النهضة
15-04-2011, 08:41 PM
النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وإحياء الموتى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين , أما بعد فقد أيد الله تعالى نبينا الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله بمعجزات كثيرة , الا أن عقول الناس لا تحتمل بعض مقامات النبي الأعظم روحي لتراب نعليه الفداء بينما تحتمل معجزات بعض الأنبياء والأوصياء , وهذا الخلل الفكري لا يعالج الا بتكثيف الطرح العقائدي من قبل العلماء والخطباء والكتاب , ومن هذه الأمور التي ينكرها بعضهم أو قد لا يحتملها عقله القاصر مسألة إحياء النبي الأعظم روحي له الفداء للموتى , فالقرآن الكريم يخبرنا عن إحياء ابراهيم ع للموتى بأمر من الله تعالى, ففي سورة البقرة آية رقم 260 { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
ولم يشك ابراهيم عليه السلام كما ورد في روايات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام لما رأى إبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى جيفة على ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البر تجيء سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشدّ بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضاً وتجيء سباع البر فتأكل منها فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضاً فعند ذلك تعجّب إبراهيم مما رأى وقال رب أرني كيف تحيي الموتى قال كيف تخرج ما تناسل التي أكل بعضها بعضاً قال { أولم تُؤْمِنْ } قال بلى ولكن ليطمئن قلبي يعني حتى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها قال فخذ أربعة من الطير فصرهُن إليك ثم اجعل على كل جبل منهم جزء فقطعهن واخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضاً فخلّط ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ثم ادعهن يأتينك سعياً فلما دعاهن أجبته وكان الجبال عشرة
وكذلك نجد أن عيسى ع أحيى الموتى ففي بحار النوار للعلامة المجلسي ج14 ص233 عن أبان بن تغلب قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام هل كان عيسى بن مريم أحيا أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد ؟ قال : فقال : نعم ، إنه كان له صديق مواخ له في الله ، وكان عيسى يمر به فينزل عليه ، وإن عيسى عليه السلام غاب عنه حينا ، ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فسألها عنه ، فقالت أمه : مات يارسول الله ، فقال لها : أتحبين أن تريه ؟ قالت : نعم ، قال لها : إذا كان غدا أتيتك حتى أحييه لك بإذن الله ، فلما كان من الغد أتاها فقال لها : انطلقي معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عيسى عليه السلام ثم دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا ، فلما رأته أمه ورآها بكيا ، فرحمهما عيسى عليه السلام فقال له : أتحب أن تبقى مع أمك في الدنيا ؟ قال : يارسول الله بأكل وبرزق ومدة ، أو بغير مدة ولا رزق ولا أكل ؟ فقال : له عيسى عليه السلام : بل برزق وأكل ومدة تعمر عشرين سنة ، وتزوج ويولد لك ، قال : فنعم إذا ، قال : فدفعه عيسى إلى امه فعاش عشرين سنة وتزوج وولد له
وبالطبع فان هذا الإحياء لم يكن بستقلالية بل بمدد من الله عز وجل , وكذلك كانت هذه المعجزة لنبينا الأعظم صلوات الله عليه وآله ففي بحار الأنوار ج18 روي عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لعلي بن الحسين عليه السلام : أسألك عن شئ أنفي عني به ما قد خامر نفسي ، قال : ذلك لك ، قلت أسألك عن الاول والثاني ، فقال : عليهما لعائن الله ، كلاهما مضيا والله كافرين مشركين بالله العظيم ، قلت فالائمة منكم يحيون الموتى ، ويبرؤن الاكمه والابرص ، ويمشون على الماء ؟ فقال عليه السلام : ما أعطى الله نبيا شيئا إلا وقد أعطى محمدا صلى الله عليه وآله وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، فكل ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أعطاه أمير المؤمنين ، ثم الحسن ، ثم الحسين عليهم السلام ، ثم إماما بعد إمام إلى يوم القيامة مع الزيادة التي في كل سنة ، وفي كل شهر ، وفي كل يوم ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا فذكر اللحم ، فقام رجل من الانصار إلى امرأته وكان لها عناق ، فقال لها : هل لك في غنيمة ؟ قالت : وما ذلك ؟ قال : إن رسول الله يشتهي اللحم ، فنذبح له عنزها هذا ، قالت : خذها شأنك وإياها ، ولم يملكا غيرها ، وكان رسول الله يعرفهما فذبحها وسمطها وشواها وحملها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فوضعها بين يديه ، فجمع أهل بيته ومن أحب من أصحابه ، فقال : كلوا ولا تكسروا لها عظما ، وأكل معهم الانصاري ، فلما شبعوا وتفرقوا رجع الانصاري وإذا العناق تلعب على بابه .
