ربيبة الزهـراء
21-02-2011, 10:03 PM
المجزرة وما بعدها كشفت بكل جلاء للقريب والبعيد قيمة هذا الشعب عند حكومته ومدى استخفافها بدمه وكرامته
آية الله قاسم: ما جرى مجزرةٌ مقصودة عن عمدٍ وتصميم .. واسلوب العنف الرسمي لن يسكت الشعب
http://fajrbh.com/media/pics/1284723173.jpg
سماحة آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم
الحديث يتعلق بالساحة المشتعلة والمجزرة الرهيبة في دوار اللؤلؤة.
اسكن الله شهدائنا الأبرار جناة النعيم، وعظم الله أجر ذويهم وأجرنا برحيلهم المفج. والتعازي لكل الشعوب العربية المقهورة والأمة الإسلامية العريضة بهذه الشهادة التي لم تكن إلا استنكاراً لظلم الامة واذلالها وقهرها، ولم تكن إلا انتصاراً للإنسانية وكرامتها. اللهم مُن على الجرحى والمعلولين بالشفاء العاجل الكامل وأنت أرحم الراحمين.
بأي ذنبٍ قُتلت؟
بريبئون، مسالمون، آمنون، يفترشون الأرض، في ساعة من ساعات النوم، أواخر الليل، تحت السماء المكشوفة، رجالاً، ونساءً، وشباباً، وشيباً، واطفالاً، ورضعا، تباغتهم سلاحٌ غادرٌ فتاك، وبكثافة، مع محاصرة الساحة التي يفترشونها، بحيث لا يسهل الفرار بالنفس[1]، لتكون مجزرة رهيبة يقتل فيها من قتل، ويجرح من يجرح، لتنصبغ الساحة بالدماء البريئة وتسيل أنهارا.
ممن هذا؟ من حكومة مسئولة عن رعاية المواطن، والحفاظ على آمنه وحراسته ورفاهيته.
ولماذا؟ لأنه قال وا ظلماه، ونادى وا ويلاه، وصرخ واستغاث، وطالب بالحق والكرامة.
إنها مجزرةٌ ظالمةٌ مقصودة، تم تنفيذها عن عمدٍ وتصميم، وكل ظروفها وأسلوبها تدل على أنها ليست لتفريق المعتصمين، وإنما للفتك والسحق والتصفية الجسدية الشرسة، ولإعطاء درس بليغ في القسوة[2].
المجزرة وما بعدها من قتل وفتك، وسقوط ضحايا بصورة مبكرة في عملية الإحتجاج، وبالعدد الذي تم، وبلحاظ حجم البلد الضيق، وعدد السكان الصغير، تبرهن على أن الوضع الرسمي في البحرين اقسى نظام، والأشد إرهابيةً من بين الأنظمة العربية التي واجهة تحركاتٍ تغييرية وإحتجاجاتٍ مطلبية في هذه الأونة لحد الأن.
المجزرة وما بعدها كشفت بكل جلاء للقريب والبعيد قيمة هذا الشعب عند حكومته، ومدى استخفافها بدمه وكرامته، وقسوتها الوحشية في التعامل معه[3].
حكومةٌ تصم مسامعها عن دعوات الحوار، وتدير ظهرها لنداءاته وطلباته، وتهزء بها عمليا، ومجلسٌ نيابيٌ صمم تصميماً دقيقاً لحماية الوضعية السياسية المتخلفة، وتأمينها من النقد، والحفاظ عليها من أن يطرئ عليها تطوير، ومن أن يلامس الدستور المفروض بالقوة شيءٌ من التعديل، وقوانين مررها المجلس عبر الموالاة توصد كل بابٍ للإحتجاج السلمي لا تلتقي معه رغبة الحكم في تكميم الأفواه، ثم إذا ضاق الناس وقالوا كلمةً واعلنوا رآياً بشان مآساتهم انصب عليهم عذاب السلطة وجحيمها، وارتفعت اصوات الموالاة بتخطئتهم وتعذير البطش الحكومي، وان هناك قنواتٍ تشريعيةً تقوم بدور التطوير والمراقبة والمحاسبة.
وكثيراً ما ترتفع اصوات الموالاة بنصائحها التخديرية الكاذبة بالصبر على التغيير التدريجي نحو الأفضل، في الوقت الذي تسير فيه الأوضاع السياسية ووضع حرية التعبير والمشاركة الشعبية والعدالة الإجتماعية إلى الوراء بصورةٍ متواصلة، وتخدرنا اصوات الموالاة بأن التغيير ماشٍ على الخط الصحيح وبصورة تدريجية. فاصبروا!!. وفي الوقت الذي تنهب فيه الثروة، وتقضم الأرض الصغيرة لهذا البلد الضيق.
