ألدُعَاةُ قَادِمُون
22-12-2010, 03:30 AM
اللهم صل على محمد واله الطيبين الطاهرين
الشعائر الحسينية وابعادها التكاملية
ان قضية دامت هذا العمر المديد حريا بها ان تقدس فمن يتوهم ان حجم ومدى قضية الحسين (ع) كان الوقت هو العاشر من محرم سنة 60 للهجرة والمكان هو كربلاء فهو متوهم فكل يوم هو عاشوراء وكل ارض كربلاء وهناك ابعاد للقضية الحسينية نريد ان نبينها لنتصور حجم الفائدة من الثورة الحسينية فالثورة هي هي الاصل والمركز وقد انشعبت منها امور كثيرة ومن هذه الامور قضية الشعائر ولا نريد ايضا ان تنكلم عن الشعائر من جميع حيثياتها بل من جانب فوائدها وثمارها اما اشكالها وتلوناتها فلا مجال لذكرها:-
أبعاد الشعائر الحسينية :-
1- البعد الاخلاقي:فمن يتحدث عن الاخلاق فمجال تطبيقها هو مظان الشعائر الحسينية ففي هذا المورد تظهر سلوكيات الشخص من ايثار الاخرين على نفسه في الماكل والماوى والدواء فكم رائينا من اناس هم من الذين يمشون الى الامام الحسين(ع) ويحيون هذه الشعيرة لكن غير مستعد لان يتنازل عن شئ من الطعام الذي يحصل عليه او المكان الذي ينام فيه بل يزاحم الاخرين في الطعام والمكان ويظهر كل انانياته اما غيره فيستثمر هذه الشعيرة بصالحه ويروض نفسه ويحرم نفسه من الماكل الجيد والمكان الجيد فهو يكتسب دروس اخلاقية بصورة عملية وهذا مؤثر لاكمن يقرأ كتاب اخلاقي فلا يكون على المحك اذن فالشعائر الحسينية مظان لاختبار النفس وتهذيبها خصوصا وانك تلتقي بمختلف الطبقات من الناس فسوف تكون الاخلاق والسلوكيات ايضا متفاوته وذات الوان وطبقات وهذه فائدة كبيرة من الشعائر الحسينية وهي تمحيص الجانب الخلقي وتقويمه.
2- البعد السياسي:ان التجمعات المليونية يحسب لها الف حساب فالطغاة مهما تجبروا ولكنهم لايكونوا اقوى ارادة من الجماهير وهذا البعد السياسي لتلك التجمعات يمكن ان يحقق مطالب ومكاسب كبيرة بل ان هناك مراكز ومعاهد تدرس هذه الظاهرة وتاثيرها السياسي بانه كيف لقضية ان تحيى كل هذا العمر مع ان المعهود في كل قضية انها كلما ابتعد عنها الزمن نسيت واهملت فاذا ارادت اي جهة عدوانية ان تسلك سياسة ما اتجاه الجماهير التي تنقاد للشعائر الحسينية فسوف تحسب لها الف حساب ويحاولون بكل مااوتوا من حول وقوة ان يفككوا هذه التجمعات لتمرير مخططهم السياسي في المنطقة ولكن تابى الجماهير بفضل ارشادات ائمتهم ومراجعهم العظام الا ان تستمر هذه الشعائر.
3- البعد الثقافي:ان في موارد الشعائر الحسينية كثيرا مايوجد الكثير من الكراسات والاشرطة المسجلة التي تبث عبر المذياع وارتقاء للمنبر عبر الخطباء ايدهم الله في تثقيف هذه الحشود المتجمعه فهذا يعد موسم قطف الثمار من هذه التجمعات فمن دون التثقيف والوعظ والارشاد سيكون هذا العمل تضييع وهدر لاوقات هذه الحشود المليونية المحترمة فتثقيف هذه الحشود امر واجب على اهل التبليغ وخصوصا رجال الدين فيعلم الشخص ماهي اهداف صاحب الذكرى ليستلهم منه الدروس والعبر ويحاول ان يجسد ذلك في حياته باعتبار ان صاحب الذكرى قددوة له في التاسي بالعمل لامجرد ذكر له في وقت ما فحسب على ان يكون ذلك التثقيف بالشئ المختصر المفيد لافيه افراط ولا تفريط وعلى ان يكون له علاقه بالذكرى لابامور اخرى.
