الروح
18-03-2011, 02:20 AM
خبر عاجل: الإمامان الحسين والعباس يغادران العراق نهائياً إلى البحرين
د. حامد العطية
ليس الأحياء وحدهم يرتحلون، كذلك الأرواح.
عندما بلغهما حرق الخيام واستغاثة النساء وصراخ الأطفال عزما على الرحيل..
إلى أين يا سادتي؟ سؤال نعرف اجابته.
خرجا من كربلاء متجهين جنوباً، رأيناهما فتشغالنا بالوظائف والخدمات والخلافات السياسية.
ثلة منا خرجت وراءهما، وسارعت الأمهات والأخوات للحاق بهم، وهن يولولن، وسرعان ما انفض الجمع، ومضى الإمامان وحيدين فريدين.
في كل مدينة وقرية مر بهما الإمامان سقطت الأعلام السود والخضر إلى الأرض، وانكفأت قدور الطبخ الضخمة على أفواهها، وتعطلت مكبرات الصوت في الحسينيات.
توقفا عند مرقد أبيهما ليوصيهما:
كانت وصيته مقتضبة: (كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً)
هي إذاً كربلاء ثانية، نفس الصراع، وجوهر القضية ذاتها، والطرفان المتصارعان حاضران، السلطة والاستكبار والنفاق والمال والقبلية والفساد مقابل الإيمان والعدل والتواضع والصلاح، هؤلاء مدججون بالسلاح، وأولئك معتصمون بحبل الله.
ارتفعت أصوات البكاء والنشيج من الزوار الحاضرين، ولطم البعض منهم صدورهم.
(لقد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين) صدقت يا أبي الفضل.
(اني لا أرى الموت الا سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما) صدقت يا أبي الأحرار، فأرضنا مليئة بالظالمين، من المحتلين والقتلة الوافدين والمحليين، ونحن راضون بالحياة معهم، ولقد أعطيناهم بأيدينا اعطاء الذليل، واقررنا لهم إقرار العبيد.
( يا شيعة آل سفيان...) لا.. لا تقلها ياسيدي.
وهل هنالك فرق بينهم وبين شيعة أمريكا وآل سعود وآل خليفة وآل ثاني وآل نهيان.. (إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه وارجعوا إلى احسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون)
كونوا احراراً في دنياكم.
كونوا أحراراً في دنياكم.
كونوا أحراراً في دنياكم.
وتناقلت الجبال النداء وضجت به الأودية، ولو قوي الجماد على المسير لما تأخر عنكما.
ولكننا لم نستجب، غزانا الاجانب والنواصب في عقر دارنا، ولم نحرك ساكناً.
(فَسُحْقاً لَكُمْ يَا عَبِيدَ الأُمَّةِ، وَشِذَاذ الأَحزَابِ، وَنَبذَةَ الكِتَابِ، ومُحَرِّفِي الْكَلِمَ، وَعَصَبَةَ الآثَامِ، وَنفَثَةَ الشَّيطَانِ، وَمُطْفِئِ السُّنَنِ.أَهَؤُلاءِ تَعضُدُونَ، وَعَنَّا تتَخَاذلُونَ؟!)
هل استحقينا ذلك لأننا عضدنا المحتلين وتنازلنا للقتلة وهو الخذلان بعينه؟
( أَجَلْ وَاللهِ غَدرُ فِيكُمُ قَدِيمُ وَشجَتْ إِليْهِ أُصُولُكُم وَتأَزَّرَتْ عَلَيهِ فُروعُكمْ، فَكُنْتُمْ أَخبَثَ شَجِرٍ شَجاً للِنَّاظرِ وَأُكلَةُ للْغَاصِبِ.)
هيهات منا.. هيهات منا.. وغصت حناجرنا بالكلمات، ولم نكمل.
ألا وإن الأدعياء أولاد الأدعياء من حكام الخليج قد خيروا شيعتنا في بلادهم بين السلة والذلة وأجابهم شيعتنا ( هيهات من الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)
ويرفع الإمامان أيديهما بالدعاء على الظالمين: ( اللهم امنعهم بركات الأرض، وفرقهم تفريقاً، ومزقهم تمزيقاً، واجعلهم طرائق قدداً، اللهم احصهم عدداً، ولا تغادر منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً)
لمن ستكون الغلبة اليوم؟ للمؤمنين المظلومين في البحرين ودول الخليج الآخرى، وإن قل سلاحهم وعتادهم، وتضافر عليهم كل المستكبرين، وخذلهم كل الأدعياء والمنافقين، لأن الله على نصرهم قدير.
وهكذا غادر الإمامان أرض العراق، وانضما لشيعتهم في البحرين، فمن أراد زيارتهما فليشتري كفنه، ويلحق بهما.
