مرتضى علي الحلي
23-06-2011, 11:05 AM
((المرأةُ وجدلية كمال إيمانها وعقلها ونقصانه))
=========================
في قراءة قرآنيّة بيانية::
::النص القرآني هو الحكمُ الفيصل::
===========================
إنّ مقولة كمال الأيمان والعقل ونقصانه في المرأة تُشكّل اليوم جدلا قيميا وفكريا يحتاج الى مزيد توضيح وإنصاف للمرأة وجوديا ودينيا في التشريع الألهي:
وطبعا من المعلوم أنّ الله تعالى قد قرن الرجل والمرأة في التكليف والخطاب الألهي وجوديا وماثل بينهما في أغلب نصوصه الشريفة
وتكفينا في المقام مفردة((الذين آمنوا)) وهي مفردة تغليبية تشمل الرجال المؤمنين والنساء المؤمنات
وهذا معلوم لكل فرد واعِ بقراءة القرآن الكريم
وأيضا قرن الله تعالى لفظة ومفهوم المؤمنين بالمؤمنات في نصوص عديدة
فقال تعالى مثلا
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
ومعنى الآية هو
والمؤمنون والمؤمنات بالله ورسوله بعضهم أنصار بعض,
يأمرون الناس بالإيمان والعمل الصالح, وينهونهم عن الكفر والمعاصي,
ويؤدون الصلاة, ويعطون الزكاة, ويطيعون الله ورسوله, وينتهون عما نُهوا عنه, أولئك سيرحمهم الله فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته.
إن الله عزيز في ملكه, حكيم في تشريعاته وأحكامه.
فيكفي للمتأمل أن يجد النص هذا ظاهرا ونصا في الوظيفة التشريكية والتشريعية بمستوى واحد بين الرجل والمرأة حيايتا
فالتكليف واحد قطعا بينهما
فلوكانت المرأة ناقصة الإيمان والعقل لما أشركها الله تعالى بمهمة الرجل وهو كامل العقل والإيمان
ولكان الأصل أن تُكلّف المرأة في وظيفة تُناسب نقصان إيمانها وعقلها على مايُزعم .
فالدين عادل ومعتدل في عقدياته وتشريعياته ولايُفرّق بين بني البشر من ذكر وأنثى
في التوصيف بكمال الإيمان والعقل بأصل الخلقة إلاّ في صورة الشذوذ عن جادة الصراط المستقيم .
فمعنى ( النساء ناقصات الأيمان ) وهذه مفردة منسوبة الى الإمام علي /ع/ ظلما وعدوانا
إذ أنّها مخالِفة في مفادها لنصوص القرآن الكريم وقطعياته
هو عبارة عن ترك المرأة لعباداتها المشروطة بالطهارة في وقت تحيّضها أو نفاسها
فهو أيضا أمرٌ من ألله تعالى
فنفس إمتثال المرأة لترك عبادتها هو عبادة وإيمان وطاعة لله تعالى كما نتركُ نحن الرجال أو حتى النساء الصيام في صورة السفر المشروع في طاعة الله تعالى
فهل هذا يُعتَبَر نقصا أيضا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.هذا من جهة
ومن جهة اخرى إنّ الأيمان هو أمر عقدي وقلبي وعقلي ووجداني لا يناله النقص توصيفا لطالما رخّص الله تعالى فيه ترك المرأة لعبادتها المشروطة بالطهارة
بل إنّ الأيمان يُصَنَف معرفيا في منظومة العقديات لا الفقهيات حتى توصّف المرأة بالنقص الأيماني في حال تركها العبادة في وقت تحيّضها تكوينيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن المفارقات العجيبة هنا أنه على فرض صحة نسبة هذا الحديث الى الأمام /علي/ع/
أليس يلزم منه الظلم والقبح على الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا....
