نووورا انا
25-11-2010, 12:33 AM
الإستخلاف في الأرض، وأرتباطه بولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
محمود الربيعي
المقدمة
الخالق – المخلوق
من الطبيعي وفق المنظور العقلي والمنطقي أن خالقاً عظيماً خلَق الخلقَ على أختلاف أشكالهم وصورهم، وأنزل معهم الكتاب والميزان كما خلق الكون بما فيه لحري أن يتصف بصفات الكمال وبالصفات الثبوتية كما عبر عنها العلماء كالعلم والقدرة والإرادة، ويتصف بكل صفات الكمال الأخرى كاللطف والتدبير وغير ذلك من صفات الكمال التي يمكن التعبير عنها من خلال الأسماء الحسنى.
وعليه فإن المخلوق يبقى بحاجة الى خالقه، ولما خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض وخلق الملائكة والإنس والجن تميز كل صنف منهم بصفات تختلف عن صفات الاصناف الأخرى، كما خلق الله عالم الحيوان وعالم النبات وعوالم الجماد الأخرى ومما نعلمه ومما لانعلمه.. ولم يخلق الله كل ذلك عبثا لأنه الحكيم المدبر والخبير المتصرف بالأمور وفق النظام الأحسن.
المستخلِف والمستخلَف، الله المستخلِف والانسان المستخلَف
فإذا كان الله سبحانه وتعالى عادلاً وحكيماً ومدبراً ومقدراً ومسيطراً يرزق ويعطي ويحمي ويشفي ويدفع ويسهل الأمور ويذلل الصعاب فلابد والحالة هذه أن يستخلف خليفة له يكون عادلاً ومدبراً وحكيماً وقوياً يحكم بالعدل ويحفظ الحقوق ويوزع الواجبات وينظم الحياة ويوزع مهم إدارة شؤون الرعية، وعلى الأخص عندما يتزاوج الناس ويتكاثرون ويزرع الشيطان الفتنة بينهم وفي الحالة هذه لابد للناس من خليفة يكون إماماً وأميراً وتكون مهمته حفظ النظام والحفاظ على الحقوق وتوجيه الرعية نحو صلاح المجتمع واستجلاب الخير لهم ودفع الشر عنهم.
حاجة المجتمع الى القيادة
إن أول قيادة إجتماعية في بدء الحياة على الأرض هي قيادة آدم عليه السلام لإسرته الصغيرة وبعد تنامي المتمع الإنساني أخذت القيادات الإجتماعية تتطور من نمط لآخر عبر مسيرة الإنسانية ومنها قيادة نوح وإبراهيم وموسى وهارون وداود وسليمان وطالوت وعيسى ومحمد عليهم السلام مع قيادة بقية الانبياء والرسل وأوصيائهم عليهم السلام أجمعين، إضافة الى كل القيادات البشرية الأخرى التي حكمت بالعدل في الأوقات التي لم يكن النبي او الرسول باسطا يديه على بقعة من بقع الأرض.
مهمات القائد
وهي بإختصار:
اولاً: رئاسة الناس في امور الدين.
ثانيا:ً رئاسة الناس فيس امور الدنيا.
كفاءة القائد ومميزاته
لابد للقائد أن يتمتع بصفات محددة يكون مؤهلا وفقها لقيادة المجتمع ومن أهمها:
اولاً: العلم، إذ لايصح للجاهل ان يقود مجتمعاً.
ثانيا: القوة، ونعني بذلك أن يتمتع بالقدرة والكفاءة على تنظيم الامور وتوجيهها بالاتجاه الصحيح.
ثالثا: العدل، ويعني ذلك أن يبسط قوته وفق أطروحة العدل.
سبب الإستخلاف وعلته
أولآً: منع الفساد والإفساد.
ثانياً: وجود الفاسدين والمفسدين.
ثالثا: تحديات إبليس: ويتمثل بالصراع بين الإنسان وإبليس.
رابعاً: إمتحان الخالق للمخلوقين بعد تحدي إبليس لآدم.
الشياطين - من ذرية آدم وذرية إبليس
الشيطان تسمية معروفة تشير الى كل مايتعلق بالشر والفساد وتلك صفات تنطبق على كل من الجن والإنس، ويعتبر إبليس أباً للجن وأما آدم فيعتبر اباً للإنس، واما الشيطنة فتتمثل بأتباع إبليس من شرار الجن والإنس، وأما الإستقامة فتتمثل بأتباع آدم وكافة أنبياء والرسل واوصيائهم أجمعين.
حركة الأنبياء - الحركات الكبيرة للانبياء – حركات إصلاحية وحركة إنقاذ.
