ربيبة الزهـراء
25-12-2010, 02:19 PM
وصل أمس 23 ناجياً... حالتان في المستشفيات الأردنية مازالتا خطيرتين
تشييع الضحايا الثلاث في حادثة الأردن
الوسط - علي الموسوي
http://www.alwasatnews.com/data/2010/3032/images/thumb_loc-1.jpg حالة من الحزن خيّمت على العائدين من الأردن (تصوير:
عقيل الفردان) http://www.alwasatnews.com/images/zoom.png (http://www.alwasatnews.com/data/2010/3032/images/loc-1.jpg)
شيّعت البحرين مساء أمس (الجمعة)، جثامين الضحايا الثلاث الذين لقوا مصارعهم في حادث انقلاب حافلة بحرينية في الأردن، وقع صباح أمس الأول (الخميس)، وأصيب فيه عدد آخر من الركاب بجروح وكسور متفاوتة.
وعمّ الحزن قرية أبوصيبع حيث ووري جثمان فقيدها الشاب محمود علي سلطان (25 عاماً)، كما خيّم الحزن على كرزكان، بتشييع جثمان زوجة الشاب محمود، وفاء جاسم الفردان. كما شيّعت الدراز فقيدتها الشابة بدرية جمعة عبدالحسين (34 عاماً).
ووصل عبر مطار البحرين الدولي عصر أمس، 23 بحرينياً، كدفعة أولية من الناجين من حادث انقلاب الحافلة، وكان في استقبالهم وزير الصحة فيصل الحمر، وعدد من مسئولي الوزارة.
ونُقل جميع المصابين بواسطة حافلة خاصة بوزارة الصحة، إلى مجمع السلمانية الطبي، وتم إجراء الفحوصات الطبية والأشعة لهم،
وأشارت معلومات لـ «الوسط»، إلى أن حالتين من حالات الإصابة المتواجدين في الأردن، مازالتا خطيرتين، إذ تم علاج إحدى المتعرضات لبتر في الأطراف، فيما سيتم بتر يد الحالة الثانية.
ومن المقرر أن تعود دفعة أخرى من الركاب، اليوم (السبت)، وستصل الطائرة إلى مطار البحرين الدولي عند الساعة الثالثة وخمس دقائق عصر اليوم.
وحرص طلبة البحرين في الأردن على مشاركة ركاب الحافلة مصابهم، وتقديم الدعم والمساندة لهم، وتوافد الطلبة على الفندق الذي يتواجد فيه ركاب الحافلة في العاصمة الأردنية عمّان.
وسط الدموع الممزوجة بفرحة عودتهم والحزن على فقد الثلاثة
23 بحرينياً من ركاب حافلة الأردن يعودون للبحرين ودفعة أخرى تصل اليوم
المحرق - علي الموسوي
وصل عند الساعة الثالثة من عصر يوم أمس (الجمعة)، 23 بحرينياً من الناجين من حادث انقلاب الحافلة البحرينية في الأردن، والتي كانت تقل 57 راكباً، 3 منهم لقوا مصرعهم وأصيب آخرون.
كما وصلت على متن الرحلة نفسها، عبر مطار البحرين الدولي، جثث الضحايا الثلاثة في الحادث. ومن المقرر أن تصل اليوم (السبت)، دفعة أخرى من الركاب البحرينيين، عند الساعة الثالثة وخمس دقائق عصراً.
واستقبل أهالي الدفعة الأولى من الناجين، والذين بدت عليهم آثار الجروح والكسور، استقبلوهم بالدموع والصراخ في صالة القدوم بالمطار.
وكان في استقبال الركاب والجثث وزير الصحة فيصل الحمر، الذي عزّى بدوره أهالي الضحايا، وعظّم لهم الأجر بالمصاب الجلل.
ونُقل جميع ركاب الحافلة العائدين، في حافلة خاصة بوزارة الصحة، إلى مجمع السلمانية الطبي، حيث أجريت لهم الفحوصات والأشعة اللازمة، فيما حرصت الوزارة على توفير سيارتي إسعاف أمام بوابة المطار، وتم بواسطتهما نقل امرأة كبيرة في السن. في حين تم نقل طفل إلى المستشفى في سيارة خاصة.
واعتبر وزير الصحة فيصل الحمر، خلال اجتماعه بأهل وذوي المصابين والمتوفين، أن «الحادث الأليم الذي ألم بالحافلة البحرينية بالأردن الشقيق ألمنا وأحزننا كثيراً».
وأضاف الحمر «إننا ملتزمون بعلاج جميع المصابين في الحادث ورعايتهم، تنفيذاً لتوجيهات سمو رئيس الوزراء، والذي يتابع بصفة مستمرة وشخصية تفاصيل الحادث الأليم ويوجه الوزارات المعنية بتقديم كل الدعم والمساعدة».
