khaledkrom
05-03-2011, 08:44 AM
مدير تحرير مكتب "القدس العربي اللندنية"حسنين كروم : امريكا تحتضر
اسلام تايمز -
لأن موقع إسلام تايمز يحتاج إلى أن يستمع إلى اراء الآخرين.. حتى وإن خالفوه الرأي في بعض ما تذهب إليه , و لأن الموقع يريد أن يتعرف أكثر على مثقفي مصر الذين يحبون الإسلام ويقدمون مصلحة الوطن على ما سواها , وليس معنى خصومة بعضهم مع بعض أطياف الحراك السياسى أنهم يخاصمون الإسلام أو يعادون الدين.. فهذا نادر المثال في أيامنا هذه التي فصل فيها كل المثقفين بين الإسلام ومن يحمله فقد يختلف مع من يحمله لسبب أو لآخر.. ولكن الغالبية العظمى من مثقفينا ومفكرينا يحبون الإسلام والدين.. ويحبون وطنهم ويضحون من أجله , واليوم نلتقي مع الصحفي الشهير أ/ حسنين كروم مدير تحرير مكتب "القدس العربي اللندنية".. والذي عمل بالصحافة من سنة 1964م وحتى الآن.
اسلام تایمز (http://www.islamtimes.org/ar/)
المراسل : خالد كروم
http://www.islamtimes.org/images/docs/000055/n00055736-b.jpg مدير تحرير مكتب "القدس العربي اللندنية"حسنين كروم : امريكا تحتضر
لقد خاض ضيفنا الكريم معارك صحفية وسياسية شرسة في قرابة خمسين عاما ً من العمل في الصحافة والسياسة.
وفي أكثر من مرة كان يعزل من عمله في الصحافة.. ورغم ذلك يحاول أن يكون عادلا ً حتى مع الذين عزل في عهدهم.. فقد عزل في عهد هيكل من الأهرام ولكنه يثني عليه.
ويصنف سياسيا ً على أنه ناصري الهوى.. ورغم ذلك نقد عبد الناصر وينتقده كثيرا ً.
والأستاذ/ حسنين كروم موسوعة تاريخية متحركة فقد عاش أربعة عصور الملكية وعهد عبد الناصر والسادات ومبارك.. وكانت له صولات وجولات في كل منها.. وعزل من الصحافة في بعضها.. وكان في بعضها قاب قوسين أو أدنى من السجن.
وإذا أردنا شاهدا ً على بعض هذه العصور فلن نجد ذاكرة واعية حافظة فاهمة مدركة لها أفضل من أ/ حسنين كروم.
وأ/ حسنين كروم من أسرة تتمتع بالشهامة والشجاعة والكرم.. ولعل القارئ سيلمس ذلك في سيرة عم ضيفنا المرحوم/ إبراهيم كروم الذي قام يهتف للشيخ حسن البنا حينما تحدث عن مصارعة الرسول "صلى الله عليه وسلم" لركانه أعظم فرسان العرب فصرعه فهتف إبراهيم في السرادق: "اللهم صلي على أجدع نبي".
وسيرى القارئ كم الفوائد السياسية والتاريخية والإنسانية التي سيجنيها من هذا الحوار الثري حينما تكتمل أجزاؤه.
مرحبا ً بك ضيفا ً عزيزا ً على موقع مؤسسة أسلام تايمز .
أهلا ً وسهلا ً.. شرفتم بيتي.
نريد أن يتعرف القراء على سعادتكم؟
الاسم: حسانين سيد محمود كروم.
من مواليد: حي بولاق أبو العلا بالقاهرة في 21/10/1938م.
حصلت على: ليسانس الآداب قسم الصحافة في يناير سنة 1963م.
أنا لم أعين في الصحافة في البداية.. ولكن وزعتني القوة العاملة إلى وزارة الأوقاف في "قلم تولية النظار في الوقف".. وعملت في هذه الوظيفة 15يوما ً فقط.
ثم تركتها لأعمل في "الأهرام الاقتصادي".. وكان يرأس تحريره وقتها د/ بطرس غالي وزير الخارجية الأسبق وأمين عام الأمم المتحدة الأسبق.
وفي نفس الوقت كنت أعمل بمكافأ في مجلة "الاشتراكي".. التي كانت تصدر وقتها عن "أمانة الدعوة والفكر بالاتحاد الاشتراكي".. وكان يرأس "الأمانة" وقتها المرحوم/ كمال رفعت.
ولكني فوجئت بـ "الأهرام الاقتصادي" يستغنى عني دون أي مبرر واضح.
ألم تسأل د/ بطرس غالي وقتها عن السبب؟
نعم.. سألته فأخبرني صراحة أن هناك خلافا ً حادا ً بين "الأهرام الاقتصادي" و"الاتحاد الاشتراكي".
وكنت وقتها حديث العمل بالصحافة.. ولا أعلم شيئا ً عن مثل هذه العلاقات المتأزمة والمتشابكة.. المهم أنني تركت "الأهرام الاقتصادي".
وأين ذهبت بعد ذلك؟
في أول يناير سنة 1971م عينت في "صحيفة الأخبار" بقرار من الرئيس السادات.. والحقيقة أن السادات كان قد اتخذ هذا القرار في يونيه سنة 1970.. حينما كان نائبا ً للرئيس ومشرفا ًعلى "الاتحاد الاشتراكي".
هل كانت هناك علاقة جيدة بينك وبين الرئيس السادات بحيث يسعى لحل مشكلتك الوظيفية؟
عرفت بعد ذلك أن السادات كان صديقا ً لعمي المرحوم/ إبراهيم كروم وكان من الإخوان المسلمين.. وكان عمي شهما ً وشجاعا ً جدا ً.
وهو الذي بحث للسادات عن عمل في فترة هروب الأخير وألحقه بالعمل كتباع لسيارة نقل حتى يسهل اختفاؤه.
كما أن والدي رحمه الله كان متعهدا ً مشهورا ً للصحف في القاهرة وكان يقوم بتوزيع المنشورات التي يعطيها له السادات مع الصحف.. ومن هنا كانت هناك علاقة أسرية قوية بالرئيس السادات قبل الثورة.
وهل مكثت طويلا ً في "الأخبار"؟
لا.. ففي مايو من نفس العام انتقلت للعمل بمجلة "الإذاعة والتلفزيون".. وفي نهاية عام 1972م أصدر الرئيس السادات قرارا ً بنقلي إلى "مصلحة الاستعلامات" ضمن عشرات الصحفيين وأساتذة الجامعات الذين تم نقلهم من أعمالهم بحجة إثارة المتاعب للنظام.. والتحريض على الحرب مع إسرائيل.
