الأصولي
10-05-2011, 07:36 PM
بُذلِت محاولات كثيرة للقضاء على الدعوة الإسلامية بمجرد أن أعلن رسول الله صلى الله عليه وآله نبوته وكانت المحاولات من أطراف عدة كجبهة المشركين بقيادة أبي سفيان «لعنة الله عليه» وأبي جهل وأمثالهما، وكذلك كانت هناك جبهة للشعراء، وجبهة للكهّنة، وجبهة للملل الأخرى كالنصارى واليهود، ولكن هذه المحاولات لم تنجح.
وقد كان دافع كل هؤلاء لمحاولة القضاء على هذا الدين الإسلامي هو أن مجيء هذا الدين وهذا النبي الجديد يهدد الزعامات القبلية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كانت قائمة آنذاك، وكان التصور العام الذي عند سكان الجزيرة العربية أن نبيًا حينما يظهر فأنه سيملك الأرض بمجرد أن يدّعي بأن له اتصال بالله الخالق فإنما هو سيأتي لكي يحكم! ، ولذلك نجد أن مسيلمة الكذاب «لعنة الله عليه» حينما إدعى النبوة في آخر سنة من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كتب للنبي: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله أنه قد اشركت معك في الأمر فلي نصف الأرض ولك نصفها!
لكن لماذا باءت كل المحاولات للقضاء على هذا الدين من الخارج بالفشل؟ الجواب لأن المشركين كانوا أغبياء حيث حاولوا أن يواجهوا قوة ما جاء به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وقوة الإسلام بقوة العنف مثلاً بينما قضى الله عز وجل أن ينتصر رسول الله صلى الله عليه وآله في حروبه وأن ينتصر هذا الدين، وكذلك مثلاً حاولوا القضاء على هذا الدين من خلال معارضة المعجزة الأساسية التي جاء بها هذا الدين وهي معجزة القرآن فحشدوا الشعراء والبلغاء من أجل أن يأتوا بمثل القرآن لكنهم أيضا فشلوا عن معارضته، وحاولوا مثلاً من خلال بث الشائعات كالإدعاء بأن هذا النبي كان ساحرا أو مجنونا، وحاولوا مثلاً التخطيط لإغتيال الرسول الأعظم في ليلة الهجرة ..إلخ
بينما نجحت محاولة وحيدة في أن تأكل من هذا الدين وأن تغيّر من هذا الدين وتحرّفه وتزيّفه وهي المحاولة التي بذلها أبو بكر وعمر «لعنة الله عليهما» بعد أن اندسا في أوساط المسلمين من أجل القضاء على الدين الإسلامي وتغييره، فنجحا كما نجح أعداء الأديان السابقة الباطنيون – الذين لم يعلنوا أنهم أعداء لدينٍ ما – في القضاء على تلك الأديان السالفة وتغييرها؛ ولكن عقاب هؤلاء الذين اندسوا في الأديان وحرّفوها وغيّروها سوف يكون عند الله عز وجل هو الأشد يوم القيامة كما وصفه إمامنا الكاظم عليه السلام في رواية عجيبة هي:
عن إسحاق بن عمار الصيرفي سألت الإمام الكاظم عليه السلام هذا السؤال: جعلت فداك حدّثني بحديثٍ في أبي بكر وعمر فقد سمعت من أبيك أحاديث عدة، فقال عليه السلام: يا إسحاق الأول بمنزلة العجل والثاني بمنزلة السامري، فقلت: جعلت فداك زدني فيهما، فقال عليه السلام: هما والله هوّدا ونصّرا ومجّسا فلا غفر الله ذلك لهما، قلت: جعلت فداك زدني فيهما، قال عليه السلام: ثلاثة لا ينظر الله إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم، قلت: جعلت فداك فمن هم؟ قال عليه السلام: رجل ادعى إماما من غير الله و آخر طغى في إمام من الله و آخر زعم أن لهما في الإسلام نصيبا، قلت: جعلت فداك زدني فيهما، قال عليه السلام: ما أبالي يا أبا إسحاق محوت المحكم من كتاب الله أو جحدت محمدا النبوة أو زعمت أن ليس في السماء إلها أو تقدمت علي بن أبي طالب عليه السلام، قلت: جعلت فداك زدني، فقال عليه السلام: يا إسحاق إن في النار لواديا يقال له محيط لو طلع منه شرارة لأحرقت من على وجه الأرض و إن أهل النار يتعوذون من حر ذلك الوادي و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ منه أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ منه جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب من نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الشعب لقليبا يتعوذ منه أهل ذلك الشعب من حر ذلك القليب و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبثها و نتنها و قذرها و ما أعد الله عز و جل في أنيابها من السم لأهلها و إن في جوف تلك الحية لسبعة صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة و اثنان من هذه الأمة، قلت: جعلت فداك و من الخمسة و من الاثنان؟ قال عليه السلام: أما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل و نمرود الذي حاج إبراهيم في ربه قال أنا أحيي و أميت و فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى و يهودا الذي هوّد اليهود و بولس الذي نصّر النصارى وأما الإثنان من هذه الأمة فالأعرابيان أبو بكر وعمر. (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال/ص216، والخصال/ص199)
يتبين هنا أن عذاب هؤلاء هو أشد أنواع العذاب في جهنم لأنهم حرّفوا المسيرة الدينية للبشرية وغيّروها ولولاهم لما نشأ أمثال صدام ليتسلطوا على البشر، فلو لم يحرّف أبا بكر وعمر ديننا ويغيّراه ولم ينقلبا على الأوصياء الشرعيين لكان من المفترض أن يحكم أهل الأرض ويحكمنا نحن الآن في هذا الزمان صاحب العصر «صلوات الله عليه» ، فكانوا هؤلاء جذر المشاكل بتغييرهم لهذه الأديان وتبديلهم أحكام الله وفتحهم باب الإجرام والفساد ومصادرة حقوق الإنسان.
ماذا فعل أبا بكر وعمر من ذي قبل؟ وكيف دخلا الإسلام؟ ولماذا دخلا في الإسلام؟ وماذا صنعا؟ وما الذي كان الهدف الحقيقي من دخولهما إلى الإسلام؟
• نسلّط الضوء هنا على (أبي بكر):
1- متى أسلم أبو بكر؟
2- لماذا دخل أبو بكر الإسلام؟
الجواب1: أسلم أبا بكر في مرحلة متأخرة في السنوات المتأخرة من بعثة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في مكة وقبل الهجرة إلى المدينة بقليل.
الشواهد:
أ- روى الذهبي عن الحسن بن زيد قال: أن علياً أول ذكر أسلم ثم أسلم زيد ثم جعفر وكان أبوبكر الرابع أو الخامس. (سير أعلام النبلاء/ج1/ص216)
ب- روى أبو هلال العسكري أن عائشة وقفت يوم البصرة فقالت: أبي رابع أربعة من المسلمين. (الأوائل/ص98)
ج- روى الطبري عن محمد بن سعد بن أبي وقاص: قلت لأبي أكان أبو بكر أولكم إسلاما؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين ولكن كان أفضلنا إسلاما! (تاريخ الطبري/ج2/ص60)
د- قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: صلت الملائكة عليّ وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين؛ قالوا: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لم يكن معي من الرجال غيره. (تاريخ دمشق/ج42/ص36، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج3/ص258)
هـ - قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم آخذاً بيد علي: أن هذا أول من آمن بي، وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرّق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب الدين؛ (المعجم الكبير للطبراني/ج6/ص269، مجمع الزوائد للهيثمي/ج9/ص102) وهو بابي الذي أوتى منه وهو خليفتي من بعدي. (الكفاية للحافظ الكنجي الشافعي/ص79)
