الأصولي
08-12-2010, 02:37 AM
استأذن الأشعث بن قيس «لعنة الله عليه» على علي «عليه السلام» فردّه قنبر ، فأدمى أنفه ، فخرج علي «عليه السلام» فقال له: مالي ولك يا أشعث ؟
أما والله لو بعبد ثقيفٍ تمرست لاقشعرت شعيرات إستك
قال الأشعث : ومن غلام ثقيف ؟
قال «عليه السلام»: غلام يليهم لا يبقي بيتـًا من العرب إلا أدخل الذل عليهم
قال الأشعث: كم يلي ؟
قال «عليه السلام»: عشرين إن بلغها.
(بحار الأنوار/ج41/ص299/ح28)
الوقفة:
أولاً: من هو الأشعث بن قيس؟
ثانياً: ما هي العبر المستفادة من هذه الرواية القصيرة؟
• الأشعث بن قيس: هو زعيم عشيرة كِندة المعروفة ، وقد كان كافرًا ثم أسلم ظاهرًا ثم رجع كافرًا ثم أسلم ظاهرًا في قضية مفصّلة ليس هذا مورد بيانها ، وقد قدّم له أبو بكر بنته العمياء فصار صهرًا له ، وكان من الموظفين الدنيويين الذين اشتملوا على دنيا عريضة في زمن أبي بكر وعمر وعثمان ، وكان يريد الدنيا في زمن أمير المؤمنين والذي بدوره لم يعطه تلك الدنيا التي طلبها ، فتحوّل عدوًّا لأمير المؤمنين بدرجة أشد مما كان عليه في السابق ونتيجة لذلك اشترك مع الخوارج في شهادة أمير المؤمنين «عليه السلام» ، وله ابن اسمه "محمد بن الأشعث" كان قائدًا للحملة العسكرية في الكوفة ضد مسلم بن عقيل «رضوان الله عليه» ، كما كان له ابنة اسمها "جعدة بنت الأشعث" كانت قاتلة الإمام الحسن «عليه السلام» بتخطيطٍ من معاوية.
• يتصوّر بعض الجهلاء أنهم يتمكنون أن يكونوا أكثر أدبًا من الله «تبارك وتعالى» ومن المعصومين الأربعة عشر «صلوات الله عليهم» ، فإذا كان الواقع قذرًا لا يعبّرون عنه حتى لا يتحوّل كلامهم إلى كلام بذيء بحسب زعمهم ولذا فإنهم إذا رؤوا واقعًا قذرًا لا يعبّرون عنه وبعبارة أخرى فأنهم حينها لا يعبّرون عن الواقع ، بينما يعرّف "الأدب" عن "الكلام العادي" وعن "الكلام الركيك" بأنه «بيان الواقع بصورة جميلة» ، ويوجد للأدب مقوّمان أولهما "بيان الواقع" وثانيهما "بصورةٍ جميلة" ؛ وهنا نعود لنوضح هذه الرواية المليئة بالعبر والبليغة في الأدب لمن يشاء التدبر فيها ، وتتلخص الرواية في أن قيس بن الأشعث قد جاء لزيارة أمير المؤمنين في وقت لم يكن فيه للأمير مجالاً لإعطاء الأذن لأحد بزيارته فردّه قنبر – خادم أمير المؤمنين – فلكمه الأشعث لكمة كسر فيها أنفه وأدماه فصبر قنبر عليه بينما كان يتمكن أن يرد الإساءة بالمثل ، فسمع أمير المؤمنين الصياح فخرج للأشعث مخاطبًا إيّاه بكلمات أكّد له فيها بأنه لو تعرّض بالشر على بوّاب الحجاج بن يوسف الثقفي لكان قد اصيب بقشعريرة قوية جدًا تقف فيها شعيراته النابتة في الأمكنة الغامضة من جسمه وذلك من الخوف الذي سيستولي عليه ، فلم يستح الأشعث من فعلته بل استفسر بخباثته عن الحجّاج الثقفي لعلمه بإطلاع أمير المؤمنين بالغيب – بإذن الله تبارك وتعالى – فأراد أن يطلع على أخبار المستقبل ناسيًا في الوقت نفسه جريمته بحق قنبر «رضوان الله عليه» ، ورغم ذلك أجابه أمير المؤمنين «عليه السلام» وأعطاه الإجابة على سؤاله بأنه والي يلي المسلمين فينال ظلمه كل دار من دور العرب فيحكم في مدة أقل من عشرين عاما ، فكيفما تكونوا يولّى عليكم.