وفي أول أكتوبر سنة 1973م أي قبل الحرب بخمسة أيام أصدر الرئيس السادات قرارا ً بإعادة الجميع إلى أماكنهم.
وهل استقر أمرك بعد ذلك.. أم حدثت لك مشاكل أخرى بعد ذلك؟
لم يستقر طبعا ً ففي سبتمبر سنة 1981 تم نقلي إلي "وزارة الكهرباء" ضمن عشرات الصحفيين والكتاب وأساتذة الجامعات الذين تم نقلهم إلي أماكن أخري ضمن قرارات التحفظ الشهيرة في سبتمبر 1981 باعتقال أكثر 2200.
وكان اسمي مدرجاً في الدفعة الثانية من المعتقلين حسبما أخبرني المرحوم فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد بعد الإفراج عني وبعد موت السادات والإفراج عنه.. وتم إعادتنا جميعا ً بعد اغتيال السادات إلي عملنا.
واستمررت في العمل في مجلة "الإذاعة والتلفزيون" حتى وصلت إلي منصب نائب رئيس تحرير .. وخرجت علي المعاش سنة 1998.
وفي عام 2002م عينت مديرا ً لمكتب جريدة "القدس العربي" في القاهرة منذ نشأتها وحتى الآن.
لماذا اخترت الصحافة بالذات.. رغم أن أجيالكم كانت تهوى المحاماة أو الطب أو الهندسة؟
الفضل في اختياري الصحافة يعود لوالدي لأنه كان متعهدا ً للصحف في خط حلوان ونصف البلد.
وبالرغم من أنه كان أميا ً إلا أنه كانت له ميول وفدية.. وكان صديقا ً لياسين سراج الدين.
وبحكم مهنته وسطوة متعهدي الصحف وقتها في توزيع الصحف.. فقد كان كبار المتعهدين وقتها علي علاقات بأصحاب الصحف ورؤساء تحريرها.
هل هناك روافد أخرى أهلتك للدخول في مجال الصحافة والسياسة؟
نعم.. فعندما كنت في المرحلة الثانوية انضممت إلي التنظيم السري لـ "حركة القوميين العرب في مصر" سنة 1958.. بالإضافة إلي ما زرعه والدي في ّ من حب الصحافة السياسة.
كما كان لعمي إبراهيم كروم دورا ً في دخولي إلى عالم السياسة والصحافة.
حدثني د/ جابر قميحة عن عمك المرحوم/ إبراهيم كروم وعن شهرته في المصارعة والشجاعة.. وأنت أدرى الناس بتاريخه.. فأرجو أن تحدثنا عنه قليلاً؟ وقبل كل شيء كيف دخل جماعة الإخوان؟
لعبت شخصية الشيخ حسن البنا دورا ً محوريا ً في اجتذابه ناحية الإخوان.. وكان قبل ذلك مسجونا ً لسنوات في إحدى القضايا.. وتعرف علي بعض الإخوان داخل السجن.
ونظم الإخوان للشيخ حسن مؤتمرا ً في ميدان سيدي سعيد بشارع السبتية وكانت هناك قول مأثور للشيخ حسن البنا:
"اللهم أعز الدعوة بأحد الإبراهيمين"
ويقصد بهما إبراهيم كروم وشخص آخر لا أذكره الآن مثل عمي إبراهيم.. لا أعلم إن كان فتوه مثل عمي أم لا.
وكان يذهب إلي قصر الإخوان في عهد المرحوم الهضيبي في الحلمية راكبا ً حصانه.
فقد كان شخصية شجاعة لدرجة كبيرة .. ويتمتع مع ذلك بخفة ظل وقوة بدنية غير عادية.. وكان مشهورا ً بأنه أفضل من يتعارك بعصايتين في وقت واحد.. ويرقص بهما أيضا ً.
لماذا قبض على عمك المرحوم/ إبراهيم كروم بعد حادث المنشية في الإسكندرية؟
قبض عليه في أكتوبر سنة 1954م بعد محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في المنشية.. وذلك لقيادته لمظاهرة عابدين الشهيرة التي أعادت محمد نجيب للحكم مرة أخرى.
وكان عمي/ إبراهيم كروم يقود هذه المظاهرة الشهيرة ممتطيا ً جواده ورافعا ً مدفعه الرشاش بيده.
وكان لدى عمي مخزن الأسلحة الخاص بالتنظيم الخاص بالإخوان بغرب القاهرة كلها.. ولذا تم تفتيش كل بيوت أسرتنا وقتها بحثا ً عن أسلحة.
وقد لاحظت أن عملية التفتيش تمت بهدوء وباعتذار من الضباط .. ولم يتم اعتقال أي أحد من أشقائي علي ذمة هذه القضية.
ومتى خرج من السجن؟
أصيب في السجن بمتاعب صحية نقل على إثرها للقصر العيني.. ثم تم الإفراج عنه سنة 1955م لأسباب صحية.
وعندما أفرج عنه سنة 1955 كان أصدق أصدقائه المقربين له د/ أحمد الملط (كانت له عيادة جراحة في السبتية).. وعاد إلي عمله بعد الإفراج عنه.
ولأن الحاج إبراهيم كروم آمن بأن جمال عبد الناصر فتوة مثله أعلن تأييده له بعد خروجه من السجن لشعوره بقوته وفتوته.
كيف ذلك ؟
بعد مؤتمر باندونج بأندونيسيا سنة 1955 والذي تحدي فيه عبد الناصر أمريكا والغرب.. وبعد صفقة الأسلحة التشيكية لمصر.. أعجب عمي إبراهيم كروم بعبد الناصر.. لأنه رأي أنه يماثله في الفتونة والقوة.. لدرجة أنه أثناء العدوان الثلاثي رفع يافطات في حي بولاق وكتب عليها:
"إبراهيم كروم فتوة مصر.. يؤيد جمال عبد الناصر فتوة العالم"
وفي أثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م صدر قرار باختيار عمي/ إبراهيم كروم قائدا ً لقوات الدفاع الشعبي لغرب القاهرة.. وتم تسليمه ربع مليون قطعة سلاح ما بين رشاشات بور سعيد والبنادق الروسية الآلية.. ومليون طلقة.. بالإضافة إلي مئات القنابل اليدوية.. وأعيدت كلها كاملة بعد انتهاء العدوان إلي الجيش المصري.
