melika
08-07-2007, 10:15 AM
تعتبر ظاهرة السباب والكلام الفاحش من الظواهر الاجتماعية التي قد ابتلي بها الكثيرون من أفراد مجتمعنا الاسلامي والحقيقة أن هذه الظاهرة تعبر_كما نعتقد _عن أزمة أخلاقية عند أفراد المجتمع تكشف عن عدم تحقق الكثير من أفراد مجتمعنا بحقيقة الشخصية الإسلامية .
فلم يعد غريباً أن نجد أستاذاً أو متعلماً أو جامعياً أو أباً فضلاً عن الأطفال الصغار والنساء والرجال والمحسوبين على الدين والتدين يصدر منهم السباب والكلام الفاحش وبدون اكتراث وخوف من الله وندم … على ما صدر منهم .فالظاهرة تعبر عن الأزمة الأخلاقية الدينية عند أولئك الأفراد والتي تكشف عن عدم الفهم الحقيقي للدين والتدين … إذ أن الدين هو الذي يحفظ أمر الإنسان المؤمن بالدين ولا حافظ له غيره .
الدين في القرآن الكريم :
هذه الحقيقة حقيقة أن حافظ الإنسان هو الدين قد عبر عنها الفكر الإسلامي بتعابير متنوعة في القرآن الكريم وفي كلام أهل البيت عليهم السلام فالقرآن يعرض هذه الحقيقة في كثير من آياته يقول مثلاً في إحدى الآيات ( " وما أمروا إلا ليعبدوا لله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكا دين القيمة " ) إن معنى (الحنيف) الصحيح الميل إلىالإسلام الثابت عليه… يعني وما أمروا إلا بتوحيد العبادة المستلزم لتوحيد الواجب والمبدأ ، وببإقامة الصلاة التي هي عمود الدين وجالب الفضائل ، وإيتاء الزكاة الذي هو تطهير من كل رذيلة ( وذلك ) أي توحيد العبادة والمبدأ وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ( دين القيمة ) أي دين القائمين بأمر الله فالدين يعبر عن هذه العقيدة الإلهية التي تنظم أحكامها حياة الإنسان .
الربط بين الدين والعبادة :
فنرى _ فيما تقدم _ أن القرآن الكريم يربط بين العبادة والدين فهو يأمر بعبادة الله _ جل جلاله _ ولا يرى أن العبادة تتحقق إلا إذا كان الإنسان المؤمن بالدين قد أخلص الدين لله . والملاحظ _ هنا _ أن التعبير عن صفة الإخلاص _ إخلاص الدين لله جل جلاله _ قد جاء بصيغة اسم الفاعل _ كما هو معروف عند علماء النحو واللغة العربية _ وهذه الصيغة تأتي من الفعل المضارع الذي يدل على الإستمرار أي استمرار الحدث ، الفعل ، حالة الإخلاص ) فاسم الفاعل من الفعل يأتي بقلب ياء المضارعة ميم مضمومة وكسر ما قبل الآخر . (فالحدث ، الفعل (يخلص ) الفعل المضارع يأتي اسم الفاعل منه (مخلص ) هذا هو المفرد والجمع _ جمع المذكر السالم _ مخلصين في حالة النصب … فمخلصين تعرب هنا حالاً منصوباً أي اعبدوا الله في حالة الإخلاص ، أي بدون الإخلاص لا تُسمون عابدين لله جل جلاله ولا يكون لكم مسمى العبادة لله إلا بحالة الإخلاص فإذا لم توقعوا هذه الحالة ( الفعلية ) فإنكم لم تحققوا العبادة حقيقةً وخالصةً لله تعالى …
الدين في كلام أهل البيت عليهم السلام :
إننا نجد العديد من أئمة أهل البيت عليهم السلام يصرحون ببيانات متنوعة في أدعيتهم ورواياتهم للتأكيد على هذه الحقيقة … فمثلاً نجد الإمام السجاد عليه السلام يدعوا الله ويناجيه قائلاً : ( وحفظ لي ديني فإنه عصمة أمري ) أي أن الذي يعصم أمر الإنسان بل في جميع أموره في كل زمان ومكان هو الدين والتدين الحقيقي فلذلك يسأل الإمام السجاد عليه السلام ربه أن يحفظ له دينه الذي يكون بمثابة العاصم لأمر الإنسان المؤمن بالدين من كل سوء وشر وانحراف…
وخلاصة الحقائق السابقة :
إذا عرفنا حجم المشكلة والظاهرة فما الذي نستخلصه من تلك الحقائق السابقة ؟!
إن ما يمكن تلخيصه هو ما يلي :
1 - إن ظاهرة السباب والكلام الفاحش تعبر عن أزمة أخلاقية دينية عند أصحابها .
2 - إن هذه الظاهرة تكشف عن عدم تحقق أصحابها بعناصر الشخصية الإسلامية ومعادلتها .