من جهته بيّن الرئيس التنفيذي لمجمع السلمانية الطبي وليد المانع أن الجثث الثلاث تم تسليمها لأهل المتوفين بناءً على رغبة منهم. وأضاف المانع أن «الفريق الطبي سيقوم بمتابعة المرضى والتأكد من سلامتهم من خلال الفحوصات، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الحالات التي تتطلب علاجاً ورعاية».
وأفاد المانع بأن «العدد المتسلم كان 23 مريضاً، منهم 3 أطفال، و15 امرأة، و5 رجال، وبعد إخضاعهم للفحوصات تبين أن الإصابات كانت مختلفة ما بين كسر في الذارع الأيمن والألم في الظهر وكسر في الأنف وضيق تنفس والآلام في الرقبة والآلام في الصدر»، لافتاً إلى أن «تم استقبالهم في عيادات الطوارئ وتمت إجراءات فحوصات دم وأشعة وتم تسجيلهم كحادث سير، وتم إعطاؤهم الحقن والأدوية».
وذكر المانع أنه «بعد الانتهاء من الفحوصات تم ترخيص 18 مريضاً وتحويل 5 لغرف الملاحظة إلى أن تستقر حالتهم الصحية، وحوّلت سيدة منهم تبلغ من العمر الـ 52 عاماً، بعد إصابته بكسر في الكتف لاختصاصي العظام للتأكد من سلامة ذراعها».
من جانبه قال رئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي محمد أمين العوضي: «إن طاقماً طبياً تم تجهيزه بالسلمانية لاستقبال القادمين، يشمل 3 أطباء و3 ممرضات ومساعدين من مختلف التخصصات الصحية»، مؤكداً أن «هذا الفريق سيتكفل فقط لفحص وتقييم هذه الحالات بحيث لن يؤثر على سير العمل بجميع أقسام المستشفى».
9 مصابين مازالوا في المستشفى
وعن تطورات الركاب الذين مازالوا في الأردن، أكدت المعلومات الواردة لـ «الوسط» أن «9 من المصابين في الحادث مازالوا يرقدون في مستشفى المدينة الطبية، بينهم صاحب الحملة البحرينية التي كانت تقل البحرينيين إلى سورية».
أما عن الحالة الصحية للمصابتين ببتر في الأطراف، فأفادت المعلومات بأن «إحدى المصابتَين تم علاجها، أما الأخرى فسيتم بتر ذراعها»، فيما تشير المعلومات إلى أن «كانت المصابة الثانية تحضن اثنين من الأطفال في الحافلة، من أجل حمايتهما، وهو ما أدى إلى إصابتها ببتر في الأطراف».
ويوجد مع المصابين امرأة سعودية، تعرضت إلى إصابات في الوجه وكسور في أجزاء مختلفة من الجسم. هذا وذهب عدد من أهالي المصابين في الحافلة إلى الأردن، واستضافتهم السفارة البحرينية في الفندق الذي يوجد فيه المصابون حالياً.
وبحسب المعلومات أيضاً، فإن الذين عادوا أمس (الجمعة)، لم تُقطع لهم أي تذاكر، وإنما تكفلت السفارة بكل إجراءات عودتهم، وسيتم التعامل مع بقية المصابين وأهاليهم بالطريقة نفسها.
وسط بكاء وصراخ الحسرة على فراقه
«أبوصيبع» تهيل التراب على فقيدها الشاب محمود سلطان
أبو صيبع - محرر الشئون المحلية
خيّم الحزن والألم على قرية أبوصيبع مساء أمس (الجمعة)، بتشييع فقيدها الشاب والرادود الحسيني محمد علي سلطان (25 عاماً)، الذي لقي مصرعه مع زوجته وامرأة أخرى، في حادث انقلاب حافلة بحرينية في الأردن، كانوا متوجهين فيها إلى سورية، مع إحدى حملات السفر والسياحة.
وشيّعت جموع غفيرة من أهالي أبوصيبع ومناطق أخرى، الفقيد إلى مثواه الأخير، وسط أصوات التهليل الممزوجة بدموع أبيه وأخوته، وأصدقائه وأعزائه.
وخرج موكب التشييع المهيب من مقبرة أبوصيبع، باتجاه المأتم الشمالي في القرية، حيث أدخلت جنازة الشاب إلى المأتم، على اعتبار أنه كان رادوداً حسينياً ودائم الحضور في المأتم.
كما شارك في موكب التشييع صديق الفقيد، الرادود الحسيني صالح الدرازي، الذي نعى الفقيد بصوته.
