نعــــــمــة
09-02-2011, 01:10 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حقيقة لا أعرف إن كان هذا القسم هو المناسب لموضوعي ولكن سأضعه وإن رأى المشرف غير ذلك فلينقله إلى القسم المناسب مشكورا
*************
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين
إن من أعظم نعم الله على الإنسان دون باقي المخلوقات هي نعمة العقل. فالعقل هو مناط التكليف و وسيلة التدبر والتفكر كما قال سبحانه وتعالى : "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا "
وقوله سبحانه : "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ "
وكثيراً ما يختم الله آيات ذِكْره الحكيم بقوله: (أفلا تعقلون) ليبين سبحانه لعباده أنهم لو وظفوا عقولهم التوظيف الصحيح لأرشدتهم عقولهم بتوفيق الله تبارك وتعالى إلى معرفة الحق وسلوك الطريق المستقيم .
وفي المقابل فقد ذم الله التعلق بموروثات الآباء والأجداد الفكري وتعطيل العقل وبين عز وجل أن سبب هلاك الأمم السابقة تقليد من كان قبلهم ، فقال سبحانه :
{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا}
ويرد الله عز وجل على هؤلاء بقوله عز وجل :
{ أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}
فما سبق من الآيات تصرح بأن التقليد مذموم فهو أخ ُ الجهل و تسفيه العقل وسبيل الهلاك ، لذا كان لزاما علينا أن ُنعمل العقل في معرفة الحق والبحث عنه وعرض كل شي على القرآن والسنة فما وافقهما أخذنا به وما خالفهما تركناه .
وللتقليد صور عدة اذكر منها صورتين فقط :
1- تقليد الآباء : فالأهل هم المصدر الأول لأي شخص وليس لأحد إنكار ذلك فإن نحن - والحمد لله - قد نشأنا وتربينا في بيئة إسلامية ، قائمة على معرفة وعبادة الرب عز وجل وحب النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ووجوب الإقتداء به ومحبة اله الطاهرين وصحبه المنتجبين الخ بغض النظر عن مدى التزام الأهل بتعاليم الدين وفروضه أو حتى مدى علمهم ومصادرهم التي بنوا عليها عقائدهم فالأهم هو الإسلام
وفي المرتبة الثانية بعد الأهل هناك المدرسة والتي تعتبر ثاني مصدر للشخص في مبلغه من العلم وقد لا تختلف المدرسة عن الأهل كثيرا إذ لا يشترط في المناهج التعليمية أن تستوفي الأمانة العلمية فيما تطرحه على أبنائها ، فلا توجد مؤسسة إلا ولها أهداف قد وضعها مؤسسها ولا تعتبر تلك المدرسة سوى طريق لتسويق تلك الأهداف والرؤى .
2- تقليد العلماء : وهنا أنا اقصد في العقائد وقد يكون هذا أشد علينا من السابق ، فالمقلد المتعصب للعلماء عادة ما يكون ضد طريقة أهل العلم ويقلب الأوضاع، فتراه يعمد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم ، فيعرضها على أقوال مقلديه، فما وافقها منها قبله وانقاد له مذعنا ً، وما خالف أقوال من يقلد لم يقبلها، واحتال في ردها، وتطلب لها وجوه الحيل بكل ما يستطيع وبذلك خالف ما أمر الله به ورسوله كما جاء في قوله تعالى
" يَا َ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ".
وكل من يرى غالب شباب المسلمين في وقتنا الحاضر يجدهم على الأقل على إحدى الصورتين أعلاه . فإما جاهل جل علمه مما سمعه وتلقاه هنا وهناك بدون أي تحقق أو تفكر أو شخص طلب العلم عند العلماء – سواء لدى أهل العلم أو من هم ليسوا بأهل ِ له - وتعصب لهم أو لفكرهم ومنهجهم .