أليس من الغريب أن يكون أسرتكم نموذجا ً لهذا التعدد.. فسعادتكم ناصري الهوى أو إذا أردنا التدقيق قومي الهوى.. وعمك المرحوم/ إبراهيم كروم كان من الإخوان.. وشقيقك اتهم في قضايا خاصة بتنظيم الجهاد.. وابن شقيقك كان عضوا ً في الجماعة الإسلامية ثم متهم فى قضية حزب الله الشيعيى ؟
هذا التنوع ليس موجودا ً في أسرتنا فحسب بل كان في معظم الأسر المصرية قبل الثورة.. وهذا أمر طبيعي في الخلائق جميعا ً ولا يستغرب على الإطلاق.
ما مدى شعوركم فى التواجد الامريكى فى مصر ، أو بالاحرى السياسة الامريكية والاملاءات المستمرة منذ فترة السادات مرورا" بالرئيس المخلوع حسنى مبارك .
ساقت الأقدار أن نبتلى بهؤلاء الحكام الذين نهبوه مصر ، وجعلوها ( عزبة خاصة ) لهم ولأبنائهم وأذنابهم ، فمصر تمتلك من الثروات ما يمكنها أن تكون أغنى دولة أفريقية ، أن لم تكن عربية كذلك ، وأمريكا لم تأتى الينا كى تحررنا من العبودية ، وأنما جأت لتأمن أبنها المدلل ( أسرائيل ) ، فهى الاب الروحى له والمساعد الاول وحامية ..
لماذا أذا" كنتم ترتضون بهذة المظالم ، من جانب أمريكا والنظم المخلوع .
عندما يصبح أمن الدولة هاجسا" يسيطر على سياسة البلاد ونظام الحكم فيها ،ويتحول من جهاذ يعمل فى خدمة الى جهاذ يسيطر عليها ، ويخضع فى سياستة للفلسفة أو الاستراتجية العليا التى ترسمها ، يحدث العكس فيكون هو الذى يصدر التعليمات ، ويرسم السياسات !! ، ويضع نفسة مرجعيتة عليالها ، فيحدث عنئذ مسخ وتشوية للمفاهيم والنواميس التى تحكم الدولة ، مما يؤدى الى خابها ، ودمار مؤسسات الحكم فيها .
نستخلص من سيادتكم أن أمن الدولة هى التى كانت متحكمة فى كل صغيرة وكبيرة .
نعم أنها كانت تراقب منازلنا وهواتفنا ، وكنا لا نستطيع الخروج بمظاهرة بعيدا" عن مقرات الاحزاب ، الأمن جاهز ، وجوابات ألاعتقالات موجودة فى أدراج مكاتب أمن لدولة .
أمريكا هى من دعمت نظام حكم مبارك ، وكانت لا تجد غضاضة فى أن تتركة ينكل بالشعب المصرى ، فما موقفكم منها .
أنا أولا" ناصرى ، والقومية العربية تصتدم مع الفكر الليبرالى العولمى ، ونحن كنا ننتقد حكم مبارك ، ونعادى السياسة الامريكية لانها كانت سباب البلاء فى البلاد والعباد .
هل ترغبون فى السماح لأمريكا فى التدخل فى السأن المصرى .
بالطبع لاء ، فهل سوف ترضى بأن مصر تتدخل فى شئونها الداخلية ؟ ثم أن أمريكا الان تحتضر ، فهذة الامبراطورية العجوزة قد تكسرت أسنانها ، وسقط قناع الحرية والديموقراطية التى كانت تصم أذاننا بها ، فهى بعيدة كل البعد عن الديموقراطية .
ما رأيكم فى تأمين أمريكا للعدو الصهيونى ، من سلاح ، وأموال ، ومعونات ، وحماية مطلقة منذ نشئاتها .
أمريكا لا تفعل شىء سوى لمصالحها فى المنطقة ، فنجدها تساعد أسرائيل لانها توأم لها فى النشأة ، ثم أن عملائها كثيرون فى منطقة الخليج ، حلفاء ، عملاء ؟ فهى تدافع عن النفط فقط ، ولايهمها أى شىء أخر ، ونحن فى صدد التقدم الى المجلس العسكرى لألغاء أتفاقية السلام معها ، لانها لم تحرز أى تقدم أبدا" ، بل أنها كبلتنا فى التصدى للغطرسة الصهيونية .
ما هى الخطوات لتى يتم عليها ألغاء أتفاقية لغاز لطبيعى لأسرائيل .
يوجد حكم قضائى بخصوص هذا الشأن ، وأن المحكمة قد أصدرت حكمها بألغاء تصدير لغاز لها ، ثم كان من باب أولى توصيل الغاز الطبيعى الى بيوت المصرين ، بدلا" من أنبوبة الغاز التقليدية ، فلقد كانت هناك فى العام الماضى أذمة بوتجاز وشح ، فمن غير المعقول أن نصدر غاز الى مصانع أسرائيل كى تصنع الاسلحة وتبنى اقتصادها على أكتافنا .
هل سوف تعود مصر الى سابق عهدها ، أقصد عصر العزة والكرامة ، مصر عبد الناصر .
نعم سوف تعود مصر الى سابق عهدها ، فلقد كنا نمشى رافعى رؤسنا أبان حكم خالد الذكر الرئيس جمال عبد الناصر ، ولكن يجب أن تتكاتف القوة الوطنية فى سبيل أعلاء اسم مصر عاليا" بعيدا" عن التعصب أو الغلوه ، فثمن الصدق والحرية باهظ ، لكن ثمن العبودية والكذب أشد .
ما هى المطالب التى تطالبون بها بعد سقوط النظام المصرى من المؤسسات العسكرية والحكومية ، أى تصريف الاعمال .
أولا" : ألافراج الفورية عن معتقلى الرأى سواء كان سياسيا" أو حزبيا" ، أو عقائديا" .
ثانيا" : الالغاء الفورى لقانون الطوارىء فورا" دون مماطلة أو تقاعس مهما كانت المبررات .
ثالثا : حل مجلس الشعب والشورى المزور الذى قام النظام بعملية قص ولازق له .
رابعا" : سقوط باقى النظام ، لان من قام بتعينهم هو الرئيس المخلوع فاقد الشرعية حسنى مبارك ، وكذلك حل فورى للمجالس المحلية والمحافظين ، والحمد لله قد أستجاب المجلس العسكرى وقام بحل مجالس النصابين واللصوص .
رابعا" : أطلاق حرية تشكيل الاحزاب والجمعيات الاهلية ، وتفعيل قانون العبادة الموحد .
خامسا" : تعويض المعتقلين السياسين ماديا" ومعنوايا" عما حدث لهم فى غياب السجون .
سادسا" : حل جهاذ مباحث أمن الدولة ومحاسبة الظباط المتورطين فى جرائم قتل وتعذيب .