وعلت صرخات النساء الواقفات في أزقة أبوصيبع وعلى الطريق الذي مشت فيه الجنازة، وبكاؤهن على فقد الشاب محمود.
وبحسب ما يروي صديق الفقيد وجاره فؤاد الصائغ، فإن الفقيد عند سفره ذهب إلى أمه وسلّم عليها وقبل رأسها ويدها، وطلب منها أن تسامحه إن أخطأ في حقّها، فما كان منها إلا أن قالت له تذهب وتعود لنا بالسلامة، فرد عليها «يمكن ما أرجع»، وهو ما جعل قلب الأم مقبوضاً على الكلمة التي قالها ولدها محمود.
وبين نظرة إلى جنازة الشاب محمود، وبين مشيعيه، وعيناه مغرورقتان بالدموع، يقول الصائع: «لا أجد كلمات تعبر عن أخي وصديقي وجاري الفقيد محمود، فلقد كان محباً لأهل البيت (ع)، وخادماً لهم في مصائبهم وأفراحهم».
وبصوت مبحوح متحسر على فقد صديقه، ذكر الصائغ «كنت مع الفقيد قبل يومين من سفره، في الاستوديو الخاص به، كنا نعمل على تسجيل أوبريت لقرية بوري».
ويعيد الصائغ ذاكرته يوماً واحداً فقط، فيتذكر أن «تعودت أن أرى سيارة الشاب محمود متوقفة في الجهة الأمامية من منزلهم، إلا أنني رأيتها يوم أمس الأول (الخميس)، في الجهة الخلفية، فاستفسرت عن سبب توقيفها في غير المكان الذي اعتاد أن يوقف محمود سيارته فيه، وعرفت أنه مسافر، فلقد أوقف سيارته بعيداً عن مكانها المعهود، ويبدو أنه كان يشعر بأن سفره سيكون دائماً، وسنفارقه إلى الأبد».
جموع غفيرة شاركت في التشييع
«الدراز» تشيّع فقيدتها بدرية جمعة إلى مثواها الأخير
الدراز - محرر الشئون المحلية
شيّعت قرية الدراز فقيدتها الشابة بدرية جمعة عبدالحسين علي (34 عاماً)، التي لقيت مصرعها في حادث انقلاب حافلة بحرينية في الأردن، كانت متجهة إلى سورية.
وشارك في موكب التشييع جموع من أهالي الدراز والبلاد القديم، إذ إن الفقيدة من البلاد القديم، وزوجها من الدراز.
وساد الحزن الدراز، فيما توافد الأهالي وعدد من أهالي المناطق الأخرى، لتقديم العزاء والمواساة لأهالي الفقيدة وذويها.
وبحسب معلومات واردة، فإن والدة الفقيدة كانت معها في الحافلة، إلا أنها لم تعرف بنبأ وفاة ابنتها، وعادت أمس (الجمعة)، ضمن المجموعة التي عادت عبر مطار البحرين الدولي.
ولدى الفقيدة ولَدان، أحمد (9 أعوام)، ومحمد (5 أعوام). وهما كذلك، لم يعرفا بنبأ وفاة أمهما، إلا أن أحمد شعر بوجود فاجعة عندما رأى بكاء أبيه وأعمامه وعماته.
وكانت الفقيدة كثيرة السفر إلى العمرة وسورية، وآخر مرة زارت فيها سورية كانت في شهر يوليو/ تموز الماضي العام 2010.
ويقول ابن عمها حسين إن الفقيدة كانت ربة منزل، ومحبوبة بين أهلها وجيرانها.
لم أفقد الوعي فهممت بإخراج الركاب من الحافلة... العائد يوسف جاسم:
الفقيد محمود وزوجته كانا يجلسان معاً في المقعد الرابع في الحافلة
روى العائد والناجي من حادث انقلاب الحافلة البحرينية في الأردن يوسف جاسم يوسف، بعض تفاصيل الحادث، فقال «كنت نائماً قبل وقوع الحادث، وعندما استيقظت كنت أقرأ في جهاز قياس المسافات الـ «جي بي إس»، فرأيت أن المتبقي على وصولنا إلى حدود الأردن وسورية تقريباً 148 كيلومتراً، بعدها وفجأة انقلبت بنا الحافلة، عندما حاول السائق تفادي شاحنة كبيرة كانت قادمة وجهاً لوجه».
وبيّن يوسف وآثار الجروح تظهر على الجهة اليمنى من جبينه وأنفه وخده، «لم يغم عليّ، فهممت بإخراج الركاب والأطفال من الحافلة، باستثناء رجل مسن، لم أتمكن من إخراج».
