا لم يرتضيه ان ينصب رسول الله ابن عمه وصهره الوحيد واليا من بعده عليا ومقولة البعض مشهوره {لا تجتمع النبوة والخلافه في بيت هاشم}
وذلك حينما أراد البعض ممن لم يهضم الاسلام بينة على ذلك فقال النضر بن حارث ان كان هذا الامر حق فامر علينا حجارة فجاءت البنية ورمى هذا الصعلوك بحجاره من السماء لهذا نجد القران الكريم قال
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ {المعارج/1} لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ {المعارج/2} مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ
وبعدها قام الجميع وبايع بعد هذه البنية من الله تعالى فختم الله كتابه
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وهنا هي قمة بلاغة القران الكريم بحيث ابتدا الايه المباركة بماهي بديهات لكل مسلم وماكان الرسول يكثر في حديثة على تحريمها والجميع يعرف بان اهل الجاهلية من اكلين لحم الخنزير والدم ومايذبح لاصنامهم لهذا كانت هذه الايه المباركة توضح لهم بان من ينتهي عن تلك الامور فانه يخرج من دائرة الشرك الى الاسلام ومن يتمسك بما اكمل الدين به فانه يرتقي الى الايمان وواقعا لا اعلم كيف ان هناك عقول عندهم أكمال الدين فقط بتحريم ما حرمه القران منذ بداية نزوله ؟ بل وان كل الديانات السماويه والشرائع قد حرمتها ولكن ننادي عسى ان يكون هناك حيا
ومن ثم نقطف بعض الفوائد
الفــائده الاولى
مما تقدم نجد ان كمال الشريعة لا تتحقق الا بمن يصونها وياخذ بيد افرادها الى مااراد الله منهم
وان هولاء الذي انيطت بهم هذه المهم هم حبل الله المتين لهذا تجد القران الكريم يقول
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (103) سورة آل عمران...وحبل الله من بعد رسوله هم أوصيائه
الفـــائدة الثانيه
وهنا من حق كل عاقل ان يتسائل وهل لما قدمت له من صفات لهولاء الاوصياء في القران قلنا نعم لهم ..{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} فهنا نجد ان طاعة هولاء هي طاعه رسول الله وطاعه الله بلزوم حرف العطف وصيغة فعل الامر فليس الامر اختياري حتى يطاع سواهم فان طاعه سواهم تخرجه عن طاعة الله تعالى ويا اروع اللوحات التي يرسمها القران الكريم فانك تجد يخاطبهم ويقول لهم من يتنازع في شي وهنا اشاره الى جميع الامور السياسية والعلمية وغيرها فاذا كان مؤمن فانه يرجع بها الى الله ورسوله ثم اروع صورة رسمها القران الكريم فانه تجد قد حدد بطاعة الله ورسوله يفلحون ويتهدون والله ورسوله قد امروا بان يطاع اولي الامر الذين هم معصومين وهنا نكتة مهمة بان الايمان بما هو ايمان لا يتم الا بطاعه هولاء وقد يعترض علينا معترض ويقول الايمان لا يشترط به الولاية اولي الامر قلنا الحكم القران بيننا
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (136) فالايمان في القرآن مراتب وتجد هذه الاية تدعوا من يؤمن بلله ورسوله ولكن ماهذا الايمان الثاني الذي قرنه الله بالايمان بكتاب والرسول بل وكل الكتب والرسل ؟؟ ماهو الا من اكتمل به الدين ولايه علي ابن ابي طالب عليه السلام..ثم يشير الله على انهم رغم هذه البينات كلها سوف لا يطيعوه هو ورسوله ..{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} لهذا تجد بان الامة مفترقة اليوم والرسول قد وصفهم في حديثه المشهور عن اقتراق الامه الى أحزاب وفرق وان المتمسكين بالايمان الحقيقي هم قلة لهذا اوصائهم تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
الفــائدة الثالثة
نجد القران الكريم قد رسم نفس لوحه الغدير الاغر بايه الولايه الصريحة
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} تجد ان الولايه هنا قد اقرها الله له ولرسوله والذين يتصدقون وهم راكعون بصورة واضحة وجلية فان ولايه الله مستمرة ولرسوله كذلك ولعلي واوصيائه كذلك والاغرب ان يدعي بعض خفافيش الضلام بان الاية نزلت بصحابي هو عباده بن صامت حينما تبرا من عهده مع اليهود قلنا عجيب والله هذا التفكير الجاهلي فان من اولويات المسلم ان يتبرا من اليهود فليس له فضل بهذا ولكن ماذا نقول لمن ملئ قلبه الحقد المتوارث على علي ابن ابي طالب ورسول الله وهنا يسال احد هل العصمة لها اصل في القران لعلي قلنا اوضح من الشمس في رابعة النهار {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} فهنا العصمة والتفضيل على غيرهم حتى احتج بهم رسول الله في مباهلة وعلي نفس الرسول له مالرسول الا النبوة فهي من خصوصيات الرسول وهذا المعنى نفسه تجده في الغدير مليا وواضحا...
