ابو فاطمة العذاري
03-01-2011, 10:36 PM
كَان ابُو سُفْيَان وَابِنَأَئِه عَزَمُوا وخَاصَّة فِي عَهْد الْخَلِيفَة عُثْمَان الَّذِي كَان هُو أَهَم مُؤَسِّس لِلْوُجُوْد الْأُمَوِي عَلَى ان يَحْصُل غِلْمَان أُمَيَّه عَلَى حَد تَعْبِيْرُهُم عَلَى هَذَا الْمَلِك الْعَظِيْم لِان نُضْرَه هَؤُلَاء الضَّيِّقَة الْمَحْصُوْرَة لَا تَتَطَلَّع الَى عَالَم الْنُّبُوَّة وَعَالِم الْدِّيْن 0
كَان هَؤُلَاء يَعْتَبِرُوْن الْخِلَافَة مُلْكَا لِذَا قَال مُعَاوِيَة اوَّل خَلِيْفَة أُمَوِي لَمَّا صَالَح الْحَسَن وَتُسَلِّم الْأَمْر بَعْدِه ((رَضِيْنَا بِهَا مَلِكا )) نَرَى انّه قَد كَان بَنُو أَبُو سُفْيَان يَطْمَحُون الَى ان يُشَيِّدُوا دَعَائِم مُلْكِهِم وَيُدُوسُوا الْمَثَل الْعُلْيَا حَتَّى يُشَيِّدُوا أَكْثَر مَا يُمْكِن مِن مُلْكِهِم وَعَرَفْنَا كَيْف سَحَق مُعَاوِيَة عَلَى الْجَمَاجِم و أُوْغِل بِالْدَّم حَتَّى يُطْفِئ كُل نُوْر يُسَلِّط الْضَّوْء عَلَيْه وَعَلَى قُبْحُه.
وَقَتَل وَقُتِل ثُم قُتِل لَقَد كَانَت الْمَسْأَلَة بنَّضّر بَنِي أُمَيَّه قَضَيَّه إِمْبِرَاطْوريّه وَقَضَيَّه مُلْك لَا قَضَيَّه خِلَافِه وَتَمْثِيْل لِرَسُوْل الْلَّه لِذَلِك تَمَخَّض كُل ذَلِك وَأَدَّى الَى ان يُعَيِّن مُعَاوِيَة ابْنَه يَزِيْد الَّذِي لَا يَلِيْق ان يَحْتَل ذَلِك الْمَنْصِب الْدِّيْنِي أَبَدا .
الْجَانِب الْثَّانِي كَان يُمَثِّلُه الْنَّبِي (ص) وَعَلِي وَالْحَسَن حَيْث ان الْنَّبِي وَالائِمَّه لَا يَمْثُلُون الْمَلِك الْدُّنْيَوِي بَل هُم أَكْفَاء الْخِلَافَة الْنَّبَوِيَّة أَلْحَقَه اذ لَا يَهُم الْحَسَن مَثَلا ان يَجْلِس عَلَى عَرْش الْشَّام اذَا مَا اتَّخَذ خَطْوَه تَحْفَظ الْدِّيْن (الْصُّلْح) لِذَلِك كَان هَؤُلَاء يُمَثِّلُون الْنَّبِي بِكُل خَطْوَه
هَكَذَا صَار صِرَاع بَيْن كُتْلَتَيْن احَدُهُمَا تُمَثِّل الْمَلِك وَالاخْرَى تُمَثِّل الْدُّنْيَا وَمَن الْعَجْائب ان تَكُوْن كَالْتَّالِي 0
ابِي سُفْيَان بِكُفْرِه الْنَّبِي بِالْنُّبُوَّه
مُعَاوِيَة بْن ابِي سُفْيَان بِفِسْقِه عَلَي الْقِتَال – الْحَسَن الْصُّلْح
يَزِيْد بْن مُعَاوِيَه بِفِسْقـــــــــه الْحُسَيْن بِالْجِهَاد وَالْقِتَال
وَتَحْت هَذَا الْسَّقْف عُقِدَت بَيْعِه مُعَاوِيَه وَعَقْدُه بَيْعِه يَزِيْد وَبَايَع الْأَمْصَار كُلُّهُم سِوَى الْمَدِيْنَة (( الْأَمْصَار الْمَقْصُوْد لَا الْمُسْلِمِيْن إِنَّمَا الْمَقْصُوْد هُنَا الْوُلَاة وَطَبْعا هُم أَدَوَات بِيَد الْأُمَوِيِّين )) 0
لَقَد شَمَّر مُعَاوِيَه عَن سَاعِدَيْه فِي الْسَّاحَه الاسْلَامِيِّه وَاتَّخَذ بِمَا يَمْلِكُه مِن مَكْر وَنِفَاق الْعَدِيْد مِن اسَالِيب لِتَدْمِير الْامَّة وَمِنْهَا :
1- ((قُتِل وَارُهَاب وَسَلَب الْحُقُوْق وَسُجِن )) :
اتَّخَذ مُعَاوِيَة أُسْلُوبَا فِي غَايَة مِن الْبُعْد عَن الْإِسْلَام وَغَايَة مِن الْقُرْب الَى الْجَاهِلِيَّة الْكَافِرَة بَعْد صُلْح الْحَسَن ( ع ) فِي قَتْل كُل شِيْعِي وَإِعْلَان بَرَّأْتَه فِي مَن يَرْوِي فَضِيْلَة مِن فَضَائِل عَلِي (ع) وَال بَيْتِه (ع) وَكَذَلِك مَارَس الْقَتْل الْعَنِيْف تَحْت كُل حَجَر وَمَدَر عَلَى حَد تَعْبِيْر الْرِّوَايَة فَمَا حَجَر بْن عَدِي وَأَصْحَابِه الْمَقْتُوْلِيْن فِي مَرْج عَذْرَاء فِي سُوْرِيَا الَا مِثَال لِذَلِك .
