أي خطب
02-07-2007, 12:09 AM
وهناك أيضاً اشكالان مهمان يذكرهما دائماً المعارضين لفكرة التطبيروهما :-
أولاً : أن التطبير فيه ضرر والضرر حرام في الشريعة الإسلامية .
ونحن قلنا في أول البحث أن ليس كل ضرر محرم ، فشرب السيجارة مثلاً مضر للصحة بشكل كبير ولكن أغلب العلماء لا يحرمونه ، إذاً فليس كل ضرر حرام وغير هذا المثال الكثير من الأمثلة إذا نظرنا في حياتنا.
فالضرر المحرم هو فقط الذي تنطبق عليه الشروط التي قد ذكرناها في بداية هذا البحث ...
وهم يقولون أن في التطبير إخراج للدم وهذا ضرر ، إذاً هو حرام , ولكن من قال إن إخراج الدم حرام؟ راجع الفقه الإسلامي ، عندنا يكره للصائم إخراج الدم المضعف ، أي أن الكراهة هذه ترتفع إذا لم يكن المكلف صائماً أو كان صائماً ولكن إخراجه للدم لا يسبب له الضعف .
ثم من قال لك أصلاً أن التطبير مضر ؟ إن التطبير ليس مضراً أبداً , بل إن التطبير هو المنفعة الصحية بذاتها , ولا تتعجب من ذلك ! ، ولا تقل لي قال الطبيب الفلاني وغيره ، لأنني سوف أعطيك شهادة طبيب أكبر من الطبيب الذي عندك لامحالة ، ألا وهو طبيب البشرية محمد صلى الله عليه وآله , كيف ذلك؟
إن التطبير ماهو إلا صورة من صور الحجامة , وعندنا الحجامة لها مواطن عديدة في البدن وواحد من مواطنها موطن الظهر في ما بين الكتفين وأخرى في الرأس في مقدمة الرأس فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يقول ( الحجامة في الرأس شفاء من كل داء ) ، ويقول في رواية أخرى ( الحجامة في الرأس شفاء من سبع ، من الجنون ومن الجذام ومن البرص ومن النعاس ومن وجع الضرس ومن ظلمة العين ومن الصداع ) ، وهذا بالنسبة لحجامة الرأس ، وأما الحجامة في ما بين الكتفين فإنها كما نعلم تؤمن الإنسان من النوبة القلبية إذا التزم بها في كل سنة مرة أو مرتين .
وإذا تساءلنا عن موضع الحجامة في الرأس بالضبط فإننا نجد الإجابة عند الإمام الصادق عليه السلام الذي يقول :( الحجامة على الرأس على شبر من طرف الأنف ) , يعني أنك تأخذ من طرف أنفك شبر ، وأين ينتهي هذا الشبر ؟ ينتهي عند مقدم الرأس ( موضع التطبير بالضبط ) , وهذا هو موضع الحجامة المستحبة التي قد هاجمها الأطباء بشكل كبير بدايةً ، ثم رجع بعضهم عن رأيه ورأى في هذه الحجامة منفعة , ولقد رأينا أحدهم وسألناه : لماذا لا يكفي التبرع بالدم عن الحجامة ؟ , فقال: أن التبرع بالدم يؤخذ من الوريد , والحجامة لا تؤخذ من الوريد , إنما تؤخذ من الجلد ومن المواطن التي لا يوجد بها أوردة , وفعلاً عندما راجعنا كلامه في الشريعة الإسلامية وجدنا أنه يوجد عندنا نوعين من أنواع إخراج الدم في الشريعة وهما حجامة وفصد , والحجامة تؤخذ من مواطن صغار العروق أي الشعيرات الدموية بينما الفصد يؤخذ من الأوردة .
فالحجامة أمر مستحب والجزع على الحسين أمر مستحب ، فالتطبير مظهر من مظاهر الجزع ولا يوجد به ضرر وإنما فيه فائدة للبدن ، إذاً فهو عملاً محبباً في الشريعة الإسلامية , والإنسان الذي يطبر يكون قد قام بإظهار الجزع على الإمام الحسين وقام أيضاً بالحجامة المفيدة للبدن .
