سمانه
04-02-2011, 05:12 PM
ياابن أبي قحافة!
أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟
لقد جئت شيئاً فرّياً!!(1) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%231)
أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟
إذ يقول:
(وورث سليمان داود)(2) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%232)
وقال - فيما اقتص من خبر زكريا - إذ قال:
(فهب لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب)(3) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%233)
وقال:
(وأُولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)(4) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%234).
وقال:
(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)(5) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%235).
وقال:
(إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين)(6) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%236).
وزعمتم أن لا حظوة لي!(7) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%237).
ولا إرث من أبي!
أفخصّكم الله بآية أخرج أبي منها؟
أم تقولون: إن أهل ملتين لا يتوارثان؟
أوَلست أنا وأبي من أهل ملَّة واحدة؟
أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟
فدونكها مخطومة مرحولة(8) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%238).
تلقاك يوم حشرك.
فَنِعم الحَكَم الله.
والزعيم محمد.
والموعد القيامة.
وعند الساعة يخسر المبطلون.
ولا ينفعكم إذ تندمون.
ولكل نبأ مستقر، فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يُخزيه، ويحلّ عليه عذاب مقيم.
ثم رَمَتْ بِطَرفها نحو الأنصار فقالت:
يا معشر النقيبة
وأعضاد الملَّة
وحَضَنَة الإسلام(9) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%239).
ما هذه الغَميزة في حقي؟(10) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2310).
والسِّنَة عن ظلامتي؟
أما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبي يقول:
(المرء يُحفظ في وُلده)؟
سرعان ما أحدثتم
وعجلان ذا إهالة
ولكم طاقة بما أُحاول
وقوة على ما أطلب وأُزاول(11) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2311)
أتقولون: مات محمد (صلى الله عليه وآله)
فخطب جليل
استوسع وهنة(12) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2312)
واستنهر فتقه(13) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2313)
وانفتق رتقه
وأظلمت الأرض لغيبته
وكسفت النجوم لمصيبته
وأكدت الآمال(14) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2314)
وخشعت الجبال
وأُضيع الحريم(15) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2315)
وأُزيلت الحرمة عند مماته
فتلك - والله - النازلة الكبرى(16) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2316)
والمصيبة العظمى
لا مثلها نازلة
ولا بائقة عاجلة(17) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2317)
أعلن بها كتاب الله - جلّ ثناؤُه - في أفنيتكم(18) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2318)
في ممساكم ومصبحكم
هتافاً وصراخاً
وتلاوة وألحاناً
ولَقبلَه ما حلَّ بأنبيائه ورُسله
حكم فصل، وقضاء حتم
(وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين)(19) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2319).
شرحها
(يا بن أبي قحافة) هنا وجّهت السيدة فاطمة الزهراء (http://www.shmskrbla.com/vb/showthread.php?t=60378)(عليها السلام) خطابها إلى رئيس الدولة، ولم تقل له: يا خليفة رسول الله لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يستخلفه، ولم تخاطبه بالكنية (يا أبا بكر) لأنه تعظيم له، وإنما قالت له: يا بن أبي قحافة. وسيتضح لك وجه هذا النسب، في المستقبل في شرح كلماتها مع زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام).
(أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟) بأي قانون ترث أباك إذا مات ولا أرث أبي إذا مات؟؟ هل تعتمد على كتاب الله في منعي عن إرث أبي؟
(لقد جئت شيئاً فرياً) لقد جئتَ بافتراء عظيم، وكذب مختلق على القرآن.
لقد ذكرنا - فيما مضى - أن السيدة فاطمة الزهراء (http://www.shmskrbla.com/vb/showthread.php?t=60378)(عليها السلام) كانت تستحق فدكاً عن طريق النحلة وعن طريق الإرث، فلما طالبت بفدك عن طريق النحلة وأقامت الشهود على ذلك صنعوا ما صنعوا والآن جاءت تطالب بفدك عن طريق الميراث.
(أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم) أليس هذا القرآن موجوداً عندكم؟ فلماذا تركتم العمل به وطرحتموه وراءكم؟
(إذ يقول: وورث سليمان داود) أليس هذا تصريحاً بقانون التوارث والوراثة بين الأنبياء؟ أما كان سليمان وابنه داود من الأنبياء؟
إن السيدة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهمت من الآية أن معنى: (وورث سليمان داود) هو إرث المال، وهكذا فهم أبو بكر وهكذا جميع المسلمين الحاضرين يومذاك وهم يستمعون إلى كلام السيدة فاطمة، هؤلاء كلهم قد فهموا أن المقصود من الإرث في هذه الآية هو إرث المال، ومعنى ذلك أن سليمان ورث أموال أبيه داود، ولم يفهموا غير هذا.
