الأصولي
30-05-2011, 08:13 PM
يدندن المخالفون كرارا ومرارا بهذا النص المكذوب على النبي صلى الله عليه وآله، والذي يذكرون فيه بأنه دعا الله وتوسّل إليه أن يقوّي الإسلام بأبي جهل بن هشام (أو) بعمر بن الخطاب!
المفترض هنا – لمن يريد أن يسلّم جدلاً بصدور هذا الدعاء– أن يرى كلٌ من أبي جهل بن هشام وعمر بن الخطاب من أشجع الشجعان وأقوى الفرسان ومن الأبطال المغاوير، ولذا تم وضع ملصقات وملحقات بهذه الكذبة لإكمال السيناريو والمسلسل على المشاهدين بأن نتيجة هذا الدعاء كانت هي إسلام عمر بن الخطاب الذي وبمجرد أن أسلم لم يخف إسلامه ولم يعمل بالتقيّة مختلفاً عن كل المسلمين الذين كانوا يعملون بها آنذاك خوفاً من بطش قريش وزعمائها الكفرة، فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن أسلم وتشهد الشهادتين وذهب إلى الكعبة ووقف أمام المشركين وقال «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً رسول الله» سائلاً إياهم لمبارزته، فلم يأتيه أحد لأنهم كانوا يهابونه بسبب قوته وشراسته!
ثم ذهب عمر إلى بيت بيت من بيوت زعماء المشركين يطرق عليهم الباب فجاء وطرق باب بيت أبي سفيان وقال له: إني أسلمت «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً رسول الله» فأغلق أبو سفيان الباب في وجهه ولم يفعل له شيئاً، إلى أن تسائل عمر أخيراً: ما لهم لا يفعلون بي ما يفعلون بالآخرين؟
وتستمر قصة الفلم بتصوير عمر على أنه الوحيد الذي هاجر علناً إلى المدينة خلافاً عن بقية المسلمين الذين هاجروا سراً من المجتمع المكي بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان قد هرب مستخفياً منهم بشكلٍ سريع، بينما همّ عمر بعد أن صلى ركعتين في المسجد الحرام أمام الكعبة في وسط الظهر بالجلوس على راحلته مخاطباً معشر المشركين أنه ذاهب لكي يهاجر وذلك لبطولته وشجاعته! واللطيف أنهم وضعوا هذه الرواية عن هجرة عمر على لسان سيّد الشجعان أمير المؤمنين حقاً وصدقاً علي بن أبي طالب عليه السلام! كما لم يكتفوا بها بل وضعوا حديثاً بأن الله عز وجل بعدما أسلم عمر أنزل آية قرآنية مباركة هي {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} (سورة الأنفال/الآية 65 بترتيبنا/64 بترتيبهم والآية مدنية)!
ملخص النقد لهذا الفيلم:
• لا يمكن صدور هكذا دعاء عن رسول الله، كما أن صيغة هذا الدعاء لا يمكن أن تصدر على لسان أي نبي لأن أسلوب دعاء الأنبياء لا يكون بسؤال الله هداية واحد من إثنين أو واحد من ثلاثة أو واحد من أربعة فأنهم إذا دعوا الله يدعون للكل، فلماذا لم يجمع رسول الله بينهما في دعاء واحد فيقول اللهم أعز الإسلام بأبي جهل وعمر؟
• استخدم الحديث كلمة (أحب) وهو ما لا يمكن أن يكون، لأنه لو سلّمنا جدلاً بإسلام عمر يكون أبا جهل ليس مكروهاً عند الله بل يعتبر حبيباً لله وإنما عمر هو الأكثر محبة عنده من أبي جهل المشرك الذي هو زعيم من زعماء المشركين إلى درجة أن اسمه ليس أبو جهل وإنما حمزة عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله هما اللذان أطلقا عليه اسم (أبو جهل) تحقيراً له وتبعهما في ذلك المسلمون، فكيف يكون عمرو بن هشام حبيباً لله؟.
• أنكر المحققون المنصفون من أهل العامة سلامة هذا الحديث ويصفونه بأنه حديث «مشبوه» و «غير دقيق» ومنهم المفسّر والمحدِّث الشيخ محمد العجلوني الجرّاحي في كتابه (كشف الخفاء ومزيل الإلباس عن ما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس/ج1/ص185) وقد أفرد في كتابه لهذا الحديث فصلاً كاملاً راوياً فيه عن عكرمة بن أبي جهل أنه سُئِل عن هذا الحديث فقال: معاذ الله، دين الإسلام أعز من ذلك ولكنه صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: اللهم أعز عمر بالدين أو أبا جهل.
