صبر الحوراء
08-05-2011, 01:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها
والسر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقوف الزهراء ضد الطغاة
أيها المؤمنون ونحن نعيش في هذه الأيام الأليمة لذكرى شهادة الزهراء (عليها السلام) لا بد لنا ان نقف عند تلك المظلومية الكبرى التي واجهتها الزهراء وكيفية الدفاع عن حقها المسلوب بأسلوب علمي شرعي حضاري يتناسب وطبيعة المجتمع الموجود آنذاك، فالروايات والأحداث التاريخية تذكر لنا انه لما أنهت السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) حديثها عن فلسفة الإسلام، وعن علل الشريعة الإسلامية، عرّجت على كلامها المقصود وهدفها المنشود، وهو المطالبة بحقها والتظلم من السلطة الحاكمة، بل إلى الشعب الحاضر في المسجد في المؤتمر الإسلامي لأنهم بايعوا رئيس الدولة، ولم توجّه الخطاب إلى رئيس الدولة لأنه هو أحد طرفي المحاكمة وهو المقصود بالمخاصمة والإدانة، ولهذا عرّفت نفسها للحاضرين كما هي الأصول المتبعة في المحاكمات، والمحاكمة وقعت بمحضر من المهاجرين والأنصار وغيرهم، وهم يومذاك من الشخصيات الإسلامية البارزة المرموقة ومن الوزن الثقيل. حيث كان موضوع المحاكمة هي الأراضي والمقاطعات التي كانت تحت تصرّف السيدة فاطمة الزهراء منذ سنوات، ثم استولى عليها رئيس الدولة وصادرها بدون مبرر شرعي، ولهذا وجّهت السيدة فاطمة الزهراء كلامها إلى الحاضرين في ذلك المؤتمر بخطبتها المشهورة التي بينت فيها أحقيتها وفضلها وحقها المغتصب .
أخوتي أخواتي الكرام لعل سائل يسأل لماذا السيدة الزهراء (عليها السلام) وجهت خطابها هذا في ذلك الحشد الجماهيري؟ ولماذا لم تكتف بمخاطبة الخليفة بصورة مباشرة أو كتبت له ما تريد وأرسلت له ذلك؟ وللإجابة عن هذا التساؤل والاستفهام نستطيع الجواب ببعض الوجوه المحتملة في المقام : منها :
أنها (صلوات الله عليها) أرادت أن تُقيم الحجة على الخليفة في وقتها وتجعل من هذه الجماهير الموجودة آنذاك شاهدا حيا على تلك الجريمة التي اقترفتها تلك الحكومة بحق بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله ).
ومنها أيضا: إقامة الحجة على المجتمع الذي تخلف عن نصرة الحق وصاحب الحق المتمثل بأمير المؤمنين عليه السلام ذلك المجتمع لذي وقف خانعا ذليلا مكسورا منهزما ولم ينتصر لأمير المؤمنين على الرغم من أنه يعرف إن الحق مع علي يدور معه حيثما دار، ولكن مع ذلك تخلف عن نصرته فأرادت الزهراء (عليها السلام) أن تذكر الأمة بهذه الخيانة الكبرى التي اقترفتها بحق صاحب السلطة الشرعية وعدم مساندته مما أدى إلى أن تؤول الأمور إلى هذا الحال المزري حيث تقف السيدة الطاهرة في ذلك الموقف مطالبة بحقها الذي سُلب، ليس عندما اخذوا منها فدكها، بل عندما اغتصبوا حق الخلافة الإلهية من صاحبها الشرعي والواقعي أمير المؤمنين (عليه السلام) فذلك الغصب كان البداية الأولى والشرارة السيئة التي أحرقت الحق وفتحت باب الظلم على مصراعيه، فلولا حضورها في ذلك المجلس لما تحقق ذلك الهدف المنشود الذي كانت تقصده عليها السلام وهو إقامة الحجة على ذلك المجتمع واستنهاضه للمطالبة بحقه الذي ضيعه بنفسه عندما ترك الحق وصاحب الحق واخذ يسير ذليلا وراء من سرقه وغصبه وضيعه .