ولماذا هذا القتل الظالم العدواني الذي لا يحمل ذرةً من الإحترام للدين والإنسانية والوطن والذوق الإنساني والغيرة؟ هذا البطش الجنوني المتوحش لإسكات الشعب إلى الأبد؟ لترتجف النفوس فيغيب الصوت المطالب بالحق؟ ويقدم انسان هذا الوطن الحياة وإن ذلة على الحرية والكرامة؟ وأن يستساغ الظلم وتنسجم النفوس مع حياة الخسة والهوان؟[4]
لو كان أسلوب العنف مسكتاً لهذا الشعب، لكف العنف الذي مارسته الحكومة في حقه لسنوات طويلة لإسكاته، فأسلوب العنف اسلوبٌ يائس إذا كان المطلوب لهذا الإسلوب أن يُسكت الشعب.
استمرت الحركة المطلبية في البحرين في ظل القهر والإرهاب الرسمي لسنواتٍ عديدة، ما كان فيها هذا التحرك الشعبي العام في المنطقة العربية، فكيف وقد علت الكلمة من شعوب كثيرة في الأمة بضرورة التغيير والتصحيح، وكان ما كان مما تشهد الساحة العربية العامة من حركاتٍ وتحولات.
وإن هذا التهور في القتل، والوغول في الدماء، والتعطش للفتك من شأنه أن يخلق قطيعة تامة بين الحكومة والشعب، وهو لن يبقي أي امكانية لأي صوتٍ يهدف لتهدأة الأوضاع ومداواة الجروح.
وجريمة آخرى لا تقل شناعة عن البطش بالنفس البريئة، وهي هذا الشحن الإعلامي المركز المستمر، لخلق حالة عداءٍ طائفي يقسم هذا الشعب إلى الأبد إلى شطرين لا يلتقيان، ويرى كل منهما في الثاني أنه عدوه الأول، والذي يتنافى معه في الوجود. وأنه ليطلب من الشعب بأكمله ولمصلحته كله، أن يكون أذكى من الإستجابة لهذا الشحن الخبيث، وهدفه القاتل[5].
وإننا لقضية التأمين للمعتصمين في ميدان اللؤلؤة، من خلال إبداء الأسف الرسمي لسقوط الشهيدين الأولين على يدي قوات الأمن، والتعزية بوفاتهما، والإعلان عن لجنة تحقيق في الحادث، ثم مفاجأة الكل بالمجزرة الرهيبة في أهدأ ساعات الليل، والمعتصمين نيام، والإعلان تحقيق في الحادث المجزرة الرهيبة في أهدء ساعات الليل، والمعتصمين نيام، ولتاريخ التنكيل وافتعال التهم التي يزج بأبنائنا بالمئات في السجون، ولإستباحة آمن الكثير من القرى المرة بعد الآخرى، نعلن للعالم كله ـ من الأمم المتحدة وغيرها ـ وللضمير الإنساني، وكل المؤسسات المهتمة بحقوق الإنسان، أن أمننا بات مهدداً من الحكومة المسئولة عنه، وصرنا مخيرين بين الإستسلام الكامل لما تشتهي أن تفعله بنا والإعتراف لها بالرق التام، وبين أن تحدث فينا التصفيات التي ترى والمجزرة بعد الآخرى. وعلى العالم أن يتحمل مسئوليته، بعد أن يكون هذا الشعب هو المتحمل الأول لمسئولية نفسه[6].
وكلمة لكم أيها المؤمنون الأعزاء، بأن علينا أن يرعى كلٌ منا حرمة الآخر، ولا يتسرع في إساءة الظن به، وألا يأكل من لحمه ميتا، ولا يُصدق فيه الإشاعة، وأن نُقدر رجالاتنا الذين قد يكون عملهم بصمت أكثر من عملهم في حالة النطق، ولا ننال منهم، فإن في اضعافهم اضعافاً لنا، وفي النيل من كرامتهم اهداراً لكرامتنا، وفي الجرأة عليهم اضعافاً لدورهم الفاعل المخلص لمصلحتنا.
هدانا الله جميعاً بهداه، ورزقنا التخلق بأخلاق دينه، والتأدب بأدب الأتقياء من عباده، انه سميعٌ مُجيب.
أيها المؤمنون لا تقتلوا أنفسكم بالفرقة، واستعينوا في أموركم بالوحدة، واعتصموا بحبل الله المتين ،فإن الوحدة النافعة إنما هي في الإعتصام بحبل الله لا غير.
