المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الذي بقوم مقام الحاكم في المرجعية


ولد الشيعة
07-05-2011, 12:01 PM
من الذي بقوم مقام الحاكم في المرجعية
ما دام الحاكم حيا وغالبا فهو المرجع الأعلى للأمة في كافة شؤونها الدينية والدنيوية وقبل أن ينتقل هذا الحاكم إلى جوار ربة ولو كان في النزع الأخير يعين للأمة إماما ووليا ومرجعا لها من بعدة ،وهو اهل لذلك ومخول بذلك ،ولم لا ؟
فهو وليهم والأمين عليهم ينظر لهم في ذلك في حياته، ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته،ويقيم لهم من يتولى أمورهم كما كان هو يتولاها ويثقون بنظر لهم بذلك كما وثقوا به فيما قبل ،وقد عرف ذلك من الشرع باحماع الأمة إذ وقع بعهد أبي بكر لعمر بمحضر الصحابة فأجازوه وأوجبوا على أنفسهم به طاعة عمر1
ونضيف: أن تولية معاوية ليزيد تمت بمحضر من بقى من الصحابة ،فإذا عين الحاكم القائم خليفة ومرجعية الأمة من بعده تقوم الأمة عمليا بمبايعته، ومن يعارض الأمة فهو مفسد في الأرض
وصلاحيات الخليفة القائم بتعين من يخلفه صلاحيات مطلقة لا أراد و لها ومعللة يكون موضع الثقة على حد تعبير ابن خلدون، ابوبكر على الفراش الموت عهد إلى عمر وقال لكاتب عهده عثمان: أو كنبت لك لكنت أهلا لها 2
ثم هذا عمر وهو على الفراش الموت أيضا بفكر بأمر المسلمين ويقلب الأمر على الوجوه المختلفة ويحث عن الرجل الذي يستطيع أن يقوم مقامة فيقول : لو كان ابوعبيدة حيا وليته واستخلفه ،ولو أدركت خالد بن الوليد استخلفه ووليته ،ولو أدركت سالم مولى أبي حذيفة لا ستخلفه3 ، ومعنى هذا أن سالم مولى أبي حذيفة لو كان حيا بإمكانه أن يستلم الخلافة مع أن سالم ليس قريشا ولا يعرف له نسب في العرب ،مع هذا كان يؤم المهاجرين والأنصار في مسجد قباء كما يروي البخاري ،وبالمناسية إذا كانت خلافة سالم جائزة وهو لم يعرف له نسب في العرب ،فكيف لا يكون جائزة خلافة الأنصار ،أليسوا اقرب عرقيا لرسول الله ؟
ثم ألم يحتج الثلاثة الذين حضروا السقيفة بأنهم أولى من الأنصار لأنهم اهل النبي وعشيرة ،ثم ماذا تبقى من قاعدة الأئمة من قريش ؟
ثم كيف أن معاذ بن جبل من الأنصار وكان لا يجوز تولية الأنصار يوم السقيفة فكيف جازت فكرة تولية معاذ فيما بعد ؟
ثم أن خالد قاتل الإسلام بكل فنون القتال حتى اسلم، ولإمام علي بن أبي طالب"عليه السلام"قاتل مع الإسلام بكل فنون القتال، فبأي مبدأ يقدم خالد بن الوليد على الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام"؟؟؟؟!
وقيل لعمر: استخلف عبدا لله بن عمر، ورفض عمر ذلك لسبب بسيط جدا وهو أن عبدا لله بن عمر عجز عن طلاق امرأته كما قال عمر4
وتصور برأيك أن عمر فكر أخيرا بان يعهد بالخلافة للإمام علي بن أبي طالب"عليه السلام" ولكن رهقته غشيه5 إلا ترى أن صلاحيات الخليفة القائم بتسمية ولى العهد اوالامام المستقبل من بعده في نظر اهل السنة صلاحيات مطلقة ،وبجدر بالذكر أن ولاية العهد أصبحت جائزة ومشروعة في نظر علماء اهل السنة بسبب عهد أبي بكر لعمر وعهد عمر للستة أو علميا لعثمان ،وبعد أن تولى الأمويون رئاسة الدولة أصبح العهد هو الطرية المتبعة على الأغلب في تولية الخليفة وتعين المرجع المستقبل ،هكذا الحالة في عهد العباسيين والعثمانيين ،فإما عهد إلى الولد أو لأحد إفراد الأسرة المالكة6
وأصبحت التسمية أو ولاية أو المرجعية المستقبل امرا شرعيا وذلك حرصا على مصلحة المسلمين ،انظر لقول أم المؤمنين : استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك هملا ،ثم انظر إلى رد عمر عليها :ومن تأمر أن استخلف ؟
فلو امرته أم المؤمنين أن استخلف أي شخص للفعل,
ــــــــــــــــــــ
1- نظام الحكم القاسمي
2- مقدمة ابن خلدون ص210 دار الفكر
3- راجع ص439 ج 3 من تاريخ الطبري وص 37 من سيرة عمر لابن الجوزي
4- راجع مرض عمر وموته في تاريخ الطبري وفي طبقات ابن سعد وراجع ص15 من الإمامة والسياسية
5- راجع على سبيل المثال رح النهج ج 1 ص64 لعلامة المعتزلة
6- راجع نظام الحكم للقاسمي ص197-198
ـــــــــــــــ
نظرية عدالة الصحابة والمرجعية السياسية في الإسلام
المحامي:- احمد حسين يعقوب