وَحَجَر (رَض) عِبَارَة عَن عَابِد زَاهِد عَالَم لَه فَضَائِل عَدِيْدَة وَقَد أَثْنَى عَلَيْه عُلَمَاء الْسُّنَّة وَالْشِّيْعَة حَتَّى اعْتَقَد بَعْض أَخْوَانَنَا الْسُّنَّة ان مُعَاوِيَة حَاكِم غَيْر إِسْلَامِي بَعْد قَتْلِه حَجَر بِالذَّات .
وَقُتِل عُمَر بْن حُمْق الْخُزَاعِي الْصِّحَابِي الْجَلِيْل الْمَعْرُوْف بِوَرَعِه وَتَقْوَاه وَكَذَلِك سُجِنَت زَوْجَتِه .
وَكَذَلِك قَتْل رُشَيْد الْهَجَرِي
وَقَام مُعَاوِيَة بِسِلْسُلَّه جَرَائِم فِي سِجْنِه لِكَثِيْر مِن الْنَّاس وَعَبَر مُعَاوِيَة عَن انَّه امْتِدَاد طَبِيْعِي لِعُثْمَان بْن عَفَّان فِي سِيَاسَة ( الْسَّرِقَة وَالْتَّفْرِقَة ) لَأَمْوَال الْشَّعْب حَيْث مَنَع أَهْل الْعِرَاق - الْشِّيْعَة - مِن الْعَطَاء وَأَكْثَر عَطَائِه لِأَهْل الْشَّام وَزَاد فِيْه و وَصَل الْأَمْر الَى ان يَهَب مِصْر بِمَا فِيْهَا لِعُمَر بْن الْعَاص وَكَذَلِك صُعُوْد سَعِيْد بْن الْعَاص وَالِي عُثْمَان عَلَى مِنْبَر الْكُوْفَة قَائِلا (( الْسَّوَاد بُسْتَان لَنَا )) يَعْنِي كُل الْعِرَاق بُسْتَان لِعُثْمَان وَبَنِي أُمَيَّه و بِذَلِك جَسَد مُعَاوِيَة مَبْدَأ الْخَلِيْفَة عُثْمَان تَجْسِيْدَا أَوْسَع فَجَوَع شَيْعَه عَلَي وَاتَّخَم شَيْعَه عُثْمَان وَمُرْتَزِقَة بَنِي أُمَيَّه وَكَان يَهَب الْعَطَاء بِأَشْكَال لَا مِثَيِل لَهَا لِلْنَّاس الَّذِيْن يَجِد مَصْلَحَتِه عِنْدَهُم كَمَا بَعَث مْلْيُوْن لِعُبَيْد الْلَّه بْن عَبَّاس لِيَغْدُر بِالْحَسَن .
كَذَلِك مَلَأَت الْسُّجُون وَالْمَطَامِير فِي الْكُوْفَة بِعَهْد مُعَاوِيَة فِي أَوْسَع نِطَاق رُغْم ان مُعَاوِيَة كَان بِدَهَاء وَمَكَر لَا يَنْفُذ أَي جَرِيْمَة بِيَدِه إِنَّمَا يَضَع عُمَّال فِي الْبُلْدَان وَيَمُدُّهُم بِمَا يُرِيْدُوْن وَهُم مِن يَقُوْمُوْن بِقَتْل مَن يُرِيْد خَاصَّة فِي الْعِرَاق فِي وَلَايَتِي ( الْبَصْرَة سَمَرَه بْن جُنْدُب , الْكُوْفَة زِيَاد ) وَهَؤُلَاء أَبْدَعُوا بِأَوْسَع نِطَاق فِي شَن الْحَمَّلات الْعَسْكَرِيَّة الْهَائِجَة الْعَشْوَاء فِي الْقَتْل لِكُل شَيْعَه عَلَي حَتَّى مُدَّت يَدِهِم الْبَاغِيَة لِلْشُّيُوخ وَالْأَطْفَال وَصَارَت الْمَجَازِر الْجَمَاعِيَّة شَيْئا طَبِيْعِيا وَمَا مَوْقِفِه لَمَّا اسْتَبَاح الْحِجَار وَقَتَل طِفْلِي عُبَيْد الْلَّه بْن عَبَّاس ذَبْحَا وَرَمَا رَأْسَهُمَا بِحَجَر أُمِّهِمَا الَا صُوْرَه بَشِعَة فِي الْتَّنْكِيْل الْسَّافِر حَتَّى بَدَأ الْنَّاس يَقْتُلُوْن عَلَى الضِّنّه وَالْتَهِمْه.
أَمَّا جَو الْشَّام فَمُعَاوِيَة مُكِّن لَه الْأَمْن وَالْسَّلَم فَصَار مُعَاوِيَة يُكْثِر الْإِرْهَاب هُنَا وَيَزِيْد الْرَّاحَة هُنَاك 0
******************
2 - الْأُسْلُوب الْثَّانِي الَّذِي اتَّخَذَه مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان هُو أُسْلُوْب الْغِطَاء الْدِّيْنِي الْمُقَنَّع وَهَذَا بِتَظَاهِرِه انَّه خَلِيْفَة وَرِع تَقِي كَرِيْم شُجَاع لَا يُرِيْد سِوْى ان يَضَع الْمُسْلِمِيْن بِأَمَان كَمَا جَعَلَه فِي الْشَّام .
