المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماحصل قبل وبعد وفاة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم


الشاعر333
28-01-2011, 11:37 PM
فهرس بأحداث أيام وفاة النبي صلى الله عليه وآله

http://www.shi3voice.com/uploads/articles-up-13-592252445.jpg

بسم الله الرحمن الرحيم


فهرس أولي بأحداث أيام وفاة النبي صلى الله عليه وآله !

حاولتُ أن أضع تقويماً زمنياً لمراسم تغسيل النبي صلى الله عليه وآله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، يضم الأحداث الخطيرة التي وقعت أثناء ذلك وبعده ، الى أسبوعين من وفاته صلى الله عليه وآله ، فوجدت ذلك مهمة صعبة ، لأن رواة الخلافة القرشية حرصوا على التعتيم عليها وتشويشها ! فجاءت نصوصها متضاربة ، ينفي بعضها الآخر !
وتذكرت ماجرى للشيخ متولي شعراوي عندما قرأ في محاضرته في التلفزيون المصري كلام علي عليه السلام في وداع فاطمة بعد دفنها عليهما السلام ، وعلَّق عليه الشعراوي بأنه يدل على وجود أحداث خطيرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ينبغي أن نكشفها !
والكلام الذي قراه هو: ( السلام عليك يارسول الله ، عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ، والسريعة اللحاق بك . قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبرى ، ورق عنها تجلدي ، إلا أن لي في التأسِّي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضعَ تَعَزٍّ . فلقد وسَّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك . إنا لله وإنا إليه راجعون ، فلقد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة . أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال واستخبرها الحال ! هذا ولم يطل العهد ، ولم يخل منك الذكر , والسلام عليكما سلام مودع لا قالٍ ولا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين). (نهج البلاغة:2/182، وروي في غيره )

وفي اليوم الثاني لكلام الشعراوي خرجت صحيفة مصرية تتساءل: هل تشيع الشعراوي ؟! وبذلك أسكتوه عن البحث في تلك الأحداث ، بل عن ذكرها !
فإذا كانت هذه حال عالم سني معروف كالشعراوي ، وبعد ألف وأربع مئة سنة من الحادثة ، وفي مصر التي يحب شعبها أهل البيت وفاطمة الزهراء عليهم السلام خاصة ! فما بال من يحاول كشف تلك الأحداث في عصور حكم الخلافة القرشية ؟!
فالعجيب هو ما وصل الينا ، وليس العجيب ماأخفوه !
وهذا تقويم تقريبي لتلك الأحداث ، وهو قابل للإتساع:

1- يوم الأحد لَدَّتْ عائشة وحفصة النبي صلى الله عليه وآله ، أي سقتاه (دواء) في حال إغمائه ، رغم نهيه المشدد عن ذلك كما في البخاري ! فلما أفاق من إغمائه غضب من فعلهما وأمر أن يسقى كل من كان موجوداً غير بني هاشم ، ذلك الدواء ! وتدهورت حالة النبي صلى الله عليه وآله بعد ذلك حتى توفي في ظهر يوم الإثنين ! (راجع صحيح البخاري:5/143و7/17، وغيره)

2-كان عدد الطلقاء الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وآله في جيش أسامة سبع مئة نفر منهم أبو بكر وعمر وغيرهم ، وقد تباطأ قسم منهم عن الإلتحاق بمعسكر أسامة في الجرف ، ثم ترك المعسكر من التحق منهم يوم الأحد ، وعادوا الى المدينة !
قال في فتح الباري:8/116: (وعند الواقدي أيضاً أن عدة ذلك الجيش(جيش أسامة) كانت ثلاثة آلاف ، فيهم سبعمائة من قريش ) . انتهى.

3- باشر علي عليه السلام بمراسم تجهيز النبي صلى الله عليه وآله ، بعد ظهر يوم الإثنين الى صباح الثلاثاء ، وأذن للمسلمين أن يصلوا على جنازته فرادى من ضحى ذلك اليوم الى العصر ، ثم أخذ يواجه ضغط أبي بكر وعمر ومبعوثيهما ، ثم مجيئهما الى بيته يطالبونه ومن معه بالبيعة لهم ، ويهدودنه بالهجوم على بيته إن لم يبايع !!