«لقد نجا سائق الحافلة بأعجوبة، لأنه قفز من النافذة الأمامية للحافلة»، هذا ما قاله يوسف جاسم، مؤكداً أنه «على رغم أن هناك أطفالاً في الحافلة، إلا أنهم لم يصابوا بقدر ما أصيب بقية الركاب من الرجال والنساء».
وبسؤاله عن الفقيد الرادود محمود علي سلطان وزوجته، أوضح يوسف «كان الفقيد مع زوجته يجلسان معاً على الكرسي الرابع في الحافلة، وطوال الرحلة كانت تظهر عليه سمات الشاب الخلوق والمثقف، وقد كنت معه عندما أنهينا إجراءات ختم الجوازات عند دخولنا الأردن، وذهبت معه إلى دورة المياه، وبعدها رحل عن الدنيا مع زوجته».
وبلهجة الشخص الذي كُتب له عمر جديد، قال يوسف جاسم «الأعمار بيد الله، وقد كُتب لنا عمر جديد، وندعو لأهالي الضحايا بالصبر والسلوان على هذا المصاب».
طلبة البحرين في الأردن يواسون ركاب الحافلة ويقدمون لهم الدعم
الأردن - هاني الفردان
في لفتة وإشارة إنسانية، حرص طلبة البحرين في الأردن على مشاركة ركاب الحافلة التي تعرضت إلى انقلاب في مدينة الزرقاء هناك، وتقديم الدعم والمساندة لهم.
وتوافد الطلبة على الفندق الذي يقطن فيه الركاب الناجون من الحادث في العاصمة الأردنية (عمّان)، كما ذهبوا إلى مستشفى المدينة الطبية، حيث يرقد 9 من الركاب الذين أصيبوا في الحادث.
كما حرصوا على البقاء في الفندق، وتم تخصيص غرفة خاصة لهم.
واعتبر الطلبة أن وجودهم مع إخوانهم البحرينيين والأهالي، واجب عليهم، ولابد أن يقفوا بجانب الأهالي والمصابين. وقالت إحدى الطالبات وهي زينب السيد في حديث لـ «الوسط»: «لقد سمعنا بنبأ الحادث، وعلى الفور جئنا إلى الفندق الذي يوجد فيها الأهالي البحرينيون». وأضافت «جئنا نشارك البحرينيين ونحمد الله على سلامتهم، ونرى ما إذا كانوا بحاجة إلى أي دعم أو مساعدة». وذكرت طالبة أخرى وهي بتول صليل أن «إحدى المصابات تقرب لطالبة بحرينية معنا في سكن الطلاب في منطقة الجْبيهة الأردنية، وجئنا لنقدم لهم الدعم النفسي، ونهوّن عليهم الحادثة التي تعرضوا لها».
أول العائدين من الأردن الحاج علي عيسى:
تمنيت لو أنني مُت مع الضحايا الثلاثة
«تمنيت لو أنني مُت مع الذين ماتوا في حادث انقلاب الحافلة، لأنهم شهداء»، بهذه العبارة بدأ أول العائدين والناجين من حادث انقلاب الحافلة البحرينية في الأردن، الحاج علي عيسى.
كانت الدهشة والترقب واضحَين على وجوه أهله، (زوجته وبناته وزوج أخته)، وما إن أطل من باب الخروج من قاعة وصول المسافرين، حتى همّوا إلى الحاج علي عيسى، وسلموا عليه وقبلوه بالدموع. وسط أسئلة كثيرة كانت تخرج من أفواه أهالي بقية العائدين في الرحلة، فهذا يسأل عن عمته، وذاك يسأل عن أخته.
وسرعان ما عاد الحاج علي عيسى إلى داخل صالة قدِم منها، وكانت آثار الجروح والتعب ظاهرة بشكل واضح على وجهه، وهو يرتدي الثوب الرصاصية والـ «جاكيت» الأبيض، فيما تبدو الغترة الحمراء تغطي رقبته.
الحاج حسن علي عبدالشهيد:
انقلبت الحافلة فأغمي عليَّ ولم أعرف ما حدث بعد ذلك
ذكر العائد والناجي من حادث انقلاب الحافلة البحرينية في الأردن الحاج حسن علي عبدالشهيد، أن «الحادث وقع بعد أن جاءت شاحنة كبيرة في وجه الحافلة التي كانت تقلنا إلى سورية، فما كان من سائق الحافلة إلا أن ابتعد عن الشارع قليلاً، وانقلبت الحافلة فجأة». وقال في لحظة وصوله إلى مطار البحرين الدولي مع مجموعة أخرى من الركاب الناجين من الحادث، إنه «بعد أن وقع الحادث أغمي عليَّ، ولم أعرف ماذا حدث بعد ذلك، ولم أستعد وعيي إلا في المستشفى».
