الولاء المطلق
02-04-2011, 09:01 PM
وجّه سماحة آية الله السيد مجتبى الحسيني الشيرازي دام ظله كلمة خاصة للمؤمنين في البحرين عقب الغزو الوهابي السعودي الوحشي الناصبي لهم ، وألقيت الكلمة في مجلسه الأسبوعي ليلة الجمعة التي وافقت يوم الخميس الثالث عشر من ربيع الثاني 1432 هجرية ، وتضمنت تحليلاته السياسية وتطلعاته المستقبلية وتوجيهاته الشخصية الخاصة لشعب البحرين جاء فيها:
كل دولة على ظهر الكرة الأرضية هي دولة مستعمَرة ولها تاريخها الخاص وتحتاج إلى دراسة مفصّلة ، فلا توجد دولة إلا وهي مستعمَرة بشكلٍ أو بآخر، فالمستعمرات لا تزال باقية ولكن العناوين تغيّرت ، والبحرين لا تشكّل استثناءا على هذه القاعدة ، فإذا كانت إيران وهي دولة كبيرة دولة مستعمَرة فكيف بالبحرين وهي دولة صغيرة؟
أما الدول الكبرى فهي دول مستعمِرة – بكسر الميم – وليست دول مستعمَرة ، كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وما أشبه كما هو واضح ، وعليه فكل دولة هي مستعمَرة لدولة كبرى وربما أكثر من دولة كبرى تؤثر فيها ، فليس شرطاً أن تكون البحرين مستعمرة للولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا فلا يكون فيها تأثير لدول كبرى أخر ، ولمعرفة التفصيل يرجى مراجعة تلك الإتفاقيات العسكرية التي قسّمت العالم بدقة ، فالاستعمار يغيّر حكّام الدول المستعمرة كما يغيّر مدير المؤسسة الموظفين حسب قناعاته ، فحكام الدول المستعمرة هم موظفون لدى المستعمرين في الدول الكبرى والرابطة بينهم ليست مجرد مصالح.
وهنا ينبغي الالتفات إلى أن بعض حكام الدول المستعمرة بمجرد أن يطلب منهم الاستعمار أن يرحلوا عن السلطة ليستبدلهم بآخرين يجيبون بالسمع والطاعة كرضا بهلوي الذي طلب منه الاستعمار الرحيل فائتمر وخرج إلى مدينة بومباي الهندية وحينما كانت تسير به السفينة إلى بومباي أخبره رجل الاستعمار بتغيير الوجهة إلى جزيرة موريس فامتثل أيضا ولذلك لم ينتقم منه الاستعمار وإنما ترك عائلته ومن يرتبط به على حالهم من الاحترام والعز والإكرام ونصبوا ابنه محمد رضا بهلوي ملكًا على البلاد ، أمّا بعض الحكّام فإنهم يشاكسون كما شاكس زين العابدين بن علي قليلا وكما شاكس محمد حسني مبارك كثيرا وكما يشاكس الآن وبشدة معمر القذافي والذي لا ندري إلى متى سيتسمر بالمشاكسة ، فعلى أي حال على الحاكم الإستعماري أن يرحل إذا قالوا له يجب أن ترحل فإذا شاكس يلقى مصيره من التعذيب النفسي كما لاقى شاه إيران مآله بعدما شاكس الاستعمار لفترة من الزمن فجنى حصاد مشاكسته في التعذيب النفسي له ولعائلته ولكل من يرتبط به عن طريق التضييق كعقاب له ولهم على مشاكسته.