آية الله قاسم: ما جرى مجزرةٌ مقصودة عن عمدٍ وتصميم .. واسلوب العنف الرسمي لن يسكت الشعب
http://fajrbh.com/media/pics/1284723173.jpg
سماحة آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم
الحديث يتعلق بالساحة المشتعلة والمجزرة الرهيبة في دوار اللؤلؤة.
اسكن الله شهدائنا الأبرار جناة النعيم، وعظم الله أجر ذويهم وأجرنا برحيلهم المفج. والتعازي لكل الشعوب العربية المقهورة والأمة الإسلامية العريضة بهذه الشهادة التي لم تكن إلا استنكاراً لظلم الامة واذلالها وقهرها، ولم تكن إلا انتصاراً للإنسانية وكرامتها. اللهم مُن على الجرحى والمعلولين بالشفاء العاجل الكامل وأنت أرحم الراحمين.
بأي ذنبٍ قُتلت؟
بريبئون، مسالمون، آمنون، يفترشون الأرض، في ساعة من ساعات النوم، أواخر الليل، تحت السماء المكشوفة، رجالاً، ونساءً، وشباباً، وشيباً، واطفالاً، ورضعا، تباغتهم سلاحٌ غادرٌ فتاك، وبكثافة، مع محاصرة الساحة التي يفترشونها، بحيث لا يسهل الفرار بالنفس[1]، لتكون مجزرة رهيبة يقتل فيها من قتل، ويجرح من يجرح، لتنصبغ الساحة بالدماء البريئة وتسيل أنهارا.
ممن هذا؟ من حكومة مسئولة عن رعاية المواطن، والحفاظ على آمنه وحراسته ورفاهيته.
ولماذا؟ لأنه قال وا ظلماه، ونادى وا ويلاه، وصرخ واستغاث، وطالب بالحق والكرامة.
إنها مجزرةٌ ظالمةٌ مقصودة، تم تنفيذها عن عمدٍ وتصميم، وكل ظروفها وأسلوبها تدل على أنها ليست لتفريق المعتصمين، وإنما للفتك والسحق والتصفية الجسدية الشرسة، ولإعطاء درس بليغ في القسوة[2].
المجزرة وما بعدها من قتل وفتك، وسقوط ضحايا بصورة مبكرة في عملية الإحتجاج، وبالعدد الذي تم، وبلحاظ حجم البلد الضيق، وعدد السكان الصغير، تبرهن على أن الوضع الرسمي في البحرين اقسى نظام، والأشد إرهابيةً من بين الأنظمة العربية التي واجهة تحركاتٍ تغييرية وإحتجاجاتٍ مطلبية في هذه الأونة لحد الأن.
المجزرة وما بعدها كشفت بكل جلاء للقريب والبعيد قيمة هذا الشعب عند حكومته، ومدى استخفافها بدمه وكرامته، وقسوتها الوحشية في التعامل معه[3].
حكومةٌ تصم مسامعها عن دعوات الحوار، وتدير ظهرها لنداءاته وطلباته، وتهزء بها عمليا، ومجلسٌ نيابيٌ صمم تصميماً دقيقاً لحماية الوضعية السياسية المتخلفة، وتأمينها من النقد، والحفاظ عليها من أن يطرئ عليها تطوير، ومن أن يلامس الدستور المفروض بالقوة شيءٌ من التعديل، وقوانين مررها المجلس عبر الموالاة توصد كل بابٍ للإحتجاج السلمي لا تلتقي معه رغبة الحكم في تكميم الأفواه، ثم إذا ضاق الناس وقالوا كلمةً واعلنوا رآياً بشان مآساتهم انصب عليهم عذاب السلطة وجحيمها، وارتفعت اصوات الموالاة بتخطئتهم وتعذير البطش الحكومي، وان هناك قنواتٍ تشريعيةً تقوم بدور التطوير والمراقبة والمحاسبة.
وكثيراً ما ترتفع اصوات الموالاة بنصائحها التخديرية الكاذبة بالصبر على التغيير التدريجي نحو الأفضل، في الوقت الذي تسير فيه الأوضاع السياسية ووضع حرية التعبير والمشاركة الشعبية والعدالة الإجتماعية إلى الوراء بصورةٍ متواصلة، وتخدرنا اصوات الموالاة بأن التغيير ماشٍ على الخط الصحيح وبصورة تدريجية. فاصبروا!!. وفي الوقت الذي تنهب فيه الثروة، وتقضم الأرض الصغيرة لهذا البلد الضيق.