الجواب2: أجاب عن هذا السؤال سيدنا ومولانا بقية الله «صلوات الله عليه» حينما جاءه رجل اسمه سعد بن عبد الله القمي في قصة مفصلة قاصدًا الإمام العسكري «صلوات الله عليه» من قم المقدسة إلى سامراء المقدسة ليسأله هذه المسألة التي صعبت إجابتها عليه عندما خاض مناظرة مع أحد النواصب الذي قال له ما مفاده: قاتلكم الله معشر الروافض أنتم تعتبرون أن أبا بكر وعمر منافقان ولكن أخبرني أيها الرافضي أنهما حينما أسلما هل كان إسلامهما عن طوع أم عن كره؟ وبما أن أبا بكر وعمر أسلما في مكة في فترة ما قبل الهجرة أحتار سعد بن عبد الله القمي في الجواب فإذا قال "طوعاً" بطل مذهبه وإذا قال أسلما "كرهاً" يكون مغفلاً لأنه لم يكن هنالك في ذلك الزمان موجبٌ لإضطرار أحد للإسلام فلم يكن حينها للنبي دولة، فتألم سعد كثيراً لعدم مقدرته الإجابة على مسألة ذلك الناصبي فعزم على شد الرحال إلى سامراء المقدسة قاصدًا إمام ذلك الزمان حتى يجيبه، وحينما تشرف ببيت الإمام العسكري عليه السلام نادى الإمام عليه السلام إبنه صاحب العصر والزمان «عليه السلام» وكان صغير السن ما بين ثلاثة أعوام أو أربعة أعوام فأجلسه الإمام العسكري على حجره وقال لسعد بن عبد الله القمي: سل هذا! فسأله هذه المسألة – ضمن مسائل عديدة – وكانت إجابة المسألة هي قول الإمام صاحب الزمان: (لِم لم تقل له بل أسلما طمعا؟ وذلك لأنهما كانا يجالسان اليهود ويستخبرانهم عما كانوا يجدون في التوراة وفي سائر الكتب المتقدمة الناطقة بالملاحم من حال إلى حال من قصة محمد صلى الله عليه وآله ومن عواقب أمره، فكانت اليهود تذكر أن محمدا يتسلط على العرب كما كان بخت نصر يتسلط على بني إسرائيل ولا بد له من الظفر بالعرب كما ظفر بخت نصر ببني إسرائيل غير أنه كاذبٌ في دعواه أنه نبي، فأتيا محمدًا فساعداه على شهادة أن لا إله إلا الله وبايعاه طمعاً في أن ينال كل واحد منهما من جهته ولاية بلد إذا استقامت أموره واستتبت أحواله، فلما آيسا من ذلك تلثما وصعدا العقبة مع عدة من أمثالهما من المنافقين على أن يقتلوه فدفع الله تعالى كيدهم وردهم بغيظهم لم ينالوا خيرا كما أتى طلحة والزبير علياً عليه السلام فبايعاه وطمع كل واحد منهما أن ينال من جهته ولاية بلد فلما أيسا نكثا بيعته وخرجا عليه وصرع الله كل واحد منهما مصرع أشباههما من الناكثين). (إكمال الدين للصدوق/ص463 ، الاحتجاج للطبرسي/ج2/ص275)
الشواهد:
1- كان أبا بكر في قافلة تجارية فيها رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم وكان لا يزال شاباً، فلما توقفت جلس النبي تحت ظل سدرة فذهب أبو بكر إلى راهب يسأله عن الدين، وهناك سأله الراهب: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال أبو بكر: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ؛ فهنا قال الراهب: هذا والله نبي وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق فلمّا نبّأ رسول الله وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة أسلم وصدّق رسول الله! (أسباب النزول للنيسابوري/ص255 ، كنز العمال/ج12/ص506)
2- عن أنس قال: بيْنا أنا أدير الكأس على أبي طلحة وأبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسهيل بن بيضاء وأبي دجانة حتى مالت رؤوسهم، إذ سمعنا مناديا ينادي ألا أن الخمر قد حُرِّمت، فما دخل علينا داخل وما خرج منا خارج فأهرقنا الشراب وكسرنا القلال.
وأيضاً عن أنس: أن رجلاً يقال له "أبوبكر" لمّا شرب قال:
أحـيّـي أم بــكــرٍ بالســــــلامِ وهل لي بعد قومكِ من سلامِ؟
أيوعدني ابن كبشة أن سنحيا وكيـف حيــاة أصداءٍ وهــامِ؟
وأيضاً عن أنس: أن القوم كانوا أحد عشر رجلاً ومنهم أبو بكر وعمر.