ولكن ربما لا تريد الدول الكبرى تغيير حاكم استعماري إلى حاكم استعماري آخر وإنما تريد إخافة الحاكم الإستعماري لينفـّذ طلبات الاستعمار الجديدة والصعبة منه ، فليس بالضرورة أن يعني وجود القلاقل في دولة مستعمرة أن الاستعمار يريد تبديل الحاكم إلى حاكم جديد بل ربما يريد الاستعمار تخويف الحاكم للقبول بتعاليم استعمارية جديدة صعبة عليه أو ربما لأجل الضغط على حاكم المستعمرة لكي يضع له شريكاً في الحكم ، كمثال تجد إسرائيل اصبحت في مقابلها منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) التابعة للاستعمار أيضا فياسر عرفات كان بالأساس صنيعة الاستعمار إلا أنه في بداية الأمر لم يكن الناس يصدّقون ذلك إلى أن صدّقوا ذلك بمرور الزمن وانكشف ياسر عرفات على حقيقته، وكانت نهايته أن طلب منه الاستعمار أن يتوجه إلى فرنسا حتى يقتلوه ، فلم يعترض بل ولم يكن يتمكن أن يعترض وتوجه إلى فرنسا لكي يقتلوه وقتلوه فعلاً وقد صرّح بذلك بعض المقرّبين منه بصوت خافت بأنه مات مقتولاً ، فهو مجرد حاكم استعماري يؤمر فيطيع ويُنهى فينتهي، فلما رأت الدول الاستعمارية أن فتح قد افتضحت ضغطت الدول الاستعمارية على فتح لتضع شريكا معها وهو (حماس) ، وقد أفادت مجلة الشراع اللبنانية في أحد أعدادها أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قد صرّح علناً بأنه هو الذي أسس (حماس) ، وعليه فأن فتح والتي يرئسها حاليا محمود عباس وهو بهائي الديانة – وهذا للعلم – هي منظمة من صنع الاستعمار وكذلك حماس التي يرأسها حاليا إسماعيل هنية هي أيضا منظمة من صنع الاستعمار ، وإسرائيل القريبة من قلب الاستعمار لا يسمحون لها بتصفية فتح وحماس وإنما تكتفي بتأديبهما كما يتكفلان هما أيضا بتأديبها ، فلا تـُطلق يد الحرية لإسرائيل للخروج عن الخطى المباركة من قبل الاستعمار وإنما هي من الأعزاء للإستعمار فتأتمر وتنتهي بهم.
أما في أحداث البحرين فالعلم عند الله وقد يكون أحد هذه الأمور الثلاثة وقد لا يكون:
1- أن الإستعمار يرغب بتغيير الحاكم البحريني وهو يشاكس.
2- أن الإستعمار يريد إخافة الحاكم البحريني لتنفيذ طلبات جديدة صعبة على نفسه وهو لا زال لا يستجيب بسرعة وطواعية.
3- أن الإستعمار يرغب بتشكيل إئتلاف وطني في البحرين ليضع للحاكم البحريني شريكًا في الحكم.
فينبغي على المتظاهرين و الثوّار في البحرين والذين يعرّضون أنفسهم لأنواع الأخطار أن يعرفوا اللعبة الإستعمارية البعيدة عن الروح الوطنية والإسلامية كما تفهم القيادات وتعرف ما هو تحت العباءة ولا تتمكن أن تبوح بأسرارها كيلا تنصفع ، ولكن مع الأسف الأغلبية الساحقة التي تثور حاليا ضد الحكم في البحرين أو في إيران لا يعرفون هذه اللعبة بينما تعرفها القيادات وليس بالشرط أن تعرفها كل القيادات ، فمثلا كان المنتظري لسنوات في الحكم ولكنه في قضية «إيران غيت» أو «إيران كونترا» لم يكن يعرف شيئاً فاحتد كثيرا متسائلا كيف أكون أنا الشخصية الثانية بعد الخميني في إيران ولا أعرف ما يجري في إيران من مجريات عظيمة ، وبالنتيجة بدلاً من الاعتذار له انصفع ، واصبح فضحه لقضية «إيران غيت» بواسطة شقيق صهره مهدي الهاشمي في مجلة الشراع اللبنانية تحديدا سبب عزله التدريجي وقتل شقيق صهره مهدي الهاشمي الإرهابي، وكذلك قد لا يعلم قائد من قادة المعارضة في البحرين أنه قد صار أداة من أدوات الإستعمار في اللعبة الإستعمارية.
فما هو التكليف الشرعي للمؤمنين في الدول التي يريد لها الاستعمار التغيير بصورة أو بأخرى؟
الجواب على كل فرد أن يرجع إلى مرجع تقليده في أن يجلس في داره أو يخرج إلى الشوارع للتظاهر، ويعمل بما يكلفه به.