وثانياً: قالوا أن التطبير هو مظهر من المظاهر التي تسبب اشمئزاز الناس وابتعادهم عن الدين والمذهب .
نعم عندنا في الشريعة أن هتك الدين غير جائز , ولكن من قال لك أن في التطبير هتك للدين ؟
أولاً من الذي سينال منا ؟...الكفار والغربيون ؟ أليس يعني ذلك التراجع عن شعاراتنا وعن مشاعرنا وعن عقائدنا وعن أفكارنا من أجل استهزاء الآخرين ؟ أليس معنى ذلك هو الضعف والانهزامية ؟ بلى ... فهؤلاء يستهزؤون بكل شيء , يستهزؤون بحجك وبالسعي بين الصفا والمروة ، فهم يقولون : إلى متى يظل الواحد من هؤلاء المسلمين يهرول بين الصفا والمروة كهرولة البعير إذا نفر؟
والغرب أيضاً يرى في الحجاب تأخر , إذاً فلنترك الحج والحجاب والصلاة والصيام أيضاً كي لا يسخرون من ديننا !
إذاً الاستهزاء لا يجب أن يكون سبباً في التراجع عن العقيدة , ثم أننا أمرنا من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قبل آل بيته عليهم السلام بأن نصمد أمام استهزاء الآخرين ، فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يقول :( وإن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم كما تعير الزانية بزناها , أولئك شرار الناس لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة ) ، فالآن أليس هؤلاء يستهزؤون بنا عندما نزور قبور آل البيت عليهم السلام ؟ ألا يقولون لنا بأن هذا كفر وشرك والحاد ؟ فهذا ذريح المحاربي يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول : لربما ذكرت فضل زيارة أبي عبد الله عليه السلام ويهزأ بي ولدي وأقاربي ، فيقول له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ياذريح دع الناس يذهبون إلى حيث شاءوا وكن معنا).
ثم أن الغرب الذين تخافون من استهزائهم مثلاً ، أكثرهم مسيحيون , أصيبوا بمصيبة بسيطة على حسب اعتقادهم وهي أن المسيح قد صلب ( طبعاً عقيدتنا هي أن المسيح لم يصلب ) .. وهاهم قد أخذوا من مصيبة المسيح شيء كبير وهم في كل سنة يحيونها ويبكون على المسيح بل وأخذوا من مصيبته شعاراً لهم , فتجد الصليب على صدور شبابهم وكبارهم ورجالهم ونسائهم وصغارهم , لماذا؟ ليرمزون بذلك إلى مظلومية عيسى عليه السلام ...
والحسين أصيب بأكثر من ذلك بكثير وقتل هو وأولاده بل وقطع ارباً اربا ... فهؤلاء لا يهزؤون منا أبداً فهم أنفسهم عندهم مثل هذه القضية ... أتعلم من الذي يهزأ ؟ بعض ضعيفي النفوس والولاية الذين يستهزؤون بنا على ألسن الآخرين ....
وهذا بالنسبة للغرب , وأما بالنسبة لسائر المذاهب الإسلامية فمن منهم مثلاً يستهزأ ؟ الوهابية ؟ هؤلاء بكل شعائرنا يستهزؤون وليس فقط بالتطبير بل حتى باللطم والبكاء ، يقولون : رجل قتل منذ أكثر من 1300 سنة وأنتم إلى الآن تبكون عليه! , وإذا كنا نريد أن نأخذ باستهزائهم هذا فلنقفل كل حسينياتنا ولنتوقف عن إقامة العزاء للحسين عليه السلام ، فالاستهزاء إذاً ليس دليلاً ، وتراجعنا هو ضعف , فهؤلاء أصلاً يروننا كفاراً ومشركين ولا يجوزون حتى الأكل من أطعمتنا لأنها في نظرهم قد أهلت لغير الله ، فلهذا إذا استسلمت لهم وتراجعت ، فإنك شيئاً فشيئاً ستتراجع عن كل شعائرك وعقائدك لأن الآخرين يستهزؤون ... والاستهزاء في الحقيقة هو سلاح العاجزين , والإنسان الذي لديه حجة وبرهان لا يستهزأ ، بل يأتي ويناقش ويباحث , ومن منهم يأتينا ليناقش ويباحث بدل هذا الاستهزاء؟
ثم أن القضايا التي توجد عند الغرب هي أحق بالاستهزاء من قضايانا وشعاراتنا التي من ورائها دليل وبرهان وعقيدة وآيات وروايات , فمثلاً مصارعة الثيران والضحايا التي تخلفها والأموال التي تهدر فيها ، ألا تستحق الاستهزاء ؟ والمصارعة الحرة والملاكمة التي يعتزون بها ... أهذا كله لعب أم جنون؟
إذاً الاستهزاء غير وارد وهو مردود وليس بحجة للتخلي عن التطبير مثلاً .