سابعا" : تخفيض عدد قوات الامن المركزى التى تتعدى 900 الف مجند الى 100 الف فقط ، فهذا عدد مهول جدا" ، أكثر من القوات المسلحة المصرية ، وتصرف عليهم مصاريف باهظة جدا" ، ونحن نعلم أن الداخلية تأخذ من ميزانية الدولة حوالى 60 % فلماذا ؟؟
ثامنا" : تغير جذرى للدستور المصرى سيىء السمعة ، ونحن نره الان أن المستشار طارق البشرى يقوم بتعديلة .
تاسعا" : تحديد مدة زمنية لأنتخابات مجلسى الشعب والشورى ، وتقليص صلحيات رئيس الجمهورية ، وجعل البعض منها مع رئيس الوزراء كما فى تركيا والبلدان الاخرى .
مارأيكم لو أعتلى الاخوان المسلمين للحكم وطالبوا بحكم أسلامى منبثق من الشريعة الاسلامية .
أولا" ما يأتى به الشعب نحن نقبلة ، لأن هذة ثورة شبابية خالصة ، شارك فيها الشيوعى مع الناصرى مع الاخوان مع المسيحيون ، مع الليبراليون ، مع السلفين الكل شارك وما يأتى به الشعب عن طريق أنتخابات نزيهة وشفافة نحن نقبل به ، شريطة أن لا يقصى الاخر ، وكما تراه أن الشعب الان أستطاع تكسير قيود الخوف والاستبداد بعد أن ضحى بالدماء الذكية الطاهرة .
بخصوص قطاع غزة ما المطلوب الان من النخبة فى مصر وكذلك من الحكومة القادمة التى سوف يشكلها الشعب المصرى ؟
نحن ضد حصار أخوننا فى غزة وفى فلسطين وفى بقاع الارض ، أى أنسان له الحق فى الحرية والعدالة الاجتماعية والسياسية ، وما فعله النظام المخلوع وصمة عار فى جبين الشعب المصرى ، ويجب الان وفورا" فك هذا الحصار الظالم الذى يحمى أسرائيل فى المقام الاول والاخير .
من كلامك هذا نجد أشارة منكم أنكم تعارضون العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية فى أيران ؟
نحن نعلم مدى حب الشعب الايرانى للشعب المصرى ، ونعلم أن حزب الله فى جنوب لبنان يقيم ليلة كل عام فى ذكرى مولد الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر ، ولكن لنا تحفظات كثيرة من جانب تصريحات النظام فى طهران ، عقائدية وسياسية ، ولكننا نرفض أى حصار أو عقوبات على أى دولة فى العالم أجمع .
صدر لكم كتاب فى بداية الثمنينات أسمه ( أخطار الثورة الايرانية على العالم العربى والاسلامى) صدر عن دار نادر للطباعة والنشر ، فلماذا كنتم تهاجمون السيد القائد الرحوم أية الله خمينى قدس الله سره الشريف بهذة الطريقة .
نعم كنت أهاجم النظام المللى هناك ، لانهم كانوا يصدرون الثورة الى البلدان المجاورة ، وكانت أيران فى ذلك الوقت فى حربا" مع نظام ( صدام حسين) وكما تعلم أن العراق كانت تتمسك بالقومية العربية ، وكانت التقرير تتحدث أن أيران هى التى بدأت بالأعتداء على العراق ، ونحن كانت لنا علاقات طيبة مع حزب البعث العراقى ، وكذلك علاقة صداقة شخصية مع صدام حسين ، وهذا لا يعنى أننا كنا نؤيد كل ما يفعلة ، بل كنت أنتقدة كثيرا" ، وكان صدره رحب معى ، والخلاف لا يفسد للود قضية .
ما رايكم فى نظم الحكم فى الخليج العربى التى تشهد صراعا" الان من قبيل الثوريين ؟
أولا" لى بعض التحفظات على بعض هذة الانظمة ، فمثلا" النظام السعودى الذى كشف عن وجهه القبيح عندما قام بمساعدة أثيوبيا بالمليارات كى تبنى السدود على مجرى النيل لماذا ؟؟ وكذلك باقى الحكومات هناك التى توجد لديها قواعد عسكرية دائمة ، لحماية من ؟؟ على أظن الاجابة وأضحة .
من هو أفضل مرشد للإخوان من وجهة نظرك ؟
أفضل مرشد للإخوان هو المرحوم الشيخ عمر التلمساني .
لماذا ؟
لأنه كان يتمتع بمرونة عظيمة .. وهذه المرونة هي التي ساعدت الإخوان علي استغلال الفرصة التي منحها لهم السادات أفضل استغلال .. والانتشار في الجامعات والنقابات .
ما هي أهم الخطوات العملية التي قام بها الشيخ عمر التلمساني لوضع الإخوان علي الخريطة السياسية مرة أخري في الثمانينات ؟
الشيخ عمر التلمساني هو صاحب التغيرات الكبرى في تاريخ الإخوان .. وقد قام بثلاث خطوات هامة جدا ً بعد خروجه من المعتقل سنة 1981 لطمأنة كل القوي السياسية أن الإخوان لا يريدون نفي الآخرين أو التفرد بالساحة السياسية .
فقد قام بزيارة لمقر حزب التجمع اليساري.. وألقي خطابا ً فيه .
كما رأس وفدا من الإخوان لزيارة البابا شنودة في الكاتدرائية .
والخطوة الثالثة الهامة هو إعلانه قناعته العميقة والمؤكدة بالتعددية الحزبية .. والتزام الإخوان بها .
ما هي رؤيتك للمستقبل.
أرى أن كل هذا سوف يتحقق في مصر إن شاء الله .. حتى لو طال به الزمن بعض الوقت .. لأنه خاضع في النهاية للتطورات والتغيرات السياسية والاجتماعية التي تحدث حولنا في العالم كله .
وهذه التغيرات أنتجت وتنتج قدرا ً متزايد من النضج لدى الجميع .. وزيادة مساحة الأرض التي تقف عليها الحركة الإسلامية وهذا ما حدث في تركيا .. فقد تغيرت الحركة الإسلامية هناك فتغيرت الدولة في المقابل مما أدى إلي تغير العلاقات الدولية المحيطة بتركيا .
وكل ذلك أدى إلي هذه النتيجة التي رأيناها في تركيا .. ومصر ليست بعيدة عن كل هذه التطورات.
وهكذا ينتهي مع أ/ حسنين كروم شاكرين له كرم الضيافة آملين أن نلتقي به في لقاءات أخرى إن شاء الله من هذا الحوار الثري.