ومن رأيي الشخصي – حسب ما يتبيّن لي – أن على المؤمنين أن يتجنبوا الاشتراك في اللعبة الاستعمارية ففي البحرين وفي إيران وفي كل الدول المستعمرة تكون هذه الأمور لعبة إستعمارية ، ولكن عليهم مساندة إخوانهم المتضررين في المظاهرات في البحرين كما في إيران كما في العراق بإسعافهم ومعاونتهم في خارج اللعبة كمساعدة أهل من قـُتِل من الأرامل والأيتام والفقراء.
وبمراجعة التاريخ ترى أن زيد بن علي السجّاد ثار ثورته المعروفة وكان الإمام الصادق «عليه السلام» موجودا في ذلك الزمان فلم يساعده في ثورته ولم يساعد الثوار من أتباع زيد في ثورتهم وإنما ساعد المتضررين من الثائرين فكان يراعي الأرامل والأيتام والفقراء ، وكان لأبي حمزة الثمالي «رضوان الله عليه» عدة أبناء قتلوا في حركة زيد ولكنه لم يتدخل ، فعلى المؤمنين مساعدة المتضررين في البحرين بشتى الطرق سواءًا بإرسال المساعدات المالية أو إرسال الأدوية أو إرسال البضائع أو جلب بعض الجرحى للخارج لأجل العلاج وأن لا يتركوا مساعدة المتضررين هناك ، وأن يتطلعوا بتأمل للمستقبل فهل أن الحاكم الجديد سيكون حاكم يرضي الله؟ يرضي الإسلام؟ يرضي القرآن؟ يرضي رسول الله؟ يرضي أهل البيت؟ يرضي المؤمنين كمؤمنين؟ الجواب لا.
وإذا أتى شريك مثلاً ، أو بقى الحاكم على وضعه وكلفوه بإنجاز مهمات جديدة فماذا ستكون هذه المهمات؟
ولكن فلنلق نظرة على أحداث البحرين من ناحية الأفكار المعاصرة التي تقول أن الحكم للأغلبية وأن جزء الوطن المغتصب يلزم أن يعود إلى أصله ، فعلى سبيل المثال الأراضي التي احتلتها إسرائيل بفتوحاتها العسكرية سنة 1967 ميلادية يجب أن ترجع إلى هذه الدول التي اغتصبت هذه الأراضي منها ، فالأغلبية في البحرين هم الشيعة والحاكم في البحرين هو من الأقلية فهذا مخالف للأعراف المعاصرة ففي مصر مثلاً ذات الأغلبية الإسلامية فيها أقلية نصرانية يقال لها الأقباط فهل هنالك من يرضى أن يحكم الأقباط مصر؟
وبعيدًا عن القومية وخزعبلاتها الكفرية التي نحن ضدها أصلاً إلتزامًا بالقرآن والحديث نرى حسب الأحكام والأفكار المعاصرة الواقع التاريخي الذي يقول أن البحرين كانت جزءًا من إيران فاغتصبت إلى أن رفع الإستعمار البريطاني يده عنها وسلمّت إلى آل خليفة لتنال إستقلالها الشكلي فعليه ينبغي أن تعود للوطن الأم كما ينبغي أن تعود الأراضي التي احتلتها إسرائيل بفتوحاتها العسكرية سنة 1967 ميلادية إلى هذه الدول التي اغتصبت منها هذه الأراضي وإلا فمن يعترض على ضرورة عودة البحرين لإيران عليه أن يقبل بهذا المنطق المعوْج ويقبل بأن الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 هي أراضي لإسرائيل! فلماذا الكيل بمكيالين؟
وللعلم فأن المرجع الروحاني طرح هذا الأمر (ضرورة عودة البحرين إلى إيران) عندما عاد الخميني من فرنسا ولم يستجب له الخميني الذي يقول أن الأراضي التي احتلتها إسرائيل يجب أن ترجع إلى الدول العربية المجاورة، ولا تعني دعوتنا لعودة البحرين إلى إيران أن الحكم في إيران إسلامي وإنما يتشابه الحال مع دعوتنا لعودة الأراضي التي اغتصبتها إسرائيل سنة 1967 إلى الدول العربية المجاورة التي فيها الحكم أيضا ليس إسلامي.
وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا تدخل الملك السعودي عسكريا في البحرين بينما لم يتدخل الملك الإيراني؟
الجواب أن الملك السعودي أتته الأوامر بالتدخل بينما الملك الإيراني إلى حد الآن لم تأتيه الأوامر بالتدخل.