فأنا وكواحدة من بنات المسلمين وأعيش بينهم وأرى هذا الواقع للأسف أرى بأن الجهل هو الغالب وإن كان بالضرورة يؤدي إلى الثاني وهو التعصب والعناد. فقد كنت ممن يتجنبون البحث في العقائد والتاريخ وغيره وأسّلم بما تلقيته من البيت والمدرسة فإذا سألني أحدهم فالجواب عندي جاهز كل ما علي فعله هو الرجوع إلى هذين المصدرين ونقل الجواب دون التوقف ولو لدقائق للتفكر في الجواب وتقييمه .
ما دعاني إلى كتابة هذه الكلمات هي ما يحصل الآن على الفضائيات وشبكات الانترنت من منتديات وغيرها بما يسمى حوار عقائدي أو مناظرات عقائدية الخ .وتحمس الكثير من شباب المسلمين لهذا الأمر وليت أكثرهم تحمس لذلك طلبا للعلم إن لم يكن تعصبا لمذهب أو عالم أو بغضا وحقدا لطائفة الخ
تابعت كثيرا مما يطرح في المنتديات سواء أكانت سنية أم شيعية أم أباظية وحتى الصوفية ولم أجد غير التعصب والعناد – أنا هنا لا أعمم – حتى يصل الأمر ببعضهم إلى تكفير طائفة وتبديع أخرى وهكذا
وبين هذا وذاك يطل علينا شيوخ الهوان من على فضائيات الفتنة يدعون العلم وما هم بأهله ظاهرهم الخير وباطنهم الشر كله قد اغتر بهم كثير من شباب الأمة فتركوا المنهجية الصحيحة لطلب العلم ومعرفة الحق وأصبحوا يتشدقون بمثل هؤلاء العلماء فإذا ما حاولت التحاور مع أحدهم يرد عليك بقوله ( تابع الشيخ الفلاني في القناة الفلانية لقد فعل بهم وفعل ) .
فمثل هذه الفضائيات وغيرها من الأساليب استطاع أرباب الفتن التلاعب بشباب المسلمين ولعمري لقد أجادوا الاستفادة من نقاط الاختلاف بين المدارس الإسلامية لتوظيفهم المغرض والمدسوس لضرب شبابنا وبناتنا ودفعهم إلى تسفيه عقولهم لدرجة أصبت بسببها بالإحباط الشديد والتألم لحالهم
مثالين صغيرين أردت إيرادهما للاستدلال على ما سردته أعلاه :
الأول : طبعا وبحكم إقامتي في بلد يتواجد فيه الشيعة بنسبة ليست بالقليلة مع غالبية سنية فكثير ما يطرح الخلاف الشيعي السني بيننا وكثيرا أيضا ما تمر على أسماعي الكثير والكثير من الشبهات – مع تحفظي على كلمة شبهات – والتي كثيرا ما يرددها أهل الخلاف ضد الشيعة ولكني سأستشهد بواحدة فقط كخير دليل على كلامي وهي أن الشيعة تقول بتحريف القرآن والعياذ بالله .
فما يكون هناك تواجد سني- شيعي في الساحة إلا وتم التطرق لهذه المسألة وكثيرا ما حاول الشيعة نفي هذه التهمة عن أنفسهم فقل ما تجد عالم أو مرجعا من المعاصرين إلا ونفى ذلك وقل ما تجد منتدى شيعي إلا وتم التطرق لهذا الأمر وتبيان بشاعة هذه التهمة وبطلانها ومع هذا يطل علينا شيوخ الدولار والفتنة يستميتون في إثبات هذا الشيء وإن ذهبوا إلى التدليس أو الاستدلال بكل شاذ وضعيف. ولكن ما يغفله أبناء المدرسة المخالفة بأن روايات تحريف القرآن موجودة في كتب الطرفين بغض النظر عن درجتها وصحتها. أمر آخر هل يخدم هذا الأمر الدين بأي صورة أو أخرى . فالقرآن بالاتفاق هو المعجزة الخالدة للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم أو ليس هذا ما نحاجج به النصراني أو اليهودي فكيف تقبل أخي المسلم باتهام مسلم آخر بذلك . بالنسبة للنصارى واليهود لا يفرق لديهم إن كنت شيعيا أم سني ففي الآخر أنت مسلم و اتهام طرف لآخر بأنه يعتقد بتحريف القرآن هي نقطة لصالح أعداء الدين ضدنا .
