ابو فاطمة العذاري
22-02-2011, 10:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله أجمعين ...
اللهم إنك الخلف من جميع خلقك وليس في خلقك خلف منك إلهي من أحسن فبرحمتك ومن أساء فبخطيئته فلا الذي أحسن استغنى عن رفدك ومعونتك ولا الذي أساء استبدل بك وخرج من قدرتك إلهي بك عرفتك وبك اهتديت إلى أمرك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت فيا من هو هكذا ولا هكذا غيره صل على محمد وآل محمد وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي ، اللهم اجعل خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم ألقاك إلهي أطعتك ولك المن علي في أحب الأشياء إليك ، الإيمان بك والتصديق برسولك ، ولم أعصك في أبغض الأشياء الشرك بك والتكذيب برسولك فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين ويا خير الغافرين .
قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( البخيل من ذكرتُ عنده فلم يصلّ عليّ ) .
نحن بين يدي مناسبة جليلة وعظيمة حيث تمر علينا ذكرى ولادة الحبيب المصطفى محمد ( ص ) والتي تصادف معها ولادة الحق الناطق جعفر الصادق ( ع ) وكذلك ولادة المرجع العظيم السيد الشهيد محمد الصدر ( رض ) .
ونريد ان نقف قليلا عند أعظم مولود في هذا اليوم وهو النبي ( ص ) وينبغي للمتحدث إذا ما أراد ان يتكلم عن هذا الرسول الأعظم ان يعترف بتمام القصور والتقصير وأننا لو بقينا نتحدث مدى الدهور عن شخص الحبيب المصطفى لما استوفينا شيئا من فضائله وكراماته ومقاماته فبعد الاعتذار الى الله واليك يا رسول الله نقول :
اولا : في ما يخص حادثة مولده الشريف فقد روي كثير من الكرامات ومنها عن أبي عبد الله ( ع ): كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات السبع ، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلث سماوات ، فلما ولد رسول الله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه . وقال عمرو بن أمية : وكان من أزجر أهل الجاهلية : أنظروا هذه النجوم التي تهتدى بها وتعرف بها أزمان الشتاء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي ليس منهم صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى ، وسقطت منه أربع عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى الموبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صغيرا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم . وانفصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العوراء وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملك مخرسا ، لا يتكلم يومه ذلك ، وانتزع علم الكهنة ، وبطل سحر السحرة ، ولم يبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في العرب ، وسموا آل الله عز وجل . قال أبو عبد الله : إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام .
وقالت آمنة : إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ ، وسمعت في الضوء قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا وأتي به عبد المطلب لينظر إليه ، وقد بلغه ما قالت أمه ، فأخذه ووضعه في حجره ثم قال : الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الاردان قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا . قال : وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه ، وقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا ؟ فقال لهم : ويلكم لقد أنكرت السماوات والأرض منذ الليلة ، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ، ما حدث مثله منذ رفع الله عيسى بن مريم ، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث ؟ فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا : ما وجدنا شيئا . فقال إبليس لعنه الله : أنا لهذا الامر ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم ، فوجد الحرم محفوفا بالملائكة ، فذهب ليدخل ، فصاحوا به ، فرجع ثم صار مثل الصر ، وهو العصفور ، فدخل من قبل حراء وقال له جبرئيل : وراك لعنك الله ، فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل ، ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض ؟ فقال له : ولد محمد صلى الله عليه وآله ، فقال له : هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا . قال : في أمته ؟ قال : نعم ، قال : رضيت.
***********
ثانيا : ورد ان للنبي أسماء عديدة وأشهرها ما سماه به الله تعالى في القران العزيز منها باختصار :
الرسول والنبي والأمي في قوله : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) .
والمزمل في قوله تعالى : ( يا أيها المزمل ) والمدثر ( يا أيها المدثر ) .
والنذير المبين في قوله تعالى : ( قل اني انا النذير المبين ).
وأحمد في قوله تعالى : ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .
و النور : في قوله : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) .