ولماذا هذا القتل الظالم العدواني الذي لا يحمل ذرةً من الإحترام للدين والإنسانية والوطن والذوق الإنساني والغيرة؟ هذا البطش الجنوني المتوحش لإسكات الشعب إلى الأبد؟ لترتجف النفوس فيغيب الصوت المطالب بالحق؟ ويقدم انسان هذا الوطن الحياة وإن ذلة على الحرية والكرامة؟ وأن يستساغ الظلم وتنسجم النفوس مع حياة الخسة والهوان؟[4]
لو كان أسلوب العنف مسكتاً لهذا الشعب، لكف العنف الذي مارسته الحكومة في حقه لسنوات طويلة لإسكاته، فأسلوب العنف اسلوبٌ يائس إذا كان المطلوب لهذا الإسلوب أن يُسكت الشعب.
استمرت الحركة المطلبية في البحرين في ظل القهر والإرهاب الرسمي لسنواتٍ عديدة، ما كان فيها هذا التحرك الشعبي العام في المنطقة العربية، فكيف وقد علت الكلمة من شعوب كثيرة في الأمة بضرورة التغيير والتصحيح، وكان ما كان مما تشهد الساحة العربية العامة من حركاتٍ وتحولات.
وإن هذا التهور في القتل، والوغول في الدماء، والتعطش للفتك من شأنه أن يخلق قطيعة تامة بين الحكومة والشعب، وهو لن يبقي أي امكانية لأي صوتٍ يهدف لتهدأة الأوضاع ومداواة الجروح.
وجريمة آخرى لا تقل شناعة عن البطش بالنفس البريئة، وهي هذا الشحن الإعلامي المركز المستمر، لخلق حالة عداءٍ طائفي يقسم هذا الشعب إلى الأبد إلى شطرين لا يلتقيان، ويرى كل منهما في الثاني أنه عدوه الأول، والذي يتنافى معه في الوجود. وأنه ليطلب من الشعب بأكمله ولمصلحته كله، أن يكون أذكى من الإستجابة لهذا الشحن الخبيث، وهدفه القاتل[5].
وإننا لقضية التأمين للمعتصمين في ميدان اللؤلؤة، من خلال إبداء الأسف الرسمي لسقوط الشهيدين الأولين على يدي قوات الأمن، والتعزية بوفاتهما، والإعلان عن لجنة تحقيق في الحادث، ثم مفاجأة الكل بالمجزرة الرهيبة في أهدأ ساعات الليل، والمعتصمين نيام، والإعلان تحقيق في الحادث المجزرة الرهيبة في أهدء ساعات الليل، والمعتصمين نيام، ولتاريخ التنكيل وافتعال التهم التي يزج بأبنائنا بالمئات في السجون، ولإستباحة آمن الكثير من القرى المرة بعد الآخرى، نعلن للعالم كله ـ من الأمم المتحدة وغيرها ـ وللضمير الإنساني، وكل المؤسسات المهتمة بحقوق الإنسان، أن أمننا بات مهدداً من الحكومة المسئولة عنه، وصرنا مخيرين بين الإستسلام الكامل لما تشتهي أن تفعله بنا والإعتراف لها بالرق التام، وبين أن تحدث فينا التصفيات التي ترى والمجزرة بعد الآخرى. وعلى العالم أن يتحمل مسئوليته، بعد أن يكون هذا الشعب هو المتحمل الأول لمسئولية نفسه[6].
وكلمة لكم أيها المؤمنون الأعزاء، بأن علينا أن يرعى كلٌ منا حرمة الآخر، ولا يتسرع في إساءة الظن به، وألا يأكل من لحمه ميتا، ولا يُصدق فيه الإشاعة، وأن نُقدر رجالاتنا الذين قد يكون عملهم بصمت أكثر من عملهم في حالة النطق، ولا ننال منهم، فإن في اضعافهم اضعافاً لنا، وفي النيل من كرامتهم اهداراً لكرامتنا، وفي الجرأة عليهم اضعافاً لدورهم الفاعل المخلص لمصلحتنا.
هدانا الله جميعاً بهداه، ورزقنا التخلق بأخلاق دينه، والتأدب بأدب الأتقياء من عباده، انه سميعٌ مُجيب.
أيها المؤمنون لا تقتلوا أنفسكم بالفرقة، واستعينوا في أموركم بالوحدة، واعتصموا بحبل الله المتين ،فإن الوحدة النافعة إنما هي في الإعتصام بحبل الله لا غير.