المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل الدين الإسلامي دين عروبي؟


عبود مزهر الكرخي
29-01-2011, 03:35 PM
هل الدين الإسلامي دين عروبي؟


أكتب مقالتي وبعد ملاحظتي بروز ظاهرة واضحة وقوية وهو عن هوية ديننا الإسلامي وهل هو دين عروبي أو عربي خالص بحيث هو يختص بأمتنا العربية أم هو دين لكل البشرية .


وهذه الظاهرة برزت بعد السقوط وظهور تيار ينادي بعروبة ديننا وأن أي عالم يتكلم أو فقيه وحتى مذهب يتهم بتبعيته لهذه الدولة الأعجمية(أي الغير عربية) أو تلك ولنكن واقعيين ولنضع أيدينا على الجرح يتهم الشيعة بأن العالم الفلاني ذلك أو غيره بأنه فارسي أو غير ذلك وهو السبب في انحراف الدين الإسلامي عن مساره الصحيح وليصل الأمر باتهام المذهب الشيعي بأنهم فرس وأنهم تبعية إلى غير ذلك من نعوت وصفات شتى.


ولأذكر لهم الحادثة وعندما كنت في الغربة حدث أنه كان معنا أخت مدرسة فاضلة وزوجها قد تم أسره في حرب العراق مع إيران وتم أسره وعمر ولده ثلاثة أشهر وبقى في الأسر مدة سبعة عشر سنة وعندما فك أسره التحق بزوجته وهو مدرس أيضاً وتعرفنا وكان مثال للأخلاق الفاضلة ونعم الرجل وهو من محافظة الأنبار وفي إحدى النقاشات وقبل سقوط الصنم هدام وكنا نتحدث عما تؤول إليه الأوضاع في العراق ومن خلال نقاشاتنا التي كلها تنادي بضرورة سقوط الصنم لظلمه وتعسفه الجائر على شعبنا وفجأة انه قال لنا إنا ومعي أخ من الناصرية أنكم ذيول ويقصد ذيول لإيران.


وهذه الكلمة قد آلمتنا كثيراً عند ذلك قلت له أنك اكتويت من نار صدام بحيث بقيت في الأسر (17)سنة بحيث عندما عدت لم يعرفك ولدك الذي بلغ مرحلة الشباب وأنك كنت في كل أحاديثك تهاجم النظام لما قام به من حرب لا ناقة لها فيها ولاجمل وتتمنى سقوط النظام ثم لتقول عنا هذا القول وصفنا بهذا القول الذي لا أساس من الصحة.


وهذا القول والصفة منتشرة في كافة النقاشات وفي كافة المنتديات التي يتم التحاور والتي يعرف كل من يناقش بها ويتهمنا أنها غير واقعية وما أنزل الله بها من سلطان.


فالشيعة يتمركزون في الجنوب والفرات الأوسط وهم كلهم عشائر عربية ضاربة في العروبة وهم من مضر وهم إما قحطانيين الذين هم وكما في الأنساب(عنزة) والذي أنتسب إليها أو عدنانيين وهم عشائر شمر والذين تنسب إليهم كل عشائرنا وهم نزحوا من نجد والحجاز واليمن فأين الصفة الفارسية في تلك الأصول المتجذرة للشيعة وأنهم عرب أقحاح موغلين في العروبة ولكن تنسب هذه الصفة من قبل كل مبغض لأهل البيت وبالذات الأمام علي(ع) وهذا كان بتوجيه وتحريف من قبل التيار الأموي والعباسي الذي عمل ماعمل في تزوير وتشويه الحقائق في سبيل النيل من ديننا الإسلامي وبالذات من نبينا الأكرم محمد(ص) والإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) وولده الأئمة المعصومين(سلام الله عليهم أجمعين) وهو كان الحقد الأموي على بني هاشم وهو حقد متوارث من زمن حرب من بني أمية وعبد المطلب من بني هاشم بحيث عندما تسلم الخلافة عثمان بن عفان قال أبو سفيان وكان أعمى في جمع بني امية يهنئوه بالخلافة قال بالحرف الواحد((تلاقفوها بني أميه تلاقف الكرة للصبية فوالذي اعبد أن لاجنة ولانار أصبح الملك بيد غلماننا))وهذا ما اشار في كتابه الكاتب والمفكر عباس محمود العقاد في كتابه((سيرة أبي الشهداء الحسين بن علي))وهو كتاب يشير إلى جذور الصراع الممتد منذ القدم بين بني هاشم وبني أمية يحلل فيه الأمور والتي انتهى هذا العداء بسفك دم الحسين(ع) في واقعة الطف من قبل اللعين يزيد.


