المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شمس لا تحجبها الغيوم (( بقلمي ))


الحوزويه الصغيره
09-12-2010, 12:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد








أحببت أن لقد أقدم لكم تجربتي الأولى في الكتابة والتي قد تكون من نوع خاص فمن المعروف أن الروايات الحسينية لا تصلح للكتابة ألا بطريقة الأستاذ الكبير كمال السيد لكني هنا حاولت ابتكار شيء جديد وطريقة جديدة واعتذر عن أي خطأ فيها .






















شمس لا تحجبها الغيوم







المقدمة


من أقوال الأمام الخميني (قدس سره)عن الأمام الحسين (ع) "أن نور الحسين بن علي (ع) يسطع كالشمس على كل عالم الوجود "
ظهرت في الآونة الأخيرة عند بعض أهل الخلاف دعوى أن قتلة الأمام الحسين(ع) هم من شيعته وان يزيد برئ من دم الحسين (ع) فهو لم يكن على إطلاع بمجريات الأحداث والمسئول عن ذلك كله هو عبيد الله ابن زياد وكان هدفهم طبعا تبرئة أسيادهم آل أبي سفيان من وصمة العار التي تلاحقهم أبد الدهر وتجعلهم في مزابل التاريخ , هذا ما تعرض له يوسف في برنامجه التلفزيوني وسنرى في أحداث هذه الرواية كيف عالج يوسف هذه الشبهة وكذلك سنرى الجانب الآخر من حياته وهي حياته مع أسرته









-1-




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقدم لكم أهم أخبار اليوم ,لقد عثرت الشرطة صباح هذا اليوم على جثة رجل في العشرينيات من العمر وقد وجدته بالقرب من المتنزه العام للمدينة وحسب ما أفادته الشرطة أن الجثة تلقت عدة ضربات بالرصاص وعدة طعنات بأداة حادة في مختلف أنحاءها ,لكنهم إلى الآن لم يتعرفوا على هوية المقتول لعدم وجود أي أوراق ثبوتيه معه وقد أكدت الشرطة استمرار التحقيق لمعرفة هوية المقتول . والآن ننتقل معكم إلى الأخبار الرياضية نرجو منكم المتابعة بعد هذا الفاصل القصير .........

يوسف (والد ميساء): أنا لله وأنا أليه راجعون , لا حول ولا قوة ألا با الله العلي العظيم

أمل (أم ميساء): ماذا حدث ؟ هل هناك شيء

يوسف (والد ميساء ):لا , أني فقط استمع إلى بعض الأخبار لا تهتمي أكملي عملك

أمل(أم ميساء): هل توجد أخبار جديدة أو مهمة اليوم ؟

يوسف (والد ميساء): لا, كالعادة جرائم القتل وحروب العالم

أمل (أم ميساء): لا اعتقد ذلك , فلقد لاحظت انه قد تغيرت ملامح وجهك قليلا بعد سماعك شيء لم يعجبك في التلفاز,فما هو ؟

يوسف (والد ميساء): نعم , لقد ذكروا منذ قليل أنهم وجدوا جثة رجل في العشرينيات من العمر فتذكرت خطيب ابنتنا "ميساء" المختفي وتمنيت من كل قلبي ألا يكون هو

أمل (أم ميساء): الم يذكروا اسم المقتول في الخبر؟

يوسف (والد ميساء ):لا, لم يذكروه لان الشرطة لم تجد معه أي أوراق تثبت هويته

أمل (أم ميساء): الم يعرضوا صورة الرجل أثناء عرضهم للخبر؟

يوسف(والد ميساء ):لم يقوموا بعرض صور له لان الشرطة منعت التصوير حتى يتم انتهاء التحقيق

أمل (أم ميساء): أنت هكذا جعلتني اقلق

يوسف(والد ميساء): أنا آسف يا عزيزتي ,لم أرد أن أقلقك دعينا نتأمل خيرا فلو كان هو فسنعرف عاجلا أم آجلا

أمل (أم ميساء):أتمنى من كل قلبي ألا يكون هو وألا سوف تصاب ابنتنا بصدمة كبيرة

يوسف (والد ميساء): أين ابنتك ؟ فأنا لم أرها منذ فترة لكثرة انشغالي بالأعمال

أمل (أم ميساء): لقد استيقظت منذ قليل وهي تستعد للذهاب إلى كليتها الآن .

بينما كان الوالدان يتحدثان دخلت ميساء عليهما الغرفة وهي مرتدية ذلك القميص الأبيض الذي يبرز جمال جسمها وتلك التنورة السوداء التي تضفي عليها طولا لقد كانت ميساء فتاة جميلة في العشرين من العمر ذات شعرا اسود كثيف وعينان واسعتان وأهداب طويلة وجسم رشيق يحسدها عليه أفضل عارضات الأزياء لكنها كانت فتاة ملتزمه تغطي هذا الجسم بذلك الحجاب والعباءة السوداء التي تضفي عليها جمالا آخر غير جمال الجسم .

ميساء:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليك السلام ورحمة الله يا ابنتي

يوسف(والد ميساء):لقد تأخرتي اليوم في الاستيقاظ

ميساء: لم استطع النوم ألا في ساعة متأخرة

أمل(أم ميساء):ماذا بك يا ابنتي,هل أنتي مريضة؟

ميساء:لا لا تخافي يا أمي ,لقد جلست وان أفكر قليلا

يوسف (والد ميساء): هل كنت تفكرين في عبد الله ؟

ميساء: لقد طالت فترة اختفائه لقد أصبح له أسبوع الآن , ولم أتلقى منه جوابا ولم اعرف عنه شيء

أمل(أم ميساء):لا تقلقي يا ابنتي أن شاء الله سوف يعود بالسلامة وسيخبرك كل شيء عن فترة غيابه

ميساء: أتمنى ذلك يا أمي فانا بدأت أخاف عليه

أمل(أم ميساء):لا تخافي فقط ادعي له في كل صلاة يا ابنتي لكي يرجع سالما

يوسف(والد ميساء): كفى كلاما الآن في هذا الموضوع فلتذهبي لتتناولي فطورك يا ابنتي حتى لا تتاخري على الكلية

ميساء: لا أريد أن آكل شيء , سوف أكل شيء مع سندس عندما اصل إلى الكلية يجب أن اذهب الآن مع السلامة

والدا ميساء: مع السلامة وسلمي على سندس عندما ترينها

خرجت ميساء من المنزل إلى الكلية وعينا والديها تنظران لها متسائلين ما الذي سوف يخبأه القدر إلى ابنتهم ميساء واليهما هذا ما سنعرفه من الأحداث القادمة.





































-2-






سندس(صديقة ميساء الحميمة فتاة مرحة وهي في عمر ميساء ): لماذا تأخرت ميساء يا ترى؟ هل حدث معها شيء سوف تبدأ المحاضرة بعد قليل

ما هي ألا لحظات حتى وصلت ميساء إلى الكلية مسرعة حتى لا تفوتها محاضرة الأستاذ يعقوب , وكانت صديقتها سندس تنتظرها على الباب

ميساء: مرحبا سندس

سندس: ليس هناك وقت للترحيب يجب أن نذهب فورا وألا سوف يمنعنا الأستاذ يعقوب من الدخول

ميساء:لا حاجة لتخبريني عنه فانا اعرفه جيدا

وصلت سندس و ميساء إلى قاعة المحاضرة في آخر لحظة وصادف وقت دخولهما إلى قاعة المحاضرة مع دخول الأستاذ يعقوب فوجه الأستاذ يعقوب نظرة إلى ميساء لكنها لم تعرف معناها,قامت سندس بلكز ميساء في يدها هيا أسرعي فنظراته لا تبشر بالخير أبدا,وما أن جلستا حتى بدء الأستاذ في ألقاء محاضرته بدون أن يقاطعه احد فالطلاب في صفه يصبحون كالأصنام من شدة خوفهم منه.

خرجت ميساء مع سندس إلى الكافتيريا بعد انتهاء المحاضرة فجلستا في نفس المكان الذي كان عبدالله يجلس فيه مع ميساء ,فلاحظت سندس أن الحزن بدء يتملك صديقتها

سندس:ما الذي حدث الآن ,لماذا هذا الحزن؟

ميساء:هذا شيء خارج عن إرادتي فأنتي تعلمين أنني كنت اجلس مع عبدالله هنا دائما

سندس:أنا آسفة لكنك ترين أن المكان مزدحم ولا يوجد مكان نجلس فيه

ميساء:كأنهم يعلمون أن هذا المكان ملك لي ولا يحق لأحد الجلوس فيه غيري

سندس:الم تعرفوا عنه شيء حتى الآن؟

ميساء:لا لم نعرف

سندس:كيف حال عمتك أم عبدالله,هل تقومين بزيارتها؟

ميساء:منذ يومين لم أزرها بسبب انشغالي بالدروس لكني سمعت من أمي أن حالها أسوء من حالي بكثير

سندس:ساعد الله قلبها فهو ولدها الوحيد لقد كان أملها وسندها و عينها التي ترى بها الدنيا

ميساء(باكية): أرجوك يا سندس لا تتكلمي هكذا كأنه لن يعود مرة آخرى

سندس:لا تفعلي ذلك بنفسك أرجوك توقفي عن البكاء وحاولي التفكير بشيء مفرح

ميساء:ما رأيك لو أخبرك كيف التقيت به

سندس:لقد أخبرتني بذلك مئات المرات ,لكن إذا سيفرحك ذلك فقولي فكلي آذان صاغية

ميساء:لقد كان أول يوم لي في الكلية وكنت ابحث عن قاعة المحاضرة الأستاذ يعقوب فصادفت شابا ذا ملامح هادئة يتقدم نحوي

فقال الشاب:هل أنتي ضائعة ؟

ميساء:نعم,وما أدراك

الشاب:لاني لم أرك من قبل لذلك لابد أن تكوني طالبة جديدة

ميساء:صحيح أنها سنتي الأولى,هل لك أن تساعدني

الشاب:ما هي محاضرتك؟

ميساء:محاضرتي الأولى مع الأستاذ يعقوب

الشاب:أنها القاعة التي في نهاية الممر,واليك نصيحة مجانية أن الأستاذ يعقوب شديد الانضباط ولا يحب أن يتأخر احد عن صفه لذلك يجب أن تستعجلي لكي لا يصل قبلك

