علي الكاظمي
26-05-2011, 01:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
الحمد لله الذي من علينا بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام
وهنا نسرد لكم قصة الغدير وهو يوم تنصيب علي بن ابي طالب عليه السلام خليفة من بعد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله بالكامل
لكي يتسنى للقارى الاحتواء لما فيها من معاني ووؤيا في ادلة التنصيب للنبوه والامامه هو أمر من الله لانه هو الاعلم بصلاحنا والله ولي التوفيق
نقلا عن صاحب كتاب النوار العلويه
الشيخ جعفر النقدي
تغمده الله برحمته الطبعة الثانية
قال
اعلم أن رواة حديث الغدير جميع الأصحاب والتابعين وتابعي التابعين وهم لا يحصى عددهم وكفاك في خبر بلغ من الشهرة ما بلغ، حتى قال ابن حجر في صواعقه: وهو مروي من سبعين طريقا وأكثرها صحيح وحسن، وأنهاها بعضهم الى سبعمائة طريق، وحدثني بعض العلماء أنه رأى كتابا لبعض علماء الهند قد جمع فيه طرق حديث الغدير فكانت الفا وخمسمائة طريق وترجم رجال الحديث بأسمائهم وأسماء آبائهم مشايخهم وفي بعض التفاسير روى عن جميع الصحابة والتابعين متواترا قوله تعالى: " يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وإن لم تفعل فيما بلغت رسالته " نزلت في علي " ع " يوم غدير خم. أقول: ويؤيد ذلك ما حكى عن تفسير ابن الأثير أنه قرأ ابن مسعود: يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل الآية،
وتفصيل ذلك هو ما روي في كتاب روضة الواعظين
عن أبي جعفر الباقر قال
حج رسول الله من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه
خلا الحج والولاية
فأتاه جبرئيل فقال له يا محمد أن الله عز وجل يقرؤك السلام
ويقول أني لم أقبض نبيا من أنبيائي ورسلي إلا بعد إكمال ديني وتكثير حجتي وقد بقى عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج إليه أن تبلغهما قومك
فريضة الحج
وفريضة الولاية
والخليفة من بعدك
فأني لم أخل أرضي من حجة ولن أخليها أبدا
وأن الله يأمرك أن تبلغ قومك الحج تحج ويحج معك كل من استطاع السبيل من أهل الحضر وأهل الأطراف والأعراب وتعلمهم من حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وتوقفهم من ذلك على أمثال الذين أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع فنادى رسول الله http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif في الناس: ألا أن رسول الله يريد الحج وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه، وخرج رسول الله وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا
مثله فحج بهم فبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة والأطراف والاعراب سبعين الف أنسان أو يزيدون
على نحو عدد أصحاب موسى " ع " السبعين الف الذين أخذ عليهم بيعة هارون
فأتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة فلما وقف الموقف
أتاه جبرئيل فقال يا محمد ان الله يقرؤك السلام
ويقول: أنه قد دنى أجلك ومدتك وأني استقدمتك على ما لا بد منه ولا محيص عنه
فاعهد عهدك وقدم وصيتك واعمد الى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الانبياء
فسلمها الى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي
علي ابن أبي طالب
فأقمه للناس وخذ عهده وميثاقه وبيعته وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي وثقتهم به أو عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي وهو مولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب فأني لم أقبض نبيا من أنبيائي إلا بعد إكمال ديني واتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي
وذلك تمام كمال توحيدي وديني واتمام نعمتي على خلقي واتباع وليي وطاعته
وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة على خلقي
فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
علي وليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة،
علي عبدي ووصي نبيي والخليفة من بعده والحجة البالغة على خلقي
مقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه أطاعني
ومن عصاه فقد عصاني جعلته علما بيني وبين خلقي
فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن أشرك ببيعته كان مشركا
ومن لقيني بولايته دخل الجنة
ومن لقيني بعداوته دخل النار
فأقم يا محمد عليا علما وخذ عليهم البيعة وخذ عهدي وميثاقي بالذي واثقتهم عليه فأني قابضك الي ومستقدمك علي،
فخشى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قومه وأهل النفاق والشقاق
أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم وما يبطنون عليه أنفسهم لعلي http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a2.gif من البغضاء
وسأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله تعالى فأخر ذلك الى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرئيل وأمره أن يعهد عهده ويقيم عليا للناس ولم يأته بالعصمة من الله بالذي أراد، حتى أتى كراع العميم بين مكة والمدينة فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أمر به من