4- البعد الاقتصادي:ان الحشود التي تاتي لتقيم هذه الشعيرة تحتاج الى مورد اقتصادي ضخم ليسد نفقاتها من مطعم ومشرب ومنام وغيرها من الخدمات الاخرى وبدون هذا لايمكن افامة ذلك العمل فنرى في الشعيرة ان هذا الجانب الاقتصادي مكفول لان الجهات الباذلة متعددة فالكل ينفق يرجوا الثواب من دون حث من حكومة او حزب او غيرهما بل هناك هدف مشترك وهو التقرب لله وللامام صاحب الذكرى وهذه من معجزات صاحب الذكرى بان كل من ياتي ويذهب ياكل ويشرب ولايخرج وعنده عوز فالنتعلم كيف نقوم اقتصاد بلداننا من الشعائر الحسينية التي هي درس عملي في بيان كيفية ادارة الخدمات العامة التي يحتاجها الاشخاص فقد يبخل الانسان في بعض الايام ان يقدم مما يملكه للاخرين ولكن باسم الشعائر يقدم ذلك خدمة لتقويم الجانب الاقتصادي والخدمي في هذه الشعيرة.
5- البعد العبادي:ان مظاهر العبادة هي محطات للتزود من الوقود المعنوي والتجمعات تكون اكثر تاثير فقد ورد مايميز العبادة بكل الوانها في الجانب التجمعي فالدعاء بصورة التجمع يكون اقرب للقبول من كون الدعاء عبادة شخصية يقوم بها فرد وكذلك الصلاة جماعة تكون افضل من فرادى وقد ورد بان كل شئ له قدر محظى من الثواب الا صلاة الجماعة فلا يحصي ذلك الثواب احد والشعائر الحسينية فيها تكون العبادة جماعية وحالة العبادة هي الغالبة لان نسبة الموجودين الاكثر هي التقرب لله وللامام في نيل الرضا والشفاعة والقبول فالجانب العبادي يطغى على الشعيرة وهذا بعد حساس اذ الارتباط بصاحب الذكرى كان لاجل تميز صاحب الذكرى عن غيره بهذا البعد العبادي فحتى تنسجم الشعيرة واقامتها مع صاحب الذكرى وتكون مقبولة مشفوعة عنده لابد ان يطغى عليها الجانب العبادي دون الجوانب الاخرى
6- البعد القومي والقبلي:ان في هذه التجمعات ازالة للفوارق الجغرافية والانتماءات الاخرى بان فلان من فلان قبيلة وليس من تلك القبيلة وفلان من هذا البلد وليس من ذاك البلد وفلان اسود وفلان ابيض والى اخره من الفوارق فهذه الامور والطبقيات كلها تزول لانهم يرون انهم يجمعهم هدف واحد فلماذا هذه المحسوبيات للجهات وهذه الطبقيات مع ان هناك جهة واحدة تجمعهم واللطيف ان انصار الامام الحسين عليه السلام كانوا يمثلون هذا الخليط ففيهم الزنجي والتركي والعربي وفيهم الغني والفقير وفيهم الرئيس والمرؤس وفيهم حتى من غير دين الاسلام من النصارى ولكن الذي جمع هولاء هي نقطة الالتقاء وهو الامام عليه السلام ونوره الذي بدد كل هذه الظلمات الفوارقية وجعل الكل يرى بنور واحد اذن فالشعائر مذيبة للفوارق والعنصريات وكثيرا مارأينا اناس متخاصمون ولديهم ثأر وعداء مع الاخرين قد انحلت مشاكلهم بسبب هذه التجمعات وايضا كثير من اهل محافظة او بلد لديهم انطباع سئ عن اهل بلد اخر ولكن عند الالتقاء في مثل هذه التجمعات زالت تلك الامور