ميساء:شكرا على هذه النصيحة ولن أنساها

ابتسم لها وذهب في طريقه قبل أن تشكره لكنها وقفت تتأمله للحظة وهي تشعر بإحساس غريب لم تعرف ما هو, ثم ذهبت لقاعة المحاضرة . وفي وقت الاستراحة رأته مرة أخرى

الشاب:يا لها من صدفة جميلة,هل تبحثين عن مكان آخر الآن

ميساء:نعم أنها صدفة جميلة آسفة لقد أتعبتك ,لكني ابحث عن الكافتيريا الآن

الشاب:لا باس تعالي سوف اريك كل الأماكن في الكلية وسأعطيك خريطة للمكان لكي لا تضيعي مرة أخرى

ميساء:شكرا لك ,لكني لم اعرف من أنت حتى الآن

الشاب:إنا اسمي عبدالله طالب في السنة الثالثة وأنت ما اسمك

ميساء:أنا اسمي ميساء طالبة في السنة الأولى كما تعرف

بعدما تعرفت ميساء إلى عبدالله لم تره في بقية اليوم ,انتهى اليوم الأول لي في الكلية وقد كان يوما متعبا جدا. عندما ركبت السيارة لأعود إلى البيت لاحظت أن عبدالله يلاحقني بسيارته فأي مكان اذهب أليه أراه خلفي حتى وصلت إلى المنزل فرايته أيضا قد نزل من سيارته فقررت أن أواجهه

ميساء:لماذا تتبعني بالسيارة صحيح أني طلبت منك المساعدة مرتين لكن هذا لا يعطيك الحق أن تتبعني ,هل حديثي معك جعلك تعتقد أني فتاة لعوب وطائشة واذهب مع أول شخص اكلمه

بينما كانت ميساء تتكلم بغضب كان عبدالله يستمع أليها وفي وجهه ابتسامة

عبدالله:هل انتهيتي من كلامك؟

ميساء:نعم انتهيت ,لنرى ماذا عندك لتقوله

عبدالله:أولا أنا لم أكن اتبعك, ثانيا منزلي يقع في هذا الحي أيضا وانظري هاهو

أحست ميساء بخجل كبير مما حدث فاعتذرت له أكثر من مرة,ومنذ تلك اللحظة أصبح عبدالله وميساء أفضل صديقين ونمت محبة كبيرة بينهما وفي السنة الثانية تقدم عبدالله من خطبة ميساء فوافق الأهل وتمت الخطبة ولقد كان المقرر أننا سوف نتزوج عندما انتهي من دراستي لكنه اختفى فجأة ولا احد يعرف عنه شيء

سندس:في الحقيقة أنا لم افهم حتى الآن كيف اختفى؟

ميساء:ولا أنا أيضا,في يوم اختفائه جاءني واتفقنا على الذهاب لمشاهدة فيلم في السينما ثم نذهب للعشاء في احد المطاعم وقبل أن يذهب اخبرني انه سوف يلتقي بي عند باب السينما في الساعة الثامنة فسألته ألن تأتي لتاخذني ,فقال لي أن لديه عمل مهم يقوم به أولا وسوف يلقاني عند باب السينما

وعند الساعة الثامنة كنت انتظره عند باب السينما لكنه لم يأتي فقمت بدخول السينما قائلة لعله سوف يتأخر لكن الفلم انتهى وهو لم يأتي, فاتصلت بأمه فأخبرتني انه خرج منذ الساعة السادسة وقال انه سوف يلتقي بك فأخبرتها انه لم يأتي وأنا قلقة عليه فطلبت مني أن أعود إلى منزلي وانتظر لمدة ساعة أخرى ,لكن بدل أن ننتظر ساعة انتظرنا أسبوعا ولم يظهر

سندس:يا لي من غبية بدلا من جعلك تنسين ها أنا أزيد من أحزانك؟

ميساء : لا تقولي ذلك عن نفسك فأنتي صديقتي الوحيدة التي تواسيني

سندس:يا الهي لقد انتهت الاستراحة ,هيا لنذهب فأمامنا يوم طويل نقضيه مع هذه المحاضرات.


للقصة بقيه فانتظروني
تقبلوا تحيتي

الحوزويه الصغيره
12-12-2010, 07:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد








-3-










رجعت ميساء الى المنزل في الساعة الواحدة ظهرا وكانت والداتها في استقبالها .

ميساء:السلام عليك يا أمي

أمل(أم ميساء):وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

ميساء:هل الغذاء جاهز,أنا جائعة جدا

أمل(أم ميساء):انه جاهز ,اذهبي واغسلي يديك بينما أضعه

ميساء:أين أبي ,ألن يأكل معنا؟

أمل(أم ميساء):لن يأكل معنا اليوم,سوف يتأخر في عمله فاليوم سوف يختارون مقدمي البرامج الذين سوف يعرضون برامجهم في شهر محرم الحرام

ميساء:أتمنى أن يختاروا والدي فهو ينتظر هذه الفرصة منذ فترة

أمل(أم ميساء):اتصلت أم عبدالله اليوم لتسأل عن أحوالك,لأنكِ لم تقومي بزيارتها منذ يومين

ميساء: لقد انشغلت قليلا

أمل(أم ميساء):أيمنعك انشغالك حتى من الاتصال بها

ميساء:أنت على حق يا أمي فانا مقصرة في حقها

أمل(أم ميساء):المهم لقد اتفقت معها على أن أقوم بزيارتها معك بعد يومين ,فهل عندك أي مانع؟

ميساء:لا .

أمل(أم ميساء):حسنا لقد اتفقنا أذن ,فلتنهي طعامك

بعد يومين في الساعة التاسعة صباحا خرجت ميساء مع والدتها لزيارة أم عبدالله

أم عبدالله:تفضلوا أهلا وسهلا

أمل(أم ميساء):كيف حالك أختي أم عبدالله ؟

أم عبدالله: الحمد لله موجودة في هذه الدنيا (أم عبدالله رغم غياب ابنها تحاول أن تبدوا قوية ولا تبكي أمام احد), ميساء أنا مستاءة منك منذ يومين لم تزوريني ولا حتى رفعتي سماعة الهاتف لتسالي عن أحوالي حية أم ميتة ميساء أنتي التي بقيتي لي بعد اختفاء ولدي فلا تحرميني منك أيضا

ميساء: عتابك في محله يا عمتي لكن أن شاء الله لن أكرره مرة ثانية ,لكنك تعرفين يا عمتي مشاغل الحياة وكيف تأخذ الإنسان عن أهله

أم عبد الله:اعتذارك مقبول لأنك زوجة ابني الغالي

أمل(أم ميساء): إذا انتهينا من العتاب يا أم عبدالله ما رأيك لو تعطينا شيء لنشربه فانا في الحقيقة عطشه

أم عبدالله:أنا آسفة فلقد أخذني العتاب ونسيت أن اسألكم ماذا تشربون شاي أم عصير

أمل(أم ميساء):كما تريدين فأي شيء تقدمينه مقبول منك

عندما كانت أم عبدالله تحضر الشاي إلى ضيوفها اخذ هاتف المنزل بالرنين بشدة ولم يتوقف و لان مطبخ المنزل بعيد عن الهاتف

ام عبد الله:ميساء أنا مشغولة قليلا هل من الممكن أن ترفعي سماعة الهاتف وتعرفين ماذا يريدون

ميساء:الو, مرحبا

....... :السلام عليك يا أختي

ميساء:وعليكم السلام ورحمة الله

.......: هل هذا هو منزل عبدالله الجابر

ميساء:نعم هذا هو منزله , خير أن شاء الله

........: أنا من مركز الشرطة أرجو منكم الحضور حالا ومقابلة رئيس المركز فالأمر هام

ميساء: هل الأمر متعلق بعبدالله , هل عرفتم عنه شيء؟

........ :أنا مجرد عبد مأمور إذا اردتي أن تعرفي شيء من الأفضل أن تأتوا إلى المركز لتعرفوا كل ما تريدون

ميساء:حسنا سوف نأتي حالا , شكرا لك

أغلقت ميساء السماعة فورا ووجدت نفسها تصرخ وهي مضطربة أمي....عمتي.....أمي....عمتي....

أمل(أم ميساء)مع أم عبدالله: ماذا حدث يا ابنتي , من كان على الهاتف؟

ميساء:أنهم مركز الشرطة يريدون من عمتي أن تذهب إلى المركز حالا

أم عبدالله: هل أخبروك أنهم وجدوا ولدي عبدالله

ميساء: لم يقولوا شيء عنه لكنهم قالوا إذا اردتوا أن تعرفوا عليك بالتوجه إلى المركز بسرعة

أم عبدالله: يجب أن اذهب بسرعة لأعرف ماذا حدث لولدي

أمل(أم ميساء):انتظري قليلا من الأفضل أن يذهب معك أبو ميساء سوف اخبره الآن

أم عبدالله:لا حاجة لذلك فالرجل مشغول في عمله فلا تقلقيه بدون فائدة فنحن أيضا لا نعرف ماذا يريد منا مركز الشرطة فمن الممكن أنهم يريدون مجرد تجديد المعلومات مرة أخرى

أمل (أم ميساء): إذا كنت مصممة فسوف اذهب معك أنا مع ميساء سواء وافقتي أم لا

أم عبدالله: حسنا لن أجادلك ,فلنذهب بسرعة

وصلت أم عبدالله مع ميساء ووالداتها إلى المركز فقادهم الشرطي إلى غرفة رئيس المركز

أم عبدالله(وهي منفعلة): أنا والدة عبدالله الجابر وهذه خطيبة ابني ووالداتها, لقد طلبتم مني الحضور خير أن شاء الله , هل عرفتم شيء عن ولدي

رئيس المركز: أرجو أن تهدئي قليلا يا أختي

أم عبدالله: كيف تريد مني أن أهدى فانا لا اعرف شيء عن ولدي منذ أسبوع هل هو حي أو هل هو ميت

ميساء: أرجوك يا عمتي اهدئي قليلا لكي نعرف ماذا جرى, يمكنك أن تتكلم الآن

رئيس المركز:بكل أسف انقل لكم هذا الخبر ابنك.......

