سجاد الساري
19-01-2011, 10:07 AM
ان النبي الأكرم لم يكتف بتنصيب علي منصب الامامة والخلافة كما لم يكتف
بإرجاع الأمة الإسلامية الىى أهل بيته وعترته الطاهرة ولم يقتصر على تشبيههم
بسفينة نوح بل قام ببيان عدد الأئمة الذين يتولون الخلافة بعده واحداً بعد
واحد حتى لا يبقى لمرتاب ريب ولا لشاك شك وقد جاء ذلك في الصحاح
والمسانيد بصور مختلفةلكي لاتزيغ الأمة من بعده
1ـ كلهم من قريش
روى البخاري عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي يقول
يكون إثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال
كهم من قريش
2ـ لايزال الإسلام عزيزاً
روى مسلم عن جابر بن سمرة قال سمعت
رسول الله
يقول
لايزال الإسلام عزيزاً الى اثني عشر خليفة
ثم قال كلمة لم أفهمها
فقلت لأبي ما قال؟
قال كلهم من قريش
3ـ لا يزال الدين عزيزاً منيعاً
و روى أيضاً عن جابر سمرة قال : انطلقت إلى رسول الله ومعي أبي
فسمعته يقول
لايزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى
اثني عشر خليفة فقال كلمة صمنيها
الناس فقلت لأبي ما قال؟
قال كلهم من قريش
4ـ لايزال الدين قائماً
وروى أيضاً عنه قال سمعت رسول الله
يوم جمعة عشية رجم
الأسلمي يقول لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة
أو يكون عليكم إثنا
عشر خليفة كلهم من قريش
5 ـ لا يزال الدين ظاهراً
روى أحمد في مسنده عن جابر
قال سمعت رسول الله يقول في حجة
الوداع : إن هذا الدين لن يزال ظاهراً على من ناواه ،
لا يضره مخالف ولا مفارق
حتى يمضي من امتي اثنا عشر خليفة
ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي : ما
قال : قال : كلهم من قريش
6ـ لا يزال هذا الأمر صالحاً
روى أحمد في مسنده عن جابر عن سمرة قال : جئت أنا وأبي إلى النبي ،
وهو يقول : لا يزال هذا الأمر صالحاً ، حتى يكون إثنا عشر أميراً ، ثمّ قال كلمة
لم أفهمها ، فقلت لأبي ما قال؟ قال : كلّهم من قريش
7ـ لايزال الناس بخير
و روى أيضاً عنه قال : كنت مع أبي عند رسول الله ، فقال رسول الله : لا
يزال هذا الدين عزيزاً ، أو قال : لايزال الناس بخير ـ شكّ أبو عبد الصمد ـ إلى
إثني عشر خليفة ، ثمّ قال كلمة خفيّة ، فقلت لأبي ، ما قال؟. قال : كلّهم من
قريش
الآن إلى البحث عن هؤلاء الخلفاء الاثني عشر
حتى نعرف من هم
وقد عرفهم الرسول بالخصوصيات التالية:
ـ لا يزلا الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة
ـ لايزال الدين عزيزاً منيعاً إلى إثني عشر خليفة.
ـ لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة
أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة.
ـ لايزال الدين ظاهراً على من ناواه...
حتى يمضي من أمتي إثنا عشر خليفة.
ـ لا يزال الدين هذا الأمر صالحاً حتى يكون إثنا عشر أميراً.
ـ لايزال الناس بخير إلى إثني عشر خليفة.