قبل ولم يأته بالعصمة فقال http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif
يا جبرئيل أني لأخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي
ثم رحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال
أتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس
فقال يا محمد أن ربك يقرؤك السلام ويقول لك:
(يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)
فكان اولهم بلغ قرب الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم وجلس من تقدم منهم في ذلك المكان ليقيم عليا للناس ويبلغهم ما أنزل الله عز وجل
في علي عن الله تعالى وفي المواضع سلمات
فأمر رسول الله http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif أن يقيم ما تحتهن وينصب له أحجار كهيأة المنبر
ليشرف على الناس فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان
لا يزالون وقام رسول الله http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif فوق تلك الاحجار
وقال: الحمد لله الذي علا بتوحيده ودنى بتفرده وجل في سلطانه وعظم في أركانه وأحاط بكل شئ وهو في مكانه (يعني ان الشئ في مكانه) وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه حميدا لم يزل محمودا لا يزال ومجيدا لا يزول ومبدئا معيدا وكل أمر إليه يعود بارى المسموكات وداحي المدحوات قدوس سبوح رب الملائكة والروح متفضل على جميع من براه متطول على جميع من ذواه يلحظ كل نفس والعيون لا تراه كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شئ رحمته ومن على جميع خلقه بنعمته لا يعجل بانتقامه ولا يبادر بما استحقوا من عذابه قد فهم السرائر وعلم الضمائر ولم تخف عليه المكنونات وما اشتبهت عليه الخفيات له الأحاطة بكل شئ والغية لكل شئ والقوة في كل شئ والقدرة على كل شئ لا مثله شئ وهو منشئ الشئ حين لا شئ وحين شئ قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير لا يلحق وصفه أحد بمعانيه ولا يجد كيف هو من سر ولا علانية إلا بما دل على نفسه أشهد له بأنه الله الذي أبلى الدهر قدمه والذي يقنى الأبد نوره والذي ينفذ أمره بلا مشورة ولا معه شريك في تقدير ولا تفاوت في تقدير ولا تفاوت في تدبير صور ما ابتدع بلا مثال وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال أنشأها فكانت وبرأها فبانت وهو الذي لا إله إلا هو
المتقن الصنيع الحسن الصنعة العدل الذي لا يجور الأكرم الذي ترجع إليه الأمور أشهد أنه الله الذي تواضع كل شئ لعظمته وذل كل شئ لعزته واستسلم كل شئ لقدرته وخضع كل شئ لهيبته ملك الأملاك وسخر الشمس والقمر في الأفلاك كل يجري لأجل مسمى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا قاصم كل جبار عنيد وكل شيطان مريد لم يكن له ضد ولا معه ند أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد إلها وربا ماجدا يشاء فيمضي ويريد فيقضي ويعلم فيحصي ويميت ويحيي ويفقر ويغني ويضحك ويبكي وبدبر فيقضي ويمنع ويعطي
(له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل)
مستجيب العطاء جزيل العطاء محصي الانفاس رب الجنة والناس الذي لا يشكل عليه لغة ولا يضجره المستصرخون ولا يبرمه الحاح الملحين عليه العاصم للصالحين والموفق للمتقين مولى المؤمنين رب العالمين الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على كل حال أحمده وأشكره على السراء والضراء والشدة والرخاء واؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله فاسمعوا واطيعوا الأمر وبادروا الى مرضاته وسلموا لما قضاه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره أقر له على نفسي بالعبودية واشهد له بالربوبية واؤدي ما اوحى الي به خوفا وحذرا من أن تحل بي قارعة لا يدفعها عني أحد وان عظمت منته وصفت خلته لأنه لا إله إلا هو قد أعلمني إن لم ابلغ ما انزل الي فما بلغت رسالته قد تضمن لي العصمة وهو الله الكافي الكريم واوحى الي:
بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك " -
الآية،
معاشر الناس ما قصرت عن تبليغ ما انزله وانا مبين هذه الآية
أن جبرئيل هبط الي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد واعلم كل ابيض واحمر وأسود
أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والامام من بعدي
الذي محله مني محل هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
وليكم بعد الله
ورسوله
وقد انزل الله علي بذلك
آية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتى
الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال
وسألت جبرئيل أن يستغفر لي من تبليغ ذلك اليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وادغال الآثمين وختل المستهزئين الذين وصفهم الله في كتابه:
" بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "،
لكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني اذنا وزعموا أنه لكثرة ملازمته أياي واقبالي عليه حتى انزل الله في ذلك:
(الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن)