وبقراءة التاريخ وجدنا أن ظفار الواقعة في عمان شهدت تدخل الشاه عسكريا في مقابل تدخل الصين الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ آنذاك وقدّم الشاه جرحى وقتلى وأيدته الدول العربية في تدخله وانحسر خطر ماو تسي تونغ عن سلطنة عمان.
كل دولة على ظهر الكرة الأرضية هي دولة مستعمَرة ولها تاريخها الخاص وتحتاج إلى دراسة مفصّلة ، فلا توجد دولة إلا وهي مستعمَرة بشكلٍ أو بآخر، فالمستعمرات لا تزال باقية ولكن العناوين تغيّرت ، والبحرين لا تشكّل استثناءا على هذه القاعدة ، فإذا كانت إيران وهي دولة كبيرة دولة مستعمَرة فكيف بالبحرين وهي دولة صغيرة؟
أما الدول الكبرى فهي دول مستعمِرة – بكسر الميم – وليست دول مستعمَرة ، كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وما أشبه كما هو واضح ، وعليه فكل دولة هي مستعمَرة لدولة كبرى وربما أكثر من دولة كبرى تؤثر فيها ، فليس شرطاً أن تكون البحرين مستعمرة للولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا فلا يكون فيها تأثير لدول كبرى أخر ، ولمعرفة التفصيل يرجى مراجعة تلك الإتفاقيات العسكرية التي قسّمت العالم بدقة ، فالاستعمار يغيّر حكّام الدول المستعمرة كما يغيّر مدير المؤسسة الموظفين حسب قناعاته ، فحكام الدول المستعمرة هم موظفون لدى المستعمرين في الدول الكبرى والرابطة بينهم ليست مجرد مصالح.
وهنا ينبغي الالتفات إلى أن بعض حكام الدول المستعمرة بمجرد أن يطلب منهم الاستعمار أن يرحلوا عن السلطة ليستبدلهم بآخرين يجيبون بالسمع والطاعة كرضا بهلوي الذي طلب منه الاستعمار الرحيل فائتمر وخرج إلى مدينة بومباي الهندية وحينما كانت تسير به السفينة إلى بومباي أخبره رجل الاستعمار بتغيير الوجهة إلى جزيرة موريس فامتثل أيضا ولذلك لم ينتقم منه الاستعمار وإنما ترك عائلته ومن يرتبط به على حالهم من الاحترام والعز والإكرام ونصبوا ابنه محمد رضا بهلوي ملكًا على البلاد ، أمّا بعض الحكّام فإنهم يشاكسون كما شاكس زين العابدين بن علي قليلا وكما شاكس محمد حسني مبارك كثيرا وكما يشاكس الآن وبشدة معمر القذافي والذي لا ندري إلى متى سيتسمر بالمشاكسة ، فعلى أي حال على الحاكم الإستعماري أن يرحل إذا قالوا له يجب أن ترحل فإذا شاكس يلقى مصيره من التعذيب النفسي كما لاقى شاه إيران مآله بعدما شاكس الاستعمار لفترة من الزمن فجنى حصاد مشاكسته في التعذيب النفسي له ولعائلته ولكل من يرتبط به عن طريق التضييق كعقاب له ولهم على مشاكسته.
