الكوثريه انا
17-06-2011, 11:05 PM
سماحة الشيخ جلال الدين الصغيرفي خطبة الجمعة : أقبل أيادي أخواننا في دولة القانون وأقبل وجناة أخواننا في القائمة العراقية وأقبل جبين التيار الصدري وبقية الكتل السياسية ، كفوا عن هذا الصراع
http://www.burathanews.com/media/pics/1201876362.jpg
قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
لا زال ومنذ وقت ليس بالقليل يزيد المرء المراقب هما من بعد
هم ولا يوجد في الأفق ما يمكن للمرء أن يقول بأن الأنفراج قد
أصبح قريبا وان اهل السياسة سينشغلون بعيدا عن مناصبهم
بخدمة الناس وبخدمة المواطنين . لازال المشهد هو ذاته في
كل يوم لنا تصعيد من هذا الطرف وتاجيج من ذاك الطرف
وكل يوم لنا ازمة تنتهي بازمة اخرى وتشنج ينتهي بتنشنج
آخر والخاسر الأكبر هو المواطن المحروم الخاسر الأكبر هو
العراق المظلوم الذي أبتلي بسياسيين لا يعرفون كيف يديرون
أمر هذا البلد إلا من خلال الصراع ومن خلال الجدل والصخب
أمام الناس والكل يستعرض عضلات فارغة لأن هذه العضلات
لا محتوى فيها لأي مواطن اللهم إلا فيها لعبة لي الذراع بين هذا
وذاك والمواطن يبقى معصورا بين الطرفين . وللأسف الشديد
وما يزيد الأمر ألما انهم حينما انتهت جعبتهم من الذرائع ومن
قصص التصعيد والتشنيج جاءوا بأقدس وبآلم ما لهذا الشعب
وهو دماء الشهداء ووضعوها في منتصف معركتهم ولا أجد ان
المتهم بريء ولا البريء متهم أيضا. لا أجد أن المتصارعين
كانوا يتصارعون من اجل الناس فكل الصراع يحكي قصة هذا
الكرسي اللعين وأجد نفسي مجبرا لكي أذكر بقصة قد تبدو
بسيطة ولكنها كانت بليغة العظة من مواطن بسيط جدا ولكنه
الأحتلال " برايمر وكان الأجتماع آنذاك في القصر الجمهوري
فدخلت الى القصر وأنا أقرأ آية ( وسكنتم مساكن الذين ظلموا
من قبل ) وقد أمرنا ان نتعظ ونعتبر حينما نرى مثل هذه
المشاهد . فما بين الفرحة بسقوط الصنم وما بين الألم مما كان
يصنعه هذا القصر للناس دخلت وكان كرسي المجرم صدام
المذهب ويجلس عليه رجل من حفات هذا الشعب وقد اعجبني
المنظر جدا فتوجهت اليه في الوقت الذي كانت مسؤولة
التشريفات تطالبني بالسير في الأتجاه الآخر فقلت لها أن لي
عمل مع هذا فسلمت على الرجل فلم يرد علي إلا بطريقة
المتكبرين وبتعبيرنا من وره خشمه وبعد ذلك ضحك وقال
لي بلهجة اهلنا في الجنوب المحبوبة شيخنا وروح ابوك
بعمري ما خليت مومن يسلم علي ، آني اسبق وأسلم عليه ولكن
هذا الكرسي إبن حرام من جلست عليه لم استطيع النهوض
منه . هذه الكلمة التي انطلقت من انسان بسيط تحوي كل قصة
الصراع في هذا اليوم .