تعتبر حركات الأنبياء عبر التاريخ حركات إصلاحية وحركات إنقاذ وهداية من الكفر والشرك والفساد، ومن المفسدين والطغاة والجبابرة.
وقد تميزت بعض حركات الأنبياء بكونها حركات تغييرية مهمة على مستوى البشرية كما حدث ذلك زمن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان ومحمد عليهم السلام.
حركة نوح عليه السلام - حركة إبراهيم عليه السلام - حركة موسى عليه السلام - حركة عيسى عليه السلام - حركة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم
إن الدور القيادي الذي أداه الانبياء والرسل بالأمر الإلهي التكليفي يغطي جميع المراحل التاريخية منذ آدم حتى عصر الرسول الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهي مسيرة طويلة كان عمر البعض منهم أكثر من الف سنة، والبعض الآخر بضع مئات من السنين، والقسم الآخر دون المائة سنة، وقد ذكر في القرآن بحدود ( 25 نبياً ) ولم يذكر العدد الباقي منهم حيث يبلغ المجموع 124 ألف نبي وقد ذكربعضهم في الروايات القصصية التي جاءت عن طريق الأنبياء من اولي العزم أو عن النبي وعترته الطاهرة عليهم افضل الصلاة والسلام منهم شيت ويوشع بن نون وعزير، وأما الخمسة والعشرون (25 نبيا) فهم كل من (( آدم وإدريس ونوح وهود وصالح ولوط وإبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب ويوسف وشعيب وأيوب وذا الكفل ويونس وموسى بن عمران وهارون وإلياس واليسع وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد ".
قصر عمر بعض الأنبياء
فقد عاش سليمان عليه السلام 52 سنة، وأما عيسى عليه السلام فقد عاش 23 سنة ثم رفعه الله اليه وبالنسبة للنبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد عاش63 سنة.
علماً أن بين الأنبياء الذين يبلغ عددهم 124 ألف نبي هناك 313 رسول، منهم خمسة من أولي العزم وهم نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد عليهم افضل الصلاة والسلام. ومن الأنبياء العرب هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد عليهم السلام.
الخليفة والخلافة في الكتاب والسنة النبوية المطهرة – رؤية إسلامية قرآنية وحديثية
أولا: الرؤية القرآنية
1 - " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " سورة 2 البقرة الآية 30.
الآيات تنبىء عن غرض إنزال الإنسان إلى الدنيا و حقيقة جعل الخلافة في الأرض و ما هو آثارها و خواصها، و هي على خلاف سائر قصصه لم يقع في القرآن إلا في محل واحد و هو هذا المحل.
فالخلافة غير مقصورة على شخص آدم (عليه السلام) بل بنوه يشاركونه فيها من غير اختصاص، و يكون معنى تعليم الأسماء إيداع هذا العلم في الإنسان بحيث يظهر منه آثاره تدريجا دائما و لو اهتدى إلى السبيل أمكنه أن يخرجه من القوة إلى الفعل.
أن هناك أمرا لا يقدر الملائكة على حمله و لا تتحمله و يتحمله هذا الخليفة الأرضي فإنه يحكي عن الله سبحانه أمرا و يتحمل منه سرا ليس في وسع الملائكة، و لا محالة يتدارك بذلك أمر الفساد و سفك الدماء.
وكان اللازم أن يعلم الخليفة بالأسماء فسألهم عن الأسماء فجهلوها و علمها آدم، فثبت بذلك لياقته لها و انتفاؤها عنهم.
وآدم إنما استحق الخلافة الإلهية بالعلم بالأسماء دون إنبائها إذ الملائكة إنما قالوا في مقام الجواب: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، فنفوا العلم. ( مهم ).
فقد ظهر مما مر أن العلم بأسماء هؤلاء المسميات يجب أن يكون بحيث يكشف عن حقائقهم و أعيان وجوداتهم.
فتحصل أن هؤلاء الذين عرضهم الله تعالى على الملائكة موجودات عالية محفوظة عند الله تعالى، محجوبة بحجب الغيب، أنزل الله سبحانه كل اسم في العالم بخيرها و بركتها و اشتق كل ما في السماوات و الأرض من نورها و بهائها، و أنهم على كثرتهم و تعددهم لا يتعددون تعدد الأفراد، و لا يتفاوتون تفاوت الأشخاص، و إنما يدور الأمر هناك مدار المراتب و الدرجات و نزول الاسم من عند هؤلاء إنما هو بهذا القسم من النزول.
2 - " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ " سورة 38 الاية 26.