وهكذا الكلام في قوله تعالى - فيما اقتص من خبر زكريا -: (فهب لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب) إن زكريا (عليه السلام) سأل الله تعالى أن يرزقه ولداً يرثه المال.
ولكن بعد قرون عديدة جاء المدافعون عن السلطة، فقالوا: في تفسير الآيتين: ورث سليمان داود العلم لا المال، وهكذا: ولياً يرثني العلم لا المال، وهم يقصدون بهذا التفسير تأييد الذين حرموا السيدة فاطمة من ميراث أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله).
ولا بأس أن نتحدث - بما تيسر - حول الآيتين لعلنا نصل إلى نتيجة مطلوبة:
أولاً: لفظ الإرث والميراث يستعمل شرعاً وعرفاً ولغة في المال، فإذا قلنا: فلان وارث فلان. فالظاهر أنه وارثه في المال. لا أنه وارثه في العلم أو المعرفة، إلا إذا كانت هناك قرينة أي دليل يدل على إرث العلم والمعرفة كقوله تعالى: (وأورثنا بني إسرائيل الكتاب) وقوله: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا).
فأما قولـه: (وورث سليمان داود) فالمقصود إرث المال لا إرث العلم والملك وما شابه، لأن سليمان كان نبياً في حياة أبيه داود، كما قال تعالى - في قصة الزرع الذي نفشت فيه غنم القوم - (ففهَّمناها سليمان وكلاّ آتينا حكماً وعلماً..)(20) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2320) وقد ذكر الزمخشري في الكشاف ج23 في تفسير قوله تعالى: (إذْ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) روي أن سليمان غزا أهل دمشق ونصيبين فأصاب ألف فرس، وقيل: ورثها من أبيه، وأصابها أبوه من العمالقة، وقال البيضاوي: وقيل أصابها أبوه من العمالقة فورثها منه فاستعرضها.. الخ.
فإنك تجد أن سليمان ورث أباه داود تلك الخيول والأفراس، وورثه غيرها من التركة والأموال التي تركها داود، وبهذين القولين ثبت أن سليمان لم يرث العلم والنبوة من أبيه داود لأن سليمان كان نبياً في زمان أبيه داود كما كان هارون نبياً في زمان أخيه موسى بن عمران (عليهما السلام) وثبت أيضاً أن سليمان ورث أباه داود المال.
وأما ما يتعلق بدعاء زكريا (عليه السلام) ربه: (فهب لي من لدنك وليّاً يرثني) فقد قال بعض الشواذ: يرثني نبوتي، فهو يريد نفي الوراثة عن الأنبياء، ولكن الآية الكريمة بنفسها تكشف الحقيقة عن مراد زكريا.
فقوله: (واجعله رب رضياً) يدل على أنه ليس المقصود إرث النبوة لأنه يكون المعنى أن زكريا سأل ربه أن يهب له ولياً يرثه النبوة ويكون ذلك الولي مرضياً عند الله، وهذا كقول القائل: اللهم ابعث لنا نبياً واجعله عاقلاً مرضياً في أخلاقه، وهذا لغو وعبث، ولا يستحسن ولا يستحسن من زكريا أن يسأل ربه أن يجعل ذلك النبي رضياً أي مرضياً في أخلاقه، لأن النبوة أعظم من هذه الصفات، وجميع هذه الصفات تندرج تحت النبوة، وقد قال فخر الدين الرازي: إن المراد بالميراث في الموضعين (الآيتين) هو وراثة المال.
وللمفسرين كلام حول دعاء زكريا (عليه السلام) لا بأس بذكره ملخصاً:
قال الطبرسي في (مجمع البيان) في تفسير الآية: ويقوّي ما قلنا أن زكريا صرّح بأنه يخاف بني عمه بعده بقوله: (وإني خفت الموالي من ورائي) وإنما يطلب وارثاً لأجل خوفه، ولا يليق خوفه منهم إلاّ بالمال دون النبوة والعلم، لأنه (عليه السلام) كان أعلم بالله تعالى من أن يخاف أن يبعث نبياً من ليس بأهل للنبوة، وأن يورث علمه وحكمته من ليس لهما بأهل، ولأنه إنما بُعث لإذاعة العلم ونشره في الناس فكيف يخاف من الأمر الذي هو الغرض في بعثته؟
يتــــــــــــــــــــبع
أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟
لقد جئت شيئاً فرّياً!!(1) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%231)
أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟
إذ يقول:
(وورث سليمان داود)(2) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%232)
وقال - فيما اقتص من خبر زكريا - إذ قال:
(فهب لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب)(3) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%233)
وقال:
(وأُولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)(4) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%234).