الحديث عن البعث والبعث المضاد والحديث عن الشهداء
واعداء الشهداء والحديث عن الشهداء وأعداء الشهداء وعن
عن المظلومية واعداء المظلومية والمحرومية وأعداء
المحرومية وبناء الدولة ومخربي الدولة غالبته كذب في
كذب . لأننا لم نجد أي متحدث صادق مع أناسه ليكشف لهم
حقيقة ما يجري ويكشف لهم بشفافية طبيعة الأزمة والأزمة
كلها لا علاقة لها بالمواطن إطلاقا فالأزمة كلها تتمحور في
كيف أمسك بعنق هذا وذاك كيف يمسك بعنقي والمواطن آخر
من يفكر به وإلا لوجدنا الواقع يكذب مثل هذه الكلمات
ولوجدنا المواطن وقد ارتفعت معدلات رفاهيته أو بدء يرى في
الأفق بصيص أمل لحل مشاكله ولحل العقد التي يعاني منها
الأمرين . فإذا كان المال موجود والمال الذي وضع بين أيدي
المسؤولين كبير وكبير جدا ولكن لا يعقل كل هذه السنين ولا
يرى الأنسان خطوات تشعره بأن هناك مال يصرف من أجل هذا
المواطن وإرادات تدخل الى الوضع الحكومي ثم تبدأ بوضع
العصي لهذا ووضع العراقيل لذاك وما بين هذا وذاك بقي
المواطن هو الذي يتقهقر وبدأت جيوب حيتان هذا الشعب هي
التي تنتفخ وكروشها هي التي تسمن . هذه الحقيقة أيها الأخوة
تدعوني الى ان اوجه ندائي الى الأخوة المسؤولين ( أما آن
لصخبكم ولصراعكم أن ينتهي ) ؟ . كل من نتحدث معه
ونطالبه بأن يهدأ يقدم الدليل تلو الدليل بأنه هو الهاديء وان
الآخر هو الصاخب ولا يعرفون أن الناس تحترق بصخبهم هذا
وأن الناس تتذمر نتيجة هذا الصراع . أنا أدعوهم ، انظروا الى
شوارع مدينة بغداد بعد المغرب هل تجدونها نفس الشوارع قبل
سنة ؟ . أترون حجم الوجل في نفوس المواطنين وحجم
التوجس والقلق في نفوس أبناء هذه المدينة التي بدأت تذكرنا
بالأيام السوداء التي كنا نعيشها في عام 2007 . هل نظرتم
الى الواقع الأقتصادي كيف يتردى وإلى المواطن كيف يفتقر
وإلى الأسعار كيف تجن وإلى الخدمات كيف تتردى هل نظرتم
أم أن كل المشكلة ان تكون لدينا وزارات امنية ام لا تكون ؟
وأن يكون هناك مجلس للسياسات أم لا يكون ؟. الى حيث ولت
حكومة وسياسيون لا يستطعيون كل هذه الفترة ان يتنازلوا
عن أنانياتهم وعن مصالحهم الخاصة لصالح هذا الشعب الى
حيث ولت . لا يمكن ان تستمر الأوضاع بهذه الطريقة فقيمتكم
بقيمة رضا المواطنين عنكم وسياسات الأشغال والتصعيد
والشغب والشغب المضاد فالناس عرفوها وألفوها ولا يبرئون
أحدا منكم . لقد مرت اكثر من سنة ونصف ونحن نعيش هذا
الصراع ولا يوجد في الأفق بيني ما بين الله ما يمكن ان يبعث
على الطمأنينة من أن الأمور سوف تحل .
وأضاف سماحته :
أنا أقبل أيادي أخواننا في دولة القانون وأقبل وجناة أخواننا في
القائمة العراقية ، كفوا عن هذا الصراع وأقبل جبين التيار
الصدري وبقية الكتل السياسية كفوا عن هذا الصراع وانظروا
الى أناسكم ماذا يريدون . لقد رأينا جلسات مجلس الوزراء ولم
يخرج هذا الشعب منها بأي طائل ولم يعرف أي قصة هي التي
سببت حرمان الناس فلم يتحدث أحد من هؤلاء عن الفساد
وطبيعة الفساد وخطط محاربة الفساد وزالناس متذمرون من
هذا الفساد . لم يشر الى طبيعة الخلل الأمني الذي يعاني منه
المواطن ولم يشر الى طبيعة المشاريع الخدمية التي تسمر
المواطن أمام التلفاز لكي يسمع أن الأفق الذي يعطيه هذه
الخدمات قد قرب . رأى جلسات عبارة عن استعراض أكثر مما
هي عبارة عن حل لمشاكل او سعي بإتجاه الحل . لا شك ان
هناك خطوات جيدة قد إتخذها البعض ولكن ماذا نقول لهذا
الصراع حينما يحتدم وللأمور حينما تتأزم وللأرهاب حينما
يستفيد وللعبث بالقانون حينما يجد فرصته سانحة وللأيادي
العابثة حينما تجد كبار القوم منشغلين عن ميدان الساحة
الأجتماعية عندئذ لماذا لا يعبثون ؟ . وما رأيناه في ما حصل مع
اساتذة كلية أبن رشد يحكي جزءا من القصة ، قصة العبث .