الثاني : كثير ممن يدخل المنتديات ويقول بأنه الحق – وقد يكون بعضهم صادقا بها وإن خانه التعبير في الحوار- ولكن بالضرورة يكون جاهلا بتعريفه للحق وهذا ما التمسته في أكثر مواضيع المنتديات بما فيها هذا المنتدى المبارك . فمثلا يأتي أحدهم ويقول أريد أن أتعرف على مذهب التشيع فيسأل عن زواج المتعة والتطبيروتحريف القران – حسب قولهم – والتوسل ولعن الشيعة لبعض الصحابة ممن ثبت لديهم نفاقهم وأخيرا مفهومهم الخاطئ للإمامة والتي يقول بها الشيعة . أعتقد بأنني لخصت أكثر مواضع النقاش في المنتديات بهذه النقاط لا غير وكل من يراجع مواضيع المنتدى يتبين له ذلك .
المشكلة التي أراها أنا في هكذا نقاش هو هذا الشخص عندما يأتي للمعرفة أو السؤال – وقد يكون صادق المعرفة – يأتي مع المفاهيم الخاطئة التي في ذهنه خصوصا في موضوع الإمامة – والنظرة القاصرة لأهل السنة للإمامة تستحق إفراد كتاب كامل لها فهنا ليس محله – والتوسل وغيره .
وللأسف ما لاحظته أيضا يتجاوز الفهم القاصر للإمامة إلى الفهم القاصر للنبوة بحد ذاتها وكذلك النصوص القرآنية وهذا ما لمسته من مناقشات بعض الأعضاء هنا.
بل حتى أن بعضهم تجرأ على مقام سيد الكون صلى الله عليه واله وسلم سواء لجهله أو لعناده بل والأدهى من ذلك تجرأ على الله عز وجل من حيث لا يدري وأخضع بعضهم إرادة الله لإرادة البشر وطعن بعضهم في حجية أفعال وأقوال الرسول وتقاريره فقط لإثبات ما في رأسه من ترسبات سنوات من التلقي والحشو والتعبئة حتى طفحت وفاحت بآسن مائها .
قد يراني البعض بالغت ويراني آخرون بأني أصبت ولكن ما دفعني لذلك إلا ما رأيته من حال من حولي من بنات وشباب المسلمين وقد هالني ما رأيت فرأيت أن أقرعهم وأوبخهم ليدركوا ما جنوه على أنفسهم وليفيقوا وينتهوا عن تسفيه عقولهم والسماح باستغفالهم .
نصيحتي للأخوة ممن أتى لهذا المنتدى للحوار سواء للبحث عن الحقيقة أو حتى لهدايتنا أن يتعلم أصول الحوار أولا ثم يحاور ليفيد ويستفيد وأن يترك النعيق خلف كل ناعق فوالله ما ينفعك غدا .
والأهم الأهم هو أن يسأل كل إنسان نفسه – بغض النظر عن مذهبه – ما الدليل على أنني على حق وبأن مذهبي هذا الذي أتعبد به هو مذهب الحق ؟
ما مقدار معرفتي للرب ؟ فهمي للنبوة بصورة عامة ولرسالة الهادي صلى الله عليه واله وسلم بصورة خاصة ؟ والنصوص القرآنية والسنة النبوية ؟ الخ
وهل في فهمي لبعضها تناقض للآخر ؟
وغيرها كثير
وليكن هدفك الأول والأخير هو معرفة طريق الحق وضع نصب عينيك بأن وراءك الجنة و النار
فإما سعيد وإما شقي
آخر قولي اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وصل الله على محمد وال محمد
******************
أعتذر أن كانت الفكرة غير مرتبة فقد كتبتها على استعجال
والسلام عليكم
حقيقة لا أعرف إن كان هذا القسم هو المناسب لموضوعي ولكن سأضعه وإن رأى المشرف غير ذلك فلينقله إلى القسم المناسب مشكورا
*************
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين
إن من أعظم نعم الله على الإنسان دون باقي المخلوقات هي نعمة العقل. فالعقل هو مناط التكليف و وسيلة التدبر والتفكر كما قال سبحانه وتعالى : "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا "
وقوله سبحانه : "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ "
وكثيراً ما يختم الله آيات ذِكْره الحكيم بقوله: (أفلا تعقلون) ليبين سبحانه لعباده أنهم لو وظفوا عقولهم التوظيف الصحيح لأرشدتهم عقولهم بتوفيق الله تبارك وتعالى إلى معرفة الحق وسلوك الطريق المستقيم .