فقال قل على الذين يزعمون أنه اذن خير لكم الى آخر الآية، ولو شئت اسمي القائلين بأسمائهم لسميت وأومأت إليهم بأعيانهم ولو شئت أن ادل عليهم لدللت ولكني في أمرهم قد تكرمت وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما انزل الي
فقال
(يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) - الآية،
فافهموا معاشر الناس وافهموا واعلموا أن الله قد نصب لكم وليا وإماما مفترضة طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين وعلى البادي والحاضر والأعجمي والعربي والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد ماض حكمه جايز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من صدقه قد غفر الله لمن سمع له وأطاع، معاشر الناس انه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فإان الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم ثم الأئمة الذين من صلبه إلى يوم يلقون الله ورسوله لا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرم الله، علمني الحلال والحرام وأنا أفضيب مما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه، معاشر الناس ما من علم إلا وقد أحصاه الله في وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين، ما من علم إلا علمته عليا وهو الإمام المبين،
معاشر الناس لا تضلوا عنه
ولا تفرقوا عنه ولا تستنكفوا من ولايته فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم وهو أول من آمن بالله ورسوله والذي فدى رسول الله بنفسه والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره، معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله واقبلوه
فقد
نصبه الله، معاشر الناس أنه إمام من الله ولن يتوب الله على من أنكر ولايته ولن يغفر الله له حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الآباد ودهر الدهور فأحذروا أن تخالفوني فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين، أيها الناس هي والله بشرى من الأولين من النبيين والمرسلين فجميع المرسلين إليهم من العالم
من أهل السماوات والأرضين
فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى ومن شك في قولي هذا
فقد شك في الكل منه والشاك في ذلك فله النار، معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة بمنه علي وإحسانه منه الي ولا إله إلا هو له الحمد مني أبد الآباد ودهر الدهور على كل حال،
معاشر الناس فضلوا عليا فأنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى، بنا أنزل الله الرزق وبقى الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب على من رد قولي هذا عن جبرئيل عن الله فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوا أن الله خبير بما تعملون، معاشر الناس تدبروا القرآن وأفهموا آياته ومحكماته ولا تتبعوا متشابهه فو الله لهو مبين لكم نورا واحدا ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ومصعده إلي وشائل بعضده ومعلمكم
أن من كنت مولاه فهذا مولاه وهو علي بن أبي طالب
أخي ووصيي وموالاته من الله تعالى أنزلها علي،
معاشر الناس أن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل
الاكبر وكل واحد منهما مبين عن صاحبه موافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض بأمر الله في خلقه وبحكمه في أرضه وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت،
ألا أن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله، ألا أنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا نحل إمرة المؤمنين لأحد غيره، ثم ضرب بيده الى عضد علي http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a2.gif فرفعه فكان أمير المؤمنين منذ أول ما صعد رسول الله http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif قد شال عليا حتى صارت رجليه مع رقبة رسول الله
ثم قال: معاشر الناس هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على امتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه والمعامل بما يرضيه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والامام الهادي بأمر الله، أقول ما يبدل القول لديه بأمر ربي
أقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والعن من أنكره واغضب على من جحده اللهم أنك أنت أنزلت الأمامة لعلي وليك عند تبيين ذلك بتفضيلك إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأنعمت عليهم بنعتك ورضيت لهم الأسلام دينا فقلت:
" ومن يتبع غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين "
اللهم أني اشهدك أني قد بلغت، معاشر الناس إنما اكمل الله عز وجل دينكم بامامته فمن لم يأتم به ويمن كان من ولدي من صلبة الى يوم القيامة والعرض على الله تعالى
" فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم فيها خالدون، ولا تخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون "،
معاشر الناس هذا أنصركم لي وأحق الناس بي والله عز وجل وإنا عنه راضيان
وما نزلت آية رضا إلا فيه وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به
ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه
ولا شهد الله بالجنة في هل اتى على الانسان إلا له
