المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرة في موقفي عمر يوم أحد وحنين وشواهد على عمالته للمشركين


الأصولي
21-06-2011, 07:24 PM
1- فرار عمر يوم أحد:
جبنَ المسلمون عن مواجهة المشركين في يوم واقعة أحد وخذلوا رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ولاذوا بالفرار، ولم يثبت في ساحة المواجهة مع رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» إلا علي بن أبي طالب «عليه السلام» وأفراد قلائل.
وبالنتيجة انهزم المسلمون وسُجِّلت نقطة انتصار للمشركين عليهم لعصيانهم أوامر رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» وعدم التزام أماكنهم حيث اندفعوا لجمع الغنائم، ثم اضطروا بعد ذلك إلى الفرار من المشركين عند التفاففهم وانقضاضهم عليهم، تاركين رسول الله «صلى الله عليه وآله» وحيدا إلى أن كُسِرت رباعيته و شُجّ رأسه.
وكان عمر بن الخطاب أحد أولئك الذين انهزموا وفروا يوم أحد, وراح يُجبّن نفسه ويُجبّن أصحابه.
وبسبب فرار وانهزام أغلب المسلمين أُشيع أنّ رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» قد قُتِل فأدى ذلك إلى حدوث اضطراب واختلال رهيب في المعسكر الإسلامي إلى درجة أن جماعة من المنافقين المندسين بين المسلمين تهامسوا بل تجاهروا بقول خطير مضمونه (أن يا قوم قد مات محمد فعودوا إلى سيرتكم الأولى, عودوا إلى دينكم الأول!)
فكانوا يريدون بذلك الحصول على الأمان من قريش لكي يأمنوا على أنفسهم من القتل، حيث كان الإيمان بدينهم الإسلامي الجديد ضعيفا في قلوبهم.

على أي حال كان عمر بن الخطاب أحد هؤﻻء الفرارين باعترافه, وباعتراف علماء أهل العامة المخالفين الذين يقرون أنه قد فر في معركة أحد وترك رسول الله وحيدا , ولم ينصره.
عمر في تلك المعركة صعد الجبل ووقف على صخرة وأخذ يحث أتباعه على ترك المعركة لأن المشركين قد انتصروا ومحمد قُتل، مُصدِّقاً هنا أن محمداً قد قتِل لعدم اشتداد عود الإسلام بعد، بينما بعد نجاح رسول الله في بسط دولته الإسلامية وتكلل دعوته بالنجاح واستشهاده راح عمر يهدد كل من يقول أن محمداً قد قتِل، ليتسنى له ترتيب الأمور ريثما يعود صاحبه من خارج مكة ليقومان بالانقضاض على الخلافة وتنحية الخليفة الشرعي.

الشواهد:
• عن كليب قال: خَطبَنا عمر, فكان يقرأ آل عمران, ويقول أنها أُحدية
ثم قال: تفرقنا عن رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» يوم أحد, فصعدت الجبل. (الدر المنثور/ج2/ص80 ؛ حياة الصحابة/ج2/ص358)

• عن عمر بن الخطاب أنه قال: لما كان يوم أحد هُزمنا ففررت حتى صعدت الجبل , فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى. (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي/ج15/ص22)

• روى الواقدي: أنّه لما صاح إبليس أنّ محمدا قد قُتل تفرق الناس, وممن تفرق عمر وعثمان. (المغازي/ج1/ص277)

• روى الواقدي تعييراً من رسول الله «صلى الله عليه وآله» لعمر بجبنه وهروبه وفراره يوم أحد حينما رأى منه في يوم صلح الحديبية تمرداً وشجاعةً زائفة ومزايدات وهمية لإبراز عنترياته السمجة على الحليم الكريم رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الذي أقبل عليه فقال: ”أنسيتم يوم أحد إذ تصعِدون وﻻ تلوون على أحدٍ وأنا أدعوكم في أخراكم؟“ (المغازي/ج2/ص609)

