عاشق داحي الباب
01-02-2011, 05:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
قال الطبراني في معجمه الأوسط : ( حدثنا أحمد قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك قال أهدت أم أيمن إلى النبي طائرا بين رغيفين فجاء النبي فقال هل عندكم شيء فجاءته بالطائر فرفع يديه فقال المعجم اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي فقلت إن رسول الله مشغول وإنما دخل النبي آنفا النبي من الطائر شيئا ثم رفع يده فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي فارتفع الصوت بيني وبينه فقال النبي لها خلة من كان يدخل فقال النبي والي يا رب ثلاث مرات فأكل مع رسول الله حتى فرغا ) .
قال الطبراني : ( لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا عبد الرزاق تفرد به سلمة )
أقول أنا التلميذ :
هذه الرواية يرويها الحافظ الطبراني عن ( أحمد) والظاهر أنه أحمد بن حنبل ، فالطبراني من الرواة عن أحمد بن حنبل ، وسلمة بن شبيب الذي يروي عنه أحمد لا يوجد من بين من روى عنه من اسمه أحمد سوى أحمد بن حنبل،
وأحمد يروي هذه الرواية عن ( سلمة بن شبيب ) وهو ثقة
وسلمة بن شبيب يرويها عن ( عبد الرزاق ) وهو الحافظ الثقة
وهو يرويها عن ( الأوزاعي ) وهو ( عبد الرحمن بن عمرو ) وهو ثقة الحافظ الفقيه الزاهد
وهو يرويها عن ( يحيى بن أبي كثير ) وهو ثقة
وهو يرويها عن ( أنس بن مالك ) وهو صحابي
فما هو قول الأخوة من أهل السنة في ذلك ؟
وما هي إشكالاتهم على هذا السند ؟
نضع بين يدي الأحبة الموالين الكرام تصحيحاً لحديث الطائر المشوي من طريق الصحابي ( سفينة ) ...
أخرج الطبراني في المعجم الكبير فقال: (حدثنا عبيد العجلي، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا سليمان بن قرم، عن فطر بن خليفة، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم واليّ ) (1) .
الكلام عن رجال السند :
* فالطبراني هو سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني من كبار حفاظ أهل السنة وثقاتهم.
* عبيد العجلي هو: الحسين بن محمد بن حاتم الطويل أبو علي قال عنه الخطيب البغدادي في تاريخه: (وكان ثقة حافظاً متقناً) (2)، ووصفة الذهبي بالحافظ الإمام المجود (3) .
* وإبراهيم بن سعيد هو أبو إسحاق البغدادي الجوهري ثقة روى له الجماعة سوى البخاري، وثقه الدارقطني والخليلي وابن حبّان والنسائي والخطيب البغدادي وغيرهم (4).
* وحسين بن محمد هو ابن بهرام أبو أحمد المروزي ، الحافظ الثقة من رجال الجميع، وثقه ابن سعد وابن حبّان والعجلي وغيرهم، وقال عنه النسائي: (لا بأس به) (5).
* وسليمان بن قرم هو ابن معاذ أبو داود الضبي، وينسب تارة إلى جدّه فيقال: سليمان بن معاذ، من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (كان أبي يتبع حديث قطبة بن عبد العزيز وسليمان بن قرم ويزيد بن عبد العزيز ابن سياه، وقال: هؤلاء قوم ثقات، وهم أتم حديثاً من سفيان وشعبة، هم أصحاب كتب وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم، وقال محمد بن عوف الطائي عن أحمد بن حنبل لا أرى به بأساً لكنه كان يفرط في التشيع) (6)، وقال عنه الذهبي: (كوفي صالح الحديث)(7)، وصحح الدارقطني إسناد حديث وقع فيه فقال: (هذا إسناد حسن صحيح) (8)، وكذلك صحح البيهقي إسناد رواية وقع فيه فقال: (وهذا إسناد صحيح) (9)، وصحح الحاكم في مستدركه إسناد روايتين وقع فيهما فقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي على تصحيحه لهما (10).
