علي حسين
14-06-2011, 11:33 AM
المرجع الشيرازي يؤكّد:
الحريّات التي جعلها الإمام عليّ لم تعرف البشرية نظيراً لها
http://s-alshirazi.com/news/1432/07/images/05/01.jpg
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله عدد من المسؤولين العراقيين كان فيهم السيد المشرف العام على وزارة العدل العراقية وقضاة من مدينة النجف الأشرف، صلوات الله وسلامه على مشرّفها، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الأحد الموافق للثاني من شهر رجب الأصبّ 1432 للهجرة، فرحّب سماحة المرجع الشيرازي بهم، وقال:
كانت حكومة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه تمتدّ على خمسين دولة من دول اليوم كالعراق وإيران وسورية وغيرها. وقد حكم الإمام صلوات الله عليه خمس سنوات تقريباً. ورغم كل المشاكل الداخلية والخارجية التي واجهتها حكومة الإمام، ومنها فرض ثلاث حروب فريدة على الإمام من قبل الناكثين والقاسطين والمارقين، مع كل تلك المشاكل ترك الإمام صلوات الله عليه في أهم مسائل البشر وهي الحرية والاقتصاد، ترك بصمات لا يوجد لها نظير في التاريخ وفي أرجاء المعمورة حتى في عالم اليوم رغم ما شهده ويشهده من التقدّم الاقتصادي والسياسي.
وقال سماحته فيما تركه الإمام عليّ صلوات الله عليه في المجال السياسي: إنّ من أهم مظاهر الحرية في العالم هي التظاهر (المظاهرة) ضد الحاكم. ففي عالم اليوم تخرج في البلاد الحرّة مظاهرات ضد الحاكم ولكن ضمن شروط، منها: أن تكون المظاهرة ضمن جهة رسمية معترف بها كجمعية أو حزب، وأن يتم تقديم طلب للسماح بالخروج بالمظاهرة، وتعيين زمان ومكان انطلاق المظاهرة، والإبلاغ عن الشعارات التي ستردّد في المظاهرة، وغيرها، وبالتالي ومع كل ذلك فإنّ الحاكم لا يلبّي مطاليب المتظاهرين. ولكن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه قبل أربعة عشر قرناً حيث كانت الدكتاتورية سائدة على العالم كله قبل زمن الإمام، وسادت على العالم من بعد استشهاد الإمام صلوات الله عليه، في ذلك اليوم سمح الإمام بالمظاهرات ضده دون أية شروط، ولبّى مطاليب المتظاهرين، وذلك في القصّة المعروفة التالية:
قال الإمام الصادق صلوات الله عليه: «لمّا قدم أمير المؤمنين صلوات الله عليه الكوفة أمر الحسن بن علي صلوات الله عليه أن ينادي في الناس لا صلاة (صلاة النافلة أو ما يسمّى بالتراويح) في شهر رمضان في المساجد جماعة ـ حيث إنّ الإمام صلوات الله عليه تبعاً لرسول الله صلى الله عليه وآله منع صلاة التراويح، لأن النبي صلى الله عليه وآله كان قد نهى عن ذلك ـ، فنادى في الناس الحسن بن علي صلوات الله عليه بما أمره به أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فلمّا سمع الناس مقالة الحسن بن علي صاحوا: واعمراه واعمراه، فلمّا رجع الحسن إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال له: ما هذا الصوت؟ فقال: ياأمير المؤمنين الناس يصيحون: واعمراه واعمراه، فقال أمير المؤمنين: قل لهم صلّوا»(1).
وعقّب سماحته: إنّ الذين اعترضوا على الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يكونوا يمثّلون نسبة واحد بالألف من مجتمع الكوفة، ولكن رغم ذلك سمح لهم الإمام بالتظاهر والاعتراض، وأمر بتركهم على ما يريدون. فهل تجدون نظير هذا في الدول المتحضّرة والتي تدّعي بالحرّية اليوم؟
وأشار سماحته إلى نموذج مما عمله الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الجانب الاقتصادي، وقال: أما في مجال الاقتصاد، يقول الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كلام له مذكور في نهج البلاغة: «هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ»(2). فالإمام صلوات الله عليه كان بالكوفة لكنه كان لا يأكل معظم الأيام، وإذا أكل فإنّه لا يأكل إلى حدّ الشبع لأنه قد يمكن أن يكون هناك جائع ما في البلاد البعيدة عنه كالحجاز مثلاً أو اليمامة. فـ(لعل) في كلام الإمام صلوات الله عليه تعني: يمكن وليس مؤكّداً.