وروي أنه صلى الله عليه وآله دعا غزالا فأتى ، فأمر بذبحه ففعلوا وشووه وأكلوا لحمه ولم يكسروا له عظما ، ثم أمر أن يوضع جلده ويطرح عظامه وسط الجلد ، فقام الغزال حيا يرعى .
وايضا في نفس الجزء روي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : إني قدمت من سفر لي فبينا بنية خماسية تدرج حولي في صبغها وحليها أخذت بيدها فانطلقت بها إلى وادي كذا فطرحتها فيه ، فقال صلى الله عليه وآله : انطلق معي وأرني الوادي ، فانطلق مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الوادي فقال لابيها : ما اسمها ؟ قال : فلانة .
فقال : يا فلانة احيي بإذن الله ، فخرجت الصبية تقول : لبيك يا رسول الله وسعديك ، فقال : إن أبويك قد أسلما ، فإن أحببت أردك عليهما ، قالت : لا حاجة لي فيهما ، وجدت الله خيرا لي منهما , وأيضا ورد عن الصادق عليه السلام في خبر إنه ذكر قوة اللحم عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : ما ذقته منذ كذا ، فتقرب إليه فقير بجدي كان له فشواه وأنفذه إليه فقال النبي صلى الله عليه وآله : كلوه ولا تكسروا عظامه ، فلما فرغوا أشار إليه وقال : انهض بإذن الله ، فأحياه فكان يمر عند صاحبه كما يساق , وفي خبر عن سلمان : أنه لما نزل صلى الله عليه وآله دار أبي أيوب لم يكن له سوى جدي وصاع من شعير ، فذبح له الجدي وشواه ، وطحن الشعير وعجنه وخبزه ، وقدم بين يدي النبي صلى الله عليه وآله فأمر بأن ينادي : ألا من أراد الزاد فليأت إلى دار أبي أيوب ، فجعل أبوأيوب ينادي ، والناس يهرعون كالسيل حتى امتلات الدار ، فأكل الناس بأجمعهم والطعام لم يتغير ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أجمعوا العظام فجمعوها فوضعها في إهابها ، ثم قال : قومي بإذن الله تعالى ، فقام الجدي فضج الناس بالشهادتين
ولأن للأئمة عليهم السلام مقام النبي يقومون مقامه ولهم الولاية التكوينية والتصرف في الكون فقد كانت لهم هذه المعجزة ايضا وق ورد عن امامنا الصادق ع انه قال " كلنا واحد من نور واحد، وروحنا من امر الله،
أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد "- وعن أبي جعفر (عليه السلام): " نحن ولاة امر الله في عباده ان بيننا وبين كل ارض ترا
وقد تظافرت الروايات أن الأرض كالجوزة بيد الإمام يقلبها كيف شاء لذلك فلا غرابة أن الإمام يحيي الموتى , وكتاب مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني مليء بمثل هذه الروايات منها عن صاحب ثاقب المناقب: عن جميل بن
دراج قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - فدخلت عليه امرأة وذكرت
أنها تركت ابنها على وجهه ميتا، فقال لها: لعله لم يمت، قومي واذهبي
إلى بيتك واغتسلي وصلي ركعتين وادعي الله تعالى وقولي (يا من وهبه
لي ولم يكن شيئا، جدد لي هبتك) ثم حركيه ولا تخبري أحدا
بذلك.
ففعلت ذلك، ثم جاءت فحركته، فإذا هو قد بكى , وأيضا عن داود بن كثير الرقي قال: حج
رجل من أصحابنا فدخل على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال له: فداك
أبي وأمي إن أهلي قد توفيت وبقيت وحيدا.
