الكوفاوي
15-12-2010, 04:38 PM
الامام العسكري ( ع ) في المواجهة .... الرد على الفيلسوف الكندي في كتاب له ضد القران
أبو فاطمة العذاري
تصدى الأئمة (عليهم السلام) من آباء الحسن العسكري (عليه السلام ) للفرق الضالة في عصورهم فكان لكل إمام مواقف خاصة وقوية تجاه كل فرقة من تلك الفرق التي كان يخشى على الأمة المسلمة من انحرافاتها.
في حين كانت الحضارة الإسلامية في زمن العسكري قد تسارعت فيها عوامل الانهيار والانسلاخ ولولا دفاع الإمام ومن معه عن قيم الإسلام وجهادهم العظيم ضد الانحرافات الخطيرة يمكن لنا القول لكانت الحضارة تتلاشى بصورة كلية وان تكون مشوهه ومحرفة.
رصد الإمام (عليه السلام) كل الحالات والتحركات العلمية والفكرية التي من شأنها أن تطعن بالرسالة الإسلامية ومن ثم تورد أبناء الأمة في مواطن الشك والشبهة ، واسلوب المواجهة العلمية الرصينة أسلوب اتبعه الإمام (عليه السلام) تجاه الفرق والمذاهب ، والانحرافات الفكرية بشكل عام; ليكون درساً لكافة المسلمين على مرّ الأجيال والقرون .
و لا يمكن ان ننسى الحادثة الشهيرة وهي قضية الاستسقاء بالرهبان وتأثيرها الخطير على جماهير الأمة حيث لم يكن احد قادر على مواجهتها سوى الإمام العسكري (عليه السلام )
كثيرا ما سعى الإمام (عليه السلام ) الى رفع الشكوك والاتهامات التي كانت تشكك بمبدئية وأحقية الشريعة والمجتمع الإسلامي محافظا عليها من السقوط والانهيار
فمثلا في عصر الإمام العسكري (عليه السلام) برزت الثنوية وهم من أثبت مع القديم قديماً غيره، فكانوا شبه المجوس يثبتون مع مبدأ الخير مبدءاً للشر وهما النور والظلمة .
روى الشيخ الكليني :
عن اسحاق قال : أخبرني محمّد بن الربيع الشائي ، قال : ناظرت رجلاً من الثنوية بالأهواز ثمّ قدمت (سرّ من رأى) وقد علق بقلبي شيء ممّا قاله ، فإنّي لجالس على باب أحمد بن الخصيب ، إذ أقبل أبو محمد (عليه السلام) من دار العامّة يوم المركب ، فنظر إليّ وأشار بسبّابته : أحد ، أحد ، فرد . فسقطت مغشيّاً عليَّ .
في تلك الظروف المقلقة كان الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بارعا في قيادة الأمة وإرشادها الى الإسلام الصحيح ونشر الأحكام والمسائل الشرعية رغم ان الإمام العسكري (عليه السلام) كان في غاية الضيق من الحكومة العباسية التي تتربص فيه الدوائر وتنصب له الكمائن من أجل التنكيل به و قتله .
والمهم ان من أهم نشاطات الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في عصره هي الردّ الحكيم لأكبر محاولة تخريبية كان إسحاق الكندي ـ وهو أحد فلاسفة المشهورين ـ قد تصدّى لها، فإنّ هذا الرفيلسوف قد جمع جملة من الآيات القرآنية التي يبدو للناظر فيها أنها تحمل التناقض، وكان يريد نشرها، وهي محاولة تستهدف القرآن الكريم الذي يعتبر اهم معجزة للرسالة والنبوة، ورمز للكيان الإسلامي .
وهي من الحوادث المهمة المشهورة في تاريخ العرب والمسلمين وعرفت بمحاولة الفيلسوف الكندي في تأليف كتاب (تناقض القرآن) للاستدلال ان كتاب الله تعالى فيه تناقضات .
لم ينتبه أحد الى مدى خطورة هذه المحاولة وتأثيرها الخطير على عامة المسلمين، بالإضافة الى ما تعطيه هذه المحاولة من دليل يستغله أعداء الإسلام والمسلمين للطعن بصحة الدين العزيز ولكن الإمام (عليه السلام) قد رصد هذه المحاولة وأجهضها وهي في مهدها، حيث يروى في .( المناقب: 4 / 457، 458) :
(( انه قد دخل أحد تلامذة الكندي على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فقال له الإمام (عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع استاذكم الكندي عمّا أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟
فقال التلميذ: نحن تلامذته كيف يجوز منّا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره ؟
فقال أبو محمد (عليه السلام): أتؤدّي إليه ما ألقيه إليك ؟
قال: نعم.