ولكن ربما لا تريد الدول الكبرى تغيير حاكم استعماري إلى حاكم استعماري آخر وإنما تريد إخافة الحاكم الإستعماري لينفـّذ طلبات الاستعمار الجديدة والصعبة منه ، فليس بالضرورة أن يعني وجود القلاقل في دولة مستعمرة أن الاستعمار يريد تبديل الحاكم إلى حاكم جديد بل ربما يريد الاستعمار تخويف الحاكم للقبول بتعاليم استعمارية جديدة صعبة عليه أو ربما لأجل الضغط على حاكم المستعمرة لكي يضع له شريكاً في الحكم ، كمثال تجد إسرائيل اصبحت في مقابلها منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) التابعة للاستعمار أيضا فياسر عرفات كان بالأساس صنيعة الاستعمار إلا أنه في بداية الأمر لم يكن الناس يصدّقون ذلك إلى أن صدّقوا ذلك بمرور الزمن وانكشف ياسر عرفات على حقيقته، وكانت نهايته أن طلب منه الاستعمار أن يتوجه إلى فرنسا حتى يقتلوه ، فلم يعترض بل ولم يكن يتمكن أن يعترض وتوجه إلى فرنسا لكي يقتلوه وقتلوه فعلاً وقد صرّح بذلك بعض المقرّبين منه بصوت خافت بأنه مات مقتولاً ، فهو مجرد حاكم استعماري يؤمر فيطيع ويُنهى فينتهي، فلما رأت الدول الاستعمارية أن فتح قد افتضحت ضغطت الدول الاستعمارية على فتح لتضع شريكا معها وهو (حماس) ، وقد أفادت مجلة الشراع اللبنانية في أحد أعدادها أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قد صرّح علناً بأنه هو الذي أسس (حماس) ، وعليه فأن فتح والتي يرئسها حاليا محمود عباس وهو بهائي الديانة – وهذا للعلم – هي منظمة من صنع الاستعمار وكذلك حماس التي يرأسها حاليا إسماعيل هنية هي أيضا منظمة من صنع الاستعمار ، وإسرائيل القريبة من قلب الاستعمار لا يسمحون لها بتصفية فتح وحماس وإنما تكتفي بتأديبهما كما يتكفلان هما أيضا بتأديبها ، فلا تـُطلق يد الحرية لإسرائيل للخروج عن الخطى المباركة من قبل الاستعمار وإنما هي من الأعزاء للإستعمار فتأتمر وتنتهي بهم.
أما في أحداث البحرين فالعلم عند الله وقد يكون أحد هذه الأمور الثلاثة وقد لا يكون:
1- أن الإستعمار يرغب بتغيير الحاكم البحريني وهو يشاكس.
2- أن الإستعمار يريد إخافة الحاكم البحريني لتنفيذ طلبات جديدة صعبة على نفسه وهو لا زال لا يستجيب بسرعة وطواعية.
3- أن الإستعمار يرغب بتشكيل إئتلاف وطني في البحرين ليضع للحاكم البحريني شريكًا في الحكم.
فينبغي على المتظاهرين و الثوّار في البحرين والذين يعرّضون أنفسهم لأنواع الأخطار أن يعرفوا اللعبة الإستعمارية البعيدة عن الروح الوطنية والإسلامية كما تفهم القيادات وتعرف ما هو تحت العباءة ولا تتمكن أن تبوح بأسرارها كيلا تنصفع ، ولكن مع الأسف الأغلبية الساحقة التي تثور حاليا ضد الحكم في البحرين أو في إيران لا يعرفون هذه اللعبة بينما تعرفها القيادات وليس بالشرط أن تعرفها كل القيادات ، فمثلا كان المنتظري لسنوات في الحكم ولكنه في قضية «إيران غيت» أو «إيران كونترا» لم يكن يعرف شيئاً فاحتد كثيرا متسائلا كيف أكون أنا الشخصية الثانية بعد الخميني في إيران ولا أعرف ما يجري في إيران من مجريات عظيمة ، وبالنتيجة بدلاً من الاعتذار له انصفع ، واصبح فضحه لقضية «إيران غيت» بواسطة شقيق صهره مهدي الهاشمي في مجلة الشراع اللبنانية تحديدا سبب عزله التدريجي وقتل شقيق صهره مهدي الهاشمي الإرهابي، وكذلك قد لا يعلم قائد من قادة المعارضة في البحرين أنه قد صار أداة من أدوات الإستعمار في اللعبة الإستعمارية.
فما هو التكليف الشرعي للمؤمنين في الدول التي يريد لها الاستعمار التغيير بصورة أو بأخرى؟
الجواب على كل فرد أن يرجع إلى مرجع تقليده في أن يجلس في داره أو يخرج إلى الشوارع للتظاهر، ويعمل بما يكلفه به.
ومن رأيي الشخصي – حسب ما يتبيّن لي – أن على المؤمنين أن يتجنبوا الاشتراك في اللعبة الاستعمارية ففي البحرين وفي إيران وفي كل الدول المستعمرة تكون هذه الأمور لعبة إستعمارية ، ولكن عليهم مساندة إخوانهم المتضررين في المظاهرات في البحرين كما في إيران كما في العراق بإسعافهم ومعاونتهم في خارج اللعبة كمساعدة أهل من قـُتِل من الأرامل والأيتام والفقراء.
