أحمد إبراهيم الربيعي
20-04-2011, 01:11 AM
لسان حال الطغاة العرب : (نحن أغبى خلق الله) !!!
نعم أعترف بذلك بعض الطغاة العرب بينهم وبين أنفسهم، أو بمحضر المقربين منهم، وكان هذا الاعتراف ليس حال الاحتضار حين بلغت أرواحهم الخبيثة التراقي وقيل من راق، أو حينما بلغت الحلقوم، ولكنهم اعترفوا بذلك حينما رأوا عروشهم الدنيوية الزائفة تتزلزل شيئاً فشيئاً حتى تتحطم فوق رؤؤسهم، فراجع بعضهم مسيرته الدنيوية الدنيئة وكيف قضاها، وما الذي جناه منها، وإلى إي مصير أسود ستكون خاتمة مطافه!
أنا غبي لأني لم أأخذ العبرة من كبير طغاة الذي جعله الله تعالى عبرة لي ولكل زملائي وهو فرعون {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }يونس92 فكنت أنا أحد هؤلاء الغافلين الذين حرموا من نعمة الاعتبار، ومن رحمة التوبة والاستغفار.
أنا غبي لأني لم أشكر الله تعالى على فضله، وإن كانت السلطة تمثل أشد الابتلاءات التي أبتلينا فيها، فما راعيناها حق راعايتها، وطفقنا نمتص دم الرعية التي كان المفروض أن نرعاها.
أنا غبي لأني لم أستعد لهذا اليوم العصيب، وأنا أشد غباءً لأنني لم أتوقع أن يزول نظامي وينهار حكمي من خلال هتافات الأحرار وتظاهرات الثوار من مفكري وجياع شعبي الأحرار، ولم أتخيل أن يحدث ذلك، ووطنت نفسي واحتطت لبناء أسطول عسكري ضخم، وكسب قادة عسكريين ادخرتهم ليوم الشدة الأكبر حيث اعتقدت أن الحكم لا يزول والعرش لا يفنى إلا بالانقلابات العسكرية كما وصلنا نحن للحكم بذلك.
أنا غبي لأني عندما أيقنت بأنني لن أعيش مخلداً فكرت في أن أكنز الذهب والفضة والأرصدة الطائلة في المصارف العالمية المختلفة، والعقارات الفخمة في الدول المتنوعة كذخراً وذخيرةً يتنعم بها أحفاد أحفادي! ولم أعلم أن أول شيء تتسابق إليه الدول العالمية التي غصت بمصارفها أرصدتنا التي سرقناها من قوت شعوبنا هي أول من يمنعنا عنها ويجمد تلك الأموال ويضعوها فيما بعد في متناول البدلاء من الثوار الذين يقضون علينا متقربين لهم بذلك.
أنا غبي لأني كنت أعتقد بأن كل من أطحت بهم وصفيتهم وقتلتهم وعذبتهم وشردتهم وطمرتهم في مقابر جماعية في مختلف ربوع البلاد بأني طويت صفحتهم إلى الأبد وأن مصيرهم زال إلى مزابل التاريخ، فأتضح لي بعد ذلك بأنهم بقوا في ضمير الشعب وخلدوا رغماً عن أنفي فهم لم يكونوا شهداء فحسب بل كانوا يمثلون الحافز الرئيسي لمن خلفهم ليثوروا ضد حكمي، وأن مزابل التاريخ التي كنت أضن أني ألقيتهم فيها، تنتظرني لكي أستقر في قعرها في الدنيا مع أسلافي من الطغاة.
وأنا غبيٌ أشد الغباء لأنني لم أكن أفكر في الآخرة، ولا في الثواب والعقاب الإلهي، وكنت أعتقد أنني خلقت سدى، وأن الله تعالى راضيِ عني، ولولا رضاه عني لما مكنني من رقاب عباده، وجعلني أأتمر عليهم، وأتصرف بأرواحهم وبمقدراتهم، وفي نهاية المطاف اكتشفت أنني كنت عدواً لله خصوصاً عندما دعتني قدرتي على ظلم الرعية ونسيت قدرة العزيز الجبار علي، وقد حان وقت الحساب ومن بعده العقاب على ما خلفته من فساد في الأرض، وإهلاك للحرث والنسل، فأيقنت أنني سأخلد في نار جهنم مهاناً مخزياً في قعر سقر في الآخرة مع أسلافي من الطغاة.
وأنا غبي جداً لأني لم أظلم نفسي وشعبي فحسب؟ بل ظلمت أهلي الذين اعتقدت أني سأجعلهم يعيشون ملوكاً هم وأحفاد أحفادهم، ولم أعتبر من قوله تعالى : {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6 فوطنتهم على حبه الجاه، وأرضعتهم الظلم والمكر والكبرياء الزائفة، وأتضح أني أجرهم بذلك إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
أنا غبي .. غبي جداً .. وجميع زملائي من الحكام هم أغبى خلق الله.. وسيعترفون بذلك عاجلاً أم آجلاً، إذا أمهلهم القدر، أو أمهلتهم سيوف الحق التي شهرها بوجههم جياع شعوبهم.
