محمد الشرع
03-12-2010, 02:12 PM
ها قد اكتملت اليوم السنة الرابعة والعشرين من عمري, ولا زلت أواصل دراستي التي أهواها كثيراً في فرع التاريخ (وان كان ذلك غير تخصصي في الجامعة !!),
لكنني أشعر ـ وبثقة تامة ـ أنّ عقلي أكبر بكثير من هذا السن, بل لا أبالغ لو قلت: إن لي عقلاً كعقل الشيوخ, لكن همتي وعنفواني وبحمد الله همة الشباب وعنفوانه, ولا أنكر أنّ الفضل في عمق تفكيري وسعة عقلي يرجع إلى الله تعالى الذي رزقني ذلك الصديق الصدوق...
أجل إنه صديقي الحميم (سعيد), بل أخي الذي يكبرني بخمس عشرة سنة, لكنه لم يُشعرني يوماً بأنه أكبر مني.
أجل أعطاني (سعيد) من تجاربه وعقله النيّر ما استطعت به أن اختزل الزمن, ولا أخطأ لو قلت: إنه معلمي في مدرسة الحياة, وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث يقول: (من دعاك إلى الدار الباقية وأعانك على العمل لها فهو الصديق الشفيق).
ولا أنسى حين لقيته قبل سبع سنين تقريباً في مسجد محلتنا بعد صلاتي الظهر والعصر, ولفت انتباهي حينها ما عليه من الوقار والهيبة وقلة الكلام.
ولا أنسى حينها إذ كان الحاج (حسين) خادم المسجد يومها منهمكا في اكساء المسجد بالقماش الأسود وتثبيته على الجدران, فتساءلنا فيما بيننا - وكنا حينها شباباً في مقتبل العمر- لماذا يقوم الحاج (حسين) بهذا العمل؟
لماذا سيرتدي مسجدنا قميصه الأسود؟
بل علينا ـ نحن أيضاً ـ أن نلبس ثياباً سوداء؛ لأن شهر محرم الحرام قد أقبل؛ فلماذا سنقوم بهذا العمل؟
كما ستبدأ بعد يومين مجالس العزاء واللطم على الصدور, وسيعم البكاء والحزن والسهر إلى منتصف الليالي؛ فلماذا كل هذا؟
لقد أجاب أحد الفتية في حلقتنا التي عقدناها في المسجد قائلاً: ألا تعلمون أن كل هذا لأجل مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذي هو ابن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ إذ إنه قتل مع أهل بيته وصحبه, وسُبيت نساؤه في مثل هذه الأيام, قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا , فنحن نحيي هذا المصاب الأليم اكراماً لهم.
وقال آخر: سمعت أبي يقول: إنّ المسلمين جميعاً رووا أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى على الحسين (عليه السلام) حينما أخبره جبرائيل بأنه سيقتل في كربلاء, وإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعظمته بكى على الحسين قبل شهادته فكيف بنا نحن المسلمون المأمورون باتباع النبي؟!
وتابع أبي كلامه قائلاً: إنّ الصحابي ابن عباس رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام يوم قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؛ أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه,
قال (ابن عباس): يا رسول الله ما هذا؟
قال: (دم الحسين وأصحابه لم أزل اتتبعه منذ اليوم).
وقال آخر: إنّ إحياء ذكرى عاشوراء هو من احياء أمر أهل البيت عليهم السلام الذي ذكرته الروايات, كما هو احياء لأمر الدين الحنيف.
أما أنا فمع كوني لا أشك في هذه الأجوبة وعظمتها لكنني كنت أحب الاطلاع أكثر فأكثر, فارتسمت على ناظريّ علامات القبول الممزوجة بشيء من الاستفسار طالباً للمزيد.
كان (سعيد) ـ ذلك الإنسان الرائع ـ جالساً يترقب ما نقول, وما أن وقعت عيني على عينيه فَهِمَ ما في نفسي, وقد ساعده على هذه الصفة تخصصه في علم النفس الذي مزجه مع إيمانه, فكان نوراً على نور, إذ إنه أكمل دراسته الجامعية في هذا الاختصاص.
قام (سعيد) من مقامه وتقدم نحونا بخطوات متئدة وهو بادي البسمة قائلاً:
عذراً أيّها الإخوة الأعزاء لقد سمعت حديثكم لا عن فضول منّي فهل تأذنوا لي بمشاركتكم؟
نكمل لاحقا في المشاركة القادمة ان شاء الله تعالى ..