(فتح الباري لابن حجر العسقلاني/ج10/ص31 ، الإصابة في معرفة الصحابة/ج4/ص22 ، فتح القدير للشوكاني/ج1/ص472)
إذن نخلص إلى أن أبو بكر كان يحتسي الخمر بعد الإسلام وحينما يحتسي الخمر كان يظهر ما في داخله لا إرادياً مما يدل أن أبا بكر لم يكن مؤمناً أصلاً وإنما كان كافراً مشركاً على عقيدته في الجاهلية، وقد دخل في الإسلام طمعاً وليس عن اقتناع وإيمان حقيقي
وقد كان دافع كل هؤلاء لمحاولة القضاء على هذا الدين الإسلامي هو أن مجيء هذا الدين وهذا النبي الجديد يهدد الزعامات القبلية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كانت قائمة آنذاك، وكان التصور العام الذي عند سكان الجزيرة العربية أن نبيًا حينما يظهر فأنه سيملك الأرض بمجرد أن يدّعي بأن له اتصال بالله الخالق فإنما هو سيأتي لكي يحكم! ، ولذلك نجد أن مسيلمة الكذاب «لعنة الله عليه» حينما إدعى النبوة في آخر سنة من حياة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كتب للنبي: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله أنه قد اشركت معك في الأمر فلي نصف الأرض ولك نصفها!
لكن لماذا باءت كل المحاولات للقضاء على هذا الدين من الخارج بالفشل؟ الجواب لأن المشركين كانوا أغبياء حيث حاولوا أن يواجهوا قوة ما جاء به الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وقوة الإسلام بقوة العنف مثلاً بينما قضى الله عز وجل أن ينتصر رسول الله صلى الله عليه وآله في حروبه وأن ينتصر هذا الدين، وكذلك مثلاً حاولوا القضاء على هذا الدين من خلال معارضة المعجزة الأساسية التي جاء بها هذا الدين وهي معجزة القرآن فحشدوا الشعراء والبلغاء من أجل أن يأتوا بمثل القرآن لكنهم أيضا فشلوا عن معارضته، وحاولوا مثلاً من خلال بث الشائعات كالإدعاء بأن هذا النبي كان ساحرا أو مجنونا، وحاولوا مثلاً التخطيط لإغتيال الرسول الأعظم في ليلة الهجرة ..إلخ
بينما نجحت محاولة وحيدة في أن تأكل من هذا الدين وأن تغيّر من هذا الدين وتحرّفه وتزيّفه وهي المحاولة التي بذلها أبو بكر وعمر «لعنة الله عليهما» بعد أن اندسا في أوساط المسلمين من أجل القضاء على الدين الإسلامي وتغييره، فنجحا كما نجح أعداء الأديان السابقة الباطنيون – الذين لم يعلنوا أنهم أعداء لدينٍ ما – في القضاء على تلك الأديان السالفة وتغييرها؛ ولكن عقاب هؤلاء الذين اندسوا في الأديان وحرّفوها وغيّروها سوف يكون عند الله عز وجل هو الأشد يوم القيامة كما وصفه إمامنا الكاظم عليه السلام في رواية عجيبة هي:
عن إسحاق بن عمار الصيرفي سألت الإمام الكاظم عليه السلام هذا السؤال: جعلت فداك حدّثني بحديثٍ في أبي بكر وعمر فقد سمعت من أبيك أحاديث عدة، فقال عليه السلام: يا إسحاق الأول بمنزلة العجل والثاني بمنزلة السامري، فقلت: جعلت فداك زدني فيهما، فقال عليه السلام: هما والله هوّدا ونصّرا ومجّسا فلا غفر الله ذلك لهما، قلت: جعلت فداك زدني فيهما، قال عليه السلام: ثلاثة لا ينظر الله إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم، قلت: جعلت فداك فمن هم؟ قال عليه السلام: رجل ادعى إماما من غير الله و آخر طغى في إمام من الله و آخر زعم أن لهما في الإسلام نصيبا، قلت: جعلت فداك زدني فيهما، قال عليه السلام: ما أبالي يا أبا إسحاق محوت المحكم من كتاب الله أو جحدت محمدا النبوة أو زعمت أن ليس في السماء إلها أو تقدمت علي بن أبي طالب عليه السلام، قلت: جعلت فداك زدني، فقال عليه السلام: يا إسحاق إن في النار لواديا يقال له محيط لو طلع منه شرارة لأحرقت من على وجه الأرض و إن أهل النار يتعوذون من حر ذلك الوادي و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الوادي لجبلا يتعوذ منه أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الجبل لشعبا يتعوذ منه جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب من نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك الشعب لقليبا يتعوذ منه أهل ذلك الشعب من حر ذلك القليب و نتنه و قذره و ما أعد الله فيه لأهله و إن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبثها و نتنها و قذرها و ما أعد الله عز و جل في أنيابها من السم لأهلها و إن في جوف تلك الحية لسبعة صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة و اثنان من هذه الأمة، قلت: جعلت فداك و من الخمسة و من الاثنان؟ قال عليه السلام: أما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل و نمرود الذي حاج إبراهيم في ربه قال أنا أحيي و أميت و فرعون الذي قال أنا ربكم الأعلى و يهودا الذي هوّد اليهود و بولس الذي نصّر النصارى وأما الإثنان من هذه الأمة فالأعرابيان أبو بكر وعمر. (ثواب الأعمال وعقاب الأعمال/ص216، والخصال/ص199)
يتبين هنا أن عذاب هؤلاء هو أشد أنواع العذاب في جهنم لأنهم حرّفوا المسيرة الدينية للبشرية وغيّروها ولولاهم لما نشأ أمثال صدام ليتسلطوا على البشر، فلو لم يحرّف أبا بكر وعمر ديننا ويغيّراه ولم ينقلبا على الأوصياء الشرعيين لكان من المفترض أن يحكم أهل الأرض ويحكمنا نحن الآن في هذا الزمان صاحب العصر «صلوات الله عليه» ، فكانوا هؤلاء جذر المشاكل بتغييرهم لهذه الأديان وتبديلهم أحكام الله وفتحهم باب الإجرام والفساد ومصادرة حقوق الإنسان.
ماذا فعل أبا بكر وعمر من ذي قبل؟ وكيف دخلا الإسلام؟ ولماذا دخلا في الإسلام؟ وماذا صنعا؟ وما الذي كان الهدف الحقيقي من دخولهما إلى الإسلام؟
• نسلّط الضوء هنا على (أبي بكر):
1- متى أسلم أبو بكر؟
2- لماذا دخل أبو بكر الإسلام؟
الجواب1: أسلم أبا بكر في مرحلة متأخرة في السنوات المتأخرة من بعثة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في مكة وقبل الهجرة إلى المدينة بقليل.
الشواهد:
أ- روى الذهبي عن الحسن بن زيد قال: أن علياً أول ذكر أسلم ثم أسلم زيد ثم جعفر وكان أبوبكر الرابع أو الخامس. (سير أعلام النبلاء/ج1/ص216)
ب- روى أبو هلال العسكري أن عائشة وقفت يوم البصرة فقالت: أبي رابع أربعة من المسلمين. (الأوائل/ص98)
ج- روى الطبري عن محمد بن سعد بن أبي وقاص: قلت لأبي أكان أبو بكر أولكم إسلاما؟ فقال: لا، ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين ولكن كان أفضلنا إسلاما! (تاريخ الطبري/ج2/ص60)
د- قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: صلت الملائكة عليّ وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين؛ قالوا: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لم يكن معي من الرجال غيره. (تاريخ دمشق/ج42/ص36، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد/ج3/ص258)
هـ - قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم آخذاً بيد علي: أن هذا أول من آمن بي، وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرّق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب الدين؛ (المعجم الكبير للطبراني/ج6/ص269، مجمع الزوائد للهيثمي/ج9/ص102) وهو بابي الذي أوتى منه وهو خليفتي من بعدي. (الكفاية للحافظ الكنجي الشافعي/ص79)