/ انتهت المقابلة /
المصدر
http://www.islamtimes.org/vdch-qnm.23nmxdt4t2.html (http://www.islamtimes.org/vdch-qnm.23nmxdt4t2.html)
اسلام تايمز -
لأن موقع إسلام تايمز يحتاج إلى أن يستمع إلى اراء الآخرين.. حتى وإن خالفوه الرأي في بعض ما تذهب إليه , و لأن الموقع يريد أن يتعرف أكثر على مثقفي مصر الذين يحبون الإسلام ويقدمون مصلحة الوطن على ما سواها , وليس معنى خصومة بعضهم مع بعض أطياف الحراك السياسى أنهم يخاصمون الإسلام أو يعادون الدين.. فهذا نادر المثال في أيامنا هذه التي فصل فيها كل المثقفين بين الإسلام ومن يحمله فقد يختلف مع من يحمله لسبب أو لآخر.. ولكن الغالبية العظمى من مثقفينا ومفكرينا يحبون الإسلام والدين.. ويحبون وطنهم ويضحون من أجله , واليوم نلتقي مع الصحفي الشهير أ/ حسنين كروم مدير تحرير مكتب "القدس العربي اللندنية".. والذي عمل بالصحافة من سنة 1964م وحتى الآن.
اسلام تایمز (http://www.islamtimes.org/ar/)
المراسل : خالد كروم
http://www.islamtimes.org/images/docs/000055/n00055736-b.jpg مدير تحرير مكتب "القدس العربي اللندنية"حسنين كروم : امريكا تحتضر
لقد خاض ضيفنا الكريم معارك صحفية وسياسية شرسة في قرابة خمسين عاما ً من العمل في الصحافة والسياسة.
وفي أكثر من مرة كان يعزل من عمله في الصحافة.. ورغم ذلك يحاول أن يكون عادلا ً حتى مع الذين عزل في عهدهم.. فقد عزل في عهد هيكل من الأهرام ولكنه يثني عليه.
ويصنف سياسيا ً على أنه ناصري الهوى.. ورغم ذلك نقد عبد الناصر وينتقده كثيرا ً.
والأستاذ/ حسنين كروم موسوعة تاريخية متحركة فقد عاش أربعة عصور الملكية وعهد عبد الناصر والسادات ومبارك.. وكانت له صولات وجولات في كل منها.. وعزل من الصحافة في بعضها.. وكان في بعضها قاب قوسين أو أدنى من السجن.
وإذا أردنا شاهدا ً على بعض هذه العصور فلن نجد ذاكرة واعية حافظة فاهمة مدركة لها أفضل من أ/ حسنين كروم.
وأ/ حسنين كروم من أسرة تتمتع بالشهامة والشجاعة والكرم.. ولعل القارئ سيلمس ذلك في سيرة عم ضيفنا المرحوم/ إبراهيم كروم الذي قام يهتف للشيخ حسن البنا حينما تحدث عن مصارعة الرسول "صلى الله عليه وسلم" لركانه أعظم فرسان العرب فصرعه فهتف إبراهيم في السرادق: "اللهم صلي على أجدع نبي".
وسيرى القارئ كم الفوائد السياسية والتاريخية والإنسانية التي سيجنيها من هذا الحوار الثري حينما تكتمل أجزاؤه.
مرحبا ً بك ضيفا ً عزيزا ً على موقع مؤسسة أسلام تايمز .
أهلا ً وسهلا ً.. شرفتم بيتي.
نريد أن يتعرف القراء على سعادتكم؟
الاسم: حسانين سيد محمود كروم.
من مواليد: حي بولاق أبو العلا بالقاهرة في 21/10/1938م.
حصلت على: ليسانس الآداب قسم الصحافة في يناير سنة 1963م.
أنا لم أعين في الصحافة في البداية.. ولكن وزعتني القوة العاملة إلى وزارة الأوقاف في "قلم تولية النظار في الوقف".. وعملت في هذه الوظيفة 15يوما ً فقط.
ثم تركتها لأعمل في "الأهرام الاقتصادي".. وكان يرأس تحريره وقتها د/ بطرس غالي وزير الخارجية الأسبق وأمين عام الأمم المتحدة الأسبق.
وفي نفس الوقت كنت أعمل بمكافأ في مجلة "الاشتراكي".. التي كانت تصدر وقتها عن "أمانة الدعوة والفكر بالاتحاد الاشتراكي".. وكان يرأس "الأمانة" وقتها المرحوم/ كمال رفعت.
ولكني فوجئت بـ "الأهرام الاقتصادي" يستغنى عني دون أي مبرر واضح.
ألم تسأل د/ بطرس غالي وقتها عن السبب؟
نعم.. سألته فأخبرني صراحة أن هناك خلافا ً حادا ً بين "الأهرام الاقتصادي" و"الاتحاد الاشتراكي".
وكنت وقتها حديث العمل بالصحافة.. ولا أعلم شيئا ً عن مثل هذه العلاقات المتأزمة والمتشابكة.. المهم أنني تركت "الأهرام الاقتصادي".
وأين ذهبت بعد ذلك؟
في أول يناير سنة 1971م عينت في "صحيفة الأخبار" بقرار من الرئيس السادات.. والحقيقة أن السادات كان قد اتخذ هذا القرار في يونيه سنة 1970.. حينما كان نائبا ً للرئيس ومشرفا ًعلى "الاتحاد الاشتراكي".
هل كانت هناك علاقة جيدة بينك وبين الرئيس السادات بحيث يسعى لحل مشكلتك الوظيفية؟
عرفت بعد ذلك أن السادات كان صديقا ً لعمي المرحوم/ إبراهيم كروم وكان من الإخوان المسلمين.. وكان عمي شهما ً وشجاعا ً جدا ً.
وهو الذي بحث للسادات عن عمل في فترة هروب الأخير وألحقه بالعمل كتباع لسيارة نقل حتى يسهل اختفاؤه.
كما أن والدي رحمه الله كان متعهدا ً مشهورا ً للصحف في القاهرة وكان يقوم بتوزيع المنشورات التي يعطيها له السادات مع الصحف.. ومن هنا كانت هناك علاقة أسرية قوية بالرئيس السادات قبل الثورة.
وهل مكثت طويلا ً في "الأخبار"؟
لا.. ففي مايو من نفس العام انتقلت للعمل بمجلة "الإذاعة والتلفزيون".. وفي نهاية عام 1972م أصدر الرئيس السادات قرارا ً بنقلي إلى "مصلحة الاستعلامات" ضمن عشرات الصحفيين وأساتذة الجامعات الذين تم نقلهم من أعمالهم بحجة إثارة المتاعب للنظام.. والتحريض على الحرب مع إسرائيل.