والحمد لله رب العالمين ونسالكم العذر مقدما ونرفع اسمى ايات التهاني والتبريكات الى مولانا صاحب الزمان والى رسول الله والامير علي والزهراء والحسنين وباقي الائمة الاطهار بهذه الذكرى العطره ونجدد عهدنا وبيعتنا لهم في كل سنة وكل عام ولكم اخواني الاحبة ثبتنا الله واياكم واماتنا الى ولاية الاطهار وهنيئا لكم بيعتكم لاسد الله ورسوله
والسلام عليكم
السلام عليكم
اللهم صلٍ على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف وأجعلنا من أنصارهم وخدامهم في الدنيا والاخرة وأرزقنا الشهادة بين يدي أمامنا وقائدنا الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعلى أبائه الطاهرين ...
ونحن نعيش في ذكرى عطرة في يوم لا كالايام يوم الله الاعظم يوم الغدير الاغر وبعد التوكل على الله تعالى نكتب هذه الرسالة في هذه الواقعة التي لا تكاد تكون مثلها متواترة ومشهورة مابين أهل ملة لا اله الا الله مراعين الايجاز في الطرح ... ونسال الله تعالى ان يوفقنا فيما بعد للوقوف على فقراتها بما يقتضية المقام ... أسمينا هذه الرسالة بالفوائد البهية من البيعة الغديرية وكما هو متبادر الى الاذهان ان مدار هذه الرسالة الموجزه هي واقعة الغدير عيد الله الاعظم للمؤمنين معتمدين فيها على كتاب الله والسنة النبوية من طريق أهل الخلاف لان الرسالة موجهة لهم بالدرجة الاولى وان وفقنا الله لأكمالها كما ينبغي تكون الادلة من السنة النبوية من طريق الفريقين ... ونهديها الى سيدي ومولاي أمام المتقين وقائد الغر المحجلين علي ابن ابي طالب عليه السلام ... وكل عام والمؤمنين بالف خير باعظم عيد
*** توطئه***
أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق من أجل ان يعرفوه فيعبدوه وأودع في فطرة كل عاقل منهم توحيده جل وعلا ومن ميزات العقلاء منهم أن ينشدوا الكمال وكلما زاد العاقل من مخلوقات الله كمالا كان أقرب الى معرفته وأتم طاعته له من غيره . وأن الله تعالى لطف على عباده بحكمته وقيمومته بان عزز فطرة العاقل من خلقة بارسالة الانبياء فالاوصياء -الائمة الأثنى عشر عند المسلمين , والحوارين عند المسيح , والاسباط عند اليهود - حتى يكون للنبي المبلغ لما يريده الله مباشرة عن طريق الوحي القراني والتشريعي فيرسم الخطوط العريضة لما يريده الله من خلقة فياتي له الوحي بان يبلغ بان المحافظ على ما جاء به وحاميه هو الخليفة من بعده على الامة ولهذا الخليفة شروط وخصائص لا تكون عند غيره مثلما يكون للنبي خصائص ليس لغيره ومنها ( ان يكون الاعلم من غيره , ان يكون الاشجع , ان يكون الاعدل , ان يكون الافقه , ان يكون معصوما وو ,,, وكل صفة حميدة يكون هو هي وهي هو) حتى تطبق شريعة السماء بالارض مثلما ارادها الله تعالى لان الخليفة أذ لم يتحلى بصفات الافضيلة يكون محتاج الى غيره فيكون وجوده عبثا لا يحقق الغرض مثلما لو يكون هناك نبي ولكنه جاهل او فاحش الخلق فيجتنبه الناس او يكون غير معصوم بالتالي هناك أحتمال ان تصيبه الغفلة او الغضب او يكذب متعمدا او ساهيا او يفسق ويرتكب المحرمات وبالتالي يكون وجوده عبثا والعبث ممنوع على الله تعالى لان العابث يكون اما جاهل واما محتاج الى ان يلفت الانتباه او غير قدير او او او وكلها تمتنع بالضرورة على الله تعالى العالم الجبار القدير الخبير الاحد ... ومن هنا نفهم لماذا قلنا بان يوم الغدير هو أعظم الايام لان في هذا اليوم نصب رسول الله بامر من السماء علي أبن ابي طالب أسد الاسلام واليا وقائدا وأماما ومتبعا لمن كان نبيهم محمد صلى الله عليه واله وسلم ....