وقد اختلفت كلمة شراح الحديث في تعيين هؤلاء الأئمة ولا تجد بينها
كلمة تشفي العليل وتروي الغليل
لاما نقله القندوزي قال:
« إن الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده إثني عشر قد اشتهرت من
طرق كثيرة فبشرح الزمان ، وتعريف الكون والمكان ، علم أنّ مراد رسول الله
من حديثه هذا ، الأئمة الإثنا عشر من أهل بيته وعترته ؛ إذ لا يمكن أن يُحمل هذا
الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلّتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن
يحمل على الملوك الأمويين لزيادتهم على الإثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلاّ
عمر بن عبد العزيز ، ولكونه غير بني هاشم ؛ لأنّ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال
كلهم من بني هاشم ، في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته في هذا القول
يرجّح هذه الرواية ؛ لأنّهم لا يُحَسِّنون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمل على
الملوك العباسيين لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلّة رعايتهم قوله سبجانه : { قُلْ
لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } ، وحديث الكساء ، فلابدّ من أن
يُحمل على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته ؛ لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم ،
وأجَلِّهم ، وأوُرَعَهم ، وأتْقاهم ، وأعلاهُم نَسَباً ، وأفضَلَهم حَسَباً ، أَكْرَمَهِم
عند الله ، وكانت عُلُومهم عن آبائهم متصلة بجدّهم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ،
وبالوراثة اللَّدُنيَّة ، كذا عَرَّفهم أهلُ العلم والتحقيق ، وأهل الكشف والتوفيق.
و يؤيّد هذا المعنى ، أي أن مراد النبي الأئمة الإثني عشر من أهل بيته ،
ويشهد عليه ويرجّحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب
وغيرها.
وأمّا قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : كلهم يجتمع عليه الأمة في رواية جابر بن
سمرة فمراده أن الأُمة تجتمع على الإقرار بإمامة كلّهم وقت ظهور قائمهم
المهدي
و العجب من بعض المتعصبين حمل على خلفاء بني أمية من بعد الصحابة
قال « و ليس الحديث وارداً على المدح بل على استقامة السلطنة ، وهم
يزيد بن معاوية ، وابنه معاوية ، ولا يدخل عبد الله بن الزبير ؛ لأنّه من الصحابة ،
ولا مروان بن الحكم ؛ لكونه بويع بعد ابن الزبير ، فكان غاصباً ، ثمّ عبد الملك ،
ثمّ الوليد ، إلى مروان بن محمّد »
وهذا رمي للقول
فمن أين علم أنه إشارة إلى إمارة
غير الصحابة مع أنه قال يكون بعدي ثم
ما فائدة هذا الإخبار
وما حاصله؟
أضفة الى ذلك أن الرسول الأكرم أناط عزة الاسلام ومنعته وقوام
الدين وصلاح الأمة بخلافة هؤلاء
وهل كان في خلافتهم هذه الآثار أو
الذي كان هو ما يضادها؟
فكيف يمكن عمل هذه البشائر التي صدرت على سبيل
المدح على مثل يزيد بن معاوية
قاتل الامام الطاهر والفاسق المعلن بالمنكرات
والكفر والمتمثل بأشعار ابن الزبعرى المعروفة
وموبقات هذا الرجل من
استباحة دم الصحابة والتابعين ثلاثة أيام
ويعد وليد بن يزيد بن عبد الملك من خلفاء رسول الله الذين يعتز بهم الدين؟
فتح الوليد المصحف ذات يوم وقرأ قوله تعالى
{ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ
جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}
فدعى بالمصحف
فنصبه غرضاً للنشاب وأقبل يرميه وهو يقول
تهددني بجبار عنيد * فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل يارب مزقني الوليد
وذكر أن الوليد ألحد في شعر له ذكر ليه النبي
وأن الوحي لم يأته من ربه كذب
أخزاه الله من ذلك الشعر
تلَعَّبَ بالخلافة هاشمي * بلاَ وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي * و قُلْ لله يمنعني شرابي
فلم يمهل بعد قوله هذا إلا أياماً حتى قتل
و الإنسان الحر الفارغ عن كل رأي مسبق
لو أمعن النظر في هذه
الأحاديث وأمعن في تاريخ الأئمة
الاثني عشر من ولد الرسول يقف على أن هذه
الأحاديث لا تروم غيرهم فان بعضها يدل
على أن الااسلام لا ينقرض ولا ينقضي
حتى يمضي في المسلمين اثنا عشر خليفة
كلهم من قريش وبعضها يدل على أن
عزة الاسلام إما تكون إلى إثني عشر خليفة
وبعضها يدل على أن الدين قائم إلى
قيام الساعة وإلى ظهور إثني عشر خليفة
وغير ذلك من العناوين.