وقال:
(يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)(5) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%235).
وقال:
(إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين)(6) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%236).
وزعمتم أن لا حظوة لي!(7) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%237).
ولا إرث من أبي!
أفخصّكم الله بآية أخرج أبي منها؟
أم تقولون: إن أهل ملتين لا يتوارثان؟
أوَلست أنا وأبي من أهل ملَّة واحدة؟
أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟
فدونكها مخطومة مرحولة(8) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%238).
تلقاك يوم حشرك.
فَنِعم الحَكَم الله.
والزعيم محمد.
والموعد القيامة.
وعند الساعة يخسر المبطلون.
ولا ينفعكم إذ تندمون.
ولكل نبأ مستقر، فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يُخزيه، ويحلّ عليه عذاب مقيم.
ثم رَمَتْ بِطَرفها نحو الأنصار فقالت:
يا معشر النقيبة
وأعضاد الملَّة
وحَضَنَة الإسلام(9) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%239).
ما هذه الغَميزة في حقي؟(10) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2310).
والسِّنَة عن ظلامتي؟
أما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبي يقول:
(المرء يُحفظ في وُلده)؟
سرعان ما أحدثتم
وعجلان ذا إهالة
ولكم طاقة بما أُحاول
وقوة على ما أطلب وأُزاول(11) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2311)
أتقولون: مات محمد (صلى الله عليه وآله)
فخطب جليل
استوسع وهنة(12) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2312)
واستنهر فتقه(13) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2313)
وانفتق رتقه
وأظلمت الأرض لغيبته
وكسفت النجوم لمصيبته
وأكدت الآمال(14) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2314)
وخشعت الجبال
وأُضيع الحريم(15) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2315)
وأُزيلت الحرمة عند مماته
فتلك - والله - النازلة الكبرى(16) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2316)
والمصيبة العظمى
لا مثلها نازلة
ولا بائقة عاجلة(17) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2317)
أعلن بها كتاب الله - جلّ ثناؤُه - في أفنيتكم(18) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2318)
في ممساكم ومصبحكم
هتافاً وصراخاً
وتلاوة وألحاناً
ولَقبلَه ما حلَّ بأنبيائه ورُسله
حكم فصل، وقضاء حتم
(وما محمد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين)(19) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2319).
شرحها
(يا بن أبي قحافة) هنا وجّهت السيدة فاطمة الزهراء (http://www.shmskrbla.com/vb/showthread.php?t=60378)(عليها السلام) خطابها إلى رئيس الدولة، ولم تقل له: يا خليفة رسول الله لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يستخلفه، ولم تخاطبه بالكنية (يا أبا بكر) لأنه تعظيم له، وإنما قالت له: يا بن أبي قحافة. وسيتضح لك وجه هذا النسب، في المستقبل في شرح كلماتها مع زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام).
(أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟) بأي قانون ترث أباك إذا مات ولا أرث أبي إذا مات؟؟ هل تعتمد على كتاب الله في منعي عن إرث أبي؟
(لقد جئت شيئاً فرياً) لقد جئتَ بافتراء عظيم، وكذب مختلق على القرآن.
لقد ذكرنا - فيما مضى - أن السيدة فاطمة الزهراء (http://www.shmskrbla.com/vb/showthread.php?t=60378)(عليها السلام) كانت تستحق فدكاً عن طريق النحلة وعن طريق الإرث، فلما طالبت بفدك عن طريق النحلة وأقامت الشهود على ذلك صنعوا ما صنعوا والآن جاءت تطالب بفدك عن طريق الميراث.
(أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم) أليس هذا القرآن موجوداً عندكم؟ فلماذا تركتم العمل به وطرحتموه وراءكم؟
(إذ يقول: وورث سليمان داود) أليس هذا تصريحاً بقانون التوارث والوراثة بين الأنبياء؟ أما كان سليمان وابنه داود من الأنبياء؟
إن السيدة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهمت من الآية أن معنى: (وورث سليمان داود) هو إرث المال، وهكذا فهم أبو بكر وهكذا جميع المسلمين الحاضرين يومذاك وهم يستمعون إلى كلام السيدة فاطمة، هؤلاء كلهم قد فهموا أن المقصود من الإرث في هذه الآية هو إرث المال، ومعنى ذلك أن سليمان ورث أموال أبيه داود، ولم يفهموا غير هذا.