.إذ كيف يوصّفُ عليُ /ع/ المرأة بناقصة العقل والحظ والأيمان وربه تعالى يقول في كتابه
(( تبارك ألله أحسنُ الخالقين )) المؤمنون /14/.
ومعنى الأحسن هو الأتم والأكمل في كل شيء خلقه
من ذكر وانثى .
أما مسألة كون المرأة ناقصة العقل فهذا مخالف لشرائط التكليف الألهي للمرأة فقهيا وحكميا
إذ أنه تعالى أشترط وجود العقل كاملا في إمتثال تكاليفه بدليل أنّ المجنون والمُغمى عليه يسقطُ عنه التكليف
فكيف يُكَلّف الله تعالى المرأة وهي نصف عاقلة ونصف مجنونة (بإعتبار أنها ناقصة العقل تكوينيا
فيثبت لها نصفه والنصف الآخر
هو نصف مجنون يعني من الإجتنان وهوالأختفاء عن حريم الذهن البشري وفعالياته التفكيرية بشريا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أيُعقلُ هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن ثمّ إن مسألة عدم إرسال الله تعالى نبيات من النساء لعدم كمال إيمانهن أيضا غير معلوم العلة والحكمة بالنسبة لنا
ولا يمكن حصره بعدم إكتمال إيمان النساء وعقلهنّ إلا أن نُقيمَ دليلا على ذلك المُدّعى
أو لأنّها تتحيّض أولعدم تبتلها ؟
فنقول إنّ معنى البتول هو الأنقطاع الى الله تعالى كما ورد ذلك في القرآن الكريم
في قوله تعالى
{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }المزمل8
((توضيح الآية))
===========
(واذكر اسم ربك) أي قل بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء قراءتك
(وتبتل) انقطع
(إليه تبتيلا) مصدر بتل جيء به رعاية للفواصل وهو ملزوم التبتل
وبعبارة أوضح
واذكر -أيها النبي- اسم ربك, فادعه به, وانقطع إليه انقطاعًا تامًا في عبادتك, وتوكل عليه.
وأيضا ورد في الروايات أنّ معنى البتول هو الإنقطاع الى الله تعالى في العبادة
أوالإنقطاع عن الزواج
وقد ذكر المؤلّف أدناه/أنّ معنى تبتل الزهراء/ع/هو إنقطاعها عن نساء زمانها دينا وفضلا وحسبا:
/إنظر/ المجموع/محي الدين النووي/ج17/ص103
و/هامش الكافي /الكلي
والمعنى الآخر ((للبتول)) روائيا أيضا هو
الأ نقطاع عن الحيض فالروايات تُفَسّر (البتول ) بالمنقطعة عن الحيض
فلذا وصِّفَت الزهراء /ع/ بالبتول /
كما ورد ذلك في رواية عن النبي محمد/ص/ أنه سُئِل عن معنى البتول؟
فقال/ص/ هي التي لم تره حمرة(كناية عن عدم تحيّضها))
إنظر/مشرق الشمسين/البهائي العاملي/ص325.
وممكن أن ينطبق عليها/ع/ كلا المعنيَين (أي معنيي البتول/المنقطعة الى الله تعالى في عبادتها / والمنقطعة عن التحيّض))
إذ لامانع شرعي ولاعقلي من إمكان ذلك بالتخصيص للمعصومين /ع/
ولا علم لنا أيضا بأنّ شرط نبوة المرأة على الفرض التجوزي
أو كونها صديّقة
هو ( تبتلها // أي عدم تحيضها قطعا))
فالأمر(أي كمال إيمانها))
ليس منحصراً في صورة إنقطاع المرأة عن الحيض
فهناك النفاس والأستحاضة وغيرها
ثُمّ على فرض شرطية خلو المرأة من رؤية الدم
حياتيا حتى تكون كاملة الإيمان
أو نبيّة مبعوثة الى الناس::أوصدّيقة معصومة::
ماذا نقول أمام قوله تعالى
في
ضربه لنا مثلا في القرآن الكريم
في شخصية الصديقة (مريم /ع/ )
عندما أجاءها المخاض إلى جذع النخلة ....
