الأصولي
07-12-2010, 08:09 AM
يصعب عد المناسبات التي بلّغ فيها رسول الله ولاية أمير المؤمنين، فقد نقلت مصادر العامة والخاصة لفرق المسلمين أحاديث كثيرة لرسول الله في هذا الموضوع ، ولكن من باب البيان لا الحصر نشير ها هنا إلى بعضٍ من هذه الأحاديث ومنها هذا الحديث – الذي سنبدأ به – وهو وارد بألفاظ متنوعة وأسناد عديدة ، ولم يكن حوارًا بين رسول الله «صلى الله عليه وآله» وبين بعض الأفراد من أصحابه وإنما كان في ضمن خطبة نبوية شريفة.
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا عباد الله من أراد أن ينظر إلى آدم في جلالته ، وإلى شيث في حكمته ، وإلى إدريس في مهابته ، وإلى نوح في شكره لربه وعبادته ، وإلى إبراهيم في وفائه وخلته ، وإلى موسى في بغض كل عدوٍ لله ومنابذته ، وإلى عيسى في حب كل مؤمنٍ وحسن معاشرته فلينظر إلى علي بن أبي طالب هذا.
كما روي عن صفوان الجمّال «رضوان الله عليه» عن الإمام الصادق «عليه السلام» أنه قال: لمّا نزلت الولاية لعليٍ «عليه السلام» قام رجل من جانب الناس فقال: لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدةً لا يحلها بعده إلا كافر؛ فجاءه عمر فقال له: يا عبد الله من أنت؟ فسكت ، فرجع عمر إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال: يا رسول الله أني رأيت رجلاً في جانب الناس وهو يقول: " لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدةً لا يحلها إلا كافر" ، فقال: يا عمر ذلك جبرئيل «عليه السلام» فإياك أن تكون ممن يحل العقدة ، واختتم الإمام الصادق «عليه السلام» قوله فقال: فنكص.
وقد روى عكرمة – وهو أحد النواصب المعلنين لنصبهم – بسنده عن عبد الله بن العباس قال: أعطى رسول الله «صلى الله عليه وآله» خاتمه عليًا «عليه السلام» فقال: يا علي ، أعطي هذا الخاتم النقـّاش لينقش عليه "محمد بن عبد الله" ، فأخذه أمير المؤمنين فأعطاه النقـّاش وقال: انقش عليه "محمد بن عبد الله" فنقش النقـّاش عليه "محمد رسول الله" ، فقال: ما أمرتك بهذا ، قال: صدقت ولكن يدي أخطأت ، فجاء به إلى رسول الله فقال: يا رسول الله ما نقش النقـّاش ما أمرت به ، ذكرَ أن يده أخطأت! ، فأخذه النبي ونظر إليه فقال: يا علي أنا "محمد بن عبد الله" وأنا "محمد رسول الله" وتختــّم به ، فلمّا أصبح نظر إلى خاتمه فإذا تحته منقوشٌ "عليٌ ولي الله" فتعجب من ذلك فجاءه جبرئيل «عليه السلام» فقال: يا محمد كتبت ما أردت وكتبنا ما أردنا.
وفي رواية وردت بألفاظ مختلفة وبأسناد عديدة، قال أمير المؤمنين «عليه السلام» لعمر: يا عمر يا مغرور أني أراك في الدنيا قتيلاً بجراحةٍ من عبد أم معمّر ، تحكم عليه جورًا فيقتلك توفيقـًا يدخل بذلك الجنة على رغمٍ منك.
ومن تنبيهاته المتكررة «عليه السلام» كان أمير المؤمنين يقول لعبد الله بن العباس: كيف أنت يا ابن عمي إذا ظلمت العيون العين؟ فقال له: يا مولاي كلمتني بهذا مرارًا ولا أعلم معناه ، فقال «عليه السلام»: عين عـتيق وعـمر وعـبد الرحمن بن عوف وعين عـثمان وستضم إليها عين عـائشة وعين مـعـاوية وعين عـمرو بن العاص وعين عـبد الرحمن بن ملجم.
وفي إحدى خطبه البليغة «عليه السلام» قال أمير المؤمنين: أن العجب كل العجب من جهّال هذه الأمة وضلّالها وساداتها وقاداتها إلى النار أنهم قد سمعوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول عوْدًا وبدءا : "ما ولّت أمةٌ قط أمرها رجلاً وفيهم أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا" ، فولّوا أمرهم قبلي ثلاثة ما منهم رجلٌ جمع القرآن ولا يدّعي أن له علمًا بكتاب الله ولا سنة نبيّه «صلى الله عليه وآله» وقد علِموا أني أعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله وأفقههم وأقرأهم لكتاب الله وأقضاهم بحكم الله ، وأنه ليس رجلٌ من الثلاثة غزى مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في جميع مشاهده فرمى معه بسهم ولا طعنَ برمح ولا ضربَ بسيف جُبنـًا ولؤمًا ورغبةً في البقاء.