مفوض شرطة لديه شهادة مزورة يضغط على معاون العميد من
أجل يأخذ منه رضا عن شهادته المزورة ونائب العميد يبقى
نظيفا فتبتدأ التهديدات الى ان تنتهي بإعتقاله ليجد بعد ذلك
اعترافات جاهزة حيث وضعوا في سيارته عجينة للمتفجرات
وكان أخو هذا المفوض مصاب بطلقة قبل ذلك فأرادوا ان يجعلوا اطلاق
الرصاص موجه من قبل الدكتور رهيف العيساوي وتم
اعتقال ثلاثة دكاترة واطلق سراح اثنان وبقي الكتور رهيف
معاون عميد الكلية !!! . هذه قصة بسيطة ولكنها كم تحكي وكم
جرح فيها ؟ القوى الأمنية العابثة وكيف تدار الامور في
سجلات التحقيق وكيف يسجن الناس وكيف تدبلج عليهم
الملفات التي تسمى بالقضائية وكيف تدار شهادات الدولة
وطبيعة المناصب التي يأخذها أصحاب هذه الشهادات !!! .
قصة صغيرة ومحتواها يلخص واحدة من كبريات المشاكل في
هذا البلد ، والعلاجات لا يمكن أن تكون بإعتقال هذا المفوض
فهذا المفوض هو ضحية لتسيب أكبر ووجد فرصته سانحة
ليتسيب فلماذا لا يستغل ؟ ووجد ما وجد من تلاعب بالقانون
فلماذا يحترم القانون في الوقت الذي فيه الكبار هم من يتلاعب
في القانون . أنا في الوقت الذي اوجه ندائي الى السيد وزير
التعليم العالي والى السيد رئيس الوزراء والى لجنة التربية
والتعليم في البرلمان أن يجدوا حلا يضعوا حدا لأستهداف
اساتذة الجامعة وكوادر الجامعة فهذا الحدث لم يكن الأول من
نوعه . وهناك طلاب يعتدون على الأساتذة والأساتذة يضطرون
في بعض الأحيان نتيجة للتهديد أن يتغاضوا عن هذا وذاك
وبالنتيجة كيف سيكون مصير التعليم وماهو مصير البلد بكوادر
ستمسكه لاحقا فهذه هي الكوادر التي ستمسك البلد لاحقا .
ودعا سماحته الكتل السياسية الى الأبتعاد عن الأثارة الأعلامية
في خلافاتها قائلا :
عودا على بدء أنا أتمنى على اخواننا في الكتل السياسية ان
يرأفوا بهذا الشعب على الأقل دعوا صراعكم بعيدا عن الأعلام
وتصارعوا قدر ما تريدون في الكواليس . ولكن لماذا الصراع
على شاشات الأعلام والكثير للأسف الشديد تعمل بناءا على
منطق الأثارة لا على منطق المصلحة فكل قضية يمكن ان
تثير وتجلب لهم مشاهدا يبثونها حتى لو تؤدي الى تقاتل أبناء
هذا الوطن العزيز . يكفي ما في هذا الوطن من آلام لتزيدوها
انتم . الناس لم تنس وعودكم يوم انتخبوكم ، ولكن اذا ما كنتم
قد نسيتم فتعالوا وتذكروا أن في نهاية الامور ان الناس هم من
سيحكم وان الناس هم الذين سيقولون كلمتهم . هذه القضية
بودي أن أشير الى واحدة من نماذج الأستفادة السيئة وسعي
بعض الوسائل لأيجاد شغب أكثر مما يستحق . قضية جريمة
عرس الدجيل حيث رأينا لافتات كثيرة تطالب رئاسة الجمهورية
بالحكم بإعدام هؤلاء والأسراع بتنفيذ حكم الأعدام . وبعد
اللافتات الطويلة العريضة خرج محققوا الحكومة العزيزة وقالوا
اليوم انتهينا من التحقيق مما يعني انها لم تذهب الى القضاء
اصلا ، فهؤلاء الذين وجهوا الناس بالذهاب للشكوى على
رئاسة الجمهورية من ولماذا وهم يعرفون ان القضية
لم تحال الى القضاء بعد ؟! . أقول بأنه لا يوجد هناك صادق في
هذا
الصخب والكل يريد مصلحته وهذا من حقهم خذوا مصالحكم
بقدر ما تريدون ولكن مقدار قليل قليل جدا من مصالح الناس
اعطوها الى الناس . والله شعبنا من أشد الشعوب قناعة ولم يطلبوا الشيء الكثير .