فقال تعالى
{فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً }مريم23
((توضيح الآية))
============
فألجأها طَلْقُ الحمل إلى جذع النخلة فقالت: يا ليتني متُّ قبل هذا اليوم, وكنت شيئًا لا يُعْرَف, ولا يُذْكَر, ولا يُدْرَى مَن أنا؟
وبعبارة ثانية أوضح
(فأجاءها) جاء بها (المخاض) وجع الولادة
(إلى جذع النخلة) لتعتمد عليه فولدت والحمل والتصوير والولادة في ساعة
(قالت يا) للتنبيه
(ليتني مت قبل هذا) الأمر
(وكنت نسيا منسيا) شيئا متروكا لا يعرف ولا يذكر
ومع هذا فهي (مريم /ع/ ) وصّفَت بالصديقة والمطهرة
قال تعالى
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المائدة75
والصدّيقة //أي التي صدّقت بأمربها يقينا وهذا وصف لايأتي إلاّ عن كمال عقلها وإيمانها
وقد صَدَّقت تصديقًا جازمًا علمًا وعملا
وقال تعالى أيضا
{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }آل عمران42
((توضيح الآية))
=======
(و) اذكر (إذ قالت الملائكة) أي جبريل
(يا مريم إن الله اصطفاك) اختارك
(وطهرك) من مسيس الرجال(وهذا هو معنى تبتلها))
(واصطفاك على نساء العالمين) أي أهل زمانك
وبمعنى آخر
اذكر -أيها الرسول-
حين قالت الملائكة: يا مريم إن الله اختاركِ لطاعته وطهَّركِ من الأخلاق الرذيلة,
واختاركِ على نساء العالمين في زمانك.
.فهذا يعني أنّ المرأة أياًّ كانت فهي تمُرُ في دور الولادة والنفاس والتحيض إلاّ ما خرج منها بدليل كالصديقة الزهراء/ع/
والتي ورد في الروايات الصحيحة عدم رؤيتها للدم
فإذن على كل حال فإنّ مسألة تحيّض المرأة لاتُشكّل عائقا في حفظ الأيمان أو إنقاصه نسبيا ...
أوعدم صلوحها لتكون صدّيقة أو قدوة للنساء أجمعين
والشاهد القطعي والفصل في إمكان بلوغ المرأة أعلى مراتب الإيمان وصيرورتها إنموذجا يُقتدى به
للرجال والنساء
هو ما ذكره القرآن الكريم في قصة زوجة الطاغيّة فرعون
وهي(آسيا بنت مزاحم)
فقال الله تعالى في ذلك
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }التحريم11
((توضيح الآية))
==========
(وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) آمنت بموسى واسمها آسية
فعذبها فرعون بأن أوتد يديها ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة واستقبل بها الشمس
فكانت إذا تفرق عنها من وكل بها ظللتها الملائكة
(إذ قالت) في حال التعذيب
(رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) فكشف لها فرأته فسهل عليها التعذيب
(ونجني من فرعون وعمله) وتعذيبه
(ونجني من القوم الظالمين) أهل دينه فقبض الله روحها وقال ابن كيسان رفعت إلى الجنة حية فهي تأكل وتشرب
وأخيرا لوكانت المرأة نصف عاقلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كما يُحاول البعض تصوير ذلك مع الأسف ؟؟؟؟؟؟؟
لما ضرب الله تعالى مثلا للذين آمنوا من الرجال والنساء بضرورة الأقتداء بنساء كاملات العقل والأيمان كأسيا بنت مزاحم
وهي إمرأة غير معصومة
نعم المرأة لها من العاطفة الجيّاشة ما ليس للرجل مثلها ولكن فرقٌ وجداني بين عقل المرأة وعاطفتها
::مرتضى علي الحلي /النجف الأشرف/