4- دبَّر الحزب القرشي بيعة أبي بكر في السقيفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بنحو ساعتين فقط ! وساعدهم رؤساء الأوس ، حسداً لسعد بن عبادة رئيس الخزرج أن يصير هو الخليفة! ولم يثبت أن سعداً أو أحداً من الأنصار دعا الى اجتماع في السقيفة لبحث خلافة النبي صلى الله عليه وآله ، بل كانت السقيفة محل استقبال سعد وضيافته وهي فسحة من الشارع مسقوفة سميت باسم جيرانها بني ساعدة الخزرجيين ، وكان سعد مريضاً نائماً فيها يزوره الناس ، فاختارها الحزب القرشي للصفق على يد أبي بكر لوجود سعد وعدد من رجال الأنصار حوله ، فتركا جنازة النبي صلى الله عليه وآله واسرعا الى السقيفة ، وفتحا الموضوع وناقشا سعداً ومن حضر ، فقال بعض الأنصار لانبايع إلا علياً ، وقال بعضهم إن لم تريدوا علياً فالأنصار وسعد أولى منكم ، فبادر أبو بكر الى القول إني رضيت لكم أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة فبايعوا أحدهما ! فقال عمر لا نتقدم عليك ، وأخذ يده وصفق عليها هو وأبو عبيدة ، ثم بايعه ثلاثة أشخاص من الأوس المضادين لسعد !
وهكذا أعلنوا بيعة أبي بكر التي بحيلة من غير مشورة ، وساندهم كل القرشيين الطلقاء وكانو ألوفاً في المدينة ! وقد وصف عمر في خلافته بيعة أبي بكر بأنها كانت فلتة ونجحت ، وسمع أن بعضهم يقول إنه سيبادر بعد وفاة عمر الى مثلها ، فأصدر أمراً بقتل من بادر الى مثلها . رواه البخاري:8/25 !

5- اعترض سعد بن عبادة المريض المثقل ، على تصرفهم ، لكن الحزب القرشي تغلبوا عليه وشتموه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده الى بيته !
وعندما انسحب سعد صارت السقيفة بيد القرشيين ، واتخذوها مقراً لبيعة أبي بكر ، ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم !

6- ترك أبو بكر وعمر والقرشيون جنازة النبي صلى الله عليه وآله لعترته ، وعشيرته بني هاشم ! حتى أن مسجد النبي صلى الله عليه وآله ومحيطه كان في الأيام الثلاثة بعد وفاته صلى الله عليه وآله شبه خال ! وانشغل الصحابة إلا المنقطعون الى أهل البيت عليهم السلام بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وانشغلت فعاليات الحزب القرشي وهم: أبو بكر ، وعمر ، وعائشة ، وحفصة ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى حذيفة ، ومعهم بعض الأوس ، بمعالجة موقف الأنصار ، وكانوا يزورون زعماءهم في أحيائهم لإقناعهم ببيعة أبي بكر ، ومنع تأثير سعد وعلي عليهم !

7- في اليوم الثاني جاء أنصار أبي بكر وعمر من الطلقاء الى مسجد النبي صلى الله عليه وآله مشمِّرين أزرهم، يزفون أبا بكر زفةً مسلحة ، ويهددون من لم يبايع بالقتل !
وأصعد عمر أبا بكر على منبر النبي صلى الله عليه وآله وبايعه بعض الناس ، وصلى بهم المغرب ثم عاد الى السقيفة ، ولم يزوروا بيت النبي صلى الله عليه وآله ، ولم يصلوا على جنازته !

8- في مساء الثلاثاء وليلة الأربعاء ، قام عليٌّ عليه السلام بدفن جنازة النبي صلى الله عليه وآله بعد منتصف الليل ، وحضر مراسم الدفن بنو هاشم وبعض الأنصار ، وأفراد نادرون من القرشيين ، ولم يحضرها أحد من قادة الحزب القرشي !

9- في ليلة الخميس قام أمير المؤمنين ومعه فاطمة والحسنان عليهما السلام بجولة على بيوت الأنصار ، وطالبوهم بالوفاء ببيعتهم للنبي صلى الله عليه وآله على النصرة ، حيث شرط عليهم فيها أن يدافعوا عنه وعن أهل بيته وذريته كما يدافعون عن بيوتهم وذراريهم.. فاستجاب له منهم أربعة وأربعون رجلاً ، فطلب منهم أن يأتوه غداً محلقين رؤوسهم مستعدين للموت ، فلم يأته إلا أربعة !
ثم أعاد أمير المؤمنين عليه السلام جولته على الأنصار وبعض المهاجرين ليلة الجمعة ثم ليلة السبت ! فلم يأته غير أولئك الأربعة: المقداد ، وعمار ، وأبو ذر، وسلمان!

