المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السيد علي خان المدني


علي عبد الرزاق
22-06-2011, 10:48 PM
صدر الدين السيد علي خان المدني الشيرازي ابن نظام الدين أحمد بن محمد معصوم بن أحمد نظام الدين ابن إبراهيم بن سلام بن مسعود عماد الدين بن محمد صدر الدين بن </span>منصور غياث الدين بن محمد صدر الدين بن إبراهيم شرف الله بن محمد صدر الدين بن إسحاق عز الدين بن علي ضياء الدين بن عربشاه فخر الدين ابن الأمير عز الدين أبي المكارم ابن الأمير خطير الدين بن الحسن شرف الدين أبي علي ابن الحسين أبي جعفر العزيزي ابن علي أبي سعيد النصيبيني ابن زيد الأعشم أبي إبراهيم بن علي بن الحسين [أبي شجاع الزاهد] بن [محمد] أبي جعفر ابن علي بن الحسين بن جعفر أبي عبد الله ابن أحمد نصير الدين السكين النقيب ابن جعفر أبي عبد الله الشاعر ابن محمد أبي جعفر ابن محمد بن زيد الشهيد ابن الإمام السجاد زين العابدين عليه السلام.
من أسرة كريمة طنب سرادقها بالعلم والشرف والسودد، ومن شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين، اعترقت شجونها في أقطار الدنيا من الحجاز إلى العراق إلى إيران، وهي مثمرة يانعة حتى اليوم، يستبهج الناظر إليها بثمرها وينعه، وأول من انتقل من رجال هذه العائلة إلى شيراز علي أبو سعيد النصيبيني وأول من غادر شيراز إلى مكة المعظمة السيد محمد معصوم، وذلك بعد انتقال عمه ختنه الأمير نصير الدين حسين إليها كما في [سلوة الغريب] لصاحب الترجمة.
وشاعرنا صدر الدين من ذخاير الدهر، وحسنات العالم كله، ومن عباقرة الدنيا، فني كل فن، والعلم الهادي لكل فضيلة، يحق للأمة جمعاء أن تتباهى بمثله ويخص الشيعة الابتهاج بفضله الباهر، وسودده الطاهر، وشرفه المعلى، ومجده الأثيل، والواقف على آيات براعته، وسور نبوغه - ألا وهو كل كتاب خطه قلمه، أو قريض نطق به فمه - لا يجد ملتحدا عن الاذعان بإمامته في كل تلكم المناحي، ضع يدك على أي سفر قيم من نفثات يراعه، تجده حافلا ببرهان هذه الدعوى، كافلا لإثباتها بالزبر والبينات وإليك أسمائها:
1 - رياض السالكين في شرح الصحيفة الكاملة السجادية، كتاب قيم يطفح العلم من جوانبه، وتتدفق الفضيلة بين دفتيه، فإذا أسمت فيه سرح اللحظ فلا يقف
إلا على خزائن من العلم والأدب موصدة أبوابها، أو مخابئ من دقائق ورقائق لم يهتد إليها أي ألمعي غير مؤلفه الشريف المبجل.
2 - نغمة الأغان في عشرة الإخوان. أرجوزة ذكرت برمتها في كشكول شيخنا صاحب (الحدايق) المطبوع بالهند.
3 - رسالة في المسلسلة بالآباء، شرح فيها الأحاديث الخمسة المسلسلة بآبائه فرغ منها سنة 1109.
4 - سلوة الغريب وأسوة الأديب، في رحلته إلى حيدر آباد.
5 - أنوار الربيع في أنواع البديع في شرح قصيدته البديعية.
6 - الكلم الطيب والغيث الصيب في الأدعية المأثورة.
7 - الحدايق الندية في شرح الصمدية لشيخنا البهائي.
8 - ملحقات السلافة مشحونة بكل أدب وظرافة.
9 - شرحان أيضا على الصمدية: المتوسط والصغير.
10 - رسالة في أغاليط الفيروز آبادي في القاموس.
11 - موضع الرشاد في شرح الارشاد، في النحو.
12 - سلافة العصر في محاسن أعيان عصره.
13 - الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة.
14 - التذكرة في الفوائد النادرة.
15 - المخلاة في المحاضرات.
16 - الزهرة في النحو.
17 - الطراز في اللغة.
18 - ديوان شعره. وله شعر كثير لا يوجد في ديوانه السائر الدائر، منه تخميسه ميمية شرف الدين البوصيري الشهيرة بالبردة أولها مخمسا:

يا ساهر الليل يرعى النجم في الظلم * وناحل الجسم من وجد ومن ألم
ما بال جفنك يذرو الدمع كالغيم؟ * أمن تذكر جيران بذي سلممزجت دمعا جرى من مقلة بدم؟!أخذ العلم عن لفيف من أعلام الدين وأساطين الفضيلة، وتضلعه من العلوم يومي إلى كثرة مشايخه في الأخذ والقرائة، يروي عن أستاده الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني المتوفى 1091 (1) وعن السيد والده المقدس نظام الدين أحمد، والعلامة المجلسي صاحب البحار بالاجازة، كما أن العلامة المجلسي روى عنه، ويروي عن الشيخ علي بن فخر الدين محمد بن الشيخ حسن صاحب (المعالم) ابن الشهيد الثاني المتوفى 1104.ويروي عنه السيد الأمير محمد حسين بن الأمير محمد صالح الخاتون آبادي المتوفى 1151، والشيخ باقر بن المولى محمد حسين المكي كما في الإجازة الكبيرة للسيد الجزائري.