نعم لقد ضعفه بعض رجال الجرح والتعديل لكن الظاهر أن تضعيفهم له بسبب مذهبه ولزعمهم أنه غال في التشيّع، فالرجل غير متهم بالوضع والكذب، فتغصيف من ضعفه غير معتبر، يقول الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقة له على رواية في مسند أحمد وقع في سندها سليمان بن قرم: ( إسناده صحيح، سليمان بن قرم بفتح القاف وسكون الراء بن معاذ الضبي النحوي ثقة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «كان أبي يتتبع حديث قطبة بن عبد العزيز وسليمان بن قرم ويزيد بن عبد العزيز بن سياه، وقال: هؤلاء قوم ثقات وهو أتم حديثاً من سفيان وشعبة، وهم أصحاب كتب، وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم» وترجمه البخاري في الكبير 2/2/34 فلم يورد فيه جرحاً، وضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وشهادة أحمد وتوثيقه صحة كتبه مع إعراض البخاري عن جرحه أقوى عندنا من تضعيف من تكلم فيه)(11).
*وفطر بن خليفة هو أبو بكر الحناط القرشي المخزومي ثقة روى عنه الأربعة وقرنه البخاري وترجم له في التاريخ الكبير(12) ولم يورد فيه جرحاً، وثقه أحمد بن حنبل وابن معين ويحيى بن سعيد والعجلي والنسائي وابن سعد وأبو نعيم وابن حبان وغيرهم، ووصفه الذهبي بالشيخ العالم المحدث الصدوق(13).
* وعبد الرحمن بن أبي نعم هو أبو الحكم الكوفي ثقة اتفق الجماعة على إخراج حديثه، ووثقه جماعة منهم النسائي وابن حبّان وابن سعد، ووصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء بالحجة القدوة الرباني، وقال عنه في كتابه ميزان الاعتدال: (كوفي تابعي مشهور...وكان من الأولياء الثقات) (14) .
* وسفينة صحابي .
فهذا الطريق للحديث صحيح، وإن تنازلنا عن الصحة فهو في رتبة الحسن المحتج به، بل يرتقي مع الطريق الآتي للحديث إلى مرتبة الصحة .
أخرج المحاملي في أماليه فقال: ( حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا عون بن سلام، حدثنا سهل بن شعيب، عن بريدة بن سفيان، عن سفينة وكان خادماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر، قال: ورفعت له ام أيمن بعضها، فلما أصبح أتته بها فقال: ما هذا يا أم أيمن؟ فقالت: هذا بعض ما أهدي لك أمس، قال: أولم أنهك أن ترفعي لأحد أو لغد طعاماً؟ إن لكل غد رزقه، ثم قال: اللهم أدخل بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخل علي عليه السلام فقال: اللهم وإلي ) (15).
الكلام عن رجال السند
* المحاملي هو: الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان أبو عبدالله الضبي القاضي المحاملي الفقيه الشافعي من حفاظ أهل السنة وثقاتهم (16).
* وعبد الأعلى بن واصل هو: ابن عبد الأعلى بن هلال الكوفي الأسدي ثقة، وثقه ابن حبّان والنسائي والدار قطني والذهبي وابن حجر، وقال عنه أبو حاتم : (صدوق) (17).
* وعون بن سلام هو: أبو جعفر الكوفي مولى بني هاشم، من رجال مسلم في صحيحه، قال صالح محمد: (لا بأس به) وقال محمد بن عبد الله: (وكان ثقة) ومثل قوله قاله الخطيب البغدادي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: (مستقيم الحديث) وقال الدارقطني: (لا بأس به) (18)، ووصفه الذهبي بالشيخ العالم المعمر الصادق(19)، وقال في تاريخ الإسلام: (وكان صدوقاً معمراً)(20)، ووثقه ابن حجر(21).