أم عبدالله(باكية): لماذا توقفت عن الكلام ,هل حصل له مكروه؟

رئيس المركز: بكل أسف اخبر ك ان ابنك قد توفي لقد وجدناه ملقى في المتنزه العام للمدينة

ذهلت أم عبدالله من الخبر ولم تصدقه فأخبرت رئيس المركز لابد ان تكون مخطئا فما الذي يؤكد ذلك

رئيس المركز: أنا أسف جدا لكننا متأكدون فالصورة التي أعطيتها لشرطي أثناء التبليغ عن اختفاء ابنك تطابق صورة الشخص الميت الذي رأيناه ملقى ولا يوجد مجال للشك

انفجرت أم عبدالله من هول الصدمة باكية وصارخة وضاربة على وجهها ورأسها لما جرى لولدها حتى سقطت مغشي عليها نتيجة هذه الصدمة التي لم يكن يتوقعها أحدا,فالكل كان يترقب عودة عبدالله حتى لو كان جريحا لكنهم لم يفكروا مرة واحدة بأنه قد يكون مقتولا,نقلت أم عبدالله إلى المستشفى وذهبت معها والدة ميساء بينما بقيت ميساء مع رئيس المركز لتسأله عن أحوال القضية.

أمل(أم ميساء):ميساء ألن تأتي؟

ميساء:سوف أتكلم مع رئيس المركز قليلا ثم سألحق بك

أمل(أم ميساء): هل أنتي متأكدة؟

ميساء: نعم يا أمي اذهبي واطمئني على عمتي

رئيس المركز:أية خدمة أقدمها لك ؟

ميساء:أريد أن اعرف كيف مات؟

رئيس المركز:فالحقيقة نحن أيضا لم نتوصل إلى ذلك حتى الآن , فكل الذي نعرفه انه قبل ثلاثة أيام كانت دورية من المركز تمر بالقرب من المتنزه العام فوجدته ملقى على الأرض فنزلوا ليروا أن كان حيا لكن للأسف كانت روحه مفارقة هذه الدنيا وجسده مليء بالطعنات

ميساء:الم تعرفوا من الذي فعل هذا به؟

رئيس المركز: فالحقيقة هذا لغز بالنسبة لنا لذلك كنا نأمل ان تساعدونا ببعض المعلومات التي تفيدنا أثناء التحقيق مثلا: هل تشكون بأي احد , هل كان لديه أعداء.. بما انك خطيبته ماذا تعرفين عنه؟

ميساء: كان عبدالله إنسان طيب محب للناس ليس لديه أي مشاكل مع احد فهو لا يتدخل في شؤونه غيره أبدا إلا إذا طلب أحدا مساعدته فانه يجيبه بسرعة, وأكثر أوقاته يقضيها في البيت والمسجد والحسينية القريبة من منزله لأنه كان لديه الكثير من الإعمال التطوعية

رئيس الشرطة: حسنا, الآن سوف يستمر التحقيق في القضية إلى أن نرى ما هي نهايتها

ميساء:أتمنى أن تلقوا القبض على المجرم بسرعة لكي ينال عقوبته

رئيس المركز: نحن نتمنى ذلك أيضا فمثل هؤلاء لا يسببون ألا الفساد في المجتمع , وعظم الله أجرك

خرجت ميساء من قسم الشرطة وتوجهت مباشرة إلى المستشفى حيث لقيت والدتها في الممر

ميساء :أين هي عمتي ,وكيف حالها الآن؟

أمل(أم ميساء): لقد وضعوها الآن في العناية المشددة

ميساء: ماذا حدث لها, ماذا قال الطبيب؟

أمل(أم ميساء): لم يخرج الطبيب إلى الآن من عندها وأنا قلقة فانا أراهم يدخلون ويخرجون بهذه الأجهزة ولا اعلم ماذا يجري, انظري ها قد خرج الطبيب الآن

أمل(أم ميساء): اخبرنا أرجوك عن حالها الآن

الطبيب: لقد تعرضت لصدمة قوية مما أدى إلى دخولها في غيبوبة

ميساء: دخلت في غيبوبة , ومتى ستستيقظ منها؟

الطبيب: لا نعلم ,لكن إذا كانت لديها رغبة في الحياة فستنهض وإذا عدمت الرغبة ف.............

أمل(أم ميساء): أرجوك لا تكمل ستستيقظ ان شاء الله

الطبيب: من الأفضل أن تذهبوا وترتاحوا فوجودكم لا فائدة منه الآن لأنها قد تبقى على هذه الحالة طويلا

ميساء:لقد تركنا أرقامنا عند الاستقبال فأي جديد عن حالتها أتمنى أن تخبرونا لأنه ليس لديها أحدا غيرنا بعد وفاة ابنها





-4-









دفن عبدالله تحت التراب ودفنت معه أحلام وآمال والدته النائمة في غيبوبتها منذ أسبوعين وأحلام ومستقبل حبيبته ميساء التي ضلت حبيسة غرفتها ودمعها يجري وينعى ذلك الميت الذي ذهب ولن يعود

أمل(أم ميساء):ميساء حبيبتي لقد جاءت سندس لرؤيتك ,أراءيت أنها لا تجيب على أحدا أبدا

سندس:لا تقلقي يا خالتي سوف أتكلم معها وأخرجها من هذه الغرفة

أمل(أم ميساء):أتمنى أن تفعلي ذلك لاني خائفة عليها من جلوسها طوال الوقت تبكي ولا تأكل ولا تخرج حتى لرؤية احد حتى أنها لم تذهب إلى الكلية منذ فترة طويلة

دخلت سندس على ميساء في غرفتها فوجدتها جالسة على سريرها وهي بذلك الفستان الأسود الذي كما ابرز جمالها ابرز الحزن الذي ملئ روحها. لاحظت سندس عند دخولها الى ميساء انها اخفت دفتر الصور الخاص بها مع عبدالله

سندس:لا حاجة لإخفاء هذا الدفتر عني

ميساء:حسبت انك أمي فهي تحزن و تغضب إذا رأتني انظر إلى هذه الصور

سندس:أمك على حق فإلى متى سوف تضلين حبيسة غرفتك بين ذكريات الماضي

ميساء:لا اعرف , لكني سوف اخرج يوما ما

سندس:ومتى سوف يأتي هذا اليوم ,يجب عليك أن تنسيه فهو قد مات

ميساء: أرجوك لا تقولي مثل هذا الكلام مرة أخرى

سندس: عليك أن تقبلي هذه الحقيقة فكلنا سائرون في هذا الطريق يوما ولا مفر من قضاء الله وقدره

ميساء(باكية): أنا لا أستطيع نسيانه فما زلت اشعر بوجوده معي

سندس: بل تستطيعين, فأنتي بأفعالك هذه تجعلينه يتعذب في قبره فهو كان دائما يريدك أن تكوني سعيدة سواء في حياته أو في مماته

ميساء: أنا لا اعرف ماذا أقول

سندس:ما رأيك أن تقومي بأول خطوة الآن ؟,كما تعلمين فان اليوم هو ثامن أيام شهر محرم الحرام والحسينية التي بجانبكم سوف تقام بها قراءة, فما رأيك أن نذهب سويا؟

ميساء: سوف أفكر أولا

سندس: لا حاجة للتفكير, اذهبي واغتسلي وسنذهب حالا.

ميساء: حسنا, فانا اعلم انك لن تتركيني في حالي أبدا

سندس: طبعا لن أتركك

خرجت ميساء مع سندس من الغرفة وكانت والدة ميساء في استقبالهم خارجا فهي كانت تنتظر نتيجة حديث سندس مع ابنتها

أمل(أم ميساء): رائع يا سندس لو كنت اعلم انك سوف تخرجينها من غرفتها لكنت أحضرتك من قبل

سندس: شكرا يا خالتي على هذا الكلام الجميل وأي مشكلة تواجهينها مع ميساء مرة أخرى ما عليك سوى أن تطلبيني وسآتي إليك حالا وأحلها

أمل(أم ميساء): ههههه.. إلى أين سوف تأخذينها الآن يا سندس؟

سندس:سوف نذهب إلى حسينية السيد غالب

أمل(أم ميساء): هذا أفضل مكان تذهبون أليه,لكن لا تتأخروا في العودة إلى المنزل

وصلت سندس مع ميساء إلى حسينية السيد غالب وكان المكان مزدحم بمعزين آل البيت عليهم السلام

ميساء:من الذي يقرأ عندهم؟

سندس:انه الشيخ محمود الأحمد , انظري ها قد بدأ

الشيخ محمود:بسم الله الرحمن الرحيم , الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم "كل نفس ذائقة الموت" سورة آل عمران آية"185" ,"أينما تكونوا يدرككم الموت" سورة النساء آية"78","انك ميت وأنهم ميتون" سورة الزمر آية"30" صدق الله العلي العظيم , تكلمت الآية الشريفة حول الموت فما هو الموت وما هي حقيقته هذا ما سنتحدث عنه في هذه الليلة

**ما هو الموت؟

أقول الموت هو خروج الروح من البدن, فالروح نور يضئ ظلمة البدن, ويشع من العين نظرا ومن الأذن سمعا وهكذا من سائر الحواس والموت هو انتقال هذا النور إلى مكان آخر وخروجه من البدن.

ومثال ذلك: إذا وضعت مصباحا داخل كوخ فيه عدة ثقوب فان ضوءه سيشع من الثقوب إلى الخارج ,وإذا أخرجت المصباح من داخله فانه سيظلم وينقطع الإشعاع من داخله,والموت هو إخراج مصباح الروح من البدن.

**كيف تقبض الروح؟

هناك لوح موضوع أمام عزرائيل عليه السلام فيه أسماء كل الناس ,وكلما بلغ اجل احد انمحى اسمه من اللوح فيقبض عزرائيل روحه.وقد يمحى في لحظة واحدة أسماء ألوف البشر,فيقبضهم عزرائيل في نفس اللحظة ,ولا عجب في ذلك فان فعله هذا يكون كالريح التي تعصف فتطفئ آلاف المصابيح في لحظة.

**ما هو سؤال القبر؟

يسال الإنسان في القبر عن العقائد والإعمال, فيقال له:من ربك؟ من نبيك؟ ما هو دينك ؟ ويسال عن ذلك المؤمن والكافر, ولا يستثنى من السؤال ألا الطفل الذي لم يبلغ الحلم, والمجنون, والمتخلف عقليا.

