خاتم عقيق&
11-12-2010, 09:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وحبيب إله العالمين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله المعصومين المظلومين.
هاجر النبي الكريم في جوف الليل من مكة إلى الغار ومنها إلى يثرب في السادس من ربيع الأول، واعتمد المسلمون تلك الهجرة في تواريخهم منذ عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على أثر خصومة بين اثنين في دين يدعي أحدهما استحقاقه في شهر شعبان بموجب سند بيده، وسأل الخليفة الدائن أي شعبان هذا؟أشعبان هذه السنة أو التي بعدها؟ ولما لم يطمئن لأحد منهما جمع المسلمين في المسجد ليعتمد لهم تاريخا، والمسلمون يوم ذاك لم يكن لهم تاريخ خاص، فكان بعضهم يؤرخ بعام الفيل وبعضهم بحرب الفجار[1]وأكثرهم كانوا يعتمدون تواريخ الدول المجاورة لشبه الجزيرة العربية، واختلفت آراء الصحابةفي الزمان الذين يعتمدونه في تواريخهم وكادوا أن يتفرقوا بدون أن ينتهوا إلى نتيجةحاسمة لولا أن عليا أقبل عليهم بالمعهود من رأيه السديد وقال : نؤرخ بهجرة الرسول من مكة إلى المدينة فأعجب ابن الخطاب برأيه وهتف قائلا: "لا أبقاني الله لمعضلة ليسلها أبو الحسن". واقترن رأيه هذا بإعجاب الحضور وتقديرهم لأن هجرة الرسول كانت المنطلق لانتصار الإسلام على الشرك والوثنية وحدثا تاريخياً لعله من أبرز الأحداث في تاريخ الدعوة، واستمر المسلمون على ذلك في تواريخهم معتمدين شهر ربيع الأول الشهرالأول في السنة الهجرية، ولم يحدِّث التاريخ عنهم بأنهم اعتبروا شهر المحرم بداية لسنتهم الهجرية، ولعل ذلك لم يحدث إلا بعد مقتل الحسين وبعد أن أصبحت الأيام الأولى من شهرالمحرم أيام حزن عند أهل البيت وشيعتهم، فجعلها الأمويون بداية للسنة الهجرية وعيداً من أعيادهم ليغطوا على جريمتهم بحق آل الرسول، وليغفلوا العالم الإسلامي عن هذا الشهر الحزين الذي ذبح فيه سبط النبي كما يذبح الكبش حفاظا على الإسلام. وكذلك فعلوا بالنسبة إلى العاشر من محرم، فكان عيدا لهم، مدعين أنه يوم انتصار نبي الله موسى على فرعون، وغير ذلك من المناسبات.
والطامة الكبرى أن الكثير من المسلمين الذي يدعون حب أهل البيت، ويقرؤون القرآن، ويعرفون أن الله أمر بود ومحبة آل الرسول، حيث جعل حبهم أجرة النبي على تبليغ الرسالة بقوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، - هؤلاء المسلمون يفرحون في هذا اليوم، بل وأكثر من ذلك يعيبون على شيعة الحسين حزنهم عليه، فلا أدري كيف ينسجم ذلك مع حبهم؟! حتى وإن سلمنا جدلا أنه حدثت مناسبات كانتصار موسى النبي على فرعون في يوم عاشوراء، فهل هذا يبيح لهم أن يظهروا الفرح ويتخذوا من هذا اليوم عيدا، في الوقت الذي نراهم إذا مات أحد أقاربهم في سنة ما، يستقبحون أن يعايدهم أحد في هذه السنة في الفطر والأضحى، ثم يبيحون لأنفسهم الفرح والعيد يوم قتل الحسين الشهيد؟؟؟!
تأملي يا أمة الإسلام، افتحي عينيك لأشعة الشمس، وشرعي عقلك للهواء النظيف، فالحق بيّن، والباطل بيّن، ولسوف تسألون عما كنتم تعملون.
الدكتور السيد حسين علي الحسيني
منقوووول
.
