وليد الجبوري
26-05-2011, 01:01 AM
يعد مصطلح الاعور الدجال من المصطلحات الاسلامية التي وردت بشكل مستفيض في مصادر العامة والخاصة فقد اكدت الروايات والاحاديث النبوية بشكل لا يدع مجالا للشك بوجود هذا المصطلح وقطعية صدوره عن النبي واهل بيته الكرام عليهم افضل الصلوات واتم التسليم .. ولا اشك ان الكثير ان لم نقل كل المسلمين سمعوا بهذا المصطلح وهذه الاحاديث والروايات لا سيما ان هذه الاثار والروايات دلت على كون ((الاعور الدجال)) فتنة كبرى واكدت على التحذير منها والحيطة واخذ التدابير والتحصينات اللازمة ضدها.. فقد ورد بما مضمونه عن الرسول الاكرم صلى الله عليه واله انه ما من نبي الا وحذر امته من فتنة الدجال وانتم اخر الامم وانا اخر الانبياء وانه ظاهر فيكم لا محالة .. وبعد هذا الحصر من لدن حبيبنا محمد ص تعين انه لابد ان يظهر فينا فنحن المعنيون به واقصد بنحن (المسلمون) دون حصر الزمن او التوقيت بوقت معين.. ولست هنا الا للتنبيه على امر هام جدا وهو ما المقصود بالاعور الدجال ؟؟؟ لما كان هذا التاكيد والتحذير منه اذا فلابد من اخذ فكرة ولو بسيطة تؤهلنا لنكون بمستوى الاستعداد لتلافي فتنته.. اختصارا للكلام اقول.. كتب الكثير من الكتاب والعلماء في هذا الموضوع ولكن اكثر من احاط بالموضوع واعطاه حقه كان الشهيد محمد محمد صادق الصدر في موسوعة الامام المهدي .. حيث يطرح المؤلف خيارين لا ثالث لهما لمعنى الدجال.. الاول ان يكون شخصا بعينه له وجوده الخارجي وصفاته التي يعرف بها ويذهب الى تفنيد هذا الراي ... والثاني ان يكون ظاهرة وفكرة وليس شخصا متعينا بعينه.. وهنا وبعيدا عن الاطاله يذهب المؤلف وانا اقتنعت بما طرحه ان الدجال هو كناية عن الحضارة المادية الغربية بكل زخرفها وبهارجها وما تحمل في مضمونها من فتنة قد اغرت ولا زالت تغري الكثير من المسلمين وتسيرهم في ركبها المادي وغرورها العلمي... والسبب في هذا التوجيه وهذا الراي هو ان الروايات التي ذكرت الدجال قد اعطته من المعجزات والخوارق مالا تكون الا لنبي او وصي ولو سلمنا بها فانها ستكون بخلاف قانون المعجزات الذي يفترض به ان يكون من مختصات الدعاة الى الحق وليس العكس .. ويضع المؤلف شرطين لكي نحمل اي مصطلح الى الرمزية والكناية بدلا من الصراحة والعينية ...الاول نسبة المعجزات والخوارق الى الباطل... والثاني ان تكون الصفات الجسمية والشخصية مما لا يمكن اثباته بحسب الامكان الواقعي .. وكلاهما ينطبق على الدجال فتعين ان يحمل على الرمزية بدلا من الواقعية والشخصية.. ولما كانت الروايات قد وضعت للدجال من المعجزات والخوارق كامره السماء ان تمطر فتمطر ويامر الميت ان يقوم فيقوم وانه يمتطي حمارا مابين اذنيه فرسخ وانه يدعي الالوهية فيصدق بذلك وانه يجوب البحار والسماء بليلة وووو من الامور والمعجزات التي لايمكن ان تعطى لغير اهل النبوات والاوصياء.. وبعد تطبيق المواصفات التي وردت عن هذا المفهوم(الدجال) يخلص الكاتب الى انها تنطبق على الحضارة الغربية وما تحمله من فتنة عظمى وتقدم علمي قد يوهم الكثير بان الاسلام يقف عاجزا امامها وانها هي الحل الوحيد ولها الربوبية والسيادة على العالم .. ولا شك ان الكثير ن المسلمين اليوم قد سار بركب هذه المادية وسايرها من حيث لا يشعر فيكون بذلك غافلا عن التنبيه الالهي عن هذه الفتنة بعد ادعاء زعماء هذه الحضارة بانهم سادة وقادة العالم وانهم بلسان الحال ارباب البشر ... الكلام طويل جدا والروايات كثيرة الى حد بعيد ومناقشاتها السندية والدلالية متشعبة لا يسع المقام لذكرها اوردت الموضوع فقط للتنبيه تاركا لمن يريد الاستزادة مراجعة موسوعة الامام المهدي في جزئها الثاني والثالث وهناك سيجد ايضا بحث قيما حول ياجوج وماجوج اؤلئك الاقوام الذين ذكرهم القران وتفصيلا واسعا في ماهيتهم وكيفيتهم... اعتذر عن الاطالة رغم اني توخيت الاختصار قدر الامكان..