10- في هذ المدة أرسل الحزب القرشي الى أسامة وهو في معسكره بالجرف خارج المدينة ، أن ينهي المعسكر ويأتي ومن بقي معه الى المدينة ، ويبايعوا أبا بكر لأن المسلمين بايعوه ، فاحتج عليهم أسامة بأن النبي صلى الله عليه وآله توفي وهو أمير على أبي بكر ، فأبو بكر مازال جندياً تحت إمرته !
قال الطبرسي في إعلام الورى:1/269: (فما كان بين خروج أسامة ورجوعه إلى المدينة الا نحو من أربعين يوماًً ، فلما قدم المدينة قام على باب المسجد ثم صاح: يا معشر المسلمين ، عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فتأمَّر عليَّ وعزلني ) ! انتهى .

11- تخوف الحزب القرشي من علي عليه السلام أن يجد أنصاراً وينهض ضدهم ، لذا تتابعت رسل أبي بكر اليه بالحضور الى السقيفة ليبايعه ، فكان يتعلل بأنه مشغول بمراسم دفن النبي صلى الله عليه وآله ، ثم بجمع القرآن . لكنهم واصلوا الضغط عليه ، وصعَّدوا تهديدهم ، وجاؤوا مسلحين في جمع من الطلقاء الى باب داره مرات ، فتلاسن معهم بعض أنصاره ، لكنهم تغلبوا عليهم واقتحموا البيت بالقوة ، وأخذوا علياً مقيداً الى السقيفة ، فحاججهم بقوة منطق ، فسكتوا عنه ذلك اليوم .
وهذه الحادثة هي الهجوم الأول على بيت علي وفاطمة عليهما السلام ، وقد يكون وقتها يوم الأربعاء أو الخميس !
12- اتفق اثنا عشر صحابياً من المهاجرين والأنصار على أن يخطبوا في المسجد النبوي في يوم الجمعة التي تلت وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، ويقيموا الحجة على أبي بكر وعمر ، فتكلموا جميعاً وبينوا وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام وبيعة المسلمين له يوم الغدير ، وأدانوا مؤامرة السقيفة !
ففي الإحتجاج للطبرسي:1/97: (عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أنكر على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم كان الذي أنكر على أبي بكر اثنا عشر رجلاً:
من المهاجرين خالد بن سعيد بن العاص ، وكان من بني أمية ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، والمقداد بن الأسود ، وعمار بن ياسر، وبريدة الأسلمي .
ومن الأنصار: أبو الهيثم بن التيهان ، وسهل وعثمان ابنا حنيف ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وأبيّ بن كعب ، وأبو أيوب الأنصاري .
قال: فلما صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض: والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ! وقال آخرون منهم: والله لئن فعلتم ذلك إذاً أعنتم على أنفسكم فقد قال الله عز وجل: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ، فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين عليه السلام لنستشيره ونستطلع رأيه، فانطلق القوم إلى أمير المؤمنين بأجمعهم فقالوا: يا أمير المؤمنين تركت حقاً أنت أحق به وأولى به من غيرك ، لأنا سمعنا رسول الله يقول(علي مع الحق والحق مع علي يميل مع الحق كيفما مال) ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ، فجئناك لنستشيرك ونستطلع رأيك فما تأمرنا ؟ فقال أمير المؤمنين: وأيم الله لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حرباً ، ولكنكم كالملح في الزاد وكالكحل في العين.....
فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول نبيكم ، ليكون ذلك أوكد للحجة وأبلغ للعذر وأبعد لهم من رسول الله صلى الله عليه وآله إذا وردوا عليه .
فسار القوم حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يوم الجمعة ، فلما صعد أبو بكر المنبر قال المهاجرون للأنصار: تقدموا وتكلموا ، فقال الأنصار للمهاجرين: بل تكلموا وتقدموا أنتم ، فإن الله عز وجل بدأ بكم في الكتاب.....
فأول من تكلم به خالد بن سعيد بن العاص ، ثم باقي المهاجرين ، ثم بعدهم الأنصار .... فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال:
إتق الله يا أبا بكر ، فقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله له باب النصر ، وقد قتل علي بن أبي طالب عليه السلام يومئذ عدة من صناديد رجالهم وأولي البأس والنجدة منهم:
يامعاشر المهاجرين والأنصار إني موصيكم بوصية فاحفظوها ومودعكم أمراً فاحفظوه ، ألا إن علي بن أبي طالب أميركم بعدي وخليفتي فيكم ، بذلك أوصاني ربي . ألا وإنكم إن لم تحفظوا فيه وصيتي وتوازروه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم واضطرب عليكم أمر دينكم ووليكم أشراركم .
ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون لأمري والعالمون لأمر أمتي من بعدي . اللهم من أطاعهم من أمتي وحفظ فيهم وصيتي فاحشرهم في زمرتي واجعل لهم نصيباً من مرافقتي ، يدركون به نور الآخرة . اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فاحرمه الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض !

فقال له عمر بن الخطاب: أسكت يا خالد ، فلست من أهل المشورة ، ولا ممن يقتدى برأيه ! فقال له خالد: بل أسكت أنت يابن الخطاب ، فإنك تنطق على لسان غيرك وأيم الله لقد علمت قريش أنك من ألأمها حسباً ، وأدناها منصباً ، وأخسها قدراً ، وأخملها ذكراً ، وأقلهم غناءاً عن الله ورسوله ، وإنك لجبان في الحروب ، بخيل بالمال ، لئيم العنصر ، مالك في قريش من فخر ، ولا في الحروب من ذكر ، وإنك في هذا الأمر بمنزلة الشيطان: إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرئٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِين . فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ !! فأبلس عمر ، وجلس خالد بن سعيد...الخ) .

13- من المرجح أن الهجوم الثاني وقع بعد احتجاج وجهاء الصحابة يوم الجمعة في المسجد على أبي بكر وعمر ، وهو الهجوم الذي أشعلوا فيه النار حول البيت ، ثم دفعوا الباب على الزهراء عليها السلام ، وضربوها وأسقطوا جنينها ، ثم أخذوا علياً عليه السلام ثانيةً الى السقيفة وهددوه بالقتل إن لم يبايع أبا بكر !

14- كان تأثير احتجاج الصحابة الإثني عشر في المسجد قوياً ، فقد فقد أحدث موجة ضد مؤامرة السقيفة ، وضعف أبو بكر وانكسر أمام خطبهم ، ولزم بيته ثلاثة أيام وأخذ يلوم عمر على توريطه في الأمر ن حتى أنه وآخرون من الحزب القرشي فكروا أن يعيدوا الخلافة شورى بين المسلمين !
لكن عمر وبخهم وثبتهم ، ثم دبَّر موجة لمصلحة الحزب القرشي ، فاتفق مع جماعة من البدو القريبين أن يدخلوا المدينة ويعلنوا بيعتهم لأبي بكر !
قال الطبري في تاريخه:2/458: (حدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي أن أسلمَ أقبلت بجماعتها حتى تضايقت بهم السكك فبايعوا أبا بكر ، فكان عمر يقول: ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر ) !

15- في يوم الجمعة الثانية لوفاة النبي صلى الله عليه وآله خطب علي عليه السلام في مسجد النبي خطبته البليغة القوية المعروفة بـ (خطبة الوسيلة) ! وكانت تأكيداً لإقامة الحجة على أهل السقيفة وغيرهم ، بيَّن فيها مقام النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام عند الله ، ويوم القيامة ، وواجب الأمة تجاههم . وقد جاء في مقدمتها قول الإمام الباقر عليه السلام لجابر بن يزيد الجعفي&: إسمع وع وبلغ حيث انتهت بك راحلتك إن أمير المؤمنين عليه السلام خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وذلك حين فرغ من جمع القرآن ، وتأليفه فقال: الحمد لله الذي منع الأوهام أن تنال إلا وجوده وحجب العقول أن تتخيل ذاته لامتناعها من الشبه والتشاكل ، بل هو الذي لا يتفاوت في ذاته ولايتبعض بتجزئة العدد في كماله...) الخ. وهي خطبة طويلة. ( الكافي:8 /18).

16– أما مجئ الصديقة الزهراء عليها السلام الىالمسجد ، وخطبتها البليغة المشهورة فيه ، فوقتها بعد أحداث السقيفة وهجومهم على بيتها وضربها وإسقاط جنينها ! فبعد هجومهم على العترة عليهم السلام وإجبارهم على البيعة ، شنوا عليهم حرباً اقتصادية لغرض إفقارهم ، فحرموهم الخمس الذي لهم ، وصادروا أوقاف النبي صلى الله عليه وآله وهي سبعة بساتين ، وصادروا منها مزرعة فدك التي أعطاها إياها النبي صلى الله عليه وآله عندما نزل قوله تعالى (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)، ومنعوها أن ترث من أبيها صلى الله عليه وآله أي شئ ، فرأت الصديقة الزهراء عليها السلام في ذلك مناسبةً لأن تخطب في المسجد ، وتؤكد إقامة الحجة عليهم ، وتفضح مؤامرتهم !

17- يبدو أن حادثة ضرب عمر للصديقة الزهراء عليها السلام في الطريق ،كان بعد يوم أو أكثر من خطبتها في المسجد النبوي ، فقدكتب لها أبو بكر كتاباً باسترجاع فدك ، فبلغ ذلك عمر ، فلحقها في الطريق وضربها وأخذ منها الكتاب ومزقه !

بقلم : الشيخ العاملي حفظه المولى .