تشييع الضحايا الثلاث في حادثة الأردن
الوسط - علي الموسوي
http://www.alwasatnews.com/data/2010/3032/images/thumb_loc-1.jpg حالة من الحزن خيّمت على العائدين من الأردن (تصوير:
عقيل الفردان) http://www.alwasatnews.com/images/zoom.png (http://www.alwasatnews.com/data/2010/3032/images/loc-1.jpg)
شيّعت البحرين مساء أمس (الجمعة)، جثامين الضحايا الثلاث الذين لقوا مصارعهم في حادث انقلاب حافلة بحرينية في الأردن، وقع صباح أمس الأول (الخميس)، وأصيب فيه عدد آخر من الركاب بجروح وكسور متفاوتة.
وعمّ الحزن قرية أبوصيبع حيث ووري جثمان فقيدها الشاب محمود علي سلطان (25 عاماً)، كما خيّم الحزن على كرزكان، بتشييع جثمان زوجة الشاب محمود، وفاء جاسم الفردان. كما شيّعت الدراز فقيدتها الشابة بدرية جمعة عبدالحسين (34 عاماً).
ووصل عبر مطار البحرين الدولي عصر أمس، 23 بحرينياً، كدفعة أولية من الناجين من حادث انقلاب الحافلة، وكان في استقبالهم وزير الصحة فيصل الحمر، وعدد من مسئولي الوزارة.
ونُقل جميع المصابين بواسطة حافلة خاصة بوزارة الصحة، إلى مجمع السلمانية الطبي، وتم إجراء الفحوصات الطبية والأشعة لهم،
وأشارت معلومات لـ «الوسط»، إلى أن حالتين من حالات الإصابة المتواجدين في الأردن، مازالتا خطيرتين، إذ تم علاج إحدى المتعرضات لبتر في الأطراف، فيما سيتم بتر يد الحالة الثانية.
ومن المقرر أن تعود دفعة أخرى من الركاب، اليوم (السبت)، وستصل الطائرة إلى مطار البحرين الدولي عند الساعة الثالثة وخمس دقائق عصر اليوم.
وحرص طلبة البحرين في الأردن على مشاركة ركاب الحافلة مصابهم، وتقديم الدعم والمساندة لهم، وتوافد الطلبة على الفندق الذي يتواجد فيه ركاب الحافلة في العاصمة الأردنية عمّان.
وسط الدموع الممزوجة بفرحة عودتهم والحزن على فقد الثلاثة
23 بحرينياً من ركاب حافلة الأردن يعودون للبحرين ودفعة أخرى تصل اليوم
المحرق - علي الموسوي
وصل عند الساعة الثالثة من عصر يوم أمس (الجمعة)، 23 بحرينياً من الناجين من حادث انقلاب الحافلة البحرينية في الأردن، والتي كانت تقل 57 راكباً، 3 منهم لقوا مصرعهم وأصيب آخرون.
كما وصلت على متن الرحلة نفسها، عبر مطار البحرين الدولي، جثث الضحايا الثلاثة في الحادث. ومن المقرر أن تصل اليوم (السبت)، دفعة أخرى من الركاب البحرينيين، عند الساعة الثالثة وخمس دقائق عصراً.
واستقبل أهالي الدفعة الأولى من الناجين، والذين بدت عليهم آثار الجروح والكسور، استقبلوهم بالدموع والصراخ في صالة القدوم بالمطار.
وكان في استقبال الركاب والجثث وزير الصحة فيصل الحمر، الذي عزّى بدوره أهالي الضحايا، وعظّم لهم الأجر بالمصاب الجلل.
ونُقل جميع ركاب الحافلة العائدين، في حافلة خاصة بوزارة الصحة، إلى مجمع السلمانية الطبي، حيث أجريت لهم الفحوصات والأشعة اللازمة، فيما حرصت الوزارة على توفير سيارتي إسعاف أمام بوابة المطار، وتم بواسطتهما نقل امرأة كبيرة في السن. في حين تم نقل طفل إلى المستشفى في سيارة خاصة.
واعتبر وزير الصحة فيصل الحمر، خلال اجتماعه بأهل وذوي المصابين والمتوفين، أن «الحادث الأليم الذي ألم بالحافلة البحرينية بالأردن الشقيق ألمنا وأحزننا كثيراً».
وأضاف الحمر «إننا ملتزمون بعلاج جميع المصابين في الحادث ورعايتهم، تنفيذاً لتوجيهات سمو رئيس الوزراء، والذي يتابع بصفة مستمرة وشخصية تفاصيل الحادث الأليم ويوجه الوزارات المعنية بتقديم كل الدعم والمساعدة».
