السید الامینی
12-02-2011, 12:03 PM
السلام عليكم
مَن أمعَنَ النظر والفكر معاً في الأخبار الواردة حول أهل البيت عليهم السلام، وجَدَهم وُجوداً نورانياً واحداً، متلازماً متكاملاً فيما بينه، وقد قام الخَلق على شرف وجودهم سلام الله عليهم، حتّى روى الجويني الشافعي في ( فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين 36:1 ) أنّ آدم عليه السلام سأل اللهَ تبارك وتعالى: يا ربّ، هل خلقتَ أحداً مِن طينٍ قَبلي ؟ قال: لا يا آدم، قال: فَمَن هؤلاء الخمسةُ الأشباح الذين آراهُم في هيئتي وصورتي ؟ قال: هؤلاءِ خمسةٌ مِن وُلْدِك، لولاهُم ما خلقتُك... فأنا المحمودُ وهذا محمّد، وأنا العالي وهذا عليّ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين.. ».
وأصبح وجودهم القدسي متلازماً، كلٌّ مِن الآخَر، وكلُّ آخَرٍ من كلِّ واحد، لا ينفصل أحدٌ عن أحد، بل كلُّهم شأن واحد، يتكامل بعضه ببعض، كيف ؟ جاء في ( كشف اللآلي ) لصالح بن عبدالوهّاب بن العَرَنْدس، و ( ملتقى البحرين:14 ) للمرندي، أنّ الله تبارك وتعالى خاطب رسولَ الله صلّى الله عليه وآله قائلاً له: « يا أحمد، لولاك لَما خلقتُ الأفلاك، ولولا عليٌّ لَما خلقتُك، ولولا فاطمة لما خلقتُكما ».
نعم، فالوجود الكوني والفلكي لم يكن لولا الرسول المصطفى الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ لولا الإمامة العليا لَما أدّت النبوّة مهامَّها أبداً، ولَما تكاملت، وإنّما تتكامل بالخلافة الإلهيّة منتقلةً من الرسول الراحل إلى الوصيّ الإمام الكامل، على شرط أن تتكامل الإمامة في ذاتها أيضاً بتوافد أئمّة الحقّ والهدى واحداً بعد آخر، فكان لابدّ للوجود من عليّ، ولولاه لم تكن نبوّة لأنّها لم تتمّ وتتكامل وتستمرّ إلاّ به، ثمّ لابدّ للوجود من فاطمة، ولولاها لم تكن حلقةٌ للوصل بين النبوّة والإمامة، ثمّ لم يكن امتدادٌ للنبوّة إلى الإمامة المنتهيّة بخاتميّتها في الحجّة المنتظر المهدي صلوات الله عليه. فلولا النبوّة لم تكن إمامة وخلافة لها، ولولا الإمامة لم تكن نبوّة ناقصة بلا خلافة، ولولا الوصل الضروريّ بين النبوّة والإمامة لم يكن تكامل، والله عزّوجلّ أشار إلى الكمال والإكمال في دينه، والتمام والإتمام في نعمته، والرضى الأكمل منه جلّ وعلا للناس بالإسلام، بعد أن امتدّت النبوّة واتّصلت في الإمامة، وكان الوصلُ الأوصل متمثّلاً في سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخِرين، فاطمة الزهراء البتول صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وأبنائها الأئمّة الميامين.
فلولا أيٌّ منهم لم يكن الآخرون، ولا الآخرون لم يكن أيّ.. وهكذا تتكامل الرسالة وأهل بيت النبوّة والوحي، والمحور التكاملي هو فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وهي النساء الأكمل في آية المباهلة الشريفة « ونساءَنا »، كما هي قطب الدائرة في أهل الكساء الذين أراد الله ـ وكان كما أراد الله ـ فأذهبَ عنهمُ الرجسَ وطهّرهم تطهيراً، فقد سأل جبرئيل ربَّه: يا ربّ، ومَن تحت الكساء ؟ فأجابه تبارك وتعالى ابتداءً من المحور: « هُم فاطمةُ وأبوها، وبَعلُها وبَنُوها ».