وفي المقابل فقد ذم الله التعلق بموروثات الآباء والأجداد الفكري وتعطيل العقل وبين عز وجل أن سبب هلاك الأمم السابقة تقليد من كان قبلهم ، فقال سبحانه :
{وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا}
ويرد الله عز وجل على هؤلاء بقوله عز وجل :
{ أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}
فما سبق من الآيات تصرح بأن التقليد مذموم فهو أخ ُ الجهل و تسفيه العقل وسبيل الهلاك ، لذا كان لزاما علينا أن ُنعمل العقل في معرفة الحق والبحث عنه وعرض كل شي على القرآن والسنة فما وافقهما أخذنا به وما خالفهما تركناه .
وللتقليد صور عدة اذكر منها صورتين فقط :
1- تقليد الآباء : فالأهل هم المصدر الأول لأي شخص وليس لأحد إنكار ذلك فإن نحن - والحمد لله - قد نشأنا وتربينا في بيئة إسلامية ، قائمة على معرفة وعبادة الرب عز وجل وحب النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ووجوب الإقتداء به ومحبة اله الطاهرين وصحبه المنتجبين الخ بغض النظر عن مدى التزام الأهل بتعاليم الدين وفروضه أو حتى مدى علمهم ومصادرهم التي بنوا عليها عقائدهم فالأهم هو الإسلام
وفي المرتبة الثانية بعد الأهل هناك المدرسة والتي تعتبر ثاني مصدر للشخص في مبلغه من العلم وقد لا تختلف المدرسة عن الأهل كثيرا إذ لا يشترط في المناهج التعليمية أن تستوفي الأمانة العلمية فيما تطرحه على أبنائها ، فلا توجد مؤسسة إلا ولها أهداف قد وضعها مؤسسها ولا تعتبر تلك المدرسة سوى طريق لتسويق تلك الأهداف والرؤى .
2- تقليد العلماء : وهنا أنا اقصد في العقائد وقد يكون هذا أشد علينا من السابق ، فالمقلد المتعصب للعلماء عادة ما يكون ضد طريقة أهل العلم ويقلب الأوضاع، فتراه يعمد إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه واله وسلم ، فيعرضها على أقوال مقلديه، فما وافقها منها قبله وانقاد له مذعنا ً، وما خالف أقوال من يقلد لم يقبلها، واحتال في ردها، وتطلب لها وجوه الحيل بكل ما يستطيع وبذلك خالف ما أمر الله به ورسوله كما جاء في قوله تعالى
" يَا َ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ".
وكل من يرى غالب شباب المسلمين في وقتنا الحاضر يجدهم على الأقل على إحدى الصورتين أعلاه . فإما جاهل جل علمه مما سمعه وتلقاه هنا وهناك بدون أي تحقق أو تفكر أو شخص طلب العلم عند العلماء – سواء لدى أهل العلم أو من هم ليسوا بأهل ِ له - وتعصب لهم أو لفكرهم ومنهجهم .
