عاشق داحي الباب
22-02-2011, 10:36 PM
سمه تبارك وتعالى
قال العلامة المحدث محمد الناصر بن محمد الكتاني المتوفى سنة 1394 هـ في كتابه (قيد الأوابد في مختلف العلوم والفوائد) تحت عنوان :
(( حــديـث الــطــيــر))
قال الذهبي : (( لقد كنت زمنا طويلا أظن أن حديث الطير لا يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه ، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه – يريد تلخيصه للمستدرك وهو مطبوع معه – فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء ))
وحديث الطير : أخرجه الحاكم في المستدرك ، وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ، والكامل لابن عدي ، والترمذي وقال : غريب ، والبغوي في حسان المصابيح ، وخرجه الحربي .
وقال الحاكم : (( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )) ، وقد رواه أنس ، ورواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة .
وحديث الطير كما رواه أنس : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرخ مشوي ، فقال : اللهم أتني بأحب خلقك إليك ، فجاء علي ، فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ، ثم جاء أخرى ، فردتته ، ثم جاء فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حبسك ، فقال : هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس ، فقال أنس : قد كنت أحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل يحب قومه .
وذكر الذهبي ترجمة محمد بن أحمد بن عياض : روى عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض عن أبي طيبة المصري عن يحيى بن حسان ، فذكر حديث الطير ، وقال الحاكم : (( هذا على شرط البخاري ومسلم )) ، قال الذهبي : (( الكل ثقات إلا هذا فأنا أتهمه به ، ثم ظهر لي أنه صدوق ))
قال ابن تيمية : (( وحديث الطير لم يروه أحد من أصحاب الحديث ولا صححه أئمة الحديث ، بل هو من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بالنقل ، قال أبو موسى المديني : قد جمع غير واحد من الحفاظ طرق أحاديث الطير للاعتبار والمعرفة ، كالحاكم النيسابوري وأبي نعيم وابن مردويه ، وسئل الحاكم عن حديث الطير فقال : لا يصح هذا ، مع أن الحاكم منسوب إلى التشيع ))
وهذا عجيب من ابن تيمية أن ينفي عن الحديث الصحة من أصحاب الصحيح ، ثم ينسب للحاكم أنه قال : لا يصح ، وقد أخرجه في مستدركه وصححه ، ثم صححه الذهبي نفسه كما رأيت .
وقد جمع الحافظ الذهبي جزءا في حديث الطير وقال : (( وروي عن بضعة وتسعين نفسا من طرق متعددة عن أنس بن مالك ، وروي من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبدالله بن عباس ، وعلي بن أبي طالب ، وجابر بن عبدالله ، وأبي سعيد الخدري ، ويعلى بن مرة ، وأبي رافع )) ، قال الحافظ ابن كثير : (( ورأيت فيه مجلدا كبيرا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم . وبالجملة : ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه )) .
المصدر : كتاب قيد الأوابد ، ص 215 و216 ، ط بيروت ، دار الكتب العلمية .
قال العلامة المحدث محمد الناصر بن محمد الكتاني المتوفى سنة 1394 هـ في كتابه (قيد الأوابد في مختلف العلوم والفوائد) تحت عنوان :
(( حــديـث الــطــيــر))
قال الذهبي : (( لقد كنت زمنا طويلا أظن أن حديث الطير لا يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه ، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه – يريد تلخيصه للمستدرك وهو مطبوع معه – فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء ))
وحديث الطير : أخرجه الحاكم في المستدرك ، وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد ، والكامل لابن عدي ، والترمذي وقال : غريب ، والبغوي في حسان المصابيح ، وخرجه الحربي .
وقال الحاكم : (( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )) ، وقد رواه أنس ، ورواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة .
وحديث الطير كما رواه أنس : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرخ مشوي ، فقال : اللهم أتني بأحب خلقك إليك ، فجاء علي ، فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ، ثم جاء أخرى ، فردتته ، ثم جاء فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حبسك ، فقال : هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس ، فقال أنس : قد كنت أحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل يحب قومه .
وذكر الذهبي ترجمة محمد بن أحمد بن عياض : روى عن أبيه أبي غسان أحمد بن عياض عن أبي طيبة المصري عن يحيى بن حسان ، فذكر حديث الطير ، وقال الحاكم : (( هذا على شرط البخاري ومسلم )) ، قال الذهبي : (( الكل ثقات إلا هذا فأنا أتهمه به ، ثم ظهر لي أنه صدوق ))
قال ابن تيمية : (( وحديث الطير لم يروه أحد من أصحاب الحديث ولا صححه أئمة الحديث ، بل هو من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بالنقل ، قال أبو موسى المديني : قد جمع غير واحد من الحفاظ طرق أحاديث الطير للاعتبار والمعرفة ، كالحاكم النيسابوري وأبي نعيم وابن مردويه ، وسئل الحاكم عن حديث الطير فقال : لا يصح هذا ، مع أن الحاكم منسوب إلى التشيع ))
وهذا عجيب من ابن تيمية أن ينفي عن الحديث الصحة من أصحاب الصحيح ، ثم ينسب للحاكم أنه قال : لا يصح ، وقد أخرجه في مستدركه وصححه ، ثم صححه الذهبي نفسه كما رأيت .
وقد جمع الحافظ الذهبي جزءا في حديث الطير وقال : (( وروي عن بضعة وتسعين نفسا من طرق متعددة عن أنس بن مالك ، وروي من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعبدالله بن عباس ، وعلي بن أبي طالب ، وجابر بن عبدالله ، وأبي سعيد الخدري ، ويعلى بن مرة ، وأبي رافع )) ، قال الحافظ ابن كثير : (( ورأيت فيه مجلدا كبيرا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم . وبالجملة : ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه )) .
المصدر : كتاب قيد الأوابد ، ص 215 و216 ، ط بيروت ، دار الكتب العلمية .