و هذه الخوصيات لا توجد في الأمة الاسلامية
الا في الأئمة الاثني عشر
وأذ وجد غيرهم أرجو تبيين ذالك
نرجع الى الأئمة الأثني عشر
المعروفين عند الفريقين خصوصاً(السنة والشيعة )
ما يدل على أن وجود الأئمة مستمر إلى آخر
الدهر ومن المعلوم
أن آخر الأئمة هو المهدي المنتظر الذي يعد ظهوره من أشراط الساعة
أرجو عدم الخوض في مسألة الأمام المهدي (حتى منخرج من الموضوع)
و لو أضفنا إلى هذا الروايات الكثيرة الواردة في الأئمة الاثني عشر يقطع
الانسان بأنه ليس المراداا الاهؤلاء الذين اعترف بفضلهم وورعهم تقاهم
وعلمهم ووعيهم وحلمهم وصبرهم ودرايتهم وكفايتهم الداني
والقاصي والصديق والعدو ألا وهم
علي بن أبي طالب فالحسن بن علي فالحسين بن علي فعلي بن الحسين فمحمد بن علي
فجعفربن محمد فموسى بن جعفر
فعلي بن موسى فمحمد بن علي فعلي بن محمد فالحسن بن علي
فمحمد بن الحسن العسكري المهدي المنتظر
الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت
ظلماً وجوراً صلوات الله وتحايته وسلامه عليهم أجمعين
اللهم صلي على محمد وال محمد
ترجمة القندوزيالشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم المعروف ب ( خواجة كلان ) ابن الشيخ محمد المعروف ب ( بابا خواجة ) الحسيني البلخي القندوزي الحنفي من أهل بلخ توفي في القسطنطينة 1293 كان من الأعلام الأفذاذ ، من نوابغ الحديث وفنونه ألف كتاب أجمع الفوائد ، ومشرق الأكوان ، وينابيع المودة ، الداير الساير المكرر طبعه في شتى الأقطار
وفي هدية العارفين - إسماعيل باشا البغدادي - ج 1 ص 408
القندوزي - سليمان بن خواجة كلان إبراهيم بن بابا خواجة القندوزي البلخي الصوفي الحسيني نزيل قسطنطينية ولد سنة 1220 وتوفى سنة 1294 أربع وتسعين ومائتين والف . له أجمع الفوائد . مشرق الأكوان . ينابيع المودة في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم واخبار أهل البيت في مجلد مطبوع . ابن صولة . سليمان بن إبراهيم صولة . له حصن الوجود الوافي من خبث اليهود فرغ منها سنة 1255
وفي الأعلام - خيرالدين الزركلي - ج 3 ص 125
( القندوزي ) ( 1220 - 1270 ه = 1805 - 1853 م ) سليمان بن خوجه إبراهيم قبلان الحسيني الحنفي النقشبندي القندوزي : فاضل ، من أهل بلخ ، مات في القسطنطينية . له ( ينابيع المودة - ط ) في شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البيت ( 1 ) .