ولنا وقفة في نهاية البحث مع كلمة حق يراد بها باطل وهي :
يقولون لنا : بدل أن تراق هذه الدماء على الأرض , فهناك مرضى ومصابين في المستشفيات بحاجة إلى هذا الدم فلماذا لا تتبرعون بهذا الدم ؟
ونحن نقول : إن هذه الكلمة براقة وجميلة فعلاً , فلابد لنا أن نتبرع للمصابين بالدم لإنقاذهم مما هم فيه . ولكن هذه الكلمة كلمة حق يراد بها باطل , لماذا؟
نحن نريد أن نسأل هذا الذي يقول هذا الكلام ، هل أنت تتبرع بالدم ؟ وإذا قال لنا نعم , أنا أتبرع بالدم في كل يوم عاشر من محرم ، فسنقول له : ولماذا هذا التبرع في اليوم العاشر من محرم بالذات ؟ الصيام في سائر أيام السنة مستحب ، فلماذا في يوم عاشر بالذات تعلق اللوح التي ترغب بصيامه وبتفطير الصائمين فيه ؟
أهدفكم من ذلك الاستحباب أم ضرب الحسين عليه السلام ؟ فالتبرع بالدم شيء طيب ولكن لماذا تخصصه في يوم العاشر بالذات ؟
الآن مثلاً عندنا في كل سنة بأول الشتاء والصيف والربيع ، هناك أوقات خاصة يهيج فيها الدم ، لماذا لا تقومون فيها بوضع إعلاناتكم للتبرع بالدم وتجندون الصحف والمنابر وراء ذلك؟
أولاً : أن التطبير فيه ضرر والضرر حرام في الشريعة الإسلامية .
ونحن قلنا في أول البحث أن ليس كل ضرر محرم ، فشرب السيجارة مثلاً مضر للصحة بشكل كبير ولكن أغلب العلماء لا يحرمونه ، إذاً فليس كل ضرر حرام وغير هذا المثال الكثير من الأمثلة إذا نظرنا في حياتنا.
فالضرر المحرم هو فقط الذي تنطبق عليه الشروط التي قد ذكرناها في بداية هذا البحث ...
وهم يقولون أن في التطبير إخراج للدم وهذا ضرر ، إذاً هو حرام , ولكن من قال إن إخراج الدم حرام؟ راجع الفقه الإسلامي ، عندنا يكره للصائم إخراج الدم المضعف ، أي أن الكراهة هذه ترتفع إذا لم يكن المكلف صائماً أو كان صائماً ولكن إخراجه للدم لا يسبب له الضعف .
ثم من قال لك أصلاً أن التطبير مضر ؟ إن التطبير ليس مضراً أبداً , بل إن التطبير هو المنفعة الصحية بذاتها , ولا تتعجب من ذلك ! ، ولا تقل لي قال الطبيب الفلاني وغيره ، لأنني سوف أعطيك شهادة طبيب أكبر من الطبيب الذي عندك لامحالة ، ألا وهو طبيب البشرية محمد صلى الله عليه وآله , كيف ذلك؟
إن التطبير ماهو إلا صورة من صور الحجامة , وعندنا الحجامة لها مواطن عديدة في البدن وواحد من مواطنها موطن الظهر في ما بين الكتفين وأخرى في الرأس في مقدمة الرأس فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يقول ( الحجامة في الرأس شفاء من كل داء ) ، ويقول في رواية أخرى ( الحجامة في الرأس شفاء من سبع ، من الجنون ومن الجذام ومن البرص ومن النعاس ومن وجع الضرس ومن ظلمة العين ومن الصداع ) ، وهذا بالنسبة لحجامة الرأس ، وأما الحجامة في ما بين الكتفين فإنها كما نعلم تؤمن الإنسان من النوبة القلبية إذا التزم بها في كل سنة مرة أو مرتين .