وبمراجعة التاريخ ترى أن زيد بن علي السجّاد ثار ثورته المعروفة وكان الإمام الصادق «عليه السلام» موجودا في ذلك الزمان فلم يساعده في ثورته ولم يساعد الثوار من أتباع زيد في ثورتهم وإنما ساعد المتضررين من الثائرين فكان يراعي الأرامل والأيتام والفقراء ، وكان لأبي حمزة الثمالي «رضوان الله عليه» عدة أبناء قتلوا في حركة زيد ولكنه لم يتدخل ، فعلى المؤمنين مساعدة المتضررين في البحرين بشتى الطرق سواءًا بإرسال المساعدات المالية أو إرسال الأدوية أو إرسال البضائع أو جلب بعض الجرحى للخارج لأجل العلاج وأن لا يتركوا مساعدة المتضررين هناك ، وأن يتطلعوا بتأمل للمستقبل فهل أن الحاكم الجديد سيكون حاكم يرضي الله؟ يرضي الإسلام؟ يرضي القرآن؟ يرضي رسول الله؟ يرضي أهل البيت؟ يرضي المؤمنين كمؤمنين؟ الجواب لا.
وإذا أتى شريك مثلاً ، أو بقى الحاكم على وضعه وكلفوه بإنجاز مهمات جديدة فماذا ستكون هذه المهمات؟
ولكن فلنلق نظرة على أحداث البحرين من ناحية الأفكار المعاصرة التي تقول أن الحكم للأغلبية وأن جزء الوطن المغتصب يلزم أن يعود إلى أصله ، فعلى سبيل المثال الأراضي التي احتلتها إسرائيل بفتوحاتها العسكرية سنة 1967 ميلادية يجب أن ترجع إلى هذه الدول التي اغتصبت هذه الأراضي منها ، فالأغلبية في البحرين هم الشيعة والحاكم في البحرين هو من الأقلية فهذا مخالف للأعراف المعاصرة ففي مصر مثلاً ذات الأغلبية الإسلامية فيها أقلية نصرانية يقال لها الأقباط فهل هنالك من يرضى أن يحكم الأقباط مصر؟
وبعيدًا عن القومية وخزعبلاتها الكفرية التي نحن ضدها أصلاً إلتزامًا بالقرآن والحديث نرى حسب الأحكام والأفكار المعاصرة الواقع التاريخي الذي يقول أن البحرين كانت جزءًا من إيران فاغتصبت إلى أن رفع الإستعمار البريطاني يده عنها وسلمّت إلى آل خليفة لتنال إستقلالها الشكلي فعليه ينبغي أن تعود للوطن الأم كما ينبغي أن تعود الأراضي التي احتلتها إسرائيل بفتوحاتها العسكرية سنة 1967 ميلادية إلى هذه الدول التي اغتصبت منها هذه الأراضي وإلا فمن يعترض على ضرورة عودة البحرين لإيران عليه أن يقبل بهذا المنطق المعوْج ويقبل بأن الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 هي أراضي لإسرائيل! فلماذا الكيل بمكيالين؟
وللعلم فأن المرجع الروحاني طرح هذا الأمر (ضرورة عودة البحرين إلى إيران) عندما عاد الخميني من فرنسا ولم يستجب له الخميني الذي يقول أن الأراضي التي احتلتها إسرائيل يجب أن ترجع إلى الدول العربية المجاورة، ولا تعني دعوتنا لعودة البحرين إلى إيران أن الحكم في إيران إسلامي وإنما يتشابه الحال مع دعوتنا لعودة الأراضي التي اغتصبتها إسرائيل سنة 1967 إلى الدول العربية المجاورة التي فيها الحكم أيضا ليس إسلامي.
وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا تدخل الملك السعودي عسكريا في البحرين بينما لم يتدخل الملك الإيراني؟
الجواب أن الملك السعودي أتته الأوامر بالتدخل بينما الملك الإيراني إلى حد الآن لم تأتيه الأوامر بالتدخل.
وبقراءة التاريخ وجدنا أن ظفار الواقعة في عمان شهدت تدخل الشاه عسكريا في مقابل تدخل الصين الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ آنذاك وقدّم الشاه جرحى وقتلى وأيدته الدول العربية في تدخله وانحسر خطر ماو تسي تونغ عن سلطنة عمان.