فتاة الاحلام
08-04-2011, 10:25 PM
آية الله قاسم: الإصلاح السياسي هو الحل والإجراءات الأمنية لا ترفع حاجته بل تزيد في تأكيدها
من يريد لهذا البلد أن يكون وطنيين وشعبين فهو واهم .. لا مشكلة عندنا مع اخواننا السنة وأننا إنما نعاني من ظلمٍ سياسيٍ ومذهبيٍ من السلطة
آية الله قاسم: الإصلاح السياسي هو الحل والإجراءات الأمنية لا ترفع حاجته بل تزيد في تأكيدها
http://www.fajrbh.com/vb/../bh/media/pics/1302259282.jpg
سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
خطبة الجمعة (446) 3 جمادي الأول 1432هـ 8 أبريل 2011م ـ جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز:ـ
الوضع المحلي:
* من يريد لهذا الوطن الصغير في ارضه، القليل في عدد مواطنيه، أن يكون وطنين، وطن فقراءٍ متقعين وأغنياءٍ مترفين، وآميين ومتعلمين، ومتخلفين ومتقدمين، اسيادٍ ومسودين .. ومن يريد لهذا الشعب أن يكون شعبين، شعب جوعى وشبعى، وأقوياء وضعفاء، وعلماء وجهال، واحرار وعبيد ..
ويرى ذلك ممكناً جداً، وفيه منفعة للوطن، وأن ذلك احفظ لأمن البلد واستقراره ومنعته، فهو واهمٌ جداً ومخطئٌ جداً وضارٌ بالوطن كثيرا، وهو ممن لا يعرف زمانه ومكانه وعالمه، ولا يجيد فهم الواقع، ولا يعرف شيءً من تطور الأوضاع في المجتمع الإنساني، ولا يقيم رآيه اساسٍ من خلق ولا انسانية و لا دين ولا احترام وطن.
والذين يرون أن على البحرين أن تراوح مكانها سياسيا، ولا تتحرك قيد انملة إلى الأمام، برغم التحرك السريع في العالم على هذا المسار إلى مسافاتٍ بعيدة، أو أن تكون السلحفاة البطيئة في هذا الإتجاه بين كل دول العالم، إنما هم يحتقرون البحرين، ولا يقيمون لها وزنا، ويهزأون بوجودها كله، وليس هذا من الإخلاص لها في شيء.
والذين لا يجيزون للبحرين أن تدخل في سباقٍ شريفٍ مع أي اختٍ من أخواتها الخليجيات في أي خطوةٍ سياسيةٍ سباقة، وأن عليها ألا تكون نموذجاً في التقدم في هذا المجال على الإطلاق، ثم يرضون لها أن تكون النموذج الأول فيما يسيء ويخجل ويعير بها أبناؤها من بين اخوانهم الخليجيين أو يسكتون على ذلك، إنما هم يسيئون للبحرين ولا يحسنون لها.
ويسيئون كذلك لمنظومة الدول الخليجية الست كلها، لأن من شرف مصلحة وعزة هذه الدول أن تتسابق في الخير وأن لا يكون من بينها دولةٌ تعاد.
وهل من شرف هذه الدول وقوتها أن تتقدم كل الدنيا في الخير، وأن تبقى هي من بينها المتخلفة؟
* كان هناك حديث رسمي طال زمناً عن التطور الديمقراطي والتقدم في مسيرة الإصلاح، وتوقف هذا الحديث، وصار إثماً سياسيا، ومحرماً من المحرمات، وجاء دور السياسة الأمنية القاتمة لتتفرد بالساحة، الموضوع لهذه السياسة معروفٌ في العادة[1]، اعتداءات، تخريب، إتلاف وإلى ما ذلك. وهذا الموضوع مفقودٌ بدايةً، واليوم لا شيء مما يدعو للحل الأمني أساساً على الأرض، وكما تقول به التصريحات الرسمية، إذ تقول التصريحات الرسمية بأن كل شيءٍ قد هدأ وقد إنتهت المشكلة.
ويتجسد هذا الحل من ناحيةٍ عملية في تطبيقاتٍ لا صلة لها بالغرض الأمني، ولا يمكن أن تفسر إلا باغراضٍ آخرى تدل هي عليها بطبيعتها.