وفي أول أكتوبر سنة 1973م أي قبل الحرب بخمسة أيام أصدر الرئيس السادات قرارا ً بإعادة الجميع إلى أماكنهم.
وهل استقر أمرك بعد ذلك.. أم حدثت لك مشاكل أخرى بعد ذلك؟
لم يستقر طبعا ً ففي سبتمبر سنة 1981 تم نقلي إلي "وزارة الكهرباء" ضمن عشرات الصحفيين والكتاب وأساتذة الجامعات الذين تم نقلهم إلي أماكن أخري ضمن قرارات التحفظ الشهيرة في سبتمبر 1981 باعتقال أكثر 2200.
وكان اسمي مدرجاً في الدفعة الثانية من المعتقلين حسبما أخبرني المرحوم فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد بعد الإفراج عني وبعد موت السادات والإفراج عنه.. وتم إعادتنا جميعا ً بعد اغتيال السادات إلي عملنا.
واستمررت في العمل في مجلة "الإذاعة والتلفزيون" حتى وصلت إلي منصب نائب رئيس تحرير .. وخرجت علي المعاش سنة 1998.
وفي عام 2002م عينت مديرا ً لمكتب جريدة "القدس العربي" في القاهرة منذ نشأتها وحتى الآن.
لماذا اخترت الصحافة بالذات.. رغم أن أجيالكم كانت تهوى المحاماة أو الطب أو الهندسة؟
الفضل في اختياري الصحافة يعود لوالدي لأنه كان متعهدا ً للصحف في خط حلوان ونصف البلد.
وبالرغم من أنه كان أميا ً إلا أنه كانت له ميول وفدية.. وكان صديقا ً لياسين سراج الدين.
وبحكم مهنته وسطوة متعهدي الصحف وقتها في توزيع الصحف.. فقد كان كبار المتعهدين وقتها علي علاقات بأصحاب الصحف ورؤساء تحريرها.
هل هناك روافد أخرى أهلتك للدخول في مجال الصحافة والسياسة؟
نعم.. فعندما كنت في المرحلة الثانوية انضممت إلي التنظيم السري لـ "حركة القوميين العرب في مصر" سنة 1958.. بالإضافة إلي ما زرعه والدي في ّ من حب الصحافة السياسة.
كما كان لعمي إبراهيم كروم دورا ً في دخولي إلى عالم السياسة والصحافة.
حدثني د/ جابر قميحة عن عمك المرحوم/ إبراهيم كروم وعن شهرته في المصارعة والشجاعة.. وأنت أدرى الناس بتاريخه.. فأرجو أن تحدثنا عنه قليلاً؟ وقبل كل شيء كيف دخل جماعة الإخوان؟
لعبت شخصية الشيخ حسن البنا دورا ً محوريا ً في اجتذابه ناحية الإخوان.. وكان قبل ذلك مسجونا ً لسنوات في إحدى القضايا.. وتعرف علي بعض الإخوان داخل السجن.
ونظم الإخوان للشيخ حسن مؤتمرا ً في ميدان سيدي سعيد بشارع السبتية وكانت هناك قول مأثور للشيخ حسن البنا:
"اللهم أعز الدعوة بأحد الإبراهيمين"
ويقصد بهما إبراهيم كروم وشخص آخر لا أذكره الآن مثل عمي إبراهيم.. لا أعلم إن كان فتوه مثل عمي أم لا.
وكان يذهب إلي قصر الإخوان في عهد المرحوم الهضيبي في الحلمية راكبا ً حصانه.
فقد كان شخصية شجاعة لدرجة كبيرة .. ويتمتع مع ذلك بخفة ظل وقوة بدنية غير عادية.. وكان مشهورا ً بأنه أفضل من يتعارك بعصايتين في وقت واحد.. ويرقص بهما أيضا ً.
لماذا قبض على عمك المرحوم/ إبراهيم كروم بعد حادث المنشية في الإسكندرية؟
قبض عليه في أكتوبر سنة 1954م بعد محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في المنشية.. وذلك لقيادته لمظاهرة عابدين الشهيرة التي أعادت محمد نجيب للحكم مرة أخرى.
وكان عمي/ إبراهيم كروم يقود هذه المظاهرة الشهيرة ممتطيا ً جواده ورافعا ً مدفعه الرشاش بيده.
وكان لدى عمي مخزن الأسلحة الخاص بالتنظيم الخاص بالإخوان بغرب القاهرة كلها.. ولذا تم تفتيش كل بيوت أسرتنا وقتها بحثا ً عن أسلحة.
وقد لاحظت أن عملية التفتيش تمت بهدوء وباعتذار من الضباط .. ولم يتم اعتقال أي أحد من أشقائي علي ذمة هذه القضية.
ومتى خرج من السجن؟
أصيب في السجن بمتاعب صحية نقل على إثرها للقصر العيني.. ثم تم الإفراج عنه سنة 1955م لأسباب صحية.
وعندما أفرج عنه سنة 1955 كان أصدق أصدقائه المقربين له د/ أحمد الملط (كانت له عيادة جراحة في السبتية).. وعاد إلي عمله بعد الإفراج عنه.
ولأن الحاج إبراهيم كروم آمن بأن جمال عبد الناصر فتوة مثله أعلن تأييده له بعد خروجه من السجن لشعوره بقوته وفتوته.
كيف ذلك ؟
بعد مؤتمر باندونج بأندونيسيا سنة 1955 والذي تحدي فيه عبد الناصر أمريكا والغرب.. وبعد صفقة الأسلحة التشيكية لمصر.. أعجب عمي إبراهيم كروم بعبد الناصر.. لأنه رأي أنه يماثله في الفتونة والقوة.. لدرجة أنه أثناء العدوان الثلاثي رفع يافطات في حي بولاق وكتب عليها:
"إبراهيم كروم فتوة مصر.. يؤيد جمال عبد الناصر فتوة العالم"
وفي أثناء العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956م صدر قرار باختيار عمي/ إبراهيم كروم قائدا ً لقوات الدفاع الشعبي لغرب القاهرة.. وتم تسليمه ربع مليون قطعة سلاح ما بين رشاشات بور سعيد والبنادق الروسية الآلية.. ومليون طلقة.. بالإضافة إلي مئات القنابل اليدوية.. وأعيدت كلها كاملة بعد انتهاء العدوان إلي الجيش المصري.