ورحمة في قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
وعبدا في قوله تعالى : ( نزل الفرقان على عبده ) .
رؤوفا رحيما في قوله : ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .
شاهدا ، ومبشرا ، ونذيرا ، وداعيا : في قوله تعالى : ( انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا ) .
و منذرا في قوله تعالى : ( انما أنت منذر ).
وسماه عبد الله في قوله تعالى : (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ) .
و مذكرا في قوله تعالى : ( انما أنت مذكر ) وسماه طه ، ويس .
ثالثا : النبي هو أفضل الخلق بما فيهم الانبياء والائمه المعصومين ( ع ) وكان دائم الخشوع والخوف من الله سبحانه وتعالى فكان يرفع يديه ويدعو كالمسكين وعن أمير المؤمنين أن رسول الله كان إذا قام إلى الصلاة يسمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدة البكاء وقد آمنه الله عز وجل من عقابه فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ويكون إماما لمن اقتدى به .
رابعا : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متواضعا فيؤتى بالصبي الصغير فيضعه في حجره وربما بال الصبي فإذا انصرف القوم غسل ثوبه ويأكل الطعام على الأرض مع أهله وخدمه ومع المسلمين وقال الصادق الصديق ( عليه السلام ) : ( ما أكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متكئاً منذ بعثه الله عزّ وجلّ نبيّاً حتّى قبضه إليه متواضعاً لله عزّ وجلّ ) .
عن أبي عبد الله ( ع ) : دخل على النبي ( ص ) رجل وهو على حصير قد أثر في جسمه ووسادة ليف قد أثرت في خده فجعل يمسح ويقول : ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر إنهم ينامون على الحرير والديباج وأنت على هذا الحصير ؟ قال : فقال له رسول الله : لأنا خير منهما والله لأنا أكرم منهما والله ما أنا والدنيا إنما مثل الدنيا كمثل رجل راكب مر على شجرة ولها فئ ، فاستظل تحتها ، فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها .
خامسا : هل كان محمد ( ص ) أسوة للمسلمين كما قال تعالى :
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
ولكن هناك كثير من الصفات الأخلاقية التي ثبتها النبي ( ص ) ولكن بعض أبناء الأمة ضيعوها مع شديد الأسف ومنها مثلا كان يخفظ بصره في الشارع و ينظر إلى الأرض اكثر من نظره إلى السماء بينما نجد معظمنا اليوم ينظر يمنه ويسره لسببين احدهما لعله يعاين امرأة جميلة او يتكبر على من هو دونه .
وكان يشكر النعم لأنّها من الله تعالى فلا يحتقر شيئاً منها مهما كان قليلاً اما نحن فدوما نعترض ولا نقبل ونشكو من احوالنا وقيلا ما نشكر الله تعالى على نعمه .
وكان لا يجلس ولا يقوم إلاّ على ذكر الله اما نحن فقد شغلتنا الإخبار التلفزيونية والمشاكل الاسرية والأمور الاجتماعية عن ذكر الله تعالى .
وكان لا يقطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه بينما لا تسود بين معظمنا طبيعة احترام الحديث خصوصا اذا كان المتحدث فقير او إنسان بسيط فإننا نتجاهله دوما .
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله أجمعين ...
اللهم إنك الخلف من جميع خلقك وليس في خلقك خلف منك إلهي من أحسن فبرحمتك ومن أساء فبخطيئته فلا الذي أحسن استغنى عن رفدك ومعونتك ولا الذي أساء استبدل بك وخرج من قدرتك إلهي بك عرفتك وبك اهتديت إلى أمرك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت فيا من هو هكذا ولا هكذا غيره صل على محمد وآل محمد وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي ، اللهم اجعل خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم ألقاك إلهي أطعتك ولك المن علي في أحب الأشياء إليك ، الإيمان بك والتصديق برسولك ، ولم أعصك في أبغض الأشياء الشرك بك والتكذيب برسولك فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين ويا خير الغافرين .
قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( البخيل من ذكرتُ عنده فلم يصلّ عليّ ) .
نحن بين يدي مناسبة جليلة وعظيمة حيث تمر علينا ذكرى ولادة الحبيب المصطفى محمد ( ص ) والتي تصادف معها ولادة الحق الناطق جعفر الصادق ( ع ) وكذلك ولادة المرجع العظيم السيد الشهيد محمد الصدر ( رض ) .
ونريد ان نقف قليلا عند أعظم مولود في هذا اليوم وهو النبي ( ص ) وينبغي للمتحدث إذا ما أراد ان يتكلم عن هذا الرسول الأعظم ان يعترف بتمام القصور والتقصير وأننا لو بقينا نتحدث مدى الدهور عن شخص الحبيب المصطفى لما استوفينا شيئا من فضائله وكراماته ومقاماته فبعد الاعتذار الى الله واليك يا رسول الله نقول :
اولا : في ما يخص حادثة مولده الشريف فقد روي كثير من الكرامات ومنها عن أبي عبد الله ( ع ): كان إبليس لعنه الله يخترق السماوات السبع ، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب عن ثلث سماوات ، فلما ولد رسول الله حجب عن السبع كلها ، ورميت الشياطين بالنجوم ، وقالت قريش : هذا قيام الساعة الذي كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه . وقال عمرو بن أمية : وكان من أزجر أهل الجاهلية : أنظروا هذه النجوم التي تهتدى بها وتعرف بها أزمان الشتاء والصيف ، فإن كان رمي بها فهو هلاك كل شئ ، وإن كانت ثبتت ورمي بغيرها فهو أمر حدث ، وأصبحت الأصنام كلها صبيحة ولد النبي ليس منهم صنم إلا وهو منكب على وجهه ، وارتجس في تلك الليلة إيوان كسرى ، وسقطت منه أربع عشر شرفة ، وغاضت بحيرة ساوة ، وفاض وادي السماوة ، وخمدت نيران فارس ، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام ، ورأى الموبذان في تلك الليلة في المنام إبلا صغيرا تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة ، وانسربت في بلادهم . وانفصم طاق الملك كسرى من وسطه ، وانخرقت عليه دجلة العوراء وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ، ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا إلا أصبح منكوسا ، والملك مخرسا ، لا يتكلم يومه ذلك ، وانتزع علم الكهنة ، وبطل سحر السحرة ، ولم يبق كاهنة في العرب إلا حجبت عن صاحبها ، وعظمت قريش في العرب ، وسموا آل الله عز وجل . قال أبو عبد الله : إنما سموا آل الله لأنهم في بيت الله الحرام .
وقالت آمنة : إن ابني والله سقط فاتقى الأرض بيده ، ثم رفع رأسه إلى السماء فنظر إليها ، ثم خرج مني نور أضاء له كل شئ ، وسمعت في الضوء قائلا يقول : إنك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا وأتي به عبد المطلب لينظر إليه ، وقد بلغه ما قالت أمه ، فأخذه ووضعه في حجره ثم قال : الحمد لله الذي أعطاني * هذا الغلام الطيب الاردان قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا . قال : وصاح إبليس لعنه الله في أبالسته فاجتمعوا إليه ، وقالوا : ما الذي أفزعك يا سيدنا ؟ فقال لهم : ويلكم لقد أنكرت السماوات والأرض منذ الليلة ، لقد حدث في الأرض حدث عظيم ، ما حدث مثله منذ رفع الله عيسى بن مريم ، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذي قد حدث ؟ فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا : ما وجدنا شيئا . فقال إبليس لعنه الله : أنا لهذا الامر ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى إلى الحرم ، فوجد الحرم محفوفا بالملائكة ، فذهب ليدخل ، فصاحوا به ، فرجع ثم صار مثل الصر ، وهو العصفور ، فدخل من قبل حراء وقال له جبرئيل : وراك لعنك الله ، فقال له : حرف أسألك عنه يا جبرئيل ، ما هذا الحدث الذي حدث منذ الليلة في الأرض ؟ فقال له : ولد محمد صلى الله عليه وآله ، فقال له : هل لي فيه نصيب ؟ قال : لا . قال : في أمته ؟ قال : نعم ، قال : رضيت.