ولا أنزلها في سواه ولا مدح بها غيره،
معاشر الناس هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله وهو التقي النقي الهادي المهدي نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي، معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي، معاشر الناس أن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم فأن آدم هبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله فكيف أنتم وان زللتم وأنتم عباد الله ما يبغض عليا إلا شقي ولا يتولى عليا إلا تقي ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص في علي والله سورة والعصر
بسم الله الرحمن الرحيم (والعصر إن الأنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)،
معاشر الناس قد أشهدت الله وبلغتكم الرسالة وما على الرسول إلا البلاغ المبين، معاشر الناس " اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "، معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله بالنور الذي انزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على اعقابها، معاشر الناس النور من الله عز وجل في ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه الى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبحق كل مؤمن لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والغادرين والمخالفين والخائبين والآثمين والظالمين من جميع العالمين
معاشر الناس: " أني رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مت أو قتلت أنقلبتم على اعقابكم
وإن تنقلبوا فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين الصابرين، ألا أن عليا الموصوف بالصبر والشكر امام بعدي ثم من بعده ولدي من صلبه، معاشر الناس لا تمنوا على الله بأسلامكم فيسخط الله عليكم فيصيبكم بعذاب من عنده ان ربك لبالمرصاد، معاشر الناس سيكون من بعدي أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون، معاشر الناس أن الله وأنا بريئان منهم،
معاشر الناس أنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين، معاشر الناس أني ادعهما أمانة ووراثة في عقبي الى يوم القيامة وقد بلغت ما بلغت حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهدا ولم يولد
فليبلغ منكم الغائب والوالد الولد الى يوم القيامة وسيجعلوها ملكا واغتصابا (سنفرغ لكم أيها الثقلان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)،
وصلى الله على محمدوال محمد الطاهرين
الجزء الاول
ونكمل من بعد
انشاء الله تعالى
وببركة محمد وال محمد الطاهرين
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
الحمد لله الذي من علينا بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام
وهنا نسرد لكم قصة الغدير وهو يوم تنصيب علي بن ابي طالب عليه السلام خليفة من بعد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله بالكامل
لكي يتسنى للقارى الاحتواء لما فيها من معاني ووؤيا في ادلة التنصيب للنبوه والامامه هو أمر من الله لانه هو الاعلم بصلاحنا والله ولي التوفيق
نقلا عن صاحب كتاب النوار العلويه
الشيخ جعفر النقدي
تغمده الله برحمته الطبعة الثانية
قال
اعلم أن رواة حديث الغدير جميع الأصحاب والتابعين وتابعي التابعين وهم لا يحصى عددهم وكفاك في خبر بلغ من الشهرة ما بلغ، حتى قال ابن حجر في صواعقه: وهو مروي من سبعين طريقا وأكثرها صحيح وحسن، وأنهاها بعضهم الى سبعمائة طريق، وحدثني بعض العلماء أنه رأى كتابا لبعض علماء الهند قد جمع فيه طرق حديث الغدير فكانت الفا وخمسمائة طريق وترجم رجال الحديث بأسمائهم وأسماء آبائهم مشايخهم وفي بعض التفاسير روى عن جميع الصحابة والتابعين متواترا قوله تعالى: " يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وإن لم تفعل فيما بلغت رسالته " نزلت في علي " ع " يوم غدير خم. أقول: ويؤيد ذلك ما حكى عن تفسير ابن الأثير أنه قرأ ابن مسعود: يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل الآية،
وتفصيل ذلك هو ما روي في كتاب روضة الواعظين
عن أبي جعفر الباقر قال
حج رسول الله من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه
خلا الحج والولاية
فأتاه جبرئيل فقال له يا محمد أن الله عز وجل يقرؤك السلام
ويقول أني لم أقبض نبيا من أنبيائي ورسلي إلا بعد إكمال ديني وتكثير حجتي وقد بقى عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج إليه أن تبلغهما قومك
فريضة الحج
وفريضة الولاية
والخليفة من بعدك
فأني لم أخل أرضي من حجة ولن أخليها أبدا
وأن الله يأمرك أن تبلغ قومك الحج تحج ويحج معك كل من استطاع السبيل من أهل الحضر وأهل الأطراف والأعراب وتعلمهم من حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وتوقفهم من ذلك على أمثال الذين أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع فنادى رسول الله http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif في الناس: ألا أن رسول الله يريد الحج وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه، وخرج رسول الله وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا
مثله فحج بهم فبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة والأطراف والاعراب سبعين الف أنسان أو يزيدون
على نحو عدد أصحاب موسى " ع " السبعين الف الذين أخذ عليهم بيعة هارون
فأتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة فلما وقف الموقف
أتاه جبرئيل فقال يا محمد ان الله يقرؤك السلام
ويقول: أنه قد دنى أجلك ومدتك وأني استقدمتك على ما لا بد منه ولا محيص عنه
فاعهد عهدك وقدم وصيتك واعمد الى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الانبياء
فسلمها الى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي
علي ابن أبي طالب
فأقمه للناس وخذ عهده وميثاقه وبيعته وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي وثقتهم به أو عهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي وهو مولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب فأني لم أقبض نبيا من أنبيائي إلا بعد إكمال ديني واتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي
وذلك تمام كمال توحيدي وديني واتمام نعمتي على خلقي واتباع وليي وطاعته
وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة على خلقي
فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
علي وليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة،
علي عبدي ووصي نبيي والخليفة من بعده والحجة البالغة على خلقي
مقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه أطاعني
ومن عصاه فقد عصاني جعلته علما بيني وبين خلقي
فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن أشرك ببيعته كان مشركا
ومن لقيني بولايته دخل الجنة
ومن لقيني بعداوته دخل النار
فأقم يا محمد عليا علما وخذ عليهم البيعة وخذ عهدي وميثاقي بالذي واثقتهم عليه فأني قابضك الي ومستقدمك علي،
فخشى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قومه وأهل النفاق والشقاق
أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم وما يبطنون عليه أنفسهم لعلي http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a2.gif من البغضاء
وسأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس عن الله تعالى فأخر ذلك الى أن بلغ مسجد الخيف فأتاه جبرئيل وأمره أن يعهد عهده ويقيم عليا للناس ولم يأته بالعصمة من الله بالذي أراد، حتى أتى كراع العميم بين مكة والمدينة فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أمر به من
قبل ولم يأته بالعصمة فقال http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif
يا جبرئيل أني لأخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي
ثم رحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال
أتاه جبرئيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس
فقال يا محمد أن ربك يقرؤك السلام ويقول لك:
(يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)
فكان اولهم بلغ قرب الجحفة فأمره أن يرد من تقدم منهم وجلس من تقدم منهم في ذلك المكان ليقيم عليا للناس ويبلغهم ما أنزل الله عز وجل
في علي عن الله تعالى وفي المواضع سلمات
فأمر رسول الله http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif أن يقيم ما تحتهن وينصب له أحجار كهيأة المنبر
ليشرف على الناس فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان
لا يزالون وقام رسول الله http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif فوق تلك الاحجار
وقال: الحمد لله الذي علا بتوحيده ودنى بتفرده وجل في سلطانه وعظم في أركانه وأحاط بكل شئ وهو في مكانه (يعني ان الشئ في مكانه) وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه حميدا لم يزل محمودا لا يزال ومجيدا لا يزول ومبدئا معيدا وكل أمر إليه يعود بارى المسموكات وداحي المدحوات قدوس سبوح رب الملائكة والروح متفضل على جميع من براه متطول على جميع من ذواه يلحظ كل نفس والعيون لا تراه كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شئ رحمته ومن على جميع خلقه بنعمته لا يعجل بانتقامه ولا يبادر بما استحقوا من عذابه قد فهم السرائر وعلم الضمائر ولم تخف عليه المكنونات وما اشتبهت عليه الخفيات له الأحاطة بكل شئ والغية لكل شئ والقوة في كل شئ والقدرة على كل شئ لا مثله شئ وهو منشئ الشئ حين لا شئ وحين شئ قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير لا يلحق وصفه أحد بمعانيه ولا يجد كيف هو من سر ولا علانية إلا بما دل على نفسه أشهد له بأنه الله الذي أبلى الدهر قدمه والذي يقنى الأبد نوره والذي ينفذ أمره بلا مشورة ولا معه شريك في تقدير ولا تفاوت في تقدير ولا تفاوت في تدبير صور ما ابتدع بلا مثال وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال أنشأها فكانت وبرأها فبانت وهو الذي لا إله إلا هو
