عاشقة الاعلى
06-05-2011, 04:21 PM
رفض الإمام علي ( عليه السلام ) البيعة لأبي بكر ، و أعلن سخطه على النظام الحاكم ، ليتّضح للعالم أنّ هذه الحكومة التي أعرض عنها الرجل الأوّل في الإسلام بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا تمثّل الخلافة الواقعية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، و كذلك فعلت الزهراء فاطمة ( عليها السلام ) ليعلم الناس ، أنّ ابنة نبيّهم ساخطة عليهم ، و هي تدينها فلا شرعية لهذا الحكم .
و بدأ الإمام علي ( عليه السلام ) من جانب آخر جهاداً سلبياً ضد الغاصبين للحقّ الشرعي ، و وقف مع الإمام علي ( عليه السلام ) عدد من أجلاّء الصحابة من المهاجرين و الأنصار و خيارهم ، و ممّن أشاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بفضلهم ، مع إدراكهم لحقائق الأُمور مثل ، العباس بن عبد المطلب ، و عمار بن ياسر ، و أبي ذر الغفاري ، و سلمان الفارسي ، و المقداد بن الأسود ، و خزيمة ذي الشهادتين ، و عبادة بن الصامت ، و حذيفة بن اليمان ، و سهل بن حنيف ، و عثمان بن حنيف ، و أبي أيوب الأنصاري ، و غيرهم ، من الذين لم تستطع أن تسيطر عليهم الغوغائية ، و لم ترهبهم تهديدات الجماعة التي مسكت بزمام الخلافة ، و في مقدّمتهم عمر بن الخطّاب .
و قد قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه ، و جرت عدّة محاورات عليه في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) و في أماكن عديدة ، و لم يهابوا من إرهاب السلطة ، ممّا ألهب مشاعر الكثيرين الذين أنجرفوا مع التيار ، فعاد إلى بعضهم رشده ، و ندموا على ما ظهر منهم من تسرّعهم ، و اندفاعهم لعقد البيعة بصورة ارتجالية لأبي بكر ، بالإضافة إلى ما ظهر منهم من العداء السافر تجاه أهل بيت النبوّة ( عليهم السلام ) .
و كانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل ، أسد ، و فزارة ، و بني حنيفة و غيرهم ، ممّن شاهد بيعة يوم الغدير ، التي عقدها النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين من بعده ، و لم يطل بهم المقام، حتّى سمعوا بالتحاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرفيق الأعلى ، و البيعة لأبي بكر و تربّعه على منصّة الخلافة ، فاندهشوا لهذا الحادث ، و رفضوا البيعة لأبي بكر جملةً و تفصيلاً ، و امتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية ، حتّى ينجلي ضباب الموقف ، و كانوا على إسلامهم ، يقيمون الصلاة ، و يؤدّون جميع الشعائر .
ولكنّ السلطة الحاكمة ، رأت أنّ من مصلحتها ، أن تجعل حدّاً لمثل هؤلاء ، الذين يشكّلون خطراً للحكم القائم ، ما دامت معارضة الإمام علي ( عليه السلام ) و صحابته ، تمثّل خطراً داخلياً للدولة الإسلامية ، عند ذلك أحسّ أبو بكر و أنصاره بالخطر المحيط بهم ، و بحكمهم من خلال تصاعد المعارضة ، إن لم يبادروا فوراً إلى ايقاف هذا التيار المعارض ، و ذلك بإجبار رأس المعارضة ـ الإمام علي ( عليه السلام ) ـ على بيعة أبي بكر .
ذكر بعض المؤرّخين ، أنّ عمر بن الخطّاب أتى أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة ؟، يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي ! ، فابعث إليه حتّى يبايعك ، فبعث أبو بكر قنفذاً ، فقال قنفذ لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أجب خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قال علي ( عليه السلام ) : ( لَسريع ما كذبتم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) ، فرجع فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر ، فقال عمر ثانيةً : لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة ، فقال أبو بكر لقنفذ : عُد إليه ، فقل له : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فجاءهُ قنفذ ، فأدّى ما أمر به .
فرفع علي ( عليه السلام ) صوته ، و قال : ( سبحان الله ! لقد إدّعى ما ليس له ) ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر ، فقال عمر : قم إلى الرجل ، فقام أبو بكر و عمر وع ثمان و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم مولى أبي حذيفة .