وإذا تساءلنا عن موضع الحجامة في الرأس بالضبط فإننا نجد الإجابة عند الإمام الصادق عليه السلام الذي يقول :( الحجامة على الرأس على شبر من طرف الأنف ) , يعني أنك تأخذ من طرف أنفك شبر ، وأين ينتهي هذا الشبر ؟ ينتهي عند مقدم الرأس ( موضع التطبير بالضبط ) , وهذا هو موضع الحجامة المستحبة التي قد هاجمها الأطباء بشكل كبير بدايةً ، ثم رجع بعضهم عن رأيه ورأى في هذه الحجامة منفعة , ولقد رأينا أحدهم وسألناه : لماذا لا يكفي التبرع بالدم عن الحجامة ؟ , فقال: أن التبرع بالدم يؤخذ من الوريد , والحجامة لا تؤخذ من الوريد , إنما تؤخذ من الجلد ومن المواطن التي لا يوجد بها أوردة , وفعلاً عندما راجعنا كلامه في الشريعة الإسلامية وجدنا أنه يوجد عندنا نوعين من أنواع إخراج الدم في الشريعة وهما حجامة وفصد , والحجامة تؤخذ من مواطن صغار العروق أي الشعيرات الدموية بينما الفصد يؤخذ من الأوردة .
فالحجامة أمر مستحب والجزع على الحسين أمر مستحب ، فالتطبير مظهر من مظاهر الجزع ولا يوجد به ضرر وإنما فيه فائدة للبدن ، إذاً فهو عملاً محبباً في الشريعة الإسلامية , والإنسان الذي يطبر يكون قد قام بإظهار الجزع على الإمام الحسين وقام أيضاً بالحجامة المفيدة للبدن .
وثانياً: قالوا أن التطبير هو مظهر من المظاهر التي تسبب اشمئزاز الناس وابتعادهم عن الدين والمذهب .
نعم عندنا في الشريعة أن هتك الدين غير جائز , ولكن من قال لك أن في التطبير هتك للدين ؟
أولاً من الذي سينال منا ؟...الكفار والغربيون ؟ أليس يعني ذلك التراجع عن شعاراتنا وعن مشاعرنا وعن عقائدنا وعن أفكارنا من أجل استهزاء الآخرين ؟ أليس معنى ذلك هو الضعف والانهزامية ؟ بلى ... فهؤلاء يستهزؤون بكل شيء , يستهزؤون بحجك وبالسعي بين الصفا والمروة ، فهم يقولون : إلى متى يظل الواحد من هؤلاء المسلمين يهرول بين الصفا والمروة كهرولة البعير إذا نفر؟
والغرب أيضاً يرى في الحجاب تأخر , إذاً فلنترك الحج والحجاب والصلاة والصيام أيضاً كي لا يسخرون من ديننا !
إذاً الاستهزاء لا يجب أن يكون سبباً في التراجع عن العقيدة , ثم أننا أمرنا من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قبل آل بيته عليهم السلام بأن نصمد أمام استهزاء الآخرين ، فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله يقول :( وإن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم كما تعير الزانية بزناها , أولئك شرار الناس لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة ) ، فالآن أليس هؤلاء يستهزؤون بنا عندما نزور قبور آل البيت عليهم السلام ؟ ألا يقولون لنا بأن هذا كفر وشرك والحاد ؟ فهذا ذريح المحاربي يأتي رسول الله صلى الله عليه وآله ويقول : لربما ذكرت فضل زيارة أبي عبد الله عليه السلام ويهزأ بي ولدي وأقاربي ، فيقول له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ياذريح دع الناس يذهبون إلى حيث شاءوا وكن معنا).
ثم أن الغرب الذين تخافون من استهزائهم مثلاً ، أكثرهم مسيحيون , أصيبوا بمصيبة بسيطة على حسب اعتقادهم وهي أن المسيح قد صلب ( طبعاً عقيدتنا هي أن المسيح لم يصلب ) .. وهاهم قد أخذوا من مصيبة المسيح شيء كبير وهم في كل سنة يحيونها ويبكون على المسيح بل وأخذوا من مصيبته شعاراً لهم , فتجد الصليب على صدور شبابهم وكبارهم ورجالهم ونسائهم وصغارهم , لماذا؟ ليرمزون بذلك إلى مظلومية عيسى عليه السلام ...