تطبيق الحكم الشرعي على موقف عمر يوم أحد:
يقول القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ ؛ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
استناداً إلى هذه الآيات الشريفة وكما هو الحكم الثابت عند جميع المسلمين فإنّ الفرار من الزحف عند مواجهة الكفرة في ساحة المعركة يُعد من أكبر الكبائر والموبقات، حيث لا يجوز الفرار إلا متحرفاً لقتال – وهو تكتيك عسكري – وذلك للالتفاف على الخصم ومباغتته مثلاً، أو الفرار إلى فئة معينة في الجيش.
أما عمر فقد فر بقصد الهروب من ساحة المعركة و صعد كأنثى الوعل على جبل لينجو بنفسه ويكف عن القتال, فهذا حسب ما نطقت به الآية الشريفة من موجبات غضب الله تعالى ومن يفعله يكون قد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، ومعنى هذا أن عمر من المغضوب عليهم من الله ومن الضالين الذين مأواهم جهنم والذين يجوز لعنهم والبراءة منهم.
وخطاب الآية عام وليس خاص بوقت دون آخر, أو غزوة دون أخرى فلا وجه لتخصيصه بغزوة بدر و قصر حرمة الفرار من الزحف بها كما يُحكى عن بعض مفسري العامة.
رد قد يأتي:
قد يرد إشكال بأن الآية: {وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (سورة آل عمران/آية 153) هي آية نزلت في شأن من فروا يوم أحد!
الجواب باختصار:
بعد الرجوع للآية نكتشف أن القرآن قسّم الفارين يوم أحد إلى مؤمنين غشيهم النعاس وهؤلاء هم من شملهم العفو، وقسم آخر منافقون أهمتهم أنفسهم ومنهم عمر الذي اعترف بأنه قد نزى فوق الجبل كأنثى تيس الجبل – أعزكم الله – لشدة خوفه على نفسه وحرصه على حياته وهم الغير مشمولين بالعفو.

2- فرار عمر يوم حنين:
أعاد عمر بن الخطاب الفرار من الزحف في يوم حنين حيث ولّى مدبرا، وهو مشمول باعتراف البخاري في الآية الكريمة: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} (سورة التوبة/آية 25) ولكنهم لإخراجه من ورطته هذه إدعوا أنه كان متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة!
الجواب:
لم يخبرنا القرآن ذلك فلم يذكر أنّ جماعة ممن فروا كانت متحيزة لفئة أو متحرفة لقتال أو ما أشبه بل توقف على قوله {ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِين}.
وقد ثبت أن عمر بن الخطاب – وكذلك أبا بكر وعثمان – كانوا ممن نكث شرط بيعة الشجرة، لأن شرط البيعة كان هو عدم الفرار، حيث روى مسلم عن عن جابر قال: ”كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فبايعناه، وعمر آخذ بيده تحت الشجرة، وهي سمرة، وقال: بايعناه على أن لا نفرّ، ولم نبايعه على الموت“. (صحيح مسلم/ج6/ص25)

وروى ابن أبي شيبة عن الحكم بن عتيبة قال: ”لما فرّ الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين جعل النبي يقول: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، فلم يبقَ معه إلا أربعة! ثلاثة من بني هاشم ورجلٌ من غيرهم: علي بن أبي طالب، والعباس، وهما بين يديه، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بالعنان، وابن مسعود من جانبه الأيسر“. (مصنف ابن أبي شيبة/ج7/ ص417)