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وحبيب إله العالمين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله المعصومين المظلومين.
هاجر النبي الكريم في جوف الليل من مكة إلى الغار ومنها إلى يثرب في السادس من ربيع الأول، واعتمد المسلمون تلك الهجرة في تواريخهم منذ عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على أثر خصومة بين اثنين في دين يدعي أحدهما استحقاقه في شهر شعبان بموجب سند بيده، وسأل الخليفة الدائن أي شعبان هذا؟أشعبان هذه السنة أو التي بعدها؟ ولما لم يطمئن لأحد منهما جمع المسلمين في المسجد ليعتمد لهم تاريخا، والمسلمون يوم ذاك لم يكن لهم تاريخ خاص، فكان بعضهم يؤرخ بعام الفيل وبعضهم بحرب الفجار[1]وأكثرهم كانوا يعتمدون تواريخ الدول المجاورة لشبه الجزيرة العربية، واختلفت آراء الصحابةفي الزمان الذين يعتمدونه في تواريخهم وكادوا أن يتفرقوا بدون أن ينتهوا إلى نتيجةحاسمة لولا أن عليا أقبل عليهم بالمعهود من رأيه السديد وقال : نؤرخ بهجرة الرسول من مكة إلى المدينة فأعجب ابن الخطاب برأيه وهتف قائلا: "لا أبقاني الله لمعضلة ليسلها أبو الحسن". واقترن رأيه هذا بإعجاب الحضور وتقديرهم لأن هجرة الرسول كانت المنطلق لانتصار الإسلام على الشرك والوثنية وحدثا تاريخياً لعله من أبرز الأحداث في تاريخ الدعوة، واستمر المسلمون على ذلك في تواريخهم معتمدين شهر ربيع الأول الشهرالأول في السنة الهجرية، ولم يحدِّث التاريخ عنهم بأنهم اعتبروا شهر المحرم بداية لسنتهم الهجرية، ولعل ذلك لم يحدث إلا بعد مقتل الحسين وبعد أن أصبحت الأيام الأولى من شهرالمحرم أيام حزن عند أهل البيت وشيعتهم، فجعلها الأمويون بداية للسنة الهجرية وعيداً من أعيادهم ليغطوا على جريمتهم بحق آل الرسول، وليغفلوا العالم الإسلامي عن هذا الشهر الحزين الذي ذبح فيه سبط النبي كما يذبح الكبش حفاظا على الإسلام. وكذلك فعلوا بالنسبة إلى العاشر من محرم، فكان عيدا لهم، مدعين أنه يوم انتصار نبي الله موسى على فرعون، وغير ذلك من المناسبات.
والطامة الكبرى أن الكثير من المسلمين الذي يدعون حب أهل البيت، ويقرؤون القرآن، ويعرفون أن الله أمر بود ومحبة آل الرسول، حيث جعل حبهم أجرة النبي على تبليغ الرسالة بقوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، - هؤلاء المسلمون يفرحون في هذا اليوم، بل وأكثر من ذلك يعيبون على شيعة الحسين حزنهم عليه، فلا أدري كيف ينسجم ذلك مع حبهم؟! حتى وإن سلمنا جدلا أنه حدثت مناسبات كانتصار موسى النبي على فرعون في يوم عاشوراء، فهل هذا يبيح لهم أن يظهروا الفرح ويتخذوا من هذا اليوم عيدا، في الوقت الذي نراهم إذا مات أحد أقاربهم في سنة ما، يستقبحون أن يعايدهم أحد في هذه السنة في الفطر والأضحى، ثم يبيحون لأنفسهم الفرح والعيد يوم قتل الحسين الشهيد؟؟؟!
تأملي يا أمة الإسلام، افتحي عينيك لأشعة الشمس، وشرعي عقلك للهواء النظيف، فالحق بيّن، والباطل بيّن، ولسوف تسألون عما كنتم تعملون.
الدكتور السيد حسين علي الحسيني
منقوووول
.