* وسهل بن شعيب ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وقال : (وما علمت به بأساً) (22)، وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(23) وسكت عنه، وبعض علماء أهل السنة يعتبر سكوت ابن أبي حاتم عن الراوي توثيقاً له.
* وبريدة بن سفيان هو ابن فروة الأسلمي، ضعفه العديد من رجال الجرح والتعديل، والظاهر أن سبب جرحهم له بسبب مذهبه، حيث رماه بعضهم بالرفض، وبعضهم بأنه ممن يتناول عثمان، وقال ابن عدي: ( ليس له كثير رواية ولم أر له شيئاً منكراً ) وذكره ابن حبان في الثقات وقال: (قيل له صحبة) فإذا ثبتت صحبته فلا كلام في السند، أما إذا لم تثبت صحبته فهذه الرواية على حسب مقايسس أهل السنة في تصحيح الرواية علتها بريدة بن سفيان، لكن الرجل غير متهم بالوضع أو الكذب وتضعيفهم له بسبب مذهبه، ولم ينفرد برواية حديث الطير عن سفينة بل تابعه الثقة عبد الرحمن بن أبي نعم، فتكون هذه الطريق للحديث حسنة، وترتقي بالطريق السابق عليها إلى درجة الصحيح .
ولحديث سفينة طرق أخرى غير هذين الطريق، وعليه فرواية حديث الطير من طريق سفينة صحيحة.
_________________________________
(1) المعجم الكبير 7/82 رواية رقم: 6437 .
(2) انظر ترجمته في تاريخ بغداد 8/93 رقم الترجمة: 4191 .
(3) سير أعلام النبلاء 14/90 .
(4) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/107 ترجمة رقم: 218، طبقات الحفاظ 1/229 ترجمة رقم: 510، تاريخ بغداد 6/93 رقم الترجمة: 3127.
(5) انظر ترجمته في تهذيب الكمال 6/471 رقم الترجمة: 1333، تهذيب التهذيب 2/315 رقم الترجمة: 627، تاريخ بغداد 8/88 رقم الترجمة:4184.
(6) تهذيب الكمال 12/51 رقم الترجمة: 2555 .
(7) تاريخ الإسلام 10/247.
(8) انظر سنن الدار قطني 2/175 رواية رقم: 18.
(9) انظر سنن البيهقي الكبرى 4/203 رواية رقم: 7705.
(10) انظر المستدرك على الصحيحين 4/136 رواية رقم: 7146 و 4/160 رواية رقم: 7226 .
(11) مسند أحمد 5/231 رواية رقم: 5753 .
(12) التاريخ الكبير 7/139 رقم الترجمة: 625.
(13)انظر ترجمته في تهذيب التهذيب8/270رقم الترجمة 550،سير أعلام النبلاء 7/30.
(14) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 6/256 رواية رقم: 562، تهذيب الكمال 17/456، سير أعلام النبلاء 5/62، ميزان الاعتدال 4/323.
(15) أمالي المحاملي صفحة 443 رواية رقم: 529 .
(16) انظر ترجمته في البداية والنهاية 11/203، تاريخ بغداد 8/19 رقم الترجمة: 4065، تذكرة الحفاظ 3/842 رقم الترجمة: 808 .
(17) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 6/92 رقم الترجمة: 206، تهذيب الكمال 16/379 رقم الترجمة: 3692 .
(18) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 8/151 رقم الترجمة: 307 .
(19) سير أعلام النبلاء 10/441.
(20) تاريخ الإسلام 16/309 .
(21) تقريب التهذيب 1/433 رقم الترجمة: 5220 .
(22) تاريخ الإسلام 9/413.
(23) الجرح والتعديل 4/199 رقم الترجمة: 859.
