سيدة الأدب
17-04-2011, 12:53 AM
بغداد
مُدّي بساطيَ واملأي أكوابي وانسي العِتابَ فقد نسَيتُ عتابي
عيناكِ، يا بغدادُ ، منذُ طفولَتي شَمسانِ نائمَتانِ في أهدابي
لا تُنكري وجهي ، فأنتَ حَبيبَتي وورودُ مائدَتي وكأسُ شرابي
بغدادُ.. جئتُكِ كالسّفينةِ مُتعَباً أخفي جِراحاتي وراءَ ثيابي
أنا ذلكَ البَحّارُ يُنفِقُ عمرَهُ في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ
بـغــدادُ .. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ
وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّهُ والفجرُ عرسُ مآذنٍ وقِبابِ
حتّى رأيتُكِ قطعةً مِن جَوهَرٍ ترتاحُ بيـنَ النخلِ والأعنابِ
حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني وأشمُّ في هذا التّرابِ ترابي
لم أغتربْ أبداً ... فكلُّ سَحابةٍ بيضاءُ ، فيها كبرياءُ سَحابـي
إن النّجومَ السّاكناتِ هضابَكمْ ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابـي
بـغدادُ.. عـشتُ الـحُسنَ في ألوانِهِ
لـكنَّ حُسنَكِ لم يكُنْ بِحسابي
ماذا سأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي فهواكِ لا يكفيـه ألفُ كتابِ
يغتالُني شِعري، فكلُّ قصيدةٍ تمتصُّني ، تمتصُّ زيتَ شَبابـي
الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي وينامُ في لَحمي وفي أعصابي
بغدادُ..يا هزجَ الخلاخلِ والحلى يا مخزنَ الأضواءِ والأطيابِ
لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يدي فالشّوقُ أكبرُ من يدي ورَبابي
قبلَ اللقاءِ الحلوِ كُنتِ حبيبَتي وحبيبَتي تَبقينَ بعدَ ذهابي
لـ نزار قُباني
مُدّي بساطيَ واملأي أكوابي وانسي العِتابَ فقد نسَيتُ عتابي
عيناكِ، يا بغدادُ ، منذُ طفولَتي شَمسانِ نائمَتانِ في أهدابي
لا تُنكري وجهي ، فأنتَ حَبيبَتي وورودُ مائدَتي وكأسُ شرابي
بغدادُ.. جئتُكِ كالسّفينةِ مُتعَباً أخفي جِراحاتي وراءَ ثيابي
أنا ذلكَ البَحّارُ يُنفِقُ عمرَهُ في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ
بـغــدادُ .. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ
وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّهُ والفجرُ عرسُ مآذنٍ وقِبابِ
حتّى رأيتُكِ قطعةً مِن جَوهَرٍ ترتاحُ بيـنَ النخلِ والأعنابِ
حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني وأشمُّ في هذا التّرابِ ترابي
لم أغتربْ أبداً ... فكلُّ سَحابةٍ بيضاءُ ، فيها كبرياءُ سَحابـي
إن النّجومَ السّاكناتِ هضابَكمْ ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابـي
بـغدادُ.. عـشتُ الـحُسنَ في ألوانِهِ
لـكنَّ حُسنَكِ لم يكُنْ بِحسابي
ماذا سأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي فهواكِ لا يكفيـه ألفُ كتابِ
يغتالُني شِعري، فكلُّ قصيدةٍ تمتصُّني ، تمتصُّ زيتَ شَبابـي
الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي وينامُ في لَحمي وفي أعصابي
بغدادُ..يا هزجَ الخلاخلِ والحلى يا مخزنَ الأضواءِ والأطيابِ
لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يدي فالشّوقُ أكبرُ من يدي ورَبابي
قبلَ اللقاءِ الحلوِ كُنتِ حبيبَتي وحبيبَتي تَبقينَ بعدَ ذهابي
لـ نزار قُباني