ولادته ونشأته.
ولد سيدنا المدني بالمدينة المنورة ليلة السبت 15 جمادى الأولى سنة 1052، واشتغل بالعلم إلى أن هاجر إلى حيدر آباد الهند سنة 1068، وشرع بها في تأليف [سلافة العصر] سنة 1081، وأقام بالهند ثمان وأربعين سنة كما ذكره معاصره في [نسمة السحر] وكان في حضانة والده الطاهر إلى أن توفي أبوه سنة 1086 فانتقل إلى [برهان پور] عند السلطان أورنك زيب، وجعله رئيسا على ألف وثلاثمائة فارس، وأعطاه لقب (خان) ولما ذهب السلطان إلى بلد [أحمد نكر] جعله حارسا [لاورنك آباد] فأقام فيه مدة، ثم جعله واليا على (لاهور) وتوابعه، ثم ولي ديوان [برهانپور] واشغل هناك منصة الزعامة مدة سنين، وكان بعسكر ملك الهند سنة 1114، ثم استعفى وحج وزار مشهد الرضا عليه السلام وورد إصفهان في عهد السلطان حسين سنة 1117، وأقام بها سنين ثم عادها إلى شيراز، وحط بها عصى السير زعيما مدرسا مفيدا، وتوفي بها في ذيقعدة الحرام سنة 1120، ودفن بحرم الشاه چراغ أحمد بن الإمام موسى بن جعفر سلام الله عليه عند جده غياث الدين المنصور صاحب المدرسة المنصورية.قال صاحب (رياض العلماء): إنه توفي سنة 1118، وفي [سفينة البحار] 1119، وفي [آداب اللغة] 1104، والذي اختاره مشايخنا من سنة 1120 هو المعتضد بأن المترجم له نفسه نص على قدومه إلى اصبهان سنة 1117، وقال الشيخ علي الحزين في (التذكرة): إني أدركته بها سنين.توجد ترجمته في أمل الآمل، رياض العلماء، نسمة السحر ج 2، تذكرة الشيخ علي الحزين، السوانح له أيضا، نشوة السلافة لابن بشارة، رياض الجنة للزنوزي، تتميم أمل الآمل للسيد ابن شبانة، نجوم السماء ص 176، روضات الجنات ص 412، المستدرك 3: 386، سفينة البحار 2: 245، معجم المطبوعات ص 244، آداب اللغة العربية 3: 285، مجلة المرشد العراقي 1: 197، وفي غير واحد من أعداد (المرشد) نشر شطر من شعره.ومن غرر شعر شاعرنا المدني قوله يمدح به أمير المؤمنين عليه السلام لما ورد إلى النجف الأشرف مع جمع من حجاج بيت الله: يا صاح! هذا المشهد الأقدس * قرت به الأعين والأنفس
والنجف الأشرف بانت لنا * أعلامه والمعهد الأنفس
والقبة البيضاء قد أشرقت * ينجاب عن لألائها الحندس
حضرة قدس لم ينل فضلها * لا المسجد الأقصى ولا المقدس
حلت بمن حل بها رتبة * يقصر عنها الفلك الأطلس
تود لو كانت حصا أرضها * شهب الدجى والكنس الخنس
وتحسد الأقدام منا على * السعي إلى أعتابها الأرؤس
فقف بها والثم ثرى تربها * فهي المقام الأطهر الأقدس
وقل: صلاة وسلام على * من طاب منها الأصل والمغرس
خليفة الله العظيم الذي * من ضوئه نور الهدى يقبس
نفس النبي المصطفى أحمد * وصنوه والسيد الأرؤس
العلم العيلم بحر الندا * وبره والعالم النقرس فليلنا من نوره مقمر * ويومنا من ضوءه مشمس
أقسم بالله وآياته * ألية تنجي ولا تغمس
إن علي بن أبي طالب * منار دين الله لا يطمس
ومن حباه الله أنباء ما * في كتبه فهو لها فهرس
أحاط بالعلم الذي لم يحط * بمثله بليا ولا هرمس
لولاه لم تخلق سماء ولا * أرض ولا نعمى ولا ابؤس
ولا عفى الرحمن عن آدم * ولا نجا من حوته يونس
هذا أمير المؤمنين الذي * شرايع الله به تحرس
وحجة الله التي نورها * كالصبح لا يخفى ولا يبلس
تالله لا يجحدها جاحد * إلا امرء في غيه مركس
المعلن الحق بلا خشية * حيث خطيب القوم لا ينبس
والمقحم الخيل وطيس الوغى * إذا تناهى البطل الأحرس
جلبابه يوم الفخار التقى * لا الطيلسان الخز والبرنسيرفل من تقواه في حلة * يحسدها الديباج والسندس
يا خيرة الله الذي خيره * يشكره الناطق والأخرس
عبدك قد أمك مستوحشا * من ذنبه للعفو يستأنس
يطوي إليك البحر والبر لا * يوحشه شئ ولا يونس
طورا على فلك به سابح * وتارة تسري به عرمس
في كل هيماء يرى شوكها * كأنه الريحان والنرجس
حتى أتى بابك مستبشرا * ومن أتى بابك لا ييأس
أدعوك يا مولى الورى موقنا * إن دعائي عنك لا يحبسفنجني من خطب دهر غدا * للجسم مني أبدا ينهس
هذا ولولا أملي فيك لم * يقر بي مثوى ولا مجلس
صلى عليك الله من سيد * مولاه في الدارين لا يوكس
ما غردت ورقاء في روضة * وما زهت أغصانها الميس