وعن الواقع الخدمي المتردي في مناطق بغداد النائية قال
سماحته :
أول أمس وفقت للذهاب الى منطقة المعامل وهي ضحية
الحكومة في طبيعة التغاضي عن مشاكل الناس فهي منطقة
محسوبة على ديالى ومحافظة ديالى لا تعطيها حقوقها . وبسبب
الظرف الأمني في ديالى انيطت عملية الخدمات الى ناحية بغداد
الجديدة ومنطقة المعامل في تعدادها السكاني أكبر من بغداد
الجديدة والناحية لم يتم تطويرها وإنما بقيت ناحية ولم
يزيدوا من امكانياتها مما يعني ان هذه المنطقة تبقى منسية بين
هذا وذاك . فلا مسؤولي ديالى تحركوا وقالوا اننا مسؤولون
عن هذه المنطقة ولا محافظة بغداد معنية كثيرا بها . بل
الأنكى من ذلك أن احد اعضاء مجلس محافظة بغداد يذهب اليهم
ويقول لهم قد صدر قرار بتحويلكم الى ناحية ولكننا أصرينا
على تكونون قضاء !! والقضية كلها كذبة في كذبة لأن هذه
المنطقة تابعة الى محافظة ديالى فمالذي اتى بها الى مجلس
محافظة بغداد . أنا اناشد اخواني في محافظة ديالى ان ينظروا
الى هؤلاء الناس فأنتم تأخذون موازناتهم والى حين اعادة
هؤلاء الى محافظتهم اناشد السادة في مجلس محافظة بغداد
والسيد محافظ بغداد والأهم من ذلك السيد رئيس الوزراء فهل
من المعقول منطقة بهذا الحجم لا يوجد فيها مركز شرطة
واحد !! ولا يوجد فيها مدرسة متوسطة واحدة !! ولا توجد
فيها اعدادية واحدة !! وطلاب المدارس الأبتدائية بعض
الصفوف فيها تسعون طالبا والمدارس تداوم أربع وجبات في
اليوم فأي علم سيحصل عليه هؤلاء ؟!؟! . أنا لا أعرف لمن
اناشد ولكن بالله عليكم أنصفوا هؤلاء الناس فهؤلاء الناس
هم من انتخبكم وهم من أراد نصرتكم فلماذا يهملون كل هذا
الأهمال وأنا لا اتحدث هنا عن منطقة المعامل فقط وإنما هذا
المشهد رأيته أيضا في منطقة سبع قصور قبل أكثر من شهر
حيث وفقنا للذهاب الى المناطق النائية من بغداد وهناك وجدنا
حجم الكارثة .
وختم سماحته الخطبة بالقول :
يبقى ان أناشد الأخ العزيز السيد وزير التعليم العالي أن ينظر
بعين الرحمة الى حالة العبث التي تجري مع البعثات الطلابية
الى خارج العراق فالكثير من هذه البعثات تعاني من قطع
المخصصات للطلاب والأنكى من ذلك أن قوانين تلك الدول
تختلف عن قوانيننا وبالنتيجة فإن الوزارة تتعامل على سبيل
المثال رسالة الدكتوراه اذا كانت في نظامنا ثلاث سنوات وفي
تلك الدول خمس سنوات فهل يرجعون وهم يرزحون تحت
طائلة الفشل ويحرمون من الفرصة التي اتيحت لهم أم ان
الدولة معنية بإنقاذ اولادها وهي من ارسلتهم . الآن لدي
عشرات الرسائل من اخواننا في أمريكا وفي كندا والهند
وأعرف ان هذا الأمر يمكن أن يتكرر في كثير من المناطق . فلا
بد من حلول عاجل لكي لا نفوت الفرصة على أبناء هذا
الشعب . هب ان هناك مفسد او اكثر من ذلك ولكن اعداد الطلبة
الغفير لابد ان يعالجون بمعالجة الأم الحنون التي تحتضن
اولادها وانا مطمئن من ان أخينا الحاج الأديب حفظه الله تعالى
سيبادر لإتخاذ الخطوة التي تتناسب مع مسؤوليته عن التعليم
العالي .