من جهته بيّن الرئيس التنفيذي لمجمع السلمانية الطبي وليد المانع أن الجثث الثلاث تم تسليمها لأهل المتوفين بناءً على رغبة منهم. وأضاف المانع أن «الفريق الطبي سيقوم بمتابعة المرضى والتأكد من سلامتهم من خلال الفحوصات، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن الحالات التي تتطلب علاجاً ورعاية».
وأفاد المانع بأن «العدد المتسلم كان 23 مريضاً، منهم 3 أطفال، و15 امرأة، و5 رجال، وبعد إخضاعهم للفحوصات تبين أن الإصابات كانت مختلفة ما بين كسر في الذارع الأيمن والألم في الظهر وكسر في الأنف وضيق تنفس والآلام في الرقبة والآلام في الصدر»، لافتاً إلى أن «تم استقبالهم في عيادات الطوارئ وتمت إجراءات فحوصات دم وأشعة وتم تسجيلهم كحادث سير، وتم إعطاؤهم الحقن والأدوية».
وذكر المانع أنه «بعد الانتهاء من الفحوصات تم ترخيص 18 مريضاً وتحويل 5 لغرف الملاحظة إلى أن تستقر حالتهم الصحية، وحوّلت سيدة منهم تبلغ من العمر الـ 52 عاماً، بعد إصابته بكسر في الكتف لاختصاصي العظام للتأكد من سلامة ذراعها».
من جانبه قال رئيس الأطباء بمجمع السلمانية الطبي محمد أمين العوضي: «إن طاقماً طبياً تم تجهيزه بالسلمانية لاستقبال القادمين، يشمل 3 أطباء و3 ممرضات ومساعدين من مختلف التخصصات الصحية»، مؤكداً أن «هذا الفريق سيتكفل فقط لفحص وتقييم هذه الحالات بحيث لن يؤثر على سير العمل بجميع أقسام المستشفى».
9 مصابين مازالوا في المستشفى
وعن تطورات الركاب الذين مازالوا في الأردن، أكدت المعلومات الواردة لـ «الوسط» أن «9 من المصابين في الحادث مازالوا يرقدون في مستشفى المدينة الطبية، بينهم صاحب الحملة البحرينية التي كانت تقل البحرينيين إلى سورية».
أما عن الحالة الصحية للمصابتين ببتر في الأطراف، فأفادت المعلومات بأن «إحدى المصابتَين تم علاجها، أما الأخرى فسيتم بتر ذراعها»، فيما تشير المعلومات إلى أن «كانت المصابة الثانية تحضن اثنين من الأطفال في الحافلة، من أجل حمايتهما، وهو ما أدى إلى إصابتها ببتر في الأطراف».
ويوجد مع المصابين امرأة سعودية، تعرضت إلى إصابات في الوجه وكسور في أجزاء مختلفة من الجسم. هذا وذهب عدد من أهالي المصابين في الحافلة إلى الأردن، واستضافتهم السفارة البحرينية في الفندق الذي يوجد فيه المصابون حالياً.
وبحسب المعلومات أيضاً، فإن الذين عادوا أمس (الجمعة)، لم تُقطع لهم أي تذاكر، وإنما تكفلت السفارة بكل إجراءات عودتهم، وسيتم التعامل مع بقية المصابين وأهاليهم بالطريقة نفسها.
وسط بكاء وصراخ الحسرة على فراقه
«أبوصيبع» تهيل التراب على فقيدها الشاب محمود سلطان
أبو صيبع - محرر الشئون المحلية
خيّم الحزن والألم على قرية أبوصيبع مساء أمس (الجمعة)، بتشييع فقيدها الشاب والرادود الحسيني محمد علي سلطان (25 عاماً)، الذي لقي مصرعه مع زوجته وامرأة أخرى، في حادث انقلاب حافلة بحرينية في الأردن، كانوا متوجهين فيها إلى سورية، مع إحدى حملات السفر والسياحة.
وشيّعت جموع غفيرة من أهالي أبوصيبع ومناطق أخرى، الفقيد إلى مثواه الأخير، وسط أصوات التهليل الممزوجة بدموع أبيه وأخوته، وأصدقائه وأعزائه.
وخرج موكب التشييع المهيب من مقبرة أبوصيبع، باتجاه المأتم الشمالي في القرية، حيث أدخلت جنازة الشاب إلى المأتم، على اعتبار أنه كان رادوداً حسينياً ودائم الحضور في المأتم.
كما شارك في موكب التشييع صديق الفقيد، الرادود الحسيني صالح الدرازي، الذي نعى الفقيد بصوته.