وَهَذَا الْأُسْلُوب لَم يَنْفَعُه بَعْد صُلْح الْإِمَام الْحَسَن وَشُرُوْط الْحَسَن حَيْث انْكَشَفَت مَخَالِب ذَلِك الْطَّاغِيَة وَعَرَف الْنَّاس كُفْرُه الْمُقَنَّع لَكِن بَعْدَمَا دَس بِالْدِّيْن مَا دُس 0
********************
3- أُسْلُوْب الْتَّحْرِيْف فِي الْدِّيْن:-
لِمَا تُسَلِّط مُعَاوِيَة أَعْلَن عَن أُمُوْر او بِالْأَصَح فَعَل أُمُوْر تَنَافِي الْدِّيْن لَكِنَّه اتَّخَذ مِن الْدِّيْن الْمُزَيَّف غِطَاء لَه وَكَان لَابُد مِن شِرَاء فُقَهَاء وَرَوَاه لِلْحَدِيْث كَالْمُغِيْرة بِن شُعْبَه وَأَبِي هُرَيْرَة وَغَيْرِه عَدِيْد دَسُّوْا أَحَادِيْث تَخْدِم مُعَاوِيَة فِي جَوَانِب مُخْتَلِفَة أَهَمِّهَا :
(ا) ضِد عَلَي وَال عَلَي وَكُل أَفْكَار الْشِّيْعَة .
لَقَد حَارَب مُعَاوِيَة فَكَّر عَلَي (عَلَيْه الْسَّلَام ) مُحَارِبُه وَاقِعِيَّه فَدَس أَحَادِيْث ضِد عَلَي وَجُنِّد الْأَقْلام ضِد الْإِمَام وَجُنْدِهِا ضِد أَهْل بَيْتِه كَقَضِيَّة أَبِي طَالِب انَّه (مُسْلِم او مُشْرِك) ؟
ان أُبَي طَالِب رُوْح الْدِين وَلَو يَسَع لِي الْحَدِيْث لِأُثْبِت بِالْدَّلِيل الْدَّامِغ ان أُبَي طَالِب جَسَد الْدِّيْن بِأَكْمَل صُوْرَه.
كَذَلِك فِكْرَه هَل الْحَسَنَان أَبْنَاء رَسُوْل الْلَّه ؟ مِن صُلْبِه ؟ وَعَدِيّد مَن الْأَلْوَان الَّتِي حَارَبَهُا مُعَاوِيَة فِي دَس أَكَاذِيْبُه حَتَّى انَّه أَعْطَى لسَمْرِه بْن جُنْدُب مَبْلَغ خَيَالِي فِي تَغَيّر تَفْسِيْر قَوْلُه تَبَارَك وَتَعَالَى (( وَمِن الْنَّاس مَن يَشْتَرِي نَفْسَه ابْتِغَاء مَرْضَاه الْلَّه )) انَّه فِي عَبْد الْرَّحْمَن بْن مُلْجِم .
وَدَس الْأَحَادِيْث وَالْفَتَاوَى الْكَاذِبَة الْمُعَاكِسَة لِفَتَاوَى عَلَي (ع) وَنَجَح مُعَاوِيَة فِي شِرَاء الْعَدِيْد مِن الْكَذَّابِيْن وَالْمُحَرِّفِيْن كَالْمُغِيْرة وَأَبِي هُرَيْرَه0
(ب) الْتَّحْرِيْف فِي دَفْع الْنَّاس الْمُعَادِيْن لَعَلِّي :
ثُم اتَّجَه لِيَرْفَع كُل مَن عَاكِس عَلَيَّا مَن الْأَوَّلِيْن وَالْآخِرِيْن حَتَّى وَصَل الْأَمْر إِلَى نَشْر حَدِيْث مُفَادُه انَّه (( عُمَر اوَّل مَن يُصَافِح الْلَّه يَوْم الْقِيَامَة)) حَتَّى كَأَن لِلَّه يَد لِيُصَافِح بِهَا بَشِّر عَادِي وَدَس مُعَاوِيَة أَحَادِيْث أُخْرَى فِي رَفْع أَبِي بَكْر وَرَفَع عُثْمَان وَرَفَع عَائِشَة وَرَفَع طَلْحَه وَرَفَع الْزُّبَيْر وَعَبْد الْرَّحْمَن ابْن عَوْف وَسَعْد بْن ابِي وَقَّاص .
وَحَتَّى هُو مُعَاوِيَة دَس الْمُحَرِّفُون أَحَادِيْث ان مُعَاوِيَة (( أَمِيْن الَلّه عَلَى دِيْنِه او عَلَى وَحْيِه )) وَهُو مِفْتَاح بَاب مَدِيْنَه عِلْم الْنَّبِي (( انَا مَدِيْنَه الْعِلْم وَعَلِي بَابُهَا وَمُعَاوِيَة مِفْتَاحُهَا )) .