http://www.burathanews.com/media/pics/1201876362.jpg
قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
لا زال ومنذ وقت ليس بالقليل يزيد المرء المراقب هما من بعد
هم ولا يوجد في الأفق ما يمكن للمرء أن يقول بأن الأنفراج قد
أصبح قريبا وان اهل السياسة سينشغلون بعيدا عن مناصبهم
بخدمة الناس وبخدمة المواطنين . لازال المشهد هو ذاته في
كل يوم لنا تصعيد من هذا الطرف وتاجيج من ذاك الطرف
وكل يوم لنا ازمة تنتهي بازمة اخرى وتشنج ينتهي بتنشنج
آخر والخاسر الأكبر هو المواطن المحروم الخاسر الأكبر هو
العراق المظلوم الذي أبتلي بسياسيين لا يعرفون كيف يديرون
أمر هذا البلد إلا من خلال الصراع ومن خلال الجدل والصخب
أمام الناس والكل يستعرض عضلات فارغة لأن هذه العضلات
لا محتوى فيها لأي مواطن اللهم إلا فيها لعبة لي الذراع بين هذا
وذاك والمواطن يبقى معصورا بين الطرفين . وللأسف الشديد
وما يزيد الأمر ألما انهم حينما انتهت جعبتهم من الذرائع ومن
قصص التصعيد والتشنيج جاءوا بأقدس وبآلم ما لهذا الشعب
وهو دماء الشهداء ووضعوها في منتصف معركتهم ولا أجد ان
المتهم بريء ولا البريء متهم أيضا. لا أجد أن المتصارعين
كانوا يتصارعون من اجل الناس فكل الصراع يحكي قصة هذا
الكرسي اللعين وأجد نفسي مجبرا لكي أذكر بقصة قد تبدو
بسيطة ولكنها كانت بليغة العظة من مواطن بسيط جدا ولكنه
الأحتلال " برايمر وكان الأجتماع آنذاك في القصر الجمهوري
فدخلت الى القصر وأنا أقرأ آية ( وسكنتم مساكن الذين ظلموا
من قبل ) وقد أمرنا ان نتعظ ونعتبر حينما نرى مثل هذه
المشاهد . فما بين الفرحة بسقوط الصنم وما بين الألم مما كان
يصنعه هذا القصر للناس دخلت وكان كرسي المجرم صدام
المذهب ويجلس عليه رجل من حفات هذا الشعب وقد اعجبني
المنظر جدا فتوجهت اليه في الوقت الذي كانت مسؤولة
التشريفات تطالبني بالسير في الأتجاه الآخر فقلت لها أن لي
عمل مع هذا فسلمت على الرجل فلم يرد علي إلا بطريقة
المتكبرين وبتعبيرنا من وره خشمه وبعد ذلك ضحك وقال
لي بلهجة اهلنا في الجنوب المحبوبة شيخنا وروح ابوك
بعمري ما خليت مومن يسلم علي ، آني اسبق وأسلم عليه ولكن
هذا الكرسي إبن حرام من جلست عليه لم استطيع النهوض
منه . هذه الكلمة التي انطلقت من انسان بسيط تحوي كل قصة
الصراع في هذا اليوم .