• لم يكن عمر بن الخطاب شجاعاً بل العكس هو الصحيح فالتاريخ الحقيقي لعمر يثبت أنه كان جباناً، فلا ذكر لعمر في غزوات الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ولا دور له، فلم يكن مقداماً يبلي بلاء الابطال ولم يسجّل التاريخ الإسلامي أن عمر تبارز شخصياً مع واحد من المشركين فقتله أو انتصر عليه، بل يذكر التاريخ الإسلامي أن عمر عندما سلّمه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الراية في أحد المواقف رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه، فأين هي آثار شجاعة عمر في المعارك التي شارك فيها شخصياً وأين آثار جرأته فيها؟ ولماذا لم يحتم به رسول الله صلى الله عليه وآله في مكة قبل أن يهاجر بل لماذا يهاجر إذا كان عمر بكل هذه القوة الخيالية؟!
شواهد على جبن عمر:
1- عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: بينا عمر في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل فقال: ما بالك؟ قال (عمر): زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت فقال (العاص): لا سبيل عليك! قال (عمر): بعد أن قالها أمنت وعجبت من عزه. (البخاري/ج5/ص60 ؛ تاريخ الإسلام للذهبي/ج2/ص104)
2- احتاج رسول الله صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية أن يرسل مبعوثاً من أصحابه إلى المشركين لكي يبلّغهم رسالة مفادها أنه لم يأت لكي يحاربهم وإنما جئنا معتمرين فقط، فكلّف عمر بهذه المهمة في بادئ الأمر فرفض عمر واعتذر مبرراً رفضه بقوله: أني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من بني عدي أحدٌ يمنعني. (البداية والنهاية/ج4/ص167 ؛ سنن البيهقي/ج9/ص221)
إذاً نخلص أن عمر كان جباناً وحينما أسلم كان خائفاً وكتم إسلامه وقد آمنه العاص بن وائل – الذي عيّر رسول الله بأنه أبتر – على أن يحميه فلا تؤذيه قريش.
المفترض هنا – لمن يريد أن يسلّم جدلاً بصدور هذا الدعاء– أن يرى كلٌ من أبي جهل بن هشام وعمر بن الخطاب من أشجع الشجعان وأقوى الفرسان ومن الأبطال المغاوير، ولذا تم وضع ملصقات وملحقات بهذه الكذبة لإكمال السيناريو والمسلسل على المشاهدين بأن نتيجة هذا الدعاء كانت هي إسلام عمر بن الخطاب الذي وبمجرد أن أسلم لم يخف إسلامه ولم يعمل بالتقيّة مختلفاً عن كل المسلمين الذين كانوا يعملون بها آنذاك خوفاً من بطش قريش وزعمائها الكفرة، فخرج من عند رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن أسلم وتشهد الشهادتين وذهب إلى الكعبة ووقف أمام المشركين وقال «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً رسول الله» سائلاً إياهم لمبارزته، فلم يأتيه أحد لأنهم كانوا يهابونه بسبب قوته وشراسته!
ثم ذهب عمر إلى بيت بيت من بيوت زعماء المشركين يطرق عليهم الباب فجاء وطرق باب بيت أبي سفيان وقال له: إني أسلمت «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً رسول الله» فأغلق أبو سفيان الباب في وجهه ولم يفعل له شيئاً، إلى أن تسائل عمر أخيراً: ما لهم لا يفعلون بي ما يفعلون بالآخرين؟
وتستمر قصة الفلم بتصوير عمر على أنه الوحيد الذي هاجر علناً إلى المدينة خلافاً عن بقية المسلمين الذين هاجروا سراً من المجتمع المكي بما فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان قد هرب مستخفياً منهم بشكلٍ سريع، بينما همّ عمر بعد أن صلى ركعتين في المسجد الحرام أمام الكعبة في وسط الظهر بالجلوس على راحلته مخاطباً معشر المشركين أنه ذاهب لكي يهاجر وذلك لبطولته وشجاعته! واللطيف أنهم وضعوا هذه الرواية عن هجرة عمر على لسان سيّد الشجعان أمير المؤمنين حقاً وصدقاً علي بن أبي طالب عليه السلام! كما لم يكتفوا بها بل وضعوا حديثاً بأن الله عز وجل بعدما أسلم عمر أنزل آية قرآنية مباركة هي {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} (سورة الأنفال/الآية 65 بترتيبنا/64 بترتيبهم والآية مدنية)!
