بو هاشم الموسوي
24-04-2011, 02:30 AM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى على مبغضيهم وجاحدي إمامتهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين.
هذه بعض النّصوص الّتي رواها البكريّة في مصادرهم، والّتي تكشف لنا مدى حقد وبغض المنافقين لعنهم الله تعالى من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله عندما أراد تنصيب أمير المؤمنين عليه السّلام في غدير خم خليفةً من بعده وقد علم النبيّ الأعظم ما في نفوسهم البغيضة وتخوّف من مخالفتهم له حتّى طمأنه الله تعالى بقوله جلّ وعلا: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين" [المائدة: الآية67].
وقد روى الحاكم الحسكاني الحنفي بإسناده عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا : "أمر الله محمّداً أن ينصّب عليّاً للنّاس ليخبرهم بولايته؛ فتخوّف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا حابا ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) الآية. فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم"(1).
وقد تحقّق ما كان يتخوّف من وقوعه الرّسول الأعظم إلّا أنّ الله أمره بإبلاغ الأمر للنّاس كافّة وقال له (إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين)، يعني هذا هو الأمر الإلهي فمن شاء فليؤمن ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام فيسعد ويدخل جنّة الخلد، ومن شاء فليكفر ومصيره جهنّم خالداً فيها.
فلنقرأ بعض النّصوص الّتي صرّح بها المنافقون وفضحهم فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ وهذه النّصوص على الأقل تكشف لنا عن وجود المنافقين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله الّذين قال المولى عزّ وجلّ فيهم: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا" [النّساء: الآية145].
- روى ابن عساكر الدمشقي بسنده عن جابر بن عبد الله قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتّى نزل خم فتناحى النّاس عنه ونزل معه علي بن أبي طالب فشقّ على النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم تأخّر النّاس عنه فأمر عليّاً فجمعهم فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسّد على علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيها النّاس إنّي قد كرهت تخلفكم وتنحيكم عنّي حتّى خيل إليّ أنّه ليس شجرة أبغض إليّ من شجرة تليني.
ثم قال لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه رضي الله عنه كما أنا عنه راض فإنه لا يختار على قربي ومحبّتي شيئاً. ثمّ رفع يديه ثم قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه وابتدر النّاس إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم يبكون ويتضرعون إليه ويقولون يا رسول الله إنّما تنحينا كراهية أن نثقل عليك فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله فرضي عنهم رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم(2).
- وروى ابن المغازلي الشّافعي بسنده عن عن جابر بن عبد اللّه:
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله نزل بخمّ فتنّحى النّاس عنه، ونزل معه عليّ بن أبي طالب، فشقّ على النبيّ تأخّر الناس فأمر عليّا فجمعهم، فلمّا اجتمعوا قام فيهم [وهو] متوسّد عليّ بن أبي طالب فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:
أيّها النّاس إنّه قد كرهت تخّلفكم عنّي حتّى خيّل إليّ أنّه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني، ثمّ قال: لكن عليّ بن أبي طالب أنزله اللّه منّي بمنزلتي منه، فرضي اللّه عنه كما أنا عنه راض، فإنّه لا يختار على قربي ومحبّتي شيئا، ثمّ رفع يديه وقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.
قال: فابتدر النّاس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم يبكون ويتضرّعون ويقولون: يا رسول اللّه ما تنحّينا عنك إلّا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ باللّه من شرور أنفسنا وسخط رسول اللّه، فرضي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عنهم عند ذلك(3).
- وروى أحمد بن أحنبل في مسنده بسنده عن رفاعة الجهني قال:
أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتى إذا كنّا بالكديد أو قال بقديد فجعل رجال منّا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم فقام رسول الله صلّى الله عليه و[آله] وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:
ما بال رجال يكون شقّ الشّجرة الّتي تلي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم أبغض إليهم من الشقّ الآخر فلم نر عند ذلك من القوم إلّا باكياً؛ فقال رجل: إنّ الّذي يستأذنك بعد هذا لسفيه. فحمد الله وقال حينئذ: أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلّا الله وإنّي رسول الله صدقاً من قلبه ثم يسدّد إلّا سلك في الجنة.
قال: وقد وعدني ربّي عزّ وجلّ أن يدخل من أمّتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة.