فإذا كان الميت صاحب عقيدة حقة فانه يذكر عقائده ويشهد بوحدانية الله سبحانه وتعالى ورسالة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإمامة أمير المؤمنين عليه السلام وسائر أئمة الهدى عليهم السلام وألا فانه ينعقد لسانه.

فان أجاب على الأسئلة يفتح له باب من فوقه ويوسع له في قبره فيعيش في عالم البرزخ في سعة وراحة حتى قيام الساعة , ويقال له : نم نومة العروس التي تنتظر زفافها وإذا عجز عن الإجابة فانه يفتح عليه باب من أبواب جهنم البرزخية فيحترق قبره بنفخة من نفخاتها.

**ضغطة القبر هل تشمل جميع الأموات؟

ضغطة القبر والثواب والعقاب هي من الأمور المتفق عليها لدى جميع المسلمين بشكل عام , أما ما يظهر من الأحاديث المعتبرة فهو أن ضغطة القبر على البدن لا تشمل جميع الأموات بل أنها تتبع الاستحقاق والذنوب والشدة والضعف فمما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستفاد منه أن ضغطة القبر على المؤمن هي كفارة لما أضاعه في الدنيا وهي عقاب يوفر عليه إضاعة نعم الآخرة .

أما الذين لا يضغط قبرهم عليهم قليل, ومما يسبب ضغطة القبر سوء الخلق وسوء المعاملة مع المرأة والأولاد في المنزل.

**ما هو البرزخ وكيف ومتى؟

البرزخ في اللغة الستار والحائل الذي يتوسط شيئين ويحول بين التقائهما .

أما حسب الاصطلاح فان البرزخ هو عالم جعله الله سبحانه وتعالى بين الدنيا والآخرة ليبقى كل منهما على حاله, والبرزخ هو عالم بين الأمور الدنيوية والأخروية , وهو عالم المجردات لكن لا يصل إلى حد تجرد وصراحة الآخرة فهو ليس بظلام محض لآهل المعصية كما انه ليس بنور محض لآهل الطاعة .

ويسمى عالم البرزخ بالعالم المثالي , لأنه يشبه الدنيا من حيث الصور والشكل ولكنه يختلف عنه من حيث المادة والخواص والخصوصيات.

وهو عالم يبدأ بساعة الموت وينتهي بساعة البعث من القبور قال الله تعالى ".......ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون" سورة المؤمنون آية"100"

**ما الحكمة من سؤال القبر , إذا كان الله سبحانه وتعالى عالم بحال المؤمن والكافر؟

سؤال القبر وجوابه بداية النعيم للمؤمن وفيه لذة وراحة للمؤمن فتكون حاله كحال الطفل في المدرسة عندما يدرس درسه جيدا فانه يسر إذا ما سئل عنه , فيسر المؤمن من سؤاله عن ربه ليشهد بوحدانية ربه باطمئنان كامل وفي المقابل فان سؤال القبر بالنسبة للكافر بداية سوء الحظ والعذاب.

**ما هي مواقف القيامة؟

الاحتضار - دخول القبر - سؤال القبر وجوابه

النشر في القبور - تطاير الكتب ( استلام صحف الإعمال في صحراء المحشر)

عبور الصراط - الميزان

**ما هي أول العبادات التي نسال عنها يوم القيامة ؟

أول ما نسال عنه يوم القيامة الصلاة فان قبلت قبل ما سواها من العبادات وان ردت رد ما سواها.


**هل ارض القيامة متساوية عند الجميع ؟

تختلف الأرض تحت أقدامنا يوم القيامة باختلاف الأشخاص فهي رحبة وواسعة ومستوية للبعض وضيقة كالشعرة وحادة كالسيف لآخرين وكل ذلك يتعلق بسيرتنا مع صراط الدين وشرعه في الدنيا .

وهذا الكلام ما هو ألا نقطة في بحر واسع فالكلام عن الموت وحقيقته يحتاج إلى عدة ليال وان شاء الله سوف نتكلم عنه في الليالي القادمة.


قراءة ممتعة
تقبلوا تحيتي

ربيبة الزهـراء
16-12-2010, 02:04 PM
عليه الانسان ان يبدع لو بشيء قليل من كتابات

او روايات اهل البيت عليهم افضل الصلاة و السلام

حقيقة ابدعتي في الكتابة من خلاال قرائتي ولاكن سأكملها كلها


بارك الله بيج .. و اتمنى لكٍـ المزيد


موفقة لكل خير

الحوزويه الصغيره
16-12-2010, 08:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

تحية طيبة لك اختي ربيبة الزهراء
شهادة اعتز بها ونالت سرورا من قلبي
اتمنى ان تعجبك اطروحتى
اجمل التحايا
تقبلي تحيتي

الحوزويه الصغيره
16-12-2010, 08:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد



-5-





أمل(أم ميساء): متى وصلتم إلى المنزل؟

سندس: لقد وصلنا الآن فقط يا خالتي

أمل(أم ميساء):كيف تشعرين الآن يا ميساء , هل تشعرين براحة بعد خروجك من المنزل؟

ميساء: في الواقع أني اشعر ببعض الراحة الآن خصوصا بعد سماع محاضرة الشيخ محمود

أمل(أم ميساء): ما هي المحاضرة التي ألقاها عليكم اليوم ؟

ميساء:لقد تحدث عن الموت وحقيقته وأثناء حديثه شعرت براحة في نفسي فكلامه يبعث في النفس الراحة والطمأنينة, الم تشعري بذلك يا سندس؟

سندس: لقد أحسست بذلك فالمعروف عن الشيخ محمود أن محاضراته دائما تبعث على الراحة والاطمئنان في النفس لذلك نجد مجالسه دائما مزدحمة

أمل(أم ميساء): لقد شوقتموني لسماع محاضرة له

سندس:في المرة القادمة تعالي معنا يا خالتي, حسنا ها قد أوصلت ميساء إلى البيت بسلام يجب أن اذهب إلى البيت الآن

أمل(أم ميساء): لماذا العجلة في الذهاب ادخلي واشربي معنا كوب من الشاي فاليوم سوف يعرضون برنامج أبو ميساء فلنجلس لنشاهده سويا.

سندس: سيظهر الخال يوسف اليوم هذا شيء رائع , لكن ما هو اسم البرنامج الذي سيقدمه؟

ميساء: اعتقد انه قال "شمس لا تحجبها الغيوم"

أم ميساء: انظروا ها قد بدا البرنامج .

(في التلفاز) : بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين , واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين.

ظهرت في الآونة الأخيرة عند بعض أهل الخلاف دعوى أن قتلة الإمام الحسين عليه السلام هم من شيعته.

ولا يخفى أن الهدف والغاية من إلصاق هؤلاء المتطرفين هذه التهمة بالشيعة , هي تبرئة أسيادهم آل أبي سفيان من وصمة العار التي تلاحقهم أبدا الدهر وتجعلهم في مزابل التاريخ.

وأيضاً إبعاد الناس عن أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) إذ لا يوجد من يتَّبعهم ويسلك سبيلهم ويعتقد بإمامتهم من الله سوى الشيعة .

فإذا ابتعد الناس عن الشيعة ، ابتعدوا عن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، واقتربوا من أعدائهم من بني أمية ومواليهم ومَن حذا حذوهم

ولقد احتجوا بكلمات خاطب بها الإمام عليه السلام القوم المجتمعين على قتله في كربلاء، الذين كانوا أخلاطاً من الناس استنفرهم عبيد الله بن زياد والي يزيد بن معاوية على الكوفة والبصرة لمحاربة الحسين عليه السلام.

ومن البديهي عند الباحثين أن تحميل الشيعة هذه المسؤولية لم يصدر من أي من المؤرخين السابقين الذين دوَّنوا الأحداث التاريخية الواقعة في تلك الفترة ، مع كثرة أعداء الشيعة وشدة معاداة الدولتين الأموية والعباسية للشيعة الذين ما فتئوا في القيام بالثورات في أنحاء مختلفة من الدولة الإسلامية المترامية الأطراف.

على أن الباحث في حوادث كربلاء وما تمخضت عنه من قتل الحسين عليه السلام يدرك أن قتلة الحسين عليه السلام لم يكونوا من الشيعة، بل ليس فيهم شيعي واحد معروف

أولاً: أن القول بأن الشيعة قتلوا الحسين عليه السلام فيه تناقض واضح، وذلك لأن شيعة الرجل هم أنصاره وأتباعه ومحبّوه، وأما قتلته فليسوا كذلك، فكيف تجتمع فيهم المحبة والنصرة له مع حربه وقتله؟!
ولو سلَّمنا جدلاً بأن قتلة الحسين كانوا من الشيعة، فإنهم لما اجتمعوا لقتاله فقد انسلخوا عن تشيعهم، فصاروا من غيرهم، ثم قتلوه.

أن الذين خرجوا لقتال الحسين عليه السلام كانوا من أهل الكوفة. ثانيا: والكوفة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها شيعي معروف بتشيعه، فإن معاوية لما ولَّى زياد بن أبيه على الكوفة تعقَّب الشيعة وكان بهم عارف، لأنه كان منهم، فقتلهم وهدم دورهم وحبسهم حتى لم يبق بالكوفة رجل واحد معروف بأنه من شيعة علي عليه السلام.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة 11/44: روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته). فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاءاً حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة، وضم إليه البصرة، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.

إلى أن قال 11/45: ثم كتب إلى عمَّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البيِّنة أنه يحب عليًّا وأهل بيته، فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه.

وشفع ذلك بنسخة أخرى: (من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكِّلوا به، واهدموا داره). فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه في العراق، ولا سيما الكوفة، حتى إن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيلقي إليه سرَّه، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدِّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمنَّ عليه.

إلى أن قال: فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السلام، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبقَ أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض (راجع كتاب سليم بن قيس، ص 318. والاحتجاج للطبرسي 2/17. وبحار الأنوار للمجلسي 44/125 - 126).

وأخرج الطبراني في معجمه الكبير3/68 بسنده عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: كان زياد يتتبع شيعة علي رضي الله عنه فيقتلهم، فبلغ ذلك الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: اللهم تفرد بموته، فإن القتل كفارة (قال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/266: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).

وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/496: قال أبو الشعثاء: كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه.

وقال: قال الحسن البصري: بلغ الحسن بن علي أن زياداً يتتبع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم، فدعا عليه. وقيل: إنه جمع أهل الكوفة ليعرضهم على البراءة من أبي الحسن، فأصابه حينئذ طاعون في سنة ثلاث وخمسين.

وقال ابن الأثير في الكامل 3/450: وكان زياد أول من شدد أمر السلطان، وأكّد الملك لمعاوية، وجرَّد سيفه، وأخذ بالظنة، وعاقب على الشبهة، وخافه الناس خوفاً شديداً حتى أمن بعضهم بعضاً.

وقال ابن حجر في لسان الميزان 2/495: وكان زياد قوي المعرفة، جيد السياسة، وافر العقل، وكان من شيعة علي، وولاَّه إمرة القدس، فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته، وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن معه .

من كل ذلك يتضح أن الكوفة لم يبق بها شيعي معروف خرج لقتال الحسين عليه السلام، فلا يصح القول بأن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام وإن كان أكثر قتلته من أهل الكوفة.

ولا يمكن أن يتوهم أن الذين كاتبوا الحسين عليه السلام كانوا من الشيعة، لأن من كتب للحسين لم يكونوا معروفين بتشيع، كشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وعمرو بن الحجاج وغيرهم.

ثالثاً: أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام رجال معروفون، وليس فيهم شخص واحد معروف بتشيعه لأهل البيت عليه السلام.

منهم: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وشمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وحرملة بن كاهلة، وغيرهم. وكل هؤلاء لا يُعرفون بتشيع ولا بموالاة لعلي عليه السلام.

رابعاً: أن الحسين عليه السلام قد وصفهم في يوم عاشوراء بأنهم شيعة آل أبي سفيان، فقال عليه السلام: ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون (راجع مقتل الحسين للخوارزمي 2/38. بحار الأنوار 45/51. الملهوف في قتلى الطفوف، ص 45).

ولم نرَ بعد التتبع في كل كلمات الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وخُطَبه في القوم واحتجاجاته عليهم أنه وصفهم بأنهم كانوا من شيعته أو من الموالين له ولأبيه.

كما أنّا لم نرَ في كلمات غيره عليه السلام من وصفهم بهذا الوصف، وهذا دليل واضح على أن هؤلاء القوم لم يكونوا من شيعة أهل البيت عليهم السلام، ولم يكونوا من مواليهم.

خامساً: أن القوم كانوا شديدي العداوة للحسين عليه السلام، إذ منعوا عنه الماء وعن أهل بيته، وقتلوه سلام الله عليه وكل أصحابه وأهل بيته، وقطعوا رؤوسهم، وداسوا أجسامهم بخيولهم، وسبوا نساءهم، ونهبوا ما على النساء من حلي... وغير ذلك.

قال ابن الأثير في الكامل 4/80: ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه مَن ينتدب إلى الحسين فيُوطئه فرسه، فانتدب عشرة، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي، وهو الذي سلب قميص الحسين، فبرص بعدُ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره.

وقال 4/79: وسُلِب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته، وهي من خز، فكان يُسمَّى بعدُ (قيس قطيفة)، وأخذ نعليه الأسود الأودي، وأخذ سيفه رجل من دارم، ومال الناس على الورس والحلل فانتهبوها، ونهبوا ثقله وما على النساء، حتى إن كانت المرأة لتنزع الثوب من ظهرها فيؤخذ منها.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية 8/190 فيما رواه عن أبي مخنف:

وقال: وأخذ سنان وغيره سلبه، وتقاسم الناس ما كان من أمواله وحواصله، وما في خبائه حتى ما على النساء من الثياب الطاهرة.

وقال: وجاء عمر بن سعد فقال: ألا لا يدخلن على هذه النسوة أحد، ولا يقتل هذا الغلام أحد، ومن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم. قال: فوالله ما ردَّ أحد شيئاً.

وكل هذه الأفعال لا يمكن صدورها إلا من حاقد شديد العداوة، فكيف يُتعقَّل صدورها من شيعي مُحِب؟!

سادساً: أن بعض قتَلَة الحسين قالوا له عليه السلام: إنما نقاتلك بغضاً لأبيك (ينابيع المودة، ص 346).

ولا يمكن تصوّر تشيع هؤلاء مع تحقق بغضهم للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

وقال بعضهم: يا حسين، يا كذاب ابن الكذاب (الكامل في التاريخ 4/67).

وقال آخر: يا حسين أبشر بالنار (الكامل لابن الأثير 4/66. البداية والنهاية 8/183).

وقال ثالث للحسين عليه السلام وأصحابه: إنها ـ يعني الصلاة ـ لا تُقْبَل منكم (البداية والنهاية 8/185).

وقالوا غير هذه من العبارات الدالة على ما في سرائرهم من الحقد والبغض لأمير المؤمنين وللحسين عليهما السلام خاصة ولأهل البيت عليهم السلام عامة.

سابعا :أن المتأمِّرين وأصحاب القرار والزعماء لم يكونوا من الشيعة، وهم يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وعبد الله بن زهير الأزدي، وعروة بن قيس الأحمسي، وشبث بن ربعي اليربوعي، وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، والحصين بن نمير، وحجار ابن أبجر.

وكذا كل من باشر قتل الحسين أو قتل واحداً من أهل بيته وأصحابه، كسنان بن أنس النخعي، وحرملة الكاهلي، ومنقذ بن مرة العبدي، وأبي الحتوف الجعفي، ومالك بن نسر الكندي، وعبد الرحمن الجعفي، والقشعم بن نذير الجعفي، وبحر بن كعب بن تيم الله، وزرعة بن شريك التميمي، وصالح بن وهب المري، وخولي بن يزيد الأصبحي، وحصين بن تميم وغيرهم.

بل لا تجد رجلاً شارك في قتل الحسين عليه السلام معروفاً بأنه من الشيعة، فراجع ما حدث في كربلاء يوم عاشوراء ليتبين لك صحة ما قلناه.

من كل ذلك نخلص إلى أن القول بأن الشيعة هم قتلة الحسين عليه السلام قول باطل لم يدل عليه دليل ولم تنهض به حجة.

ولو سلمنا جدلاً بأن الذين باشروا قتل الحسين عليه السلام كانوا من الشيعة فلا يخفى أن الآمرين بذلك كانوا من أهل السنة ، فيكون المشترك في قتله عليه السلام بعض الشيعة وبعض أهل السنة .

على أنه لا يمكن أن يُحمَّل مذهب من المذاهب مسؤولية فعل صدر من بعض أتباعه الذين كانت لهم دوافع سيئة أو مآرب شخصية ، لأن إبطال المذاهب يكون بالأدلة الصحيحة لا بتصرفات المنتسبين إليها .

هذا تمام الحديث في هذه الشبهة ,نراكم أن شاء الله في الحلقة القادمة لمعالجة شبهات جديدة والحمد الله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سندس:لقد أعجبني برنامج الخال يوسف فهو قد تطرق في هذا البرنامج إلى مواضيع حساسة بيننا وبين أبناء السنة , لذلك سوف أتابع البرنامج لأرى نهايته

ميساء: إذا ما رأيك أن تأتي غدا لتشاهديه معي

أمل(أم ميساء): نعم ,تعالي يا ابنتي لقد أصبحت ميساء تبتسم وتأكل بفضلك

سندس: سوف آتي فقط لآجل عيني خالتي أم ميساء

أمل(أم ميساء): سلمت عينيك يا ابنتي





.

-6-





قدمت سندس لمشاهدة برنامج الخال يوسف مع ميساء كما اتفقت مع الخالة في يوم أمس

أمل(أم ميساء): كيف حالك يا سندس

سندس: بخير والحمد الله

أمل(أم ميساء): شكرا لحضورك يا ابنتي

سندس: لا تقولي مثل هذا الكلام يا خالتي , فانا وميساء كنا دائما أخوات فأي واحدة تقع في مشكلة فالثانية تسرع في المساعدة بدون أن تنتظر أن يوجه أليها دعوى.

أمل(أم ميساء): أتمنى من الله أن يحفظ صداقتكم إلى الأبد

سندس وميساء: نحن نتمنى ذلك أيضا

ميساء: اجلسي يا سندس سوف يبدأ البرنامج الآن

أمل(أم ميساء): سوف اذهب لكي اعد لكم بعض الشاي والفطائر لتتسلوا بها أثناء مشاهدة البرنامج

سندس: إنا أحب فطائرك كثيرا يا خالتي وخصوصا التي تصنعينها بالجبن

( في التلفاز ):

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين , واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين.

لقد تحدثنا في الحلقة السابقة حول دعوى أهل الخلاف القائلة بان قتلة الأمام الحسين عليه السلام هم من شيعته ثم اجبنا عليها بكافة الأدلة وأثبتنا بطلانها

أما حديثنا في هذا اليوم هو حول الشبهة القائلة: أن المسؤول عن دم الحسين عليه السلام أنما هو عبيد الله ابن زياد فهو الذي حرض على قتل الحسين وعبأ لذلك جيشا دون إيعاز من يزيد بل أن يزيد قد غضب على ابن زياد حينما سمع بقتله الحسين عليه السلام.

ودعوى عدم إطلاع يزيد على مجريات الأحداث وما الذي عزم عليه ابن زياد ليست بعيدة , وذلك لبعد الفاصلة بين الشام – والتي هي العاصمة الأموية – وبين الكوفة , وعدم وجود الوسائل الموجبة للتعرف – يوما بيوم – على ما يحدث في الحاضرة الإسلامية المترامية الأطراف.

فمن القريب جدا أن يكون إطلاع يزيد بن معاوية على مقتل الحسين عليه السلام متأخرا عن قتله , هذا أقصى ما يمكن قوله في مقام تبرئة يزيد من دم الحسين عليه السلام ألا أن ذلك لا يبرء ساحة يزيد بن معاوية كما سيتضح ذلك من خلال ما سنعرضه من أدلة .