و ظاهر الخلافة أنها خلافة الله فتنطبق على ما في قوله تعالى: «و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة:» البقرة: - 30 و من شأن الخلافة أن يحاكي الخليفة من استخلفه في صفاته و أعماله فعلى خليفة الله في الأرض أن يتخلق بأخلاق الله و يريد و يفعل ما يريده الله و يحكم و يقضي بما يقضي به الله - و الله يقضي بالحق - و يسلك سبيل الله و لا يتعداها.
و قول بعضهم: إن المراد بخلافته المجعولة خلافته ممن قبله من الأنبياء و تفريع قوله: «فاحكم بين الناس بالحق» لأن الخلافة نعمة عظيمة شكرها العدل و قول بعضهم: إن المراد بخلافته المجعولة خلافته ممن قبله من الأنبياء و تفريع قوله: «فاحكم بين الناس بالحق» لأن الخلافة نعمة عظيمة شكرها العدل
قال بعضهم: إن في أمره (عليه السلام) بالحكم بالحق و نهيه عن اتباع الهوى تنبيها لغيره ممن يلي أمور الناس أن يحكم بينهم بالحق و لا يتبع الباطل و إلا فهو (عليه السلام) من حيث إنه معصوم لا يحكم إلا بالحق و لا يتبع الباطل.
و فيه أن أمر تنبيه غيره بما وجه إليه من التكليف في محله لكن عصمة المعصوم و عدم حكمه إلا بالحق لا يمنع توجه التكليف بالأمر و النهي إليه فإن العصمة لا توجب سلب اختياره و ما دام اختياره باقيا جاز بل وجب توجه التكليف إليه كما يتوجه إلى غيره من الناس، و لو لا توجه التكليف إلى المعصوم لم يتحقق بالنسبة إليه واجب و محرم و لم تتميز طاعة من معصية فلغا معنى العصمة التي هي المصونية عن المعصية.
- " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " سورة 24 الاية 55.
و إن كان المراد به إيراث الأرض و تسليط قوم عليها بعد قوم كما قال إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين: الأعراف - 128 وقال إن الأرض يرثها عبادي الصالحون: الأنبياء - 105 فالمراد بالذين من قبلهم المؤمنون من أمم الأنبياء الماضين.
محمود الربيعي
المقدمة
الخالق – المخلوق
من الطبيعي وفق المنظور العقلي والمنطقي أن خالقاً عظيماً خلَق الخلقَ على أختلاف أشكالهم وصورهم، وأنزل معهم الكتاب والميزان كما خلق الكون بما فيه لحري أن يتصف بصفات الكمال وبالصفات الثبوتية كما عبر عنها العلماء كالعلم والقدرة والإرادة، ويتصف بكل صفات الكمال الأخرى كاللطف والتدبير وغير ذلك من صفات الكمال التي يمكن التعبير عنها من خلال الأسماء الحسنى.
وعليه فإن المخلوق يبقى بحاجة الى خالقه، ولما خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض وخلق الملائكة والإنس والجن تميز كل صنف منهم بصفات تختلف عن صفات الاصناف الأخرى، كما خلق الله عالم الحيوان وعالم النبات وعوالم الجماد الأخرى ومما نعلمه ومما لانعلمه.. ولم يخلق الله كل ذلك عبثا لأنه الحكيم المدبر والخبير المتصرف بالأمور وفق النظام الأحسن.
المستخلِف والمستخلَف، الله المستخلِف والانسان المستخلَف
فإذا كان الله سبحانه وتعالى عادلاً وحكيماً ومدبراً ومقدراً ومسيطراً يرزق ويعطي ويحمي ويشفي ويدفع ويسهل الأمور ويذلل الصعاب فلابد والحالة هذه أن يستخلف خليفة له يكون عادلاً ومدبراً وحكيماً وقوياً يحكم بالعدل ويحفظ الحقوق ويوزع الواجبات وينظم الحياة ويوزع مهم إدارة شؤون الرعية، وعلى الأخص عندما يتزاوج الناس ويتكاثرون ويزرع الشيطان الفتنة بينهم وفي الحالة هذه لابد للناس من خليفة يكون إماماً وأميراً وتكون مهمته حفظ النظام والحفاظ على الحقوق وتوجيه الرعية نحو صلاح المجتمع واستجلاب الخير لهم ودفع الشر عنهم.
