النهضة
22-04-2011, 01:38 PM
من أسباب روايات التجسيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين
أما بعد , فقد ابتليت الأمة الإسلامية بروايات التجسيم اليهودية التي تشابه ما ورد في سفر التكوين في الكتاب المقدس لليهود والنصارى , مثل هذه الرواية التي ذكرها محدثهم العراقي الحسن بن محمد الخلال المتوفى سنة 439 في الأمالي تحقيق مجدي فتحي السيد , دار الصحابة للتراث بطنطا , الطبعة الأولى 1990 , ص18-19 , ذكر باسناده عن أبي أمامة الباهلي قال : قال سول الله ص : يهبط الله عز وجل إلى سماء الدنيا إلى عباده في ليلة النصف من شعبان , فيطلع إليهم , فيغفر لكل مؤمن ومؤمنة , وكل مسلم ومسلمة , إلا كافرا أو كافرة , أو مشركا أو مشركة , أو رجلا بينه وبين أخيه مشاحنة , ويدع أهل الحقد لحقدهم . وهذه الرواية واضحة ومصرحة بالتجسيم , فلماذا يهبط الله تعالى ليغفر للناس ولا يغفر لهم دون هبوط ؟ وهل يخلو المكان الذي هبط منه ؟ وهل المكان يحيط بالله تعالى حتى يهبط ؟ وهذه الروايات تشابه روايات اليهود والنصارى التي تجسم الله , ونرى أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو نهي عمر بن الخطاب الصحابة عن رواية الحديث عن رسول الله ص وافساح المجال لكعب الأحبار , فقد ذكر الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 في شرف أصحاب الحديث , تحقيق محمد سعيد خطيب أوغلى , دار إحياء السنة النبوية , ص87 بإسناده عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال : بعث عمر بن الخطاب إلى عبدالله بن مسعود وإلى أبي الدرداء وإلى أبي مسعود الأنصاري فقال : ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله ص ؟ فحبسهم بالمدينة حتى استشهد !!!!!! اي أنه كما تنص الرواية حبسهم لا لجرم شرعي انما بسبب روايتهم عن رسول الله ص . واستمر هذا النهج العمري حتى تلقفه معاوية بن أبي سفيان , فيذكر الخطيب البغدادي أيضا في ص91 باسناده عن ربيعة بن زيد عن عبدالله بن عامر اليحصبي قال : سمعت معاوية على المنبر بدمشق يقول : أيها الناس إياكم وأحاديث رسول الله ص إلا حديثا كان يذكر على عهد عمر فإن عمر كان يخيف الناس في الله عز وجل !!!! إذا فالسبب الأول هو تحريم عمر الرواية عن رسول الله ص ومعاقبة من يقوم بذلك واستمرار ذلك التحريم في عهد معاوية والدولة الأموية , أما السبب الآخر الذي جعل كتب القوم طافحة بروايات التجسيم مثل كتاب إثبات الحد للدشتي وكتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل وكتب ابن تيمية وغيرها من الكتب هو ابتعادهم عن الذين أمر الله باتباعهم وهم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم , وفي هذه الحادثة التي سوف ننقلها وهي حادثة ابلاغ براءة سر يجب أن يقف عليه أبناء أهل العامة , فقد ذكر محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي قاضي اليمن المتوفى سنة 930 في كتابه حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار ,دار المنهاج , جدة , الطبعة الثانية 2003 , ص378-379 قال : ثم أردف النبي ص بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يؤذن ببراءة , قال أبو هريرة : فأذن معنا ببراءة في أهل منى , وقال ابن اسحاق : بعث النبي ص أبا بكر أميرا , ثم بعث بعده عليا وأمره أن يتولى نبذ العهود , بأن يقرأ على الناس صدر سورة براءة , لئلا يبقى للمشركين عذر , إذ كان من عادتهم ألا يتولى نبذ العقود إلا من تولى عقدها وهو صاحبها أو رجل من أهل بيته ..... الى أن يقول في ص 380 وروى الطبراني أن جبريل أتاه فقال له : إنه لن يؤديها- أي البراءة- إلا أنت أو رجل منك . وهنا ينبغي ادراك السر في ذلك فالنبي الأعظم ص الذي لا ينطق عن اهوى اطلاقا بعث الخليفة الأول ثم ارجعه أمر من الله تعالى ونصب عليا الذي هو نفس رسول الله ص كما نصت الآية في المباهلة , أما ما ذكره ابن اسحاق من تلميح ان النبي بعث عليا لأن المشركين لا يعقدون عقدا الا مع صاحب العقد او رجل من أهل بيته فواه جدا لأن النبي الأعظم ص يعرف المجتمع الجاهي وقد عاش في بطن مكة فهو أدرى وأعرف من غيره بأمور العقود كما لايخفى على الجميع حنكة وحكمة الرسول الأعظم ص السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها فهو الذي لا ينطق عن الهوى , لذلك ينبغي ادراك السر في ارجاعه للخليفة الأول , لذلك فالأمة ابتعدت عن علي عليه السلام ولهثت وراء روايات كعب الأحبار مما نتج أن طفحت كتب القوم بالتجسيم والتشبيه , لذلك ينبغي على الأمة أن تعود للتوحيد الخالص عبر روايات أهل البيت عليهم السلام كما في الكافي الشريف وبحار الأنوار وتوحيد الصدوق وغيرها من الكتب والآثار , هذا وصلى الله على محمد وآل محمد , اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها , ونسألكم ىالدعاء
بقلم
خادم مكسورة الضلع عليها السلام
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 22/4/2011
كما يمكنكم زيارة مدونتنا عبر