ملخص النقد لهذا الفيلم:
• لا يمكن صدور هكذا دعاء عن رسول الله، كما أن صيغة هذا الدعاء لا يمكن أن تصدر على لسان أي نبي لأن أسلوب دعاء الأنبياء لا يكون بسؤال الله هداية واحد من إثنين أو واحد من ثلاثة أو واحد من أربعة فأنهم إذا دعوا الله يدعون للكل، فلماذا لم يجمع رسول الله بينهما في دعاء واحد فيقول اللهم أعز الإسلام بأبي جهل وعمر؟
• استخدم الحديث كلمة (أحب) وهو ما لا يمكن أن يكون، لأنه لو سلّمنا جدلاً بإسلام عمر يكون أبا جهل ليس مكروهاً عند الله بل يعتبر حبيباً لله وإنما عمر هو الأكثر محبة عنده من أبي جهل المشرك الذي هو زعيم من زعماء المشركين إلى درجة أن اسمه ليس أبو جهل وإنما حمزة عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله هما اللذان أطلقا عليه اسم (أبو جهل) تحقيراً له وتبعهما في ذلك المسلمون، فكيف يكون عمرو بن هشام حبيباً لله؟.
• أنكر المحققون المنصفون من أهل العامة سلامة هذا الحديث ويصفونه بأنه حديث «مشبوه» و «غير دقيق» ومنهم المفسّر والمحدِّث الشيخ محمد العجلوني الجرّاحي في كتابه (كشف الخفاء ومزيل الإلباس عن ما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس/ج1/ص185) وقد أفرد في كتابه لهذا الحديث فصلاً كاملاً راوياً فيه عن عكرمة بن أبي جهل أنه سُئِل عن هذا الحديث فقال: معاذ الله، دين الإسلام أعز من ذلك ولكنه صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: اللهم أعز عمر بالدين أو أبا جهل.
• لم يكن عمر بن الخطاب شجاعاً بل العكس هو الصحيح فالتاريخ الحقيقي لعمر يثبت أنه كان جباناً، فلا ذكر لعمر في غزوات الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ولا دور له، فلم يكن مقداماً يبلي بلاء الابطال ولم يسجّل التاريخ الإسلامي أن عمر تبارز شخصياً مع واحد من المشركين فقتله أو انتصر عليه، بل يذكر التاريخ الإسلامي أن عمر عندما سلّمه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله الراية في أحد المواقف رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه، فأين هي آثار شجاعة عمر في المعارك التي شارك فيها شخصياً وأين آثار جرأته فيها؟ ولماذا لم يحتم به رسول الله صلى الله عليه وآله في مكة قبل أن يهاجر بل لماذا يهاجر إذا كان عمر بكل هذه القوة الخيالية؟!
شواهد على جبن عمر:
1- عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: بينا عمر في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل فقال: ما بالك؟ قال (عمر): زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت فقال (العاص): لا سبيل عليك! قال (عمر): بعد أن قالها أمنت وعجبت من عزه. (البخاري/ج5/ص60 ؛ تاريخ الإسلام للذهبي/ج2/ص104)
2- احتاج رسول الله صلى الله عليه وآله في صلح الحديبية أن يرسل مبعوثاً من أصحابه إلى المشركين لكي يبلّغهم رسالة مفادها أنه لم يأت لكي يحاربهم وإنما جئنا معتمرين فقط، فكلّف عمر بهذه المهمة في بادئ الأمر فرفض عمر واعتذر مبرراً رفضه بقوله: أني أخاف قريشاً على نفسي، وليس بمكة من بني عدي أحدٌ يمنعني. (البداية والنهاية/ج4/ص167 ؛ سنن البيهقي/ج9/ص221)
إذاً نخلص أن عمر كان جباناً وحينما أسلم كان خائفاً وكتم إسلامه وقد آمنه العاص بن وائل – الذي عيّر رسول الله بأنه أبتر – على أن يحميه فلا تؤذيه قريش.