وأردف سماحته: كان للإمام عليّ صلوات الله عليه أعداء في التاريخ ولا يزالون، وقد أخذوا على الإمام مآخذ، وكانوا يظنّون أنها مآخذ لكنها بالحقيقة هي فضائل ومناقب، فكانوا يركّزون عليها وينتقدون الإمام صلوات الله عليه بها، وهي قولهم: إنّ فيه دعابة. أي لم يكن خُلُق الإمام حادّاً أو فظّاً، واعتبروا ذلك مأخذاً على الإمام، في حين إنها فضيلة من فضائل الإمام صلوات الله عليه. ولكنهم ـ أي الأعداء ـ لم يأخذوا على الإمام قوله صلوات الله عليه: «وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ». فلم يخرج أحدهم ويقول: بالتأكيد كان هناك جائع في ظل حكومة الإمام صلوات الله عليه، لأنهم يعلمون جيّداً بأن الناس في ظل حكومة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه عاشوا برفاه ورخاء.
وعقّب سماحته بقوله: انظروا إلى حكّام عالم اليوم، بالأخصّ حكّام أغنى الدول، هل يستطيع حاكمها أن يدّعي ويقول: أنا لست متأكّداً من وجود جائع واحد في ظل وفي رقعة حكومتي؟!
وشدّد سماحته قائلاً: إن الإما أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يوجد اليوم في العراق، لكن مزاره الطاهر موجود بالعراق وكذلك نهجه صلوات الله عليه. فعلى كل فرد من أبناء الشعب العراقي أن يسعى إلى نشر نهج الإمام صلوات الله عليه، ويشجّع على اتباعه، بالقلم وباللسان وبالعمل، كل من موقعه ودوره، سواء كان مسؤولاً حكومياً أو ليس في مجال المسؤولية الحكومية، لكي يصلح العراق شيئاً فشيئاً، ويصلح بالعراق جيرانه والمنطقة، وثم يصلح العالم كلّه بالعراق.
وأكّد المرجع الشيرازي دام ظله: إن الاستفادة من نهج الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه الذي لا يزال يرنّ في التاريخ، مسؤولية مهمة، ومسؤولية الجميع، بالأخصّ في العراق اليوم.
1) تهذيب الأحكام للطوسي/ ج3/ ص70/ باب فضل شهر رمضان والصلاة فيه/ ح30.
2) نهج البلاغة: باب الرسائل/ الكتاب 45 من كتاب له سلام الله عليه إلى عثمان بن حنيف/ 416.
الحريّات التي جعلها الإمام عليّ لم تعرف البشرية نظيراً لها
http://s-alshirazi.com/news/1432/07/images/05/01.jpg
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله عدد من المسؤولين العراقيين كان فيهم السيد المشرف العام على وزارة العدل العراقية وقضاة من مدينة النجف الأشرف، صلوات الله وسلامه على مشرّفها، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الأحد الموافق للثاني من شهر رجب الأصبّ 1432 للهجرة، فرحّب سماحة المرجع الشيرازي بهم، وقال:
كانت حكومة الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه تمتدّ على خمسين دولة من دول اليوم كالعراق وإيران وسورية وغيرها. وقد حكم الإمام صلوات الله عليه خمس سنوات تقريباً. ورغم كل المشاكل الداخلية والخارجية التي واجهتها حكومة الإمام، ومنها فرض ثلاث حروب فريدة على الإمام من قبل الناكثين والقاسطين والمارقين، مع كل تلك المشاكل ترك الإمام صلوات الله عليه في أهم مسائل البشر وهي الحرية والاقتصاد، ترك بصمات لا يوجد لها نظير في التاريخ وفي أرجاء المعمورة حتى في عالم اليوم رغم ما شهده ويشهده من التقدّم الاقتصادي والسياسي.