كُل ذَلِك لِيَرْفَع شَان الْصَّحَابَة الْشَّاذِّيْن عَن عَلِي وليصْغّر بِذَلِك عَلِي أَمَام أنُّضَار الْنَّاس حَتَّى انَّه أُعْلِن جِهَارا انَّه يُطَالَب بِدَم عُثْمَان و ان عَلِي قَاتِل الْخَلِيفَة الْمَظْلُوْم عُثْمَان بَيْنَمَا كَانَت الْحَقِيقَة ان قُتِل عُثْمَان نَتِيْجَة لِثَوْرَه شَعْبِيّه ضِد الْظُّلْم وَالْجَوْر وَكَثِيْر مِّن الْأَحَادِيْث الْمَوْجُوْدَة فِي مَدْح الْصِّحَابَة إِنَّمَا هِي مِن وَضْع مُعَاوِيَة وَزُمْرَتُه الْمُرْتَزِقَة 0
(ج) قَتَل كُل رَاوِي نَزِيْه يَرْوِي فَضْل شَيْء مِن عَلَي وَال عَلَي وَمَنَع ذَلِك حَتَّى ان اغْلَب مِن قُتِل كَانُوْا أَهْل الْرِّوَايَة وَالْحَدِيْث لَعَلِّي وَهَذَا يُعَبِّر عَن عَضْمَه عَلِي فِعَلِي الْآَن بنَّضّر كُل الْمُسْلِمِيْن رَجُل عَضِيْم وَهَذِه الَعضْمِه كُلَّهَا خَرَجَت رَغِم ذَلِك الْوَضْع أَذِن لَو لَم يَكُن الْمَنْع جَارِي كَيْف يَكُوْن شَخْص عَلَي (سَلَام الْلَّه عَلَيْك يَا بَا الْحَسَن ).
لَكِن وَائِمِه أَهْل الْبَيْت وَهُم حَفَضَه الْدِّيْن كَانُوْا يَرْوُوْن لَنَا كُل الرِّوَايَات بِحَق عَلِي وَفِي فَضْل عَلِي وَال عَلَي وَبِذَلِك حَمْل أُلَائِمُه مَسَؤُلَيْه تُحَمِّل الْحِفَاظ عَلَى أَفْكَار الْدِّيْن0
4- تُهَيِّج الْوَضْع الْقِبْلِي:
ظَهَرَت الْنُّعَرَة الْقَبَلِيَّة فِي الْإِسْلام مَن جَدِيْد فَبَعْد ان مَنَع الْإِسْلَام كُل عَصَبِيَّه قِبَلِيَّه رَعْنَاء اعَاد مُعَاوِيَة بِالْقَبِيْلّة مِن جَدِيْد فَلَم يَكُن الْقِيَاس آَنَذَاك قِيَاس الْدِّيْن وَالْتَّقْوَى بَل قِيَاس مِن أَي قَبِيْلَة أَنْت وَمَن أَي أُنَاس أَنْت حَتَّى قَسَمْت الْكُوْفَه الَى مُقَاطَعَات وَقَبَائِل .
و جَعَل أَدَوَات الْقَتْل (الْشُّرْطَة) مِن قَبَائِل مُغَايِرَه لِلْمَقْتُوَّلِين حَتَّى ان أَهَالِي الْمَقْتُوْلَيْن عَادُوْا قَبَائِل الْقَاتِلِيْن فَكَان الْجَو جَو قُرَيْش وَمُضَر وَقَيْس وَلَيْس جَو مُحَمَّد وَجَو الْأَنْصَار وَجَو الْمُهَاجِرِيْن وَجَو الْمُؤْمِنِيْن بَل عَاد جَو قَبْلِي ارْعَن لَا يَحْفَظ لِلْدِّيِن حَرَّمَه وَهَكَذَا مَلَك مُعَاوِيَة زِمَام الْأُمُور فأسْتِمَالُه زُعَمَاء الْقَبَائِل وَقُدِّم الْعَطَاء الْرَّحْب لِزُعَمَاء الْقَبَائِل حَتَّى سَيْطَر عَلَى كُل القَبَائِل وَاغَلَبِهَا وَكَان يُحَقِّق الْتَّنَافُر فِيْمَا بَيْنَهُم وَعَدَم الْوَحْدَة مِن جِهَة 0
*********************
الْوَضْع أَيَّام مُعَاوِيَة ذُو جَوَانِب عَدِيْدَة أَهَمُّهَا:
1- أُسْلُوْب قُتِل الْشِّيْعَة وَالْمُوَالِيْن لَعَلِّي (ع) لِتَحْطِيْم الْكُتْلَة الشِّيْعِيَّة
2- أُسْلُوْب الْتَّحْرِيْف فِي الْدِّيْن وَإِطْلَاق الْعِنَان لِكُل كَاذِب يُرِيْد ان يُحَرِّف الْدِّيْن وَكَذَا نُشِر الْفَتَاوَى الْكَاذِبَة 0
3- أُسْلُوْب إِتْخَام الْنَّاس الْمُقَرَّبِيْن مِن مُعَاوِيَة الَّذِيْن سَانَدُوْه وَعَاضدّوه
3- كَثْرَه الْمُفْتِيَيْن الْكَاذِبِيْن وَكَثَّرَه الْتَّهَافُت عَلَى سَب عَلَي عَلَى الْمَنَابِر .
4- الْتَّضْيِيْق عَلَى الْمَعْصُوْمِيْن ( ع )
5- الْقَبَائِل بَدَأَت تُنَضَّر بِمِنُّضَار الْعَصَبِيَّة الْرَّعْنَاء لَا بِمِنُّضَار الْدِّيْن .