الحديث عن البعث والبعث المضاد والحديث عن الشهداء
واعداء الشهداء والحديث عن الشهداء وأعداء الشهداء وعن
عن المظلومية واعداء المظلومية والمحرومية وأعداء
المحرومية وبناء الدولة ومخربي الدولة غالبته كذب في
كذب . لأننا لم نجد أي متحدث صادق مع أناسه ليكشف لهم
حقيقة ما يجري ويكشف لهم بشفافية طبيعة الأزمة والأزمة
كلها لا علاقة لها بالمواطن إطلاقا فالأزمة كلها تتمحور في
كيف أمسك بعنق هذا وذاك كيف يمسك بعنقي والمواطن آخر
من يفكر به وإلا لوجدنا الواقع يكذب مثل هذه الكلمات
ولوجدنا المواطن وقد ارتفعت معدلات رفاهيته أو بدء يرى في
الأفق بصيص أمل لحل مشاكله ولحل العقد التي يعاني منها
الأمرين . فإذا كان المال موجود والمال الذي وضع بين أيدي
المسؤولين كبير وكبير جدا ولكن لا يعقل كل هذه السنين ولا
يرى الأنسان خطوات تشعره بأن هناك مال يصرف من أجل هذا
المواطن وإرادات تدخل الى الوضع الحكومي ثم تبدأ بوضع
العصي لهذا ووضع العراقيل لذاك وما بين هذا وذاك بقي
المواطن هو الذي يتقهقر وبدأت جيوب حيتان هذا الشعب هي
التي تنتفخ وكروشها هي التي تسمن . هذه الحقيقة أيها الأخوة
تدعوني الى ان اوجه ندائي الى الأخوة المسؤولين ( أما آن
لصخبكم ولصراعكم أن ينتهي ) ؟ . كل من نتحدث معه
ونطالبه بأن يهدأ يقدم الدليل تلو الدليل بأنه هو الهاديء وان
الآخر هو الصاخب ولا يعرفون أن الناس تحترق بصخبهم هذا
وأن الناس تتذمر نتيجة هذا الصراع . أنا أدعوهم ، انظروا الى
شوارع مدينة بغداد بعد المغرب هل تجدونها نفس الشوارع قبل
سنة ؟ . أترون حجم الوجل في نفوس المواطنين وحجم
التوجس والقلق في نفوس أبناء هذه المدينة التي بدأت تذكرنا
بالأيام السوداء التي كنا نعيشها في عام 2007 . هل نظرتم
الى الواقع الأقتصادي كيف يتردى وإلى المواطن كيف يفتقر
وإلى الأسعار كيف تجن وإلى الخدمات كيف تتردى هل نظرتم
أم أن كل المشكلة ان تكون لدينا وزارات امنية ام لا تكون ؟
وأن يكون هناك مجلس للسياسات أم لا يكون ؟. الى حيث ولت
حكومة وسياسيون لا يستطعيون كل هذه الفترة ان يتنازلوا
عن أنانياتهم وعن مصالحهم الخاصة لصالح هذا الشعب الى
حيث ولت . لا يمكن ان تستمر الأوضاع بهذه الطريقة فقيمتكم
بقيمة رضا المواطنين عنكم وسياسات الأشغال والتصعيد
والشغب والشغب المضاد فالناس عرفوها وألفوها ولا يبرئون
أحدا منكم . لقد مرت اكثر من سنة ونصف ونحن نعيش هذا
الصراع ولا يوجد في الأفق بيني ما بين الله ما يمكن ان يبعث
على الطمأنينة من أن الأمور سوف تحل .
وأضاف سماحته :
أنا أقبل أيادي أخواننا في دولة القانون وأقبل وجناة أخواننا في
القائمة العراقية ، كفوا عن هذا الصراع وأقبل جبين التيار
الصدري وبقية الكتل السياسية كفوا عن هذا الصراع وانظروا
الى أناسكم ماذا يريدون . لقد رأينا جلسات مجلس الوزراء ولم
يخرج هذا الشعب منها بأي طائل ولم يعرف أي قصة هي التي
سببت حرمان الناس فلم يتحدث أحد من هؤلاء عن الفساد
وطبيعة الفساد وخطط محاربة الفساد وزالناس متذمرون من
هذا الفساد . لم يشر الى طبيعة الخلل الأمني الذي يعاني منه
المواطن ولم يشر الى طبيعة المشاريع الخدمية التي تسمر
المواطن أمام التلفاز لكي يسمع أن الأفق الذي يعطيه هذه
الخدمات قد قرب . رأى جلسات عبارة عن استعراض أكثر مما
هي عبارة عن حل لمشاكل او سعي بإتجاه الحل . لا شك ان
هناك خطوات جيدة قد إتخذها البعض ولكن ماذا نقول لهذا
الصراع حينما يحتدم وللأمور حينما تتأزم وللأرهاب حينما
يستفيد وللعبث بالقانون حينما يجد فرصته سانحة وللأيادي
العابثة حينما تجد كبار القوم منشغلين عن ميدان الساحة
الأجتماعية عندئذ لماذا لا يعبثون ؟ . وما رأيناه في ما حصل مع
اساتذة كلية أبن رشد يحكي جزءا من القصة ، قصة العبث .