وليس موقف الزهراء (عليها السلام) ببعيد عنا في مثل هذه الأيام فنلاحظ إن اغلب الشعوب المنكوبة تطالب بحقها وتدعوا إلى ذلك بمختلف الوسائل العلمية التي تنسجم وروح العصر، ففي الوقت التي كانت الزهراء (عليها السلام) تطالب بحقها وتحشد الآخرين تشير المصادر التاريخية إلى أنها أخذت معها كوكبة من النساء إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكأنها تظاهرة نسوية سلمية للمطالبة بالحقوق المغصوبة من قبل الحكومة الغاصبة، فضلا عن وجود الكثير من المهاجرين والأنصار من الرجال .
في حين نرى في مثل هذه الأيام عند اغلب الشعوب المطالبة بحقوقها إنها تحشد نفسها من خلال الوسائل العصرية الحديثة كالأنترنت وغيرها ، أما المكان فيكون في مكان يناسب الأغلب الأعم من عامة الشعب واختيار المنطقة التي لها صدى نفسي وعاطفي في قلوب أبناء الشعب كميدان التحرير في مصر وساحة التحرير في العراق كما اختارت الزهراء (عليها السلام) مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى تحفز الجانب العاطفي عند الموجودين هناك لعلهم يصحون ويتذكرون رسول الله (صلى الله عليه واله) ويندمون على فعلتهم وينتصرون لنفسهم قبل انتصارهم للزهراء عليها السلام وينتفضوا على الواقع السيئ المنحرف الذي أوصلهم إلى الهاوية .
أخوتي وأخواتي الكرام إن المجتمع الذي كان في حياة الزهراء وأمير المؤمنين (عليهما السلام) كان مجتمعا قبليا وعلى الرغم من إن رسول الله (صلى الله عليه واله) حاول أن ينتزع منهم الروح القبلية الجاهلية الموجودة عندهم، ومنها انقيادهم الأعمى إلى رؤساء القبائل وقادتها على الرغم من انحرافهم عن جادة الطريق الإنساني فكانوا سببا في إضلال الأمة وإبعادها عن الممثل الشرعي لرسول الله (صلى الله عليه واله)، ولعل رجوع الناس إلى كبرائها وسادتها الدينين والعشائريين في الوقت الحاضر على الرغم من معرفتهم الأكيدة بانحرافهم وسوء سريرتهم وعلانيتهم، وانقيادهم إليهم انقياد الدابة لراعيها فلا يفكرون ولا يعترضون ولا يتوقفون بل نراهم يسيرون خلف تلك العناويين العقيمة انقيادا جاهليا مقيتا كان سببا في انحرف الأمة ووقوعها بمضلات الفتن .
فإذن أيها الأخوة والأخوات كان على مر التاريخ هناك معسكران في صراع دائم وهما معسكر الحق حيث الجهة الناطقة الصادحة بالحق الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر ومعسكر الباطل حيث الجهة الصامتة الكاذبة التي لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، فكانت سلام الله عليها قائدة للمعسكر العالم العامل الناطق الصادق ، ومن الملاحظ لكل عاقل لبيب إنها سلام الله عليها لم تظلم من الناس البسطاء العاديين بل ظلمت من الرموز الدينية التي كانت تدعي التدين إلى وقت قريب - أي قبل وفاة أبيها(صلى الله عليه وآله وسلّم) – وأيضا من الحكومة الظالمة والسلطة الحاكمة آنذاك، و بعض تلك الجهات الحوزوية الانتهازية التي ركبت الموجة، ومنها الحوزات الساكتة والتي ادعت السمع بعد أن كانت صماء، والنطق بعد أن كانت خرساء، والنظر بعد أن كانت عمياء، وادعت الضياء بعد أن كانت ظلماء، وادعت الصدق بعد أن كان الكذب عنوانا لها، وكل ذلك مجاراة للظروف ومجريات الأمور ....