***********
ثانيا : ورد ان للنبي أسماء عديدة وأشهرها ما سماه به الله تعالى في القران العزيز منها باختصار :
الرسول والنبي والأمي في قوله : ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) .
والمزمل في قوله تعالى : ( يا أيها المزمل ) والمدثر ( يا أيها المدثر ) .
والنذير المبين في قوله تعالى : ( قل اني انا النذير المبين ).
وأحمد في قوله تعالى : ( ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) .
و النور : في قوله : ( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ) .
ورحمة في قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .
وعبدا في قوله تعالى : ( نزل الفرقان على عبده ) .
رؤوفا رحيما في قوله : ( بالمؤمنين رؤوف رحيم ) .
شاهدا ، ومبشرا ، ونذيرا ، وداعيا : في قوله تعالى : ( انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا ) .
و منذرا في قوله تعالى : ( انما أنت منذر ).
وسماه عبد الله في قوله تعالى : (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ) .
و مذكرا في قوله تعالى : ( انما أنت مذكر ) وسماه طه ، ويس .
ثالثا : النبي هو أفضل الخلق بما فيهم الانبياء والائمه المعصومين ( ع ) وكان دائم الخشوع والخوف من الله سبحانه وتعالى فكان يرفع يديه ويدعو كالمسكين وعن أمير المؤمنين أن رسول الله كان إذا قام إلى الصلاة يسمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدة البكاء وقد آمنه الله عز وجل من عقابه فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ويكون إماما لمن اقتدى به .
رابعا : وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متواضعا فيؤتى بالصبي الصغير فيضعه في حجره وربما بال الصبي فإذا انصرف القوم غسل ثوبه ويأكل الطعام على الأرض مع أهله وخدمه ومع المسلمين وقال الصادق الصديق ( عليه السلام ) : ( ما أكل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متكئاً منذ بعثه الله عزّ وجلّ نبيّاً حتّى قبضه إليه متواضعاً لله عزّ وجلّ ) .
عن أبي عبد الله ( ع ) : دخل على النبي ( ص ) رجل وهو على حصير قد أثر في جسمه ووسادة ليف قد أثرت في خده فجعل يمسح ويقول : ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر إنهم ينامون على الحرير والديباج وأنت على هذا الحصير ؟ قال : فقال له رسول الله : لأنا خير منهما والله لأنا أكرم منهما والله ما أنا والدنيا إنما مثل الدنيا كمثل رجل راكب مر على شجرة ولها فئ ، فاستظل تحتها ، فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها .
خامسا : هل كان محمد ( ص ) أسوة للمسلمين كما قال تعالى :
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
ولكن هناك كثير من الصفات الأخلاقية التي ثبتها النبي ( ص ) ولكن بعض أبناء الأمة ضيعوها مع شديد الأسف ومنها مثلا كان يخفظ بصره في الشارع و ينظر إلى الأرض اكثر من نظره إلى السماء بينما نجد معظمنا اليوم ينظر يمنه ويسره لسببين احدهما لعله يعاين امرأة جميلة او يتكبر على من هو دونه .
وكان يشكر النعم لأنّها من الله تعالى فلا يحتقر شيئاً منها مهما كان قليلاً اما نحن فدوما نعترض ولا نقبل ونشكو من احوالنا وقيلا ما نشكر الله تعالى على نعمه .
وكان لا يجلس ولا يقوم إلاّ على ذكر الله اما نحن فقد شغلتنا الإخبار التلفزيونية والمشاكل الاسرية والأمور الاجتماعية عن ذكر الله تعالى .
وكان لا يقطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه بينما لا تسود بين معظمنا طبيعة احترام الحديث خصوصا اذا كان المتحدث فقير او إنسان بسيط فإننا نتجاهله دوما .
أبو فاطمة العذاري
(hareth1980***********)