أليس من الغريب أن يكون أسرتكم نموذجا ً لهذا التعدد.. فسعادتكم ناصري الهوى أو إذا أردنا التدقيق قومي الهوى.. وعمك المرحوم/ إبراهيم كروم كان من الإخوان.. وشقيقك اتهم في قضايا خاصة بتنظيم الجهاد.. وابن شقيقك كان عضوا ً في الجماعة الإسلامية ثم متهم فى قضية حزب الله الشيعيى ؟
هذا التنوع ليس موجودا ً في أسرتنا فحسب بل كان في معظم الأسر المصرية قبل الثورة.. وهذا أمر طبيعي في الخلائق جميعا ً ولا يستغرب على الإطلاق.
ما مدى شعوركم فى التواجد الامريكى فى مصر ، أو بالاحرى السياسة الامريكية والاملاءات المستمرة منذ فترة السادات مرورا" بالرئيس المخلوع حسنى مبارك .
ساقت الأقدار أن نبتلى بهؤلاء الحكام الذين نهبوه مصر ، وجعلوها ( عزبة خاصة ) لهم ولأبنائهم وأذنابهم ، فمصر تمتلك من الثروات ما يمكنها أن تكون أغنى دولة أفريقية ، أن لم تكن عربية كذلك ، وأمريكا لم تأتى الينا كى تحررنا من العبودية ، وأنما جأت لتأمن أبنها المدلل ( أسرائيل ) ، فهى الاب الروحى له والمساعد الاول وحامية ..
لماذا أذا" كنتم ترتضون بهذة المظالم ، من جانب أمريكا والنظم المخلوع .
عندما يصبح أمن الدولة هاجسا" يسيطر على سياسة البلاد ونظام الحكم فيها ،ويتحول من جهاذ يعمل فى خدمة الى جهاذ يسيطر عليها ، ويخضع فى سياستة للفلسفة أو الاستراتجية العليا التى ترسمها ، يحدث العكس فيكون هو الذى يصدر التعليمات ، ويرسم السياسات !! ، ويضع نفسة مرجعيتة عليالها ، فيحدث عنئذ مسخ وتشوية للمفاهيم والنواميس التى تحكم الدولة ، مما يؤدى الى خابها ، ودمار مؤسسات الحكم فيها .
نستخلص من سيادتكم أن أمن الدولة هى التى كانت متحكمة فى كل صغيرة وكبيرة .
نعم أنها كانت تراقب منازلنا وهواتفنا ، وكنا لا نستطيع الخروج بمظاهرة بعيدا" عن مقرات الاحزاب ، الأمن جاهز ، وجوابات ألاعتقالات موجودة فى أدراج مكاتب أمن لدولة .
أمريكا هى من دعمت نظام حكم مبارك ، وكانت لا تجد غضاضة فى أن تتركة ينكل بالشعب المصرى ، فما موقفكم منها .
أنا أولا" ناصرى ، والقومية العربية تصتدم مع الفكر الليبرالى العولمى ، ونحن كنا ننتقد حكم مبارك ، ونعادى السياسة الامريكية لانها كانت سباب البلاء فى البلاد والعباد .
هل ترغبون فى السماح لأمريكا فى التدخل فى السأن المصرى .
بالطبع لاء ، فهل سوف ترضى بأن مصر تتدخل فى شئونها الداخلية ؟ ثم أن أمريكا الان تحتضر ، فهذة الامبراطورية العجوزة قد تكسرت أسنانها ، وسقط قناع الحرية والديموقراطية التى كانت تصم أذاننا بها ، فهى بعيدة كل البعد عن الديموقراطية .
ما رأيكم فى تأمين أمريكا للعدو الصهيونى ، من سلاح ، وأموال ، ومعونات ، وحماية مطلقة منذ نشئاتها .
أمريكا لا تفعل شىء سوى لمصالحها فى المنطقة ، فنجدها تساعد أسرائيل لانها توأم لها فى النشأة ، ثم أن عملائها كثيرون فى منطقة الخليج ، حلفاء ، عملاء ؟ فهى تدافع عن النفط فقط ، ولايهمها أى شىء أخر ، ونحن فى صدد التقدم الى المجلس العسكرى لألغاء أتفاقية السلام معها ، لانها لم تحرز أى تقدم أبدا" ، بل أنها كبلتنا فى التصدى للغطرسة الصهيونية .
ما هى الخطوات لتى يتم عليها ألغاء أتفاقية لغاز لطبيعى لأسرائيل .
يوجد حكم قضائى بخصوص هذا الشأن ، وأن المحكمة قد أصدرت حكمها بألغاء تصدير لغاز لها ، ثم كان من باب أولى توصيل الغاز الطبيعى الى بيوت المصرين ، بدلا" من أنبوبة الغاز التقليدية ، فلقد كانت هناك فى العام الماضى أذمة بوتجاز وشح ، فمن غير المعقول أن نصدر غاز الى مصانع أسرائيل كى تصنع الاسلحة وتبنى اقتصادها على أكتافنا .
هل سوف تعود مصر الى سابق عهدها ، أقصد عصر العزة والكرامة ، مصر عبد الناصر .
نعم سوف تعود مصر الى سابق عهدها ، فلقد كنا نمشى رافعى رؤسنا أبان حكم خالد الذكر الرئيس جمال عبد الناصر ، ولكن يجب أن تتكاتف القوة الوطنية فى سبيل أعلاء اسم مصر عاليا" بعيدا" عن التعصب أو الغلوه ، فثمن الصدق والحرية باهظ ، لكن ثمن العبودية والكذب أشد .
ما هى المطالب التى تطالبون بها بعد سقوط النظام المصرى من المؤسسات العسكرية والحكومية ، أى تصريف الاعمال .
أولا" : ألافراج الفورية عن معتقلى الرأى سواء كان سياسيا" أو حزبيا" ، أو عقائديا" .
ثانيا" : الالغاء الفورى لقانون الطوارىء فورا" دون مماطلة أو تقاعس مهما كانت المبررات .
ثالثا : حل مجلس الشعب والشورى المزور الذى قام النظام بعملية قص ولازق له .
رابعا" : سقوط باقى النظام ، لان من قام بتعينهم هو الرئيس المخلوع فاقد الشرعية حسنى مبارك ، وكذلك حل فورى للمجالس المحلية والمحافظين ، والحمد لله قد أستجاب المجلس العسكرى وقام بحل مجالس النصابين واللصوص .
رابعا" : أطلاق حرية تشكيل الاحزاب والجمعيات الاهلية ، وتفعيل قانون العبادة الموحد .
خامسا" : تعويض المعتقلين السياسين ماديا" ومعنوايا" عما حدث لهم فى غياب السجون .
سادسا" : حل جهاذ مباحث أمن الدولة ومحاسبة الظباط المتورطين فى جرائم قتل وتعذيب .