الجواب2: أجاب عن هذا السؤال سيدنا ومولانا بقية الله «صلوات الله عليه» حينما جاءه رجل اسمه سعد بن عبد الله القمي في قصة مفصلة قاصدًا الإمام العسكري «صلوات الله عليه» من قم المقدسة إلى سامراء المقدسة ليسأله هذه المسألة التي صعبت إجابتها عليه عندما خاض مناظرة مع أحد النواصب الذي قال له ما مفاده: قاتلكم الله معشر الروافض أنتم تعتبرون أن أبا بكر وعمر منافقان ولكن أخبرني أيها الرافضي أنهما حينما أسلما هل كان إسلامهما عن طوع أم عن كره؟ وبما أن أبا بكر وعمر أسلما في مكة في فترة ما قبل الهجرة أحتار سعد بن عبد الله القمي في الجواب فإذا قال "طوعاً" بطل مذهبه وإذا قال أسلما "كرهاً" يكون مغفلاً لأنه لم يكن هنالك في ذلك الزمان موجبٌ لإضطرار أحد للإسلام فلم يكن حينها للنبي دولة، فتألم سعد كثيراً لعدم مقدرته الإجابة على مسألة ذلك الناصبي فعزم على شد الرحال إلى سامراء المقدسة قاصدًا إمام ذلك الزمان حتى يجيبه، وحينما تشرف ببيت الإمام العسكري عليه السلام نادى الإمام عليه السلام إبنه صاحب العصر والزمان «عليه السلام» وكان صغير السن ما بين ثلاثة أعوام أو أربعة أعوام فأجلسه الإمام العسكري على حجره وقال لسعد بن عبد الله القمي: سل هذا! فسأله هذه المسألة – ضمن مسائل عديدة – وكانت إجابة المسألة هي قول الإمام صاحب الزمان: (لِم لم تقل له بل أسلما طمعا؟ وذلك لأنهما كانا يجالسان اليهود ويستخبرانهم عما كانوا يجدون في التوراة وفي سائر الكتب المتقدمة الناطقة بالملاحم من حال إلى حال من قصة محمد صلى الله عليه وآله ومن عواقب أمره، فكانت اليهود تذكر أن محمدا يتسلط على العرب كما كان بخت نصر يتسلط على بني إسرائيل ولا بد له من الظفر بالعرب كما ظفر بخت نصر ببني إسرائيل غير أنه كاذبٌ في دعواه أنه نبي، فأتيا محمدًا فساعداه على شهادة أن لا إله إلا الله وبايعاه طمعاً في أن ينال كل واحد منهما من جهته ولاية بلد إذا استقامت أموره واستتبت أحواله، فلما آيسا من ذلك تلثما وصعدا العقبة مع عدة من أمثالهما من المنافقين على أن يقتلوه فدفع الله تعالى كيدهم وردهم بغيظهم لم ينالوا خيرا كما أتى طلحة والزبير علياً عليه السلام فبايعاه وطمع كل واحد منهما أن ينال من جهته ولاية بلد فلما أيسا نكثا بيعته وخرجا عليه وصرع الله كل واحد منهما مصرع أشباههما من الناكثين). (إكمال الدين للصدوق/ص463 ، الاحتجاج للطبرسي/ج2/ص275)
الشواهد:
1- كان أبا بكر في قافلة تجارية فيها رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم وكان لا يزال شاباً، فلما توقفت جلس النبي تحت ظل سدرة فذهب أبو بكر إلى راهب يسأله عن الدين، وهناك سأله الراهب: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال أبو بكر: ذاك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ؛ فهنا قال الراهب: هذا والله نبي وما استظل تحتها أحد بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق فلمّا نبّأ رسول الله وهو ابن أربعين سنة وأبو بكر ابن ثمان وثلاثين سنة أسلم وصدّق رسول الله! (أسباب النزول للنيسابوري/ص255 ، كنز العمال/ج12/ص506)
2- عن أنس قال: بيْنا أنا أدير الكأس على أبي طلحة وأبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل وسهيل بن بيضاء وأبي دجانة حتى مالت رؤوسهم، إذ سمعنا مناديا ينادي ألا أن الخمر قد حُرِّمت، فما دخل علينا داخل وما خرج منا خارج فأهرقنا الشراب وكسرنا القلال.
وأيضاً عن أنس: أن رجلاً يقال له "أبوبكر" لمّا شرب قال:
أحـيّـي أم بــكــرٍ بالســــــلامِ وهل لي بعد قومكِ من سلامِ؟
أيوعدني ابن كبشة أن سنحيا وكيـف حيــاة أصداءٍ وهــامِ؟
وأيضاً عن أنس: أن القوم كانوا أحد عشر رجلاً ومنهم أبو بكر وعمر.
(فتح الباري لابن حجر العسقلاني/ج10/ص31 ، الإصابة في معرفة الصحابة/ج4/ص22 ، فتح القدير للشوكاني/ج1/ص472)
إذن نخلص إلى أن أبو بكر كان يحتسي الخمر بعد الإسلام وحينما يحتسي الخمر كان يظهر ما في داخله لا إرادياً مما يدل أن أبا بكر لم يكن مؤمناً أصلاً وإنما كان كافراً مشركاً على عقيدته في الجاهلية، وقد دخل في الإسلام طمعاً وليس عن اقتناع وإيمان حقيقي