بهذا نعرف أن عمر بن الخطاب – وكذلك أبا بكر وعثمان – كانوا من الفرّارين، حيث لم يثبتوا مع هؤلاء الأربعة في غزوة حنين، فخرقوا بذلك شرط البيعة ونكثوها، فكان ذلك دلالة على عدم إيمانهم الواقعي وأنهم باءوا بغضب من الله ومأواهم جهنم وبئس المصير، وذلك لأن الله سبحانه يقول: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
والعجيب من أنصار عمر أنهم عندما تنسد الأبواب في وجههم يحاولون إنقاذه حتى من فراره يوم حنين بإدخاله في عموم الآية: {ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (سورة التوبة/آية27).
الجواب: الآية تقول يتوب على (من يشاء) ومشيئة الله تعالى هنا متعلقة بعودة العبد وإنابته لأنّ التوبة من الله سبحانه تعني الرجوع منه سبحانه إلى عبده بالعناية والتوفيق أولاً ثم بالعفو والمغفرة ثانياً، وأما التوبة من العبد فهي الرجوع إلى ربه بالندامة والاستغفار، ولا يتوب الله على من لا يتوب إليه، ولم تثبت توبة عمر بل العكس فقد استمر يحيك الدسائس لرسول الله حتى آخر غزوة، فحاول مع صاحبه أبي بكر ومع عصبة من المنافقين قتل الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» بعد الرجوع من تبوك، وقد روى المخالفون ذلك عن أحد كبار محدّثيهم، وهو الوليد بن جميع، حيث قال ابن حزم أنه: ”روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاءه من العقبة في تبوك“! (المحلّى لابن حزم/ج11/ص224)