6- صَلَح الْحَسَن عُرِف آَلَامِه الْمُسْلِمَة مَن هُو مُعَاوِيَة وَمَن هُم بَنُو أُمَيَّه 0
7- لِيَعْرِف الْنَّاس هُنَا فِي عَالَمِنَا ان كثير من المَدْح تَم بِه مَدْح الْصَّحَابَة وَالْخُلَفَاء الْأَوَائِل انَّمَا هُو كَاذِب لَا أَصْل لَه فِي الْدِّيْن وَكُل كَلَّمَه قَدَح ضِد عَلَي إِنَّمَا هِي كَذِبُه امْوَيْه وَلِيَتُفَكّر الْمُتَفَكِّرُون
أَبُو فَاطِمَة الْعْذَارِي
كَان هَؤُلَاء يَعْتَبِرُوْن الْخِلَافَة مُلْكَا لِذَا قَال مُعَاوِيَة اوَّل خَلِيْفَة أُمَوِي لَمَّا صَالَح الْحَسَن وَتُسَلِّم الْأَمْر بَعْدِه ((رَضِيْنَا بِهَا مَلِكا )) نَرَى انّه قَد كَان بَنُو أَبُو سُفْيَان يَطْمَحُون الَى ان يُشَيِّدُوا دَعَائِم مُلْكِهِم وَيُدُوسُوا الْمَثَل الْعُلْيَا حَتَّى يُشَيِّدُوا أَكْثَر مَا يُمْكِن مِن مُلْكِهِم وَعَرَفْنَا كَيْف سَحَق مُعَاوِيَة عَلَى الْجَمَاجِم و أُوْغِل بِالْدَّم حَتَّى يُطْفِئ كُل نُوْر يُسَلِّط الْضَّوْء عَلَيْه وَعَلَى قُبْحُه.
وَقَتَل وَقُتِل ثُم قُتِل لَقَد كَانَت الْمَسْأَلَة بنَّضّر بَنِي أُمَيَّه قَضَيَّه إِمْبِرَاطْوريّه وَقَضَيَّه مُلْك لَا قَضَيَّه خِلَافِه وَتَمْثِيْل لِرَسُوْل الْلَّه لِذَلِك تَمَخَّض كُل ذَلِك وَأَدَّى الَى ان يُعَيِّن مُعَاوِيَة ابْنَه يَزِيْد الَّذِي لَا يَلِيْق ان يَحْتَل ذَلِك الْمَنْصِب الْدِّيْنِي أَبَدا .
الْجَانِب الْثَّانِي كَان يُمَثِّلُه الْنَّبِي (ص) وَعَلِي وَالْحَسَن حَيْث ان الْنَّبِي وَالائِمَّه لَا يَمْثُلُون الْمَلِك الْدُّنْيَوِي بَل هُم أَكْفَاء الْخِلَافَة الْنَّبَوِيَّة أَلْحَقَه اذ لَا يَهُم الْحَسَن مَثَلا ان يَجْلِس عَلَى عَرْش الْشَّام اذَا مَا اتَّخَذ خَطْوَه تَحْفَظ الْدِّيْن (الْصُّلْح) لِذَلِك كَان هَؤُلَاء يُمَثِّلُون الْنَّبِي بِكُل خَطْوَه
هَكَذَا صَار صِرَاع بَيْن كُتْلَتَيْن احَدُهُمَا تُمَثِّل الْمَلِك وَالاخْرَى تُمَثِّل الْدُّنْيَا وَمَن الْعَجْائب ان تَكُوْن كَالْتَّالِي 0
ابِي سُفْيَان بِكُفْرِه الْنَّبِي بِالْنُّبُوَّه
مُعَاوِيَة بْن ابِي سُفْيَان بِفِسْقِه عَلَي الْقِتَال – الْحَسَن الْصُّلْح
يَزِيْد بْن مُعَاوِيَه بِفِسْقـــــــــه الْحُسَيْن بِالْجِهَاد وَالْقِتَال
وَتَحْت هَذَا الْسَّقْف عُقِدَت بَيْعِه مُعَاوِيَه وَعَقْدُه بَيْعِه يَزِيْد وَبَايَع الْأَمْصَار كُلُّهُم سِوَى الْمَدِيْنَة (( الْأَمْصَار الْمَقْصُوْد لَا الْمُسْلِمِيْن إِنَّمَا الْمَقْصُوْد هُنَا الْوُلَاة وَطَبْعا هُم أَدَوَات بِيَد الْأُمَوِيِّين )) 0
لَقَد شَمَّر مُعَاوِيَه عَن سَاعِدَيْه فِي الْسَّاحَه الاسْلَامِيِّه وَاتَّخَذ بِمَا يَمْلِكُه مِن مَكْر وَنِفَاق الْعَدِيْد مِن اسَالِيب لِتَدْمِير الْامَّة وَمِنْهَا :
1- ((قُتِل وَارُهَاب وَسَلَب الْحُقُوْق وَسُجِن )) :
اتَّخَذ مُعَاوِيَة أُسْلُوبَا فِي غَايَة مِن الْبُعْد عَن الْإِسْلَام وَغَايَة مِن الْقُرْب الَى الْجَاهِلِيَّة الْكَافِرَة بَعْد صُلْح الْحَسَن ( ع ) فِي قَتْل كُل شِيْعِي وَإِعْلَان بَرَّأْتَه فِي مَن يَرْوِي فَضِيْلَة مِن فَضَائِل عَلِي (ع) وَال بَيْتِه (ع) وَكَذَلِك مَارَس الْقَتْل الْعَنِيْف تَحْت كُل حَجَر وَمَدَر عَلَى حَد تَعْبِيْر الْرِّوَايَة فَمَا حَجَر بْن عَدِي وَأَصْحَابِه الْمَقْتُوْلِيْن فِي مَرْج عَذْرَاء فِي سُوْرِيَا الَا مِثَال لِذَلِك .