المتقن الصنيع الحسن الصنعة العدل الذي لا يجور الأكرم الذي ترجع إليه الأمور أشهد أنه الله الذي تواضع كل شئ لعظمته وذل كل شئ لعزته واستسلم كل شئ لقدرته وخضع كل شئ لهيبته ملك الأملاك وسخر الشمس والقمر في الأفلاك كل يجري لأجل مسمى يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا قاصم كل جبار عنيد وكل شيطان مريد لم يكن له ضد ولا معه ند أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد إلها وربا ماجدا يشاء فيمضي ويريد فيقضي ويعلم فيحصي ويميت ويحيي ويفقر ويغني ويضحك ويبكي وبدبر فيقضي ويمنع ويعطي
(له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل)
مستجيب العطاء جزيل العطاء محصي الانفاس رب الجنة والناس الذي لا يشكل عليه لغة ولا يضجره المستصرخون ولا يبرمه الحاح الملحين عليه العاصم للصالحين والموفق للمتقين مولى المؤمنين رب العالمين الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على كل حال أحمده وأشكره على السراء والضراء والشدة والرخاء واؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله فاسمعوا واطيعوا الأمر وبادروا الى مرضاته وسلموا لما قضاه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره أقر له على نفسي بالعبودية واشهد له بالربوبية واؤدي ما اوحى الي به خوفا وحذرا من أن تحل بي قارعة لا يدفعها عني أحد وان عظمت منته وصفت خلته لأنه لا إله إلا هو قد أعلمني إن لم ابلغ ما انزل الي فما بلغت رسالته قد تضمن لي العصمة وهو الله الكافي الكريم واوحى الي:
بسم الله الرحمن الرحيم " يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك " -
الآية،
معاشر الناس ما قصرت عن تبليغ ما انزله وانا مبين هذه الآية
أن جبرئيل هبط الي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد واعلم كل ابيض واحمر وأسود
أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والامام من بعدي
الذي محله مني محل هرون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
وليكم بعد الله
ورسوله
وقد انزل الله علي بذلك
آية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتى
الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال
وسألت جبرئيل أن يستغفر لي من تبليغ ذلك اليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وادغال الآثمين وختل المستهزئين الذين وصفهم الله في كتابه:
" بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "،
لكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني اذنا وزعموا أنه لكثرة ملازمته أياي واقبالي عليه حتى انزل الله في ذلك:
(الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن)
فقال قل على الذين يزعمون أنه اذن خير لكم الى آخر الآية، ولو شئت اسمي القائلين بأسمائهم لسميت وأومأت إليهم بأعيانهم ولو شئت أن ادل عليهم لدللت ولكني في أمرهم قد تكرمت وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما انزل الي
فقال
(يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) - الآية،
فافهموا معاشر الناس وافهموا واعلموا أن الله قد نصب لكم وليا وإماما مفترضة طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين وعلى البادي والحاضر والأعجمي والعربي والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد ماض حكمه جايز قوله نافذ أمره ملعون من خالفه مرحوم من صدقه قد غفر الله لمن سمع له وأطاع، معاشر الناس انه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فإان الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم ثم الأئمة الذين من صلبه إلى يوم يلقون الله ورسوله لا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرم الله، علمني الحلال والحرام وأنا أفضيب مما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه، معاشر الناس ما من علم إلا وقد أحصاه الله في وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام المتقين، ما من علم إلا علمته عليا وهو الإمام المبين،
معاشر الناس لا تضلوا عنه
ولا تفرقوا عنه ولا تستنكفوا من ولايته فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم وهو أول من آمن بالله ورسوله والذي فدى رسول الله بنفسه والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره، معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله واقبلوه
فقد
نصبه الله، معاشر الناس أنه إمام من الله ولن يتوب الله على من أنكر ولايته ولن يغفر الله له حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الآباد ودهر الدهور فأحذروا أن تخالفوني فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين، أيها الناس هي والله بشرى من الأولين من النبيين والمرسلين فجميع المرسلين إليهم من العالم
من أهل السماوات والأرضين
فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى ومن شك في قولي هذا
فقد شك في الكل منه والشاك في ذلك فله النار، معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة بمنه علي وإحسانه منه الي ولا إله إلا هو له الحمد مني أبد الآباد ودهر الدهور على كل حال،
