المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل عطرها رمادي


دموع.
15-06-2011, 11:30 PM
http://imagecache.te3p.com/imgcache/2113b9884be1f9e07216a96fce7c8cd3.jpg



كثيرة هي الأوقات التي أتعطش فيها لصوت
يدمدم جرح بداخلي ينزف ولكن لا أحد سواك يا ورق
يعطيني حرية وشم جسده بـِ ندبات يرشقها الوقت و يرحل .
لا أعلم ما هي عقدة الوقت معي ؟!
حين أنتظر الأشياء لا تأتي في وقتها وحين أمقتها تأتي في وقتها ,
كأن الوقت يحرضها على عصياني , نسياني .
لا أعلم قد أكون أنا لعنة على الوقت , كما تقول أمي :
"أنت لا تأتي إلا في الوقت الضائع" ,
بالمناسبة : من الضائع أنا أم الوقت ؟!




بائع الورد لم يعد موجودا في زماننا هذا ,
ففي زماني كثروا باعة الشوك فهم يغرسونها في
أقدام المارة بمحض غفلة .
فانتعلوا الطرقات حتى لا تشج أقدامكم .






أخبرتني سالفاَ : أنها تخاف (وأد البنات)
و أن مجرد الحديث عن هذه المعضلة يجعل
نبضاتها الصغيرات يركضن دون هوادة بعكس اتجاه الريح .
و كنت أخبرها أني أنا الأخر أخشى (وأد الأمنيات)
و أن الأمنيات هن بناتي اللاتي لم أمنحنهن اسمي .
فكانت تربت على كتفي و تمضي بنصف ابتسامة خاوية الملامح





كانت تعشق البلل و تثب طويلا تحت المطر
ثم تركض وتقف أمامي فجأة و تحضنني دون أن تنبس بكلمة .
كانت امرأة غريبة الأطوار , أرغمتني على عادة التجسس البغيض
أراقب تحركاتها أثناء نومها كانت كثيرة التقلب أثناء النوم و كأنها تصارع الموت
ولكن (سر البلل) بات يعشش في ذاكرتي و ظل يشلني عن المضي في نسيانه ,
حتى وجدتها تكتب سراً : "أعشق البلل لأنه لا يجعلني أحتاج الدموع فإني أخشى الجفاف "
أكانت تبكي بعين السماء !




اللحظات الثمينة نخبئها في ذاكرتنا
خشية أن يبيعها النسيان بِـ أبخس الأثمان ,
فالحزن يا صديقي كافر يزرع الجوع بذاكرتي
حتى أجتر كل قطعة وجع و أتقيئها .





انتبذ عن الضجيج و أغرس رأسي بكومة تراب
أريد أن أسمع أصوات الأموات و شهقاتهم !
أهي المقابر موحشة كغرفتي أم أشد وحشة !
يقولون : أن المقابر تتضور جوعاَ , أحين نموت
عظامنا ستلتهمها الأرض و تلعق أجسادنا !
أحضروا لي ميتاً يخبرني كم هو الموت موحش !
أرجوكم لا تقولوا كما قال صديقي: "دعكم من هذا المجنون" .






لـِ حبيبتي قلب كالسكر يذوب في المطر,
حين تمشي ترقص الزهور تحت قدميها
و ينمو الفرح في أوردة الأرض و تعشوشب الأرصفة
و يتعرى الشجر من أوراقه و يصبح الكون خريفاً كعينيها ..
و حين تنام تتشرب الطرقات الهدوء و تنطفئ المنارات
و ينتحر الضجيج على شفتيها .
و يقبل القمر جبينها و يحصي أنفاسها حتى تستيقظ لِـ يستيقظ الصباح و يتنفسها .




الثقة كنز ثمين بالنسبة لي دفنته في بعضهم
ولكنهم اختلسوه و هربوا ـ غير مأسوف عليهم ـ
أصبحت فقير جداً في تعاملي مع الآخرين ,
أعاملهم بحذر فلا شيء لدي لأمنحهم إياه فما عدت
أملك وجها يحتمل صفعات الخيبة .
فلم أبرئ بعد من تلك الثغرات التي أحدثتها أصابعهم الكثيرة في وجهي.