*** ملاحظه وهذه الصفات التي تقدمت أهمها ثابته لزوما لخليفة رسول الله على نحو القضية الخارجية - اي متحققة بشخص الامام علي عليه السلام والأئمة الاطهار من ولده- فتامل وتدبر ياعاقل لاثباتها أدناه ***
*** المدخل الاول السنة النبوية ***
بعد أن أكمل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حجة المعروفة بحجة الوداع ومعه أكثر من مئه الف مسلم من جميع البقاع الاسلامية سار بهم الى مدينته المقدسة المنورة به ابا القاسم محمد فسار حتى وصل الى الغدير خم وهي منطقة واقعه مابين المدينة المنورة ومابين مكة المكرمة فامر بان يقف المسلمون في هذه المنطقة وكان يتوسطها خمس شجيرات فهناك نصبت خيمة رسول الله فصلى روحي له الفداء بجميع المسلمين الذين معه ثم أسترعى أنتباه الجميع - ومن هنا نجد ان الحكمة الالهيه بان يكون الخطاب شامل حتى لا تبقى لاحد حجة- فقام وخاطبا بالناس بخطبة و واعظا لهم - وليس هنا محل ما قاله الرسول فانه يحتاج الى مجلدات والمقام لا يتسع - ووكان ذلك اليوم شديد الحرارة فيه مشقة على جميع المسلمين فقال إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فاجبت وأني مسؤول عما ارسلت به إليكم ، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته وأنكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربكم ؟ قالوا : نقول : قد بلغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله عنا أفضل الجزاء ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إليكم وأن الجنة حق ؟ وأن النار حق ؟ وأن البعث بعد الموت حق ؟ فقالوا : نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد على ما يقولون ، ألا وإني اشهدكم أني أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم نشهد لك بذلك ، فقال : ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه وهو هذا ، ثم أخذ بيد علي (ع) فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما : ثم : قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، ألا وإني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض
ثم أستانف روحي الفداء كلامة فقال (حوضي غدا وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ، ألا وإني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟ قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الاكبر فكتاب الله عزوجل ، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم ، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأما الثقل الاصغر فهو حليف القرآن وهو علي بن أبي طالب وعترته (ع) ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
فقام وأشار عليهم بيعة الامام بامر الله ورسوله علي ابن ابي طالب خليفة له فقاموا وبايعوا)
وبعد عرض البسيط للواقعه نقتطف هذه الفوائد
الفــائدة الاولى
أن رسول الله لم يحمل المسلمين المشقة في الحر وجمعهم في ذلك المكان أذ لم يكن الامر جلل ومن ضروريات الدين الاسلامي ولا يكتمل به التشريع وهو الرؤوف بهم كما وصفه القران الكريم وبناء عليه يثبت بان ولاية علي أبن ابي طالب عليه السلام على المسلمين بامر اللهي وأرادة نبوية ترجمت ذلك الامر للناس أجمعين وليس مقتصرة على زمان دون أخر وذلك واضح وجلي بقرنه بحجية القران التي هي حجة الى قيام يوم الدين وياأروع الوصف الذي وصفه رسول الله حيث جعلهم ترجمان القران وسبب الاتصال مع السماء وكما قدمنا في التوطئة أن ذلك أمر بديهي حتى لاتكون للناس حجة على الله وحتى يستوفي الغرض من أرسال النبي وشريعة