قال الإمام (عليه السلام): فصر إليه وتلطّف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله ، فإذا وقعت الأُنسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها ; فإنّه يستدعي ذلك منك ، فقل له: إن أتاك هذا المتكلّم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنّك ذهبت إليها ؟
فإنه سيقول لك: إنّه من الجائز ; لأنه رجل يفهم إذا سمع، فاذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعلّه أراد غير الذي ذهبت أنت إليه، فيكون واضعاً لغير معانيه.
ثمّ إن الرجل صار الى الكندي، ولمّا حصلت الأُنسة ألقى عليه تلك المسألة فقال الكندي: أعد عليّ ، فتفكّر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر.
فقال ـ الكندي ـ: أقسمت عليك إلاّ أخبرتني من أين لك ؟
فقال تلميذه: إنه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال: كلاّ ما مثلك من اهتدى إلى هذا، ولا من بلغ هذه المنزلة، فعرّفني من أين لك هذا ؟
فقال: أمرني به أبو محمّد العسكري (عليه السلام).
فقال: الآن جئت به، ما كان ليخرج مثل هذا إلاّ من ذلك البيت، ثم دعا بالنار وأحرق ما كان أ لّفه )
قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره الشريف ) في كتاب الغيبة الصغرى :
(( جهاده العلمي: من حيث قيامه بمسؤوليته الإسلامية في رد الشبهات وإقامت الحق، بطريق المناقشة العلمية والجدل الموضوعي. أو إصدار البيانات العلمية أو تأليف الكتب ونحو ذلك.
فمن ذلك موقف الإمام من الكندي [أبي يوسف يعقوب بن اسحق] فيلسوف العراق في زمانه، حين أخذ في التأليف في تناقض القرآن، وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله، فسلط الإمام عليه أحد طلابه بكلام قاله له، جعله يتوب ويحرق أوراقه. وملخص الفكرة التي بذرها الإمام في ذهن هذا الفيلسوف، بعد أن وصفه لتلميذه أنه رجل يفهم إذا سمع... هو احتمال أن يكون المراد بالآيات القرآنية غير المعاني التي فهمها وذهب إليها.
وحين ذكر له تلميذه هذا الاحتمال فكر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر. فقال: أقسمت عليك ألا أخبرتني من أين لك. فقال: إنه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك. فقال: كلا، ما مثلك من اهتدى إلى هذا، ولا من بلغ هذه المنزلة، فأخبرني من أين لك هذا. فقال: أخبرني به ابو محمد ص فقال: الآن جئت به. وما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت، ثم إنه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألفه ))
فسلام عليك يا أبا محمد العسكري أبدا ما دام الليل والنهار
أبو فاطمة العذاري
تصدى الأئمة (عليهم السلام) من آباء الحسن العسكري (عليه السلام ) للفرق الضالة في عصورهم فكان لكل إمام مواقف خاصة وقوية تجاه كل فرقة من تلك الفرق التي كان يخشى على الأمة المسلمة من انحرافاتها.
في حين كانت الحضارة الإسلامية في زمن العسكري قد تسارعت فيها عوامل الانهيار والانسلاخ ولولا دفاع الإمام ومن معه عن قيم الإسلام وجهادهم العظيم ضد الانحرافات الخطيرة يمكن لنا القول لكانت الحضارة تتلاشى بصورة كلية وان تكون مشوهه ومحرفة.
رصد الإمام (عليه السلام) كل الحالات والتحركات العلمية والفكرية التي من شأنها أن تطعن بالرسالة الإسلامية ومن ثم تورد أبناء الأمة في مواطن الشك والشبهة ، واسلوب المواجهة العلمية الرصينة أسلوب اتبعه الإمام (عليه السلام) تجاه الفرق والمذاهب ، والانحرافات الفكرية بشكل عام; ليكون درساً لكافة المسلمين على مرّ الأجيال والقرون .
و لا يمكن ان ننسى الحادثة الشهيرة وهي قضية الاستسقاء بالرهبان وتأثيرها الخطير على جماهير الأمة حيث لم يكن احد قادر على مواجهتها سوى الإمام العسكري (عليه السلام )
كثيرا ما سعى الإمام (عليه السلام ) الى رفع الشكوك والاتهامات التي كانت تشكك بمبدئية وأحقية الشريعة والمجتمع الإسلامي محافظا عليها من السقوط والانهيار
فمثلا في عصر الإمام العسكري (عليه السلام) برزت الثنوية وهم من أثبت مع القديم قديماً غيره، فكانوا شبه المجوس يثبتون مع مبدأ الخير مبدءاً للشر وهما النور والظلمة .
روى الشيخ الكليني :
عن اسحاق قال : أخبرني محمّد بن الربيع الشائي ، قال : ناظرت رجلاً من الثنوية بالأهواز ثمّ قدمت (سرّ من رأى) وقد علق بقلبي شيء ممّا قاله ، فإنّي لجالس على باب أحمد بن الخصيب ، إذ أقبل أبو محمد (عليه السلام) من دار العامّة يوم المركب ، فنظر إليّ وأشار بسبّابته : أحد ، أحد ، فرد . فسقطت مغشيّاً عليَّ .