مَن أمعَنَ النظر والفكر معاً في الأخبار الواردة حول أهل البيت عليهم السلام، وجَدَهم وُجوداً نورانياً واحداً، متلازماً متكاملاً فيما بينه، وقد قام الخَلق على شرف وجودهم سلام الله عليهم، حتّى روى الجويني الشافعي في ( فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين 36:1 ) أنّ آدم عليه السلام سأل اللهَ تبارك وتعالى: يا ربّ، هل خلقتَ أحداً مِن طينٍ قَبلي ؟ قال: لا يا آدم، قال: فَمَن هؤلاء الخمسةُ الأشباح الذين آراهُم في هيئتي وصورتي ؟ قال: هؤلاءِ خمسةٌ مِن وُلْدِك، لولاهُم ما خلقتُك... فأنا المحمودُ وهذا محمّد، وأنا العالي وهذا عليّ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا الإحسان وهذا الحسن، وأنا المحسن وهذا الحسين.. ».
وأصبح وجودهم القدسي متلازماً، كلٌّ مِن الآخَر، وكلُّ آخَرٍ من كلِّ واحد، لا ينفصل أحدٌ عن أحد، بل كلُّهم شأن واحد، يتكامل بعضه ببعض، كيف ؟ جاء في ( كشف اللآلي ) لصالح بن عبدالوهّاب بن العَرَنْدس، و ( ملتقى البحرين:14 ) للمرندي، أنّ الله تبارك وتعالى خاطب رسولَ الله صلّى الله عليه وآله قائلاً له: « يا أحمد، لولاك لَما خلقتُ الأفلاك، ولولا عليٌّ لَما خلقتُك، ولولا فاطمة لما خلقتُكما ».
نعم، فالوجود الكوني والفلكي لم يكن لولا الرسول المصطفى الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثمّ لولا الإمامة العليا لَما أدّت النبوّة مهامَّها أبداً، ولَما تكاملت، وإنّما تتكامل بالخلافة الإلهيّة منتقلةً من الرسول الراحل إلى الوصيّ الإمام الكامل، على شرط أن تتكامل الإمامة في ذاتها أيضاً بتوافد أئمّة الحقّ والهدى واحداً بعد آخر، فكان لابدّ للوجود من عليّ، ولولاه لم تكن نبوّة لأنّها لم تتمّ وتتكامل وتستمرّ إلاّ به، ثمّ لابدّ للوجود من فاطمة، ولولاها لم تكن حلقةٌ للوصل بين النبوّة والإمامة، ثمّ لم يكن امتدادٌ للنبوّة إلى الإمامة المنتهيّة بخاتميّتها في الحجّة المنتظر المهدي صلوات الله عليه. فلولا النبوّة لم تكن إمامة وخلافة لها، ولولا الإمامة لم تكن نبوّة ناقصة بلا خلافة، ولولا الوصل الضروريّ بين النبوّة والإمامة لم يكن تكامل، والله عزّوجلّ أشار إلى الكمال والإكمال في دينه، والتمام والإتمام في نعمته، والرضى الأكمل منه جلّ وعلا للناس بالإسلام، بعد أن امتدّت النبوّة واتّصلت في الإمامة، وكان الوصلُ الأوصل متمثّلاً في سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخِرين، فاطمة الزهراء البتول صلوات الله عليها وعلى أبيها وبعلها وأبنائها الأئمّة الميامين.
فلولا أيٌّ منهم لم يكن الآخرون، ولا الآخرون لم يكن أيّ.. وهكذا تتكامل الرسالة وأهل بيت النبوّة والوحي، والمحور التكاملي هو فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وهي النساء الأكمل في آية المباهلة الشريفة « ونساءَنا »، كما هي قطب الدائرة في أهل الكساء الذين أراد الله ـ وكان كما أراد الله ـ فأذهبَ عنهمُ الرجسَ وطهّرهم تطهيراً، فقد سأل جبرئيل ربَّه: يا ربّ، ومَن تحت الكساء ؟ فأجابه تبارك وتعالى ابتداءً من المحور: « هُم فاطمةُ وأبوها، وبَعلُها وبَنُوها ».