أما والله لو بعبد ثقيفٍ تمرست لاقشعرت شعيرات إستك
قال الأشعث : ومن غلام ثقيف ؟
قال «عليه السلام»: غلام يليهم لا يبقي بيتـًا من العرب إلا أدخل الذل عليهم
قال الأشعث: كم يلي ؟
قال «عليه السلام»: عشرين إن بلغها.
(بحار الأنوار/ج41/ص299/ح28)
الوقفة:
أولاً: من هو الأشعث بن قيس؟
ثانياً: ما هي العبر المستفادة من هذه الرواية القصيرة؟
• الأشعث بن قيس: هو زعيم عشيرة كِندة المعروفة ، وقد كان كافرًا ثم أسلم ظاهرًا ثم رجع كافرًا ثم أسلم ظاهرًا في قضية مفصّلة ليس هذا مورد بيانها ، وقد قدّم له أبو بكر بنته العمياء فصار صهرًا له ، وكان من الموظفين الدنيويين الذين اشتملوا على دنيا عريضة في زمن أبي بكر وعمر وعثمان ، وكان يريد الدنيا في زمن أمير المؤمنين والذي بدوره لم يعطه تلك الدنيا التي طلبها ، فتحوّل عدوًّا لأمير المؤمنين بدرجة أشد مما كان عليه في السابق ونتيجة لذلك اشترك مع الخوارج في شهادة أمير المؤمنين «عليه السلام» ، وله ابن اسمه "محمد بن الأشعث" كان قائدًا للحملة العسكرية في الكوفة ضد مسلم بن عقيل «رضوان الله عليه» ، كما كان له ابنة اسمها "جعدة بنت الأشعث" كانت قاتلة الإمام الحسن «عليه السلام» بتخطيطٍ من معاوية.
• يتصوّر بعض الجهلاء أنهم يتمكنون أن يكونوا أكثر أدبًا من الله «تبارك وتعالى» ومن المعصومين الأربعة عشر «صلوات الله عليهم» ، فإذا كان الواقع قذرًا لا يعبّرون عنه حتى لا يتحوّل كلامهم إلى كلام بذيء بحسب زعمهم ولذا فإنهم إذا رؤوا واقعًا قذرًا لا يعبّرون عنه وبعبارة أخرى فأنهم حينها لا يعبّرون عن الواقع ، بينما يعرّف "الأدب" عن "الكلام العادي" وعن "الكلام الركيك" بأنه «بيان الواقع بصورة جميلة» ، ويوجد للأدب مقوّمان أولهما "بيان الواقع" وثانيهما "بصورةٍ جميلة" ؛ وهنا نعود لنوضح هذه الرواية المليئة بالعبر والبليغة في الأدب لمن يشاء التدبر فيها ، وتتلخص الرواية في أن قيس بن الأشعث قد جاء لزيارة أمير المؤمنين في وقت لم يكن فيه للأمير مجالاً لإعطاء الأذن لأحد بزيارته فردّه قنبر – خادم أمير المؤمنين – فلكمه الأشعث لكمة كسر فيها أنفه وأدماه فصبر قنبر عليه بينما كان يتمكن أن يرد الإساءة بالمثل ، فسمع أمير المؤمنين الصياح فخرج للأشعث مخاطبًا إيّاه بكلمات أكّد له فيها بأنه لو تعرّض بالشر على بوّاب الحجاج بن يوسف الثقفي لكان قد اصيب بقشعريرة قوية جدًا تقف فيها شعيراته النابتة في الأمكنة الغامضة من جسمه وذلك من الخوف الذي سيستولي عليه ، فلم يستح الأشعث من فعلته بل استفسر بخباثته عن الحجّاج الثقفي لعلمه بإطلاع أمير المؤمنين بالغيب – بإذن الله تبارك وتعالى – فأراد أن يطلع على أخبار المستقبل ناسيًا في الوقت نفسه جريمته بحق قنبر «رضوان الله عليه» ، ورغم ذلك أجابه أمير المؤمنين «عليه السلام» وأعطاه الإجابة على سؤاله بأنه والي يلي المسلمين فينال ظلمه كل دار من دور العرب فيحكم في مدة أقل من عشرين عاما ، فكيفما تكونوا يولّى عليكم.