=========================
في قراءة قرآنيّة بيانية::
::النص القرآني هو الحكمُ الفيصل::
===========================
إنّ مقولة كمال الأيمان والعقل ونقصانه في المرأة تُشكّل اليوم جدلا قيميا وفكريا يحتاج الى مزيد توضيح وإنصاف للمرأة وجوديا ودينيا في التشريع الألهي:
وطبعا من المعلوم أنّ الله تعالى قد قرن الرجل والمرأة في التكليف والخطاب الألهي وجوديا وماثل بينهما في أغلب نصوصه الشريفة
وتكفينا في المقام مفردة((الذين آمنوا)) وهي مفردة تغليبية تشمل الرجال المؤمنين والنساء المؤمنات
وهذا معلوم لكل فرد واعِ بقراءة القرآن الكريم
وأيضا قرن الله تعالى لفظة ومفهوم المؤمنين بالمؤمنات في نصوص عديدة
فقال تعالى مثلا
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
ومعنى الآية هو
والمؤمنون والمؤمنات بالله ورسوله بعضهم أنصار بعض,
يأمرون الناس بالإيمان والعمل الصالح, وينهونهم عن الكفر والمعاصي,
ويؤدون الصلاة, ويعطون الزكاة, ويطيعون الله ورسوله, وينتهون عما نُهوا عنه, أولئك سيرحمهم الله فينقذهم من عذابه ويدخلهم جنته.
إن الله عزيز في ملكه, حكيم في تشريعاته وأحكامه.
فيكفي للمتأمل أن يجد النص هذا ظاهرا ونصا في الوظيفة التشريكية والتشريعية بمستوى واحد بين الرجل والمرأة حيايتا
فالتكليف واحد قطعا بينهما
فلوكانت المرأة ناقصة الإيمان والعقل لما أشركها الله تعالى بمهمة الرجل وهو كامل العقل والإيمان
ولكان الأصل أن تُكلّف المرأة في وظيفة تُناسب نقصان إيمانها وعقلها على مايُزعم .
فالدين عادل ومعتدل في عقدياته وتشريعياته ولايُفرّق بين بني البشر من ذكر وأنثى
في التوصيف بكمال الإيمان والعقل بأصل الخلقة إلاّ في صورة الشذوذ عن جادة الصراط المستقيم .
فمعنى ( النساء ناقصات الأيمان ) وهذه مفردة منسوبة الى الإمام علي /ع/ ظلما وعدوانا
إذ أنّها مخالِفة في مفادها لنصوص القرآن الكريم وقطعياته
هو عبارة عن ترك المرأة لعباداتها المشروطة بالطهارة في وقت تحيّضها أو نفاسها
فهو أيضا أمرٌ من ألله تعالى
فنفس إمتثال المرأة لترك عبادتها هو عبادة وإيمان وطاعة لله تعالى كما نتركُ نحن الرجال أو حتى النساء الصيام في صورة السفر المشروع في طاعة الله تعالى
فهل هذا يُعتَبَر نقصا أيضا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.هذا من جهة
ومن جهة اخرى إنّ الأيمان هو أمر عقدي وقلبي وعقلي ووجداني لا يناله النقص توصيفا لطالما رخّص الله تعالى فيه ترك المرأة لعبادتها المشروطة بالطهارة
بل إنّ الأيمان يُصَنَف معرفيا في منظومة العقديات لا الفقهيات حتى توصّف المرأة بالنقص الأيماني في حال تركها العبادة في وقت تحيّضها تكوينيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن المفارقات العجيبة هنا أنه على فرض صحة نسبة هذا الحديث الى الأمام /علي/ع/
أليس يلزم منه الظلم والقبح على الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا....
.إذ كيف يوصّفُ عليُ /ع/ المرأة بناقصة العقل والحظ والأيمان وربه تعالى يقول في كتابه
(( تبارك ألله أحسنُ الخالقين )) المؤمنون /14/.