( 1 ) الديباج المذهب 120 والوفيات 1 : 215 والفوات 1 : 175 ونفح الطيب 1 : 361 وسير النبلاء - خ . المجلد 15 وابن الوردي 1 : 380 والفهرس التمهيدي 160 وتهذيب ابن عساكر 6 : 248 وفي وفيات ابن
بإرجاع الأمة الإسلامية الىى أهل بيته وعترته الطاهرة ولم يقتصر على تشبيههم
بسفينة نوح بل قام ببيان عدد الأئمة الذين يتولون الخلافة بعده واحداً بعد
واحد حتى لا يبقى لمرتاب ريب ولا لشاك شك وقد جاء ذلك في الصحاح
والمسانيد بصور مختلفةلكي لاتزيغ الأمة من بعده
1ـ كلهم من قريش
روى البخاري عن جابر بن سمرة قال سمعت النبي يقول
يكون إثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي إنه قال
كهم من قريش
2ـ لايزال الإسلام عزيزاً
روى مسلم عن جابر بن سمرة قال سمعت
رسول الله
يقول
لايزال الإسلام عزيزاً الى اثني عشر خليفة
ثم قال كلمة لم أفهمها
فقلت لأبي ما قال؟
قال كلهم من قريش
3ـ لا يزال الدين عزيزاً منيعاً
و روى أيضاً عن جابر سمرة قال : انطلقت إلى رسول الله ومعي أبي
فسمعته يقول
لايزال هذا الدين عزيزاً منيعاً إلى
اثني عشر خليفة فقال كلمة صمنيها
الناس فقلت لأبي ما قال؟
قال كلهم من قريش
4ـ لايزال الدين قائماً
وروى أيضاً عنه قال سمعت رسول الله
يوم جمعة عشية رجم
الأسلمي يقول لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة
أو يكون عليكم إثنا
عشر خليفة كلهم من قريش
5 ـ لا يزال الدين ظاهراً
روى أحمد في مسنده عن جابر
قال سمعت رسول الله يقول في حجة
الوداع : إن هذا الدين لن يزال ظاهراً على من ناواه ،
لا يضره مخالف ولا مفارق
حتى يمضي من امتي اثنا عشر خليفة
ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي : ما
قال : قال : كلهم من قريش
6ـ لا يزال هذا الأمر صالحاً
روى أحمد في مسنده عن جابر عن سمرة قال : جئت أنا وأبي إلى النبي ،
وهو يقول : لا يزال هذا الأمر صالحاً ، حتى يكون إثنا عشر أميراً ، ثمّ قال كلمة
لم أفهمها ، فقلت لأبي ما قال؟ قال : كلّهم من قريش
7ـ لايزال الناس بخير
و روى أيضاً عنه قال : كنت مع أبي عند رسول الله ، فقال رسول الله : لا
يزال هذا الدين عزيزاً ، أو قال : لايزال الناس بخير ـ شكّ أبو عبد الصمد ـ إلى
إثني عشر خليفة ، ثمّ قال كلمة خفيّة ، فقلت لأبي ، ما قال؟. قال : كلّهم من
قريش
الآن إلى البحث عن هؤلاء الخلفاء الاثني عشر
حتى نعرف من هم
وقد عرفهم الرسول بالخصوصيات التالية:
ـ لا يزلا الإسلام عزيزاً إلى إثني عشر خليفة
ـ لايزال الدين عزيزاً منيعاً إلى إثني عشر خليفة.
ـ لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة
أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة.
ـ لايزال الدين ظاهراً على من ناواه...
حتى يمضي من أمتي إثنا عشر خليفة.
ـ لا يزال الدين هذا الأمر صالحاً حتى يكون إثنا عشر أميراً.
ـ لايزال الناس بخير إلى إثني عشر خليفة.