و ظنّت فاطمة ( عليها السلام ) ، أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلاّ بإذنها ، فلمّا أتوا باب فاطمة ( عليها السلام ) ، و دقّوا الباب ، و سمعت أصواتهم ، نادت بأعلى صوتها : ( يا أبتِ يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب و ابن أبي قحافة ، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جنازة بأيدينا ، و قطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، و لم تردّوا لنا حقّاً ) .
فلمّا سمع القوم صوتها و بكاءها انصرفوا باكين ، و كادت قلوبهم تتصدّع ، و أكبادهم تنفطر ، و بقي عمر و معه قوم ، و دعا عمر بالحطب ، و نادى بأعلى صوته : و الذي نفس عمر بيده ، لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة ، فقال : و إن .
فوقفت فاطمة ( عليها السلام ) خلف الباب، و خاطبت القوم : ( ويحك يا عمر ، ما هذه الجرأة على الله و على رسوله ؟ ، تريد أن تقطع نسله من الدنيا ، و تفنيه ، و تطفئ نور الله ؟ ، و الله متّم نوره ) .
فركل عمر الباب برجله ، فاختبأت فاطمة ( عليها السلام ) بين الباب و الحائط رعاية للحجاب ، فدخل القوم إلى داخل الدار ، ممّا سبّب عصرها ( عليها السلام ) ، و كان ذلك سبباً في إسقاط جنينها محسن .
و تواثبوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و هو جالس على فراشه ، و اجتمعوا عليه حتّى أخرجوه ملبّباً بثوبه ، يجرّونه إلى السقيفة ، فحالت فاطمة ( عليها السلام ) بينهم و بين بعلها ، و قالت : ( و الله لا أدعكم ، تجرّون ابن عمّي ظلماً ، و يلكم ما أسرع ما خُنتم الله و رسوله فينا أهل البيت ، و قد أوصاكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باتّباعنا و مودّتنا و التمسّك بنا ) ، فأمر عمر قنفذاً بضربها ، فضربها قنفذ بالسوط ، فصار بعضدها مثل الدملج .
فأخرجوا الإمام ( عليه السلام ) ، يسحبونه إلى السقيفة ، حيث مجلس أبي بكر ، و هو ينظر يميناً و شمالاً ، و ينادي : ( وا حمزتاه ، ولا حمزة لي اليوم ، وا جعفراه ، ولا جعفر لي اليوم ) !! ، و قد مرّوا به على قبر أخيه ، و ابن عمّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنادى : ( يا ابن أُم ، إنّ القوم استضعفوني ، و كادوا يقتلونني ) .
و روي عن عدي بن حاتم أنّه قال : ( و الله ما رحمت أحداً قطّ رحمتي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، حين أُتي به ملبّباً بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر ، و قالوا له : بايع ! ، قال : ( فإن لم أفعل فَمَه ) ؟ ، قال له عمر : إذاً و الله أضرب عنقك ، قال علي ( عليه السلام ) : ( إذاً والله تقتلون عبد الله وأخا رسوله ) .
فقال عمر : أمّا عبد الله فنعم ، و أمّا أخو رسول الله فلا ، فقال : ( أتجحدون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخى بيني و بينه ) ؟! ، و جرى حوار شديد بين الإمام ( عليه السلام ) و بين الحزب الحاكم .
و عند ذلك وصلت السيّدة فاطمة ( عليها السلام ) ريال و قد أخذت بيد ولديها الحسن و الحسين ( عليهما السلام ) ، و ما بقيت هاشمية إلاّ و خرجت معها ، يصحن و يوَلوِلن ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( خلّوا عن ابن عمّي !! ، خلّوا عن علي !! و الله لأكشفن رأسي ، و لأضعنّ قميص أبي على رأسي ، و لأدعوَنَّ عليكم ، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي ، و لا فصيلها بأكرم على الله من ولدي ) .