فأنا وكواحدة من بنات المسلمين وأعيش بينهم وأرى هذا الواقع للأسف أرى بأن الجهل هو الغالب وإن كان بالضرورة يؤدي إلى الثاني وهو التعصب والعناد. فقد كنت ممن يتجنبون البحث في العقائد والتاريخ وغيره وأسّلم بما تلقيته من البيت والمدرسة فإذا سألني أحدهم فالجواب عندي جاهز كل ما علي فعله هو الرجوع إلى هذين المصدرين ونقل الجواب دون التوقف ولو لدقائق للتفكر في الجواب وتقييمه .
ما دعاني إلى كتابة هذه الكلمات هي ما يحصل الآن على الفضائيات وشبكات الانترنت من منتديات وغيرها بما يسمى حوار عقائدي أو مناظرات عقائدية الخ .وتحمس الكثير من شباب المسلمين لهذا الأمر وليت أكثرهم تحمس لذلك طلبا للعلم إن لم يكن تعصبا لمذهب أو عالم أو بغضا وحقدا لطائفة الخ
تابعت كثيرا مما يطرح في المنتديات سواء أكانت سنية أم شيعية أم أباظية وحتى الصوفية ولم أجد غير التعصب والعناد – أنا هنا لا أعمم – حتى يصل الأمر ببعضهم إلى تكفير طائفة وتبديع أخرى وهكذا
وبين هذا وذاك يطل علينا شيوخ الهوان من على فضائيات الفتنة يدعون العلم وما هم بأهله ظاهرهم الخير وباطنهم الشر كله قد اغتر بهم كثير من شباب الأمة فتركوا المنهجية الصحيحة لطلب العلم ومعرفة الحق وأصبحوا يتشدقون بمثل هؤلاء العلماء فإذا ما حاولت التحاور مع أحدهم يرد عليك بقوله ( تابع الشيخ الفلاني في القناة الفلانية لقد فعل بهم وفعل ) .
فمثل هذه الفضائيات وغيرها من الأساليب استطاع أرباب الفتن التلاعب بشباب المسلمين ولعمري لقد أجادوا الاستفادة من نقاط الاختلاف بين المدارس الإسلامية لتوظيفهم المغرض والمدسوس لضرب شبابنا وبناتنا ودفعهم إلى تسفيه عقولهم لدرجة أصبت بسببها بالإحباط الشديد والتألم لحالهم
مثالين صغيرين أردت إيرادهما للاستدلال على ما سردته أعلاه :
الأول : طبعا وبحكم إقامتي في بلد يتواجد فيه الشيعة بنسبة ليست بالقليلة مع غالبية سنية فكثير ما يطرح الخلاف الشيعي السني بيننا وكثيرا أيضا ما تمر على أسماعي الكثير والكثير من الشبهات – مع تحفظي على كلمة شبهات – والتي كثيرا ما يرددها أهل الخلاف ضد الشيعة ولكني سأستشهد بواحدة فقط كخير دليل على كلامي وهي أن الشيعة تقول بتحريف القرآن والعياذ بالله .
فما يكون هناك تواجد سني- شيعي في الساحة إلا وتم التطرق لهذه المسألة وكثيرا ما حاول الشيعة نفي هذه التهمة عن أنفسهم فقل ما تجد عالم أو مرجعا من المعاصرين إلا ونفى ذلك وقل ما تجد منتدى شيعي إلا وتم التطرق لهذا الأمر وتبيان بشاعة هذه التهمة وبطلانها ومع هذا يطل علينا شيوخ الدولار والفتنة يستميتون في إثبات هذا الشيء وإن ذهبوا إلى التدليس أو الاستدلال بكل شاذ وضعيف. ولكن ما يغفله أبناء المدرسة المخالفة بأن روايات تحريف القرآن موجودة في كتب الطرفين بغض النظر عن درجتها وصحتها. أمر آخر هل يخدم هذا الأمر الدين بأي صورة أو أخرى . فالقرآن بالاتفاق هو المعجزة الخالدة للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم أو ليس هذا ما نحاجج به النصراني أو اليهودي فكيف تقبل أخي المسلم باتهام مسلم آخر بذلك . بالنسبة للنصارى واليهود لا يفرق لديهم إن كنت شيعيا أم سني ففي الآخر أنت مسلم و اتهام طرف لآخر بأنه يعتقد بتحريف القرآن هي نقطة لصالح أعداء الدين ضدنا .