نعم أعترف بذلك بعض الطغاة العرب بينهم وبين أنفسهم، أو بمحضر المقربين منهم، وكان هذا الاعتراف ليس حال الاحتضار حين بلغت أرواحهم الخبيثة التراقي وقيل من راق، أو حينما بلغت الحلقوم، ولكنهم اعترفوا بذلك حينما رأوا عروشهم الدنيوية الزائفة تتزلزل شيئاً فشيئاً حتى تتحطم فوق رؤؤسهم، فراجع بعضهم مسيرته الدنيوية الدنيئة وكيف قضاها، وما الذي جناه منها، وإلى إي مصير أسود ستكون خاتمة مطافه!
أنا غبي لأني لم أأخذ العبرة من كبير طغاة الذي جعله الله تعالى عبرة لي ولكل زملائي وهو فرعون {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }يونس92 فكنت أنا أحد هؤلاء الغافلين الذين حرموا من نعمة الاعتبار، ومن رحمة التوبة والاستغفار.
أنا غبي لأني لم أشكر الله تعالى على فضله، وإن كانت السلطة تمثل أشد الابتلاءات التي أبتلينا فيها، فما راعيناها حق راعايتها، وطفقنا نمتص دم الرعية التي كان المفروض أن نرعاها.
أنا غبي لأني لم أستعد لهذا اليوم العصيب، وأنا أشد غباءً لأنني لم أتوقع أن يزول نظامي وينهار حكمي من خلال هتافات الأحرار وتظاهرات الثوار من مفكري وجياع شعبي الأحرار، ولم أتخيل أن يحدث ذلك، ووطنت نفسي واحتطت لبناء أسطول عسكري ضخم، وكسب قادة عسكريين ادخرتهم ليوم الشدة الأكبر حيث اعتقدت أن الحكم لا يزول والعرش لا يفنى إلا بالانقلابات العسكرية كما وصلنا نحن للحكم بذلك.
أنا غبي لأني عندما أيقنت بأنني لن أعيش مخلداً فكرت في أن أكنز الذهب والفضة والأرصدة الطائلة في المصارف العالمية المختلفة، والعقارات الفخمة في الدول المتنوعة كذخراً وذخيرةً يتنعم بها أحفاد أحفادي! ولم أعلم أن أول شيء تتسابق إليه الدول العالمية التي غصت بمصارفها أرصدتنا التي سرقناها من قوت شعوبنا هي أول من يمنعنا عنها ويجمد تلك الأموال ويضعوها فيما بعد في متناول البدلاء من الثوار الذين يقضون علينا متقربين لهم بذلك.
أنا غبي لأني كنت أعتقد بأن كل من أطحت بهم وصفيتهم وقتلتهم وعذبتهم وشردتهم وطمرتهم في مقابر جماعية في مختلف ربوع البلاد بأني طويت صفحتهم إلى الأبد وأن مصيرهم زال إلى مزابل التاريخ، فأتضح لي بعد ذلك بأنهم بقوا في ضمير الشعب وخلدوا رغماً عن أنفي فهم لم يكونوا شهداء فحسب بل كانوا يمثلون الحافز الرئيسي لمن خلفهم ليثوروا ضد حكمي، وأن مزابل التاريخ التي كنت أضن أني ألقيتهم فيها، تنتظرني لكي أستقر في قعرها في الدنيا مع أسلافي من الطغاة.
وأنا غبيٌ أشد الغباء لأنني لم أكن أفكر في الآخرة، ولا في الثواب والعقاب الإلهي، وكنت أعتقد أنني خلقت سدى، وأن الله تعالى راضيِ عني، ولولا رضاه عني لما مكنني من رقاب عباده، وجعلني أأتمر عليهم، وأتصرف بأرواحهم وبمقدراتهم، وفي نهاية المطاف اكتشفت أنني كنت عدواً لله خصوصاً عندما دعتني قدرتي على ظلم الرعية ونسيت قدرة العزيز الجبار علي، وقد حان وقت الحساب ومن بعده العقاب على ما خلفته من فساد في الأرض، وإهلاك للحرث والنسل، فأيقنت أنني سأخلد في نار جهنم مهاناً مخزياً في قعر سقر في الآخرة مع أسلافي من الطغاة.
وأنا غبي جداً لأني لم أظلم نفسي وشعبي فحسب؟ بل ظلمت أهلي الذين اعتقدت أني سأجعلهم يعيشون ملوكاً هم وأحفاد أحفادهم، ولم أعتبر من قوله تعالى : {قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6 فوطنتهم على حبه الجاه، وأرضعتهم الظلم والمكر والكبرياء الزائفة، وأتضح أني أجرهم بذلك إلى خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
أنا غبي .. غبي جداً .. وجميع زملائي من الحكام هم أغبى خلق الله.. وسيعترفون بذلك عاجلاً أم آجلاً، إذا أمهلهم القدر، أو أمهلتهم سيوف الحق التي شهرها بوجههم جياع شعوبهم.