المصدر : كتابنا ( إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر ) . منقووووول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
قال الطبراني في معجمه الأوسط : ( حدثنا أحمد قال حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس بن مالك قال أهدت أم أيمن إلى النبي طائرا بين رغيفين فجاء النبي فقال هل عندكم شيء فجاءته بالطائر فرفع يديه فقال المعجم اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي فقلت إن رسول الله مشغول وإنما دخل النبي آنفا النبي من الطائر شيئا ثم رفع يده فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي فارتفع الصوت بيني وبينه فقال النبي لها خلة من كان يدخل فقال النبي والي يا رب ثلاث مرات فأكل مع رسول الله حتى فرغا ) .
قال الطبراني : ( لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا عبد الرزاق تفرد به سلمة )
أقول أنا التلميذ :
هذه الرواية يرويها الحافظ الطبراني عن ( أحمد) والظاهر أنه أحمد بن حنبل ، فالطبراني من الرواة عن أحمد بن حنبل ، وسلمة بن شبيب الذي يروي عنه أحمد لا يوجد من بين من روى عنه من اسمه أحمد سوى أحمد بن حنبل،
وأحمد يروي هذه الرواية عن ( سلمة بن شبيب ) وهو ثقة
وسلمة بن شبيب يرويها عن ( عبد الرزاق ) وهو الحافظ الثقة
وهو يرويها عن ( الأوزاعي ) وهو ( عبد الرحمن بن عمرو ) وهو ثقة الحافظ الفقيه الزاهد
وهو يرويها عن ( يحيى بن أبي كثير ) وهو ثقة
وهو يرويها عن ( أنس بن مالك ) وهو صحابي
فما هو قول الأخوة من أهل السنة في ذلك ؟
وما هي إشكالاتهم على هذا السند ؟
نضع بين يدي الأحبة الموالين الكرام تصحيحاً لحديث الطائر المشوي من طريق الصحابي ( سفينة ) ...
أخرج الطبراني في المعجم الكبير فقال: (حدثنا عبيد العجلي، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا سليمان بن قرم، عن فطر بن خليفة، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي رضي الله عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم واليّ ) (1) .
الكلام عن رجال السند :
* فالطبراني هو سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني من كبار حفاظ أهل السنة وثقاتهم.
* عبيد العجلي هو: الحسين بن محمد بن حاتم الطويل أبو علي قال عنه الخطيب البغدادي في تاريخه: (وكان ثقة حافظاً متقناً) (2)، ووصفة الذهبي بالحافظ الإمام المجود (3) .
* وإبراهيم بن سعيد هو أبو إسحاق البغدادي الجوهري ثقة روى له الجماعة سوى البخاري، وثقه الدارقطني والخليلي وابن حبّان والنسائي والخطيب البغدادي وغيرهم (4).
* وحسين بن محمد هو ابن بهرام أبو أحمد المروزي ، الحافظ الثقة من رجال الجميع، وثقه ابن سعد وابن حبّان والعجلي وغيرهم، وقال عنه النسائي: (لا بأس به) (5).
* وسليمان بن قرم هو ابن معاذ أبو داود الضبي، وينسب تارة إلى جدّه فيقال: سليمان بن معاذ، من رجال مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (كان أبي يتبع حديث قطبة بن عبد العزيز وسليمان بن قرم ويزيد بن عبد العزيز ابن سياه، وقال: هؤلاء قوم ثقات، وهم أتم حديثاً من سفيان وشعبة، هم أصحاب كتب وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم، وقال محمد بن عوف الطائي عن أحمد بن حنبل لا أرى به بأساً لكنه كان يفرط في التشيع) (6)، وقال عنه الذهبي: (كوفي صالح الحديث)(7)، وصحح الدارقطني إسناد حديث وقع فيه فقال: (هذا إسناد حسن صحيح) (8)، وكذلك صحح البيهقي إسناد رواية وقع فيه فقال: (وهذا إسناد صحيح) (9)، وصحح الحاكم في مستدركه إسناد روايتين وقع فيهما فقال: (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي على تصحيحه لهما (10).