حاجة المجتمع الى القيادة
إن أول قيادة إجتماعية في بدء الحياة على الأرض هي قيادة آدم عليه السلام لإسرته الصغيرة وبعد تنامي المتمع الإنساني أخذت القيادات الإجتماعية تتطور من نمط لآخر عبر مسيرة الإنسانية ومنها قيادة نوح وإبراهيم وموسى وهارون وداود وسليمان وطالوت وعيسى ومحمد عليهم السلام مع قيادة بقية الانبياء والرسل وأوصيائهم عليهم السلام أجمعين، إضافة الى كل القيادات البشرية الأخرى التي حكمت بالعدل في الأوقات التي لم يكن النبي او الرسول باسطا يديه على بقعة من بقع الأرض.
مهمات القائد
وهي بإختصار:
اولاً: رئاسة الناس في امور الدين.
ثانيا:ً رئاسة الناس فيس امور الدنيا.
كفاءة القائد ومميزاته
لابد للقائد أن يتمتع بصفات محددة يكون مؤهلا وفقها لقيادة المجتمع ومن أهمها:
اولاً: العلم، إذ لايصح للجاهل ان يقود مجتمعاً.
ثانيا: القوة، ونعني بذلك أن يتمتع بالقدرة والكفاءة على تنظيم الامور وتوجيهها بالاتجاه الصحيح.
ثالثا: العدل، ويعني ذلك أن يبسط قوته وفق أطروحة العدل.
سبب الإستخلاف وعلته
أولآً: منع الفساد والإفساد.
ثانياً: وجود الفاسدين والمفسدين.
ثالثا: تحديات إبليس: ويتمثل بالصراع بين الإنسان وإبليس.
رابعاً: إمتحان الخالق للمخلوقين بعد تحدي إبليس لآدم.
الشياطين - من ذرية آدم وذرية إبليس
الشيطان تسمية معروفة تشير الى كل مايتعلق بالشر والفساد وتلك صفات تنطبق على كل من الجن والإنس، ويعتبر إبليس أباً للجن وأما آدم فيعتبر اباً للإنس، واما الشيطنة فتتمثل بأتباع إبليس من شرار الجن والإنس، وأما الإستقامة فتتمثل بأتباع آدم وكافة أنبياء والرسل واوصيائهم أجمعين.
حركة الأنبياء - الحركات الكبيرة للانبياء – حركات إصلاحية وحركة إنقاذ.
تعتبر حركات الأنبياء عبر التاريخ حركات إصلاحية وحركات إنقاذ وهداية من الكفر والشرك والفساد، ومن المفسدين والطغاة والجبابرة.
وقد تميزت بعض حركات الأنبياء بكونها حركات تغييرية مهمة على مستوى البشرية كما حدث ذلك زمن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان ومحمد عليهم السلام.
حركة نوح عليه السلام - حركة إبراهيم عليه السلام - حركة موسى عليه السلام - حركة عيسى عليه السلام - حركة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن الكريم
إن الدور القيادي الذي أداه الانبياء والرسل بالأمر الإلهي التكليفي يغطي جميع المراحل التاريخية منذ آدم حتى عصر الرسول الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وهي مسيرة طويلة كان عمر البعض منهم أكثر من الف سنة، والبعض الآخر بضع مئات من السنين، والقسم الآخر دون المائة سنة، وقد ذكر في القرآن بحدود ( 25 نبياً ) ولم يذكر العدد الباقي منهم حيث يبلغ المجموع 124 ألف نبي وقد ذكربعضهم في الروايات القصصية التي جاءت عن طريق الأنبياء من اولي العزم أو عن النبي وعترته الطاهرة عليهم افضل الصلاة والسلام منهم شيت ويوشع بن نون وعزير، وأما الخمسة والعشرون (25 نبيا) فهم كل من (( آدم وإدريس ونوح وهود وصالح ولوط وإبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب ويوسف وشعيب وأيوب وذا الكفل ويونس وموسى بن عمران وهارون وإلياس واليسع وداود وسليمان وزكريا ويحيى وعيسى ومحمد ".
قصر عمر بعض الأنبياء
فقد عاش سليمان عليه السلام 52 سنة، وأما عيسى عليه السلام فقد عاش 23 سنة ثم رفعه الله اليه وبالنسبة للنبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد عاش63 سنة.
علماً أن بين الأنبياء الذين يبلغ عددهم 124 ألف نبي هناك 313 رسول، منهم خمسة من أولي العزم وهم نوح وإبراهيم وعيسى وموسى ومحمد عليهم افضل الصلاة والسلام. ومن الأنبياء العرب هود وصالح وإسماعيل وشعيب ومحمد عليهم السلام.