في تلك الظروف المقلقة كان الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بارعا في قيادة الأمة وإرشادها الى الإسلام الصحيح ونشر الأحكام والمسائل الشرعية رغم ان الإمام العسكري (عليه السلام) كان في غاية الضيق من الحكومة العباسية التي تتربص فيه الدوائر وتنصب له الكمائن من أجل التنكيل به و قتله .
والمهم ان من أهم نشاطات الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في عصره هي الردّ الحكيم لأكبر محاولة تخريبية كان إسحاق الكندي ـ وهو أحد فلاسفة المشهورين ـ قد تصدّى لها، فإنّ هذا الرفيلسوف قد جمع جملة من الآيات القرآنية التي يبدو للناظر فيها أنها تحمل التناقض، وكان يريد نشرها، وهي محاولة تستهدف القرآن الكريم الذي يعتبر اهم معجزة للرسالة والنبوة، ورمز للكيان الإسلامي .
وهي من الحوادث المهمة المشهورة في تاريخ العرب والمسلمين وعرفت بمحاولة الفيلسوف الكندي في تأليف كتاب (تناقض القرآن) للاستدلال ان كتاب الله تعالى فيه تناقضات .
لم ينتبه أحد الى مدى خطورة هذه المحاولة وتأثيرها الخطير على عامة المسلمين، بالإضافة الى ما تعطيه هذه المحاولة من دليل يستغله أعداء الإسلام والمسلمين للطعن بصحة الدين العزيز ولكن الإمام (عليه السلام) قد رصد هذه المحاولة وأجهضها وهي في مهدها، حيث يروى في .( المناقب: 4 / 457، 458) :
(( انه قد دخل أحد تلامذة الكندي على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فقال له الإمام (عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع استاذكم الكندي عمّا أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟
فقال التلميذ: نحن تلامذته كيف يجوز منّا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره ؟
فقال أبو محمد (عليه السلام): أتؤدّي إليه ما ألقيه إليك ؟
قال: نعم.
قال الإمام (عليه السلام): فصر إليه وتلطّف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله ، فإذا وقعت الأُنسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها ; فإنّه يستدعي ذلك منك ، فقل له: إن أتاك هذا المتكلّم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم منه غير المعاني التي قد ظننتها أنّك ذهبت إليها ؟
فإنه سيقول لك: إنّه من الجائز ; لأنه رجل يفهم إذا سمع، فاذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعلّه أراد غير الذي ذهبت أنت إليه، فيكون واضعاً لغير معانيه.
ثمّ إن الرجل صار الى الكندي، ولمّا حصلت الأُنسة ألقى عليه تلك المسألة فقال الكندي: أعد عليّ ، فتفكّر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر.
فقال ـ الكندي ـ: أقسمت عليك إلاّ أخبرتني من أين لك ؟
فقال تلميذه: إنه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال: كلاّ ما مثلك من اهتدى إلى هذا، ولا من بلغ هذه المنزلة، فعرّفني من أين لك هذا ؟
فقال: أمرني به أبو محمّد العسكري (عليه السلام).
فقال: الآن جئت به، ما كان ليخرج مثل هذا إلاّ من ذلك البيت، ثم دعا بالنار وأحرق ما كان أ لّفه )
قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره الشريف ) في كتاب الغيبة الصغرى :
(( جهاده العلمي: من حيث قيامه بمسؤوليته الإسلامية في رد الشبهات وإقامت الحق، بطريق المناقشة العلمية والجدل الموضوعي. أو إصدار البيانات العلمية أو تأليف الكتب ونحو ذلك.
فمن ذلك موقف الإمام من الكندي [أبي يوسف يعقوب بن اسحق] فيلسوف العراق في زمانه، حين أخذ في التأليف في تناقض القرآن، وشغل نفسه بذلك وتفرد به في منزله، فسلط الإمام عليه أحد طلابه بكلام قاله له، جعله يتوب ويحرق أوراقه. وملخص الفكرة التي بذرها الإمام في ذهن هذا الفيلسوف، بعد أن وصفه لتلميذه أنه رجل يفهم إذا سمع... هو احتمال أن يكون المراد بالآيات القرآنية غير المعاني التي فهمها وذهب إليها.
وحين ذكر له تلميذه هذا الاحتمال فكر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر. فقال: أقسمت عليك ألا أخبرتني من أين لك. فقال: إنه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك. فقال: كلا، ما مثلك من اهتدى إلى هذا، ولا من بلغ هذه المنزلة، فأخبرني من أين لك هذا. فقال: أخبرني به ابو محمد ص فقال: الآن جئت به. وما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت، ثم إنه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألفه ))
فسلام عليك يا أبا محمد العسكري أبدا ما دام الليل والنهار