و جاء في رواية العياشي أنّها قالت : ( يا أبا بكر ، أتريد أن ترملني عن زوجي ، و تيتّم أولادي ؟ ، و الله لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري ، و لأشقّنّ جيبي ، و لآتينَّ قبر أبي ، و لأصرخنَّ إلى ربّي ) ، فأخذت بيد الحسن و الحسين تريد قبر أبيها ، عند ذلك تصايح الناس من هنا و هناك بأبي بكر : ما تريد إلى هذا ؟ ، أتريد أن تنزل العذاب على هذه الأُمّة ؟
و راحت الزهراء ( عليها السلام ) ، و هي تستقبل المثوى الطاهر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، تستنجد بهذا الغائب الحاضر : ( يا أبتِ يا رسول الله ! ( صلى الله عليه وآله ) ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب و ابن أبي قحافة ) ؟، فما تركت كلمتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن و عيوناً جرت دمعاً
و بدأ الإمام علي ( عليه السلام ) من جانب آخر جهاداً سلبياً ضد الغاصبين للحقّ الشرعي ، و وقف مع الإمام علي ( عليه السلام ) عدد من أجلاّء الصحابة من المهاجرين و الأنصار و خيارهم ، و ممّن أشاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بفضلهم ، مع إدراكهم لحقائق الأُمور مثل ، العباس بن عبد المطلب ، و عمار بن ياسر ، و أبي ذر الغفاري ، و سلمان الفارسي ، و المقداد بن الأسود ، و خزيمة ذي الشهادتين ، و عبادة بن الصامت ، و حذيفة بن اليمان ، و سهل بن حنيف ، و عثمان بن حنيف ، و أبي أيوب الأنصاري ، و غيرهم ، من الذين لم تستطع أن تسيطر عليهم الغوغائية ، و لم ترهبهم تهديدات الجماعة التي مسكت بزمام الخلافة ، و في مقدّمتهم عمر بن الخطّاب .
و قد قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه ، و جرت عدّة محاورات عليه في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) و في أماكن عديدة ، و لم يهابوا من إرهاب السلطة ، ممّا ألهب مشاعر الكثيرين الذين أنجرفوا مع التيار ، فعاد إلى بعضهم رشده ، و ندموا على ما ظهر منهم من تسرّعهم ، و اندفاعهم لعقد البيعة بصورة ارتجالية لأبي بكر ، بالإضافة إلى ما ظهر منهم من العداء السافر تجاه أهل بيت النبوّة ( عليهم السلام ) .
و كانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل ، أسد ، و فزارة ، و بني حنيفة و غيرهم ، ممّن شاهد بيعة يوم الغدير ، التي عقدها النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين من بعده ، و لم يطل بهم المقام، حتّى سمعوا بالتحاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرفيق الأعلى ، و البيعة لأبي بكر و تربّعه على منصّة الخلافة ، فاندهشوا لهذا الحادث ، و رفضوا البيعة لأبي بكر جملةً و تفصيلاً ، و امتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية ، حتّى ينجلي ضباب الموقف ، و كانوا على إسلامهم ، يقيمون الصلاة ، و يؤدّون جميع الشعائر .
ولكنّ السلطة الحاكمة ، رأت أنّ من مصلحتها ، أن تجعل حدّاً لمثل هؤلاء ، الذين يشكّلون خطراً للحكم القائم ، ما دامت معارضة الإمام علي ( عليه السلام ) و صحابته ، تمثّل خطراً داخلياً للدولة الإسلامية ، عند ذلك أحسّ أبو بكر و أنصاره بالخطر المحيط بهم ، و بحكمهم من خلال تصاعد المعارضة ، إن لم يبادروا فوراً إلى ايقاف هذا التيار المعارض ، و ذلك بإجبار رأس المعارضة ـ الإمام علي ( عليه السلام ) ـ على بيعة أبي بكر .
ذكر بعض المؤرّخين ، أنّ عمر بن الخطّاب أتى أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة ؟، يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي ! ، فابعث إليه حتّى يبايعك ، فبعث أبو بكر قنفذاً ، فقال قنفذ لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أجب خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قال علي ( عليه السلام ) : ( لَسريع ما كذبتم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) ، فرجع فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر ، فقال عمر ثانيةً : لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة ، فقال أبو بكر لقنفذ : عُد إليه ، فقل له : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فجاءهُ قنفذ ، فأدّى ما أمر به .
فرفع علي ( عليه السلام ) صوته ، و قال : ( سبحان الله ! لقد إدّعى ما ليس له ) ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر ، فقال عمر : قم إلى الرجل ، فقام أبو بكر و عمر وع ثمان و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة و أبو عبيدة بن الجرّاح و سالم مولى أبي حذيفة .
و ظنّت فاطمة ( عليها السلام ) ، أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلاّ بإذنها ، فلمّا أتوا باب فاطمة ( عليها السلام ) ، و دقّوا الباب ، و سمعت أصواتهم ، نادت بأعلى صوتها : ( يا أبتِ يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب و ابن أبي قحافة ، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جنازة بأيدينا ، و قطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، و لم تردّوا لنا حقّاً ) .