_ ما صلة تكسير أبواب بعض الحسينيات، والعبث في محتوياتها المرة بعد الآخرى بالناحية الأمنية؟
_ ما علاقة ظاهرة العثور على جثث الأبرياء في اماكن متفرقة، في ظل الإنتشار الأمني الذي يغطي كل المناطق؟ وهي جثثٌ لأناسٍ لا دور لهم في الأحداث، ولا صلة لهم بالعمل السياسي، وأخر مثالٍ لذلك هو السيد حميد ابن السيد المحفوظ البالغ من العمر 56 سنة، والرجل ليست له عداءات شخصية، وقد خرج لإستنساخ بعض الوثائق الخاصة به أو بعائلته، ليوجد جثةً نصفها في كيس والنصف الآخر خارجه، بعيداً عن مقصده والطريق إلى ذلك المقصد[2]، أين هذا من الغرض الأمني للمواطنين أو الدولة؟
_ اعتقال عددٍ متزايدٍ من النساء، من طبيباتٍ ومن معلمات، هل في حماية للدولة من انقلابٍ عسكريٍ أو ما يشبهه؟
في مصر كانت ثورة، وفي تونس كانت ثورة، وبلغت الثورتان من أشدهما ما بلغتا والمراة لم تمس، وقد شاركت مشاركةً فعالةً عريضة والمراة لم تمس. والبحرين الخليجية التي لا يناسبها التقدم الديمقراطي يناسب دينها وثقافتها، وحساسية الغيرة فيها على العرض، وشعارات كرامة المراة ورعايتها، والشهامة العربية التي تعتز بها، أن يُغيب هذا العدد الكبير من نسائها الشريفات العفيفات في غياهب السجون، على بعدٍ من الأباء والأزواج والأمهات والبنين والبنات؟!
عجباً لقلب عالمٍ مسلم من أي مذهب أو مسلمٍ من سائر المسلمين ألا تأخذه غيرةٌ أو تنام له عينٌ بهدوء.
_ ما هي علاقة الغرض الأمني بالسؤال عن المذهب في نقاط التفتيش مما يتعرض له المواطنون؟
_ فصل المئات من وظائفهم، ومحاربتهم في الرزق للتجويع والإذلال ومضاعفة المشكلات، ووظائفهم وظائف مدنية لا سياسة ولا عسكرية، أي خدمةٍ يؤديها هذا الإجراء المتعسف لأمن الوطن والمواطن؟
_ إيقاف البعثات لعدد من الطلاب المواطنين ممن يدرسون في الخارج، ما دخالته في ايقاف التدهور الأمني لو كان موجودا؟
_ هذا الإرهاب المستمر في القرى والمناطق المختلفة، باقتحام قوات الأمن لشوارعها الفارغة واطلاق زخات الرصاص في أي ساعةٍ من ساعات الليل، والإطلاق على من قد يضطره وضعه للعبور من شارع أو طريق في حين لا مظاهر استفزازٍ في هذه القرى والمناطق، هل تفسره الحاجة الأمنية؟
_ اعتماد الإعلام لغة الإثارة والإستفزاز والشماتة والتحريض، فيه حفاظٌ على الأمن ورعاية؟
هذه مفرداتٌ من الحل الأمني، والتي تشهد بأن غرضها ليس أمنياً على الإطلاق، وهي مفسدةٌ للأمن، ودلالتها مقرحة، وما هذه إلا امثلةٌ لا غير.
اطلبوا أمن البلد من سكة آخرى غير هذه السكة، من طريق آخر غير هذا الطريق الخطير المدمر، هذا طريقٌ لا يمكن أن يستمر سلوكه طويلا، طريقٌ لم يعطي استقراراً لأي بلد، والأخذ به مرفوضٌ عالمياً بصورةٍ عامة.
الحل السياسي هو الحل أولاً وأخيرا، وهو يرفع الحاجة إلى الإجراءات الأمنية، والإجراءات الأمنية لا ترفع حاجته بل تزيد في تأكيدها، أقول هذا حبٌ لهذا الوطن واهله، والله من وراء القصد.
واعلن للداخل ولشعوب المنطقة وللعالم كله، أنه لا مشكلة عندنا مع اخواننا السنة في البحرين، وأننا نصر على الأخوة المشتركة بين المواطنين، وأننا إنما نعاني من ظلمٍ سياسيٍ ومذهبيٍ من السلطة، ونطالب بالحقوق المشتركة الثابتة لكل مواطن، على أننا اليوم صرنا فاقدين للأمن وبصورة عامة.
[1] يعني متى تحكم السياسة الأمنية؟ متى يأتي دور الحل الأمني؟ أن تكون هناك إعتداءات، تخريب، افساد .. آلخ، هذا هو الموضوع الذي يناسبه الحل الأمني.