وقد اختلفت كلمة شراح الحديث في تعيين هؤلاء الأئمة ولا تجد بينها
كلمة تشفي العليل وتروي الغليل
لاما نقله القندوزي قال:
« إن الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده إثني عشر قد اشتهرت من
طرق كثيرة فبشرح الزمان ، وتعريف الكون والمكان ، علم أنّ مراد رسول الله
من حديثه هذا ، الأئمة الإثنا عشر من أهل بيته وعترته ؛ إذ لا يمكن أن يُحمل هذا
الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ، لقلّتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن
يحمل على الملوك الأمويين لزيادتهم على الإثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلاّ
عمر بن عبد العزيز ، ولكونه غير بني هاشم ؛ لأنّ النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال
كلهم من بني هاشم ، في رواية عبد الملك عن جابر ، وإخفاء صوته في هذا القول
يرجّح هذه الرواية ؛ لأنّهم لا يُحَسِّنون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمل على
الملوك العباسيين لزيادتهم على العدد المذكور ، ولقلّة رعايتهم قوله سبجانه : { قُلْ
لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } ، وحديث الكساء ، فلابدّ من أن
يُحمل على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته ؛ لأنّهم كانوا أعلم أهل زمانهم ،
وأجَلِّهم ، وأوُرَعَهم ، وأتْقاهم ، وأعلاهُم نَسَباً ، وأفضَلَهم حَسَباً ، أَكْرَمَهِم
عند الله ، وكانت عُلُومهم عن آبائهم متصلة بجدّهم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ،
وبالوراثة اللَّدُنيَّة ، كذا عَرَّفهم أهلُ العلم والتحقيق ، وأهل الكشف والتوفيق.
و يؤيّد هذا المعنى ، أي أن مراد النبي الأئمة الإثني عشر من أهل بيته ،
ويشهد عليه ويرجّحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب
وغيرها.
وأمّا قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : كلهم يجتمع عليه الأمة في رواية جابر بن
سمرة فمراده أن الأُمة تجتمع على الإقرار بإمامة كلّهم وقت ظهور قائمهم
المهدي
و العجب من بعض المتعصبين حمل على خلفاء بني أمية من بعد الصحابة
قال « و ليس الحديث وارداً على المدح بل على استقامة السلطنة ، وهم
يزيد بن معاوية ، وابنه معاوية ، ولا يدخل عبد الله بن الزبير ؛ لأنّه من الصحابة ،
ولا مروان بن الحكم ؛ لكونه بويع بعد ابن الزبير ، فكان غاصباً ، ثمّ عبد الملك ،
ثمّ الوليد ، إلى مروان بن محمّد »
وهذا رمي للقول
فمن أين علم أنه إشارة إلى إمارة
غير الصحابة مع أنه قال يكون بعدي ثم
ما فائدة هذا الإخبار
وما حاصله؟
أضفة الى ذلك أن الرسول الأكرم أناط عزة الاسلام ومنعته وقوام
الدين وصلاح الأمة بخلافة هؤلاء
وهل كان في خلافتهم هذه الآثار أو
الذي كان هو ما يضادها؟
فكيف يمكن عمل هذه البشائر التي صدرت على سبيل
المدح على مثل يزيد بن معاوية
قاتل الامام الطاهر والفاسق المعلن بالمنكرات
والكفر والمتمثل بأشعار ابن الزبعرى المعروفة
وموبقات هذا الرجل من
استباحة دم الصحابة والتابعين ثلاثة أيام
ويعد وليد بن يزيد بن عبد الملك من خلفاء رسول الله الذين يعتز بهم الدين؟
فتح الوليد المصحف ذات يوم وقرأ قوله تعالى
{ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ
جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}
فدعى بالمصحف
فنصبه غرضاً للنشاب وأقبل يرميه وهو يقول
تهددني بجبار عنيد * فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل يارب مزقني الوليد
وذكر أن الوليد ألحد في شعر له ذكر ليه النبي
وأن الوحي لم يأته من ربه كذب
أخزاه الله من ذلك الشعر
تلَعَّبَ بالخلافة هاشمي * بلاَ وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله يمنعني طعامي * و قُلْ لله يمنعني شرابي
فلم يمهل بعد قوله هذا إلا أياماً حتى قتل
و الإنسان الحر الفارغ عن كل رأي مسبق
لو أمعن النظر في هذه
الأحاديث وأمعن في تاريخ الأئمة
الاثني عشر من ولد الرسول يقف على أن هذه
الأحاديث لا تروم غيرهم فان بعضها يدل
على أن الااسلام لا ينقرض ولا ينقضي
حتى يمضي في المسلمين اثنا عشر خليفة
كلهم من قريش وبعضها يدل على أن
عزة الاسلام إما تكون إلى إثني عشر خليفة
وبعضها يدل على أن الدين قائم إلى
قيام الساعة وإلى ظهور إثني عشر خليفة
وغير ذلك من العناوين.