مفوض شرطة لديه شهادة مزورة يضغط على معاون العميد من
أجل يأخذ منه رضا عن شهادته المزورة ونائب العميد يبقى
نظيفا فتبتدأ التهديدات الى ان تنتهي بإعتقاله ليجد بعد ذلك
اعترافات جاهزة حيث وضعوا في سيارته عجينة للمتفجرات
وكان أخو هذا المفوض مصاب بطلقة قبل ذلك فأرادوا ان يجعلوا اطلاق
الرصاص موجه من قبل الدكتور رهيف العيساوي وتم
اعتقال ثلاثة دكاترة واطلق سراح اثنان وبقي الكتور رهيف
معاون عميد الكلية !!! . هذه قصة بسيطة ولكنها كم تحكي وكم
جرح فيها ؟ القوى الأمنية العابثة وكيف تدار الامور في
سجلات التحقيق وكيف يسجن الناس وكيف تدبلج عليهم
الملفات التي تسمى بالقضائية وكيف تدار شهادات الدولة
وطبيعة المناصب التي يأخذها أصحاب هذه الشهادات !!! .
قصة صغيرة ومحتواها يلخص واحدة من كبريات المشاكل في
هذا البلد ، والعلاجات لا يمكن أن تكون بإعتقال هذا المفوض
فهذا المفوض هو ضحية لتسيب أكبر ووجد فرصته سانحة
ليتسيب فلماذا لا يستغل ؟ ووجد ما وجد من تلاعب بالقانون
فلماذا يحترم القانون في الوقت الذي فيه الكبار هم من يتلاعب
في القانون . أنا في الوقت الذي اوجه ندائي الى السيد وزير
التعليم العالي والى السيد رئيس الوزراء والى لجنة التربية
والتعليم في البرلمان أن يجدوا حلا يضعوا حدا لأستهداف
اساتذة الجامعة وكوادر الجامعة فهذا الحدث لم يكن الأول من
نوعه . وهناك طلاب يعتدون على الأساتذة والأساتذة يضطرون
في بعض الأحيان نتيجة للتهديد أن يتغاضوا عن هذا وذاك
وبالنتيجة كيف سيكون مصير التعليم وماهو مصير البلد بكوادر
ستمسكه لاحقا فهذه هي الكوادر التي ستمسك البلد لاحقا .
ودعا سماحته الكتل السياسية الى الأبتعاد عن الأثارة الأعلامية
في خلافاتها قائلا :
عودا على بدء أنا أتمنى على اخواننا في الكتل السياسية ان
يرأفوا بهذا الشعب على الأقل دعوا صراعكم بعيدا عن الأعلام
وتصارعوا قدر ما تريدون في الكواليس . ولكن لماذا الصراع
على شاشات الأعلام والكثير للأسف الشديد تعمل بناءا على
منطق الأثارة لا على منطق المصلحة فكل قضية يمكن ان
تثير وتجلب لهم مشاهدا يبثونها حتى لو تؤدي الى تقاتل أبناء
هذا الوطن العزيز . يكفي ما في هذا الوطن من آلام لتزيدوها
انتم . الناس لم تنس وعودكم يوم انتخبوكم ، ولكن اذا ما كنتم
قد نسيتم فتعالوا وتذكروا أن في نهاية الامور ان الناس هم من
سيحكم وان الناس هم الذين سيقولون كلمتهم . هذه القضية
بودي أن أشير الى واحدة من نماذج الأستفادة السيئة وسعي
بعض الوسائل لأيجاد شغب أكثر مما يستحق . قضية جريمة
عرس الدجيل حيث رأينا لافتات كثيرة تطالب رئاسة الجمهورية
بالحكم بإعدام هؤلاء والأسراع بتنفيذ حكم الأعدام . وبعد
اللافتات الطويلة العريضة خرج محققوا الحكومة العزيزة وقالوا
اليوم انتهينا من التحقيق مما يعني انها لم تذهب الى القضاء
اصلا ، فهؤلاء الذين وجهوا الناس بالذهاب للشكوى على
رئاسة الجمهورية من ولماذا وهم يعرفون ان القضية
لم تحال الى القضاء بعد ؟! . أقول بأنه لا يوجد هناك صادق في
هذا
الصخب والكل يريد مصلحته وهذا من حقهم خذوا مصالحكم
بقدر ما تريدون ولكن مقدار قليل قليل جدا من مصالح الناس
اعطوها الى الناس . والله شعبنا من أشد الشعوب قناعة ولم يطلبوا الشيء الكثير .