ونختم مقالنا بتعليق التاريخ على كلمة لأمير المؤمنين نفسه كان فيها عبرة للمعتبرين حيث قال «عليه السلام» مخاطبًا أصحابه قبيل اندلاع حرب الخوارج في النهروان: والله لا يُقتل منكم عشرة ولا ينفلت منهم عشرة ؛ فقـُتِل من أصحابه تسعة وانفلت منهم تسعة ، إثنان إلى سجستان ، وإثنان إلى عُمان ، وإثنان إلى بلاد الجزيرة ، وإثنان إلى اليمن ، وواحد إلى موزن، والخوارج في هذه المواضع منهم.
الخلاصة:
• اجتمعت في أمير المؤمنين عليه السلام كل مزايا الأنبياء والمرسلين والأوصياء قبله.
• يتضح من الحديث الثاني كفر المغتصبين الأول والثاني والثالث باغتصابهم حق الوصي علي بن أبي طالب في خلافته لخاتم الأنبياء والمرسلين ، بل كفر كل من نقضوا بيعتهم له في يوم الغدير.
• يتدخل الله تعالى إيجابًا وسلبًا في حياتنا كما يتدخل لنصرة أولياءه ودحر أعداءه.
• بشـّـر أمير المؤمنين عليه السلام فيروز النهاوندي – قاتل عمر– والمكنّى بأبي لؤلؤة «رضوان الله عليه» بدخول الجنة بما ناله من التوفيق.
• لم يكترث المدعو عبد الله بن العباس بتنبيهات أمير المؤمنين «عليه السلام» إليه فكان عونا للظلمة على ابن عمه وخليفة رسوله ، بل وأضاف عـبد الله بن العباس "عينـًا تاسعة" لظلم عـلي «عليه السلام».
• اشترك المغتصبون الثلاثة لحق علي في خلافة رسول الله في الكثير من حروب رسول الله ، لكنهم في الحرب لم يشتركوا كجنود فلم يضربوا بسيف ولم يطعنوا برمح ولم يرموا بسهم.
• يرجع الخوارج الموجودون حاليا في سيستان وبلوشستان الواقعتين بين باكستان وإيران إلى إثنين من الخوارج التسعة الذين فلتوا من حرب النهروان ، ويرجع الخوارج الموجودون حاليا في منطقة الموصل وحواليها إلى إثنين آخرين ، وكذلك الحال في عمان واليمن وموزون.
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا عباد الله من أراد أن ينظر إلى آدم في جلالته ، وإلى شيث في حكمته ، وإلى إدريس في مهابته ، وإلى نوح في شكره لربه وعبادته ، وإلى إبراهيم في وفائه وخلته ، وإلى موسى في بغض كل عدوٍ لله ومنابذته ، وإلى عيسى في حب كل مؤمنٍ وحسن معاشرته فلينظر إلى علي بن أبي طالب هذا.
كما روي عن صفوان الجمّال «رضوان الله عليه» عن الإمام الصادق «عليه السلام» أنه قال: لمّا نزلت الولاية لعليٍ «عليه السلام» قام رجل من جانب الناس فقال: لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدةً لا يحلها بعده إلا كافر؛ فجاءه عمر فقال له: يا عبد الله من أنت؟ فسكت ، فرجع عمر إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال: يا رسول الله أني رأيت رجلاً في جانب الناس وهو يقول: " لقد عقد هذا الرسول لهذا الرجل عقدةً لا يحلها إلا كافر" ، فقال: يا عمر ذلك جبرئيل «عليه السلام» فإياك أن تكون ممن يحل العقدة ، واختتم الإمام الصادق «عليه السلام» قوله فقال: فنكص.
وقد روى عكرمة – وهو أحد النواصب المعلنين لنصبهم – بسنده عن عبد الله بن العباس قال: أعطى رسول الله «صلى الله عليه وآله» خاتمه عليًا «عليه السلام» فقال: يا علي ، أعطي هذا الخاتم النقـّاش لينقش عليه "محمد بن عبد الله" ، فأخذه أمير المؤمنين فأعطاه النقـّاش وقال: انقش عليه "محمد بن عبد الله" فنقش النقـّاش عليه "محمد رسول الله" ، فقال: ما أمرتك بهذا ، قال: صدقت ولكن يدي أخطأت ، فجاء به إلى رسول الله فقال: يا رسول الله ما نقش النقـّاش ما أمرت به ، ذكرَ أن يده أخطأت! ، فأخذه النبي ونظر إليه فقال: يا علي أنا "محمد بن عبد الله" وأنا "محمد رسول الله" وتختــّم به ، فلمّا أصبح نظر إلى خاتمه فإذا تحته منقوشٌ "عليٌ ولي الله" فتعجب من ذلك فجاءه جبرئيل «عليه السلام» فقال: يا محمد كتبت ما أردت وكتبنا ما أردنا.