الخليفة والخلافة في الكتاب والسنة النبوية المطهرة – رؤية إسلامية قرآنية وحديثية
أولا: الرؤية القرآنية
1 - " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " سورة 2 البقرة الآية 30.
الآيات تنبىء عن غرض إنزال الإنسان إلى الدنيا و حقيقة جعل الخلافة في الأرض و ما هو آثارها و خواصها، و هي على خلاف سائر قصصه لم يقع في القرآن إلا في محل واحد و هو هذا المحل.
فالخلافة غير مقصورة على شخص آدم (عليه السلام) بل بنوه يشاركونه فيها من غير اختصاص، و يكون معنى تعليم الأسماء إيداع هذا العلم في الإنسان بحيث يظهر منه آثاره تدريجا دائما و لو اهتدى إلى السبيل أمكنه أن يخرجه من القوة إلى الفعل.
أن هناك أمرا لا يقدر الملائكة على حمله و لا تتحمله و يتحمله هذا الخليفة الأرضي فإنه يحكي عن الله سبحانه أمرا و يتحمل منه سرا ليس في وسع الملائكة، و لا محالة يتدارك بذلك أمر الفساد و سفك الدماء.
وكان اللازم أن يعلم الخليفة بالأسماء فسألهم عن الأسماء فجهلوها و علمها آدم، فثبت بذلك لياقته لها و انتفاؤها عنهم.
وآدم إنما استحق الخلافة الإلهية بالعلم بالأسماء دون إنبائها إذ الملائكة إنما قالوا في مقام الجواب: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، فنفوا العلم. ( مهم ).
فقد ظهر مما مر أن العلم بأسماء هؤلاء المسميات يجب أن يكون بحيث يكشف عن حقائقهم و أعيان وجوداتهم.
فتحصل أن هؤلاء الذين عرضهم الله تعالى على الملائكة موجودات عالية محفوظة عند الله تعالى، محجوبة بحجب الغيب، أنزل الله سبحانه كل اسم في العالم بخيرها و بركتها و اشتق كل ما في السماوات و الأرض من نورها و بهائها، و أنهم على كثرتهم و تعددهم لا يتعددون تعدد الأفراد، و لا يتفاوتون تفاوت الأشخاص، و إنما يدور الأمر هناك مدار المراتب و الدرجات و نزول الاسم من عند هؤلاء إنما هو بهذا القسم من النزول.
2 - " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ " سورة 38 الاية 26.
و ظاهر الخلافة أنها خلافة الله فتنطبق على ما في قوله تعالى: «و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة:» البقرة: - 30 و من شأن الخلافة أن يحاكي الخليفة من استخلفه في صفاته و أعماله فعلى خليفة الله في الأرض أن يتخلق بأخلاق الله و يريد و يفعل ما يريده الله و يحكم و يقضي بما يقضي به الله - و الله يقضي بالحق - و يسلك سبيل الله و لا يتعداها.
و قول بعضهم: إن المراد بخلافته المجعولة خلافته ممن قبله من الأنبياء و تفريع قوله: «فاحكم بين الناس بالحق» لأن الخلافة نعمة عظيمة شكرها العدل و قول بعضهم: إن المراد بخلافته المجعولة خلافته ممن قبله من الأنبياء و تفريع قوله: «فاحكم بين الناس بالحق» لأن الخلافة نعمة عظيمة شكرها العدل
قال بعضهم: إن في أمره (عليه السلام) بالحكم بالحق و نهيه عن اتباع الهوى تنبيها لغيره ممن يلي أمور الناس أن يحكم بينهم بالحق و لا يتبع الباطل و إلا فهو (عليه السلام) من حيث إنه معصوم لا يحكم إلا بالحق و لا يتبع الباطل.
و فيه أن أمر تنبيه غيره بما وجه إليه من التكليف في محله لكن عصمة المعصوم و عدم حكمه إلا بالحق لا يمنع توجه التكليف بالأمر و النهي إليه فإن العصمة لا توجب سلب اختياره و ما دام اختياره باقيا جاز بل وجب توجه التكليف إليه كما يتوجه إلى غيره من الناس، و لو لا توجه التكليف إلى المعصوم لم يتحقق بالنسبة إليه واجب و محرم و لم تتميز طاعة من معصية فلغا معنى العصمة التي هي المصونية عن المعصية.
- " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " سورة 24 الاية 55.
و إن كان المراد به إيراث الأرض و تسليط قوم عليها بعد قوم كما قال إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين: الأعراف - 128 وقال إن الأرض يرثها عبادي الصالحون: الأنبياء - 105 فالمراد بالذين من قبلهم المؤمنون من أمم الأنبياء الماضين.