ونبدأ أولا: بيان المنشأ من تنصيب يزيد بن معاوية لعبيد الله بن زياد على الكوفة بعد أن لم يكن واليا عليها في أيام معاوية بن أبي سفيان , وإنما كان واليا أيام معاوية على البصرة فحسب , وقد ذكر المؤرخون ان يزيد بن معاوية كان واجدا على ابن زياد حتى هم بعزله عن ولاية البصرة.

وملاحظة كتب التاريخ تكشف على أن المنشأ من تنصيب يزيد لابن زياد على الكوفة أنما هي قضية الحسين عليه السلام بعد أن أبى البيعة وسافر إلى مكة المكرمة وبعد أن بعث أليه أهل الكوفة يسألونه البيعة والخروج على يزيد بن معاوية , وبعد أن تناهى إلى مسامع يزيد ابن معاوية أن الكوفة تتهيأ للثورة على الخلافة الأموية بقيادة الحسين بن علي عليهما السلام وان النعمان بن بشير – والذي كان واليا على الكوفة آنذاك- ضعيف او يتضاعف

واليك هذا النص التاريخي الذي ينقله الينا الطبري , حيث قال بعد أن ذكر اثنى عشر ألفا من أهل الكوفة قد بايعوا مسلم بن عقيل رسول الحسين عليه السلام قال " قام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية الى النعمان بن بشير فقال له: انك ضعيف او متضعف , قد فسد البلاد . فقال له النعمان : أن أكون ضعيفا وأنا في طاعة الله أحب إلى من أن أكون قويا في معصية الله, وما كنت لأهتك سترا ستره الله.

فكتب يقول النعمان إلى يزيد :فدعى يزيد مولى له يقال له سرجون , وكان يستشيره, فاخبره الخبر , فقال له : أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا ,فقال : نعم, فاقبل مني فانه ليس للكوفة ألا عبيدالله بن زياد , فولاها اياه, وكان يزيد عليه ساخطا, وكان هم بعزله عن البصرة , فكتب أليه برضائه وانه ولاه الكوفة مع البصرة,وكتب أليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله أن وجده"

أن هذا النص التاريخي يوضح أن منشا تنصيب يزيد لعبيد الله بن زياد على الكوفة أنما هو قضية الحسين عليه السلام , ولولاها لما كان يزيد لينصب ابن زياد على الكوفة بعد أن كان واجدا عليه وبعد أن هم بعزله ,وذلك يوضح أن غرض يزيد بن معاوية هو أن يتصدى ابن زياد لهذه المشكلة الخطيرة.

وهنا نقول :أن يزيد ابن معاوية أما أن يكون قد فوض الأمر لعبيد الله ابن زياد وأعطاه صلاحية الممارسة لتمام الخيارات التي منها قتل الحسين عليه السلام إذا ارتأى لذلك, او يكون قد أمره بأخذ الحيطة والحذر على أن يستشيره في كل صغيرة وكبيرة وان يبعث أليه بتفاصيل الأخبار , او أن تكون الاستشارة في الأمور الخطيرة والتي تكون تبعاتها – لو اتفقت – بالغة الأهمية , وليس هناك احتمالات أخرى غير الذي ذكرناه.

وتلاحظون أن تمام هذه الاحتمالات لا تنفي مسئولية يزيد عن دم الحسين عليه السلام

الاحتمال الأول: والذي هو تفويض الأمر لعبيد الله ابن زياد – وان كان بعيدا كما سيتضح ألا أن لو كان هو المتعين واقعا لكان ذلك موجبا لإدانة يزيد ,إذ لا يخفى على يزيد أن احد الخيارات التي يمكن أن يتبناها عبيدالله بن زياد هي قتل الحسين عليه السلام بل هو خيار قريب جدا مع الالتفات إلى أن الحسين عليه السلام قد شرع في الثورة , وان محاربته قد تستوجب قتله وان بقاءه يمثل خطرا على الوجود الأموي , فلو كان يزيد متنزها عن قتل الحسين عليه السلام لكان عليه أن ينبه عبيدالله بن زياد ويمنعه عن اللجوء إلى هذا الخيار, في حين أننا لا نجد في التاريخ من ذلك عينا ولا أثرا بل ما تجده عكس ذلك.

الاحتمال الثاني: لو كان هو المتعين فهو أيضا لا ينفي الإدانة عن يزيد , وذلك لان ابن زياد لو امتثل واستشار يزيد في الأمور الخطيرة فليس شيء اخطر من قتل الحسين عليه السلام والذي ليس له سابقة في الإسلام وهل يخفى على مثل ابن زياد ما يترتب من مضاعفات على قتل الحسين عليه السلام بعد أن كان مطلعا على موقعه الديني ومنصبه الاجتماعي , فمن المحتمل ألا يستقل عبيد الله بن زياد بهذا الأجراء الخطير ,وحينئذ أن كان ابن زياد قد استشار يزيد في قتل الحسين عليه السلام فأمضى يزيد ذلك فهو المطلوب إثباته ,وان لم يكن قد أمضاه على ذلك وان عبيد الله قد استقل بهذا الفعل وان يزيد ابن معاويه قد غضب على عبيد الله بن زياد بعد قتله الحسين عليه السلام كما يزعمون – فهذا ما لا نجد علي دليلا في التاريخ.

الاحتمال الثالث :فهو المناسب للاعتبارات العقلائية بعد الالتفات إلى خطورة هذه القضية وما يترتب عليها من تبعات فالمطمئن به أن يزيد ابن معاوية حين ولى ابن زياد على الكوفة أمره أن يستشيره في كل ما يتصل بقضية الحسين عليه السلام وان يبعث أليه بتفاصيل الأخبار وهذا ما يؤكده التاريخ واليك هذا النص الذي ينقله الطبري.

"أن عبيد الله بن زياد لما قتل مسلما وهانئا بعث برؤسهما مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي الى يزيد بن معاوية وأمر كاتبه أن يكتب إلى يزيد بن معاوية بما كان من مسلم وهانئ ...اكتب اما بعد: فالحمد الله الذي اخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مؤنة عدوه , اخبر أمير المؤمنين أن مسلما بن عقيل لجأ إلى دار هانئ بن عروة المرادي واني جعلت عليهما العيون ودسست إليهما الرجال وكدتهما حتى استخرجتهما وأمكن الله منهما , فقدمتهما وضربت أعناقهما , وقد بعثت أليك برؤسهما مع هانئ بن أبي حية والزبير بن الأروح التميمي , هما من أهل السمع والطاعة والنصيحة , فليسألهما أمير المؤمنين عما أحب من أمر والسلام.

فكتب أليه يزيد" أما بعد فانك لم تعد أن كنت كما أحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش, فقد أغنيت وكفيت وصدقت ظني بك رأيي فيك .......فانه قد بلغني أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فضع المناظر والمسالح واحترس على الظن وخذ على التهمة , غير ألا تقتل من قاتلك وكتب إلي في كل ما يحدث من الخبر والسلام عليك ورحمة الله وبركاته"

هذا النص التاريخي يوضح تعين الأمر الثاني وان يزيد بن معاويه لم يفوض الأمر إلى عبيد الله بن زياد بل أمره أن يكتب أليه عن شان الحسين عليه السلام بكل ما يحدث" ومن الواضح أن ذلك ليس لغرض التعرف على الأخبار فحسب أنما لغرض التصدي لمعالجتها كما هو شان كل من هو في موقع يزيد .

وتلاحظون أن عبيد الله بن زياد كان يعلم بأنه لم يكن مفوضا , والذي يعبر عن ذلك أن حينما بعث براس هانئ بن عروة مع راس مسلم بن عقيل رغم انه لم يؤمر بقتل هانئ وإنما أمر بقتل مسلم بن عقيل - كما هو موضح في النص الذي ذكرناه- تلاحظون انه برر قتل هانئ بأنه كان قد آوى مسلما , ولو كان مفوضا لما كان علي أن يبرر قتل هانئ , إذا أن المبرر حينئذ هو الصلاحية المعطاة له من قبل يزيد بن معاوية وان له أن يفعل ما يراه مناسبا , إذ أن ذلك هو مقتضى التفويض .

ثم أنكم تلاحظون أن يزيد قد بت في قضية الحسين عليه السلام وصدر أوامر إلى ابن زياد بان يضع المناظر والمسالح وان يأخذ على الظنة والتهمة وان يقتل من يقاتله, فلم يأمره بالمقاتلة فحسب والتي لا تستلزم القتل بل أمر بقتل من يقاتل وهذا يعني أن الحسين عليه السلام اذا قاتله فهو مأمور بقتله وألا كان عليه أن يستثني الحسين عليه السلام من هذا الأمر الولايتي والذي لا رخصة فيه , فمتى ما قاتله الحسين فهو مأمور بقتله , بل أن القدر المتيقن من هذا الأمر هو قتل الحسين عليه السلام إذ أن الحديث أنما هو عن الحسين عليه السلام فهو الذي توجه إلى العراق.

ومن المحتمل قويا أن يقاتل ابن زياد لان الحسين أنما هو متوجه للكوفة وليس من المعقول أن يسلم عبيد الله الكوفة إلى الحسين طواعية, إذ أن ذلك مناف لإرادة يزيد وما دعاه إلى تنصيب ابن زياد ألا المحافظة على الكوفة حتى لا تخرج عن الهيمنة الأموية وتكون في يد الحسين, ويزيد وعبيد الله بن زياد على إطلاع بان مجيء الحسين عليه السلام إلى الكوفة أنما هو لهذا الغرض.

كل ذلك يعبر على إطلاع يزيد على تمام الإجراءات التي كان يمارسها ابن زياد في هذا السبيل كما يعبر عن متابعته لسياسة ابن زياد وانه لم يكن قد نصبه وفوض أليه الأمر , وألا لم يأمره بشيء والذي منه القتل ولم يطلب من أن يخبره "عن كل ما يحدث"

وبما ذكرناه يتضح أن المسئول الأول عن دم الحسين عليه السلام هو يزيد بن معاوية وان قرار القتل كان بأمر منه هذا أولا.

الدليل الثاني: هناك عدة نصوص تدل على تعلق أرادة يزيد بقتل الحسين إذا لم يبايع حتى لو لم يقاتله, وسوف نذكر واحدا منها لطول المقام

النص : ذكر المؤرخون انه حينما مات معاوية وتسلم يزيد مقاليد الحكم كان شغله الشاغل هو بيعة الحسين ومجموعة من الشخصيات.