وفي رواية وردت بألفاظ مختلفة وبأسناد عديدة، قال أمير المؤمنين «عليه السلام» لعمر: يا عمر يا مغرور أني أراك في الدنيا قتيلاً بجراحةٍ من عبد أم معمّر ، تحكم عليه جورًا فيقتلك توفيقـًا يدخل بذلك الجنة على رغمٍ منك.
ومن تنبيهاته المتكررة «عليه السلام» كان أمير المؤمنين يقول لعبد الله بن العباس: كيف أنت يا ابن عمي إذا ظلمت العيون العين؟ فقال له: يا مولاي كلمتني بهذا مرارًا ولا أعلم معناه ، فقال «عليه السلام»: عين عـتيق وعـمر وعـبد الرحمن بن عوف وعين عـثمان وستضم إليها عين عـائشة وعين مـعـاوية وعين عـمرو بن العاص وعين عـبد الرحمن بن ملجم.
وفي إحدى خطبه البليغة «عليه السلام» قال أمير المؤمنين: أن العجب كل العجب من جهّال هذه الأمة وضلّالها وساداتها وقاداتها إلى النار أنهم قد سمعوا رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول عوْدًا وبدءا : "ما ولّت أمةٌ قط أمرها رجلاً وفيهم أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا" ، فولّوا أمرهم قبلي ثلاثة ما منهم رجلٌ جمع القرآن ولا يدّعي أن له علمًا بكتاب الله ولا سنة نبيّه «صلى الله عليه وآله» وقد علِموا أني أعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله وأفقههم وأقرأهم لكتاب الله وأقضاهم بحكم الله ، وأنه ليس رجلٌ من الثلاثة غزى مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» في جميع مشاهده فرمى معه بسهم ولا طعنَ برمح ولا ضربَ بسيف جُبنـًا ولؤمًا ورغبةً في البقاء.
ونختم مقالنا بتعليق التاريخ على كلمة لأمير المؤمنين نفسه كان فيها عبرة للمعتبرين حيث قال «عليه السلام» مخاطبًا أصحابه قبيل اندلاع حرب الخوارج في النهروان: والله لا يُقتل منكم عشرة ولا ينفلت منهم عشرة ؛ فقـُتِل من أصحابه تسعة وانفلت منهم تسعة ، إثنان إلى سجستان ، وإثنان إلى عُمان ، وإثنان إلى بلاد الجزيرة ، وإثنان إلى اليمن ، وواحد إلى موزن، والخوارج في هذه المواضع منهم.
الخلاصة:
• اجتمعت في أمير المؤمنين عليه السلام كل مزايا الأنبياء والمرسلين والأوصياء قبله.
• يتضح من الحديث الثاني كفر المغتصبين الأول والثاني والثالث باغتصابهم حق الوصي علي بن أبي طالب في خلافته لخاتم الأنبياء والمرسلين ، بل كفر كل من نقضوا بيعتهم له في يوم الغدير.
• يتدخل الله تعالى إيجابًا وسلبًا في حياتنا كما يتدخل لنصرة أولياءه ودحر أعداءه.
• بشـّـر أمير المؤمنين عليه السلام فيروز النهاوندي – قاتل عمر– والمكنّى بأبي لؤلؤة «رضوان الله عليه» بدخول الجنة بما ناله من التوفيق.
• لم يكترث المدعو عبد الله بن العباس بتنبيهات أمير المؤمنين «عليه السلام» إليه فكان عونا للظلمة على ابن عمه وخليفة رسوله ، بل وأضاف عـبد الله بن العباس "عينـًا تاسعة" لظلم عـلي «عليه السلام».
• اشترك المغتصبون الثلاثة لحق علي في خلافة رسول الله في الكثير من حروب رسول الله ، لكنهم في الحرب لم يشتركوا كجنود فلم يضربوا بسيف ولم يطعنوا برمح ولم يرموا بسهم.
• يرجع الخوارج الموجودون حاليا في سيستان وبلوشستان الواقعتين بين باكستان وإيران إلى إثنين من الخوارج التسعة الذين فلتوا من حرب النهروان ، ويرجع الخوارج الموجودون حاليا في منطقة الموصل وحواليها إلى إثنين آخرين ، وكذلك الحال في عمان واليمن وموزون.