محمد الغزي
29-05-2011, 12:22 AM
الإمام السبط أبو محمد الزكي، أول الأسباط الأحد عشر من نسل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سيد البشر، ونسل عليٍ سيد البشر، واول من اجتمع فيه نور النبوة ونور الإمامة ، فكان مجمع النورين وملتقى البحرين ((مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ)) علي بحر الإمامة ، وفاطمة بحر نور النبوة والكرامة، يخرج منهما اللؤلؤ الأخضر، بخضرة السم في السماء، والمرجان الأحمر بحمرة الأرض من الدماء .
الحسن (عليه السلام) أول الأئمة الأمناء من صلب سيد الأوصياء، الحسن هو الذي أظهر الحق وأزهق الباطل وحق بصلحه الدماء .
وقد كانت ولادته عليه السلام في ليلة النصف من رمضان، في مدينة رسول الله المنورة، وأطل على العالم الإسلامي نور الإمامة من بيت أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه، وانبثق من دوحة النبوة والإمامة فرع طيب زاك، رفع الله به كيان الإسلام، وأشاد به صروح الإيمان، وأصلح بين فئتين عظيمتين .
لقد استقبل حفيد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وسبطه الأكبر سيد شباب أهل الجنة دنيا الوجود في شهر هو أبرك الشهور وأفضلها حتى سمي شهر الله، وهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وقد كان ذلك في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة، وقد شوهدت في طلعة الوليد طلعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبدت فيه شمائل النبوة ومحاسن الإمامة .
ولما أذيع نبأ ولادة الصديقة الزهراء( عليها السلام) بالمولود المبارك، غمرت موجات من السرور والفرح قلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسارع إلى بيت ابنته الزهراء (عليها السلام) ليهنئها بالمولود الجديد، ويبارك لأخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ويفيض على المولود شيئاً من مكرمات نفسه الذي أطبق شذاها العالم بأسره، ولما وصل (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مثوى الإمام نادى :
يا أسماء، هاتيني ابني ...
فانبرت أسماء، ودفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها .
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ألم اعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء؟
وقام (صلى الله عليه وآله وسلم) فسرأه، وألباه بريقه وضمه إلى صدره ورفع يديه بالدعاء له: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم .
والتفت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أترعت نفسه العظيمة بالغبطة والمسرات فقال له: هل سميت الوليد المبارك؟ فأجاب الإمام (عليه السلام) : ما كنت لأسبقك يا رسول الله، وانطلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً له: ما كنت لأسبق ربي، وما هي إلا لحظات وإذا بالوحي يناجي الرسول ، ويحمل له التسمية من الحق تبارك وتعالى ويقول له جبرئيل ((سمه حسناً)) وكفى به جمالاً وحسناً أن الخالق الحكيم هو الذي اختاره ليدل جمال لفظه على جمال المعنى وحسنه وكناه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا محمد، ولا كنية له غيرها، أما ألقابه (عليه السلام) فهي : السبط، الزكي، المجتبى، والسيد التقي .
وللإمام أبي محمد الحسن (عليه السلام) تاريخ مشرق، حافل بأروع صفحات البطولة والجهاد، وسيرة ندية تنبض بالعدل والتقوى ، وتتدفق بالقابليات الفذة، والنزعات الخيرة، وتلتقي بها حسن الخلق، وأصالة الرأي، وعمق التفكير، وقد أجمع المترجمون له أنه من أحلم الناس، وأقدرهم على كظم الغيظ، والصبر على الأذى والمكروه، فما عرف من سيرته أنه قابل سيئاً بإساءته، ولا جزى مذنباً بذنبه، وإنما كان يغدق عليهم بالإحسان ويقابلهم بالمعروف، شأنه شأن جده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي وسع الناس بأخلاقه وحلمه .
وكما كان من أحلم الناس، فقد كان من أبرز رجال الفكر في سداد الرأي وصواب التفكير، وقد تجلى ذلك في صلحه مع معاوية، وتجنبه فتح باب الحرب، فإن البلاد كانت تضج بالحزبية، وباع زعماء القبائل وقادة الجيوش ذممهم على معاوية وانحازوا إلى معسكره، لا إيماناً بقضيته، وإنما طمعاً بأمواله، واستسلم عليه السلام للأمر الواقع، وصالح معاوية، وقد صان بذلك الأمة وحفظ دماءها، وجنّبها من المضاعفات السيئة التي لا يعلم مدى خطورتها إلا الله عز وجل، وأجمع الرواة أنه كان أندى الناس كفاً، وأوصلهم لعباد الله، وأعطفهم على الفقراء والمحتاجين حتى لقب بكريم أهل البيت (عليه السلام) مع أنهم أصول الكرم ومعدن السخاء والمعروف ، وكانت تترى عليه وفود من الفقراء والمحرومين فيفيض عليهم ببره ومعروفه، وينقذهم بوافر عطاياه من ذل السؤال والحاجة إلى السعة والسبط في العيش والاستغناء عما في أيدي الناس .
واتفقت كلمة المؤرخين أنه كان أعبد أهل زمانه، وأتقاهم، وأكثرهم عبادة وخوفاً من الله عز وجل، وقد حج بيت الله الحرام خمساً وعشرين حجة، وأن النجائب تقاد بين يديه، وقد عمل جميع الوسائل التي يتقرب بها إلى الباري عز وجل، وتجرد عن لهو الحياة، ونبذ جميع زخارفها .