معاشر الناس فضلوا عليا فأنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى، بنا أنزل الله الرزق وبقى الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب على من رد قولي هذا عن جبرئيل عن الله فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوا أن الله خبير بما تعملون، معاشر الناس تدبروا القرآن وأفهموا آياته ومحكماته ولا تتبعوا متشابهه فو الله لهو مبين لكم نورا واحدا ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ومصعده إلي وشائل بعضده ومعلمكم
أن من كنت مولاه فهذا مولاه وهو علي بن أبي طالب
أخي ووصيي وموالاته من الله تعالى أنزلها علي،
معاشر الناس أن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر والقرآن الثقل
الاكبر وكل واحد منهما مبين عن صاحبه موافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض بأمر الله في خلقه وبحكمه في أرضه وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت،
ألا أن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله، ألا أنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا نحل إمرة المؤمنين لأحد غيره، ثم ضرب بيده الى عضد علي http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a2.gif فرفعه فكان أمير المؤمنين منذ أول ما صعد رسول الله http://www.alsfir.net/vb/images/smilies/a1.gif قد شال عليا حتى صارت رجليه مع رقبة رسول الله
ثم قال: معاشر الناس هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على امتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه والمعامل بما يرضيه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والامام الهادي بأمر الله، أقول ما يبدل القول لديه بأمر ربي
أقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والعن من أنكره واغضب على من جحده اللهم أنك أنت أنزلت الأمامة لعلي وليك عند تبيين ذلك بتفضيلك إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأنعمت عليهم بنعتك ورضيت لهم الأسلام دينا فقلت:
" ومن يتبع غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين "
اللهم أني اشهدك أني قد بلغت، معاشر الناس إنما اكمل الله عز وجل دينكم بامامته فمن لم يأتم به ويمن كان من ولدي من صلبة الى يوم القيامة والعرض على الله تعالى
" فأولئك حبطت أعمالهم وفي النار هم فيها خالدون، ولا تخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون "،
معاشر الناس هذا أنصركم لي وأحق الناس بي والله عز وجل وإنا عنه راضيان
وما نزلت آية رضا إلا فيه وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به
ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه
ولا شهد الله بالجنة في هل اتى على الانسان إلا له
ولا أنزلها في سواه ولا مدح بها غيره،
معاشر الناس هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله وهو التقي النقي الهادي المهدي نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي، معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي، معاشر الناس أن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم فأن آدم هبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله فكيف أنتم وان زللتم وأنتم عباد الله ما يبغض عليا إلا شقي ولا يتولى عليا إلا تقي ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص في علي والله سورة والعصر
بسم الله الرحمن الرحيم (والعصر إن الأنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)،
معاشر الناس قد أشهدت الله وبلغتكم الرسالة وما على الرسول إلا البلاغ المبين، معاشر الناس " اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون "، معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله بالنور الذي انزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على اعقابها، معاشر الناس النور من الله عز وجل في ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه الى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبحق كل مؤمن لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والغادرين والمخالفين والخائبين والآثمين والظالمين من جميع العالمين
معاشر الناس: " أني رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مت أو قتلت أنقلبتم على اعقابكم
وإن تنقلبوا فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين الصابرين، ألا أن عليا الموصوف بالصبر والشكر امام بعدي ثم من بعده ولدي من صلبه، معاشر الناس لا تمنوا على الله بأسلامكم فيسخط الله عليكم فيصيبكم بعذاب من عنده ان ربك لبالمرصاد، معاشر الناس سيكون من بعدي أئمة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون، معاشر الناس أن الله وأنا بريئان منهم،
معاشر الناس أنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين، معاشر الناس أني ادعهما أمانة ووراثة في عقبي الى يوم القيامة وقد بلغت ما بلغت حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهدا ولم يولد
فليبلغ منكم الغائب والوالد الولد الى يوم القيامة وسيجعلوها ملكا واغتصابا (سنفرغ لكم أيها الثقلان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)،
وصلى الله على محمدوال محمد الطاهرين
الجزء الاول
ونكمل من بعد
انشاء الله تعالى
وببركة محمد وال محمد الطاهرين