ومن الواضح جدا إن بعض طبقات الشعب العراقي وشرائحة صارت واعية ومتفهمة لكل ما مرّ بها، وعرفت إن السبب الأكبر مما تعانيه هو مواقف تلك المؤسسات الدينية الخاوية الفارغة وما وجهت إليه وقالت به، ومن الملاحظ إن تلك الطبقة المثقفة الواعية من الشعب العراقي ممن اسموا أنفسهم بشباب الثورة في العراق إنهم قد أرسلوا إلينا عن طريق إميل موقعنا الالكتروني المئات من النسخ من استفتاء موجه إلى المرجعية الدينية يتساءلون فيه عن أمور جرت وتجري في عراقنا الحبيب،
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها
والسر المستودع فيها بعدد ما أحاط به علمك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقوف الزهراء ضد الطغاة
أيها المؤمنون ونحن نعيش في هذه الأيام الأليمة لذكرى شهادة الزهراء (عليها السلام) لا بد لنا ان نقف عند تلك المظلومية الكبرى التي واجهتها الزهراء وكيفية الدفاع عن حقها المسلوب بأسلوب علمي شرعي حضاري يتناسب وطبيعة المجتمع الموجود آنذاك، فالروايات والأحداث التاريخية تذكر لنا انه لما أنهت السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) حديثها عن فلسفة الإسلام، وعن علل الشريعة الإسلامية، عرّجت على كلامها المقصود وهدفها المنشود، وهو المطالبة بحقها والتظلم من السلطة الحاكمة، بل إلى الشعب الحاضر في المسجد في المؤتمر الإسلامي لأنهم بايعوا رئيس الدولة، ولم توجّه الخطاب إلى رئيس الدولة لأنه هو أحد طرفي المحاكمة وهو المقصود بالمخاصمة والإدانة، ولهذا عرّفت نفسها للحاضرين كما هي الأصول المتبعة في المحاكمات، والمحاكمة وقعت بمحضر من المهاجرين والأنصار وغيرهم، وهم يومذاك من الشخصيات الإسلامية البارزة المرموقة ومن الوزن الثقيل. حيث كان موضوع المحاكمة هي الأراضي والمقاطعات التي كانت تحت تصرّف السيدة فاطمة الزهراء منذ سنوات، ثم استولى عليها رئيس الدولة وصادرها بدون مبرر شرعي، ولهذا وجّهت السيدة فاطمة الزهراء كلامها إلى الحاضرين في ذلك المؤتمر بخطبتها المشهورة التي بينت فيها أحقيتها وفضلها وحقها المغتصب .
أخوتي أخواتي الكرام لعل سائل يسأل لماذا السيدة الزهراء (عليها السلام) وجهت خطابها هذا في ذلك الحشد الجماهيري؟ ولماذا لم تكتف بمخاطبة الخليفة بصورة مباشرة أو كتبت له ما تريد وأرسلت له ذلك؟ وللإجابة عن هذا التساؤل والاستفهام نستطيع الجواب ببعض الوجوه المحتملة في المقام : منها :
أنها (صلوات الله عليها) أرادت أن تُقيم الحجة على الخليفة في وقتها وتجعل من هذه الجماهير الموجودة آنذاك شاهدا حيا على تلك الجريمة التي اقترفتها تلك الحكومة بحق بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله ).
ومنها أيضا: إقامة الحجة على المجتمع الذي تخلف عن نصرة الحق وصاحب الحق المتمثل بأمير المؤمنين عليه السلام ذلك المجتمع لذي وقف خانعا ذليلا مكسورا منهزما ولم ينتصر لأمير المؤمنين على الرغم من أنه يعرف إن الحق مع علي يدور معه حيثما دار، ولكن مع ذلك تخلف عن نصرته فأرادت الزهراء (عليها السلام) أن تذكر الأمة بهذه الخيانة الكبرى التي اقترفتها بحق صاحب السلطة الشرعية وعدم مساندته مما أدى إلى أن تؤول الأمور إلى هذا الحال المزري حيث تقف السيدة الطاهرة في ذلك الموقف مطالبة بحقها الذي سُلب، ليس عندما اخذوا منها فدكها، بل عندما اغتصبوا حق الخلافة الإلهية من صاحبها الشرعي والواقعي أمير المؤمنين (عليه السلام) فذلك الغصب كان البداية الأولى والشرارة السيئة التي أحرقت الحق وفتحت باب الظلم على مصراعيه، فلولا حضورها في ذلك المجلس لما تحقق ذلك الهدف المنشود الذي كانت تقصده عليها السلام وهو إقامة الحجة على ذلك المجتمع واستنهاضه للمطالبة بحقه الذي ضيعه بنفسه عندما ترك الحق وصاحب الحق واخذ يسير ذليلا وراء من سرقه وغصبه وضيعه .