شعر الشمس الذهبي أشعثاً هذا الصباح
لم يمشط الدفء خصلاتها , كل شيء يبدوا جامداً
حتى فنجان قهوتي تجمد قبل أن يذوب دفئا بين شفتيها المكتنزتين .
كانت تحدثني طويلاً عن رحلة النور في أوردة الحياة و
تهمس لي : "إني أخاف من الظلام" .
تروي لي أن هناك عجوزا شمطاء تطاردها بعصا سحرية ,
كانت بريئة جداً حتى بحكاياتها الخرافية .
لكنها تلاشت مع الضباب و أصبحتُ بذعر أتلمسها مع حبيبات الرمل الناعمة ,
أشتم رائحتها في أصابع الحطب المحترقة , أراها على سطح قهوتي تطفو .
أتراني أتوهم!؟





قال لي أحدهم "إن شفاء الأحلام لا يكون إلا بتحققها أو موتها"
ولكن أحلامي الصغيرة لا تتحقق و لا تموت !
حاولت شنقها , دهسها , قتلها , ولكنها كانت تتشبث بالحياة
تستقي العناد من شخصيتي و تنسج من النور شفاهاً لتتنفس بها .






هناك عادة بغيضة أدمنتها حتى باتت جزءاً من شخصيتي الرعناء
(كثرة التساؤل) : لما المطر و الماء و كل شيء طاهر لا لون له !؟
لما الهواء و حضن أمي وكل شيء ثمين لا رائحة له ! ؟
لما الأشياء التي لا صوت لها لا نحس بسقوطها إلا بعد فوات الأوان؟
تتقافز أسئلتي بحثا عن إجابة تروضها .
و الأرق يطارد النوم في ساحات عيوني حتى يقصيه .





الأمنيات الصغيرة التي لا تنمو كيف تتنفس وكل شيء يخنقها ؟
كل فجر أستيقظ خلسة أنثر أحلامي بوجه السماء و أغمض عيني :
و أتمنى أمنيات كثيرة كثيرة بعدد الرمل و كأني حين أتفوه بها أحكم عليها بالإعدام ,
لكني الآن أيقنت أن الأمنيات لا وطن لها يجب أن تبقى مشردة و تبات على الأرصفة
حتى
لا نصاب أجسادنا لتذبل بخيبة ظلام تقطن .





غارقة آمالنا بضجيج حزننا البغيض
من ينقذها حين تكون أيدينا مصفدة ,
كيف تتنفس تحت سطح الظلام ؟
ومن سيعد لها حرية الحياة بحياة !

محمد الغزي
16-06-2011, 12:15 AM
الله الله اختي

ما اروع هذه الكلمات وخصوصاً المطر كان لي صديق حنون وطيب وطاهر يعشق المطر
ليتة يقرء هذا الموضوع الان لا اعلم اين اختفا عني هو اميل هو عمري
كان جميل المضهر وطيب السان اين انت يا صديق وعزيزي
اني وعتك لن انساك وانا عند وعدي لكن انتي الذي نسيت ليس انا
اسف اخي الغاليه
لقد اطلت عليكي بردي لا اعلم ماذا قلت من كلام
لكن هذا حالي بعدما ضيعني صديقي من جادت الطريق
موضوع رائع جدا احييكِ على هذا الانتقاء
الجميل
انتي رائعه

دموع.
16-06-2011, 01:00 AM
انرت الموضوع اخي الكريم
وشكرا عالمرور العطر
يارب يرجع صديقك من جديد
دمت بود

لحن الشجن
16-06-2011, 01:16 AM
حروفك العبقة تتسرب إلى الاعماق لتحييها

سلمتِ غاليتي على الطرح الراقي

صبر الحوراء
16-06-2011, 01:27 AM
كعادتكي عندما تنسج حروفك تنسجيها من ذهب
وتعطر تلك الحروف بعطر خاص يبقى أثرها على مدى السنين
عذرا فــ أنا أمام حروفك لا أجيد صياغه الكلمات
سلمت أناملك

دموع.
16-06-2011, 09:29 PM
لحن الشجن

تانق متصفحي بتواجدك فيه
وتالق بلمسة حروفك
لاتحرميني من هذا المرور
ولك ودي

دموع.
16-06-2011, 09:31 PM
حب السيدة رقية

شاكرا لك على هذا المرور
والتواجد الغالي
والدائم في متصفحي
يسعدني دوما ان اراك بالقرب
احترامي وامتناني

احساس جوري
16-06-2011, 09:45 PM
گعآدتگ ..طرح مميز ...
وحضورك راقي...
تحلق في سمآء آلآبدآع آلآ معهْوٍد ...
نتمنى لگٍ مزيد من آلتألق ...
لكـــــــــــ خالصــــ أحترأميــــٍ ....
http://www.r-mbd3.com/vb/uploaded/3998_21195836504.gif (http://www.al-jordan.com/)

دموع.
16-06-2011, 09:49 PM
احساس جوري

يسعدني تواجدك في صفحتي
باقات من الورود لمرورك الجميل
مع احترامي