17 أذار 2011م
د. حامد العطية
ليس الأحياء وحدهم يرتحلون، كذلك الأرواح.
عندما بلغهما حرق الخيام واستغاثة النساء وصراخ الأطفال عزما على الرحيل..
إلى أين يا سادتي؟ سؤال نعرف اجابته.
خرجا من كربلاء متجهين جنوباً، رأيناهما فتشغالنا بالوظائف والخدمات والخلافات السياسية.
ثلة منا خرجت وراءهما، وسارعت الأمهات والأخوات للحاق بهم، وهن يولولن، وسرعان ما انفض الجمع، ومضى الإمامان وحيدين فريدين.
في كل مدينة وقرية مر بهما الإمامان سقطت الأعلام السود والخضر إلى الأرض، وانكفأت قدور الطبخ الضخمة على أفواهها، وتعطلت مكبرات الصوت في الحسينيات.
توقفا عند مرقد أبيهما ليوصيهما:
كانت وصيته مقتضبة: (كونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً)
هي إذاً كربلاء ثانية، نفس الصراع، وجوهر القضية ذاتها، والطرفان المتصارعان حاضران، السلطة والاستكبار والنفاق والمال والقبلية والفساد مقابل الإيمان والعدل والتواضع والصلاح، هؤلاء مدججون بالسلاح، وأولئك معتصمون بحبل الله.
ارتفعت أصوات البكاء والنشيج من الزوار الحاضرين، ولطم البعض منهم صدورهم.
(لقد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين) صدقت يا أبي الفضل.
(اني لا أرى الموت الا سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما) صدقت يا أبي الأحرار، فأرضنا مليئة بالظالمين، من المحتلين والقتلة الوافدين والمحليين، ونحن راضون بالحياة معهم، ولقد أعطيناهم بأيدينا اعطاء الذليل، واقررنا لهم إقرار العبيد.
( يا شيعة آل سفيان...) لا.. لا تقلها ياسيدي.
وهل هنالك فرق بينهم وبين شيعة أمريكا وآل سعود وآل خليفة وآل ثاني وآل نهيان.. (إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم هذه وارجعوا إلى احسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون)
كونوا احراراً في دنياكم.
كونوا أحراراً في دنياكم.
كونوا أحراراً في دنياكم.
وتناقلت الجبال النداء وضجت به الأودية، ولو قوي الجماد على المسير لما تأخر عنكما.
ولكننا لم نستجب، غزانا الاجانب والنواصب في عقر دارنا، ولم نحرك ساكناً.
(فَسُحْقاً لَكُمْ يَا عَبِيدَ الأُمَّةِ، وَشِذَاذ الأَحزَابِ، وَنَبذَةَ الكِتَابِ، ومُحَرِّفِي الْكَلِمَ، وَعَصَبَةَ الآثَامِ، وَنفَثَةَ الشَّيطَانِ، وَمُطْفِئِ السُّنَنِ.أَهَؤُلاءِ تَعضُدُونَ، وَعَنَّا تتَخَاذلُونَ؟!)
هل استحقينا ذلك لأننا عضدنا المحتلين وتنازلنا للقتلة وهو الخذلان بعينه؟
( أَجَلْ وَاللهِ غَدرُ فِيكُمُ قَدِيمُ وَشجَتْ إِليْهِ أُصُولُكُم وَتأَزَّرَتْ عَلَيهِ فُروعُكمْ، فَكُنْتُمْ أَخبَثَ شَجِرٍ شَجاً للِنَّاظرِ وَأُكلَةُ للْغَاصِبِ.)
هيهات منا.. هيهات منا.. وغصت حناجرنا بالكلمات، ولم نكمل.
ألا وإن الأدعياء أولاد الأدعياء من حكام الخليج قد خيروا شيعتنا في بلادهم بين السلة والذلة وأجابهم شيعتنا ( هيهات من الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وأنوف حمية ونفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)
ويرفع الإمامان أيديهما بالدعاء على الظالمين: ( اللهم امنعهم بركات الأرض، وفرقهم تفريقاً، ومزقهم تمزيقاً، واجعلهم طرائق قدداً، اللهم احصهم عدداً، ولا تغادر منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً)
لمن ستكون الغلبة اليوم؟ للمؤمنين المظلومين في البحرين ودول الخليج الآخرى، وإن قل سلاحهم وعتادهم، وتضافر عليهم كل المستكبرين، وخذلهم كل الأدعياء والمنافقين، لأن الله على نصرهم قدير.
وهكذا غادر الإمامان أرض العراق، وانضما لشيعتهم في البحرين، فمن أراد زيارتهما فليشتري كفنه، ويلحق بهما.
17 أذار 2011م