وليس موقف الزهراء (عليها السلام) ببعيد عنا في مثل هذه الأيام فنلاحظ إن اغلب الشعوب المنكوبة تطالب بحقها وتدعوا إلى ذلك بمختلف الوسائل العلمية التي تنسجم وروح العصر، ففي الوقت التي كانت الزهراء (عليها السلام) تطالب بحقها وتحشد الآخرين تشير المصادر التاريخية إلى أنها أخذت معها كوكبة من النساء إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكأنها تظاهرة نسوية سلمية للمطالبة بالحقوق المغصوبة من قبل الحكومة الغاصبة، فضلا عن وجود الكثير من المهاجرين والأنصار من الرجال .
في حين نرى في مثل هذه الأيام عند اغلب الشعوب المطالبة بحقوقها إنها تحشد نفسها من خلال الوسائل العصرية الحديثة كالأنترنت وغيرها ، أما المكان فيكون في مكان يناسب الأغلب الأعم من عامة الشعب واختيار المنطقة التي لها صدى نفسي وعاطفي في قلوب أبناء الشعب كميدان التحرير في مصر وساحة التحرير في العراق كما اختارت الزهراء (عليها السلام) مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى تحفز الجانب العاطفي عند الموجودين هناك لعلهم يصحون ويتذكرون رسول الله (صلى الله عليه واله) ويندمون على فعلتهم وينتصرون لنفسهم قبل انتصارهم للزهراء عليها السلام وينتفضوا على الواقع السيئ المنحرف الذي أوصلهم إلى الهاوية .
أخوتي وأخواتي الكرام إن المجتمع الذي كان في حياة الزهراء وأمير المؤمنين (عليهما السلام) كان مجتمعا قبليا وعلى الرغم من إن رسول الله (صلى الله عليه واله) حاول أن ينتزع منهم الروح القبلية الجاهلية الموجودة عندهم، ومنها انقيادهم الأعمى إلى رؤساء القبائل وقادتها على الرغم من انحرافهم عن جادة الطريق الإنساني فكانوا سببا في إضلال الأمة وإبعادها عن الممثل الشرعي لرسول الله (صلى الله عليه واله)، ولعل رجوع الناس إلى كبرائها وسادتها الدينين والعشائريين في الوقت الحاضر على الرغم من معرفتهم الأكيدة بانحرافهم وسوء سريرتهم وعلانيتهم، وانقيادهم إليهم انقياد الدابة لراعيها فلا يفكرون ولا يعترضون ولا يتوقفون بل نراهم يسيرون خلف تلك العناويين العقيمة انقيادا جاهليا مقيتا كان سببا في انحرف الأمة ووقوعها بمضلات الفتن .
فإذن أيها الأخوة والأخوات كان على مر التاريخ هناك معسكران في صراع دائم وهما معسكر الحق حيث الجهة الناطقة الصادحة بالحق الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر ومعسكر الباطل حيث الجهة الصامتة الكاذبة التي لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، فكانت سلام الله عليها قائدة للمعسكر العالم العامل الناطق الصادق ، ومن الملاحظ لكل عاقل لبيب إنها سلام الله عليها لم تظلم من الناس البسطاء العاديين بل ظلمت من الرموز الدينية التي كانت تدعي التدين إلى وقت قريب - أي قبل وفاة أبيها(صلى الله عليه وآله وسلّم) – وأيضا من الحكومة الظالمة والسلطة الحاكمة آنذاك، و بعض تلك الجهات الحوزوية الانتهازية التي ركبت الموجة، ومنها الحوزات الساكتة والتي ادعت السمع بعد أن كانت صماء، والنطق بعد أن كانت خرساء، والنظر بعد أن كانت عمياء، وادعت الضياء بعد أن كانت ظلماء، وادعت الصدق بعد أن كان الكذب عنوانا لها، وكل ذلك مجاراة للظروف ومجريات الأمور ....
ومن الواضح جدا إن بعض طبقات الشعب العراقي وشرائحة صارت واعية ومتفهمة لكل ما مرّ بها، وعرفت إن السبب الأكبر مما تعانيه هو مواقف تلك المؤسسات الدينية الخاوية الفارغة وما وجهت إليه وقالت به، ومن الملاحظ إن تلك الطبقة المثقفة الواعية من الشعب العراقي ممن اسموا أنفسهم بشباب الثورة في العراق إنهم قد أرسلوا إلينا عن طريق إميل موقعنا الالكتروني المئات من النسخ من استفتاء موجه إلى المرجعية الدينية يتساءلون فيه عن أمور جرت وتجري في عراقنا الحبيب،