شواهد على عمالة عمر للمشركين:
1- روى الواقدي وابن عساكر: أن ضرار بن الخطاب الفهري – وهو أحد كبار المشركين الذين قتلوا أكثر من عشرة من أبطال المسلمين في معركة أحد ولا يمت لعمر بصلة من ناحية النسب – أدرك عمر بن الخطاب فضربه بالقناة ثم رفعها عنه وقال: يا ابن الخطاب إنها نعمة مشكورة والله ما كنت لأقتلك. (تاريخ دمشق/ج24/ص393 ؛ المغازي/ج1/ص237)
2- تحدث خالد بن الوليد عن مجريات معركة أحد وبعض أحداثها بعد إسلامه الظاهري، وقد كان خالد بن الوليد «لعنة الله عليه» قائد فرسان جيش المشركين في معركة أحد وهو الذي كان له الدور البارز في تغيير مجريات المعركة وإلحاق الهزيمة بالمسلمين بسبب ما يمتاز به من تفوق في المكر والحيلة الذين كان يجيد توظيفهما في القيادة العسكرية، وفيما بعد أسلم هذا المنافق صاغرا بعد مرور سنوات على معركة أحد وأطلق اعترافاً خطيراً، في موقف يثير تساؤلات جدية حري بالباحث التأمل فيها ملياً إذ أن الموقف يبرهن على أنّ عمر في واقع الحال قد كان في تلك الفترة عميلاً لأنّه وقع في موت محقق بأيدي المشركين ولكنهم لم يقتلوه بل امتنعوا عن قتل عمر بن صهاك بطريقة تشعرك وكأنّ هناك توجيهات عليا قد صدرت إليهم بعدم الاقتراب من عمر, وهذا ما قاله خالد بن الوليد:
لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب حين جال المسلمون وانهزموا يوم أُحد وما معه أَحد وإني لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم أحد غيري فنكبت عنه و خشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له فنظرت إليه مُوجِّها إلى الشعب. (مغازي الواقدي/ج1/ص297؛ شرح نهج البلاغة/ج15/ص23)
إذاً نخلص إلى أن خالد بن الوليد في معركة أحد قد التقى هو وعمر بن الخطاب (فقط), وليس مع عمر أحد من المسلمين البتة وكان خالد على رأس جمع من العساكر الأشداء الأقوياء المتصفين بالخشونة لشدة بأسهم لذا وصف كتيبته تلك بالخشناء، ولم يعرف عمر من رجال الكتيبة أحد غير خالد بن الوليد مما يدل على أنّ عمر كان نكرة وليس كما يشيعون عنه من أنه سيد من أشراف قريش! فأي سيد شريف هذا الذي لا يعرفه حتى جندي واحد من كتيبة كاملة؟!.
وعلى أي حال أدار خالد بن الوليد وجهه عن عمر حينما رأى عمر وعرفه وكان خالد بن الوليد خائفا على حياة عمر وخشي أن يقصده جنود الكتيبة ويعمدوا إلى قتله فنظر لعمر وأومأ له بعينه مشيراً له بالتوجه إلى الشعب.
وباختصار أنقذ خالد بن الوليد عمر بن الخطاب من موت مُحقق.
لماذا؟ ما الذي بين عمر وبين المشركين؟ لماذا قتلوا كل من ظفروا به من المسلمين في تلك المعركة إلا عمر حرصوا على استبقاء حياته؟ ولماذا لم يفعلوا الشيء نفسه مع أي مسلمٍ آخر؟ لماذا خصصوا عمر بالذات؟ هل كان عينهم في المدينة؟ هل كان جاسوسهم؟ هل كان عميلهم السري؟ كل هذه الاحتمالات مفتوحة.
واللطيف أن يحاول المخالفون لإخراج عمر من فضيحته هذه بأن يعقدوا مقارنة بين ترك خالد بن الوليد لعمر وترك قريش لعلي «عليه السلام» ليلة المبيت! فيقولون إن اعتبرتم عمر عميلاً لأنّ خالد لم يقتله في أحد فاعتبروا علياً عميلا لأنّ قريش لم تقتله ليلة المبيت!
الجواب ببساطة, إنّ ليلة المبيت كانت ذات هدف محدد وهو قتل رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» ولم تكن قريش تطلب غيره، ومبيت علي «عليه السلام» تلك الليلة هو حقاً تضحية فقد كان هناك احتمال أن يغمدوا سيفهم في صدر النائم على الفراش دون أن يوقظوه، ولكنّ عنجهية قريش وغلظتها كانت بإذن الله تعالى سبباً في نجاة أمير المؤمنين «عليه السلام» فقد أرادوا إيقاظ هذا النائم الذي كانوا يخالون أنه رسول الله والقيام بقتله منتبهاً ليكون ذلك أقسى عليه، فتفاجأوا بأن خطتهم قد انقلبت موازينها بعد أن وجدوا غلاماً صغيراً لأبي طالب يبيت في الفراش فتحيروا في أمر رجحان قتله من عدمه فتركوه وذهبوا سعيا خلف رسول الله «صلى الله عليه وآله وسلم» الذي كان هو هدفهم (الوحيد) في تلك المؤامرة، أما في معركة أحد فكل المسلمين مُستهدفون لكننا وجدنا عمر هو الوحيد الذي خصته قريش بما نسميه (بطاقة عدم تعرض), فلماذا؟

3- بعد انتهاء معركة أحد جاء أبو سفيان ليتطاول على المسلمين ويهينهم، فرأى عمر بن الخطاب وجرت بينهما محاورة قال فيها أبو سفيان متباهياً ومهنئا: ”إنها قد أنعمت يا ابن الخطاب“ فقال عمر:”إنها“ وسكت.
(الأوائل لأبي هلال العسكري/ج1/ص184)
يعني ذلك أن عمر لم يرد على أبي سفيان، وهو رجل من كبار زعماء المشركين، بأن يقول له مثلاً: ”استح“ أو يعنفه ويحاول مجابهته، بل أن أبو سفيان جاء مهنئاً لعمر ثم وافقه عمر وأقر كلامه بقوله: ”إنها“ وهذه الصيغة في الجواب تدين عمر فهي غمز ولمز وتورية ورموز بينه وبين أبي سفيان، ولا تفسير منطقي مقنع – عند المخالفين – لهذه المقولة المريبة من عمر بعد التجرد من الهوى والعصبية إلا أن يكون عمر وأبا سفيان وغيره من مشركي قريش على قلبٍ واحد لذا حرصوا على استبقاء عمر ولم يقتلوه.