و هذه الخوصيات لا توجد في الأمة الاسلامية
الا في الأئمة الاثني عشر
وأذ وجد غيرهم أرجو تبيين ذالك
نرجع الى الأئمة الأثني عشر
المعروفين عند الفريقين خصوصاً(السنة والشيعة )
ما يدل على أن وجود الأئمة مستمر إلى آخر
الدهر ومن المعلوم
أن آخر الأئمة هو المهدي المنتظر الذي يعد ظهوره من أشراط الساعة
أرجو عدم الخوض في مسألة الأمام المهدي (حتى منخرج من الموضوع)
و لو أضفنا إلى هذا الروايات الكثيرة الواردة في الأئمة الاثني عشر يقطع
الانسان بأنه ليس المراداا الاهؤلاء الذين اعترف بفضلهم وورعهم تقاهم
وعلمهم ووعيهم وحلمهم وصبرهم ودرايتهم وكفايتهم الداني
والقاصي والصديق والعدو ألا وهم
علي بن أبي طالب فالحسن بن علي فالحسين بن علي فعلي بن الحسين فمحمد بن علي
فجعفربن محمد فموسى بن جعفر
فعلي بن موسى فمحمد بن علي فعلي بن محمد فالحسن بن علي
فمحمد بن الحسن العسكري المهدي المنتظر
الذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت
ظلماً وجوراً صلوات الله وتحايته وسلامه عليهم أجمعين
اللهم صلي على محمد وال محمد
ترجمة القندوزيالشيخ سليمان بن الشيخ إبراهيم المعروف ب ( خواجة كلان ) ابن الشيخ محمد المعروف ب ( بابا خواجة ) الحسيني البلخي القندوزي الحنفي من أهل بلخ توفي في القسطنطينة 1293 كان من الأعلام الأفذاذ ، من نوابغ الحديث وفنونه ألف كتاب أجمع الفوائد ، ومشرق الأكوان ، وينابيع المودة ، الداير الساير المكرر طبعه في شتى الأقطار
وفي هدية العارفين - إسماعيل باشا البغدادي - ج 1 ص 408
القندوزي - سليمان بن خواجة كلان إبراهيم بن بابا خواجة القندوزي البلخي الصوفي الحسيني نزيل قسطنطينية ولد سنة 1220 وتوفى سنة 1294 أربع وتسعين ومائتين والف . له أجمع الفوائد . مشرق الأكوان . ينابيع المودة في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم واخبار أهل البيت في مجلد مطبوع . ابن صولة . سليمان بن إبراهيم صولة . له حصن الوجود الوافي من خبث اليهود فرغ منها سنة 1255
وفي الأعلام - خيرالدين الزركلي - ج 3 ص 125
( القندوزي ) ( 1220 - 1270 ه = 1805 - 1853 م ) سليمان بن خوجه إبراهيم قبلان الحسيني الحنفي النقشبندي القندوزي : فاضل ، من أهل بلخ ، مات في القسطنطينية . له ( ينابيع المودة - ط ) في شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البيت ( 1 ) .
( 1 ) الديباج المذهب 120 والوفيات 1 : 215 والفوات 1 : 175 ونفح الطيب 1 : 361 وسير النبلاء - خ . المجلد 15 وابن الوردي 1 : 380 والفهرس التمهيدي 160 وتهذيب ابن عساكر 6 : 248 وفي وفيات ابن