ومبرر هذا الاهتمام واضح لمن له أدنى إطلاع على ملابسات الأحداث أبان حكم معاوية بعد صلحه للإمام الحسين عليه السلام , في تاريخ اليعقوبي أن يزيد "كتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو عامل بالمدينة, إذا أتاك كتابي هذا فاحضر الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير فخذهما بالبيعة لي فان امتنعا فاضرب أعناقهما وابعث لي برؤسهما, وخذ الناس بالبيعة فمن امتنع فانفذ فيه الحكم وفي الحسين بن علي وعبدالله بن الزبير والسلام"

تلاحظون أن هذا النص صريح في أن السياسة التي رسا عليها يزيد بن معاوية اتجاه الحسين عليه السلام هي التصفية الجسدية إذا لم يبايع وان الوليد ليس له خيار آخر فإما أن يبايع الحسين او يقتل .

وهنا قد يدعى وجود أشكال على هذا النص وهو : أن بعض المؤرخين لم يذكر في المكاتبة التي أرسلها يزيد إلى الوليد الأمر بالقتل ,وكل ما ذكر فيها هو الأخذ بالبيعة من الحسين وجمع من الشخصيات فما ذكره الطبري مثلا : " وكتب أليه- أي إلى الوليد- في صحفية كأنها أذن فأرة , اما بعد فخذ حسينا وعبدالله بن عمرو وعبدالله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليس فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام"

والجواب على هذا الأشكال:انه لا منافاة بين النصين إذ أن النص الذي نقله الطبري لم يشمل المنع من قتل الحسين عليه السلام إذا لم يبايع غايته انه لم يذكر أن يزيد قد أمر الوليد بالقتل في حال عدم البيعة وهذا لا ينفي وجود الأمر بذلك .

الدليل الثالث: على مسئولية يزيد عن دم الحسين عليه السلام ونستعرض في هذا الدليل النص الذي يدل على أن قتل الحسين عليه السلام كان بإيعاز من يزيد بن معاوية بقطع النظر عن أن الأمر بالقتل كان منوطا بعدم البيعة فحسب او كان منوطا بعدم البيعة بالإضافة إلى الدخول مع بني أمية في مواجهة

النص :ما نقله جمع من المؤرخين من أن عبد الله بن عباس بعث برسالة إلى يزيد بن معاوية وهي رسالة طويلة نذكر منها موضع الحاجة

"من عبدلله بن عباس الى يزيد بن معاوية اما بعد ...وانت قتلت حسينا يفيك الكثكث ولك الاثلب لا تحسبني لا أباً لك نسيتُ قتلك حسيناً وفتيان بني عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الأعلام غادرهم جنودك مصرَّعين في صعيد مرمَّلين بالتراب مسلوبين بالعراء لا مكفنين تُسفي عليهم الرياح وتعاورهم الذئاب وتنشي بهم عرج الضباع حتى أتاح الله لهم أقواماً لم يشتركوا في دمائهم فأجنوهم في أكفانهم ، وبي والله وبهم عززت وجلست مجلسك الذي جلست يا يزيد ».



وهذا النص كما تلاحظون صريح جداً ، حيث نسب ابن عباس قتل الحسين (عليه السلام) إلى يزيد في رسالته أليه مرتين حيث قال في موضع منها « وأنت قتلت حسيناً » وقال في موضع آخر من الرسالة « لا تحسبني لا أبا لك نسيتُ قتلك حسيناً » ، ثم أن ابن عباس حمَّل يزيد تبعات كل ما جرى على الحسين (عليه السلام) وأصحابه وعائلته .

ولا يخفى على احد أن مثل ابن عباس لا يتجنى على احد ولا ينسب لأحد جرما لم يرتكبه خصوصا أن ابن عباس يواجه يزيد بهذه النسبة مواجهة غير آبه بسلطانه وسطوته رغم أن دواعي المداراة تقتضي السكوت عن ذلك على انه لو كان يزيد في موقع ضعف فان جلالة ابن عباس وورعه تأبى عن أن ينسب لأحد جرما لم يرتكبه فهو الصحابي الجليل بل هو من المع الصحابة وأعلمهم بحدود الله جل وعلا فمثله لا يتكلم بغير علم .

ثم أن الكتاب شكك في صحة هذه الرسالة وقال : احسب أنها منتحلة على عبدالله بن عباس , وبرر ذلك بأنه كيف لأبن عباس أن يواجه يزيد بمثل ذلك والحال أن يزيد لا يزال في سلطانه وصاحب قوة ومنعة وابن عباس أكيس من أن يصدر عنه مثل هذا الكلام .

والجواب على هذا الأشكال :واضح ,إذ أن لو تم هذا لكان يقتضي نسف كل النصوص الكثيرة التي دلت على أن رجالا واجهوا ملوكا أولى قوة وسلطة بأشد من هذه المواجهة فهذا التاريخ يعج بمثل هذه المواقف فان الدنيا لا تخلو من أصحاب النفوس الأبية والأنوف المتشامخة فقضية حجر بن عدي سار بخبرها الركبان وتناقلتها كتب التاريخ دون استثناء وغير خاف على هذا الكاتب الملاحم أتى سطرها التاريخ لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بدء الدعوة في مكة المكرمة

ولا ادري ما هو رأي هذا الكاتب في الحسين بن علي عليه السلام حينما واجه يزيد وعبيدالله بن زياد الم يكن أبو عبدالله الحسين عليه السلام في نظر هذا الكاتب كيسا وهل الكياسة تقتضي دائما المداهنة والمدارة

ثم ان الملاحظ للظروف التي صدرت فيها هذه الرسالة يعرف ان يزيد حينذاك لم يكن من القوة بحيث يمكنه البطش بعبدالله بن عباس فالضعف السياسي والعسكري الذي انتاب دولة يزيد لا تخفى على من له تأمل في ظروف صدور هذه الرسالة .

النص الثاني : ما نقله اليعقوبي عن معاوية بن يزيد عن معاوية بن أبي سفيان انه حينما تقلد الحكم بع أبيه خطب الناس فقال " اما بعد حمد الله والثناء عليه ...ألا وان جدي معاوية بن أبي سفيان قد نازع الأمر من كان أولى به قرابة ...ثم قلد أبي وكان غير خليق للخير فركب هواه ...فقلت منعته وانقطعت مدته وصار بحفرته رهنا بذنبه وأسيرا بجرمه ثم بكى وقال :أن أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وقبح منقلبه وقد قتل عترة الرسول وأباح الحرمة وحرق الكعبة...."

وهذا النص من أوضح الوثائق التاريخية المثبتة لمسئولية يزيد عن قتل عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد صرح معاوية- نجل يزيد الأكبر على مرأى ومسمع من شيوخ بني أمية- بمسئولية أبيه عن قتل عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر التاريخ حدثا قتل فيه يزيد احد من أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم سوى واقعة كربلاء والتي قتل فيها الحسين عليه السلام مع جمع من أولاده وأولاد أخيه الأمام الحسن عليه السلام وأخوته من صلب علي بن أبي طالب عليه السلام فحتى واقعة الحرة والتي أسرف يزيد فيها في دماء الصحابة وأولاد المهاجرين والأنصار لم يتعرض لأولاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكان ذلك عن قصد وتعمد حيث أوصى قائد جيشه مسلم بن عقبة المري بعدم التعرض لعلي بن الحسين عليه السلام وهذا ما يؤكد مراد معاوية بن يزيد من قوله "وقد قتل عترة الرسول "هو قتل يزيد للحين عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام .

الدليل الرابع :وهو دليل نقضي, حاصله : انه لو لم يكن قتل الحسين بإيعاز من يزيد بن معاوية وكان كارها لقتله عيه السلام لاتخذ إزاء عبيدالله بن زياد إجراء يتناسب مع فظاعة الحدث وحتى لو لم يكن الحسين عليه السلام مرضيا عند يزيد ألا أن استقلال ابن زياد بهذا الأجراء يعد خروجا عن مقتضى وظيفته وتمردا على أرادة راس الدولة , إذ لا يخفى على عاقل أن اتخاذ قرار بهذا الحجم لا يكون الا من الإدارة المركزية وان استقلال احد الموظفين به – مهما بلغت رتبته – معناه تهميش للإدارة المركزية , واي سلطة تقبل بتحمل تبعات قرار لم يكن قد صدر عنها.

وحتى تنفي تلك السلطة تبعات ذلك الأجراء الذي ارتجله احد موظفيها لابد من اتخاذ موقف مناسب ينفي عنها تهمة التورط بذلك لأجراء المنافي لسياستها.

ونحن حينما نقف على تاريخ الحدث لا نجد لذلك عينا ولا أثرا رغم أن الدواعي لوصوله متوفرة ومبررات الاختفاء معدومة , فليس هناك عاقل ألا ويبذل قصارى جهده للتحفظ على أغراضه خصوصا وانه قادر على التحفظ عليها .

ولا يخفى على مثل يزيد الأجراء المناسب لنفي التهمة عن نفسه , وليس يزيد حينذاك عاجزا عن اتخاذ مثل ذلك الأجراء مما يعبر عن أن قرار القتل كان هو القرار المناسب بنظره وانه هو الخيار الوحيد الناجح لحسم القضية وللظهور بمظهر القوة والهيمنة التامة وانه لا شيء يقف أمام أرادته ,وان ذلك وان كان يستتبع الوقوع في بعض المحاذير وان مجموعة من المضاعفات تترتب عليه ألا إن هذه المضاعفات وتلك المحاذير لا ترقى بنظره لمستوى بقاء الحسين عليه السلام رافضا للبيعة ,اذ أن ذلك يعني انسلاب الهيبة عن الدولة ويساهم في تمرد وتبلبل الوضع وزوال الاستقرار.

كل ذلك حدا بيزيد إلى أن يتخذ هذا القرار الصعب , وألا فما معنى أن تقصى عائلة الحسين عليه السلام على هيئة السبايا إلى الشام وما معنى أن ترفع الرؤؤس على الرماح ويطاف بها في البلدان وما معنى أن يضع يزيد راس الحسين عليه السلام بين يديه ثم يدعو أشراف أهل الشام إلى مجلسه لينظروا أليه وهو يقرع ثنايا الحسين بقضيبه وما معنى أن يصلب راس الحسين عليه السلام بدمشق ثلاثة أيام كل ذلك يؤكد أن قتل الحسين كان خياره ولم يكن خيار ابن زياد.