فقال أبو عبد الله - عليه السلام - : أو كنت تحبها؟.
قال: نعم.
فقال: ارجع إلى منزلك، فإنها سترجع إلى المنزل وترجع أنت
وهي جالسة تأكل.
قال: فلما رجعت من حجتي ودخلت المنزل وجدتها قاعدة
تأكل، وبين يديها طبق فيه تمر وزبيب.
والكتب التي تذكر هذه المعجزات كثيرة جدا مثل بحار الأنوار ودلائل الإمامة واثبات الهداة وكتب كثيرة يجب أن تكون في بيوت الموالي لحفظ الأبناء من الإنحرافات العقائدية التي تعد أخطر بكثير جدا من المخدرات والشذوذ والخمر والخ , فاياك أيها الموالي أن تكون مقصرا فتكون بذلك آثما فقد ورد عن جابر الجعفي في حديث طويل مع الإمام الباقر (عليه السلام) جاء فيه: قلت: يا
ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن المقصر؟
قال: " الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من أمره
وروحه ".
قلت: يا سيدي وما معرفة روحه؟ قال (عليه السلام): " ان يعرف كل من خصه الله بالروح فقد فوض اليه أمره يخلق باذنه
ويحيي باذنه ويعلم الغير ما في الضمائر، ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
وذلك أن هذا الروح من امر الله تعالى، فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهذا
كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن الله يسير من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة
يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض، ويفعل ما شاء وأراد. إلى أن يذكر الإمام
الآية: * (وكذلك أوحينا إليك روحا من امرنا) ,وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المسلمين لمقامات محمد وآل محمد ومن الذين ينشرونها هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم , ونسألكم الدعاء
بقلم
خادم الزهراء عليها السلام
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 15/4/2011
كتاب له علاقة بالموضوع
كتاب الحسن والحسين ع واحياء الموتى
http://www.hajr-up.info/download.php?id=5444
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين , أما بعد فقد أيد الله تعالى نبينا الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآله بمعجزات كثيرة , الا أن عقول الناس لا تحتمل بعض مقامات النبي الأعظم روحي لتراب نعليه الفداء بينما تحتمل معجزات بعض الأنبياء والأوصياء , وهذا الخلل الفكري لا يعالج الا بتكثيف الطرح العقائدي من قبل العلماء والخطباء والكتاب , ومن هذه الأمور التي ينكرها بعضهم أو قد لا يحتملها عقله القاصر مسألة إحياء النبي الأعظم روحي له الفداء للموتى , فالقرآن الكريم يخبرنا عن إحياء ابراهيم ع للموتى بأمر من الله تعالى, ففي سورة البقرة آية رقم 260 { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
ولم يشك ابراهيم عليه السلام كما ورد في روايات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في الكافي والعياشي عن الصادق عليه السلام لما رأى إبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض التفت فرأى جيفة على ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البر تجيء سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشدّ بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضاً وتجيء سباع البر فتأكل منها فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضاً فعند ذلك تعجّب إبراهيم مما رأى وقال رب أرني كيف تحيي الموتى قال كيف تخرج ما تناسل التي أكل بعضها بعضاً قال { أولم تُؤْمِنْ } قال بلى ولكن ليطمئن قلبي يعني حتى أرى هذا كما رأيت الأشياء كلها قال فخذ أربعة من الطير فصرهُن إليك ثم اجعل على كل جبل منهم جزء فقطعهن واخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التي أكل بعضها بعضاً فخلّط ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ثم ادعهن يأتينك سعياً فلما دعاهن أجبته وكان الجبال عشرة