ومعنى الأحسن هو الأتم والأكمل في كل شيء خلقه
من ذكر وانثى .
أما مسألة كون المرأة ناقصة العقل فهذا مخالف لشرائط التكليف الألهي للمرأة فقهيا وحكميا
إذ أنه تعالى أشترط وجود العقل كاملا في إمتثال تكاليفه بدليل أنّ المجنون والمُغمى عليه يسقطُ عنه التكليف
فكيف يُكَلّف الله تعالى المرأة وهي نصف عاقلة ونصف مجنونة (بإعتبار أنها ناقصة العقل تكوينيا
فيثبت لها نصفه والنصف الآخر
هو نصف مجنون يعني من الإجتنان وهوالأختفاء عن حريم الذهن البشري وفعالياته التفكيرية بشريا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أيُعقلُ هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن ثمّ إن مسألة عدم إرسال الله تعالى نبيات من النساء لعدم كمال إيمانهن أيضا غير معلوم العلة والحكمة بالنسبة لنا
ولا يمكن حصره بعدم إكتمال إيمان النساء وعقلهنّ إلا أن نُقيمَ دليلا على ذلك المُدّعى
أو لأنّها تتحيّض أولعدم تبتلها ؟
فنقول إنّ معنى البتول هو الأنقطاع الى الله تعالى كما ورد ذلك في القرآن الكريم
في قوله تعالى
{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً }المزمل8
((توضيح الآية))
===========
(واذكر اسم ربك) أي قل بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء قراءتك
(وتبتل) انقطع
(إليه تبتيلا) مصدر بتل جيء به رعاية للفواصل وهو ملزوم التبتل
وبعبارة أوضح
واذكر -أيها النبي- اسم ربك, فادعه به, وانقطع إليه انقطاعًا تامًا في عبادتك, وتوكل عليه.
وأيضا ورد في الروايات أنّ معنى البتول هو الإنقطاع الى الله تعالى في العبادة
أوالإنقطاع عن الزواج
وقد ذكر المؤلّف أدناه/أنّ معنى تبتل الزهراء/ع/هو إنقطاعها عن نساء زمانها دينا وفضلا وحسبا:
/إنظر/ المجموع/محي الدين النووي/ج17/ص103
و/هامش الكافي /الكلي
والمعنى الآخر ((للبتول)) روائيا أيضا هو
الأ نقطاع عن الحيض فالروايات تُفَسّر (البتول ) بالمنقطعة عن الحيض
فلذا وصِّفَت الزهراء /ع/ بالبتول /
كما ورد ذلك في رواية عن النبي محمد/ص/ أنه سُئِل عن معنى البتول؟
فقال/ص/ هي التي لم تره حمرة(كناية عن عدم تحيّضها))
إنظر/مشرق الشمسين/البهائي العاملي/ص325.
وممكن أن ينطبق عليها/ع/ كلا المعنيَين (أي معنيي البتول/المنقطعة الى الله تعالى في عبادتها / والمنقطعة عن التحيّض))
إذ لامانع شرعي ولاعقلي من إمكان ذلك بالتخصيص للمعصومين /ع/
ولا علم لنا أيضا بأنّ شرط نبوة المرأة على الفرض التجوزي
أو كونها صديّقة
هو ( تبتلها // أي عدم تحيضها قطعا))
فالأمر(أي كمال إيمانها))
ليس منحصراً في صورة إنقطاع المرأة عن الحيض
فهناك النفاس والأستحاضة وغيرها
ثُمّ على فرض شرطية خلو المرأة من رؤية الدم
حياتيا حتى تكون كاملة الإيمان
أو نبيّة مبعوثة الى الناس::أوصدّيقة معصومة::
ماذا نقول أمام قوله تعالى
في
ضربه لنا مثلا في القرآن الكريم
في شخصية الصديقة (مريم /ع/ )
عندما أجاءها المخاض إلى جذع النخلة ....