7- البعد العقائدي:هناك الكثير من الناس من لاتكون لهم عقيدة كاملة تماما بصاحب الذكرى او من غير مذهب فياتون لتلك الشعيرة ويحصلون على مايريدون وتتكامل بذلك عقائدهم فان في تلك التجمعات اصحاب حوائج ومرضى فعند الاستجابة لهولاء سوف يكون ذلك ارسخ عقيدة للمتجمعين وسبب لهداية بعض الضالين عن منهج صاحب الذكرى وهذا ما شوهد وحصل بالفعل من هداية بعض المنحرفين عقائديا وكان سبب لهدايتهم الى منهج اهل البيت تلك الامور التي جاء بسبب الذكرى لصاحب الشعيرة فالشعيرة من مقومات الجانب العقائدي
8- البعد الارادي:ان الارادة وتقويتها هي السبب الرئيسي في نجاح الشخص بحياته مع نفسه ومع ربه ومع عائلته ومع مجتمعه فمن دون الارادة لايمكن للانسان المضي وتحقيق الاهداف والشعائر الحسينية بما فيها من مشقات من سير على الاقدام وفي اجواء قد تكون غير ملائمة ومن مخاطر الاعداء كلها تجعل الانسان جلدا وقويا على تحمل الالام والمصائب ولايؤثر فيه شئ ولايكون انسان يقع لاجل اقل ابتلاء واختبار بل ان صاحب الذكرى بما قدمه من تضحية وفداء واراده سوف يمده بالارادة ويقوي عزمة ويكون بذلك صلب الارادة وان المجتمع الذي يخلو من الارادة من شأنه ان ينحرف عن سواء الصراط فالذين قاتلوا الحسين عليه السلام كانوا يعلمون من هو الحسين ولكن كانوا ضعيفي الارادة امام الطغاة وامام الدنيا والدنانير والمتع الدنيوية الاخرى اذن العامل الارادي عامل جدا مهم يحصل عليه الشخص من خلال التجمعات الحسينية
9- البعد في المحبة:ان الشعائر الحسينية تعلمنا كيف نحب الله سبحانه ونذوب ونضحي من اجل دينه واعلاء كلمة الحق فالحسين عليه السلام على ماله من المقام الرفيع والعالي ضحى بنفسه وباهل بيته في سبيله فلا بد لنا نحن الذين نحيي هذه الشعائر من ان نتعلم من الحسين كيف هو الحب لله وماهي درجاته ومراتبه وكيفية التضحية ومتى نضحي ومن نحب ومن نبغض كل هذه الامور تبينها تلك الشعائر ومايذكر فيها من خصال للامام في بيان وتقوية جانب الحب والعشق لله سبحانه وتعالى وبغض اعداءه
10- البعد العاطفي:ان العمل العاطفي عند الشخص عامل مهم ولا يقل شانا عن الجانب التعقلي للانسان فعندما نسمع بالجانب العاطفي والعاطفة نعد هذا الامر سلبيا مع ان العاطفه الموجهه عاطفة مطلوبة فالبكاء مثلا مظهر عاطفي والصراخ ايضا وهو تعبير قوي وواضح ومؤثر لبيان مظلومية ما فمثلا اذا اراد ان يبين شخص لك مظلوميته عبر قوانين وقواعد واقيسة منطقية وشخص اخر اراد ان يبين مظلوميته عبر الدمعة والصرخة فمن المؤثر هل الاول ام الثاني لاشك ان الثاني اكثر تاثيرا نعم العاطفة يجب ان توجه وان لاتصل الى حد الافراط او التفريط فالجانب العطفي في الشعائر الحسينية امر جدا مهم وهو من العوامل التي حفظت لنا الثورة والشعائر الى ان وصلت الى هذا الحجم الذي نراه اليوم فالمجلس الذي فيه تحريك للجانب العاطفي يكون حظوره اكثر بكثير من المجلس الذي تطرح فيه مفاهيم وفلسفيات ودقيات عقليه اذن فالعامل العاطفي عامل مهم يلعب دوره في الشعائر الحسينية وهو من العوامل الواضحة في الشعائر والذي له الاثر الكبير واذا ما قدر واخرج هذاالعامل عن مسار الشعائر الحسينية فستكون كالجسد بدون روح وكاللفظ من دون معنى والحمد لله اولا واخرا
بقلم احمد السعيدي
منقووووول
الشعائر الحسينية وابعادها التكاملية