وقال سماحته فيما تركه الإمام عليّ صلوات الله عليه في المجال السياسي: إنّ من أهم مظاهر الحرية في العالم هي التظاهر (المظاهرة) ضد الحاكم. ففي عالم اليوم تخرج في البلاد الحرّة مظاهرات ضد الحاكم ولكن ضمن شروط، منها: أن تكون المظاهرة ضمن جهة رسمية معترف بها كجمعية أو حزب، وأن يتم تقديم طلب للسماح بالخروج بالمظاهرة، وتعيين زمان ومكان انطلاق المظاهرة، والإبلاغ عن الشعارات التي ستردّد في المظاهرة، وغيرها، وبالتالي ومع كل ذلك فإنّ الحاكم لا يلبّي مطاليب المتظاهرين. ولكن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه قبل أربعة عشر قرناً حيث كانت الدكتاتورية سائدة على العالم كله قبل زمن الإمام، وسادت على العالم من بعد استشهاد الإمام صلوات الله عليه، في ذلك اليوم سمح الإمام بالمظاهرات ضده دون أية شروط، ولبّى مطاليب المتظاهرين، وذلك في القصّة المعروفة التالية:
قال الإمام الصادق صلوات الله عليه: «لمّا قدم أمير المؤمنين صلوات الله عليه الكوفة أمر الحسن بن علي صلوات الله عليه أن ينادي في الناس لا صلاة (صلاة النافلة أو ما يسمّى بالتراويح) في شهر رمضان في المساجد جماعة ـ حيث إنّ الإمام صلوات الله عليه تبعاً لرسول الله صلى الله عليه وآله منع صلاة التراويح، لأن النبي صلى الله عليه وآله كان قد نهى عن ذلك ـ، فنادى في الناس الحسن بن علي صلوات الله عليه بما أمره به أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فلمّا سمع الناس مقالة الحسن بن علي صاحوا: واعمراه واعمراه، فلمّا رجع الحسن إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال له: ما هذا الصوت؟ فقال: ياأمير المؤمنين الناس يصيحون: واعمراه واعمراه، فقال أمير المؤمنين: قل لهم صلّوا»(1).
وعقّب سماحته: إنّ الذين اعترضوا على الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يكونوا يمثّلون نسبة واحد بالألف من مجتمع الكوفة، ولكن رغم ذلك سمح لهم الإمام بالتظاهر والاعتراض، وأمر بتركهم على ما يريدون. فهل تجدون نظير هذا في الدول المتحضّرة والتي تدّعي بالحرّية اليوم؟
وأشار سماحته إلى نموذج مما عمله الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الجانب الاقتصادي، وقال: أما في مجال الاقتصاد، يقول الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كلام له مذكور في نهج البلاغة: «هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ»(2). فالإمام صلوات الله عليه كان بالكوفة لكنه كان لا يأكل معظم الأيام، وإذا أكل فإنّه لا يأكل إلى حدّ الشبع لأنه قد يمكن أن يكون هناك جائع ما في البلاد البعيدة عنه كالحجاز مثلاً أو اليمامة. فـ(لعل) في كلام الإمام صلوات الله عليه تعني: يمكن وليس مؤكّداً.
وأردف سماحته: كان للإمام عليّ صلوات الله عليه أعداء في التاريخ ولا يزالون، وقد أخذوا على الإمام مآخذ، وكانوا يظنّون أنها مآخذ لكنها بالحقيقة هي فضائل ومناقب، فكانوا يركّزون عليها وينتقدون الإمام صلوات الله عليه بها، وهي قولهم: إنّ فيه دعابة. أي لم يكن خُلُق الإمام حادّاً أو فظّاً، واعتبروا ذلك مأخذاً على الإمام، في حين إنها فضيلة من فضائل الإمام صلوات الله عليه. ولكنهم ـ أي الأعداء ـ لم يأخذوا على الإمام قوله صلوات الله عليه: «وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ». فلم يخرج أحدهم ويقول: بالتأكيد كان هناك جائع في ظل حكومة الإمام صلوات الله عليه، لأنهم يعلمون جيّداً بأن الناس في ظل حكومة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه عاشوا برفاه ورخاء.
وعقّب سماحته بقوله: انظروا إلى حكّام عالم اليوم، بالأخصّ حكّام أغنى الدول، هل يستطيع حاكمها أن يدّعي ويقول: أنا لست متأكّداً من وجود جائع واحد في ظل وفي رقعة حكومتي؟!
وشدّد سماحته قائلاً: إن الإما أمير المؤمنين صلوات الله عليه لا يوجد اليوم في العراق، لكن مزاره الطاهر موجود بالعراق وكذلك نهجه صلوات الله عليه. فعلى كل فرد من أبناء الشعب العراقي أن يسعى إلى نشر نهج الإمام صلوات الله عليه، ويشجّع على اتباعه، بالقلم وباللسان وبالعمل، كل من موقعه ودوره، سواء كان مسؤولاً حكومياً أو ليس في مجال المسؤولية الحكومية، لكي يصلح العراق شيئاً فشيئاً، ويصلح بالعراق جيرانه والمنطقة، وثم يصلح العالم كلّه بالعراق.
وأكّد المرجع الشيرازي دام ظله: إن الاستفادة من نهج الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه الذي لا يزال يرنّ في التاريخ، مسؤولية مهمة، ومسؤولية الجميع، بالأخصّ في العراق اليوم.
1) تهذيب الأحكام للطوسي/ ج3/ ص70/ باب فضل شهر رمضان والصلاة فيه/ ح30.
2) نهج البلاغة: باب الرسائل/ الكتاب 45 من كتاب له سلام الله عليه إلى عثمان بن حنيف/ 416.