3 - إن المشكلة حجمها كبير وأن المبتلى بها المتعلمون فضلاً عن الجهلة والسفلة .
4 - إن العاصم للإنسان من تلك الظاهرة والإنحراف الفكري والسلوكي – في القول والفعل– هو الدين وتحقق الإنسان بحقيقة التدين.
5 - إن العبادة الحقة لا تكون إلا في حال التدين الحقيقي .
6 - على الإنسان المؤمن بالدين أن يسأل ربه – بتضرع وخشوع – أن يحفظ له دينه .
7 - إن معادلة الشخصية الإسلامية = الفكر + الروح ينتج الخلق .
8 - إن الخلق ( نوع من أخلاق الإنسان في أقواله وأفعاله ) نتيجة في المعادلة وليس عنصراً .
9 - إن نوع الخلق نتيجة لنوع تغذية الفكر ونوع تغذية الروح بالأغذية التي يتغذيان عليها .
10 - إن معرفة الدين والتحقق به يستلزم – قبلاً – معرفة المنزل للدين ولذلك فإن أول الدين معرفة منزل الدين ( الله جل جلاله ) ومعرفة أن ليس كمثله شيء وأنه يدرك الأبصار - جل جلاله .
11 - إن القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام هما حبل الله وكنز المعرفة لكل معرفة وعلى أساسها عرفة التوحيد وتقديم الإجابة على كل التساؤلات والظواهر والمشاكل والواقع الإجتماعي المُعاش.
الحكم الفقهي في المسألة :
إن للفقه الإسلامي حكماً في هذه المسألة كمشكلة وظاهرة اجتماعية لا تعبر عن حالة غضب عابر أو خطيئة وذنب أو عادة تعّود عليها الإنسان المتصف بها أو عقدة نفسية تكشف عن عدم معرفة المتصف بتلك الظاهرة
مواقف أهل البيت عليهم السلام من الظاهرة :
إن أهل البيت ( الأئمة الإثنا عشر عليهم السلام ) بيانات متنوعة تكشف عن موقفهم من ظاهرة السباب والكلام الفاحش فمثلاً نجدهم يقولون: " إن الله يبغض الفاحش المتفحش " .
ونجد الإمام السجاد عليه السلام يوضح حق اللسان وصيانته عن الكلام الفاحش فيقول :" وأما حق اللسان : فإكرامه عن الخنا ، وتعويده الخير وترك الفضول التي لا التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدها فائدة لها ، والبر بالناس وحسن القول فيهم وتحليته بالآداب ، واجمامه لموضع الحاجة والمتعة للدين والدنيا ، واعفاؤه من الفضول القليلة الفائدة وبعد شاهد العقل والدليل عليه ، وتزيين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ولا حول ولا قوة إلا بالله "
فلم يعد غريباً أن نجد أستاذاً أو متعلماً أو جامعياً أو أباً فضلاً عن الأطفال الصغار والنساء والرجال والمحسوبين على الدين والتدين يصدر منهم السباب والكلام الفاحش وبدون اكتراث وخوف من الله وندم … على ما صدر منهم .فالظاهرة تعبر عن الأزمة الأخلاقية الدينية عند أولئك الأفراد والتي تكشف عن عدم الفهم الحقيقي للدين والتدين … إذ أن الدين هو الذي يحفظ أمر الإنسان المؤمن بالدين ولا حافظ له غيره .
الدين في القرآن الكريم :
هذه الحقيقة حقيقة أن حافظ الإنسان هو الدين قد عبر عنها الفكر الإسلامي بتعابير متنوعة في القرآن الكريم وفي كلام أهل البيت عليهم السلام فالقرآن يعرض هذه الحقيقة في كثير من آياته يقول مثلاً في إحدى الآيات ( " وما أمروا إلا ليعبدوا لله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكا دين القيمة " ) إن معنى (الحنيف) الصحيح الميل إلىالإسلام الثابت عليه… يعني وما أمروا إلا بتوحيد العبادة المستلزم لتوحيد الواجب والمبدأ ، وببإقامة الصلاة التي هي عمود الدين وجالب الفضائل ، وإيتاء الزكاة الذي هو تطهير من كل رذيلة ( وذلك ) أي توحيد العبادة والمبدأ وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ( دين القيمة ) أي دين القائمين بأمر الله فالدين يعبر عن هذه العقيدة الإلهية التي تنظم أحكامها حياة الإنسان .