الفـــائدة الثانية
يحاول المتوهمين ممن ختم الجهل على قلوبهم بتاويل الحديث عن أصله وذلك من خلال قولهم بان لكلمة - مولى - لها عدة معاني في اللغة العربية فكيف زعمتم أيها الشيعة بصورة عامة وأنتم ايها الجعفرية بصورة خاصه بان المراد بهذا الحديث هو النصب الصريح على أمامة إمامكم علي ابن ابي طالب عليه السلام قلنا بان جميع علماء المسلمين من كل الفرق بما فيهم علماء الشرذمه الوهابية بل جميع العرب يشترطون بديهيا ان كان هناك لفظ - كلمة - لها عده معاني لابد ان ياتي المتكلم بقرينة - دليل - يصرف الذهن الى مراده من هذه الكلمة التي لها عده معانٍ ومن يقرا حديث الغدير بكل صيغة يجد ان رسول الله قد وضع القرينة حيث قال ابا القاسم روحي وأرواح من في الوجود له الفداء -ألا وإني اشهدكم أني أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل -مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟
لهذا نجد بان القرينة موجوده بان الرؤوف رسول الله قد خصص ما يريد من قوله فهذا علي مولاه لانه قرن ولاية علي ابن ابي طالب عليه السلام بالمسلمين بولاية هو ولايه الله على المسلمين بحيث ان الامام علي عليه السلام يكون أولى بالمؤمنين من أنفسهم وقد القى الحجة عليهم وهم كذلك شهدوا بان لرسول الله ووصية اولى بهم من أنفسهم ....
الفــــائدة الثالثة
نجد من هذه الواقعة العظيمة التي أكتملت فيها الشريعة المحمدية بانها فسرت آيات القران الكثيره حول محور الخلافه والولاية على من يلى أمر المسلمين وياخذ بيدهم ليوصلهم الى بر الامان بحيث ان السنة النبوية كانت المفسرة لهذا الامر العظيم مثلما هي مفسرة لباقي الاصول العلمية والاعتقادية لكل مسلم وان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد حصص للمسلمين من بعده من هم هولاء الخلفاء الذي اشار لهم في احاديث أخرى وحدد عددهم بانهم أنثى عشر فتجد بانه ابتداهم بعلي ابن ابي طالب عليه السلام وكان هذا الابتداء على نحو التسلسل اي بان اولهم أسده وأسد الله علي ومن ثم عترته وبما ان هذا الامر مكمل للشريعة وجب ان يكون علي وأوصيائه معصومون من كل خطا وزلل ومن السهو وكل نقص ونقض وهم الطريق الذي اختاره الله لعباده حتى يفهموا القران والرسول له في مطاوي هذا الحديث عباره يجب على كل عاقل ان يتوقف عندها كثيرا الا وهي علم هولاء الاوصياء الذي سيدهم علي ابن ابي طالب واولهم علم الغيب وعلم الكتاب وذلك من خلال وصفهم بانهم القران الناطق وهذا ما يظهر واضحا من النص الشريف
الفــائده الرابعة
نجد ان ابا القاسم قد ذكر الحوض وحذر ممن يخالف بيعة او ينقلب على عقبية سوف يرد عليه ويقابله لهذا نجد ان كتب الاحاديث قد اوردت هذا الحديث وناخذ منهم صاحب الصحيح (بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم . )
لاحظوا معي بان الرسول رسم نفس الصورة التي رسمها في الغدير بان اصحابه هم لا سواهم سوف يوردون عليه فيخرج رجل وهذا الرجل صاحب حق قد ضيع ويسوقهم الى جنهم فهنا الرسول يريد ان يوضح حقيقة فعلهم هذا فياتي الجواب بانهم ارتدوا بعدك ويا الله الارتداد على الاعقاب كان بكثرة بحيث لا يبقى بهم الا همل النعم أشارة الى القلة القليلة فمن هو هذا الرجل الا قسيم الجنة والنار علي ابن ابي طالب ولا ياخذ جاهل قولنا على انه غلو بل ان ولايته هي الميزان مابين المؤمن وغيره ولا يتبادر الى الاذهان بان الرسول يجهل من هم بل انه اراد بهذا الاسلوب البليغ ان يعبر عن جزاء اعمالهم ولكن لم يكن هناك سامع لما ينادي الا القله رضوان الله تعالى عليهم