فلمّا سمع القوم صوتها و بكاءها انصرفوا باكين ، و كادت قلوبهم تتصدّع ، و أكبادهم تنفطر ، و بقي عمر و معه قوم ، و دعا عمر بالحطب ، و نادى بأعلى صوته : و الذي نفس عمر بيده ، لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة ، فقال : و إن .
فوقفت فاطمة ( عليها السلام ) خلف الباب، و خاطبت القوم : ( ويحك يا عمر ، ما هذه الجرأة على الله و على رسوله ؟ ، تريد أن تقطع نسله من الدنيا ، و تفنيه ، و تطفئ نور الله ؟ ، و الله متّم نوره ) .
فركل عمر الباب برجله ، فاختبأت فاطمة ( عليها السلام ) بين الباب و الحائط رعاية للحجاب ، فدخل القوم إلى داخل الدار ، ممّا سبّب عصرها ( عليها السلام ) ، و كان ذلك سبباً في إسقاط جنينها محسن .
و تواثبوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و هو جالس على فراشه ، و اجتمعوا عليه حتّى أخرجوه ملبّباً بثوبه ، يجرّونه إلى السقيفة ، فحالت فاطمة ( عليها السلام ) بينهم و بين بعلها ، و قالت : ( و الله لا أدعكم ، تجرّون ابن عمّي ظلماً ، و يلكم ما أسرع ما خُنتم الله و رسوله فينا أهل البيت ، و قد أوصاكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باتّباعنا و مودّتنا و التمسّك بنا ) ، فأمر عمر قنفذاً بضربها ، فضربها قنفذ بالسوط ، فصار بعضدها مثل الدملج .
فأخرجوا الإمام ( عليه السلام ) ، يسحبونه إلى السقيفة ، حيث مجلس أبي بكر ، و هو ينظر يميناً و شمالاً ، و ينادي : ( وا حمزتاه ، ولا حمزة لي اليوم ، وا جعفراه ، ولا جعفر لي اليوم ) !! ، و قد مرّوا به على قبر أخيه ، و ابن عمّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنادى : ( يا ابن أُم ، إنّ القوم استضعفوني ، و كادوا يقتلونني ) .
و روي عن عدي بن حاتم أنّه قال : ( و الله ما رحمت أحداً قطّ رحمتي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، حين أُتي به ملبّباً بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر ، و قالوا له : بايع ! ، قال : ( فإن لم أفعل فَمَه ) ؟ ، قال له عمر : إذاً و الله أضرب عنقك ، قال علي ( عليه السلام ) : ( إذاً والله تقتلون عبد الله وأخا رسوله ) .
فقال عمر : أمّا عبد الله فنعم ، و أمّا أخو رسول الله فلا ، فقال : ( أتجحدون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخى بيني و بينه ) ؟! ، و جرى حوار شديد بين الإمام ( عليه السلام ) و بين الحزب الحاكم .
و عند ذلك وصلت السيّدة فاطمة ( عليها السلام ) ريال و قد أخذت بيد ولديها الحسن و الحسين ( عليهما السلام ) ، و ما بقيت هاشمية إلاّ و خرجت معها ، يصحن و يوَلوِلن ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( خلّوا عن ابن عمّي !! ، خلّوا عن علي !! و الله لأكشفن رأسي ، و لأضعنّ قميص أبي على رأسي ، و لأدعوَنَّ عليكم ، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي ، و لا فصيلها بأكرم على الله من ولدي ) .
و جاء في رواية العياشي أنّها قالت : ( يا أبا بكر ، أتريد أن ترملني عن زوجي ، و تيتّم أولادي ؟ ، و الله لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري ، و لأشقّنّ جيبي ، و لآتينَّ قبر أبي ، و لأصرخنَّ إلى ربّي ) ، فأخذت بيد الحسن و الحسين تريد قبر أبيها ، عند ذلك تصايح الناس من هنا و هناك بأبي بكر : ما تريد إلى هذا ؟ ، أتريد أن تنزل العذاب على هذه الأُمّة ؟
و راحت الزهراء ( عليها السلام ) ، و هي تستقبل المثوى الطاهر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، تستنجد بهذا الغائب الحاضر : ( يا أبتِ يا رسول الله ! ( صلى الله عليه وآله ) ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب و ابن أبي قحافة ) ؟، فما تركت كلمتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن و عيوناً جرت دمعاً