http://tanwerq8.blogspot.com/
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين
أما بعد , فقد ابتليت الأمة الإسلامية بروايات التجسيم اليهودية التي تشابه ما ورد في سفر التكوين في الكتاب المقدس لليهود والنصارى , مثل هذه الرواية التي ذكرها محدثهم العراقي الحسن بن محمد الخلال المتوفى سنة 439 في الأمالي تحقيق مجدي فتحي السيد , دار الصحابة للتراث بطنطا , الطبعة الأولى 1990 , ص18-19 , ذكر باسناده عن أبي أمامة الباهلي قال : قال سول الله ص : يهبط الله عز وجل إلى سماء الدنيا إلى عباده في ليلة النصف من شعبان , فيطلع إليهم , فيغفر لكل مؤمن ومؤمنة , وكل مسلم ومسلمة , إلا كافرا أو كافرة , أو مشركا أو مشركة , أو رجلا بينه وبين أخيه مشاحنة , ويدع أهل الحقد لحقدهم . وهذه الرواية واضحة ومصرحة بالتجسيم , فلماذا يهبط الله تعالى ليغفر للناس ولا يغفر لهم دون هبوط ؟ وهل يخلو المكان الذي هبط منه ؟ وهل المكان يحيط بالله تعالى حتى يهبط ؟ وهذه الروايات تشابه روايات اليهود والنصارى التي تجسم الله , ونرى أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو نهي عمر بن الخطاب الصحابة عن رواية الحديث عن رسول الله ص وافساح المجال لكعب الأحبار , فقد ذكر الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463 في شرف أصحاب الحديث , تحقيق محمد سعيد خطيب أوغلى , دار إحياء السنة النبوية , ص87 بإسناده عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال : بعث عمر بن الخطاب إلى عبدالله بن مسعود وإلى أبي الدرداء وإلى أبي مسعود الأنصاري فقال : ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله ص ؟ فحبسهم بالمدينة حتى استشهد !!!!!! اي أنه كما تنص الرواية حبسهم لا لجرم شرعي انما بسبب روايتهم عن رسول الله ص . واستمر هذا النهج العمري حتى تلقفه معاوية بن أبي سفيان , فيذكر الخطيب البغدادي أيضا في ص91 باسناده عن ربيعة بن زيد عن عبدالله بن عامر اليحصبي قال : سمعت معاوية على المنبر بدمشق يقول : أيها الناس إياكم وأحاديث رسول الله ص إلا حديثا كان يذكر على عهد عمر فإن عمر كان يخيف الناس في الله عز وجل !!!! إذا فالسبب الأول هو تحريم عمر الرواية عن رسول الله ص ومعاقبة من يقوم بذلك واستمرار ذلك التحريم في عهد معاوية والدولة الأموية , أما السبب الآخر الذي جعل كتب القوم طافحة بروايات التجسيم مثل كتاب إثبات الحد للدشتي وكتاب السنة لعبدالله بن أحمد بن حنبل وكتب ابن تيمية وغيرها من الكتب هو ابتعادهم عن الذين أمر الله باتباعهم وهم آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم , وفي هذه الحادثة التي سوف ننقلها وهي حادثة ابلاغ براءة سر يجب أن يقف عليه أبناء أهل العامة , فقد ذكر محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشافعي قاضي اليمن المتوفى سنة 930 في كتابه حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار ,دار المنهاج , جدة , الطبعة الثانية 2003 , ص378-379 قال : ثم أردف النبي ص بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره أن يؤذن ببراءة , قال أبو هريرة : فأذن معنا ببراءة في أهل منى , وقال ابن اسحاق : بعث النبي ص أبا بكر أميرا , ثم بعث بعده عليا وأمره أن يتولى نبذ العهود , بأن يقرأ على الناس صدر سورة براءة , لئلا يبقى للمشركين عذر , إذ كان من عادتهم ألا يتولى نبذ العقود إلا من تولى عقدها وهو صاحبها أو رجل من أهل بيته ..... الى أن يقول في ص 380 وروى الطبراني أن جبريل أتاه فقال له : إنه لن يؤديها- أي البراءة- إلا أنت أو رجل منك . وهنا ينبغي ادراك السر في ذلك فالنبي الأعظم ص الذي لا ينطق عن اهوى اطلاقا بعث الخليفة الأول ثم ارجعه أمر من الله تعالى ونصب عليا الذي هو نفس رسول الله ص كما نصت الآية في المباهلة , أما ما ذكره ابن اسحاق من تلميح ان النبي بعث عليا لأن المشركين لا يعقدون عقدا الا مع صاحب العقد او رجل من أهل بيته فواه جدا لأن النبي الأعظم ص يعرف المجتمع الجاهي وقد عاش في بطن مكة فهو أدرى وأعرف من غيره بأمور العقود كما لايخفى على الجميع حنكة وحكمة الرسول الأعظم ص السياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها فهو الذي لا ينطق عن الهوى , لذلك ينبغي ادراك السر في ارجاعه للخليفة الأول , لذلك فالأمة ابتعدت عن علي عليه السلام ولهثت وراء روايات كعب الأحبار مما نتج أن طفحت كتب القوم بالتجسيم والتشبيه , لذلك ينبغي على الأمة أن تعود للتوحيد الخالص عبر روايات أهل البيت عليهم السلام كما في الكافي الشريف وبحار الأنوار وتوحيد الصدوق وغيرها من الكتب والآثار , هذا وصلى الله على محمد وآل محمد , اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها , ونسألكم ىالدعاء
بقلم
خادم مكسورة الضلع عليها السلام
أحمد مصطفى يعقوب
الكويت في 22/4/2011
كما يمكنكم زيارة مدونتنا عبر
http://tanwerq8.blogspot.com/