الفــائدة الخامسة
نجد ان هناك روايات كثيره عند ابناء العامه تصور نص الغدير بصوره ثانيه بان الرسول كان قد ارسل الامام الى اليمن وهناك بعض الصحابه قد حملوا على أمير المؤمنين عليه السلام فقام خالد فارسل للنبي عن الامام علي يشتكيه فغضب الرسول وأمرهم بطاعته لهذا نستطيع ان نقول بان الرسول في الغدير اراد ان يعمم على جميع المسلمين منزلة علي ابن ابي طالب وبانه الوصي من بعده لان اهل المدينة والمختلطين مع الرسول كانوا يدركون ذلك جليلا لهذا رسول الله قد حذرهم منه وان هذا الرجل الا وهو علي ابن ابي طالب سياخذهم الى جهنم من على الحوض
*** المدخل الثاني القران الكريم ***
وبعد بيان واقعة الغدير الاغر التي استقدمناها بالمدخل من السنة النبوية باعتبارها مفسره لما ورد في القران نجد القران يشير الى هذه الحقائق بصوره لا تقبل الشك في الفهم
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (67) سورة المائدة
ماهذا الامر الجلل الذي يكون الدين فيه غير كامل ؟؟ ماهو الا الامامه لا غيرها ولا يتبادر الى الذهن بان هذا خطاب ذم الى رسول الله مثلما مع كل الاسف فهمه علماء السنة بحيث عدوه هذه الايه حينما تقاعس الرسول عن ابلاغ الرساله وقبل ذهابه الى نوفل؟؟ بل ان الله جل وعلا ينذر من حول الرسول من خلال خطاب الرسول باعتباره القدوة لهم والمثل الاعلى بان من يتخلف عن هذا الامر لم يكن له من الاسلام سوى أسمها وفيه اشارة الى من ينكر هذه الامامة ويجحدها بمنزلة الكافر لان هناك ممن كان موجودا لم يرتضيه ان ينصب رسول الله ابن عمه وصهره الوحيد واليا من بعده عليا ومقولة البعض مشهوره {لا تجتمع النبوة والخلافه في بيت هاشم}
وذلك حينما أراد البعض ممن لم يهضم الاسلام بينة على ذلك فقال النضر بن حارث ان كان هذا الامر حق فامر علينا حجارة فجاءت البنية ورمى هذا الصعلوك بحجاره من السماء لهذا نجد القران الكريم قال
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ {المعارج/1} لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ {المعارج/2} مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ
وبعدها قام الجميع وبايع بعد هذه البنية من الله تعالى فختم الله كتابه
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وهنا هي قمة بلاغة القران الكريم بحيث ابتدا الايه المباركة بماهي بديهات لكل مسلم وماكان الرسول يكثر في حديثة على تحريمها والجميع يعرف بان اهل الجاهلية من اكلين لحم الخنزير والدم ومايذبح لاصنامهم لهذا كانت هذه الايه المباركة توضح لهم بان من ينتهي عن تلك الامور فانه يخرج من دائرة الشرك الى الاسلام ومن يتمسك بما اكمل الدين به فانه يرتقي الى الايمان وواقعا لا اعلم كيف ان هناك عقول عندهم أكمال الدين فقط بتحريم ما حرمه القران منذ بداية نزوله ؟ بل وان كل الديانات السماويه والشرائع قد حرمتها ولكن ننادي عسى ان يكون هناك حيا
ومن ثم نقطف بعض الفوائد
الفــائده الاولى
مما تقدم نجد ان كمال الشريعة لا تتحقق الا بمن يصونها وياخذ بيد افرادها الى مااراد الله منهم