الربط بين الدين والعبادة :
فنرى _ فيما تقدم _ أن القرآن الكريم يربط بين العبادة والدين فهو يأمر بعبادة الله _ جل جلاله _ ولا يرى أن العبادة تتحقق إلا إذا كان الإنسان المؤمن بالدين قد أخلص الدين لله . والملاحظ _ هنا _ أن التعبير عن صفة الإخلاص _ إخلاص الدين لله جل جلاله _ قد جاء بصيغة اسم الفاعل _ كما هو معروف عند علماء النحو واللغة العربية _ وهذه الصيغة تأتي من الفعل المضارع الذي يدل على الإستمرار أي استمرار الحدث ، الفعل ، حالة الإخلاص ) فاسم الفاعل من الفعل يأتي بقلب ياء المضارعة ميم مضمومة وكسر ما قبل الآخر . (فالحدث ، الفعل (يخلص ) الفعل المضارع يأتي اسم الفاعل منه (مخلص ) هذا هو المفرد والجمع _ جمع المذكر السالم _ مخلصين في حالة النصب … فمخلصين تعرب هنا حالاً منصوباً أي اعبدوا الله في حالة الإخلاص ، أي بدون الإخلاص لا تُسمون عابدين لله جل جلاله ولا يكون لكم مسمى العبادة لله إلا بحالة الإخلاص فإذا لم توقعوا هذه الحالة ( الفعلية ) فإنكم لم تحققوا العبادة حقيقةً وخالصةً لله تعالى …
الدين في كلام أهل البيت عليهم السلام :
إننا نجد العديد من أئمة أهل البيت عليهم السلام يصرحون ببيانات متنوعة في أدعيتهم ورواياتهم للتأكيد على هذه الحقيقة … فمثلاً نجد الإمام السجاد عليه السلام يدعوا الله ويناجيه قائلاً : ( وحفظ لي ديني فإنه عصمة أمري ) أي أن الذي يعصم أمر الإنسان بل في جميع أموره في كل زمان ومكان هو الدين والتدين الحقيقي فلذلك يسأل الإمام السجاد عليه السلام ربه أن يحفظ له دينه الذي يكون بمثابة العاصم لأمر الإنسان المؤمن بالدين من كل سوء وشر وانحراف…
وخلاصة الحقائق السابقة :
إذا عرفنا حجم المشكلة والظاهرة فما الذي نستخلصه من تلك الحقائق السابقة ؟!
إن ما يمكن تلخيصه هو ما يلي :
1 - إن ظاهرة السباب والكلام الفاحش تعبر عن أزمة أخلاقية دينية عند أصحابها .
2 - إن هذه الظاهرة تكشف عن عدم تحقق أصحابها بعناصر الشخصية الإسلامية ومعادلتها .
3 - إن المشكلة حجمها كبير وأن المبتلى بها المتعلمون فضلاً عن الجهلة والسفلة .
4 - إن العاصم للإنسان من تلك الظاهرة والإنحراف الفكري والسلوكي – في القول والفعل– هو الدين وتحقق الإنسان بحقيقة التدين.
5 - إن العبادة الحقة لا تكون إلا في حال التدين الحقيقي .
6 - على الإنسان المؤمن بالدين أن يسأل ربه – بتضرع وخشوع – أن يحفظ له دينه .
7 - إن معادلة الشخصية الإسلامية = الفكر + الروح ينتج الخلق .
8 - إن الخلق ( نوع من أخلاق الإنسان في أقواله وأفعاله ) نتيجة في المعادلة وليس عنصراً .
9 - إن نوع الخلق نتيجة لنوع تغذية الفكر ونوع تغذية الروح بالأغذية التي يتغذيان عليها .
10 - إن معرفة الدين والتحقق به يستلزم – قبلاً – معرفة المنزل للدين ولذلك فإن أول الدين معرفة منزل الدين ( الله جل جلاله ) ومعرفة أن ليس كمثله شيء وأنه يدرك الأبصار - جل جلاله .
11 - إن القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام هما حبل الله وكنز المعرفة لكل معرفة وعلى أساسها عرفة التوحيد وتقديم الإجابة على كل التساؤلات والظواهر والمشاكل والواقع الإجتماعي المُعاش.
الحكم الفقهي في المسألة :
إن للفقه الإسلامي حكماً في هذه المسألة كمشكلة وظاهرة اجتماعية لا تعبر عن حالة غضب عابر أو خطيئة وذنب أو عادة تعّود عليها الإنسان المتصف بها أو عقدة نفسية تكشف عن عدم معرفة المتصف بتلك الظاهرة
مواقف أهل البيت عليهم السلام من الظاهرة :
إن أهل البيت ( الأئمة الإثنا عشر عليهم السلام ) بيانات متنوعة تكشف عن موقفهم من ظاهرة السباب والكلام الفاحش فمثلاً نجدهم يقولون: " إن الله يبغض الفاحش المتفحش " .
ونجد الإمام السجاد عليه السلام يوضح حق اللسان وصيانته عن الكلام الفاحش فيقول :" وأما حق اللسان : فإكرامه عن الخنا ، وتعويده الخير وترك الفضول التي لا التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدها فائدة لها ، والبر بالناس وحسن القول فيهم وتحليته بالآداب ، واجمامه لموضع الحاجة والمتعة للدين والدنيا ، واعفاؤه من الفضول القليلة الفائدة وبعد شاهد العقل والدليل عليه ، وتزيين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ولا حول ولا قوة إلا بالله "