[2] هتاف جموع المصلين: هيهات منا الذلة.
http://www.fajrbh.com/bh/index.php?show=news&action=article&id=47 (http://www.fajrbh.com/vb/../bh/index.php?show=news&action=article&id=47)
من يريد لهذا البلد أن يكون وطنيين وشعبين فهو واهم .. لا مشكلة عندنا مع اخواننا السنة وأننا إنما نعاني من ظلمٍ سياسيٍ ومذهبيٍ من السلطة
آية الله قاسم: الإصلاح السياسي هو الحل والإجراءات الأمنية لا ترفع حاجته بل تزيد في تأكيدها
http://www.fajrbh.com/vb/../bh/media/pics/1302259282.jpg
سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
خطبة الجمعة (446) 3 جمادي الأول 1432هـ 8 أبريل 2011م ـ جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز:ـ
الوضع المحلي:
* من يريد لهذا الوطن الصغير في ارضه، القليل في عدد مواطنيه، أن يكون وطنين، وطن فقراءٍ متقعين وأغنياءٍ مترفين، وآميين ومتعلمين، ومتخلفين ومتقدمين، اسيادٍ ومسودين .. ومن يريد لهذا الشعب أن يكون شعبين، شعب جوعى وشبعى، وأقوياء وضعفاء، وعلماء وجهال، واحرار وعبيد ..
ويرى ذلك ممكناً جداً، وفيه منفعة للوطن، وأن ذلك احفظ لأمن البلد واستقراره ومنعته، فهو واهمٌ جداً ومخطئٌ جداً وضارٌ بالوطن كثيرا، وهو ممن لا يعرف زمانه ومكانه وعالمه، ولا يجيد فهم الواقع، ولا يعرف شيءً من تطور الأوضاع في المجتمع الإنساني، ولا يقيم رآيه اساسٍ من خلق ولا انسانية و لا دين ولا احترام وطن.
والذين يرون أن على البحرين أن تراوح مكانها سياسيا، ولا تتحرك قيد انملة إلى الأمام، برغم التحرك السريع في العالم على هذا المسار إلى مسافاتٍ بعيدة، أو أن تكون السلحفاة البطيئة في هذا الإتجاه بين كل دول العالم، إنما هم يحتقرون البحرين، ولا يقيمون لها وزنا، ويهزأون بوجودها كله، وليس هذا من الإخلاص لها في شيء.
والذين لا يجيزون للبحرين أن تدخل في سباقٍ شريفٍ مع أي اختٍ من أخواتها الخليجيات في أي خطوةٍ سياسيةٍ سباقة، وأن عليها ألا تكون نموذجاً في التقدم في هذا المجال على الإطلاق، ثم يرضون لها أن تكون النموذج الأول فيما يسيء ويخجل ويعير بها أبناؤها من بين اخوانهم الخليجيين أو يسكتون على ذلك، إنما هم يسيئون للبحرين ولا يحسنون لها.
ويسيئون كذلك لمنظومة الدول الخليجية الست كلها، لأن من شرف مصلحة وعزة هذه الدول أن تتسابق في الخير وأن لا يكون من بينها دولةٌ تعاد.
وهل من شرف هذه الدول وقوتها أن تتقدم كل الدنيا في الخير، وأن تبقى هي من بينها المتخلفة؟
* كان هناك حديث رسمي طال زمناً عن التطور الديمقراطي والتقدم في مسيرة الإصلاح، وتوقف هذا الحديث، وصار إثماً سياسيا، ومحرماً من المحرمات، وجاء دور السياسة الأمنية القاتمة لتتفرد بالساحة، الموضوع لهذه السياسة معروفٌ في العادة[1]، اعتداءات، تخريب، إتلاف وإلى ما ذلك. وهذا الموضوع مفقودٌ بدايةً، واليوم لا شيء مما يدعو للحل الأمني أساساً على الأرض، وكما تقول به التصريحات الرسمية، إذ تقول التصريحات الرسمية بأن كل شيءٍ قد هدأ وقد إنتهت المشكلة.
ويتجسد هذا الحل من ناحيةٍ عملية في تطبيقاتٍ لا صلة لها بالغرض الأمني، ولا يمكن أن تفسر إلا باغراضٍ آخرى تدل هي عليها بطبيعتها.