نعم لقد ضعفه بعض رجال الجرح والتعديل لكن الظاهر أن تضعيفهم له بسبب مذهبه ولزعمهم أنه غال في التشيّع، فالرجل غير متهم بالوضع والكذب، فتغصيف من ضعفه غير معتبر، يقول الشيخ أحمد محمد شاكر في تعليقة له على رواية في مسند أحمد وقع في سندها سليمان بن قرم: ( إسناده صحيح، سليمان بن قرم بفتح القاف وسكون الراء بن معاذ الضبي النحوي ثقة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «كان أبي يتتبع حديث قطبة بن عبد العزيز وسليمان بن قرم ويزيد بن عبد العزيز بن سياه، وقال: هؤلاء قوم ثقات وهو أتم حديثاً من سفيان وشعبة، وهم أصحاب كتب، وإن كان سفيان وشعبة أحفظ منهم» وترجمه البخاري في الكبير 2/2/34 فلم يورد فيه جرحاً، وضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم، وشهادة أحمد وتوثيقه صحة كتبه مع إعراض البخاري عن جرحه أقوى عندنا من تضعيف من تكلم فيه)(11).
*وفطر بن خليفة هو أبو بكر الحناط القرشي المخزومي ثقة روى عنه الأربعة وقرنه البخاري وترجم له في التاريخ الكبير(12) ولم يورد فيه جرحاً، وثقه أحمد بن حنبل وابن معين ويحيى بن سعيد والعجلي والنسائي وابن سعد وأبو نعيم وابن حبان وغيرهم، ووصفه الذهبي بالشيخ العالم المحدث الصدوق(13).
* وعبد الرحمن بن أبي نعم هو أبو الحكم الكوفي ثقة اتفق الجماعة على إخراج حديثه، ووثقه جماعة منهم النسائي وابن حبّان وابن سعد، ووصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء بالحجة القدوة الرباني، وقال عنه في كتابه ميزان الاعتدال: (كوفي تابعي مشهور...وكان من الأولياء الثقات) (14) .
* وسفينة صحابي .
فهذا الطريق للحديث صحيح، وإن تنازلنا عن الصحة فهو في رتبة الحسن المحتج به، بل يرتقي مع الطريق الآتي للحديث إلى مرتبة الصحة .
أخرج المحاملي في أماليه فقال: ( حدثنا عبد الأعلى بن واصل، حدثنا عون بن سلام، حدثنا سهل بن شعيب، عن بريدة بن سفيان، عن سفينة وكان خادماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر، قال: ورفعت له ام أيمن بعضها، فلما أصبح أتته بها فقال: ما هذا يا أم أيمن؟ فقالت: هذا بعض ما أهدي لك أمس، قال: أولم أنهك أن ترفعي لأحد أو لغد طعاماً؟ إن لكل غد رزقه، ثم قال: اللهم أدخل بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطائر، فدخل علي عليه السلام فقال: اللهم وإلي ) (15).
الكلام عن رجال السند
* المحاملي هو: الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان أبو عبدالله الضبي القاضي المحاملي الفقيه الشافعي من حفاظ أهل السنة وثقاتهم (16).
* وعبد الأعلى بن واصل هو: ابن عبد الأعلى بن هلال الكوفي الأسدي ثقة، وثقه ابن حبّان والنسائي والدار قطني والذهبي وابن حجر، وقال عنه أبو حاتم : (صدوق) (17).
* وعون بن سلام هو: أبو جعفر الكوفي مولى بني هاشم، من رجال مسلم في صحيحه، قال صالح محمد: (لا بأس به) وقال محمد بن عبد الله: (وكان ثقة) ومثل قوله قاله الخطيب البغدادي، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: (مستقيم الحديث) وقال الدارقطني: (لا بأس به) (18)، ووصفه الذهبي بالشيخ العالم المعمر الصادق(19)، وقال في تاريخ الإسلام: (وكان صدوقاً معمراً)(20)، ووثقه ابن حجر(21).