ان قضية دامت هذا العمر المديد حريا بها ان تقدس فمن يتوهم ان حجم ومدى قضية الحسين (ع) كان الوقت هو العاشر من محرم سنة 60 للهجرة والمكان هو كربلاء فهو متوهم فكل يوم هو عاشوراء وكل ارض كربلاء وهناك ابعاد للقضية الحسينية نريد ان نبينها لنتصور حجم الفائدة من الثورة الحسينية فالثورة هي هي الاصل والمركز وقد انشعبت منها امور كثيرة ومن هذه الامور قضية الشعائر ولا نريد ايضا ان تنكلم عن الشعائر من جميع حيثياتها بل من جانب فوائدها وثمارها اما اشكالها وتلوناتها فلا مجال لذكرها:-
أبعاد الشعائر الحسينية :-
1- البعد الاخلاقي:فمن يتحدث عن الاخلاق فمجال تطبيقها هو مظان الشعائر الحسينية ففي هذا المورد تظهر سلوكيات الشخص من ايثار الاخرين على نفسه في الماكل والماوى والدواء فكم رائينا من اناس هم من الذين يمشون الى الامام الحسين(ع) ويحيون هذه الشعيرة لكن غير مستعد لان يتنازل عن شئ من الطعام الذي يحصل عليه او المكان الذي ينام فيه بل يزاحم الاخرين في الطعام والمكان ويظهر كل انانياته اما غيره فيستثمر هذه الشعيرة بصالحه ويروض نفسه ويحرم نفسه من الماكل الجيد والمكان الجيد فهو يكتسب دروس اخلاقية بصورة عملية وهذا مؤثر لاكمن يقرأ كتاب اخلاقي فلا يكون على المحك اذن فالشعائر الحسينية مظان لاختبار النفس وتهذيبها خصوصا وانك تلتقي بمختلف الطبقات من الناس فسوف تكون الاخلاق والسلوكيات ايضا متفاوته وذات الوان وطبقات وهذه فائدة كبيرة من الشعائر الحسينية وهي تمحيص الجانب الخلقي وتقويمه.
2- البعد السياسي:ان التجمعات المليونية يحسب لها الف حساب فالطغاة مهما تجبروا ولكنهم لايكونوا اقوى ارادة من الجماهير وهذا البعد السياسي لتلك التجمعات يمكن ان يحقق مطالب ومكاسب كبيرة بل ان هناك مراكز ومعاهد تدرس هذه الظاهرة وتاثيرها السياسي بانه كيف لقضية ان تحيى كل هذا العمر مع ان المعهود في كل قضية انها كلما ابتعد عنها الزمن نسيت واهملت فاذا ارادت اي جهة عدوانية ان تسلك سياسة ما اتجاه الجماهير التي تنقاد للشعائر الحسينية فسوف تحسب لها الف حساب ويحاولون بكل مااوتوا من حول وقوة ان يفككوا هذه التجمعات لتمرير مخططهم السياسي في المنطقة ولكن تابى الجماهير بفضل ارشادات ائمتهم ومراجعهم العظام الا ان تستمر هذه الشعائر.
3- البعد الثقافي:ان في موارد الشعائر الحسينية كثيرا مايوجد الكثير من الكراسات والاشرطة المسجلة التي تبث عبر المذياع وارتقاء للمنبر عبر الخطباء ايدهم الله في تثقيف هذه الحشود المتجمعه فهذا يعد موسم قطف الثمار من هذه التجمعات فمن دون التثقيف والوعظ والارشاد سيكون هذا العمل تضييع وهدر لاوقات هذه الحشود المليونية المحترمة فتثقيف هذه الحشود امر واجب على اهل التبليغ وخصوصا رجال الدين فيعلم الشخص ماهي اهداف صاحب الذكرى ليستلهم منه الدروس والعبر ويحاول ان يجسد ذلك في حياته باعتبار ان صاحب الذكرى قددوة له في التاسي بالعمل لامجرد ذكر له في وقت ما فحسب على ان يكون ذلك التثقيف بالشئ المختصر المفيد لافيه افراط ولا تفريط وعلى ان يكون له علاقه بالذكرى لابامور اخرى.