وكذلك نجد أن عيسى ع أحيى الموتى ففي بحار النوار للعلامة المجلسي ج14 ص233 عن أبان بن تغلب قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام هل كان عيسى بن مريم أحيا أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد ؟ قال : فقال : نعم ، إنه كان له صديق مواخ له في الله ، وكان عيسى يمر به فينزل عليه ، وإن عيسى عليه السلام غاب عنه حينا ، ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فسألها عنه ، فقالت أمه : مات يارسول الله ، فقال لها : أتحبين أن تريه ؟ قالت : نعم ، قال لها : إذا كان غدا أتيتك حتى أحييه لك بإذن الله ، فلما كان من الغد أتاها فقال لها : انطلقي معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عيسى عليه السلام ثم دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيا ، فلما رأته أمه ورآها بكيا ، فرحمهما عيسى عليه السلام فقال له : أتحب أن تبقى مع أمك في الدنيا ؟ قال : يارسول الله بأكل وبرزق ومدة ، أو بغير مدة ولا رزق ولا أكل ؟ فقال : له عيسى عليه السلام : بل برزق وأكل ومدة تعمر عشرين سنة ، وتزوج ويولد لك ، قال : فنعم إذا ، قال : فدفعه عيسى إلى امه فعاش عشرين سنة وتزوج وولد له
وبالطبع فان هذا الإحياء لم يكن بستقلالية بل بمدد من الله عز وجل , وكذلك كانت هذه المعجزة لنبينا الأعظم صلوات الله عليه وآله ففي بحار الأنوار ج18 روي عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لعلي بن الحسين عليه السلام : أسألك عن شئ أنفي عني به ما قد خامر نفسي ، قال : ذلك لك ، قلت أسألك عن الاول والثاني ، فقال : عليهما لعائن الله ، كلاهما مضيا والله كافرين مشركين بالله العظيم ، قلت فالائمة منكم يحيون الموتى ، ويبرؤن الاكمه والابرص ، ويمشون على الماء ؟ فقال عليه السلام : ما أعطى الله نبيا شيئا إلا وقد أعطى محمدا صلى الله عليه وآله وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، فكل ما كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أعطاه أمير المؤمنين ، ثم الحسن ، ثم الحسين عليهم السلام ، ثم إماما بعد إمام إلى يوم القيامة مع الزيادة التي في كل سنة ، وفي كل شهر ، وفي كل يوم ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا فذكر اللحم ، فقام رجل من الانصار إلى امرأته وكان لها عناق ، فقال لها : هل لك في غنيمة ؟ قالت : وما ذلك ؟ قال : إن رسول الله يشتهي اللحم ، فنذبح له عنزها هذا ، قالت : خذها شأنك وإياها ، ولم يملكا غيرها ، وكان رسول الله يعرفهما فذبحها وسمطها وشواها وحملها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فوضعها بين يديه ، فجمع أهل بيته ومن أحب من أصحابه ، فقال : كلوا ولا تكسروا لها عظما ، وأكل معهم الانصاري ، فلما شبعوا وتفرقوا رجع الانصاري وإذا العناق تلعب على بابه .
وروي أنه صلى الله عليه وآله دعا غزالا فأتى ، فأمر بذبحه ففعلوا وشووه وأكلوا لحمه ولم يكسروا له عظما ، ثم أمر أن يوضع جلده ويطرح عظامه وسط الجلد ، فقام الغزال حيا يرعى .
وايضا في نفس الجزء روي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : إني قدمت من سفر لي فبينا بنية خماسية تدرج حولي في صبغها وحليها أخذت بيدها فانطلقت بها إلى وادي كذا فطرحتها فيه ، فقال صلى الله عليه وآله : انطلق معي وأرني الوادي ، فانطلق مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الوادي فقال لابيها : ما اسمها ؟ قال : فلانة .