وَحَجَر (رَض) عِبَارَة عَن عَابِد زَاهِد عَالَم لَه فَضَائِل عَدِيْدَة وَقَد أَثْنَى عَلَيْه عُلَمَاء الْسُّنَّة وَالْشِّيْعَة حَتَّى اعْتَقَد بَعْض أَخْوَانَنَا الْسُّنَّة ان مُعَاوِيَة حَاكِم غَيْر إِسْلَامِي بَعْد قَتْلِه حَجَر بِالذَّات .
وَقُتِل عُمَر بْن حُمْق الْخُزَاعِي الْصِّحَابِي الْجَلِيْل الْمَعْرُوْف بِوَرَعِه وَتَقْوَاه وَكَذَلِك سُجِنَت زَوْجَتِه .
وَكَذَلِك قَتْل رُشَيْد الْهَجَرِي
وَقَام مُعَاوِيَة بِسِلْسُلَّه جَرَائِم فِي سِجْنِه لِكَثِيْر مِن الْنَّاس وَعَبَر مُعَاوِيَة عَن انَّه امْتِدَاد طَبِيْعِي لِعُثْمَان بْن عَفَّان فِي سِيَاسَة ( الْسَّرِقَة وَالْتَّفْرِقَة ) لَأَمْوَال الْشَّعْب حَيْث مَنَع أَهْل الْعِرَاق - الْشِّيْعَة - مِن الْعَطَاء وَأَكْثَر عَطَائِه لِأَهْل الْشَّام وَزَاد فِيْه و وَصَل الْأَمْر الَى ان يَهَب مِصْر بِمَا فِيْهَا لِعُمَر بْن الْعَاص وَكَذَلِك صُعُوْد سَعِيْد بْن الْعَاص وَالِي عُثْمَان عَلَى مِنْبَر الْكُوْفَة قَائِلا (( الْسَّوَاد بُسْتَان لَنَا )) يَعْنِي كُل الْعِرَاق بُسْتَان لِعُثْمَان وَبَنِي أُمَيَّه و بِذَلِك جَسَد مُعَاوِيَة مَبْدَأ الْخَلِيْفَة عُثْمَان تَجْسِيْدَا أَوْسَع فَجَوَع شَيْعَه عَلَي وَاتَّخَم شَيْعَه عُثْمَان وَمُرْتَزِقَة بَنِي أُمَيَّه وَكَان يَهَب الْعَطَاء بِأَشْكَال لَا مِثَيِل لَهَا لِلْنَّاس الَّذِيْن يَجِد مَصْلَحَتِه عِنْدَهُم كَمَا بَعَث مْلْيُوْن لِعُبَيْد الْلَّه بْن عَبَّاس لِيَغْدُر بِالْحَسَن .
كَذَلِك مَلَأَت الْسُّجُون وَالْمَطَامِير فِي الْكُوْفَة بِعَهْد مُعَاوِيَة فِي أَوْسَع نِطَاق رُغْم ان مُعَاوِيَة كَان بِدَهَاء وَمَكَر لَا يَنْفُذ أَي جَرِيْمَة بِيَدِه إِنَّمَا يَضَع عُمَّال فِي الْبُلْدَان وَيَمُدُّهُم بِمَا يُرِيْدُوْن وَهُم مِن يَقُوْمُوْن بِقَتْل مَن يُرِيْد خَاصَّة فِي الْعِرَاق فِي وَلَايَتِي ( الْبَصْرَة سَمَرَه بْن جُنْدُب , الْكُوْفَة زِيَاد ) وَهَؤُلَاء أَبْدَعُوا بِأَوْسَع نِطَاق فِي شَن الْحَمَّلات الْعَسْكَرِيَّة الْهَائِجَة الْعَشْوَاء فِي الْقَتْل لِكُل شَيْعَه عَلَي حَتَّى مُدَّت يَدِهِم الْبَاغِيَة لِلْشُّيُوخ وَالْأَطْفَال وَصَارَت الْمَجَازِر الْجَمَاعِيَّة شَيْئا طَبِيْعِيا وَمَا مَوْقِفِه لَمَّا اسْتَبَاح الْحِجَار وَقَتَل طِفْلِي عُبَيْد الْلَّه بْن عَبَّاس ذَبْحَا وَرَمَا رَأْسَهُمَا بِحَجَر أُمِّهِمَا الَا صُوْرَه بَشِعَة فِي الْتَّنْكِيْل الْسَّافِر حَتَّى بَدَأ الْنَّاس يَقْتُلُوْن عَلَى الضِّنّه وَالْتَهِمْه.
أَمَّا جَو الْشَّام فَمُعَاوِيَة مُكِّن لَه الْأَمْن وَالْسَّلَم فَصَار مُعَاوِيَة يُكْثِر الْإِرْهَاب هُنَا وَيَزِيْد الْرَّاحَة هُنَاك 0
******************
2 - الْأُسْلُوب الْثَّانِي الَّذِي اتَّخَذَه مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان هُو أُسْلُوْب الْغِطَاء الْدِّيْنِي الْمُقَنَّع وَهَذَا بِتَظَاهِرِه انَّه خَلِيْفَة وَرِع تَقِي كَرِيْم شُجَاع لَا يُرِيْد سِوْى ان يَضَع الْمُسْلِمِيْن بِأَمَان كَمَا جَعَلَه فِي الْشَّام .