وعلت صرخات النساء الواقفات في أزقة أبوصيبع وعلى الطريق الذي مشت فيه الجنازة، وبكاؤهن على فقد الشاب محمود.
وبحسب ما يروي صديق الفقيد وجاره فؤاد الصائغ، فإن الفقيد عند سفره ذهب إلى أمه وسلّم عليها وقبل رأسها ويدها، وطلب منها أن تسامحه إن أخطأ في حقّها، فما كان منها إلا أن قالت له تذهب وتعود لنا بالسلامة، فرد عليها «يمكن ما أرجع»، وهو ما جعل قلب الأم مقبوضاً على الكلمة التي قالها ولدها محمود.
وبين نظرة إلى جنازة الشاب محمود، وبين مشيعيه، وعيناه مغرورقتان بالدموع، يقول الصائع: «لا أجد كلمات تعبر عن أخي وصديقي وجاري الفقيد محمود، فلقد كان محباً لأهل البيت (ع)، وخادماً لهم في مصائبهم وأفراحهم».
وبصوت مبحوح متحسر على فقد صديقه، ذكر الصائغ «كنت مع الفقيد قبل يومين من سفره، في الاستوديو الخاص به، كنا نعمل على تسجيل أوبريت لقرية بوري».
ويعيد الصائغ ذاكرته يوماً واحداً فقط، فيتذكر أن «تعودت أن أرى سيارة الشاب محمود متوقفة في الجهة الأمامية من منزلهم، إلا أنني رأيتها يوم أمس الأول (الخميس)، في الجهة الخلفية، فاستفسرت عن سبب توقيفها في غير المكان الذي اعتاد أن يوقف محمود سيارته فيه، وعرفت أنه مسافر، فلقد أوقف سيارته بعيداً عن مكانها المعهود، ويبدو أنه كان يشعر بأن سفره سيكون دائماً، وسنفارقه إلى الأبد».
جموع غفيرة شاركت في التشييع
«الدراز» تشيّع فقيدتها بدرية جمعة إلى مثواها الأخير
الدراز - محرر الشئون المحلية
شيّعت قرية الدراز فقيدتها الشابة بدرية جمعة عبدالحسين علي (34 عاماً)، التي لقيت مصرعها في حادث انقلاب حافلة بحرينية في الأردن، كانت متجهة إلى سورية.
وشارك في موكب التشييع جموع من أهالي الدراز والبلاد القديم، إذ إن الفقيدة من البلاد القديم، وزوجها من الدراز.
وساد الحزن الدراز، فيما توافد الأهالي وعدد من أهالي المناطق الأخرى، لتقديم العزاء والمواساة لأهالي الفقيدة وذويها.
وبحسب معلومات واردة، فإن والدة الفقيدة كانت معها في الحافلة، إلا أنها لم تعرف بنبأ وفاة ابنتها، وعادت أمس (الجمعة)، ضمن المجموعة التي عادت عبر مطار البحرين الدولي.
ولدى الفقيدة ولَدان، أحمد (9 أعوام)، ومحمد (5 أعوام). وهما كذلك، لم يعرفا بنبأ وفاة أمهما، إلا أن أحمد شعر بوجود فاجعة عندما رأى بكاء أبيه وأعمامه وعماته.
وكانت الفقيدة كثيرة السفر إلى العمرة وسورية، وآخر مرة زارت فيها سورية كانت في شهر يوليو/ تموز الماضي العام 2010.
ويقول ابن عمها حسين إن الفقيدة كانت ربة منزل، ومحبوبة بين أهلها وجيرانها.
لم أفقد الوعي فهممت بإخراج الركاب من الحافلة... العائد يوسف جاسم:
الفقيد محمود وزوجته كانا يجلسان معاً في المقعد الرابع في الحافلة
روى العائد والناجي من حادث انقلاب الحافلة البحرينية في الأردن يوسف جاسم يوسف، بعض تفاصيل الحادث، فقال «كنت نائماً قبل وقوع الحادث، وعندما استيقظت كنت أقرأ في جهاز قياس المسافات الـ «جي بي إس»، فرأيت أن المتبقي على وصولنا إلى حدود الأردن وسورية تقريباً 148 كيلومتراً، بعدها وفجأة انقلبت بنا الحافلة، عندما حاول السائق تفادي شاحنة كبيرة كانت قادمة وجهاً لوجه».
وبيّن يوسف وآثار الجروح تظهر على الجهة اليمنى من جبينه وأنفه وخده، «لم يغم عليّ، فهممت بإخراج الركاب والأطفال من الحافلة، باستثناء رجل مسن، لم أتمكن من إخراج».
