المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلاشي عملية ترك الأمة دون مرجع


ولد الشيعة
22-04-2011, 10:50 PM
تلاشي عملية ترك الأمة دون مرجع
وقد اكتشف أهل السنة أن ترك الإمام القائم الأمة دون أن يسمي وليا للعهد من بعده خطر ماحق ما بعده خطر، وان من مصلحة المسلمين ومصلحة الإسلام أن يقوم الحاكم باختيار ولي عهده ليخلفه من بعده
أنضر إلى قول أم المؤمنين عائشة مخاطبة عبدا لله بن عمر : " يأبني ابلغ عمر" سلامي وقل له : لا تدع امة محمد بلا راع ، استخلف عليهم ،ولا تدعهم بعدك هملا ،فاني اخشي عليهم الفتنه" فأتى عبدا لله فاعلم الخليفة بما قالت أم المؤمنين 1 لقد أصابت أم المؤمنين لان ترك الأمة بدون راع ولا مرجعية يؤدى الفتنه ويترك الناس هملا
وقد انتبه لهذا الناحية ابنة عبدا لله بن عمر فدخل عليه وهو يجود بنفسه ،فقال : يا امير المؤمنين ،استخلف على امة محمد ،فانه لو جاءك راعي إبلك أو غنمك وترك إبله وغنمه لا راعي لها للمته وقلت له : كيف تركت أمانتك ضائعة؟
فكيف يا امير المؤمنين بأمة محمد؟
فاجبه عمر بمقالته السابقة "إن ادع فقد ودع من هو خير منى.....الخ2
وأمكن تلاشي عملية ترك النبي للأمة بدون عن طريق ما عرف بولاية العهد ،وذلك بان يقوم الخليفة أو الإمام أو رئيس ألدوله القائم كائنا من كان بتعين من يتولى أمور المسلمين من بعده ،لان الإمام أو الخليفة أو الرئيس الدولة الإسلامية القائم كائنا من كان هو ولي الأمة عليها ،ينظر للأمة في حال حياته ،ويتبع ويثقون بنظر لهم في ذلك كما وثقوا به ما قبل ،وقد عرف ذلك من الشرع بإجماع الأمة على جوازه والعقائد ،وإذا وقع بعهد أبي بكر لعمر وكذلك عهد عمر في الشورى إلى الستة......الخ3
وقد شرعت ولاية العهد بسبب فعل أبي بكر وعمر وعدم معارضة الصحابة لهم معا وجعلها وليدة الاجتماع ،والاجتماع سند شرعي كما يرى ابن خلدون ،وذلك حرصا على وحدة المسلمين ومصلحتهم وهروبا من الفتنه وحتى لا تبقى امة محمد هملا بغير راع على حد تعبير أم المؤمنين 4 ويجنبا للوم على حد تعبير عبدا لله بن عمر بن الخطاب5
ويبدوا أن الإمام الوحيد برأي أهل السنة الذي لم يسم الخليفة ،لم يتخذ وليا للعهد هو رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" فهو بالمفهوم عند ابن خلدون :
ينظر للناس عند حياته، وينبع ذلك أن لا ينظر لهم بعد وفاته، بعكس بقية الخلفاء، أو رؤساء الدولة الإسلامية حيث ينظر منهم عند حياته ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعده حياته 6
والخلاصة أن الصحابة الكرام اكتشفوا بعد طول معاناة أن ترك الأمة دون بيان المرجع والإمام وولي العهد دمار محقق، وان الوصية والتسمية أفضل لمصلحة المسلمين فشرعوها، أو هكذا صور
والاهم من ذلك أن الشريعة الإسلامية شريعة سماوية ،وقد بينت كل شيء أجملة القران الكريم أو فصله ،وبينه الرسول ودعمه ،وخلو الدين من هذا الأمر الجوهري يناقض كمال الدين وتمام النعمة ،خاصة وان الرسول قد خير واختار الموت ،ومرض قبل الموت ،وعرف انه ميت في مرضه ذلك ،ثم أن الله قد قذف في قلبه محبة هذه الأمة ،وجعله بالمؤمنين رءوفا ورحيمتا،وأطلعه على مستقبل هذه الأمة ،؟فهل من الممكن عقلا أن يموت الرسول دون أن يبين للناس من هو المرجع من بعده ؟ ومن هو الخليفة ؟ كيف تفوته هكذا أمور فيتلاشاها ابوبكر وهو ليس نبيا ،وعمر وهو ليس نبيا ؟ وتحس بخطورتها عائشة أم المؤمنين وهي امرأ وليست نبيا فتحض عمر على استخلاف وتقول: استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملا !!!!
هذا أمر غير وارد قطعا ،تدحضه النصوص الشرعية القاطعة وتكذبه ،بالرغم من تقديرنا للواقع التاريخي الذي ساد
فأهل السنة تشبثوا بكل شيء ليبرروا هذا الواقع حدث ،تشبثوا بالنص ،وعندما خذلهم النص تشبثوا بالافتراض ،وعندما انهار الافتراض تشبثوا بالشورى وعندما انهارت الشورى تشبثوا بالرأفة بالمسلمين والحرص على مصلحتهم ووحدتهم ومستقبلهم حتى لا يتركوا هملا وبلا راع ،واستقروا بعد طوال ترحال على مبدأ أن الإمام القائم أو الخليفة القائم هو الذي يسمى من يليه،أي يحدد الأمة الشخص الذي عليها أن تبايعة7
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- راجع الإمامة والسياسية ص12
2- راجع مروج الذهب للمسعودي ج2 ص 253 وراجع الإمامة والسياسية ص23 وتاريخ الطبري ص34
3- راجع مقدمة ابن خلدون ص210 دار الفكر
4- الإمامة والسياسية لابن قتيبةص23
5- مروج الذهب للمسعودي ج2 ص363
6- مقدمة ابن خلدون ص210 دار الفكر
7- راجع كتاب النظام السياسي في للإسلام
ـــــــــــــــ
نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام
المحامي:- احمد حسين يعقوب