وَهَذَا الْأُسْلُوب لَم يَنْفَعُه بَعْد صُلْح الْإِمَام الْحَسَن وَشُرُوْط الْحَسَن حَيْث انْكَشَفَت مَخَالِب ذَلِك الْطَّاغِيَة وَعَرَف الْنَّاس كُفْرُه الْمُقَنَّع لَكِن بَعْدَمَا دَس بِالْدِّيْن مَا دُس 0
********************
3- أُسْلُوْب الْتَّحْرِيْف فِي الْدِّيْن:-
لِمَا تُسَلِّط مُعَاوِيَة أَعْلَن عَن أُمُوْر او بِالْأَصَح فَعَل أُمُوْر تَنَافِي الْدِّيْن لَكِنَّه اتَّخَذ مِن الْدِّيْن الْمُزَيَّف غِطَاء لَه وَكَان لَابُد مِن شِرَاء فُقَهَاء وَرَوَاه لِلْحَدِيْث كَالْمُغِيْرة بِن شُعْبَه وَأَبِي هُرَيْرَة وَغَيْرِه عَدِيْد دَسُّوْا أَحَادِيْث تَخْدِم مُعَاوِيَة فِي جَوَانِب مُخْتَلِفَة أَهَمِّهَا :
(ا) ضِد عَلَي وَال عَلَي وَكُل أَفْكَار الْشِّيْعَة .
لَقَد حَارَب مُعَاوِيَة فَكَّر عَلَي (عَلَيْه الْسَّلَام ) مُحَارِبُه وَاقِعِيَّه فَدَس أَحَادِيْث ضِد عَلَي وَجُنِّد الْأَقْلام ضِد الْإِمَام وَجُنْدِهِا ضِد أَهْل بَيْتِه كَقَضِيَّة أَبِي طَالِب انَّه (مُسْلِم او مُشْرِك) ؟
ان أُبَي طَالِب رُوْح الْدِين وَلَو يَسَع لِي الْحَدِيْث لِأُثْبِت بِالْدَّلِيل الْدَّامِغ ان أُبَي طَالِب جَسَد الْدِّيْن بِأَكْمَل صُوْرَه.
كَذَلِك فِكْرَه هَل الْحَسَنَان أَبْنَاء رَسُوْل الْلَّه ؟ مِن صُلْبِه ؟ وَعَدِيّد مَن الْأَلْوَان الَّتِي حَارَبَهُا مُعَاوِيَة فِي دَس أَكَاذِيْبُه حَتَّى انَّه أَعْطَى لسَمْرِه بْن جُنْدُب مَبْلَغ خَيَالِي فِي تَغَيّر تَفْسِيْر قَوْلُه تَبَارَك وَتَعَالَى (( وَمِن الْنَّاس مَن يَشْتَرِي نَفْسَه ابْتِغَاء مَرْضَاه الْلَّه )) انَّه فِي عَبْد الْرَّحْمَن بْن مُلْجِم .
وَدَس الْأَحَادِيْث وَالْفَتَاوَى الْكَاذِبَة الْمُعَاكِسَة لِفَتَاوَى عَلَي (ع) وَنَجَح مُعَاوِيَة فِي شِرَاء الْعَدِيْد مِن الْكَذَّابِيْن وَالْمُحَرِّفِيْن كَالْمُغِيْرة وَأَبِي هُرَيْرَه0
(ب) الْتَّحْرِيْف فِي دَفْع الْنَّاس الْمُعَادِيْن لَعَلِّي :
ثُم اتَّجَه لِيَرْفَع كُل مَن عَاكِس عَلَيَّا مَن الْأَوَّلِيْن وَالْآخِرِيْن حَتَّى وَصَل الْأَمْر إِلَى نَشْر حَدِيْث مُفَادُه انَّه (( عُمَر اوَّل مَن يُصَافِح الْلَّه يَوْم الْقِيَامَة)) حَتَّى كَأَن لِلَّه يَد لِيُصَافِح بِهَا بَشِّر عَادِي وَدَس مُعَاوِيَة أَحَادِيْث أُخْرَى فِي رَفْع أَبِي بَكْر وَرَفَع عُثْمَان وَرَفَع عَائِشَة وَرَفَع طَلْحَه وَرَفَع الْزُّبَيْر وَعَبْد الْرَّحْمَن ابْن عَوْف وَسَعْد بْن ابِي وَقَّاص .
وَحَتَّى هُو مُعَاوِيَة دَس الْمُحَرِّفُون أَحَادِيْث ان مُعَاوِيَة (( أَمِيْن الَلّه عَلَى دِيْنِه او عَلَى وَحْيِه )) وَهُو مِفْتَاح بَاب مَدِيْنَه عِلْم الْنَّبِي (( انَا مَدِيْنَه الْعِلْم وَعَلِي بَابُهَا وَمُعَاوِيَة مِفْتَاحُهَا )) .