إن سيرة الإمام (عليه السلام) في جميع صورها من أروع سير العظماء والمصلحين الذي تعتز بهم الأمة في جميع مجالاتها، ويكفيها خلوداً أنها شابهت سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحكت كريم طباعه وسجاياه .
فسلام عليك أيها الإمام الحسن يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حياً .
الحسن (عليه السلام) أول الأئمة الأمناء من صلب سيد الأوصياء، الحسن هو الذي أظهر الحق وأزهق الباطل وحق بصلحه الدماء .
وقد كانت ولادته عليه السلام في ليلة النصف من رمضان، في مدينة رسول الله المنورة، وأطل على العالم الإسلامي نور الإمامة من بيت أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه، وانبثق من دوحة النبوة والإمامة فرع طيب زاك، رفع الله به كيان الإسلام، وأشاد به صروح الإيمان، وأصلح بين فئتين عظيمتين .
لقد استقبل حفيد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وسبطه الأكبر سيد شباب أهل الجنة دنيا الوجود في شهر هو أبرك الشهور وأفضلها حتى سمي شهر الله، وهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وقد كان ذلك في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة، وقد شوهدت في طلعة الوليد طلعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبدت فيه شمائل النبوة ومحاسن الإمامة .
ولما أذيع نبأ ولادة الصديقة الزهراء( عليها السلام) بالمولود المبارك، غمرت موجات من السرور والفرح قلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسارع إلى بيت ابنته الزهراء (عليها السلام) ليهنئها بالمولود الجديد، ويبارك لأخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ويفيض على المولود شيئاً من مكرمات نفسه الذي أطبق شذاها العالم بأسره، ولما وصل (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مثوى الإمام نادى :
يا أسماء، هاتيني ابني ...
فانبرت أسماء، ودفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها .
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ألم اعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء؟
وقام (صلى الله عليه وآله وسلم) فسرأه، وألباه بريقه وضمه إلى صدره ورفع يديه بالدعاء له: اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم .
والتفت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد أترعت نفسه العظيمة بالغبطة والمسرات فقال له: هل سميت الوليد المبارك؟ فأجاب الإمام (عليه السلام) : ما كنت لأسبقك يا رسول الله، وانطلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً له: ما كنت لأسبق ربي، وما هي إلا لحظات وإذا بالوحي يناجي الرسول ، ويحمل له التسمية من الحق تبارك وتعالى ويقول له جبرئيل ((سمه حسناً)) وكفى به جمالاً وحسناً أن الخالق الحكيم هو الذي اختاره ليدل جمال لفظه على جمال المعنى وحسنه وكناه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا محمد، ولا كنية له غيرها، أما ألقابه (عليه السلام) فهي : السبط، الزكي، المجتبى، والسيد التقي .
وللإمام أبي محمد الحسن (عليه السلام) تاريخ مشرق، حافل بأروع صفحات البطولة والجهاد، وسيرة ندية تنبض بالعدل والتقوى ، وتتدفق بالقابليات الفذة، والنزعات الخيرة، وتلتقي بها حسن الخلق، وأصالة الرأي، وعمق التفكير، وقد أجمع المترجمون له أنه من أحلم الناس، وأقدرهم على كظم الغيظ، والصبر على الأذى والمكروه، فما عرف من سيرته أنه قابل سيئاً بإساءته، ولا جزى مذنباً بذنبه، وإنما كان يغدق عليهم بالإحسان ويقابلهم بالمعروف، شأنه شأن جده الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي وسع الناس بأخلاقه وحلمه .
وكما كان من أحلم الناس، فقد كان من أبرز رجال الفكر في سداد الرأي وصواب التفكير، وقد تجلى ذلك في صلحه مع معاوية، وتجنبه فتح باب الحرب، فإن البلاد كانت تضج بالحزبية، وباع زعماء القبائل وقادة الجيوش ذممهم على معاوية وانحازوا إلى معسكره، لا إيماناً بقضيته، وإنما طمعاً بأمواله، واستسلم عليه السلام للأمر الواقع، وصالح معاوية، وقد صان بذلك الأمة وحفظ دماءها، وجنّبها من المضاعفات السيئة التي لا يعلم مدى خطورتها إلا الله عز وجل، وأجمع الرواة أنه كان أندى الناس كفاً، وأوصلهم لعباد الله، وأعطفهم على الفقراء والمحتاجين حتى لقب بكريم أهل البيت (عليه السلام) مع أنهم أصول الكرم ومعدن السخاء والمعروف ، وكانت تترى عليه وفود من الفقراء والمحرومين فيفيض عليهم ببره ومعروفه، وينقذهم بوافر عطاياه من ذل السؤال والحاجة إلى السعة والسبط في العيش والاستغناء عما في أيدي الناس .
واتفقت كلمة المؤرخين أنه كان أعبد أهل زمانه، وأتقاهم، وأكثرهم عبادة وخوفاً من الله عز وجل، وقد حج بيت الله الحرام خمساً وعشرين حجة، وأن النجائب تقاد بين يديه، وقد عمل جميع الوسائل التي يتقرب بها إلى الباري عز وجل، وتجرد عن لهو الحياة، ونبذ جميع زخارفها .
إن سيرة الإمام (عليه السلام) في جميع صورها من أروع سير العظماء والمصلحين الذي تعتز بهم الأمة في جميع مجالاتها، ويكفيها خلوداً أنها شابهت سيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحكت كريم طباعه وسجاياه .
فسلام عليك أيها الإمام الحسن يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تبعث حياً .