«لقد نجا سائق الحافلة بأعجوبة، لأنه قفز من النافذة الأمامية للحافلة»، هذا ما قاله يوسف جاسم، مؤكداً أنه «على رغم أن هناك أطفالاً في الحافلة، إلا أنهم لم يصابوا بقدر ما أصيب بقية الركاب من الرجال والنساء».
وبسؤاله عن الفقيد الرادود محمود علي سلطان وزوجته، أوضح يوسف «كان الفقيد مع زوجته يجلسان معاً على الكرسي الرابع في الحافلة، وطوال الرحلة كانت تظهر عليه سمات الشاب الخلوق والمثقف، وقد كنت معه عندما أنهينا إجراءات ختم الجوازات عند دخولنا الأردن، وذهبت معه إلى دورة المياه، وبعدها رحل عن الدنيا مع زوجته».
وبلهجة الشخص الذي كُتب له عمر جديد، قال يوسف جاسم «الأعمار بيد الله، وقد كُتب لنا عمر جديد، وندعو لأهالي الضحايا بالصبر والسلوان على هذا المصاب».
طلبة البحرين في الأردن يواسون ركاب الحافلة ويقدمون لهم الدعم
الأردن - هاني الفردان
في لفتة وإشارة إنسانية، حرص طلبة البحرين في الأردن على مشاركة ركاب الحافلة التي تعرضت إلى انقلاب في مدينة الزرقاء هناك، وتقديم الدعم والمساندة لهم.
وتوافد الطلبة على الفندق الذي يقطن فيه الركاب الناجون من الحادث في العاصمة الأردنية (عمّان)، كما ذهبوا إلى مستشفى المدينة الطبية، حيث يرقد 9 من الركاب الذين أصيبوا في الحادث.
كما حرصوا على البقاء في الفندق، وتم تخصيص غرفة خاصة لهم.
واعتبر الطلبة أن وجودهم مع إخوانهم البحرينيين والأهالي، واجب عليهم، ولابد أن يقفوا بجانب الأهالي والمصابين. وقالت إحدى الطالبات وهي زينب السيد في حديث لـ «الوسط»: «لقد سمعنا بنبأ الحادث، وعلى الفور جئنا إلى الفندق الذي يوجد فيها الأهالي البحرينيون». وأضافت «جئنا نشارك البحرينيين ونحمد الله على سلامتهم، ونرى ما إذا كانوا بحاجة إلى أي دعم أو مساعدة». وذكرت طالبة أخرى وهي بتول صليل أن «إحدى المصابات تقرب لطالبة بحرينية معنا في سكن الطلاب في منطقة الجْبيهة الأردنية، وجئنا لنقدم لهم الدعم النفسي، ونهوّن عليهم الحادثة التي تعرضوا لها».
أول العائدين من الأردن الحاج علي عيسى:
تمنيت لو أنني مُت مع الضحايا الثلاثة
«تمنيت لو أنني مُت مع الذين ماتوا في حادث انقلاب الحافلة، لأنهم شهداء»، بهذه العبارة بدأ أول العائدين والناجين من حادث انقلاب الحافلة البحرينية في الأردن، الحاج علي عيسى.
كانت الدهشة والترقب واضحَين على وجوه أهله، (زوجته وبناته وزوج أخته)، وما إن أطل من باب الخروج من قاعة وصول المسافرين، حتى همّوا إلى الحاج علي عيسى، وسلموا عليه وقبلوه بالدموع. وسط أسئلة كثيرة كانت تخرج من أفواه أهالي بقية العائدين في الرحلة، فهذا يسأل عن عمته، وذاك يسأل عن أخته.
وسرعان ما عاد الحاج علي عيسى إلى داخل صالة قدِم منها، وكانت آثار الجروح والتعب ظاهرة بشكل واضح على وجهه، وهو يرتدي الثوب الرصاصية والـ «جاكيت» الأبيض، فيما تبدو الغترة الحمراء تغطي رقبته.
الحاج حسن علي عبدالشهيد:
انقلبت الحافلة فأغمي عليَّ ولم أعرف ما حدث بعد ذلك
ذكر العائد والناجي من حادث انقلاب الحافلة البحرينية في الأردن الحاج حسن علي عبدالشهيد، أن «الحادث وقع بعد أن جاءت شاحنة كبيرة في وجه الحافلة التي كانت تقلنا إلى سورية، فما كان من سائق الحافلة إلا أن ابتعد عن الشارع قليلاً، وانقلبت الحافلة فجأة». وقال في لحظة وصوله إلى مطار البحرين الدولي مع مجموعة أخرى من الركاب الناجين من الحادث، إنه «بعد أن وقع الحادث أغمي عليَّ، ولم أعرف ماذا حدث بعد ذلك، ولم أستعد وعيي إلا في المستشفى».