وان هولاء الذي انيطت بهم هذه المهم هم حبل الله المتين لهذا تجد القران الكريم يقول
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (103) سورة آل عمران...وحبل الله من بعد رسوله هم أوصيائه
الفـــائدة الثانيه
وهنا من حق كل عاقل ان يتسائل وهل لما قدمت له من صفات لهولاء الاوصياء في القران قلنا نعم لهم ..{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} فهنا نجد ان طاعة هولاء هي طاعه رسول الله وطاعه الله بلزوم حرف العطف وصيغة فعل الامر فليس الامر اختياري حتى يطاع سواهم فان طاعه سواهم تخرجه عن طاعة الله تعالى ويا اروع اللوحات التي يرسمها القران الكريم فانك تجد يخاطبهم ويقول لهم من يتنازع في شي وهنا اشاره الى جميع الامور السياسية والعلمية وغيرها فاذا كان مؤمن فانه يرجع بها الى الله ورسوله ثم اروع صورة رسمها القران الكريم فانه تجد قد حدد بطاعة الله ورسوله يفلحون ويتهدون والله ورسوله قد امروا بان يطاع اولي الامر الذين هم معصومين وهنا نكتة مهمة بان الايمان بما هو ايمان لا يتم الا بطاعه هولاء وقد يعترض علينا معترض ويقول الايمان لا يشترط به الولاية اولي الامر قلنا الحكم القران بيننا
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} (136) فالايمان في القرآن مراتب وتجد هذه الاية تدعوا من يؤمن بلله ورسوله ولكن ماهذا الايمان الثاني الذي قرنه الله بالايمان بكتاب والرسول بل وكل الكتب والرسل ؟؟ ماهو الا من اكتمل به الدين ولايه علي ابن ابي طالب عليه السلام..ثم يشير الله على انهم رغم هذه البينات كلها سوف لا يطيعوه هو ورسوله ..{وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} لهذا تجد بان الامة مفترقة اليوم والرسول قد وصفهم في حديثه المشهور عن اقتراق الامه الى أحزاب وفرق وان المتمسكين بالايمان الحقيقي هم قلة لهذا اوصائهم تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
الفــائدة الثالثة
نجد القران الكريم قد رسم نفس لوحه الغدير الاغر بايه الولايه الصريحة
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} تجد ان الولايه هنا قد اقرها الله له ولرسوله والذين يتصدقون وهم راكعون بصورة واضحة وجلية فان ولايه الله مستمرة ولرسوله كذلك ولعلي واوصيائه كذلك والاغرب ان يدعي بعض خفافيش الضلام بان الاية نزلت بصحابي هو عباده بن صامت حينما تبرا من عهده مع اليهود قلنا عجيب والله هذا التفكير الجاهلي فان من اولويات المسلم ان يتبرا من اليهود فليس له فضل بهذا ولكن ماذا نقول لمن ملئ قلبه الحقد المتوارث على علي ابن ابي طالب ورسول الله وهنا يسال احد هل العصمة لها اصل في القران لعلي قلنا اوضح من الشمس في رابعة النهار {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} فهنا العصمة والتفضيل على غيرهم حتى احتج بهم رسول الله في مباهلة وعلي نفس الرسول له مالرسول الا النبوة فهي من خصوصيات الرسول وهذا المعنى نفسه تجده في الغدير مليا وواضحا...
والحمد لله رب العالمين ونسالكم العذر مقدما ونرفع اسمى ايات التهاني والتبريكات الى مولانا صاحب الزمان والى رسول الله والامير علي والزهراء والحسنين وباقي الائمة الاطهار بهذه الذكرى العطره ونجدد عهدنا وبيعتنا لهم في كل سنة وكل عام ولكم اخواني الاحبة ثبتنا الله واياكم واماتنا الى ولاية الاطهار وهنيئا لكم بيعتكم لاسد الله ورسوله
والسلام عليكم