والحسين أصيب بأكثر من ذلك بكثير وقتل هو وأولاده بل وقطع ارباً اربا ... فهؤلاء لا يهزؤون منا أبداً فهم أنفسهم عندهم مثل هذه القضية ... أتعلم من الذي يهزأ ؟ بعض ضعيفي النفوس والولاية الذين يستهزؤون بنا على ألسن الآخرين ....
وهذا بالنسبة للغرب , وأما بالنسبة لسائر المذاهب الإسلامية فمن منهم مثلاً يستهزأ ؟ الوهابية ؟ هؤلاء بكل شعائرنا يستهزؤون وليس فقط بالتطبير بل حتى باللطم والبكاء ، يقولون : رجل قتل منذ أكثر من 1300 سنة وأنتم إلى الآن تبكون عليه! , وإذا كنا نريد أن نأخذ باستهزائهم هذا فلنقفل كل حسينياتنا ولنتوقف عن إقامة العزاء للحسين عليه السلام ، فالاستهزاء إذاً ليس دليلاً ، وتراجعنا هو ضعف , فهؤلاء أصلاً يروننا كفاراً ومشركين ولا يجوزون حتى الأكل من أطعمتنا لأنها في نظرهم قد أهلت لغير الله ، فلهذا إذا استسلمت لهم وتراجعت ، فإنك شيئاً فشيئاً ستتراجع عن كل شعائرك وعقائدك لأن الآخرين يستهزؤون ... والاستهزاء في الحقيقة هو سلاح العاجزين , والإنسان الذي لديه حجة وبرهان لا يستهزأ ، بل يأتي ويناقش ويباحث , ومن منهم يأتينا ليناقش ويباحث بدل هذا الاستهزاء؟
ثم أن القضايا التي توجد عند الغرب هي أحق بالاستهزاء من قضايانا وشعاراتنا التي من ورائها دليل وبرهان وعقيدة وآيات وروايات , فمثلاً مصارعة الثيران والضحايا التي تخلفها والأموال التي تهدر فيها ، ألا تستحق الاستهزاء ؟ والمصارعة الحرة والملاكمة التي يعتزون بها ... أهذا كله لعب أم جنون؟
إذاً الاستهزاء غير وارد وهو مردود وليس بحجة للتخلي عن التطبير مثلاً .
ولنا وقفة في نهاية البحث مع كلمة حق يراد بها باطل وهي :
يقولون لنا : بدل أن تراق هذه الدماء على الأرض , فهناك مرضى ومصابين في المستشفيات بحاجة إلى هذا الدم فلماذا لا تتبرعون بهذا الدم ؟
ونحن نقول : إن هذه الكلمة براقة وجميلة فعلاً , فلابد لنا أن نتبرع للمصابين بالدم لإنقاذهم مما هم فيه . ولكن هذه الكلمة كلمة حق يراد بها باطل , لماذا؟
نحن نريد أن نسأل هذا الذي يقول هذا الكلام ، هل أنت تتبرع بالدم ؟ وإذا قال لنا نعم , أنا أتبرع بالدم في كل يوم عاشر من محرم ، فسنقول له : ولماذا هذا التبرع في اليوم العاشر من محرم بالذات ؟ الصيام في سائر أيام السنة مستحب ، فلماذا في يوم عاشر بالذات تعلق اللوح التي ترغب بصيامه وبتفطير الصائمين فيه ؟
أهدفكم من ذلك الاستحباب أم ضرب الحسين عليه السلام ؟ فالتبرع بالدم شيء طيب ولكن لماذا تخصصه في يوم العاشر بالذات ؟
الآن مثلاً عندنا في كل سنة بأول الشتاء والصيف والربيع ، هناك أوقات خاصة يهيج فيها الدم ، لماذا لا تقومون فيها بوضع إعلاناتكم للتبرع بالدم وتجندون الصحف والمنابر وراء ذلك؟