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى النسائي وابن ماجة(4).
وقال الهيثمي: رواه أحمد، وعند ابن ماجة بعضه ورجاله موثّقون(5).
بعد هذه النّصوص الصريحة في بغض المنافقين لعنهم الله تعالى لرسول الله وأهل بيته الطّاهرين، لا نستغرب فيما بعد كيف اغتصبوا الخلافة من أمير المؤمنين وهجموا على داره الشّريفة وأجبروه على البيعة الظاهريّة، وهاجموا وضربوا وكسروا ضلع بضعة النبيّ فاطمة الزّهراء عليها السّلام.
اللهمّ العن أصحاب السّقيفة ومن يتولّاهم لعنة أبديّة سرمديّة وحشرهم المولى عزّ وجل في جهنّم خالدين فيها أبدا.
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على نبيّه الأمين وأهل بيته الميامين ولعنة الله تعالى على أعداءهم ومخالفيهم إلى يوم الدّين ،،،
ــــــــ
(1) عبيد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، تحقيق محمّد باقر المحمودي، (ط1، طهران، مؤسسّة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1411/ 1990)، ج1، ص255-256، ح249.
(2) علي بن عساكر الدمشقي، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق علي شيري، (ط1، بيروت، دار الفكر، 1417/ 1996)، ج42، ص226-227.
(3) علي بن محمد ابن المغازلي الشافعي، مناقب علي بن أبي طالب، تحقيق محمّد باقر البهبودي، (بيروت، دار الأضواء، 1424هـ)، ص76-77، ح37.
(4) أحمد بن حنبل، المسند، تحقيق شعيب الأرنؤوط، (القاهرة، مؤسّسة قرطبة، لات)، ج4، ص16، ح16260.
(5) علي بن أبي بكر الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، (بيروت، دار الكتب العلميّة، 1404/ 1988)، ج1، ص20-21.
وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى على مبغضيهم وجاحدي إمامتهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين.
هذه بعض النّصوص الّتي رواها البكريّة في مصادرهم، والّتي تكشف لنا مدى حقد وبغض المنافقين لعنهم الله تعالى من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله عندما أراد تنصيب أمير المؤمنين عليه السّلام في غدير خم خليفةً من بعده وقد علم النبيّ الأعظم ما في نفوسهم البغيضة وتخوّف من مخالفتهم له حتّى طمأنه الله تعالى بقوله جلّ وعلا: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين" [المائدة: الآية67].
وقد روى الحاكم الحسكاني الحنفي بإسناده عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا : "أمر الله محمّداً أن ينصّب عليّاً للنّاس ليخبرهم بولايته؛ فتخوّف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا حابا ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى الله إليه: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) الآية. فقام رسول الله بولايته يوم غدير خم"(1).
وقد تحقّق ما كان يتخوّف من وقوعه الرّسول الأعظم إلّا أنّ الله أمره بإبلاغ الأمر للنّاس كافّة وقال له (إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين)، يعني هذا هو الأمر الإلهي فمن شاء فليؤمن ولاية أمير المؤمنين عليه السّلام فيسعد ويدخل جنّة الخلد، ومن شاء فليكفر ومصيره جهنّم خالداً فيها.
فلنقرأ بعض النّصوص الّتي صرّح بها المنافقون وفضحهم فيها رسول الله صلّى الله عليه وآله؛ وهذه النّصوص على الأقل تكشف لنا عن وجود المنافقين من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله الّذين قال المولى عزّ وجلّ فيهم: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا" [النّساء: الآية145].
- روى ابن عساكر الدمشقي بسنده عن جابر بن عبد الله قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتّى نزل خم فتناحى النّاس عنه ونزل معه علي بن أبي طالب فشقّ على النبي صلى الله عليه [وآله] وسلّم تأخّر النّاس عنه فأمر عليّاً فجمعهم فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسّد على علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيها النّاس إنّي قد كرهت تخلفكم وتنحيكم عنّي حتّى خيل إليّ أنّه ليس شجرة أبغض إليّ من شجرة تليني.
ثم قال لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه رضي الله عنه كما أنا عنه راض فإنه لا يختار على قربي ومحبّتي شيئاً. ثمّ رفع يديه ثم قال: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه وابتدر النّاس إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم يبكون ويتضرعون إليه ويقولون يا رسول الله إنّما تنحينا كراهية أن نثقل عليك فنعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله فرضي عنهم رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم(2).