وعن الواقع الخدمي المتردي في مناطق بغداد النائية قال
سماحته :
أول أمس وفقت للذهاب الى منطقة المعامل وهي ضحية
الحكومة في طبيعة التغاضي عن مشاكل الناس فهي منطقة
محسوبة على ديالى ومحافظة ديالى لا تعطيها حقوقها . وبسبب
الظرف الأمني في ديالى انيطت عملية الخدمات الى ناحية بغداد
الجديدة ومنطقة المعامل في تعدادها السكاني أكبر من بغداد
الجديدة والناحية لم يتم تطويرها وإنما بقيت ناحية ولم
يزيدوا من امكانياتها مما يعني ان هذه المنطقة تبقى منسية بين
هذا وذاك . فلا مسؤولي ديالى تحركوا وقالوا اننا مسؤولون
عن هذه المنطقة ولا محافظة بغداد معنية كثيرا بها . بل
الأنكى من ذلك أن احد اعضاء مجلس محافظة بغداد يذهب اليهم
ويقول لهم قد صدر قرار بتحويلكم الى ناحية ولكننا أصرينا
على تكونون قضاء !! والقضية كلها كذبة في كذبة لأن هذه
المنطقة تابعة الى محافظة ديالى فمالذي اتى بها الى مجلس
محافظة بغداد . أنا اناشد اخواني في محافظة ديالى ان ينظروا
الى هؤلاء الناس فأنتم تأخذون موازناتهم والى حين اعادة
هؤلاء الى محافظتهم اناشد السادة في مجلس محافظة بغداد
والسيد محافظ بغداد والأهم من ذلك السيد رئيس الوزراء فهل
من المعقول منطقة بهذا الحجم لا يوجد فيها مركز شرطة
واحد !! ولا يوجد فيها مدرسة متوسطة واحدة !! ولا توجد
فيها اعدادية واحدة !! وطلاب المدارس الأبتدائية بعض
الصفوف فيها تسعون طالبا والمدارس تداوم أربع وجبات في
اليوم فأي علم سيحصل عليه هؤلاء ؟!؟! . أنا لا أعرف لمن
اناشد ولكن بالله عليكم أنصفوا هؤلاء الناس فهؤلاء الناس
هم من انتخبكم وهم من أراد نصرتكم فلماذا يهملون كل هذا
الأهمال وأنا لا اتحدث هنا عن منطقة المعامل فقط وإنما هذا
المشهد رأيته أيضا في منطقة سبع قصور قبل أكثر من شهر
حيث وفقنا للذهاب الى المناطق النائية من بغداد وهناك وجدنا
حجم الكارثة .
وختم سماحته الخطبة بالقول :
يبقى ان أناشد الأخ العزيز السيد وزير التعليم العالي أن ينظر
بعين الرحمة الى حالة العبث التي تجري مع البعثات الطلابية
الى خارج العراق فالكثير من هذه البعثات تعاني من قطع
المخصصات للطلاب والأنكى من ذلك أن قوانين تلك الدول
تختلف عن قوانيننا وبالنتيجة فإن الوزارة تتعامل على سبيل
المثال رسالة الدكتوراه اذا كانت في نظامنا ثلاث سنوات وفي
تلك الدول خمس سنوات فهل يرجعون وهم يرزحون تحت
طائلة الفشل ويحرمون من الفرصة التي اتيحت لهم أم ان
الدولة معنية بإنقاذ اولادها وهي من ارسلتهم . الآن لدي
عشرات الرسائل من اخواننا في أمريكا وفي كندا والهند
وأعرف ان هذا الأمر يمكن أن يتكرر في كثير من المناطق . فلا
بد من حلول عاجل لكي لا نفوت الفرصة على أبناء هذا
الشعب . هب ان هناك مفسد او اكثر من ذلك ولكن اعداد الطلبة
الغفير لابد ان يعالجون بمعالجة الأم الحنون التي تحتضن
اولادها وانا مطمئن من ان أخينا الحاج الأديب حفظه الله تعالى
سيبادر لإتخاذ الخطوة التي تتناسب مع مسؤوليته عن التعليم
العالي .