املا من جميع اخوتي واخواتي قراءة الموضوع .
لكنني أشعر ـ وبثقة تامة ـ أنّ عقلي أكبر بكثير من هذا السن, بل لا أبالغ لو قلت: إن لي عقلاً كعقل الشيوخ, لكن همتي وعنفواني وبحمد الله همة الشباب وعنفوانه, ولا أنكر أنّ الفضل في عمق تفكيري وسعة عقلي يرجع إلى الله تعالى الذي رزقني ذلك الصديق الصدوق...
أجل إنه صديقي الحميم (سعيد), بل أخي الذي يكبرني بخمس عشرة سنة, لكنه لم يُشعرني يوماً بأنه أكبر مني.
أجل أعطاني (سعيد) من تجاربه وعقله النيّر ما استطعت به أن اختزل الزمن, ولا أخطأ لو قلت: إنه معلمي في مدرسة الحياة, وصدق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث يقول: (من دعاك إلى الدار الباقية وأعانك على العمل لها فهو الصديق الشفيق).
ولا أنسى حين لقيته قبل سبع سنين تقريباً في مسجد محلتنا بعد صلاتي الظهر والعصر, ولفت انتباهي حينها ما عليه من الوقار والهيبة وقلة الكلام.
ولا أنسى حينها إذ كان الحاج (حسين) خادم المسجد يومها منهمكا في اكساء المسجد بالقماش الأسود وتثبيته على الجدران, فتساءلنا فيما بيننا - وكنا حينها شباباً في مقتبل العمر- لماذا يقوم الحاج (حسين) بهذا العمل؟
لماذا سيرتدي مسجدنا قميصه الأسود؟
بل علينا ـ نحن أيضاً ـ أن نلبس ثياباً سوداء؛ لأن شهر محرم الحرام قد أقبل؛ فلماذا سنقوم بهذا العمل؟
كما ستبدأ بعد يومين مجالس العزاء واللطم على الصدور, وسيعم البكاء والحزن والسهر إلى منتصف الليالي؛ فلماذا كل هذا؟
لقد أجاب أحد الفتية في حلقتنا التي عقدناها في المسجد قائلاً: ألا تعلمون أن كل هذا لأجل مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذي هو ابن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ؛ إذ إنه قتل مع أهل بيته وصحبه, وسُبيت نساؤه في مثل هذه الأيام, قبل أكثر من ثلاثة عشر قرنا , فنحن نحيي هذا المصاب الأليم اكراماً لهم.
وقال آخر: سمعت أبي يقول: إنّ المسلمين جميعاً رووا أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بكى على الحسين (عليه السلام) حينما أخبره جبرائيل بأنه سيقتل في كربلاء, وإذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعظمته بكى على الحسين قبل شهادته فكيف بنا نحن المسلمون المأمورون باتباع النبي؟!
وتابع أبي كلامه قائلاً: إنّ الصحابي ابن عباس رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام يوم قتل الإمام الحسين (عليه السلام)؛ أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه,
قال (ابن عباس): يا رسول الله ما هذا؟
قال: (دم الحسين وأصحابه لم أزل اتتبعه منذ اليوم).
وقال آخر: إنّ إحياء ذكرى عاشوراء هو من احياء أمر أهل البيت عليهم السلام الذي ذكرته الروايات, كما هو احياء لأمر الدين الحنيف.
أما أنا فمع كوني لا أشك في هذه الأجوبة وعظمتها لكنني كنت أحب الاطلاع أكثر فأكثر, فارتسمت على ناظريّ علامات القبول الممزوجة بشيء من الاستفسار طالباً للمزيد.
كان (سعيد) ـ ذلك الإنسان الرائع ـ جالساً يترقب ما نقول, وما أن وقعت عيني على عينيه فَهِمَ ما في نفسي, وقد ساعده على هذه الصفة تخصصه في علم النفس الذي مزجه مع إيمانه, فكان نوراً على نور, إذ إنه أكمل دراسته الجامعية في هذا الاختصاص.
قام (سعيد) من مقامه وتقدم نحونا بخطوات متئدة وهو بادي البسمة قائلاً:
عذراً أيّها الإخوة الأعزاء لقد سمعت حديثكم لا عن فضول منّي فهل تأذنوا لي بمشاركتكم؟
نكمل لاحقا في المشاركة القادمة ان شاء الله تعالى ..
املا من جميع اخوتي واخواتي قراءة الموضوع .