- وروى ابن المغازلي الشّافعي بسنده عن عن جابر بن عبد اللّه:
أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله نزل بخمّ فتنّحى النّاس عنه، ونزل معه عليّ بن أبي طالب، فشقّ على النبيّ تأخّر الناس فأمر عليّا فجمعهم، فلمّا اجتمعوا قام فيهم [وهو] متوسّد عليّ بن أبي طالب فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:
أيّها النّاس إنّه قد كرهت تخّلفكم عنّي حتّى خيّل إليّ أنّه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني، ثمّ قال: لكن عليّ بن أبي طالب أنزله اللّه منّي بمنزلتي منه، فرضي اللّه عنه كما أنا عنه راض، فإنّه لا يختار على قربي ومحبّتي شيئا، ثمّ رفع يديه وقال: من كنت مولاه فعليّ مولاه اللّهمّ وال من والاه وعاد من عاداه.
قال: فابتدر النّاس إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم يبكون ويتضرّعون ويقولون: يا رسول اللّه ما تنحّينا عنك إلّا كراهية أن نثقل عليك، فنعوذ باللّه من شرور أنفسنا وسخط رسول اللّه، فرضي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عنهم عند ذلك(3).
- وروى أحمد بن أحنبل في مسنده بسنده عن رفاعة الجهني قال:
أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتى إذا كنّا بالكديد أو قال بقديد فجعل رجال منّا يستأذنون إلى أهليهم فيأذن لهم فقام رسول الله صلّى الله عليه و[آله] وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:
ما بال رجال يكون شقّ الشّجرة الّتي تلي رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلم أبغض إليهم من الشقّ الآخر فلم نر عند ذلك من القوم إلّا باكياً؛ فقال رجل: إنّ الّذي يستأذنك بعد هذا لسفيه. فحمد الله وقال حينئذ: أشهد عند الله لا يموت عبد يشهد أن لا إله إلّا الله وإنّي رسول الله صدقاً من قلبه ثم يسدّد إلّا سلك في الجنة.
قال: وقد وعدني ربّي عزّ وجلّ أن يدخل من أمّتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تبوؤا أنتم ومن صلح من آبائكم وأزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة.
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن صحابيه لم يرو له سوى النسائي وابن ماجة(4).
وقال الهيثمي: رواه أحمد، وعند ابن ماجة بعضه ورجاله موثّقون(5).
بعد هذه النّصوص الصريحة في بغض المنافقين لعنهم الله تعالى لرسول الله وأهل بيته الطّاهرين، لا نستغرب فيما بعد كيف اغتصبوا الخلافة من أمير المؤمنين وهجموا على داره الشّريفة وأجبروه على البيعة الظاهريّة، وهاجموا وضربوا وكسروا ضلع بضعة النبيّ فاطمة الزّهراء عليها السّلام.
اللهمّ العن أصحاب السّقيفة ومن يتولّاهم لعنة أبديّة سرمديّة وحشرهم المولى عزّ وجل في جهنّم خالدين فيها أبدا.
والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على نبيّه الأمين وأهل بيته الميامين ولعنة الله تعالى على أعداءهم ومخالفيهم إلى يوم الدّين ،،،
ــــــــ
(1) عبيد الله بن أحمد الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، تحقيق محمّد باقر المحمودي، (ط1، طهران، مؤسسّة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1411/ 1990)، ج1، ص255-256، ح249.
(2) علي بن عساكر الدمشقي، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق علي شيري، (ط1، بيروت، دار الفكر، 1417/ 1996)، ج42، ص226-227.
(3) علي بن محمد ابن المغازلي الشافعي، مناقب علي بن أبي طالب، تحقيق محمّد باقر البهبودي، (بيروت، دار الأضواء، 1424هـ)، ص76-77، ح37.
(4) أحمد بن حنبل، المسند، تحقيق شعيب الأرنؤوط، (القاهرة، مؤسّسة قرطبة، لات)، ج4، ص16، ح16260.
(5) علي بن أبي بكر الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، (بيروت، دار الكتب العلميّة، 1404/ 1988)، ج1، ص20-21.