وهكذا الكلام في قوله تعالى - فيما اقتص من خبر زكريا -: (فهب لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب) إن زكريا (عليه السلام) سأل الله تعالى أن يرزقه ولداً يرثه المال.
ولكن بعد قرون عديدة جاء المدافعون عن السلطة، فقالوا: في تفسير الآيتين: ورث سليمان داود العلم لا المال، وهكذا: ولياً يرثني العلم لا المال، وهم يقصدون بهذا التفسير تأييد الذين حرموا السيدة فاطمة من ميراث أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله).
ولا بأس أن نتحدث - بما تيسر - حول الآيتين لعلنا نصل إلى نتيجة مطلوبة:
أولاً: لفظ الإرث والميراث يستعمل شرعاً وعرفاً ولغة في المال، فإذا قلنا: فلان وارث فلان. فالظاهر أنه وارثه في المال. لا أنه وارثه في العلم أو المعرفة، إلا إذا كانت هناك قرينة أي دليل يدل على إرث العلم والمعرفة كقوله تعالى: (وأورثنا بني إسرائيل الكتاب) وقوله: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا).
فأما قولـه: (وورث سليمان داود) فالمقصود إرث المال لا إرث العلم والملك وما شابه، لأن سليمان كان نبياً في حياة أبيه داود، كما قال تعالى - في قصة الزرع الذي نفشت فيه غنم القوم - (ففهَّمناها سليمان وكلاّ آتينا حكماً وعلماً..)(20) (http://www.shmskrbla.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.aqaed.com%2Fah lulbait%2Fbooks%2Fmm-el%2F15-10%2F5.htm%2320) وقد ذكر الزمخشري في الكشاف ج23 في تفسير قوله تعالى: (إذْ عُرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) روي أن سليمان غزا أهل دمشق ونصيبين فأصاب ألف فرس، وقيل: ورثها من أبيه، وأصابها أبوه من العمالقة، وقال البيضاوي: وقيل أصابها أبوه من العمالقة فورثها منه فاستعرضها.. الخ.
فإنك تجد أن سليمان ورث أباه داود تلك الخيول والأفراس، وورثه غيرها من التركة والأموال التي تركها داود، وبهذين القولين ثبت أن سليمان لم يرث العلم والنبوة من أبيه داود لأن سليمان كان نبياً في زمان أبيه داود كما كان هارون نبياً في زمان أخيه موسى بن عمران (عليهما السلام) وثبت أيضاً أن سليمان ورث أباه داود المال.
وأما ما يتعلق بدعاء زكريا (عليه السلام) ربه: (فهب لي من لدنك وليّاً يرثني) فقد قال بعض الشواذ: يرثني نبوتي، فهو يريد نفي الوراثة عن الأنبياء، ولكن الآية الكريمة بنفسها تكشف الحقيقة عن مراد زكريا.
فقوله: (واجعله رب رضياً) يدل على أنه ليس المقصود إرث النبوة لأنه يكون المعنى أن زكريا سأل ربه أن يهب له ولياً يرثه النبوة ويكون ذلك الولي مرضياً عند الله، وهذا كقول القائل: اللهم ابعث لنا نبياً واجعله عاقلاً مرضياً في أخلاقه، وهذا لغو وعبث، ولا يستحسن ولا يستحسن من زكريا أن يسأل ربه أن يجعل ذلك النبي رضياً أي مرضياً في أخلاقه، لأن النبوة أعظم من هذه الصفات، وجميع هذه الصفات تندرج تحت النبوة، وقد قال فخر الدين الرازي: إن المراد بالميراث في الموضعين (الآيتين) هو وراثة المال.
وللمفسرين كلام حول دعاء زكريا (عليه السلام) لا بأس بذكره ملخصاً:
قال الطبرسي في (مجمع البيان) في تفسير الآية: ويقوّي ما قلنا أن زكريا صرّح بأنه يخاف بني عمه بعده بقوله: (وإني خفت الموالي من ورائي) وإنما يطلب وارثاً لأجل خوفه، ولا يليق خوفه منهم إلاّ بالمال دون النبوة والعلم، لأنه (عليه السلام) كان أعلم بالله تعالى من أن يخاف أن يبعث نبياً من ليس بأهل للنبوة، وأن يورث علمه وحكمته من ليس لهما بأهل، ولأنه إنما بُعث لإذاعة العلم ونشره في الناس فكيف يخاف من الأمر الذي هو الغرض في بعثته؟
يتــــــــــــــــــــبع