4- البعد الاقتصادي:ان الحشود التي تاتي لتقيم هذه الشعيرة تحتاج الى مورد اقتصادي ضخم ليسد نفقاتها من مطعم ومشرب ومنام وغيرها من الخدمات الاخرى وبدون هذا لايمكن افامة ذلك العمل فنرى في الشعيرة ان هذا الجانب الاقتصادي مكفول لان الجهات الباذلة متعددة فالكل ينفق يرجوا الثواب من دون حث من حكومة او حزب او غيرهما بل هناك هدف مشترك وهو التقرب لله وللامام صاحب الذكرى وهذه من معجزات صاحب الذكرى بان كل من ياتي ويذهب ياكل ويشرب ولايخرج وعنده عوز فالنتعلم كيف نقوم اقتصاد بلداننا من الشعائر الحسينية التي هي درس عملي في بيان كيفية ادارة الخدمات العامة التي يحتاجها الاشخاص فقد يبخل الانسان في بعض الايام ان يقدم مما يملكه للاخرين ولكن باسم الشعائر يقدم ذلك خدمة لتقويم الجانب الاقتصادي والخدمي في هذه الشعيرة.
5- البعد العبادي:ان مظاهر العبادة هي محطات للتزود من الوقود المعنوي والتجمعات تكون اكثر تاثير فقد ورد مايميز العبادة بكل الوانها في الجانب التجمعي فالدعاء بصورة التجمع يكون اقرب للقبول من كون الدعاء عبادة شخصية يقوم بها فرد وكذلك الصلاة جماعة تكون افضل من فرادى وقد ورد بان كل شئ له قدر محظى من الثواب الا صلاة الجماعة فلا يحصي ذلك الثواب احد والشعائر الحسينية فيها تكون العبادة جماعية وحالة العبادة هي الغالبة لان نسبة الموجودين الاكثر هي التقرب لله وللامام في نيل الرضا والشفاعة والقبول فالجانب العبادي يطغى على الشعيرة وهذا بعد حساس اذ الارتباط بصاحب الذكرى كان لاجل تميز صاحب الذكرى عن غيره بهذا البعد العبادي فحتى تنسجم الشعيرة واقامتها مع صاحب الذكرى وتكون مقبولة مشفوعة عنده لابد ان يطغى عليها الجانب العبادي دون الجوانب الاخرى
6- البعد القومي والقبلي:ان في هذه التجمعات ازالة للفوارق الجغرافية والانتماءات الاخرى بان فلان من فلان قبيلة وليس من تلك القبيلة وفلان من هذا البلد وليس من ذاك البلد وفلان اسود وفلان ابيض والى اخره من الفوارق فهذه الامور والطبقيات كلها تزول لانهم يرون انهم يجمعهم هدف واحد فلماذا هذه المحسوبيات للجهات وهذه الطبقيات مع ان هناك جهة واحدة تجمعهم واللطيف ان انصار الامام الحسين عليه السلام كانوا يمثلون هذا الخليط ففيهم الزنجي والتركي والعربي وفيهم الغني والفقير وفيهم الرئيس والمرؤس وفيهم حتى من غير دين الاسلام من النصارى ولكن الذي جمع هولاء هي نقطة الالتقاء وهو الامام عليه السلام ونوره الذي بدد كل هذه الظلمات الفوارقية وجعل الكل يرى بنور واحد اذن فالشعائر مذيبة للفوارق والعنصريات وكثيرا مارأينا اناس متخاصمون ولديهم ثأر وعداء مع الاخرين قد انحلت مشاكلهم بسبب هذه التجمعات وايضا كثير من اهل محافظة او بلد لديهم انطباع سئ عن اهل بلد اخر ولكن عند الالتقاء في مثل هذه التجمعات زالت تلك الامور