ومن هذاالحقد الأموي كان السبب في ادخال الكثير من الأحاديث المنسوبة للرسول في سبيل تمجيد معاوية وبني أمية بحيث أصبح معاوية الأفاق كاتب وحي الرسول وهناك الأدهى من ذلك بحيث أدخلت احاديث بأنه لا يجوز سب ابو سفيان رأس الشرك والنفاق والذي حارب الرسول وجيش الجيوش في محاربة الدعوة الإسلامية لا يجوز سبه لأنه مسلم وأصبح أبو طالب عم النبي والذي أزره ووقف معه في اشد لحظات الضيق للإسلام مات ويقولون انه كافر وهذا هو كان كله بغض الأمويين للإمام علي(ع)والذي ظل يسب على المنابر لمدة سبعين سنة وهو صحابي وابن عم الرسول(ص) ولكن يأتي أبن تيمية أو محمد عبد الوهاب السلفيين ليكفروا من يقوم بذلك ولكن يكفرون كل من يحط من شأن صحابة الرسول ويعتبرون الكفر بحد ذاته فهذا هو التاريخ المحرف والمشوه والذي برع الأمويين ومن بعدهم العباسيين في تزويره وتحريفه وبذلوا في ذلك النفيس والغالي في سبيل ذلك وتحريف الحق.


واستمر ذلك الحقد والتزوير وعبر الأجيال ليصل الى مرحلتنا ولتظهر كل الدعوات التي تدعي بعروبية ديننا الإسلامي وحتى من يستند أو يقلد المرجع الغير عربي يعتبر فارسياً او تبعياً لهذه الجهة أو تلك وتم أبتداع عبارات جديدة هي الصفوية أو أنت صفوي إلى أخر هذه الصفات والنعوت والتي قام وعاظ السلاطين على ابتداعها وإلصاقها بكل من يحاول إن يسير بالدين الإسلامي إلى المسار الصحيح وإبعاده عن كل دعوات العنصرية والشعوبية وجعل الدين خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى.


ولنأتي على ماهية الدين وبالعموم فمن المعلوم إن الأديان هي أممية فلا تختص بقومية معينة أو لبلد معين أو أمة معينة ولهذا كانت الأديان البشر ولكل الناس ولو لاحظنا الأديان الأخرى لوجدنا ما يثبت حقيقة كلامنا فحتى الأديان غير السماوية أنها تعمل بهذا المفهوم فنلاحظ أن الديانة البوذية لا تختص بالهند أو الصين أو اليابان بل لكل هؤلاء الأمم وحتى نلاحظ أن قسم من الأوربيين قد دخلوا في هذا الدين نتيجة وجود الفراغ الروحي الذين يفتقدونه في أوطانهم وأديانهم وهذا هو الحال مع باقي الأديان الغير السماوية الأخرى.


ولنأتي إلى الأديان السماوية فنلاحظ إن الدين المسيحي لا يشمل أوربا أو الغرب بل كل العالم بدليل انتشاره في مختلف أنحاء العالم وهذا ناتج هو دين أممي كما ذكرنا وهنا نلاحظ أن الرتبة الدينية تتم على أساس مقدار العلم والخدمة التي يقضيها في علم اللاهوت أو في سلك الرهبنة ولهذا نلاحظ أن بابا الفاتيكان الحالي هو ألماني الجنسية ولم ينظر لدولته بالرغم من النظرة الأوربية لألمانيا حول دخولها في عدة حروب عالمية مع الدول الغربية وكذلك الذي قبله كان من بولندا وهو من دولة شرقية وتم اختياره في أجواء الحرب الباردة السائدة بين القطبين العالميين أميركا وروسيا ولكن تم اختياره على أساس مدى علمه ومنزلته الدينية ومقدار خدمته الدينية ولم ينظر بأي حال من الأحوال إلى جنسيته وقوميته وحتى لو لاحظنا في تنصيب البابا الأخير بنديكوت السادس عشر الألماني لاحظنا وجود كاردينال أسمر البشرة وهو يأتي في المرتبة بعد البابا ولهذا لا ينظر بأي حال من الأحوال إلى اللون أو الجنسية أو القومية لأنه دين أممي وحتى مفكريهم تجدهم من جنسيات وقوميات شتى.


ونفس الشيء ينطبق على الدين اليهودي فنلاحظ إن المجتمع الإسرائيلي يتكون من الأشكنازي(اليهود الغربيين) والسفرديم (اليهود الشرقيين) والفلاشا(اليهود السود) ومن المعلوم أن إن الأشكنازي هم الطبقة العليا في المجتمع الإسرائيلي والذين يستلمون اغلب المناصب المهمة والحساسة في الدولة ويأتي بعدها السفرديم في التسلسل ليأتي في الأخير الفلاشا.


ولكن نلاحظ في اختيار الحاخام عندهم لايتم أتباع هذا التسلسل وخصوصا في انتخاب الحاخام الأكبر الذي يأتي بعد مشاورات طويلة يتبعون كل الأمور الخاصة في كيفية انتخاب هذا الحاخام وبغض النظر عن اللون أو ماهية نوعية اليهودي لأنها أمور تختص بالدين والمنزلة والمرتبة الفقهية لدينهم حالهم حال الدين المسيحي.


ولطول المقالة نكمل في الجزء الأخر في مقالة قادمة إن كان لنا في العمر بقية الموضع لنناقش النظرة الإسلامية الصحيحة لديننا الإسلامي أنشاءالله.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

al-baghdady
30-01-2011, 05:29 PM
ديننا الحنيف
هو دين للإنسانية جمعاء
نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم هو رحمة للعالمين
مقالك أكثر من قيم أخي عبود
البغدادي