* وسهل بن شعيب ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وقال : (وما علمت به بأساً) (22)، وترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(23) وسكت عنه، وبعض علماء أهل السنة يعتبر سكوت ابن أبي حاتم عن الراوي توثيقاً له.
* وبريدة بن سفيان هو ابن فروة الأسلمي، ضعفه العديد من رجال الجرح والتعديل، والظاهر أن سبب جرحهم له بسبب مذهبه، حيث رماه بعضهم بالرفض، وبعضهم بأنه ممن يتناول عثمان، وقال ابن عدي: ( ليس له كثير رواية ولم أر له شيئاً منكراً ) وذكره ابن حبان في الثقات وقال: (قيل له صحبة) فإذا ثبتت صحبته فلا كلام في السند، أما إذا لم تثبت صحبته فهذه الرواية على حسب مقايسس أهل السنة في تصحيح الرواية علتها بريدة بن سفيان، لكن الرجل غير متهم بالوضع أو الكذب وتضعيفهم له بسبب مذهبه، ولم ينفرد برواية حديث الطير عن سفينة بل تابعه الثقة عبد الرحمن بن أبي نعم، فتكون هذه الطريق للحديث حسنة، وترتقي بالطريق السابق عليها إلى درجة الصحيح .
ولحديث سفينة طرق أخرى غير هذين الطريق، وعليه فرواية حديث الطير من طريق سفينة صحيحة.
_________________________________
(1) المعجم الكبير 7/82 رواية رقم: 6437 .
(2) انظر ترجمته في تاريخ بغداد 8/93 رقم الترجمة: 4191 .
(3) سير أعلام النبلاء 14/90 .
(4) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/107 ترجمة رقم: 218، طبقات الحفاظ 1/229 ترجمة رقم: 510، تاريخ بغداد 6/93 رقم الترجمة: 3127.
(5) انظر ترجمته في تهذيب الكمال 6/471 رقم الترجمة: 1333، تهذيب التهذيب 2/315 رقم الترجمة: 627، تاريخ بغداد 8/88 رقم الترجمة:4184.
(6) تهذيب الكمال 12/51 رقم الترجمة: 2555 .
(7) تاريخ الإسلام 10/247.
(8) انظر سنن الدار قطني 2/175 رواية رقم: 18.
(9) انظر سنن البيهقي الكبرى 4/203 رواية رقم: 7705.
(10) انظر المستدرك على الصحيحين 4/136 رواية رقم: 7146 و 4/160 رواية رقم: 7226 .
(11) مسند أحمد 5/231 رواية رقم: 5753 .
(12) التاريخ الكبير 7/139 رقم الترجمة: 625.
(13)انظر ترجمته في تهذيب التهذيب8/270رقم الترجمة 550،سير أعلام النبلاء 7/30.
(14) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 6/256 رواية رقم: 562، تهذيب الكمال 17/456، سير أعلام النبلاء 5/62، ميزان الاعتدال 4/323.
(15) أمالي المحاملي صفحة 443 رواية رقم: 529 .
(16) انظر ترجمته في البداية والنهاية 11/203، تاريخ بغداد 8/19 رقم الترجمة: 4065، تذكرة الحفاظ 3/842 رقم الترجمة: 808 .
(17) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 6/92 رقم الترجمة: 206، تهذيب الكمال 16/379 رقم الترجمة: 3692 .
(18) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 8/151 رقم الترجمة: 307 .
(19) سير أعلام النبلاء 10/441.
(20) تاريخ الإسلام 16/309 .
(21) تقريب التهذيب 1/433 رقم الترجمة: 5220 .
(22) تاريخ الإسلام 9/413.
(23) الجرح والتعديل 4/199 رقم الترجمة: 859.
المصدر : كتابنا ( إرشاد الحائر إلى صحة حديث الطائر ) . منقووووول