الثاني : كثير ممن يدخل المنتديات ويقول بأنه الحق – وقد يكون بعضهم صادقا بها وإن خانه التعبير في الحوار- ولكن بالضرورة يكون جاهلا بتعريفه للحق وهذا ما التمسته في أكثر مواضيع المنتديات بما فيها هذا المنتدى المبارك . فمثلا يأتي أحدهم ويقول أريد أن أتعرف على مذهب التشيع فيسأل عن زواج المتعة والتطبيروتحريف القران – حسب قولهم – والتوسل ولعن الشيعة لبعض الصحابة ممن ثبت لديهم نفاقهم وأخيرا مفهومهم الخاطئ للإمامة والتي يقول بها الشيعة . أعتقد بأنني لخصت أكثر مواضع النقاش في المنتديات بهذه النقاط لا غير وكل من يراجع مواضيع المنتدى يتبين له ذلك .
المشكلة التي أراها أنا في هكذا نقاش هو هذا الشخص عندما يأتي للمعرفة أو السؤال – وقد يكون صادق المعرفة – يأتي مع المفاهيم الخاطئة التي في ذهنه خصوصا في موضوع الإمامة – والنظرة القاصرة لأهل السنة للإمامة تستحق إفراد كتاب كامل لها فهنا ليس محله – والتوسل وغيره .
وللأسف ما لاحظته أيضا يتجاوز الفهم القاصر للإمامة إلى الفهم القاصر للنبوة بحد ذاتها وكذلك النصوص القرآنية وهذا ما لمسته من مناقشات بعض الأعضاء هنا.
بل حتى أن بعضهم تجرأ على مقام سيد الكون صلى الله عليه واله وسلم سواء لجهله أو لعناده بل والأدهى من ذلك تجرأ على الله عز وجل من حيث لا يدري وأخضع بعضهم إرادة الله لإرادة البشر وطعن بعضهم في حجية أفعال وأقوال الرسول وتقاريره فقط لإثبات ما في رأسه من ترسبات سنوات من التلقي والحشو والتعبئة حتى طفحت وفاحت بآسن مائها .
قد يراني البعض بالغت ويراني آخرون بأني أصبت ولكن ما دفعني لذلك إلا ما رأيته من حال من حولي من بنات وشباب المسلمين وقد هالني ما رأيت فرأيت أن أقرعهم وأوبخهم ليدركوا ما جنوه على أنفسهم وليفيقوا وينتهوا عن تسفيه عقولهم والسماح باستغفالهم .
نصيحتي للأخوة ممن أتى لهذا المنتدى للحوار سواء للبحث عن الحقيقة أو حتى لهدايتنا أن يتعلم أصول الحوار أولا ثم يحاور ليفيد ويستفيد وأن يترك النعيق خلف كل ناعق فوالله ما ينفعك غدا .
والأهم الأهم هو أن يسأل كل إنسان نفسه – بغض النظر عن مذهبه – ما الدليل على أنني على حق وبأن مذهبي هذا الذي أتعبد به هو مذهب الحق ؟
ما مقدار معرفتي للرب ؟ فهمي للنبوة بصورة عامة ولرسالة الهادي صلى الله عليه واله وسلم بصورة خاصة ؟ والنصوص القرآنية والسنة النبوية ؟ الخ
وهل في فهمي لبعضها تناقض للآخر ؟
وغيرها كثير
وليكن هدفك الأول والأخير هو معرفة طريق الحق وضع نصب عينيك بأن وراءك الجنة و النار
فإما سعيد وإما شقي
آخر قولي اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
وصل الله على محمد وال محمد
******************
أعتذر أن كانت الفكرة غير مرتبة فقد كتبتها على استعجال
والسلام عليكم