فقال : يا فلانة احيي بإذن الله ، فخرجت الصبية تقول : لبيك يا رسول الله وسعديك ، فقال : إن أبويك قد أسلما ، فإن أحببت أردك عليهما ، قالت : لا حاجة لي فيهما ، وجدت الله خيرا لي منهما , وأيضا ورد عن الصادق عليه السلام في خبر إنه ذكر قوة اللحم عند رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : ما ذقته منذ كذا ، فتقرب إليه فقير بجدي كان له فشواه وأنفذه إليه فقال النبي صلى الله عليه وآله : كلوه ولا تكسروا عظامه ، فلما فرغوا أشار إليه وقال : انهض بإذن الله ، فأحياه فكان يمر عند صاحبه كما يساق , وفي خبر عن سلمان : أنه لما نزل صلى الله عليه وآله دار أبي أيوب لم يكن له سوى جدي وصاع من شعير ، فذبح له الجدي وشواه ، وطحن الشعير وعجنه وخبزه ، وقدم بين يدي النبي صلى الله عليه وآله فأمر بأن ينادي : ألا من أراد الزاد فليأت إلى دار أبي أيوب ، فجعل أبوأيوب ينادي ، والناس يهرعون كالسيل حتى امتلات الدار ، فأكل الناس بأجمعهم والطعام لم يتغير ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : أجمعوا العظام فجمعوها فوضعها في إهابها ، ثم قال : قومي بإذن الله تعالى ، فقام الجدي فضج الناس بالشهادتين
ولأن للأئمة عليهم السلام مقام النبي يقومون مقامه ولهم الولاية التكوينية والتصرف في الكون فقد كانت لهم هذه المعجزة ايضا وق ورد عن امامنا الصادق ع انه قال " كلنا واحد من نور واحد، وروحنا من امر الله،
أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد "- وعن أبي جعفر (عليه السلام): " نحن ولاة امر الله في عباده ان بيننا وبين كل ارض ترا
وقد تظافرت الروايات أن الأرض كالجوزة بيد الإمام يقلبها كيف شاء لذلك فلا غرابة أن الإمام يحيي الموتى , وكتاب مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني مليء بمثل هذه الروايات منها عن صاحب ثاقب المناقب: عن جميل بن
دراج قال: كنت عند أبي عبد الله - عليه السلام - فدخلت عليه امرأة وذكرت
أنها تركت ابنها على وجهه ميتا، فقال لها: لعله لم يمت، قومي واذهبي
إلى بيتك واغتسلي وصلي ركعتين وادعي الله تعالى وقولي (يا من وهبه
لي ولم يكن شيئا، جدد لي هبتك) ثم حركيه ولا تخبري أحدا
بذلك.
ففعلت ذلك، ثم جاءت فحركته، فإذا هو قد بكى , وأيضا عن داود بن كثير الرقي قال: حج
رجل من أصحابنا فدخل على أبي عبد الله - عليه السلام - فقال له: فداك
أبي وأمي إن أهلي قد توفيت وبقيت وحيدا.
فقال أبو عبد الله - عليه السلام - : أو كنت تحبها؟.
قال: نعم.
فقال: ارجع إلى منزلك، فإنها سترجع إلى المنزل وترجع أنت
وهي جالسة تأكل.
قال: فلما رجعت من حجتي ودخلت المنزل وجدتها قاعدة
تأكل، وبين يديها طبق فيه تمر وزبيب.
والكتب التي تذكر هذه المعجزات كثيرة جدا مثل بحار الأنوار ودلائل الإمامة واثبات الهداة وكتب كثيرة يجب أن تكون في بيوت الموالي لحفظ الأبناء من الإنحرافات العقائدية التي تعد أخطر بكثير جدا من المخدرات والشذوذ والخمر والخ , فاياك أيها الموالي أن تكون مقصرا فتكون بذلك آثما فقد ورد عن جابر الجعفي في حديث طويل مع الإمام الباقر (عليه السلام) جاء فيه: قلت: يا
ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن المقصر؟
قال: " الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من أمره
وروحه ".
قلت: يا سيدي وما معرفة روحه؟ قال (عليه السلام): " ان يعرف كل من خصه الله بالروح فقد فوض اليه أمره يخلق باذنه
ويحيي باذنه ويعلم الغير ما في الضمائر، ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة.
وذلك أن هذا الروح من امر الله تعالى، فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهذا
كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن الله يسير من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة
يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض، ويفعل ما شاء وأراد. إلى أن يذكر الإمام
الآية: * (وكذلك أوحينا إليك روحا من امرنا) ,وفي الختام نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المسلمين لمقامات محمد وآل محمد ومن الذين ينشرونها هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم , ونسألكم الدعاء
بقلم
خادم الزهراء عليها السلام
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 15/4/2011
كتاب له علاقة بالموضوع
كتاب الحسن والحسين ع واحياء الموتى
http://www.hajr-up.info/download.php?id=5444