7- البعد العقائدي:هناك الكثير من الناس من لاتكون لهم عقيدة كاملة تماما بصاحب الذكرى او من غير مذهب فياتون لتلك الشعيرة ويحصلون على مايريدون وتتكامل بذلك عقائدهم فان في تلك التجمعات اصحاب حوائج ومرضى فعند الاستجابة لهولاء سوف يكون ذلك ارسخ عقيدة للمتجمعين وسبب لهداية بعض الضالين عن منهج صاحب الذكرى وهذا ما شوهد وحصل بالفعل من هداية بعض المنحرفين عقائديا وكان سبب لهدايتهم الى منهج اهل البيت تلك الامور التي جاء بسبب الذكرى لصاحب الشعيرة فالشعيرة من مقومات الجانب العقائدي
8- البعد الارادي:ان الارادة وتقويتها هي السبب الرئيسي في نجاح الشخص بحياته مع نفسه ومع ربه ومع عائلته ومع مجتمعه فمن دون الارادة لايمكن للانسان المضي وتحقيق الاهداف والشعائر الحسينية بما فيها من مشقات من سير على الاقدام وفي اجواء قد تكون غير ملائمة ومن مخاطر الاعداء كلها تجعل الانسان جلدا وقويا على تحمل الالام والمصائب ولايؤثر فيه شئ ولايكون انسان يقع لاجل اقل ابتلاء واختبار بل ان صاحب الذكرى بما قدمه من تضحية وفداء واراده سوف يمده بالارادة ويقوي عزمة ويكون بذلك صلب الارادة وان المجتمع الذي يخلو من الارادة من شأنه ان ينحرف عن سواء الصراط فالذين قاتلوا الحسين عليه السلام كانوا يعلمون من هو الحسين ولكن كانوا ضعيفي الارادة امام الطغاة وامام الدنيا والدنانير والمتع الدنيوية الاخرى اذن العامل الارادي عامل جدا مهم يحصل عليه الشخص من خلال التجمعات الحسينية
9- البعد في المحبة:ان الشعائر الحسينية تعلمنا كيف نحب الله سبحانه ونذوب ونضحي من اجل دينه واعلاء كلمة الحق فالحسين عليه السلام على ماله من المقام الرفيع والعالي ضحى بنفسه وباهل بيته في سبيله فلا بد لنا نحن الذين نحيي هذه الشعائر من ان نتعلم من الحسين كيف هو الحب لله وماهي درجاته ومراتبه وكيفية التضحية ومتى نضحي ومن نحب ومن نبغض كل هذه الامور تبينها تلك الشعائر ومايذكر فيها من خصال للامام في بيان وتقوية جانب الحب والعشق لله سبحانه وتعالى وبغض اعداءه
10- البعد العاطفي:ان العمل العاطفي عند الشخص عامل مهم ولا يقل شانا عن الجانب التعقلي للانسان فعندما نسمع بالجانب العاطفي والعاطفة نعد هذا الامر سلبيا مع ان العاطفه الموجهه عاطفة مطلوبة فالبكاء مثلا مظهر عاطفي والصراخ ايضا وهو تعبير قوي وواضح ومؤثر لبيان مظلومية ما فمثلا اذا اراد ان يبين شخص لك مظلوميته عبر قوانين وقواعد واقيسة منطقية وشخص اخر اراد ان يبين مظلوميته عبر الدمعة والصرخة فمن المؤثر هل الاول ام الثاني لاشك ان الثاني اكثر تاثيرا نعم العاطفة يجب ان توجه وان لاتصل الى حد الافراط او التفريط فالجانب العطفي في الشعائر الحسينية امر جدا مهم وهو من العوامل التي حفظت لنا الثورة والشعائر الى ان وصلت الى هذا الحجم الذي نراه اليوم فالمجلس الذي فيه تحريك للجانب العاطفي يكون حظوره اكثر بكثير من المجلس الذي تطرح فيه مفاهيم وفلسفيات ودقيات عقليه اذن فالعامل العاطفي عامل مهم يلعب دوره في الشعائر الحسينية وهو من العوامل الواضحة في الشعائر والذي له الاثر الكبير واذا ما قدر واخرج هذاالعامل عن مسار الشعائر الحسينية فستكون كالجسد بدون روح وكاللفظ من دون معنى والحمد لله اولا واخرا
بقلم احمد السعيدي
منقووووول