_ ما صلة تكسير أبواب بعض الحسينيات، والعبث في محتوياتها المرة بعد الآخرى بالناحية الأمنية؟
_ ما علاقة ظاهرة العثور على جثث الأبرياء في اماكن متفرقة، في ظل الإنتشار الأمني الذي يغطي كل المناطق؟ وهي جثثٌ لأناسٍ لا دور لهم في الأحداث، ولا صلة لهم بالعمل السياسي، وأخر مثالٍ لذلك هو السيد حميد ابن السيد المحفوظ البالغ من العمر 56 سنة، والرجل ليست له عداءات شخصية، وقد خرج لإستنساخ بعض الوثائق الخاصة به أو بعائلته، ليوجد جثةً نصفها في كيس والنصف الآخر خارجه، بعيداً عن مقصده والطريق إلى ذلك المقصد[2]، أين هذا من الغرض الأمني للمواطنين أو الدولة؟
_ اعتقال عددٍ متزايدٍ من النساء، من طبيباتٍ ومن معلمات، هل في حماية للدولة من انقلابٍ عسكريٍ أو ما يشبهه؟
في مصر كانت ثورة، وفي تونس كانت ثورة، وبلغت الثورتان من أشدهما ما بلغتا والمراة لم تمس، وقد شاركت مشاركةً فعالةً عريضة والمراة لم تمس. والبحرين الخليجية التي لا يناسبها التقدم الديمقراطي يناسب دينها وثقافتها، وحساسية الغيرة فيها على العرض، وشعارات كرامة المراة ورعايتها، والشهامة العربية التي تعتز بها، أن يُغيب هذا العدد الكبير من نسائها الشريفات العفيفات في غياهب السجون، على بعدٍ من الأباء والأزواج والأمهات والبنين والبنات؟!
عجباً لقلب عالمٍ مسلم من أي مذهب أو مسلمٍ من سائر المسلمين ألا تأخذه غيرةٌ أو تنام له عينٌ بهدوء.
_ ما هي علاقة الغرض الأمني بالسؤال عن المذهب في نقاط التفتيش مما يتعرض له المواطنون؟
_ فصل المئات من وظائفهم، ومحاربتهم في الرزق للتجويع والإذلال ومضاعفة المشكلات، ووظائفهم وظائف مدنية لا سياسة ولا عسكرية، أي خدمةٍ يؤديها هذا الإجراء المتعسف لأمن الوطن والمواطن؟
_ إيقاف البعثات لعدد من الطلاب المواطنين ممن يدرسون في الخارج، ما دخالته في ايقاف التدهور الأمني لو كان موجودا؟
_ هذا الإرهاب المستمر في القرى والمناطق المختلفة، باقتحام قوات الأمن لشوارعها الفارغة واطلاق زخات الرصاص في أي ساعةٍ من ساعات الليل، والإطلاق على من قد يضطره وضعه للعبور من شارع أو طريق في حين لا مظاهر استفزازٍ في هذه القرى والمناطق، هل تفسره الحاجة الأمنية؟
_ اعتماد الإعلام لغة الإثارة والإستفزاز والشماتة والتحريض، فيه حفاظٌ على الأمن ورعاية؟
هذه مفرداتٌ من الحل الأمني، والتي تشهد بأن غرضها ليس أمنياً على الإطلاق، وهي مفسدةٌ للأمن، ودلالتها مقرحة، وما هذه إلا امثلةٌ لا غير.
اطلبوا أمن البلد من سكة آخرى غير هذه السكة، من طريق آخر غير هذا الطريق الخطير المدمر، هذا طريقٌ لا يمكن أن يستمر سلوكه طويلا، طريقٌ لم يعطي استقراراً لأي بلد، والأخذ به مرفوضٌ عالمياً بصورةٍ عامة.
الحل السياسي هو الحل أولاً وأخيرا، وهو يرفع الحاجة إلى الإجراءات الأمنية، والإجراءات الأمنية لا ترفع حاجته بل تزيد في تأكيدها، أقول هذا حبٌ لهذا الوطن واهله، والله من وراء القصد.
واعلن للداخل ولشعوب المنطقة وللعالم كله، أنه لا مشكلة عندنا مع اخواننا السنة في البحرين، وأننا نصر على الأخوة المشتركة بين المواطنين، وأننا إنما نعاني من ظلمٍ سياسيٍ ومذهبيٍ من السلطة، ونطالب بالحقوق المشتركة الثابتة لكل مواطن، على أننا اليوم صرنا فاقدين للأمن وبصورة عامة.
[1] يعني متى تحكم السياسة الأمنية؟ متى يأتي دور الحل الأمني؟ أن تكون هناك إعتداءات، تخريب، افساد .. آلخ، هذا هو الموضوع الذي يناسبه الحل الأمني.
[2] هتاف جموع المصلين: هيهات منا الذلة.
http://www.fajrbh.com/bh/index.php?show=news&action=article&id=47 (http://www.fajrbh.com/vb/../bh/index.php?show=news&action=article&id=47)