**من المؤيدات لدعوى تورط يزيد بدم الحسين عليه السلام

الأول : شخصية يزيد الذاتية

أن من له أدنى إطلاع على التاريخ لا يستبعد على يزيد أن يقدم على قتل الأمام الحسين عليه السلام فلم يكن ليزيد أي تحرج عن هتك حرمات الله جل وعلا فقد ذكر المؤرخون أن يزيد كان مستهترا يميل إلى الطرب ويتعاطى الخمر ويلعب مع القرود والفهود .

ومن اجل أن نوثق ما ذكرناه نذكر بعض النصوص المتصلة بذلك

1-ما ذكره المسعودي في مروج الذهب

"وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب...وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي واظهر الناس شرب الشراب...."

2- ما ذكره الطبري وذكره غيره

"وبعث إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة الانصاري ....ورجالا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد بن معاوية فأكرمهم ...فلما قدم أولئك النفر الوفد المدينة قاموا فيهم فاظهروا شتم يزيد وعتبة وقالوا أن قدمنا من عند رجل ليس له دين ويشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويضرب عنه القيان ويلعب بالكلاب ويسامر الخراب والفتيان, وأنا نشهد إنا قد خلعناه فتابعهم الناس "

وهناك مؤيدات أخرى مثلا : وقعة الحرة , غزو مكة المكرمة

نكتفي بذكر هذا المقدار والحمد الله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله .


قراءة ممتعة ومفيده
تقبلوا تحيتي

لحن الشجن
17-12-2010, 11:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بصراحة لم أقرأها كاملة

فالنعاس بدأبالتسرب في الأجواء

ولكنني واثقةٌ من أنني سأحفظها

في ملفي إن سمحتِ

فقلمكِ له مستقبل

موفقة لكل خير

تحياتي

شجن

الحوزويه الصغيره
23-12-2010, 05:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


تألقت صفحتي بتواجدك أختي لحن الشجن ولكِ ما طلبت ..

مودتي تسبق تحيتي

الحوزويه الصغيره
23-12-2010, 05:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد






-7-




فجأة بدء الهاتف يرن .....

أمل(أم ميساء): ميساء اذهبي لتري من الذي يتصل الآن

ميساء: الو , من المتحدث

السلام عليكم ,إنا أتحدث من المستشفى بخصوص المريضة"أم عبدالله"

ميساء: وعليك السلام يا أخي , هل حدث شيء مع الخالة أم عبدالله؟

إنا أسف لإبلاغكم هذا الخبر لكن في صباح هذا اليوم توفيت أم عبدالله, ولم يكن لدينا غير رقم هاتفكم

ميساء : توفيت , كيف توفيت؟

الممرضة المناوبة ذهبت إلى غرفتها صباحا لكي تتفحص الأجهزة لكنها وجدتها ميتة, لذا نرجو منكم الحضور لاستلام الجثة

ميساء (في صدمة): حسنا سوف نأتي لاستلامها, مع السلامة

أمل(أم ميساء): من المتكلم؟ وماذا تقصدين سوف نأتي باستلامها

ميساء: أمي......أمي........

أمل(أم ميساء): تكلمي يا ابنتي فملامح وجهك لا تنبأ بالخير

ميساء: لا اعرف ماذا أقول لك يا أمي

ميساء: كنت أتحدث مع المستشفى , قالوا أن عمتي أم عبدالله قد توفيت ويطلبون حضورنا لكي نستلم جثتها

أمل(أم ميساء)باكية: إنا لا اصدق ذلك , لقد رأيت أم عبدالله في منامي الليلة الماضية فحسبت أن رؤيتها تدل على شفاءها العاجل ولم احسب أنها جاءت لكي تودعني للمرة الأخيرة , يا ليتني كنت بجانبها لحظة وفاتها لقد ماتت وحيدة كما مات ولدها

ميساء(باكية): أرجوك يا أمي اهدئي لا تفعلي ذلك بنفسك ,لا نستطيع الآن سوء أن نطلب لها الرحمة

سندس : إنا الله وأنا إليه راجعون , قد يكون هذا أفضل لها يا خالتي فالموت أحيانا يكون رحمة للإنسان

دفنت أم عبدالله في يوم ضبابي بارد غابت شمسه عن الوجود بجانب زوجها وابنها الوحيد الذي أخذته الدنيا من أحضان أمه وأحبائه في ظروف غريبة وغامضة اغرب من الخيال , لكن هاهو يجتمع مع والداته في مكان لا يستطيع أي إنسان أن يفرقهما عن بعضهما .

بعد مرور سنتان على وفاة عبدالله ووالداته ....

هاهي ميساء جالسة على نهر التايمز في بريطانيا تتذكر الأحداث التي مرت عليها في الأعوام السابقة من وفاة عبدالله ووالداته إلى النجاح الذي حققه والداها في برنامجه والنجاحات التي أتت بعده ,وأكثر الأحداث غرابة هي عندما تقدم الأستاذ يعقوب لخطبتها في حفل التخرج

الأستاذ يعقوب: هل من الممكن أن أكلمك قليلا أستاذ يوسف

يوسف (والد ميساء): نعم تفضل

الأستاذ يعقوب : أولا: أحب أن أهنئك على البرنامج الرائع الذي قدمته فقد كنت من المتابعين له منذ البداية . ثانيا : أحب أن أكون أول من ينقل أليكم هذا الخبر لقد رشحت ابنتكم لتنال منحة دراسية في بريطانيا

ميساء : هل ما تقوله صحيح يا أستاذ ,إنا لا أستطيع تصديق ذلك

الاستاذ يعقوب: لقد طلب مني ترشيح احد تلاميذي لينال هذه المنحة الدراسية , وأنا لم أرى أفضل منك لتفوقك الدراسي

يوسف (والد ميساء): إنا لا اعرف ما أقول لك لكن شكرا لك لترشيح ابنتي

الأستاذ يعقوب : لا داعي إلى الشكر فلو لم تكن تستحقها لم حصلت عليها,لكني أريد أن أكلمك في موضوع خاص يا أستاذ يوسف

يوسف (والد ميساء): إنا أسمعك

الأستاذ يعقوب: يشرفني أن اطلب ابنتك إلى الزواج

ميساء : ماذا تقول يا أستاذ؟

الأستاذ يعقوب: ميساء أرجو أن تسمعيني أولا قبل أن تعطيني أجابتك , لقد أحببتك من أول يوم رايتك فيه وهو اليوم الذي وصلت فيه إلى حصتي متأخرة لكني قلت في نفسي انه مجرد أعجاب وسيختفي لكن مع مرور الوقت أدركت انه حب صادق وخفت أن أخبرك لأنك مازلت صغيرة السن ولأنني أستاذك فقررت تأجيل ذلك لفترة لكن القدر كان له خيار آخر وهو خطوبتك على عبدالله فعندما علمت ذلك قررت نسيان الأمر لكن القدر رجع وقلب الأمور فعبدالله توفي وبقيتي حرة من جديد لكن الآن أراك قد تجاوزتي الأمر ,وأنا اسألك الآن هل توافقين على الزواج مني .

يوسف (والد ميساء): ما رأيك يا ابنتي؟ , لقد سمعتي كلام الأستاذ يعقوب

ميساء: فالحقيقة لقد فوجئت بكلماته وصراحته , ما رأيك أنت يا أبي؟

يوسف (والد ميساء): أنها حياتك يا ابنتي لا أستطيع أن أقرر عنك , فلتري ما هو الأفضل لك واختاريه

الأستاذ يعقوب : أحب أن أخبرك شيء إذا قبلتي بالزواج مني فأنني سوف اترك عملي هنا واذهب لأكمل دراستي معك في بريطانيا

ميساء: إنا آسفة ان اقول لك هذا ... لا يمكنني قبول ذلك , لقد جربت نصيبي مع عبدالله رحمه الله وقررت بعدها إنا أتمهل و أعطي نفسي فرصة ثانية قبل الارتباط مرة ثانيه وهذا كان قراري قبل أن اعلم بمسالة المنحة الدراسية , لذلك يا أستاذ يعقوب أرجو أن تعذرني

الأستاذ يعقوب : أرجوك لا تتسرعي في الإجابة , فكري قليلا

ميساء : هذا قراري وأنا متأكدة منه لذا أرجو أن تسامحني يا أستاذ

الأستاذ يعقوب : يبدو انه لا يوجد مجال لتغيير رأيك , لذلك أتمنى لك التوفيق في دراستك

ميساء: شكرا لأنك فهمتني يا أستاذ

الأستاذ يعقوب: اربد أن اطلب منك شيء واحد فقط وهو ألا تنسي انه كان هناك أستاذ اسمه يعقوب كان يحبك من كل قلبه

ميساء: سأبقى أذكرك إلى الأبد يا أستاذ

انتبهت ميساء على أصوات من حولها فنفضت غبار الذكريات الحزينة المؤلمة عنها وذهبت لتكمل طريقها المرسوم لها في هذه الدنيا......





تمت بحمد الله

طيار عراقي
23-12-2010, 05:37 PM
تسجيل حظور
ولي عوده

محب الائمة للموت
28-12-2010, 06:39 PM
اللهم صلى على محمد

مشكووووور اخي قصة رائعة حلوة عاشت ايدك

لحن الشجن
27-03-2011, 01:06 PM
رواية رائعهـ وجميلة جداً

ولكن خية وضعت لسبب موت

عبدالله في بالنا أكثر من تخمين

فهل لكـِ أن توضحي لنا فكرة موتهـ

سلمت أناملكـ الذهبية حبيبتي

احساس جوري
27-04-2011, 07:26 PM
••http://www.al-amakn.net/vb/images/smilies/2008/florzinha_.gif••
عوآفي والله ،،
وسلمت آانآأملك على هاآلطرح
لكَ مني كل آألود وآألتــقديــر,,
ودي..
••http://www.al-amakn.net/vb/images/smilies/2008/florzinha_.gif••

حبيبة الحسين
29-08-2011, 12:07 AM
مشكورين لهذا المجهود الرائع
بارك الله بكم