كُل ذَلِك لِيَرْفَع شَان الْصَّحَابَة الْشَّاذِّيْن عَن عَلِي وليصْغّر بِذَلِك عَلِي أَمَام أنُّضَار الْنَّاس حَتَّى انَّه أُعْلِن جِهَارا انَّه يُطَالَب بِدَم عُثْمَان و ان عَلِي قَاتِل الْخَلِيفَة الْمَظْلُوْم عُثْمَان بَيْنَمَا كَانَت الْحَقِيقَة ان قُتِل عُثْمَان نَتِيْجَة لِثَوْرَه شَعْبِيّه ضِد الْظُّلْم وَالْجَوْر وَكَثِيْر مِّن الْأَحَادِيْث الْمَوْجُوْدَة فِي مَدْح الْصِّحَابَة إِنَّمَا هِي مِن وَضْع مُعَاوِيَة وَزُمْرَتُه الْمُرْتَزِقَة 0
(ج) قَتَل كُل رَاوِي نَزِيْه يَرْوِي فَضْل شَيْء مِن عَلَي وَال عَلَي وَمَنَع ذَلِك حَتَّى ان اغْلَب مِن قُتِل كَانُوْا أَهْل الْرِّوَايَة وَالْحَدِيْث لَعَلِّي وَهَذَا يُعَبِّر عَن عَضْمَه عَلِي فِعَلِي الْآَن بنَّضّر كُل الْمُسْلِمِيْن رَجُل عَضِيْم وَهَذِه الَعضْمِه كُلَّهَا خَرَجَت رَغِم ذَلِك الْوَضْع أَذِن لَو لَم يَكُن الْمَنْع جَارِي كَيْف يَكُوْن شَخْص عَلَي (سَلَام الْلَّه عَلَيْك يَا بَا الْحَسَن ).
لَكِن وَائِمِه أَهْل الْبَيْت وَهُم حَفَضَه الْدِّيْن كَانُوْا يَرْوُوْن لَنَا كُل الرِّوَايَات بِحَق عَلِي وَفِي فَضْل عَلِي وَال عَلَي وَبِذَلِك حَمْل أُلَائِمُه مَسَؤُلَيْه تُحَمِّل الْحِفَاظ عَلَى أَفْكَار الْدِّيْن0
4- تُهَيِّج الْوَضْع الْقِبْلِي:
ظَهَرَت الْنُّعَرَة الْقَبَلِيَّة فِي الْإِسْلام مَن جَدِيْد فَبَعْد ان مَنَع الْإِسْلَام كُل عَصَبِيَّه قِبَلِيَّه رَعْنَاء اعَاد مُعَاوِيَة بِالْقَبِيْلّة مِن جَدِيْد فَلَم يَكُن الْقِيَاس آَنَذَاك قِيَاس الْدِّيْن وَالْتَّقْوَى بَل قِيَاس مِن أَي قَبِيْلَة أَنْت وَمَن أَي أُنَاس أَنْت حَتَّى قَسَمْت الْكُوْفَه الَى مُقَاطَعَات وَقَبَائِل .
و جَعَل أَدَوَات الْقَتْل (الْشُّرْطَة) مِن قَبَائِل مُغَايِرَه لِلْمَقْتُوَّلِين حَتَّى ان أَهَالِي الْمَقْتُوْلَيْن عَادُوْا قَبَائِل الْقَاتِلِيْن فَكَان الْجَو جَو قُرَيْش وَمُضَر وَقَيْس وَلَيْس جَو مُحَمَّد وَجَو الْأَنْصَار وَجَو الْمُهَاجِرِيْن وَجَو الْمُؤْمِنِيْن بَل عَاد جَو قَبْلِي ارْعَن لَا يَحْفَظ لِلْدِّيِن حَرَّمَه وَهَكَذَا مَلَك مُعَاوِيَة زِمَام الْأُمُور فأسْتِمَالُه زُعَمَاء الْقَبَائِل وَقُدِّم الْعَطَاء الْرَّحْب لِزُعَمَاء الْقَبَائِل حَتَّى سَيْطَر عَلَى كُل القَبَائِل وَاغَلَبِهَا وَكَان يُحَقِّق الْتَّنَافُر فِيْمَا بَيْنَهُم وَعَدَم الْوَحْدَة مِن جِهَة 0
*********************
الْوَضْع أَيَّام مُعَاوِيَة ذُو جَوَانِب عَدِيْدَة أَهَمُّهَا:
1- أُسْلُوْب قُتِل الْشِّيْعَة وَالْمُوَالِيْن لَعَلِّي (ع) لِتَحْطِيْم الْكُتْلَة الشِّيْعِيَّة
2- أُسْلُوْب الْتَّحْرِيْف فِي الْدِّيْن وَإِطْلَاق الْعِنَان لِكُل كَاذِب يُرِيْد ان يُحَرِّف الْدِّيْن وَكَذَا نُشِر الْفَتَاوَى الْكَاذِبَة 0
3- أُسْلُوْب إِتْخَام الْنَّاس الْمُقَرَّبِيْن مِن مُعَاوِيَة الَّذِيْن سَانَدُوْه وَعَاضدّوه
3- كَثْرَه الْمُفْتِيَيْن الْكَاذِبِيْن وَكَثَّرَه الْتَّهَافُت عَلَى سَب عَلَي عَلَى الْمَنَابِر .
4- الْتَّضْيِيْق عَلَى الْمَعْصُوْمِيْن ( ع )
5- الْقَبَائِل بَدَأَت تُنَضَّر بِمِنُّضَار الْعَصَبِيَّة الْرَّعْنَاء لَا بِمِنُّضَار الْدِّيْن .
6- صَلَح الْحَسَن عُرِف آَلَامِه الْمُسْلِمَة مَن هُو مُعَاوِيَة وَمَن هُم بَنُو أُمَيَّه 0
7- لِيَعْرِف الْنَّاس هُنَا فِي عَالَمِنَا ان كثير من المَدْح تَم بِه مَدْح الْصَّحَابَة وَالْخُلَفَاء الْأَوَائِل انَّمَا هُو كَاذِب لَا أَصْل لَه فِي الْدِّيْن وَكُل كَلَّمَه قَدَح ضِد عَلَي إِنَّمَا هِي كَذِبُه امْوَيْه وَلِيَتُفَكّر الْمُتَفَكِّرُون
أَبُو فَاطِمَة الْعْذَارِي