سابعا" : تخفيض عدد قوات الامن المركزى التى تتعدى 900 الف مجند الى 100 الف فقط ، فهذا عدد مهول جدا" ، أكثر من القوات المسلحة المصرية ، وتصرف عليهم مصاريف باهظة جدا" ، ونحن نعلم أن الداخلية تأخذ من ميزانية الدولة حوالى 60 % فلماذا ؟؟
ثامنا" : تغير جذرى للدستور المصرى سيىء السمعة ، ونحن نره الان أن المستشار طارق البشرى يقوم بتعديلة .
تاسعا" : تحديد مدة زمنية لأنتخابات مجلسى الشعب والشورى ، وتقليص صلحيات رئيس الجمهورية ، وجعل البعض منها مع رئيس الوزراء كما فى تركيا والبلدان الاخرى .
مارأيكم لو أعتلى الاخوان المسلمين للحكم وطالبوا بحكم أسلامى منبثق من الشريعة الاسلامية .
أولا" ما يأتى به الشعب نحن نقبلة ، لأن هذة ثورة شبابية خالصة ، شارك فيها الشيوعى مع الناصرى مع الاخوان مع المسيحيون ، مع الليبراليون ، مع السلفين الكل شارك وما يأتى به الشعب عن طريق أنتخابات نزيهة وشفافة نحن نقبل به ، شريطة أن لا يقصى الاخر ، وكما تراه أن الشعب الان أستطاع تكسير قيود الخوف والاستبداد بعد أن ضحى بالدماء الذكية الطاهرة .
بخصوص قطاع غزة ما المطلوب الان من النخبة فى مصر وكذلك من الحكومة القادمة التى سوف يشكلها الشعب المصرى ؟
نحن ضد حصار أخوننا فى غزة وفى فلسطين وفى بقاع الارض ، أى أنسان له الحق فى الحرية والعدالة الاجتماعية والسياسية ، وما فعله النظام المخلوع وصمة عار فى جبين الشعب المصرى ، ويجب الان وفورا" فك هذا الحصار الظالم الذى يحمى أسرائيل فى المقام الاول والاخير .
من كلامك هذا نجد أشارة منكم أنكم تعارضون العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية فى أيران ؟
نحن نعلم مدى حب الشعب الايرانى للشعب المصرى ، ونعلم أن حزب الله فى جنوب لبنان يقيم ليلة كل عام فى ذكرى مولد الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر ، ولكن لنا تحفظات كثيرة من جانب تصريحات النظام فى طهران ، عقائدية وسياسية ، ولكننا نرفض أى حصار أو عقوبات على أى دولة فى العالم أجمع .
صدر لكم كتاب فى بداية الثمنينات أسمه ( أخطار الثورة الايرانية على العالم العربى والاسلامى) صدر عن دار نادر للطباعة والنشر ، فلماذا كنتم تهاجمون السيد القائد الرحوم أية الله خمينى قدس الله سره الشريف بهذة الطريقة .
نعم كنت أهاجم النظام المللى هناك ، لانهم كانوا يصدرون الثورة الى البلدان المجاورة ، وكانت أيران فى ذلك الوقت فى حربا" مع نظام ( صدام حسين) وكما تعلم أن العراق كانت تتمسك بالقومية العربية ، وكانت التقرير تتحدث أن أيران هى التى بدأت بالأعتداء على العراق ، ونحن كانت لنا علاقات طيبة مع حزب البعث العراقى ، وكذلك علاقة صداقة شخصية مع صدام حسين ، وهذا لا يعنى أننا كنا نؤيد كل ما يفعلة ، بل كنت أنتقدة كثيرا" ، وكان صدره رحب معى ، والخلاف لا يفسد للود قضية .
ما رايكم فى نظم الحكم فى الخليج العربى التى تشهد صراعا" الان من قبيل الثوريين ؟
أولا" لى بعض التحفظات على بعض هذة الانظمة ، فمثلا" النظام السعودى الذى كشف عن وجهه القبيح عندما قام بمساعدة أثيوبيا بالمليارات كى تبنى السدود على مجرى النيل لماذا ؟؟ وكذلك باقى الحكومات هناك التى توجد لديها قواعد عسكرية دائمة ، لحماية من ؟؟ على أظن الاجابة وأضحة .
من هو أفضل مرشد للإخوان من وجهة نظرك ؟
أفضل مرشد للإخوان هو المرحوم الشيخ عمر التلمساني .
لماذا ؟
لأنه كان يتمتع بمرونة عظيمة .. وهذه المرونة هي التي ساعدت الإخوان علي استغلال الفرصة التي منحها لهم السادات أفضل استغلال .. والانتشار في الجامعات والنقابات .
ما هي أهم الخطوات العملية التي قام بها الشيخ عمر التلمساني لوضع الإخوان علي الخريطة السياسية مرة أخري في الثمانينات ؟
الشيخ عمر التلمساني هو صاحب التغيرات الكبرى في تاريخ الإخوان .. وقد قام بثلاث خطوات هامة جدا ً بعد خروجه من المعتقل سنة 1981 لطمأنة كل القوي السياسية أن الإخوان لا يريدون نفي الآخرين أو التفرد بالساحة السياسية .
فقد قام بزيارة لمقر حزب التجمع اليساري.. وألقي خطابا ً فيه .
كما رأس وفدا من الإخوان لزيارة البابا شنودة في الكاتدرائية .
والخطوة الثالثة الهامة هو إعلانه قناعته العميقة والمؤكدة بالتعددية الحزبية .. والتزام الإخوان بها .
ما هي رؤيتك للمستقبل.
أرى أن كل هذا سوف يتحقق في مصر إن شاء الله .. حتى لو طال به الزمن بعض الوقت .. لأنه خاضع في النهاية للتطورات والتغيرات السياسية والاجتماعية التي تحدث حولنا في العالم كله .
وهذه التغيرات أنتجت وتنتج قدرا ً متزايد من النضج لدى الجميع .. وزيادة مساحة الأرض التي تقف عليها الحركة الإسلامية وهذا ما حدث في تركيا .. فقد تغيرت الحركة الإسلامية هناك فتغيرت الدولة في المقابل مما أدى إلي تغير العلاقات الدولية المحيطة بتركيا .
وكل ذلك أدى إلي هذه النتيجة التي رأيناها في تركيا .. ومصر ليست بعيدة عن كل هذه التطورات.
وهكذا ينتهي مع أ/ حسنين كروم شاكرين له كرم الضيافة آملين أن نلتقي به في لقاءات أخرى إن شاء الله من هذا الحوار الثري.
/ انتهت المقابلة /
المصدر
http://www.islamtimes.org/vdch-qnm.23nmxdt4t2.html (http://www.islamtimes.org/vdch-qnm.23nmxdt4t2.html)