فقال تعالى
{فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً }مريم23
((توضيح الآية))
============
فألجأها طَلْقُ الحمل إلى جذع النخلة فقالت: يا ليتني متُّ قبل هذا اليوم, وكنت شيئًا لا يُعْرَف, ولا يُذْكَر, ولا يُدْرَى مَن أنا؟
وبعبارة ثانية أوضح
(فأجاءها) جاء بها (المخاض) وجع الولادة
(إلى جذع النخلة) لتعتمد عليه فولدت والحمل والتصوير والولادة في ساعة
(قالت يا) للتنبيه
(ليتني مت قبل هذا) الأمر
(وكنت نسيا منسيا) شيئا متروكا لا يعرف ولا يذكر
ومع هذا فهي (مريم /ع/ ) وصّفَت بالصديقة والمطهرة
قال تعالى
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المائدة75
والصدّيقة //أي التي صدّقت بأمربها يقينا وهذا وصف لايأتي إلاّ عن كمال عقلها وإيمانها
وقد صَدَّقت تصديقًا جازمًا علمًا وعملا
وقال تعالى أيضا
{وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ }آل عمران42
((توضيح الآية))
=======
(و) اذكر (إذ قالت الملائكة) أي جبريل
(يا مريم إن الله اصطفاك) اختارك
(وطهرك) من مسيس الرجال(وهذا هو معنى تبتلها))
(واصطفاك على نساء العالمين) أي أهل زمانك
وبمعنى آخر
اذكر -أيها الرسول-
حين قالت الملائكة: يا مريم إن الله اختاركِ لطاعته وطهَّركِ من الأخلاق الرذيلة,
واختاركِ على نساء العالمين في زمانك.
.فهذا يعني أنّ المرأة أياًّ كانت فهي تمُرُ في دور الولادة والنفاس والتحيض إلاّ ما خرج منها بدليل كالصديقة الزهراء/ع/
والتي ورد في الروايات الصحيحة عدم رؤيتها للدم
فإذن على كل حال فإنّ مسألة تحيّض المرأة لاتُشكّل عائقا في حفظ الأيمان أو إنقاصه نسبيا ...
أوعدم صلوحها لتكون صدّيقة أو قدوة للنساء أجمعين
والشاهد القطعي والفصل في إمكان بلوغ المرأة أعلى مراتب الإيمان وصيرورتها إنموذجا يُقتدى به
للرجال والنساء
هو ما ذكره القرآن الكريم في قصة زوجة الطاغيّة فرعون
وهي(آسيا بنت مزاحم)
فقال الله تعالى في ذلك
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }التحريم11
((توضيح الآية))
==========
(وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) آمنت بموسى واسمها آسية
فعذبها فرعون بأن أوتد يديها ورجليها وألقى على صدرها رحى عظيمة واستقبل بها الشمس
فكانت إذا تفرق عنها من وكل بها ظللتها الملائكة
(إذ قالت) في حال التعذيب
(رب ابن لي عندك بيتا في الجنة) فكشف لها فرأته فسهل عليها التعذيب
(ونجني من فرعون وعمله) وتعذيبه
(ونجني من القوم الظالمين) أهل دينه فقبض الله روحها وقال ابن كيسان رفعت إلى الجنة حية فهي تأكل وتشرب
وأخيرا لوكانت المرأة نصف عاقلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كما يُحاول البعض تصوير ذلك مع الأسف ؟؟؟؟؟؟؟
لما ضرب الله تعالى مثلا للذين آمنوا من الرجال والنساء بضرورة الأقتداء بنساء كاملات العقل والأيمان كأسيا بنت مزاحم
وهي إمرأة غير معصومة
نعم المرأة لها من العاطفة الجيّاشة ما ليس للرجل مثلها ولكن فرقٌ وجداني بين عقل المرأة وعاطفتها
::مرتضى علي الحلي /النجف الأشرف/